منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من روائع الشاعر ( لسان الدين الخطيب ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1370)

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:24 PM

من روائع الشاعر ( لسان الدين الخطيب )
 

من هو لسان الدين الخطيب :
هو المؤرخ المسلم لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن الخطيب -
درس الأدب الطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس.
قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط بني نصر وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.

نشأته وحياته :

انتقلت أسرته من قرطبة إلى طليطلة بعد وقعة الربض أيام الحكم الأول
ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها.
وبعد ولادة لسان الدين في رجب سنة 713 هـ انتقلت العائلة إلى غرناطة حيث دخل والده في خدمة السلطان أبي الحجاج يوسف،
وفي غرناطة درس لسان الدين الطب والفلسفة والشريعة والأدب.
ولما قتل والده سنة 741 هـ في معركة طريف كان مترجماً في الثامنة والعشرين،
فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجيّاب.
ثم توفي هذا الأخير بالطاعون الجارف فتولى لسان الدين منصب الوزارة سنة 733 هـ.
ولما قتل أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل سنة 755 هـ وانتقل الملك إلى ولده الغني بالله محمد
استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة وبقي ابن الخطيب وزيراً ثم وقعت الفتنة في رمضان من سنة 760 هـ، فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله الذي انتقل إلى المغرب الأقصى
وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه.
ولكن الحسّاد، وفي طليعتهم ابن زمرك،
أوقعوا بين الملك وابن الخطيب الذي هرب إلى فاس حيث دخل في طاعة السلطان المريني
لكن ومع ذلك ظل ابن الخطيب مطاردا من طرف خصومه الأندلسيين الذين أوقعوا بينه وبين سلطان المغرب حيث تمّت محاكمته وتمّ احراق كتبه في فاس،
واتّهم بالزندقة فزجه هذا الأخير في السجن ومات قتلا، حيث توفي خنقا في سجن فاس، ودفن بروضة أبي الجنود خارج أسوار فاس سنة 1374م 776 هـ.
تعرّف على العديد من عظماء ومشاهير عصره،
وكانت له علاقة مميّزة مع ابن خلدون الذي التقى به في فاس ثم في غرناطة.
ولما تعكّر صفو العلاقة بين السلطان محمد الخامس وابن خلدون وانتهى الأمر بابن خلدون إلى ترك غرناطة بقيت علاقة الصداقة متينة بين العلاّمة وابن الخطيب إلى آخر أيامه.

....يتبع

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:27 PM

مؤلفاته

ترك ابن الخطيب آثاراً متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة والطب، والبيزرة، والموسيقى، والنبات. ومن مؤلفاته المعروفة:
اللمحة البدرية في الدولة النصرية.
الإحاطة في أخبار غرناطة.
أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام
أوصاف الناس في التواريخ والصلات.
كناسة الدكان بعد انتقال السكان.
معاير الاختيار في معاهد الاعتبار.
مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في المغرب والأندلس
مفاخرات مالقة وسلا
تحفة الكتاب ونجعة المنتاب.
وغيرها من المؤلفات التي تبلغ حوالي 60 مؤلف بين مطبوع ومخطوط ومفقود

..... يتبع

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:29 PM

أعماله :

وليّ مناصب سياسية عديدة وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.
كان وزيراً لدي محمد الخامس بن الأحمر سلطان غرناطة حيث التقيا عندما كان الأخير لاجئاً عند السلطان يعقوب بن عبد الحق المرينى
شارك في حملة المرينيين لاستعادة كل من غرناطة واشبيلية وأرسل إلى أبو يحيى الحفصي سلطان تونس يصف له انتصارات الحملة.
كان صديقاً مقرباً ل عبد الرحمن بن خلدون وقام بالتوسط له لدى أبو عنان المريني سلطان فاس ليخرجه من السجن ثم قدمه لمحمد الخامس بن الأحمر.



وفاته :

لقب لسان الدين بن الخطيب بذي الميتتين لأنه أثناء محاكمته بتهمة الزندقة وسلوك مذهب الفلاسفة في عام 1374، دس له بعض الأوغاد فدخلوا عليه السجن ليلا فخنقوه
فدفن نصف دفنة أي لم يدفن كاملا. أصبح من الغد على شفير قبره طريحا.
فجمعت له أعواد وأضرمت عليه النار فأعيد إلى قبره.

وهذه مقتطفات من روائع ما كتب لسان الدين الخطيب


.....

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:29 PM

أأبصرتنا كالشهب والشمس فتية



أأبصرتنا كالشهب والشمس فتية
تهلل منا البر والبحر والموج
رحلنا عن الأوج الرفيع محله
مراحل شتى ثم عدنا إلى الأوج


.........

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:30 PM

أأبْصرتَ مني في المصانع قُبَّة ً



أأبْصرتَ مني في المصانع قُبَّة ً
تأنَّقَ فيى السَّعْدُ من كُلّ جانب
فتُتلى سُطورُ الكتْبِ فوْقيَى دائما
وتُعْرضُ من تحتي سطورُ الكتائِب
وفي ساحتي مَسْعًى لطالِبِ رحْمة ٍ
ومأمنُ مُرْتاعِ وموْقِفُ تائب
فقُلْ فيّى إني للمأمَّلِ كعْبة ً
وإن كنتُ قد أبْرزْتُ في زيِّى كاعب
أنا الغادة ُ الحسناءُ يُغْني جمالُها
عن الدّر من فوق الطُلَى والتَّرائب
وما الحُسْنُ إلا ما يكون طبيعة ً
بلا جُهدِ مُحْتالٍ ولا كسْبِ كاسِب
ومن آيتي أنّي على حالِ عِزّتي
قعدتُ ببابِ المُلْكِ مَقْعَدَ حاجِبِ
أُدِلُّ على ما حازَهُ من جلالة ٍ
وكم شاهِدٍ أبدَى محاسنَ غائب
فدامَ جميعَ الشَّملِ في ظِلّ نعْمة
من الله مَشْمولا بِحسن العواقب

ناريمان الشريف 09-18-2010 10:31 PM

أبا العلاء تلقاك الزمان بما



أبا العلاء تلقاك الزمان بما
تهوى وأجنت لك الدنيا مجانيها
وأسعد الله بيتا أنت عامره
وشيد العز عليا أنت بانيها
هديتي لك ود لو بعثت به
لم يستطع حمله الدنيا ومن فيها
وقدرة الوقت إن فكرت تقصر عن
نفسي وتقصر نفسي عن أمانيها
وقد بعثت بنزر النزر محتقر
إن الهدايا على قدر مهديها
فانظر بعين الرضا والسمع لا نظرت
عين العدو لمرأى فيك يرضيها

ناريمان الشريف 09-19-2010 04:22 PM

أبا الفضل عاتب أباك الرضى



أبا الفضل عاتب أباك الرضى
وقل يغفر الله ما قد مضا
وذكره مني ودادا قديما
وعهدا أبى الله أن ينقضا
وسله عوائد إغضائه
فقلبي في جمرات الغضا
جفى النوم جفني لما جفى
وأعرض أنسي إذ أعرضا
ولكنني أرتجي عطفه
وشيكا وآمن منه الرضا

ناريمان الشريف 09-19-2010 04:22 PM

أبا ثابتٍ كُنْ في الشدائدِ ثابتا



أبا ثابتٍ كُنْ في الشدائدِ ثابتا
أعيذُكَ أن يُلْفى عدوُّكَ شامِتا
عزاؤُكَ عن عبد العزيز هو الذي
يليقُ بعِزًّ منك أعجَزَ ناعتا
فدَوْحتُكَ الغنَّاءُ طالت ذَوائِبا
وسَرْحَتُكَ الشّمّاءُ طابَتْ منابِتا
لقدْ هدَّ أركانَ الوُجودِ مُصابُهُ
وأنْطَقَ منه الشّجْوُ من كان صامِتا
فمن نفْسِ حُرٍّ أوْثَقَ الحُزنُ كَظْمَها
ومن نفسٍ بالوجْدِ أصبح خافِتا
والموتُ في الإنسانِ فصْلٌ لِحَدِّهِ
فكيف نُرَجِّي أن نُصاحِبَ مائتا
وللصّبرِ أولى أن يكونُ رُجوعُنا
إذا لم نكُنْ بالحُزْن نُرجع فائِتا

ناريمان الشريف 09-19-2010 04:23 PM

أبا مالك أنت نجل الملوك



أبا مالك أنت نجل الملوك
غيوث الندى وليوث النزال
ومثلك يرتاح للمكرمات
ومالك بين الورى من مثال
عزيز بأنفسنا أن نرى
ركابك مؤذنة بارتحال
وقد شاهدت منك خلقا جميلا
أناف على درجات الكمال
وفازت لديك بساعة أنس
كما زار في النوم طيف خيال
فلولا تعللنا أننا
نزورك فوق بساط الجلال
ونبلغ فيك الذي نرتجي
وذاك على الله سهل المنال
لما فترت أنفس من جوى
ولا برحت أدمع في انهمال
تلقتك حيث احتللت السعود
وكان لك الله في كل حال

ناريمان الشريف 09-19-2010 04:24 PM

أبدى لِداعي الفوزِ وجْهَ مُنيبِ



أبدى لِداعي الفوزِ وجْهَ مُنيبِ
وأفاق من عذلٍ ومن تأنيبِ
كلِفَ الجنانِ إذا جَرى ذِكرُ الحِمى
والبانِ حنَّ له حنينَ النِّيبِ
والنَّفسُ لا تنفكُّ تكلفُ بالهوى
والشيْبُ يلحظُها بعينِ رَقيب
رحَل الصِّبا فطرحْتُ في أعقابِهِ
ما كان من غزْلٍ ومن تشبيبِ
أترى التَّغزُّل بعد أن رحل الصِّبا
شأني الغداة َ أو النَّسيب نسيبي
أنَّى لمثلي بالهوى من بعدِ ما
للوخطِ في الفَودين أي دبيبِ
لبِسَ البياض وحلَّ ذروة َ منبرٍ
منِّي ووالي الوعْظَ فِعل خطيب
قد كان يستُرُني ظلامُ شَبيبتي
واليومَ يفضَحُني صباح مشيبي
وإذا الجديدانِ استجدَّا أبليا
من لِبسة ِ الأعمار كلَّ قشيبِ
سلني عن الدَّهرِ الخؤونِ وأهلِهِ
تسَلِ المهلَّب عن حروبِ شبيبِ
متقلَّبُ الحالات فاخبرْ تقلِهِ
مهما أعدت يداً إلى تقليبِ
فكل الأمورَ إذا اعترتْكَ لربِّها
ما ضاق لطفُ الربِّ عن مربوبِ
قد يخبأُ المحبوبِ في مكروهِها
من يخبأُ المكروهَ في المحبوب
واصبر على مضضِ اللَّيالي إنها
كحوامِلِ ستلدنَ كلَّ عجيب
واقنعْ بحظٍّ لم تنَلْهُ بحيلة ٍ
ما كلُّ رامٍ سهمَهُ بمُصيب
يقع الحريصُ على الرَّدى ولكُم غَدا
تركُ التَّسبُّب أنفعُ التَّسبيبِ
من رامَ نيْلَ الشيءِ قبل أوانِهِ
رام انتقالَ يلمْلَمِ وعسيبِ
فإذا جعلتَ الصَّبر مفزع مُعضلٍ
عاجلْتَ علَّتهُ بطب طبيبِ
وإذا استعنْتَ على الزَّمان بفارسٍ
لبَّى نداءك منهُ خيرُ مجيب
بخليفة ِ الله في كفِّه
غيثٌ يروِّض ساح كلَّ جديبِ
المنتقى من طينة ِ المجدِ الذي
ما كان يوماً صرفُهُ بِمشوب
يرمي الصِّعاب بسعدِهِ فيقودها
ذُللاً على حَسَبِ الهوى المرغوب
ويرى الحقائِقَ من وراء حِجابِها
لا فرق بين شهادة ٍ ومَغيب
من آل عبدِ الحق حيث توشحت
شُعبُ العلا وربَتْ بأيِّ كثيب
أسُدُ الشَّرى سرج الوَرى فمقامُهُم
لله بين محارِبِ وحُروب
إمَّا دعا الداعي وثوَّبَ صارِخاً
ثابوا وأمُّوا حومة َ التثويب
شُهبٌ ثواقب والسماءُ عجاجة ٌ
تأثيرها قد صحَّ بالتجريب
ما شئتَ في آفاقها من رامحٍ
يبدو وكفٍّ بالنجيع خضيب
عجبت سيوفهُمْ لشدَّة بأسهِمْ
فتبسَّمْت والجوُّ في تقطيب
نُظموا بلبّاتِ العلا واستوسقوا
كالرُّمح أنبوباً على أنبوب
تروي العواليَ في المعالي عنهُم
أثر النَّدى المولودَ والمكسوب
عن كل موثوقٍ به إسنادُهُ
بالقطع أو بالوضعِ غيرُ مَعيب
فأبو عِنانٍ عن عليِّى غضَّة ً
للنقل عن عثمانَ عن يعقوب
جاءوا كما اتَّسق الحسابُ أصالة ً
وغدا فذلك ذلك المكتوبِ
متجسِّدا من جوهرِ النُّور الذي
لم ترمَ يوماً شمسُهُ بغُروب
متألقاً من مطلعِ الحق الذي
هو نورُ أبصار وسرُّ قُلوب
قُل للزَّمان وقد تبسَّم ضاحكاً
من بعد طول تجهُّم وقطوب
هي دعوة الحق التي أوضاعُها
جمعت من الآثارِ كلًّ غريب
هي دولة ُ العدلِ الذي شمِلَ الورى
فالشاة ُ لا تخشى اعتداءَ الذيبِ
لو أن كسرى الفُرْس أدرك فارساً
ألقى إليه بتاجِهِ المعصوب
لمَّا حللتُ بأرضه متملئاً
ما شئتُ من بِرِّ ومن ترحيبِ
شملَ الرضا فكأنَّ كل أقاحَة
ترمي بثغرٍ للسلامِ شنيب
وأتيتُ في بحر القِرى أمَّ القُرى
حتى حططتُ بمرفأ التّقريب
فرأيتُ أمرَ الله من ظلِّ التُّقى
والعدل حتى سُرادِق مضروبِ
ورأيتُ سيفَ الله مطرورَ الشَّبا
يمضي القضاءُ بحدِّه المرهوبِ
وشهدتُ نور الله ليسَ بآفل
والدِّين والدنيا علَى ترتيبِ
وورَدْتُ بحرَ العلم يقذِفُ موجُهُ
للناس من دررِ الهدى بضروب
لله من شيم كأزهارِ الرُّبا
غبَّ انثيال العارِضِ المسكوبِ
وجمالِ مرأى في رداءِ مهابة
كالسيفِ مصقولِ الفرَنْدِ مهيب
يا جنة ً فارقتُ من غرُفاتها
دار القرارِ بما اقتضتْهُ ذنوبي
أسفي على ما ضاع من حظِّي بها
لا تنقضي ترحاتُهُ ونحيبي
إن أشرقَتْ شمسٌ شرقت بعبرتي
وتفيضُ في وقت الغروبِ غروبي
حتى لقد علمت ساجعة ُ الضُّحى
شجوي وجانِحَة ُ الأصيل شُحوبي
وشهادَة ُ الإخلاص توجبُ رِحْلتي
لنعيمها من غيْر مسَّ لغوب
يا ناصرَ الحق العريبِ وأهلُهُ
أنضاءُ مسغبة ٍ وفلُّ خطوب
حقِّقْ ظنون بنيه فيك فإنهُمْ
يتعلَّلون بوعدِكَ المرقوبِ
ضاقَتْ مذاهب نصرهِمْ فتعلَّقوا
بجناب عزِّ من عُلاك رحيبِ
ودَجا ظلامُ الكفرِ في آفاقِهم
أو ليس صُبحكَ منهمُ بقريب
فانظر بعينِ العزِّ من ثُغر غدا
حذر العِدا يرنوا بطرفِ مُريب
نادتْكَ أندلسٌ ومجدك ضامنٌ
ألا تخيب لديكَ في مطلوبِ
غَصب العدوُّ بلادها وحسامُك
الماضي الشَّبا مسترجعُ المغصوب
أرِها السَّوابح في المجاز حقيقة ً
من كلِّ قعدة ِ مجربٍ وجنيب
يتأوَّدُ الأسلُ المثقف فوقَها
وتجيبَ صاهلة ٌ رُغاءَ نجيبِ
والنَّصرُ يضحِكَ كل مبْسَم غرَّة
والفتح معقودٌ بكلِّ سَبيب
والروم فارم بكلِّ رجم ثاقبٍ
يُذكي بأربعِها شُواظ لهيب
بذوابل السُّلب التي تركَتْ بني
زيَّان بين مجدَّلٍ وسَليب
وأضِفْ إلى لام الوَغا ألفَ القَنا
تظهَرْ لديْكَ علامة ُ التَّغليب
إن كنْتَ تعجمُ بالعزائِم عودَها
عودُ الصَّليب اليوْمَ غيرُ صليبِ
ولكَ الكتائبُ كالخمائِل أطلعَتْ
زهرَ الأسنَّة فوق كلِّ قضيبِ
فمُرنَّح العِطفين لا من نشوة ٍ
ومورَّد الخدين غيرُ مُريب
يبدو سدادُ الرَّأي في راياتِها
وأموُرها تجري على تجريب
وترى الطُّيور عصائباً من فوقها
لحلول يوم في الضّلالِ عسيبِ
هذَّبْتَها بالعرض يذكر يومُهُ
عرض الوَرى للموعِدِ المكتوب
وهي الكتائبُ إن تُنوسي عرضُها
كانت مدوَّنة ً بلا تهذيبِ
حتى إذا فرضَ الجلادُ جدالَهُ
ورأيت ريحَ النَّصر ذاتَ هُبوب
قدَّمْت سالبة العدوِّ وبعدها
أخرى لعزِّ النَّصر ذات وُجوب
وإذا توسط فضل سيفك عندها
جزأي قياسك فزت بالمطلوب
وتبرأ الشيطانُ لمَّا أن علا
حزبُ الهدى من حزبِهِ المغلوب
الأرضُ إرثٌ والمطامعُ جمَّة ٌ
كل يهشُّ إلى التماس نصيبِ
وخلائفَ التَّقوى هم ورَّاثها
فإليكها بالحظ والتَّعصيبِ
لكأنَّني بك قد تركْتَ ربوعَها
قفراً بكر الغزوِ والتَّعقيبِ
وأقمتَ فيها مأتماً لكنه
عرسٌ لنسر في الفلاة َ وذيبِ
وتركتَ مُفْلتها بقلبٍ واجبٍ
رهباً وخدٍّ بالأسى مندوب
تبكي نوادِبُها وينقلن الخُطا
من شلو طاغية ٍ لشلو صليب
جعل الإلهُ البيت منك مثابة ً
للعاكفينَ وأنت خيرُ مُثيب
فإذا ذُكرْتَ كأن هبَّات الصَّبا
فضَّت بمدرجها لطيمة َ طيبِ
لولا ارتباطُ الكونِ بالمعنى الذي
قصُرَ الحِجا عن سرِّه المحجوب
قلنا لعالمِكَ الذي شرَّفْتَهُ
حسدا البسيطُ مزية َ التَّركيبِ
ولأجلِ قُطرِكَ شمسُها ونجومها
عدلت عن التَّشريقِ للتَّغريبِ
تبدو بمطلعِ أفقِها فضيَّة ً
وتغيب عندكَ وهي في تذهيبِ
مولاي أشواقي إليك تهُزُّني
والنارُ تفضَعُ عرفَ عودِ الطَّيبِ
بِحُلى علاك أطلْتُها وأطبْتُها
ولكم مُطيل وهو غير مُطيب
طالبْتُ أفكاري بفرض يديها
فوفَتْ بشرط الفوْزِ والترتيبِ
متنبىء أنا في حُلى تلك العُلا
لكنَّ شِعري فيك شِعرُ حَبيب
والطَّبعُ فحلٌ والقريحَة ُ حرَّة ٌ
فاقبلهُ بين نجيبة ِ ونجيب
لكنَّني سهَّلتها وأدلتُها
من كلِّ وحشي بكلِّ ربيبِ
هابَتْ مقامَكَ فاطبيت صِعابَها
حتى غَدَتْ ذُللاً على التدريب
إن كنت قد قاربْتُ في تعديلِها
لا بدَّ في التعديل من تقْريب
عُذرى لتَقْصري وعجزي ناسِخٌ
ويحلُّ منك العفوُّ عن تَثريب
من لم يَدِنْ لله فيك لقُربِهِ
هو من جنابِ الله غيرُ قَريب
والله ما أخفيتُ حُبَّك خيفة ً
إلا وأنفاسي عليَّ تشي بي


الساعة الآن 05:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team