منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   نسمات إيمانية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=93)
-   -   مواقف إيمانية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28609)

عبد الكريم الزين 05-11-2021 12:56 AM

مواقف إيمانية
 
صاحب النَّقْب

كان الأمير الأموي مسلمة بن عبد الملك يُحاصر حصناً عظيماً للروم، واستعصى فتحه على الجيش، فوقف مسلمة وخطب بين الجند قائلا: "أما فيكم أحد يقْدِم فيحدث لنا نقباً في هذا الحصن؟". فتقدم جندي ملثم، وألقى بنفسه على الحصن، واحتمل ما احتمل من أخطار وآلام، حتى أحدث في الحصن نقباً كان سبباً في فتح المسلمين له.
عقب فتح الحصن نادى مسلمة في جنوده قائلاً: "أين صاحب النقب؟" فلم يجبه أحد، فقال مسلمة: "عزمتُ على صاحب النقب أن يأتي للقائي، وقد أمرت الآذن بإدخاله علي ساعة مجيئه".
بعد حين أقبل نحو الآذن شخص ملثم، وقال له: "استأذن لي على الأمير"، فقال له: "أأنت صاحب النقب؟". فأجاب: "أنا أخبركم عنه، وأدلكم عليه"، فأدخله الآذن على مسلمة، فقال الجندي الملثم للقائد: "إن صاحب النقب يشترط عليكم أموراً ثلاثة: ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة، وألا تأمروا له بشيء جزاء ما صنع، وألا تسألوه من هو؟". فقال مسلمة: "له ذلك، فأين هو؟" فأجاب الجندي في تواضع واستحياء: "أنا صاحب النقب أيها الأمير، ثم سارع بالخروج"، فغاب بعد ذلك فلم يُر.
فكان مسلمة بعد ذلك لا يصلي صلاة إلا قال في دعائها: "اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة".

عبد الكريم الزين 05-11-2021 11:03 AM

رد: مواقف إيمانية
 
هذا مني وأنا منه

كان الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه دميم الخلقة، حسن الخلق، وكانت فيه دعابة، وكان عزباً فخطب له النبي صلى الله عليه وسلم ابنة رجل من الأنصار فقال الرجل: حتى أشاور أمها، فلما ذكر الرجل الأمر لزوجته، أنفت من ذلك لدمامته وفقره، وبينما هَمَّ الرجل بالقيام لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم برفض زوجته، قالت البنت: أتردون على رسول الله أمره؟! فما كان منهما إلا أن تراجعا عن قرارهما، ووافقا على الزواج، وتم بحمد الله.
وفي غزوة من الغزوات خرج جليبيب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، واستشهد فيها رضي الله عنه، فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ: أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَغْزَىً لَهُ. فَأَفَاءَ اللّهُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ. فُلاَناً وَفُلاَناً وَفُلاَناً. ثُمّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ. فُلاَناً وَفُلاَناً وَفُلاَناً. ثُمّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: لاَ. قَالَ: "لَكِنّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيباً. فَاطْلُبُوهُ" فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَىَ. فَوَجَدُوهُ إِلَىَ جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ. ثُمّ قَتَلُوهُ. فَأَتَىَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَفَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "قَتَلَ سَبْعَةً. ثُمّ قَتَلُوهُ. هَذَا مِنّي وَأَنَا مِنْهُ. هَذَا مِنّي وَأَنَا مِنْهُ". قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَىَ سَاعِدَيْهِ. لَيْسَ لَهُ إِلّا سَاعِدا النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ. وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلا. رواه مسلم.

ثريا نبوي 05-11-2021 12:44 PM

رد: مواقف إيمانية
 
ما شاء الله، سِيَرٌ عَطِرة، ما أحوجنا إلى تلقينِها لأولادِنا وأحفادِنا
لتكونَ لهم قدوةً يقتدونَ بها؛ بعيدًا عن البرامج المُشوَّهة والمُشوِّهة
لاختيار المطربينَ والمُطربات
تلك البرامج التافهة التي يدعمها الكبارُ قبل الصغار وبالملايين
فإذا بنا نُوغِلُ في الابتعاد عن تاريخنا وأمجادنا، بمزيدٍ من الضياع
ومزيدٍ من فقْدِ معالِمِ الطريق، وتسطيحِ الاهتمامات

سأتابعُ بكل اهتمام بمشيئة الله
بُورِكتَ والعطاء في كل مكان مشرفنا الراقي أ. عبد الكريم
:
أظن الكلمة هي: النَّقْب/ مصدر الفعل نَقَبَ
فحقها التشكيل حتى لا تلتبس مع اسم صحراءِ النَّقَب الفلسطينية
وظنٌّ آخر:
ربما نقبَ هذا الفارسُ الحِصنَ ليلا والكل نيام: الجيشُ والأعداء
فيما قرأتُ منذ زمن؛ فلما أصبحوا وجدوا النَّقْبَ أو الثغرة
وهذا أقربُ للمنطق

ثريا نبوي 05-11-2021 01:02 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 296891)
هذا مني وأنا منه

كان الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه دميم الخلقة، حسن الخلق، وكانت فيه دعابة، وكان عزباً فخطب له النبي صلى الله عليه وسلم ابنة رجل من الأنصار فقال الرجل: حتى أشاور أمها، فلما ذكر الرجل الأمر لزوجته، أنفت من ذلك لدمامته وفقره، وبينما هَمَّ الرجل بالقيام لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم برفض زوجته، قالت البنت: أتردون على رسول الله أمره؟! فما كان منهما إلا أن تراجعا عن قرارهما، ووافقا على الزواج، وتم بحمد الله.
وفي غزوة من الغزوات خرج جليبيب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، واستشهد فيها رضي الله عنه، فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ: أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَغْزَىً لَهُ. فَأَفَاءَ اللّهُ عَلَيْهِ. فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ. فُلاَناً وَفُلاَناً وَفُلاَناً. ثُمّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ. فُلاَناً وَفُلاَناً وَفُلاَناً. ثُمّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: لاَ. قَالَ: "لَكِنّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيباً. فَاطْلُبُوهُ" فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَىَ. فَوَجَدُوهُ إِلَىَ جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ. ثُمّ قَتَلُوهُ. فَأَتَىَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَفَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "قَتَلَ سَبْعَةً. ثُمّ قَتَلُوهُ. هَذَا مِنّي وَأَنَا مِنْهُ. هَذَا مِنّي وَأَنَا مِنْهُ". قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَىَ سَاعِدَيْهِ. لَيْسَ لَهُ إِلّا سَاعِدا النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ. وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلا. رواه مسلم.

وهذه قصةٌ رائعةٌ أخرى ومما قرأتُه عن زوجة هذا الصحابيّ، أنها صارت بدعاءِ الرسول صلى الله عليه وسلم، من أغنى سيداتِ المدينةِ كما كانت أكثرهنّ عطاءً

بُورِكتَ أستاذنا الزين وجزاك الله خيرًا

:45:

عبد الكريم الزين 05-11-2021 01:43 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 296894)
ما شاء الله، سِيَرٌ عَطِرة، ما أحوجنا إلى تلقينِها لأولادِنا وأحفادِنا
لتكونَ لهم قدوةً يقتدونَ بها؛ بعيدًا عن البرامج المُشوَّهة والمُشوِّهة
لاختيار المطربينَ والمُطربات
تلك البرامج التافهة التي يدعمها الكبارُ قبل الصغار وبالملايين
فإذا بنا نُوغِلُ في الابتعاد عن تاريخنا وأمجادنا، بمزيدٍ من الضياع
ومزيدٍ من فقْدِ معالِمِ الطريق، وتسطيحِ الاهتمامات

سأتابعُ بكل اهتمام بمشيئة الله
بُورِكتَ والعطاء في كل مكان مشرفنا الراقي أ. عبد الكريم
:
أظن الكلمة هي: النَّقْب/ مصدر الفعل نَقَبَ
فحقها التشكيل حتى لا تلتبس مع اسم صحراءِ النَّقَب الفلسطينية
وظنٌّ آخر:
ربما نقبَ هذا الفارسُ الحِصنَ ليلا والكل نيام: الجيشُ والأعداء
فيما قرأتُ منذ زمن؛ فلما أصبحوا وجدوا النَّقْبَ أو الثغرة
وهذا أقربُ للمنطق

تسرني متابعة أستاذتنا الشاعرة واهتمامها بالموضوع.
ولقد أصبت كبد الحقيقة حين بينت الاستلاب الثقافي الذي يتعرض له أولادنا، في ظل التقصير الملاحظ في أدب الطفل العربي المسلم.
قمت بتشكيل كلمة النقب حتى لا تلتبس مع صحراء النقب حيث يوجد المفاعل النووي الصهيوني" ديمونا".
بارك الله فيك وفي قلمك
تحياتي:31:

عبد الكريم الزين 05-12-2021 03:59 AM

رد: مواقف إيمانية
 
بِرُّ الوالِدَين

عن أُسَيْرِ بْنِ عَمْرو -ويُقَالُ: ابْنُ جابِر- قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمنِ سأَلَهُمْ: "أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟" حتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: "أَنْتَ أُوَيْس بْنُ عامِرٍ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟" قَالَ: نعَمْ، قَالَ: "فكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرِئْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "لَكَ والِدَةٌ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: يَأْتِي علَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُو بِها بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّه لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لي"، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: "أَيْنَ تُرِيدُ؟" قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: "أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلى عَامِلهَا؟" قَالَ: أَكُونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أَحبُّ إِلَيَّ, فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَامِ المُقبل حجَّ رجلٌ من أشرافهم، فوافى عُمَرَ, فَسَألَهُ عَنْ أُوَيْسٍ, فَقَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ البيت، قليل المتاع, قالَ: "سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادٍ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ, ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ, كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ, لَهُ وَالِدةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ, فَإنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ"، فَأتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي, قَالَ: أنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لي, قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فاسْتَغْفَرَ لَهُ, فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ, فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. رواه مسلم.

عبد الكريم الزين 05-13-2021 02:53 AM

رد: مواقف إيمانية
 
رجل من أهل الجنة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يطلُع عليكم الآنَ رجلٌ من أهل الجنة)، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيتُه من وضوئه، قد تعلَّـقَ نعليه في يده الشمال، فلمَّا كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلـع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تَبِعَه عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحَيْتُ أبي، فأقسمت ألَّا أدخلَ عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُؤْويني إليك حتى تمضي، فعلتُ، قال: نعم، قال أنس: وكان عبدالله يحدث: أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارَّ وتقلَّبَ على فراشه، ذكر الله عز وجل، وكبَّرَ حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا، فلما مَضَتِ الثلاثُ ليالٍ، وكِدْتُ أن أحقِرَ عملَه، قلت: يا عبدالله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثَمَّ؛ ولكن سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مِرار: (يطلُع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة)، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردْتُ أن آوي إليك؛ لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرَكَ تعمل كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، قال: فلما ولَّيْتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسُدُ أحدًا على خير أعطاه الله إيَّاه، فقال عبدالله: هذه التي بَلَغَتْ بك، وهي التي لا نُطِيق.

ثريا نبوي 05-13-2021 11:43 AM

رد: مواقف إيمانية
 
سلام الله عليكَ في الطيبين، والانتقاءاتُ عناوين
وكل عام وأنتم بكل خير والأمة كلها

رائعٌ كالعادةِ ما انتقيتَ أستاذنا
فقط استوقفتني هذه الجملة (قد تعلَّـقَ نعليه في يده)
وتحتمل صيغةً من اثنتين:
قد تعلَّـقَ (نعلاهُ) في يده .... باعتبارهما فاعل مرفوع بالألِف
أو: قد علَّـقَ (نعليه) في يده ..... باعتبارِهما مفعولًا به منصوبًا بالياء
لعل مراجعة المصدر تُسفِرُ عن ترجيحِ إحداهما وأظنها الثانية

تقديري الجَمّ وباقةُ أمنيات
و:45:

عبد الكريم الزين 05-13-2021 09:00 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 297083)
سلام الله عليكَ في الطيبين، والانتقاءاتُ عناوين
وكل عام وأنتم بكل خير والأمة كلها

رائعٌ كالعادةِ ما انتقيتَ أستاذنا
فقط استوقفتني هذه الجملة (قد تعلَّـقَ نعليه في يده)
وتحتمل صيغةً من اثنتين:
قد تعلَّـقَ (نعلاهُ) في يده .... باعتبارهما فاعل مرفوع بالألِف
أو: قد علَّـقَ (نعليه) في يده ..... باعتبارِهما مفعولًا به منصوبًا بالياء
لعل مراجعة المصدر تُسفِرُ عن ترجيحِ إحداهما وأظنها الثانية

تقديري الجَمّ وباقةُ أمنيات
و:45:


وعليكم سلام الله ورحمته
كل عام وأنتم بخير، وأدام الله عليكم نعمة الصحة والعافية.
تسرني متابعتك الراقية وحرصك الشديد على سلامة اللغة العربية.
وليس ذلك بمستغرب من شاعرة تنصاع الحروف لسحر إبداعها.
لقد استوقفتني هذه الجملة التي أشرت إليها أثناء اختياري للموضوع، وبعد البحث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (حديث رقم 12697 )
وجدت انها كتبت بنفس الصيغة، فتركتها على حالها. خصوصا أن كلمة تعلق وردت في معجم المعاني الجامع بعبارة "تَعَلَّقَ الشيءَ: -عَلَّقَه".
لك كل الشكر والثناء على مرورك العطر.
بوركت ودام العطاء.
تحياتي وتقديري:31:

ثريا نبوي 05-14-2021 10:06 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 297102)
وعليكم سلام الله ورحمته
كل عام وأنتم بخير، وأدام الله عليكم نعمة الصحة والعافية.
تسرني متابعتك الراقية وحرصك الشديد على سلامة اللغة العربية.
وليس ذلك بمستغرب من شاعرة تنصاع الحروف لسحر إبداعها.
لقد استوقفتني هذه الجملة التي أشرت إليها أثناء اختياري للموضوع، وبعد البحث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (حديث رقم 12697 )
وجدت انها كتبت بنفس الصيغة، فتركتها على حالها. خصوصا أن كلمة تعلق وردت في معجم المعاني الجامع بعبارة "تَعَلَّقَ الشيءَ: -عَلَّقَه".
لك كل الشكر والثناء على مرورك العطر.
بوركت ودام العطاء.
تحياتي وتقديري:31:

بُورِكتَ أيها الكريم وجزاك الله خيرًا على ردكَ الراقي،
وما ترفِدُنا به من نقاءٍ ونور، وما تقوم به من بحثٍ وتدقيق
شكرًا بلا شُطآن على المعلومة التي أصافحُها لأول مرة
وسوف أمرِّنُ لساني على اعتيادِها؛ فكم هي جميلةٌ حقًّا
قد لاحظتُها من قبل في أغنيةٍ بالفُصحى تقول:
تعلَّقَ قلبي طفلةً عربيّةً تَنَعَّمُ بالدِّيباج والحِلِي والحُلَل
فكنتُ أتعجب - والمطربة هي سميرة توفيق- لمَ لم تَقُل: بطفلةٍ؟
لكنني أدركتُ المعنى المقصود الآن وإن كان معكوسًا:
فالطفلة العربيةُ هي مَن تعلَّقَتِ الشاعر وليس العكس
أكرر شكري وتقديري لمثابرتِكَ وصبرِكَ على مُداخلاتي
دُمتَ للثقافةِ ذُخرًا ومعينًا لا يعرفُ النضوب

:45:

عبد السلام بركات زريق 05-14-2021 01:42 PM

رد: مواقف إيمانية
 
الأخ الأديب عبد الكريم الزين
بوركت وهذه النفحات العطرة
نتابعك باهتمام
كل التقدير

عبد الكريم الزين 05-14-2021 02:00 PM

رد: مواقف إيمانية
 
بديهة صبي

مر الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيان يلعبون، وفيهم عبد الله بن الزبير فهربوا منه إلا عبد الله. فقال له عمر رضي الله عنه:
"ما لك؟ لم لا تهرب مع أصحابك؟"
فقال:
"يا أمير المؤمنين؛ لم أكن على ريبة فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك".

عبد الكريم الزين 05-16-2021 12:07 AM

رد: مواقف إيمانية
 
أمانة غلام

يروى أن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قابل راعي غنم، فقال:
"يا غلام! بعني شاة من الغنم"
فقال الغلام:
"ليست لي"
فقال عبد الله:
" بعني شاة وقل: أكلها الذئب"
فقال الغلام:
وأين الله؟!
فبكى ابن عمر وجعل يردد:
" وأين الله؟! وأين الله؟!"
ثم قال:
"يا غلام! وافني وسيدك غداً في هذا الموضع"
فلما كان من الغد جاء الرجل والغلام، فاشترى الغلام والغنم من مالكها، ثم أعتق الغلام ووهب له الغنم.

عبد الكريم الزين 05-17-2021 01:40 AM

رد: مواقف إيمانية
 
صدقة السر

كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة، ولا يعلمون من وضعها، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره.. لئلا يطلع عليه أحد . وبقي كذلك سنوات طويلة، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين.

ثريا نبوي 05-17-2021 11:41 AM

رد: مواقف إيمانية
 
الله أكبرُ ما شاء الله كان
وما انفكت تفيضُ كؤوسُ سعادتِنا بما تحمله إلينا من عطايا الخير
أسعدكَ اللهُ أخي وأستاذي عبد الكريم الزين بالفردوسِ الأعلى
ولك من اسمك ولقبِكَ نصيبٌ رائعٌ تُغبَطُ عليه

عبد الكريم الزين 05-17-2021 05:17 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 297591)
الله أكبرُ ما شاء الله كان
وما انفكت تفيضُ كؤوسُ سعادتِنا بما تحمله إلينا من عطايا الخير
أسعدكَ اللهُ أخي وأستاذي عبد الكريم الزين بالفردوسِ الأعلى
ولك من اسمك ولقبِكَ نصيبٌ رائعٌ تُغبَطُ عليه

سررت بمتابعتك أستاذتنا القديرة
وأسعدك الله في الدنيا والآخرة

عبد الكريم الزين 05-17-2021 05:19 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 297229)
الأخ الأديب عبد الكريم الزين
بوركت وهذه النفحات العطرة
نتابعك باهتمام
كل التقدير

بارك الله فيك أستاذي عبد السلام
جزيل الشكر ووافر الثناء
تحياتي

عبد الكريم الزين 05-17-2021 05:40 PM

رد: مواقف إيمانية
 
زهد الأمير


لما قدم عُمَر حمص، أَمرهم أَن يكتبوا له فقراءَهم، فرفع الكتاب، فإِذا فيه سعيد بن عامر، قال:
" مَنْ سعيد بن عامر؟ "
قالوا:
"يا أَمير المؤمنين أَميرنا"
قال:
" وأَميركم فقير؟"
قالوا:
" نعم"
فعجب فقال:
"كيف يكون أَميركم فقيرًا! أَين عطاؤُه؟! أَين رزقه؟! "
قالوا:
"يا أَمير المؤمنين، لا يُمْسِك شيئًا"
فبكى عمر، ثم عمد إِلى أَلف دينار فَصَرَّها وبعث بها إِليه، وقال:
"أَقرئوه مني السلام وقولوا له: بعث بها إِليك أَمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك"
فجاءَ بها الرسول، فنظر إِليها فإِذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأَته:
"ما شأَنك؟ أُصيب أَمير المؤمنين؟ "
قال:
"أَعظم"
قالت:
"فظهرت آية؟ "
قال:
" أَعظم من ذلك"
قالت:
"فأَمر من الساعة؟"
قال:
"بل أَعظم من ذلك"
قالت:
"فما شأَنك؟ "
قال:
"الدنيا أَتتني، الفتنة أَتتني، دَخلت عليَّ"
قالت:
"فاصنع فيها ما شئت"
قال لها:
"أَعندك عون؟ "
قالت:
" نعم"
فَصَرّ الدنانير فيها صررًا ثم جعلها في مِخْلاة، ثم بات يصلي حتى أَصبح، ثم اعترض بها جيشًا من جيوش المسلمين، فأَمضاها كلها، فقالت له امرأَته:
" لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به!"
فقال لها:
"سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: { لو اطلعت امرأَة من نساء الجنة إِلى الأَرض لملأَت الأَرض من ريح المسك}، فإِني واللّه ما أَختار عليهن".

عبد الكريم الزين 05-19-2021 01:42 AM

رد: مواقف إيمانية
 
حج عبد الله بن المبارك

خرج عبد الله بن المبارك مرة إلى الحج فاجتاز بعض البلاد، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها، فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته، ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت:
"أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقي على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، وكان أبونا له مال، فظلم وأخذ ماله، وقتل"
فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله:
" كم معك من النفقة؟"
قال:
"ألف دينار"
فقال:
" عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا في هذا العام"
ثم رجع.

ثريا نبوي 05-19-2021 09:57 AM

رد: مواقف إيمانية
 
" عدَّ منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا في هذا العام"
ثم رجع.
:
الله الله يا أستاذنا هذا هو فِقْهُ الواقِعُ الذي يُقدّمُ المصلحةَ على الفريضة
والذي لا يُصدِّقُ الإفتاء والعملَ به؛ هؤلاء المُغرمون بالعُمرةِ كل عامٍ بلا انقطاع
وننصحُهم بتزويجِ الشباب أو عمل مشروعات صغيرة للمحتاجين
ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
هذا هو عبد الله بنُ المُبارك الذي طلب جارُه اليهوديُّ ضِعفَ ثمنِ دارِه حين باعها؛
فلما سألوه عن سرِّ مُضاعفة الثمن قال:
نصفُه للدار والنصفُ الثاني ثمن لجيرةِ عبد الله بن المبارك
وأظنها كانت أول مرةٍ تُثمَّنُ فيها الجِيرة بالدنانير!!!

وموضوع سعيد بن عامر، ذكَّرني باسمٍ جميلٍ آخر هو سعيد بن جُبَير وما كان بينه وبين الحجّاج
ما أجملَ السيرَ وما أعطرَها

بُورِكتَ وجزاك الله خيرًا
:43:


محمد أبو الفضل سحبان 05-20-2021 03:46 PM

رد: مواقف إيمانية
 
جزاك الله خير الجزاء أستاذنا ومشرفنا الفاضل عبد الكريم الزين ،فو الله ما أحوجنا لقراءة وسماع ما يحيي في نفوسنا ما مات فيها من قيم وشيم...
موضوع جدير بالمتابعة ونحن بانتظار المزيد من هذه القصص والسير المشبعة بالحقيقة والحكمة لننهل منها ومن عطائك الغزير في كل مجال...
ولي عودة إن شاء الله من أجل التقييم
بارك الله في نبضك
محبتي وليتها تكفي :43:

عبد الكريم الزين 05-20-2021 04:53 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 297842)
" عدَّ منها عشرين دينارا تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا في هذا العام"
ثم رجع.
:
الله الله يا أستاذنا هذا هو فِقْهُ الواقِعُ الذي يُقدّمُ المصلحةَ على الفريضة
والذي لا يُصدِّقُ الإفتاء والعملَ به؛ هؤلاء المُغرمون بالعُمرةِ كل عامٍ بلا انقطاع
وننصحُهم بتزويجِ الشباب أو عمل مشروعات صغيرة للمحتاجين
ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
هذا هو عبد الله بنُ المُبارك الذي طلب جارُه اليهوديُّ ضِعفَ ثمنِ دارِه حين باعها؛
فلما سألوه عن سرِّ مُضاعفة الثمن قال:
نصفُه للدار والنصفُ الثاني ثمن لجيرةِ عبد الله بن المبارك
وأظنها كانت أول مرةٍ تُثمَّنُ فيها الجِيرة بالدنانير!!!

وموضوع سعيد بن عامر، ذكَّرني باسمٍ جميلٍ آخر هو سعيد بن جُبَير وما كان بينه وبين الحجّاج
ما أجملَ السيرَ وما أعطرَها

بُورِكتَ وجزاك الله خيرًا
:43:


صدقت أستاذتنا القديرة
ما أحوجنا إلى قراءة الفقه الإسلامي بشكل صحيح يحدد الأولويات ويقدم المصالح العاجلة
متابعاتك القيمة تضفي رونقا متجددا على منتديات منابر
جزاك الله خيرا وبارك بك
تحياتي وودي :31:

عبد الكريم الزين 05-20-2021 05:31 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو الفضل سحبان (المشاركة 298045)
جزاك الله خير الجزاء أستاذنا ومشرفنا الفاضل عبد الكريم الزين ،فو الله ما أحوجنا لقراءة وسماع ما يحيي في نفوسنا ما مات فيها من قيم وشيم...
موضوع جدير بالمتابعة ونحن بانتظار المزيد من هذه القصص والسير المشبعة بالحقيقة والحكمة لننهل منها ومن عطائك الغزير في كل مجال...
ولي عودة إن شاء الله من أجل التقييم
بارك الله في نبضك
محبتي وليتها تكفي :43:

تحية طيبة أستاذنا محمد
يسرني مرورك الطيب وتفاعلك المثمر
لك كل التقدير والود:31:

عبد الكريم الزين 05-20-2021 06:28 PM

رد: مواقف إيمانية
 
المرأة والقمر

روي أن الأمير عيسى بن موسى، كان يحب زوجته حبا شديدا، فقال لها يوما :
" أنت طالق ، إن لم تكوني أحسن من القمر"
فنهضت، واحتجبت عنه، وقالت:
"قد طلقتني"
فبات بليلة عظيمة، فلما أصبح غدا إلى الخليفة المنصور، وأخبره الخبر، وقال:
" يا أمير المؤمنين، إن تم طلاقها، تلفت نفسي غما، وكان الموت أحب إلي من الحياة"
وظهر للمنصور منه جزع شديد، فأحضر الفقهاء، واستفتاهم، فقال جميع من حضر:
" قد طلقت"
إلا رجلا من أصحاب أبي حنيفة، فإنه سكت، فقال له المنصور:
"ما لك لا تتكلم ؟"
فقال :
"{ بسم الله الرحمان الرحيم * والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}. فلا شيء أحسن من الإنسان"
فقال المنصور لعيسى بن موسى :
"قد فرج الله تعالى عنك".

ناريمان الشريف 05-21-2021 04:18 AM

رد: مواقف إيمانية
 
أخي عبد الكريم
سلام عليك
ومبارك الإشراف
أرجو لك التوفيق والسداد

قرأت شيئاً يسيراً مما جاء هنا .. قصص وحكايا وسير تستحق الوقوف عندها
بارك الله فيك
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 05-21-2021 04:33 AM

رد: مواقف إيمانية
 

يحكى أن الحسن البصري تحدّث في عهد الحجاج كلاما ً أغضبه كثيراً فقال لمن استمع إليه: (يا جبناء، والله لأسقينَّكم من دمه، و طلب السيّاف ليقطع رأسه, ثم قال: ائتوني به) .
دخل الإمام الحسن البصري رأى الحجاج غاضباً، والسياف جاهز والنطع على الأرض، تمتم الحسن البصري بكلمات ما فهمها أحد، ثم وقف الحجاج، واستقبله، وقال له: أهلاً بأبي سعيد، وأدناه من مجلسه، ثم أجلسه على سريره، وما زال يدنيه منه، ويثني عليه, حتى قال له: يا أبا سعيد! أنت سيد العلماء، ثم عطره، واستفتاه، وأكرمه، وضيفه، وشيعه .
نظر السياف، -لماذا أحضرتموني إذًا؟- فلحقه الحاجب، وقال له: يا أبا سعيد, لقد جيء بك لغير ما فعل فيك، فماذا قلت لربك؟ قال له: قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً, كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، فاستجاب الله له، وألقى في قلب الحجاج هيبته وتعظيمه))
(إذا كان الله معك فمن عليك,واذا كان الله عليك فمن معك)

اللهم كن معنا ولا تكن علينا
* (النطع فرش يوضع تحت المقتول لكي لا يسيل دمه على الأرض),


عبد الكريم الزين 05-21-2021 10:47 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 298134)

يحكى أن الحسن البصري تحدّث في عهد الحجاج كلاما ً أغضبه كثيراً فقال لمن استمع إليه: (يا جبناء، والله لأسقينَّكم من دمه، و طلب السيّاف ليقطع رأسه, ثم قال: ائتوني به) .
دخل الإمام الحسن البصري رأى الحجاج غاضباً، والسياف جاهز والنطع على الأرض، تمتم الحسن البصري بكلمات ما فهمها أحد، ثم وقف الحجاج، واستقبله، وقال له: أهلاً بأبي سعيد، وأدناه من مجلسه، ثم أجلسه على سريره، وما زال يدنيه منه، ويثني عليه, حتى قال له: يا أبا سعيد! أنت سيد العلماء، ثم عطره، واستفتاه، وأكرمه، وضيفه، وشيعه .
نظر السياف، -لماذا أحضرتموني إذًا؟- فلحقه الحاجب، وقال له: يا أبا سعيد, لقد جيء بك لغير ما فعل فيك، فماذا قلت لربك؟ قال له: قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً, كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، فاستجاب الله له، وألقى في قلب الحجاج هيبته وتعظيمه))
(إذا كان الله معك فمن عليك,واذا كان الله عليك فمن معك)

اللهم كن معنا ولا تكن علينا
* (النطع فرش يوضع تحت المقتول لكي لا يسيل دمه على الأرض),


مرحبا بعودتك أستاذتنا القديرة ناريمان
افتقدنا سحر كلماتك وسمو قلمك
ويسرنا أن تنيري بساتين منابر كما عهدناك من قبل
بارك الله بك وجزاك حسن الجزاء
تحياتي :31:

ثريا نبوي 05-21-2021 06:26 PM

رد: مواقف إيمانية
 
الحجَّاج وسعيدُ بنُ جُبَيْر

يَروي عونُ بن أبي شداد ما وقع بين سعيد والحجاج فيقول: بلغني أن الحجاج لما ذُكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدًا يسمى المُتلمِّسَ بن أحوَصَ في عشرين من أهل الشام، فبينما هم يطلبونه إذا هُم براهب في صومعته فسألوه عنه فقال: صفوه لي فوصفوه فدلَّهم عليه فانطلقوا فوجدوه ساجدًا يناجي بأعلى صوته فدنَوا وسلموا، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك فأجبه، قال: ولا بد من الإجابة، قالوا: لابد فحمد الله وأثنى عليه وقام معهم حتى انتهى إلى دير الراهب فقال الراهب: يا معشر الفرسان، أصبتم صاحبكم قالوا: نعم فقال: اصعدوا فإن الأسود تأوي حول الدير ففعلوا، وأبى سعيد أن يدخل فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا قال: لا ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدًا قالوا: فإنا لا ندعُك فإن السباع تقتلك قال: لا ضير إن معي ربي يصرفها عني ويجعلها حرسًا تحرسني قالوا: فأنت من الأنبياء؟ قال: ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله مذنب قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينة فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد قال: إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله، فرضي الراهب بذلك فقال لهم: اصعدوا وأوتِروا القسيَّ لتُنفِّروا السباع عن هذا العبد الصالح فإنه كره الدخول في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسيّ إذا هم بالأسود قد أقبلت فلما دنت من سعيد تحككت به وتمسحت به، ثم ربضت قريبا منه.. فلما رأى الراهبُ ذلك وأصبحوا نزل إليه فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله ففسر له سعيد ذلك كله فأسلم، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبّلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه فيقولون: يا سعيد حلَّفَنا الحجاجُ بالطلاق والعِتاق إن نحن رأيناك لا ندعُكَ حتى نشخِصَك إليه، فمُرنا بما شئت قال: امضوا لأمرِكم فإني لائذٌ بخالقي ولا رادَّ لقضائه فساروا حتى بلغوا واسطًا فقال سعيد: قد تحرمتُ بكم وصحبتكم ولست أشكُّ أن أجلي قد حضر فدعوني الليلة آخذْ أُهبةَ الموت واستعدُّ لمنكرٍ ونكير، وأذكر عذاب القبر، فإذا أصبحتم فالميعاد بيننا المكان الذي تريدون فقال بعضهم: لا تريدون أثرًا بعد عين وقال بعضهم: قد بلغتم أمنكم واستوجبتم جوائز الأمير فلا تعجزوا عنه وقال بعضهم: يعطيكم ما أعطى الراهب، ويلكم أما لكم عبرة بالأسود ونظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسُه، واغبرَّ لونُه، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحِبوه، فقالوا: يا خيرَ أهل الأرض، ليتنا لم نعرفْك ولم نسرح إليك، الويلُ لنا ويلًا طويلًا، كيف ابتُلينا بك؟ اعذُرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعادل الذي لا يجور، قال: ما أعذرني لكم، وأرضاني لما سبق من علم الله فيّ، فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة قال كفيلُه: أسألك بالله لما زودتَنا من دعائِك وكلامِك فإنا لن نلقى مثلك أبدًا ففعل ذلك، فخلَّوا سبيله، فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم محتفون الليل كله، ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصبح جاءهم سعيد فقرع الباب، فنزلوا وبكَوا معه وذهبوا به إلى الحجاج وآخرُ معه فدخلا فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير قالوا: نعم وعاينَّا منه العجب، فانصرف بوجهه عنهم فقال: أدخلوه عليّ فخرج المتلمِّس فقال لسعيد: أستودعك الله وأقرأ عليك السلام فأُدخِل عليه:
فقال: ما اسمُك؟
قال: سعيدٌ بنُ جُبَيْر؟
قال: أنت شقيٌّ بنُ كُسَيْر.
قال: بل أمي كانت أعلمَ باسمي منك قال: شقيتَ أنت وشقيت أمُّك.
قال: الغيبُ يعلمُه غيرُك.
قال: لأبدلنك بالدنيا نارًا تلظى.
قال: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتُك إلهًا.
قال: فما قولك في محمد .
قال: نبيُّ الرحمةِ إمامُ الهدى.
قال: فما قولك في عليٍّ في الجنة هو أم في النار؟
قال: لو دخلتُها فرأيتُ أهلها عرفت.
قال: فما قولك في الخلفاء؟
قال: لستُ عليهم بوكيل.
قال: فأيهم أعجبُ إليك؟
قال: أرضاهم لخالقي.
قال: فأيهم أرضى للخالق.
قال: علم ذلك عنده.
قال: أبيتَ أن تصدُقني.
قال: إني لم أحبّ أن أكذبَك.
قال: فما بالك لم تضحك.
قال: وكيف يضحك مخلوقٌ خُلِق من الطينِ؛ والطينُ تأكله النار؟
قال: فما بالنا نضحك؟
قال: لم تستوِ القلوب.
قال: ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والياقوت والزبرجد وجمعه بن يدي سعيد.
فقال: إن كنت جمعته لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالحٌ، وإلا ففزعة واحدة تذهلُ كلَّ مُرضعةٍ عما أرضعت، ولا خيرَ في شيء جُمع للدنيا إلا ما طاب وزكا.
ثم دعا الحجاجُ بالعود والناي فلما ضُرب بالعود ونفخ في الناي بكى.
فقال: الحجاج ما يبكيك؟ هو اللهو؟
قال: بل هو الحزن، أما النفخ فذكرني يوم نفخِ الصور، وأما العود فشجرةٌ قطعت من غير حق، وأما الأوتار فأمعاء شاة يبعث بها معك يوم القيامة.
فقال: الحجاج ويلك يا سعيد.
قال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.
قال: اختر أي قتلة تريد أن أقتلك؟
قال: اختر لنفسك يا حجاجُ فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة؟
قال: فتريد أن أعفوَ عنك؟
قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر
قال: اذهبوا به فاقتلوه.
فلما خرج من الباب ضحك، فأُخبر الحجاجُ بذلك فأمَر بردِّه.
فقال: ما أضحكك؟
قال: عجبتُ من جرأتك على الله، وحلمِه عنك!
فأمر بالنّطعِ فبُسط فقال: اقتلوه.
فقال: "وجَّهتُ وجهيَ للذي فطر السماواتِ والأرضَ".
قال: شُدُّوا به لغير القِبلة.
قال:" فأينما تُولُّوا فثَمَّ وجهُ الله".
قال: "منها خلقناكم وفيها نعيدُكم".
قال: اذبحوه.
قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا الله سعيدٌ وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
وقُتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج،

شهرًا كاملاً، لا يذوق طعامًا ولا شرابًا، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمتُ ليلة إلا ورأيتُ كأني أسبح في أنهارٍ

من الدم، وأخذ يقول: مالي وسعيد، مالي وسعيد، إلى أن مات.

مات الحجاج، ولحق بسعيد، وغيره ممن قَتَل، وسوف يجتمعون أمام الله – تعالى – يوم القيامة

يوم يأتي سعيد بن جبير ويقول: يا رب سله فيم قتلني؟


منقول




ثريا نبوي 05-21-2021 07:02 PM

رد: مواقف إيمانية
 

العزّ بن عبد السلام
(بائع الأُمراء وسُلطانِ العُلماء)


«العزّ بن عبد السلام» من أعظم علماء المسلمين على الإطلاق، من مواليد دمشق سنة 577 هجرية[1]، من العلماء الذين لا يخافون في الله لومة لائم، وكان كثيرًا ما يواجه السلاطين بأخطائهم، وينصحهم في الله دون خوف ولا وجل، ولذلك لقبه تلميذه الأول وعالم الإسلام المشهور «ابن دقيق العيد» بلقب «سلطان العلماء»[2]، فقد جمع العزّ بن عبد السلام بين العلم والعمل، وبين الاتباع الشديد للسنة والاجتهاد الصحيح عند الحاجة، وبين الفتوى في الأمور العبادية والعقائدية والفتوى في الأمور السياسية والاجتماعية.. فكان بحق سلطانًا للعلماء، وقدوة للدعاة، وأسوة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وقد عاش حياته في دمشق إلى أن تولّى «الصالح إسماعيل الأيوبي» أمر دمشق وهو أخو الصالح أيوب الذي كان حاكمًا لمصر، والذي تحدثنا كثيرًا عنه وعن صلاحه وتقواه، لكن الصالح إسماعيل حاكم دمشق كان على شاكلة أخرى، فقد كان خائنًا لدينه وشعبه، فتحالف مع الصليبيين لحرب أخيه نجم الدين أيوب في مصر، وكان من شروط تحالفه مع الصليبيين أن يعطي لهم مدينتي صيدا والشقيف، وأن يسمح لهم بشراء السلاح من دمشق، وأن يخرج معهم في جيش واحد لغزو مصر، وبالطبع ثار العالم الجليل العز بن عبد السلام، ووقف يخطب على المنابر ينكر ذلك بشدة على الصالح إسماعيل، ويعلن في صراحة ووضوح أن الصالح إسماعيل لا يملك المدن الإسلامية ملكًا شخصيًا حتى يتنازل عنها للصليبيين، كما أنه لا يجوز بيع السلاح للصليبيين، وخاصة أن المسلمين على يقين أن الصليبيين لا يشترون السلاح إلا لضرب إخوانهم المسلمين.

وهكذا قال سلطان العلماء كلمة الحق عند السلطان الجائر الصالح إسماعيل.. فما كان من الصالح إسماعيل إلا أن عزله عن منصبه في القضاء، ومنعه من الخطابة، ثم أمر باعتقاله وحبسه، وبقي العالم الجليل مدة في السجن، ثم أُخرج من سجنه ولكنه مُنع من الكلام والتدريس والخطابة، فرحل الإمام الجليل من دمشق إلى بيت المقدس ليجد فرصة ليعلم الناس هناك بدلًا من السكوت في دمشق، وأقام بها مدة، ولكنه فوجئ بالصالح إسماعيل يأتي إلى بيت المقدس ومعه ملوك الصليبيين وجيوشهم وهم يقصدون مصر لاحتلالها، وأرسل الصالح إسماعيل أحد أتباعه إلى الشيخ العز بن عبد السلام ، وكان متلطفًا له غاية التلطف، بل ووعده بالعودة إلى كل مناصبه بشرط أن يترضى الصالح إسماعيل، ويعتذر له، بشرط ألا يتكلم في أمور السياسة، وإلا اعتقله.

وذهب رسول الصالح إسماعيل إلى العز بن عبد السلام وقال له «بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وما كنت عليه، وزيادة، أن تنكسر للسلطان، وتُقبل يده لا غير!».

فرد عليه العز بن عبد السلام في كبرياء وعزة قائلًا:

«والله يا مسكين، ما أرضاه أن يُقبل يدي، فضلًا عن أن أقبل يده، يا قوم أنتم في وادٍ، وأنا في وادٍ، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به»[3].

الله أكبر! هؤلاء هم العلماء بحق!

كان رد الصالح إسماعيل متوقعًا، فقد أمر باعتقال الشيخ الكبير في بيت المقدس، ووضعه في خيمة مجاورة لخيمته، وكان الشيخ عزّ الدين يقرأ القرآن في خيمته، والسلطان الصالح إسماعيل يسمعه، وفي ذات يوم كان الصالح إسماعيل يتحدث مع ملوك الصليبيين في خيمته والشيخ يقرأ القرآن، فقال الصالح إسماعيل لملوك الصليبيين وهو يحاول استرضاءهم «تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالوا نعم، قال هذا أكبر علماء المسلمين، وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق، وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس، وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم».

يقول الصالح إسماعيل هذا الكلام ليسترضي ملوك النصارى، فقال له ملوك النصارى وقد سقط تمامًا من أعينهم «لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه، وشربنا مرقتها!»[4].

وحُبس الشيخ العز بن عبد السلام في بيت المقدس إلى أن جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب، وخلص بيت المقدس من الصليبيين سنة 643 هجرية، وهنا أخرج الشيخ العز بن عبد السلام من السجن وجاء إلى مصر، حيث استُقبل أحسن استقبال، وقرب جدًّا من السلطان الصالح أيوب ، وأعطاه الخطابة في مسجد عمرو بن العاص، وولاه القضاء[5].

ومن مواقفه الشهيرة التي اصطدم فيها مع الصالح أيوب نفسه، أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك، ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار، فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم؛ لأنهم من العبيد.

واشتعلت مصر بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، حتى كان نائب السلطان مباشرة من المماليك، وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السلام، وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا مع إنه قد جاء مصر بعد اضطهاد شديد في دمشق، ولكنه لا يجد في حياته بديلًا عن كلمة الحق، فرفع الأمر إلى الصالح أيوب، فاستغرب من كلام الشيخ، ورفضه، وقال إن هذا الأمر ليس من الشئون المسموح بالكلام فيها.

وهنا وجد الشيخ العز بن عبد السلام أن كلامه لا يسمع، فخلع نفسه من منصبه في القضاء، فهو لا يرضى أن يكون صورة مُفتٍ، وهو يعلم أن الله عز وجل سائله عن سكوته كما سيسأله عن كلامه، ومن هنا قرر العالم الورع أن يعزل نفسه من المنصب الرفيع، ومضحيًا بالوضع الاجتماعي وبالمال وبالأمان بل وبكل الدنيا.

وركب الشيخ العز بن عبد السلام حماره، وأخذ أهله على حمار آخر، وببساطة قرر الخروج من القاهرة بالكلية، والاتجاه إلى إحدى القرى لينعزل فيها إذا كان لا يُسمع لفتواه، ولكن شعب مصر المقدّر لقيمة العلماء رفض ذلك الأمر، فماذا حدث؟

لقد خرج خلف الشيخ العالم الآلاف من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييدًا له، وإنكارًا على مخالفيه.

ووصلت الأخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب فأسرع بنفسه خلف الشيخ العز بن عبد السلام واسترضاه، فما قبل إلا أن تنفذ فتواه، وقال له: إن أردت أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلابد أن يباعوا أولًا، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين فلابد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين!

وافق الملك الصالح أيوب، وتولى الشيخ العزّ بن عبد السلام بنفسه عملية بيع الأمراء حتى لا يحدث نوع من التلاعب، وبدأ يعرض الأمراء واحدًا بعد الآخر في مزاد، ويغالي في ثمنهم، ودخل الشعب في المزاد، حتى إذا ارتفع السعر جدًّا، دفعه الملك الصالح نجم الدين أيوب من ماله الخاص واشترى الأمير، ثم يعتقه بعد ذلك، ووضع المال في بيت مال المسلمين، وهكذا بيع كل الأمراء الذين يتولون أمور الوزارة والإمارة والجيش وغيرها، ومن يومها والشيخ العز بن عبد السلام يعرف بـ«بائع الأمراء!»[6].

يتبدى لنا من هذه القصة، وفي سيرة الشيخ العز بن عبد السلام بصفة عامَّة، قيمة العلم والعلماء في مصر في ذلك الوقت، واحترام الناس لكلمة الشرع، وكل هذا كان له أثر بالغ في تكوين الشعب المصري، وفي استجابته لنصائح العلماء، التي أثرت في حضارة الدولة المملوكية

منقول
عن د. راغب السرجاني

ثريا نبوي 05-21-2021 07:10 PM

رد: مواقف إيمانية
 

أســــــــــــاطيرُ الأمّة
أُكتبوا عن أساطير أمتكم
لَقِّنُوا أبناءَكم: مَن همُ الأساطير؟؟؟

1-الأسطورة هو عثمان بن عفان عندما قرأ القرآن كاملًا في ركعة واحدة

2-الأسطورة هو عليُّ بن أبي طالب عندما خلع بابَ خَيبر بمفردِه

3-الأسطورة هو الزبيرُ بن العوَّام عندما هجم على حصن الكفار بمفردِه ليفتحَ بابَ النصر للمسلمين

4-الأسطورة هو ضِرارُ بنُ الأزور عندما هجم على جيش الروم بمفرده، فأنزل الرُّعبَ في قلوبِهم واضطربت صفوفُهم، وقد ظنوهُ جِنّيّا

5-الأسطورة هو خالد بن الوليد عندما هجم على صفوف الكفار واختطف قائدهم وعاد إلى صفوف المسلمين سالما

6-الأسطورة هو الخليفة عمرُ بن عبد العزيز الذي احتاج إلى أقل من عامين ليطوف بعدها بالزكاة فلا يجدُ مَن يأخذها

7-الأسطورة هو خالدُ بن الوليد الذي خاض 100معركةٍ ولم يخسرْ واحدةً منها

8-الأسطورة هو عليُّ بن أبي طالب عندما قاتل بسيفين وتحكّم بحصانه في قدمَيه

9-الأسطورة هو جعفر الطيار عندما حضن الراية بعد ما قُطِعتْ يداه

10- الأسطورة هو عمرُ بن الخطاب عندما هاجر المسلمون سرًّا إلى المدينة المنوّرةِ إلا عمر
الذي لبس سيفَه ووضع قوسَه على كتِفِه وحمل أسهمًا وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلَّى، ثم قال لحلقاتِ المشركين المجتمعة: «شاهتِ الوجوه، لا يُرغمُ الله إلا هذه المعاطِس، مَن أراد أن تثكلَه أمُّه ويُيتمَ ولدُه أو يُرمِّلَ زوجته فليلقَني خلف هذا الوادي». فلم يتبعْه أحدٌ منهم.

11- الأسطورة هو حمزةُ بن عبد المطلب عندما علم أن أبا جهل شتم الرسولَ(صلّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ) وآذاه فذهب إلى أبي جهل وشجَّ وجهَه وقال: : «أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك عليَّ إنِ استطعت

ثريا نبوي 05-21-2021 07:15 PM

رد: مواقف إيمانية
 
وأُسطورةٌ أُخرى هو السلطان محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية ومُعظم أوروبا بعدها
لعل القَدَرَ يُمهلُني لأُفرِدَ له موضوعًا؛ أو فليفعل مشكورًا صاحبُ المُتَصفَّح أستاذنا الكريم: عبد الكريم الزين
وبالله التوفيق

ابتسام السيد 05-21-2021 07:27 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 297634)
زهد الأمير


لما قدم عُمَر حمص، أَمرهم أَن يكتبوا له فقراءَهم، فرفع الكتاب، فإِذا فيه سعيد بن عامر، قال:
" مَنْ سعيد بن عامر؟ "
قالوا:
"يا أَمير المؤمنين أَميرنا"
قال:
" وأَميركم فقير؟"
قالوا:
" نعم"
فعجب فقال:
"كيف يكون أَميركم فقيرًا! أَين عطاؤُه؟! أَين رزقه؟! "
قالوا:
"يا أَمير المؤمنين، لا يُمْسِك شيئًا"
فبكى عمر، ثم عمد إِلى أَلف دينار فَصَرَّها وبعث بها إِليه، وقال:
"أَقرئوه مني السلام وقولوا له: بعث بها إِليك أَمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك"
فجاءَ بها الرسول، فنظر إِليها فإِذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأَته:
"ما شأَنك؟ أُصيب أَمير المؤمنين؟ "
قال:
"أَعظم"
قالت:
"فظهرت آية؟ "
قال:
" أَعظم من ذلك"
قالت:
"فأَمر من الساعة؟"
قال:
"بل أَعظم من ذلك"
قالت:
"فما شأَنك؟ "
قال:
"الدنيا أَتتني، الفتنة أَتتني، دَخلت عليَّ"
قالت:
"فاصنع فيها ما شئت"
قال لها:
"أَعندك عون؟ "
قالت:
" نعم"
فَصَرّ الدنانير فيها صررًا ثم جعلها في مِخْلاة، ثم بات يصلي حتى أَصبح، ثم اعترض بها جيشًا من جيوش المسلمين، فأَمضاها كلها، فقالت له امرأَته:
" لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به!"
فقال لها:
"سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: { لو اطلعت امرأَة من نساء الجنة إِلى الأَرض لملأَت الأَرض من ريح المسك}، فإِني واللّه ما أَختار عليهن".

لا مثيل له في هذا الزمن
كل من جلس على بلد
صار صاحب الخزنة
طيب اختيارك
تقديري

عبد الكريم الزين 05-21-2021 11:38 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 298247)
وأُسطورةٌ أُخرى هو السلطان محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية ومُعظم أوروبا بعدها
لعل القَدَرَ يُمهلُني لأُفرِدَ له موضوعًا؛ أو فليفعل مشكورًا صاحبُ المُتَصفَّح أستاذنا الكريم: عبد الكريم الزين
وبالله التوفيق

سأحاول أن أفرد له موضوعا إن شاء الله في منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير
بارك الله فيك
تحياتي

عبد الكريم الزين 05-21-2021 11:44 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسام السيد (المشاركة 298249)
لا مثيل له في هذا الزمن
كل من جلس على بلد
صار صاحب الخزنة
طيب اختيارك
تقديري

صدقت أستاذة ابتسام
أصبحت الاستقامة عملة نادرة في هذا الزمان
سررت بمرورك العطر
تحياتي وتقديري

ناريمان الشريف 05-22-2021 01:03 AM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 298143)
مرحبا بعودتك أستاذتنا القديرة ناريمان
افتقدنا سحر كلماتك وسمو قلمك
ويسرنا أن تنيري بساتين منابر كما عهدناك من قبل
بارك الله بك وجزاك حسن الجزاء
تحياتي :31:

شكراً جزيلاً لك أخي عبد الكريم
بوركت
وتحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 05-22-2021 01:03 AM

رد: مواقف إيمانية
 
يروى أن جوعاً أصاب علياً وزوجته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.. فقال لها علي : بلغني أنه جاء لرسول الله بعض الغنائم فاذهبي إليه واطلبي لنا شيئا.. فذهبت فاطمة إلى أبيها وآقبلت تمشي على استحياء.. فقال لها عليه الصلاة والسلام : ما الخبر يا فاطمة؟ قالت : لقد أضرّ بنا الجوع وعلمت أنه جاءك بعض الغنائم.. قال : نعم وقد بقي منها خمس شياه.. فاختاري... الخمس شياه أم خمس كلمات علمنيها جبريل عليه السلام الآن. فاختارت الخمس كلمات.. قال لها ابوها عليه السلام : اذا ألمّ بك أمر أو نزلت بك نازلة قولي : يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين.. فعادت فاطمة رضي الله عنها ولما سألها زوجها علي.. قالت : أرسلتني للدنيا فجئتك بالآخرة
فقال علي : نعم ما جئتني به يا فاطمة
وكما يقال : سهم القضا نازل وسهم الدعا طالع.. ولا يرد القضاء الا الدعاء
صلوا على محمد

عبد الكريم الزين 05-22-2021 02:29 PM

رد: مواقف إيمانية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 298315)
يروى أن جوعاً اصاب علياً وزوجته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.. فقال لها علي : بلغني أنه جاء لرسول الله بعض الغنائم فاذهبي إليه واطلبي لنا شيئا.. فذهبت فاطمة إلى أبيها وآقبلت تمشي على استحياء.. فقال لها عليه الصلاة والسلام : ما الخبر يا فاطمة؟ قالت : لقد أضرّ بنا الجوع وعلمت أنه جاءك بعض الغنائم.. قال : نعم وقد بقي منها خمس شياه.. فاختاري... الخمس شياه أم خمس كلمات علمنيها جبريل عليه السلام الآن. فاختارت الخمس كلمات.. قال لها ابوها عليه السلام : اذا ألمّ بك أمر أو نزلت بك نازلة قولي : يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين.. فعادت فاطمة رضي الله عنها ولما سألها زوجها علي.. قالت : أرسلتني للدنيا فجئتك بالآخرة
فقال علي : نعم ما جئتني به يا فاطمة
وكما يقال : سهم القضا نازل وسهم الدعا طالع.. ولا يرد القضاء الا الدعاء
صلوا على محمد

أضاء المتصفح بحضورك العطر أستاذة ناريمان
ويشرفني أن أدعو الإخوة الأعضاء الكرام إلى المشاركة بإبراز المواقف الجليلة لأجدادنا العظام
فما أحوجنا إلى التعريف بتاريخنا المجيد وخصوصا للجيل الناشئ
باقات ورد وود:31:

عبد الكريم الزين 05-22-2021 02:59 PM

رد: مواقف إيمانية
 
عدالة المأمون

جلس المأمون يوما للمظالم، فكان آخر من تقدم إليه وقد هم بالقيام امرأة عليها هيئة السفر وعليها ثياب رثة، فوقفت بين يديه فقالت:
"السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته"
فنظر المأمون إلى يحيى بن أكثم، فقال لها يحيى:
"وعليك السلام يا أمة الله تكلمي في حاجتك"
فقالت:
"يا خيرَ مُنتَصِفٍ يُهدى له الرَّشَدُ

ويا إماماً به قد أشرَقَ البَلدُ

تشكو إليكَ عميدَ القوم أرمَلَةٌ

عُدِّي عليها فلم يُترك لها سَبَدُ

وابتُزَّ منِّي ضياعي بَعدَ مَنعَتِها

ظُلماً وفُرِّقَ منِّي الأهلُ والولدُ"
فأطرق المأمون حيناً ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:
"في دون ما قلت زال الصبر والجلد
عني وقرع مني القلب والكبد
هذا أذان الصلاة العصر فانصرفي
وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد
والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا
ننصفك منه وإلا المجلس الأحد"
فلما كان اليوم الأحد جلس، فكان أول من تقدم إليه تلك المرأة فقالت:
"السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته"
فقال:
"وعليك السلام أين الخصم؟"
فقالت:
"الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين"
وأومأت إلى العباس ابنه، فقال:
"يا أحمد بن أبي خالد خذ بيده وأجلسه معها"
فجلس الخصوم، فجعل كلامها يعلو كلام العباس، فقال لها أحمد بن أبي خالد:
"يا أمة الله إنك بين يدي أمير المؤمنين، وإنك تكلمين الأمير فاخفضي من صوتك"
فقال المأمون:
"دعها يا أحمد فإن الحق أنطقها وأخرسه"
ثم قضي لها برد ضيعتها إليها، وأمر بالكتاب لها إلى العامل ببلدها أن يوفر لها ضيعتها ويحسن معاونتها، وأمر لها بنفقةٍ.

ثريا نبوي 05-23-2021 12:38 PM

رد: مواقف إيمانية
 
عُمَرُ المُختار والأسد

وهو في الطريق إلى السودان وبينما كانت تعبر قافلته الصحراء صعق أحد المرافقين للقافلة بوجود أسد مفترس يعترض طريقهم، واقترح تقديم إحدى الإبل كفدية لاتّقاء شره، إلا أن القائد عمر المختار رفض رفضا قاطعا وقال:
«إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد أبطلت، فكيف يصحّ أن نعيدها لحيوان؟ والله إنها علامة ذلٍّ وهوان، والله إن خرج علينا لندفعه بسلاحنا».

ثم خرج الأسد فانطلق إليه عمر المختار وقتله، وسلخ جلده وعلَّقه لتراه القوافل الأخرى،
فانطلق القوم يمدحونه ويثنون على شجاعته، فما كان منه إلا أن قال بكل تواضع:
"وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى."

-كان عمر المختار يختم القرآن مرة كل أسبوع.
وكان لا يترك قيام الليل أبدًا

-عندما وقع في الأسر قال له القاضي: إنها نهاية حزينة لرجلٍ مثلك!

فرد المختار: بل إنها أفضل طريقة لأختم بها حياتي!
فعرض عليه القاضي أن يتم تبرئته مقابل أن يُنفى خارج البلاد وأن يصدِر بيانًا يدعو فيه الثوار إلى إنهاء الجهاد!

فرد عمر المختار رده الخالد: نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت
وإياكم أن تظنوا أنكم بقتلي ستنهون الحرب، بل سيكون عليكم أن تقاتلوا الجيل القادم
والأجيال التي تليه، وأما أنا، فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي

محمد أبو الفضل سحبان 05-25-2021 01:13 AM

رد: مواقف إيمانية
 
"قصة إن الذي يمدّ رجله لا يمدّ يده "
دخل جبار الشام إبراهيم باشا بن محمد علي حاكم مصر المسجد الأموي في وقتٍ كان فيه عالم الشام الشيخ سعيد الحلبي يلقي درسًا في المصلين. ومرَّ إبراهيم باشا من جانب الشيخ، وكان مادًّا رجله فلم يحركها، ولم يبدِّل جلسته. فاستاء إبراهيم باشا، واغتاظ غيظًا شديدًا، وخرج من المسجد، وقد أضمر في نفسه شرًّا بالشيخ.
وما أن وصل قصره حتى حف به المنافقون من كل جانب، يزينون له الفتك بالشيخ الذي تحدى جبروته وسلطانه، وما زالوا يؤلبونه حتى أمر بإحضار الشيخ مكبلا بالسلاسل.
وما كاد الجند يتحركون لجلب الشيخ، حتى عاد إبراهيم باشا فغيَّر رأيه، فقد كان يعلم أن أي إساءة للشيخ ستفتح له أبوابًا من المشاكل لا قِبل له بإغلاقها.
وهداه تفكيره إلى طريقة أخرى ينتقم بها من الشيخ، طريقة الإغراء بالمال، فإذا قَبِله الشيخ فكأنه يضرب عصفورين بحجر واحد، يضمن ولاءه، ويسقط هيبته في نفوس المسلمين، فلا يبقى له تأثير عليهم.
وأسرع إبراهيم باشا فأرسل إلى الشيخ ألف ليرة ذهبية، وهو مبلغ يسيل له اللعاب في تلك الأيام، وطلب من وزيره أن يعطي المال للشيخ على مرأى ومسمع من تلامذته ومريديه.
وانطلق الوزير بالمال إلى المسجد، واقترب من الشيخ وهو يلقي درسه، فألقى السلام، وقال للشيخ بصوت عالٍ سمعه كل من حول الشيخ: هذه ألف ليرة ذهبية، يرى مولانا الباشا أن تستعين بها على أمرك.
فَنَظَر الشيخ نظرة إشفاق نحو الوزير، وقال له بهدوء وسكينة: يا بُنَيّ، عُدْ بنقود سيدك وردها إليه، وقُلْ له: إن الذي يمدُّ رجله، لا يمد يده.


الساعة الآن 05:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team