منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   عصفورة المطر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2470)

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:31 PM

.
.
ولمّا تزلْ في الروحِ أصداءُ أنّةٍ
..............تتوهُ انكساراً في مَداراتِ لهفتي
أغالبُ فيها قَتْلَ بعضيْ لبعضِها
.............كلانا بوجهِ الريحِ ذكرى ومرّتِ
وفيكِ اجتراحُ الصمتِ سِفرٌ من الرُّؤى
..............دفنتُ بصحراءِ اغترابيَ كِلْمتي
ولا يُسألُ الموؤودُ أيّانَ قبرُه
..............ويَحْدِجُهُ سَهْمُ القِصاصِ بحسرةِ
فسِيريْ هيَ الأقدارُ تنهبُ عمرَنا
..................بذات وقوفٍ أو بذاتِ تلفُّتِ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:32 PM


.
.
.
ولا زلتِ أنتِ الدفءَ والعطرَ والسنا
...............وفيهِ ضِرامٌ يغتلي ودخانُ
وأنتِ نسيمُ البحرِ رِقةُ موجهِ
...............ومرفأُ أحلامٍ صَفتْ وأمانُ
وإعصارهُ اللُّجيُّ نَزوةُ عاصفٍ
.................تُكذَّبُ فيها حِسبةٌ ورهانُ
ففيكِ لخمرِِ الروحِ أنغامُ مسِّها
...................ويُجلدُ فيها آثماً ويُدانُ
فأنتُ الحياةُ الوارفاتُ ظلالُها
..............وليسَ لهُ دونَ الهجيرِ مكانُ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:34 PM

ولا زلتَ مَلهاةً لأهواءِ مَوجةٍ

تَخوضُ بَحارَ الحبِّ والمتعبُ القَلبُ

.
وملاحُكَ المجنونُ نفسٌ دنيئةٌ

وليسَ بماضيْها افتكارٌ ولا عَتْبُ

.
فهلْ من مآلِ الريحِ إلا انكسارُها

وهلْ من حكايا الجمرِ إلا
بأنْ يخبو؟

.
ويبقى من النارِ انعتاقُ سَنائها

إلى الملأِ الأعلى ويَخضورُها الرَّطْبُ
.
تَخَطَّ ضِرامَ النفسِ ذاتَ تَفَكُّرٍ

تَبَصَّرْ جراحَ الروحِ إنْ أسرفَ الحبُّ
.

أتوقُ لنفسٍ لا تُصيخُ ولا تَرى

وقلبٍ وما ذاقَ الجمالَ ولا يَصْبو‎

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:35 PM

.
.
.
لا زلتِ ألحاناً لكلِّ قصيدةٍ
............ولظىً وتسهيداً لكلِّ هجوعِ
لو تسألينَ عن السهادِ وسادتي
..........أو تقرئينَ شجيَّ حِبْرِ دموعيْ
منذُ اقترفتكِ صارَ حبُّكِ ماسةً
..........وأحيطها كالقلبِ بين ضلوعي
زاوجتُ أيلولي بنَيسانِ الهوى
.............فَزهتْ بأصفرهِ فتونُ ربيعِ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:36 PM


.
.
.
لازلتُ أنتعلُ السرابَ مَلالةً
....أحسو الصّدى والأمنياتِ الصاديةْ
أبكيْ ويصفعُنيْ النشيجُ سفاهةً
..........والنادباتُ على ربيعيَ باكيةْ
أخشى عليكِ من النسيمِ كَرامةً
..........عودي دعيني للرياح العاتيةْ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:37 PM

.
.
.
ولا زلتَ في سِدرةٍ للظنونِ
.............وفوقَ النجومِ مَدى مُنتهاكْ
وأنتَ جنونيَ شكّيْ يقينيْ
..........وعقليْ أسائلُ كيفَ اصْطفاكْ؟
فيرتدُّ طرفُ المدادِ حسيراً
......وسمعيْ اصطخابُ صدىً من غناكْ
هيَ الروحُ كنتَ هوايَ فكنتُ
..............مدادَ أغانٍ وعطريْ شذاكْ
فأنتَ لُحونٌ وأنتٌ فتونٌ
..............ضلالكُ هَدييْ وإثمي هُداكْ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:38 PM



.
.
.
ولا زلتُ لا أعرفُ المستحيلَ
..................بذاتِ لقاءٍ رمتْهُ يداكْ
بعينيكَ أرنو بروحِكَ أحيا
............أُغنِّيكَ فجراً ودربي خُطاكْ
وأسألُ عنكَ دميْ ذكرياتيْ
............. أما كنتَ فيها قُبيلَ لِقاكْ ؟
كلانا بحضنِ الأمانيْ وليدٌ
........فمن ذا رماكَ ومن بيْ رماكْ ؟
كأنكَ أنتَ أنا في رؤايَ
..............كأنِّي حُلولٌ أنا في رؤاكْ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:40 PM

.
.
.
أقرأُ السِّحرَ وباقيْ لهفةٍ
..............مرَّ تاريخي عليها عَجلِا
أُمنياتي وشبابي ويدي
........ترسمُ الحرفَ البريءَ الخَجِلا
والصبايا والمرايا دهشةٌ
.......أبحرتْ في الشَّعرِ حُلْماً مُرسلا
كفَّ أُمّيْ وجبيني مِلأَه
..........قُبلتي الأولى الهوى والمُثُلا
ما الذي تفعله الأيامُ بيْ ؟
........ِ...ليتني كنتُ القتيلَ الأوّلا !
كلُّ هذا الصمتِ قوليْ أوّلاً
...........طيفُكُ المخمورُ ماذا فَعَلا ؟

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:41 PM


.
.
.

كوني وداعيْ على بوابة السفرِ
................أفرُّ من قدرٍ يمضي إلى قدرِ
كونيْ وكفُّكِ تُهديْ غربتي أملاً
.............شوقَ الغريبِ إلى تَهليلِ منتظرِ
كونيْ ابتهالاتِ أُمّي عطْرَ سُبحتها
.............صدى التهجُّدِ بين اللحن والوترٍ
كوني تمايُلَ روحي كلما ظمئتْ
.............أسماعُ رمليْ إلى أُنشودةِ المطرِ
كونيْ دثاراً لأحلامٍ شقيتُ بها
..............بدَّدتُها بينَ ريحِ الشكِّ والحذرِ
كونيْ الكنايةَ في السطرِ الأخيرِ هدىً
.....أطويْ صحائفَ ما ضَيَّعتُ مِنْ عُمُري
كوني إذا كنتِ أو ما كنتِ أنتِ هنا
.............مع المساءِ التحافُ الغيمِ بالقمرِ

عبد السلام بركات زريق 06-21-2013 02:42 PM


.
.
.

ولم تزلِ الحقيقةُ في التباسٍ
..........تضجُّ بجذوةِ الصمتِ المُريبِ
على وطنٍ نزفتُ به شبابي
..............ويهزأُ بالطفولة والمشيبِ
أسائلُُ حاديَ الأيامِ عني
...............فيدفعُني لعلامِ الغيوبِ !
أنا المسلوبُ فوقَ ثرى جدودي
.................يناديني لَكَاعٌ بالغريبِ
وأكرهُ شهقتي الأولى انبعاثيْ
.............من الأحلامِ للقلقِ الرهيبِ
سأمضي تاركاً أَنَّ اصطباري
........وأنفضُ من يديْ تعبَ الدُّروبِ
هي الأرماسُ مثوى كلِّ حيٍّ
.............وغايةُ كلِّ شمسٍ للغروبِ


الساعة الآن 02:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team