على مرأى من إبريل
 

.
.
.

هَبيني عِناقاً ونِصفاً
أخيرَينِ
إنّ لهيبَ العِناقاتِ يبقى يُكابِر تحت الرمادِ
ولو بعد مليونِ عامْ
أَعِدّي لنا ما استطعتِ مِن الليلِ
كيما ننامْ
وأوحي إلى غارنا بالبِلادِ
لِنُبعَثَ كالأنبِياء.. علينا السلامْ

يداكِ حقولٌ مِن الزنبقِ
اللوتَسِ
الكرْزِ
والجُلَّنارْ
سأُسرِجُ منها الخُيولَ، خُيولَ التواقيتِ
عَلِّيَ أهزمُ هذا الدَّمارْ
فعندي جُيوشٌ
مِن العاطلينَ عن الحلْمِ في الزمن المُستعارْ

وقَدُّكِ واحَةُ نخلٍ
إذا ما مشيتِ تساقَطُ:
تمراً/بَلَحْ
وضِحكتُكِ اليَمَنِيَةُ قَوسُ قُزَحْ
وماء السعادةِ
طينُ الفَرَحْ

وخدّاكِ كُنهُهُما لا يُطالْ
وجِيدُكِ حيثُ تُعلّقُ آمالُ مَن يولدون غداً
وريقُكِ نهرُ نبيذٍ زُلالْ
وصوتُكِ همسُ المجازِ بأُذنِ المُحالْ

وشَعرُكِ محضُ مراجيحَ
حصريَةً للعفاريتِ،
آناً يكون حِبالَ نجاةٍ ليَنتشِلَ:
العالِقينَ مِن القصفِ، تحتَ ركامِ البيوتْ
أوِ الغارقينِ مِن الموج، تحت ركامِ اليُخوتْ
وآناً يكونُ حِبالَ مماتٍ لشَنقِ:
طُغاةِ العروشِ
الكروشِ
القُروشِ
التُّخوتْ

وعيناكِ أرشيفُ "مأرِبَ"
ما قبْلَ بلقيسَ
حتى البِداياتِ
ما بعد بلقيسَ
حتى النهاياتِ
جفناكِ مقبَرةٌ للغُزاةِ

شِفاهُكِ أوضحُ ما قيلَ في معجِزاتِ القُبَلْ
شفاهُكِ مِلعَقَتَا زُبدَةٍ وعسلْ
ونهداكِ ما قيلَ أو لمْ يُقلْ
وخصرُكِ فخُّ الطبيعةِ ضِدَّ الرجُلْ
وحِضنُكِ يا حلوتي -مِثْلَ أوطانِنا- مُعتَقَلْ*

وأنتِ مزيجُ سلامٍ
جمالٍ
جلالٍ
بهاءْ
أيا آيَةً مِن ضِياءْ
كأنّكِ يوماً.. سقطتِ -هُنالِكَ- مِن سورةِ الشعراءْ.
.
.

رد: على مرأى من إبريل
 

"وشَعرُكِ محضُ مراجيحَ
حصريَةً للعفاريتِ،
آناً يكون حِبالَ نجاةٍ ليَنتشِلَ:
العالِقينَ مِن القصفِ، تحتَ ركامِ البيوتْ
أوِ الغارقينِ مِن الموج، تحت ركامِ اليُخوتْ
وآناً يكونُ حِبالَ مماتٍ لشَنقِ:
طُغاةِ العروشِ
الكروشِ
القُروشِ
التُّخوتْ"

ما أجمل هذا القصيد ..
راق لي بمبناه ومعانيه وموسيقاه العذبة ..

تحياتي واحترامي

رد: على مرأى من إبريل
 

شكراً كثيراً أستاذ موسى 🙏

رد: على مرأى من إبريل
 

ويأبى الشاعر إلا أن يكون في
صميم جراح الأمة وعذابات الناس
وأحلامهم وإن كتب عن المرأة
بشيءٍ من المادية والتخصيص
نصٌّ جميلٌ من شاعر جميلٍ
واعد
أخي محمد ولد الحسن
أجدت العزف على أوتار المتقارب
أهلا بك مرةً أخرى

رد: على مرأى من إبريل
 

أستاذي الجميل 🙏
أنا ممنونك