الأرْضُ
 

الأرْضُ تُـودِعُ للغِيـَّابِ جمالَهـاَ
في مَشـرقٍ يَرْثـيِ بهـا آصالَهـاَ

فارْحَلْ بها ياصاحِبي حافيِ الأسـىَ
واحْرصْ على أن تَقْتَفـيِ أَغْلالَهـاَ

واسْألْ سَنا أَلَمِ الأُمومَـةِ ما بِـهِ؟
هلْ يرْتَقيِ فـي سَطْـوهِ أنْسالَهـاَ؟

زَرْقاءُ مِنْ شُرَفِ الزمـانِ مُطِلَّـةٌ
قـدْ أنْبتَتْ مِـنْ طِينِهـا قَتـَّالَهـَا

فاخْتـالَ يَعقِـرُ نخلهـا برَفاهِـهِ
ويَقُدُّ فـي ثَـوْبِ العُـلاَ أَذْيَالَهـَا

أنـّى شَدَتْ أوتارُها فَجرَ الْهَـوى
كي يَحتوِي نَفْثُ الردَى أَوْصَالَهـاَ؟

حتَّى إِذَا الإمْطـَارُ عَـرَّقَ خَـدَّهُ
أَحْيى شَذَى أَفْعـَالِـه ِ آجَـالَهـاَ

هلْ أَنْفَدَتْ أَكْمَامُهـاَ ما أَدْمَعَتْ؟
أَمْ غَلَّفَتْ في صَمْتِهـاَ آمَالَهــاَ؟

السِّجْنُ فـي سُبُلِ الْمَدَارِ أَحاطَهـَا
صَيْفـاً لِيثْقِـلَ عُنْـوَةً أَحْمـَالَهـَا

فـي قُمْرَةِ الإعْصاَرِ ينْبُضُ حُزْنُهـاَ
مُجْتـَرَّةً مِـنْ جِذْعِــهِ زِلْزَالَهـَا

بالغَرْبِ تَقْطُرُ مِنْ جَوَانحِها الْمُـدَى
لِتَحُطَّ فـي كَنَفِ القُلُوبِ رِحَالَهـَا

تَبْنـي بِغـَائِرِهـَا رَكائِـزَ يخْتَفـيِ
خَلْفَ الضّباب تسوُّسٌ يَسْعـىَ لَهـَا

وَالشرْقُ يَشْرَبُ نَخْبَ ما عَبَثَتْ بِـهِ
رُوحُ البِحَـارِ فمـزَّقَتْ غِرْبـَالَهـَا

قدْ أَوْدَعَتْ حُمْـرَ الرسَائِلِ ماءَهـاَ
فتَزَاحَمَتْ فـي المـوْجِ حتَّى قَالَهـَا

والشُّمُّ تُسْفِرُ للصَّبـَاحِ عَنِ العُـلاَ
أَلْقَتْ لـهُ فـي سَفْحِهـا إِجْلاَلَهـاَ

فازَتْ بَراقِشُ في القديمِ بمـَا جَنَتْ
والدهْـرُ دَوْحٌ حامـلٌ أَشْكَـالَهـَا

يا صانِعـًا مَنْحَى الْهُبـُوطِ بِرَكْبِـهِ
خَفِّفْ على قَـدَمِ الوَرىَ أَوْحَالَهـَا

وارْفَـعْ بُروقَ يَـدِ الرقِـيِّ بِقِمَّـةٍ
قد جَمّعتْ فـي كَهْفِهـَا أَشْبَالَهـَا

غَـرِّدْ علـى فَنَنِ الحيـاةِ بِزَهْـوِهِ
واحْفَظْ لهـا مِـنْ وِرْدِه شَـلاّلَهـَا

وارْحَمْ أَنِينَ الأرْضِ مِنْ شَطَطِ الأنـاَ
هلْ لاَ تَرىَ فـي عَيْنِـهِ تِمْثَالَهـاَ؟!

يُعْطـِي قِرَى الأيـَّامِ دَوْرَةَ ظِلِّـهِ
يَحْنُو على الأحْيـَاءِ.. يرْقُبُ حَالَهـَا

عَمَّرْتَهـا فاخْتَـرْ مَغـَانِمَ حِفْظِهـَا
حتَّى تَرى مِلْء النفُـوسِ كَمـَالَهـَا

أو فاصْطَبِرْ يـا نافِـخَ الكِيرِ الذي
يَهْـوَى مَـدى أُوَّارِهِ إشْعـَالَهـَا

فاعْقِلْ مَعيِ في باحَةِ الكَـوْنِ الرُّؤىَ
هلْ تَرْتَجِي أنْ يَحْتَـوِي أَمْثـَالَهـَا؟!

الأخ الفاضل القاضي ولد محمد عينين الموقر
راقت لي قصيدتك فاضلي بروعة انشاء الجملة الشعرية
وانسيابية التعبير
دمت بخير

زَرْقاءُ مِنْ شُرَفِ الزمـانِ مُطِلَّـةٌ
قـدْ أنْبتَتْ مِـنْ طِينِهـا قَتـَّالَهـَا
.
.
.
الله

كفاني هذا البيت

لك الود والاحترام
.
.
للتثبيت

وارْحَمْ أَنِينَ الأرْضِ مِنْ شَطَطِ الأنـاَ
هلْ لاَ تَرىَ فـي عَيْنِـهِ تِمْثَالَهـاَ؟!

يُعْطـِي قِرَى الأيـَّامِ دَوْرَةَ ظِلِّـهِ
يَحْنُو على الأحْيـَاءِ.. يرْقُبُ حَالَهـَا

عَمَّرْتَهـا فاخْتَـرْ مَغـَانِمَ حِفْظِهـَا
حتَّى تَرى مِلْء النفُـوسِ كَمـَالَهـَا

أو فاصْطَبِرْ يـا نافِـخَ الكِيرِ الذي
يَهْـوَى مَـدى أُوَّارِهِ إشْعـَالَهـَا

فاعْقِلْ مَعيِ في باحَةِ الكَـوْنِ الرُّؤىَ
هلْ تَرْتَجِي أنْ يَحْتَـوِي أَمْثـَالَهـَا؟!






لقد أبدعت أخي
دمت بخير وافر