منتديات منابر ثقافية - هي والانحياز الجميل….

نهر المحبة، هو النهر الوحيد الذي نلقي فيه بأنفسنا دون أن نخشى الغرق حتى لو كنا لانعرف أبسط قواعد السباحة أو ألف باء الخروج من بحار العشق…
فالغرق في نهر العشق منتهى الأمل ومنتهى السعادة ..
فما بالك إذا كان المحبوب هو الأجمل والأعظم بعد الخالق؟!!
هو الوطن، هو الحب الكبير يغفر لنا كل شيء ويجردنا من خطايانا، فهو وحده المقياس الوحيد لولائنا وانتمائنا للوطن…
أكتب هذا اليوم بمناسبة الحوار الوطني بالأمس بين الأمير حفظه الله والشعب الكويتي
الذي دار بسببه هذا النقاش بيني وبين أحد المفكرين العرب عبر الهاتف والذي تربطني معه علاقة زمالة منذ أمد ..
بدأه بالسؤال عن المعارضة الكويتية وانتهينا منه إلى هذه المقولة عن نهر المحبة الوطنية، الذي نقيس به مواقف الشعوب والأشخاص ومن هذه المواقف نخرج بالتقييم، كان السؤال عن تأثير المعارضة الكويتية ووزنها، وتطرق الأمر في بعض أجزاء الحوار لحرصها على مصالحها أحيانا واستشهد محدثي على ذلك بموقفها من حرية الصحافة ودعوتها لتقييد هذه الحرية تلخيصا لحسابات بينها وبين الصحافيين!
أتفق مع محدثي على أن مجرد وجود معارضة قوية هو نتاج للديمقراطبة الكويتية ولجو الحرية الذي تؤمن به الكويت حكومة وشعبا، لذلك فإن مجرد القول بوجود معارضة مسموعة الصوت، هو تاج يضيء أول ما يضيء جبين السلطة وجبين نظام الحكم في الكويت.
الشيء الآخر هو طبيعة المعارضة الكويتية، تلك أنها تدور في فلك الوطن ومصلحته ولا تنحاز إلا إليه، ومهما خرجت عن هذا الخط، تظل مصلحة الكويت وسلامتها هي البوصلة التي تهدي الجميع، وهي المسار الذي ينحاز إليه المواطن الكويتي سواء كان في صف السلطة أو في صف المعارضة.
وهكذا تنتصر دائما مصلحة الوطن على أية مصلحة فئوية ضعيفة، وهذا هو المعيار ذاته الذي أدى لانتصار حرية الصحافة على غيرها وانحسار الرأي المطالب بتقييدها، لأن الحرية مطلب عام للكويت، ينتصر العام على الخاص وتعلو كلمة الوطن، وهكذا انحازت المعارضة بكل المقاييس لحرية الكلمة، ولمصلحة الوطن ، وكان خير ما استشهد بع في هذا المجال حديث صاحب السمو أمير الكويت " لا أعتبر أن هناك معارضة في الكويت فكل السياسيين يعملون لمصلحة بلدهم ولهدف واحد هو خدمة هذا البلد، ومادام الهدف واحدًا، فلا أرى حرجا أن تختلف الرؤية والاجتهاد إذا كانت المحصلة في النهاية هي سلامة الكويت ورفعتها.
ويقيني أنّ أحدا ممن يسمونهم معارضين لا يعارضون رفعة البلاد وكرامتها وسيادتها.
وأنهى محدثي الحوار قائلًا: " هذا هو الانحياز الجميل بكل المقاييس"…

شكرًا لسمو الأمير على الحوار الوطني الذي أثمر عنه الصفح عن المعارضين وعودتهم إلى أرض الوطن في أقرب وقت ….
‏وشكراً للأبطال التسعة الذين كفوا ووفوا فثبتهم الله ووفقهم وبيض الله وجوههم