منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30484)

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 10:35 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ السّابعُ عشرَ


في الجَمْعِ يُرَادُ بِهِ الوَاحِدُ


مِنْ سُنَنِ العَرَبِ الإتْيانُ بذلكَ، كما قَالَ تَعالَى: {مَا كانَ
للمُشْرِكينَ أنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ}*، وإنمَّا أرادَ المَسْجِدَ
الحَرَامَ، وقالَ عزَّ وجَلَّ: {وإذ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فادَّارَأْتُمْ فيها}**،
وكانَ القاتلُ وَاحِدًا.


*الآية "17" من سورة التوبة.
**الآية " 72" من سورة البقرة.

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 10:58 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثامنُ عشرَ


في أمْرِ الوَاحِدِ بِلفظِ أَمْرِ الاثْنَينِ


تَقُولُ العَرَبُ: افْعَلَا كَذَا، والمُخَاطَبُ وَاحِدٌ، كما قالَ اللهُ عزَّ
وجَلَّ: {أَلْقِيَا في جَهَنَّمَ كلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ}* وهُوَ خِطَابٌ لِمَالكٍ
خَازِنِ النَّارِ. وكما قالَ الأعْشَى:

وَصَلِّ عَلَى خَيرِ العَشِيَّاتِ والضُّحَى
ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعْبُدَا


ويُقالُ: إنّهُ أرَادَ واللهَ فاعبُدَنْ، فقَلَبَ النُّونَ الخَفِيفةَ
أَلِفًا. وكَذلِكَ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {ألْقِيَا في جَهَنَّمَ}**.



*الآية "24" من سورة ق.
**الآية "24" من سورة ق.

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 12:28 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ التاسعُ عشرَ


في الفِعْلِ يَأتي بِلفْظِ المَاضي وهُوَ مُستَقْبَلٌ
وبِلفظِ المُسْتَقْبَلِ وهوَ مَاضٍ



قالَ اللهُ تَعالَى: {أتى أمرُ اللّهِ}*: أي يأتِي. وقالَ جلَّ ذِكرُهُ:
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}**، أي لم يَصَّدَّقَ ولمْ يُصَلِّ . وقال عزَّ
مِنْ قائلٍ في ذِكرِ الماضِي بِلَفْظِ المُسْتَقْبَلِ: {فَلِمَ تَقتُلونَ
أنْبيَاءَ اللهِ مِنْ قَبلُ}*** أيْ لِمَ قَتَلتُمْ؟ وقالَ تَعالَى: {واتَّبَعُوا
ما تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ}+، أيْ ما تَلَتْ. وقدْ تَأتي كانَ بِلَفْظِ الماضِي
ومعنَى المُسْتَقْبَلِ، كما قال الشاعر:

فَأدْرَكْتُ مَنْ قَدْ كانَ قَبْلِي ولَمْ أدَعْ
لِمَنْ كانَ بَعْدِي في القَصَائِدِ مَصْنَعَا


أيْ لِمَنْ يَكونُ بَعْدِي. وفي القُرْآنِ: {وكانَ اللهُ غَفورًا رَحيمًا}++
أيْ كانَ ويَكونُ وهُوَ كَائنٌ الآنَ جلَّ ثَنَاؤُهُ.


*الآية "1" من سورة النحل.
**الآية "31" من سورة القيامة.
***الآية "91" من سورة البقرة.
+الآية "102" من سورة البقرة.
++الآية "106" من سورة النساء.

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 12:47 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ العِشرونَ


في المَفْعُولِ يَأتِي بِلفْظِ الفَاعِلِ



تَقُولُ العَرَبُ: سِرٌّ كاتِمٌ أيْ مَكتُومٌ، ومَكانٌ عَامِرٌ أي مَعْمُورٌ.
وفي القُرْآنِ: {لَا عَاصِمَ اليَومَ مِنْ أمْرِ اللّهِ}* أيْ لَا مَعْصومَ.
وقالَ تَعَالَى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}**، أي مَدفُوقٍ. وقال:
{عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}***، أيْ مَرْضِيَّةٍ. وقالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: {حَرَمًا
آمِنًا}**** أيْ مَأمونًا. وقالَ جَريرُ:

إنَّ البَليَّةَ مَنْ تَمَلُّ كَلَامَهُ
فانْقَعْ فُؤادَكَ مِنْ حَدِيثِ الوَامِقِ

أيْ من حَدِيثِ المَومُوقِ.


*الآية "43" من سورة هود.
*الآية "6" من سورة الطارق.
*الآية "21" من سورة الحاقة.
*الآية "67" من سورة العنكبوت.

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 01:28 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفَصْلُ الواحدُ والعشرونَ


في الفَاعِلِ يَأتي بِلَفْظِ المَفْعُولِ



كما قالَ تَعالَى: {إنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأتِيّا}* أي آتيًا، وكما قالَ
جلَّ جلالُهُ: {حِجَابًا مَسْتُورًا}** أي سَاتِرًا.


*الآية "61" من سور مريم.
**الآية "45" من سورة الإسراء.

عبد السلام بركات زريق 02-07-2023 02:20 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثّاني والعِشرونَ


إجْرَاءِ الاثْنَينِ مَجْرَى الجَمْعِ


قال الشَّعبيُّ في كَلامٍ لَهُ في مَجْلِسِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ:
رَجُلانِ جَاؤُوني، فقالَ عبدُ المَلكِ: لَحَنْتَ يا شَعبيُّ، قالَ
يا أمَيرَ المُؤمِنينَ لَمْ أَلْحَنْ معَ قولِ اللّهِ عَزّ وجلَّ: {هَذانِ
خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ}*. فقالَ عبدُ الملكِ: للهِ درُّكَ
يا فَقيهَ العِراقَيْنِ** قَدْ شَفيتَ وكَفَيتَ!!


*الآية "19" من سورة الحج.
**وهما: الكوفة والبصرة.

عبد السلام بركات زريق 02-08-2023 11:44 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثالثُ والعشرونَ


في إقَامَةِ الاسْمِ والمَصْدَرِ مَقَامَ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ


تقولُ العَرَبُ: رَجُلٌ عَدْلٌ أيْ عَادِلٌ، ورَضِيٌّ أي مَرْضِيٌّ، وبنو
فُلانٍ لَنَا سِلْمٌ أيْ مُسَالِمُونَ، وحَرْبٌ أي مُحَارِبُونَ. وفي القُرْآنِ:
{ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ}*، وتقديرُهُ: ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمَنَ
باللهِ، فَأضْمَرَ ذِكرَ البِرِّ وحَذَفَهُ.


*من الآية "177" من سورة البقرة.

عبد السلام بركات زريق 02-08-2023 11:49 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الرابعُ والعشرونَ


في تَذْكِيرِ المُؤَنَّثِ وتَأنيثِ المُذَكَّرِ في الجَمْعِ


هوَ مِنْ سُنَنِ العَرَبِ، قالَ عَزَّ وجَلَّ: {وقَالَ نِسْوَةٌ في
المَدِيْنَةِ"}*، وقال تَعَالَى: {قالت الأعرابُ آمَنَّا}**.


*من الآية "30" من سورة يوسف.
*من الآية "14" من سورة الحجرات.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 09:48 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الخامسُ والعشرونَ


في حَمْلِ اللَّفْظِ عَلَى المَعْنَى في تَذْكِيرِ المُؤَنَّثِ وتَأنِيثِ المُذَكَّرِ


مِنْ سُنَنِ العَرَبِ تَرْكُ حُكْمِ ظَاهِرِ اللَّفْظِ وحَمْلِهِ على
مَعْنَاهُ كما يَقُولُونَ: ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ، والنَّفْسُ مُؤنَّثَةٌ، وإنَّما
حَمَلُوهُ على مَعْنَى الإنْسانِ أو مَعْنى الشَّخْصِ.
قالَ الشَّاعرُ:

ما عِنْدَنَا إلَّا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ
مِثْلُ النُّجومِ تَلَألَأتْ في الحِنْدِسِ*


وقال عُمَرُ بْنُ عبدِ اللهِ بْنِ أبي رَبِيعَةَ:

فكانَ مِجَنِّي** دُونَ ما كُنْتُ أَتَّقِي
ثلاثُ شُخُوصٍ كاعِبانِ*** وَمُعْصِرُ


فحمِلَ ذلكَ عَلَى أنَّهنّ نِساءٌ. وقالَ الأعْشَى:

لِقَوْمٍ وكانُوا هُمُ المُنْفِدِينَ
شَرَابَهُمُ قَبْلَ تَنْفَادِهَا


فأنَّثَ الشَّرَابَ لمَّا كانَ الخَمرُ في المَعنَى وهي مُؤنّثَةٌ، كما
ذَكَرَ الكَفَّ وهيَ مؤنَّثةٌ في قَولهِ:

أرَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفًا كأنَّما
يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبَا

فحَمَلَ الكَلامَ على العُضْوِ وهو مُذَكَّرٌ. وكَمَا قالَ الآخَرُ:

يا أيُّها الرَّاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ
سَائلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هَذهِ الصَّوتُ


أيْ مَا هَذه الجَلَبةُ؟ وقال الآخرُ:

مِنَ النَّاسِ إنْسانانِ دَيْنِي عَلَيْهِما
مَلِيئانِ، لوْ شَاءَا لَقدْ قَضَيانِي

خَليلَيَّ أمّا أمُّ عَمرٍو فَواحِدٌ
وأمَّا عَنِ الثّاني فَلا تَسَلَانِي


فَحَمَلَ المَعْنى عَلى الإنْسانِ أو عَلَى الشَّخْصِ. وفي القرآنِ:
{وأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعةِ سَعيرًا}+، والسَّعِيرُ مُذَكَّرٌ، ثمَّ
قالَ:{إذَا رَأتهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ}++، فَحملَهُ على النَّارِ فأنَّثَهُ،
وقالَ عزَّ اسْمُهُ: {فأحْيَينا بهِ بَلْدَةً مَيْتًا}+++ ولم يَقُلْ مَيْتَةً لأنَّهُ
حَمَلهُ على المكانِ. وقالَ جلّ ثناؤُهُ: {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِه}++++
فَذَكَرَ السَّماءَ وهيَ مُؤَنَّثةٌ لأنَّهُ حَمَلَ الكَلامَ عَلى السَّقْفِ
وكلُّ مَا عَلاكَ وأظلَّكَ فهوَ سَماءٌ واللهُ أعلمُ.


*الحِنْدِس: هو الظلام الشديد.
**المجن: الترس وقيل الوقاية في الحرب مطلقًا.
***الكاعب: المرأة نتأ ثدياها، والمعصر البالغة، يقال:
أعصرت الفتاة أدركت.
+من الآية "11" من سورة الفرقان.
++من الآية "12" من سورة الفرقان.
+++من الآية "11" من سورة ق.
++++من الآية "18" من سورة المزمل.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 11:14 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ السادسُ والعشرونَ


في حِفْظِ التَّوَازُنِ


العَرَبُ تَزيدُ وتَحْذِفُ حِفظًا للتَّوَازُنِ وإيثارًا لَهُ، أما
الزِّيَادَةُ فكمَا قَالَ تَعَالَى: {وتَظُنُّونَ باللَّهِ الظُّنُونا}*،
وكما قال: {فأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}**.
وأمَّا الحَذْفُ فَكَما قَالَ جلَّ اسْمُهُ: {واللَّيلِ إذا يَسرِ}***
وقال: {الكبيرُ المُتعَالِ}+، وقال: {يومَ التَّنادِ}++ و{يَومَ
التَّلاقِ}+++. وكما قالَ لَبِيدُ:

إنَّ تَقْوَى رَبِّنا خَيرُ نَفَلْ
وبإذْنِ اللَّهِ رَيْثِي وَعَجَلْ


أي وعَجَلِي، وكما قالَ الأعشَى:

ومِنْ شَانئٍ كاسِفٍ وَجهُهُ
إذَا مَا انْتسَبتُ لهُ أنْكَرَنْ


أي أنْكَرَنِي.

*من الآية "10" من سورة الأحزاب.
**من الآية "67" من سورة الأحزاب.
***من الآية "4" من سورة الفجر.
+من الآية "9" من سورة الرعد.
++من الآية "32" من سورة غافر.
+++من الآية "15" من سورة غافر.


الساعة الآن 03:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team