منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   رائحة الشمس (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4581)

ريم بدر الدين 05-07-2011 08:00 PM

رائحة الشمس
 
يعتصر الألم هذه الروح ، تشف و يرق عزفها مع ازدياد عنق البوتقة ضيقا
هل جربتم دخول النفق ؟ هناك حيث تلتمع في آخره شمس ساطعة سناها يخلب لبي منذ بداية فأجدني مدفوعة بقوة خفية كبيرة كي أبلغ منبع الضوء و أستحم بدفئه و أقيم لروحي في نهاية الطريق صلاة وحشية راقصة
شيء ما يمسك بتلابيب الروح يوصلها لحافة الاختناق ، نستروح بعضا من نسيم لهنيهات ثم ما تلبث القبضة أن تزداد إحكاما و انغلاقا ، تضيق الدائرة ...تصبح بمحيط خاتم عذراء في أول ربيعها ثم ما تلبث أن تصبح ثقبا صغيرا كسم الخياط إلى أن تصبح نقطة..
عندها أحلق أجدني طليقة كفراشة خفيفة كريشة في مهب رياح أحلق في مدارات لم أرها من قبل ، فضاءات لعالم غريب
أين أنا الآن ؟ حللت في أرض كلها ضوء ، تضيق الحدقة لانبهارها بالسطوع كي تتلاءم مع هذا النور المبهر تضيق لتصبح نقطة..

كل شيء هنا شفاف بلا صوت ، بلا وزن ، بلا ظل كأنني ولجت مكانا سحريا..
أمد يدي فتدخل في عمق الأشياء لاكتشف أن لا عمق لها ...لا ماهية لها و لا كينونة
أجدني في طريق محفوف بأشجار وارفة ، هي الطبيعة التي طالما كانت لي ملاذا و ملهما نفسها لكن هنا يخضورها مختلف ، نضر و جديد كما هي ثياب العيد ، يلتمع كما هدايا الميلاد، خارجا للتو من رحم الأرض و مازالت مشيمة رحلة الخلق تلتصق به ، تزيده فطرية و بدائية
حتى السماء زرقتها مختلفة فيها صفاء من نوع عجيب و غيومها ببياض أكثر نصاعة يذكرني بغسيل جدتي حين كانت تخبأ فيه
رائحةالشمس
أدخل الغابة بخطى مرتعشة، ارتعاش ليس منشؤه الخوف و إنما تهيب طرق باب مجهول لا أعلمه لكن الغابة ليس فيها طيور تزقزق و لا حيوانات تختبئ هنا أو هناك
فقط صمت مهيب
تحضر هنا و هناك أطياف بوجوه طائرة غير مقنّعة حتى طيف جدتي من تخبئ
الشمس في غسيلها كان هنا حاضرا أيضا لكن هذه الوجوه تخترقني كأنها لا تراني ، أرفع يدي مقابل وجهي لأتحسس دفء أنفاسي فلا أجدها أنفاسي
رأيتني أحلق و أطير و ارتقي سماوات حتى خرجت من الحزام الأرضي ،
وضعت قدمي الحافيتين على سطح القمر
آلمني وخز مفاجئ في قدمي يشابه وخز ذوب الشمعة إذا انسكب على البشرة حارا
لكن ما لبثت أن اعتادت قدماي الوخز و بت أسير مستمتعة بسهولة و نعومة
ما أدهشني أن القمر كان يجذبني ، من قال إن القمر لا جاذبية له؟ كان يثبت خطواتي عليه وكأنني أتنزه على الأرض بخطى واثقة ، مرت نيازك مسرعة و شهاب و مذنب رأيته بمقاعد كقطار يحمل من يريد ساعة يقدر له إلى عالم أبدي
أقلني القطار في مقدمة هالي و انطلق مسرعا
سمعت الذرات الغازية لجسم المذنبة تتهامس فيما بينها ثم ما لبث الهمس أن غدا كلاما مسموعا: هل تعرف أين هي ؟ و إلى أين نمضي بها؟ يبدو أنها لم تستوعب بعد أين حلت روحها .
أين حلت روحي؟ إذن هذا هو البرزخ ، يمضون بي إلى ملتقى الأرواح
لماذا أحزن و أنا قاب القوس أو أدنى من اللقيا؟
ألقاك جدتي ، عمتي ، حبيبي، ولدي ، صديقي ، كلهم هناك و ينتظرون أطباق النور تحمل لهم رسولا من عالم مرئي يصبح بمجرد عبوره الحاجز الشفاف لا مرئيا شفافا كالحاجز نفسه
ينتظرونني بلهفة لكنهم يرفضونني و يودعونني سلاما لكل من سأعود إليهم
18- ابريل -2008

نشر في جريدة المسيرة السورية
في المجلة العربية الصادرة في المملكة العربية السعودية
في كتاب منتديات المجد الثقافية النثري الأول

عمران العميري 05-07-2011 10:41 PM

المبدعه دائما
ريم بدر الدين

استرسال جميل في رحلة اجمل يزينها
جمال الرصف بعذب مفرداتها وحسن الوصف
في ترجمة الخيال
يستعذبني حرفك ايتها الالق
قدرة في التلاعب وانتقاء الكلمات لتسافر بنا عبر خيالك الذي لايعرف الافق
دمت قلما واسما يقتفيه الذوق
تحياتي لك مؤطره بالورد يا واحة الورد

يرافقك التميز

ميساء صالح 05-08-2011 05:39 PM

في عالم افتراضي لا نعرف فيه سوى أسماء ولكننا نشعر بالأرواح فمنها ما يتآلف ومنها ما يتنافر

وحتما لوجود أرضية مشتركة بينها

ريم بدر الدين

طالما شدني حرفك لهذا المكان أحن فأعود .......

عشت معك كل اللحظات لصدق وشفافية نثرك الخلاب

الفرح تارة والألم والذهول تارةً أخرى

حتى وخز القمر آلمني يا ريم

قناديل من الأمتنان مرصعة بثلاثية ( الحب والتقدير والعرفان )

\

\

حفظك الرب يا ريم

جمال سامي عواد 05-08-2011 06:28 PM

لي عودة استاذتي ريم

ريم العتيبي 05-08-2011 10:03 PM

سيدتي أنيقة الحرف،،،،،،، ريـــــم بدر الدين
حملتني حروفك الفاتنة لأحلق معها الى عالمٍ تسطر الأضواء سماءه و تقبل الأزهار كل شبر في أرضه،،،،عالم مترفٌ حافلٌ بالروعة و الجمال،،،لله درك يا رائعة الحرف،،لاحرمنا الله من فيض قلمكٍ المميز،،،كوني كما انتِ،،،،،تحياتي و الرياحين

ماجد جابر 05-08-2011 10:36 PM

تحيّاتي

أشكر أستاذتنا الفاضلة ريم بدر الدين على هذا الأدب الماتع ،ذي الأسلوب الرائع ،،،،،،،

تألق يدعو إلى الإعجاب ،،،،، ويبعث على الإقتداء

حقاً ،،،إنها تحفة فنية رائعة

دام عطاؤك ،،،، ونفع الله بك وبعلمكِ
بوركتِ وبورك المداد.

أحمد صالح 05-20-2011 04:48 AM

رغم العتبى و العتب إلا إني حين العودة لم أستنشق هواء المكان
إلا
حين
قرأت هنا
( حفظ الله دوما اليد و القلم )

علي بن حسن الزهراني 05-20-2011 05:29 PM

رائحة الشمس !
والورد !
والماء !
ودخان القطار !
ورائحة الوداع المتوازي مع اللقاء أيضا !
تقاطعات "مربكة" في محطة قطار القمر، بين حنايا حبال الجدة، وثياب الأحفاد، التي باتت مأوى لرائحة الشمس.. وربما كانت هذه التقاطعات "خطرة" أيضا !
نسأل الله لك السلامة أستاذة ريم، ولمحبيك من المنتظرين طول النفس؛ رغم "مرارة" الانتظار وكثرة "ضحاياه" !
وفقك الله.
أبو أسامة

[/tabletext]
حسام الدين بهي الدين ريشو 05-21-2011 12:11 PM

[tabletext="width:70%;background-color:orange;"]

زخم المعجبين بالنص رائع ياسيدتي
وقد أتوه بين تألقهم
في الثناء والاعجاب به
لكن
يكفيني فخرا
أني توقفت هنا
حيث ينحني الابداع تقديرا
أ . استاذه ريم بدر الدين
تحياتي
وليهنأ القمر الذي شرف بآثار قدميك
ووقع الخطي عليه
واسلمي من كل سوء


سليمان الشيخ حسين 05-22-2011 09:07 PM

هو نص يسكن بين تداعي المشاعر على الأشياء وتحويلها إلى أحياء بأسلوب راق وحرف سهل ولكنه يختزن مايدهش من وفاء أصبح اليوم نادرا إن لجهة المكان أو الشخوص المتحركة في النص الذي ينتمي للعالي من النثر الأديبه نور بدر مودتي تلك هي


الساعة الآن 03:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team