منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   بانتظار اللون المفقود (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29056)

مروه عبد الحكيم 09-06-2021 09:55 PM

بانتظار اللون المفقود
 
هذه القصة من جملة مشاعر إحدى طالباتي في الجامعة، هي تدرس الآن في جامعة مختصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي تصف العتمة التي تعيشها بدون ضوء ولا ألوان بسبب فقدان بصرها، حين أرسلتها لي أحببت مشاركتها معكم في المنتدى ووافقت
القصة بقلب عائشة، آمل أن تصل لقلوبكم

بانتظار اللون المفقود

بعد الصراع الطويل بين جدران الصِبا بعد السخرية المستمرة التي تعرضت لها كبرت الآن .. حسنٌ أنا الآن أحفظ منزلي وجدرانه جيداً .. لا أعرف أين يقع تحديداً ولا كيف هي ألوانه .. لكن يكفيني انني أستطيع أن استدل على غرفتي وغرفة أمي وأبي وغرف أخوتي .. يمكنني أيضاً معرفة في أي ركن تضع أمي الطعام في المطبخ .. كما أنني لم أعد بحاجةٍ إلى يدٍ تمسكني لدخول الحمام .. لقد عبرت يديّ جميع الجدران .. تحسست كل خدش وكل انحناء فيها .. علمت من أين تبدأ وأين تنتهي .. مع كل هذا السواد المحيط لا أستطيع معرفة كيف يبدو الأحمر أو الأزرق الذي يلون السماء والبحر كما يقولون .. أعتدت أن أرى بحري الأسود وسمائي السوداء نهاري وليلي بذات اللون ايضاً .. أنا التي لا انتظر فجراً مثلكم .. فقط انتظر لوناً آخر .. لطالما تحسست الأشكال ..كانت تختلف في كل مرة .. بعضها مسنن وبعضها الآخر منحنٍ .. لكنني رغم كل هذا لا أستطيع رسم الشكل في مخيلتي .. أيمكنكم تصور ما معنى أن يحوي السواد كل شيء .. لا يعطيني الحق حتى في تخيل شكلي .. ذات مرة أمسكت والدتي بيدي وقالت لي هنا المرآة .. حسناً وقفت كالعادة أتلمس وجهي مبتسمةً وأحاول تكويني في داخلي .. أحاول وأحاول وأزداد تلمساً .. أضغط بشكل أكبر لكن محاولاتي كانت كلها تبوء بالفشل .. أنا لا أعلم حتى أين يكمن الاختلاف في وجه له عينان وأنف صغير وفم .. أعتقد بأننا جميعنا هكذا .. الفرق الوحيد أن عيون البعض تبصر .. مؤلم جداً ذاك الشعور بالعجز المستمر .. في ناحية ما أمامي أنا لا أستطيع حتى تمييز تعابير المتحدث إلي .. لم أستطع الدفاع عن أشيائي التي أخبئها أمامهم بكل براءة .. بزغ فجر اليوم الذي لطالما تحدث الجميع عنه .. أن أحتضن مصحفي وأعرف تشكيل الآيات فيه بعيداً عن اعتيادي المستمر سماع القرآن من المسجل .. ما زلت أواصل الكبر .. هذا المطاف لم ينتهي به الحال هنا ما زلت أكبر وأنا انتظر لوناً آخر في حياتي .. أعاني فحسب من صعوبات كثيرة لكنني بقضاء الله وقدره رضيت .. وأحببت ان أقول لكم أني ولله الحمد تخطيت .. فقط انتظر لوناً .

ياسَمِين الْحُمود 09-06-2021 10:22 PM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
أجدتِ في رسم المعاناة في الروح التي لا تملك سوى التخفي
في الدموع التي ما إن تنهمر حتى تتجمد
وكأني أقرأ نصك وأتسارع مع حروفك ويصيبني التعرق وأتساءل :
ألهذا الحد وصلت طالبتك بحيث تنتظر. الألوان فقط !!!
ويبقى السؤال مطروحاً والفكر شارداً ..
لا يسعني سوى أن أشد على يديها وأبارك روحاً نقيةً
داعبت حواسنا بألم
قصة مكتملة الحواس.... !
هكذا هم الأدباء حينما يكتبون يجذبون حواس القارئ
ويجعلونه يعيش تفاصيل الحكاية ..!
ماهذا الرسم القصصي الذي
شدنا من أول كلمة الى آخر كلمة
عافاها الله وشافاها وأظهر لها ألوان القزح
دمت بكل ألق يا مروة:31:

عبد الكريم الزين 09-07-2021 12:42 AM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
قصة تفيض معاناة، وترسم ألوانًا متنوعة بحروف مبدعة صادقة
هزتني عواطف الكاتبة وغشيني سواد عالمها
ثم أثلج قلبي تسليمها بقضاء الله

عسى الله أن يرزقها النظر إلى أنهار الجنة جزاء صبرها

أ. مروة جزيل الشكر ووافر الثناء
تحياتي وتقديري

مروه عبد الحكيم 09-07-2021 02:13 AM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 312345)
أجدتِ في رسم المعاناة في الروح التي لا تملك سوى التخفي
في الدموع التي ما إن تنهمر حتى تتجمد
وكأني أقرأ نصك وأتسارع مع حروفك ويصيبني التعرق وأتساءل :
ألهذا الحد وصلت طالبتك بحيث تنتظر. الألوان فقط !!!
ويبقى السؤال مطروحاً والفكر شارداً ..
لا يسعني سوى أن أشد على يديها وأبارك روحاً نقيةً
داعبت حواسنا بألم
قصة مكتملة الحواس.... !
هكذا هم الأدباء حينما يكتبون يجذبون حواس القارئ
ويجعلونه يعيش تفاصيل الحكاية ..!
ماهذا الرسم القصصي الذي
شدنا من أول كلمة الى آخر كلمة
عافاها الله وشافاها وأظهر لها ألوان القزح
دمت بكل ألق يا مروة:31:

شكراً أختي ياسمين على كلماتكِ ومشاعركِ الصادقة والنبيلة والتي نبعت بالتأكيد من قلبك الطيب .. أنا متأكدة أن عائشة ستسعد جداً برأيكِ وأتمنى لعائشة أن يعوضها الله تعالى بلون من السعادة بحياتها

مروه عبد الحكيم 09-07-2021 02:24 AM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 312351)
قصة تفيض معاناة، وترسم ألوانًا متنوعة بحروف مبدعة صادقة
هزتني عواطف الكاتبة وغشيني سواد عالمها
ثم أثلج قلبي تسليمها بقضاء الله

عسى الله أن يرزقها النظر إلى أنهار الجنة جزاء صبرها

أ. مروة جزيل الشكر ووافر الثناء
تحياتي وتقديري


اللهم آمين .. وأرجو من الله عز وجل أن يرزقكم ويرزقنا جميعاً الفردوس الأعلى .. شكراً لمرورك الكريم أخي عبد الكريم

محمد أبو الفضل سحبان 09-07-2021 03:35 AM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
جزاك الله خيرا أستاذتنا الفاضلة أن كنت سببا في نقل هذه القصة الواقعية المؤثرة التي يتفطر لها القلب والتي هي نابعة من تجربة حقيقية ومعاناة صادقة..فقد البصر من أعظم البلاء وذلك لأن فاقده يحرم من كثير من نعيم الدنيا والذي إنما يدرك بحاسة البصر ؛ وفي هذا يقول رسول الله ﷺ : "إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر ؛ عوضته منهما الجنة، يريد عينيه." ..
أسأل الله أن يفتح بصيرة عائشة ويرزقها الفهم الثاقب والحافظة القوية لتنقش اسمها في عالم الأدب وأنا أراها من خلال هذا النص العميق على الطريق الصحيح..؛كما أسأله أن يجعل أجر هذا العمل مع حسناتك أختي مروة..
تقبلي احترامي وتقديري
:43:

منى الحريزي 09-14-2021 02:37 AM

رد: بانتظار اللون المفقود
 

أسعد عائشة وأنبت لها من الظلمة لون جميل ينسف كل جدران الحزن ...
الأمل موجود ... فافتحي قلبك للحياة ياعائشة ... واستشعري برودة الفجر ... وحرارة الشمس ... وأنصتي لصوت العصافير ... واتركي رائحة من زجاجة عطر تأخذك في جولة سعيدة ... كل تلك ألوان أيضاً ...

تحية لأختي العزيزة مروة على هذا الطرح الجميل ... والذي أثر بي كثيراً
آمل أن تكتب عائشة المزيد عن مشاعرها وتعبر عن أفكارها أكثر ...

حمزه حسين 09-14-2021 10:55 PM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروه عبد الحكيم (المشاركة 312340)
هذه القصة من جملة مشاعر إحدى طالباتي في الجامعة، هي تدرس الآن في جامعة مختصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي تصف العتمة التي تعيشها بدون ضوء ولا ألوان بسبب فقدان بصرها، حين أرسلتها لي أحببت مشاركتها معكم في المنتدى ووافقت
القصة بقلب عائشة، آمل أن تصل لقلوبكم

بانتظار اللون المفقود

بعد الصراع الطويل بين جدران الصِبا بعد السخرية المستمرة التي تعرضت لها كبرت الآن .. حسنٌ أنا الآن أحفظ منزلي وجدرانه جيداً .. لا أعرف أين يقع تحديداً ولا كيف هي ألوانه .. لكن يكفيني انني أستطيع أن استدل على غرفتي وغرفة أمي وأبي وغرف أخوتي .. يمكنني أيضاً معرفة في أي ركن تضع أمي الطعام في المطبخ .. كما أنني لم أعد بحاجةٍ إلى يدٍ تمسكني لدخول الحمام .. لقد عبرت يديّ جميع الجدران .. تحسست كل خدش وكل انحناء فيها .. علمت من أين تبدأ وأين تنتهي .. مع كل هذا السواد المحيط لا أستطيع معرفة كيف يبدو الأحمر أو الأزرق الذي يلون السماء والبحر كما يقولون .. أعتدت أن أرى بحري الأسود وسمائي السوداء نهاري وليلي بذات اللون ايضاً .. أنا التي لا انتظر فجراً مثلكم .. فقط انتظر لوناً آخر .. لطالما تحسست الأشكال ..كانت تختلف في كل مرة .. بعضها مسنن وبعضها الآخر منحنٍ .. لكنني رغم كل هذا لا أستطيع رسم الشكل في مخيلتي .. أيمكنكم تصور ما معنى أن يحوي السواد كل شيء .. لا يعطيني الحق حتى في تخيل شكلي .. ذات مرة أمسكت والدتي بيدي وقالت لي هنا المرآة .. حسناً وقفت كالعادة أتلمس وجهي مبتسمةً وأحاول تكويني في داخلي .. أحاول وأحاول وأزداد تلمساً .. أضغط بشكل أكبر لكن محاولاتي كانت كلها تبوء بالفشل .. أنا لا أعلم حتى أين يكمن الاختلاف في وجه له عينان وأنف صغير وفم .. أعتقد بأننا جميعنا هكذا .. الفرق الوحيد أن عيون البعض تبصر .. مؤلم جداً ذاك الشعور بالعجز المستمر .. في ناحية ما أمامي أنا لا أستطيع حتى تمييز تعابير المتحدث إلي .. لم أستطع الدفاع عن أشيائي التي أخبئها أمامهم بكل براءة .. بزغ فجر اليوم الذي لطالما تحدث الجميع عنه .. أن أحتضن مصحفي وأعرف تشكيل الآيات فيه بعيداً عن اعتيادي المستمر سماع القرآن من المسجل .. ما زلت أواصل الكبر .. هذا المطاف لم ينتهي به الحال هنا ما زلت أكبر وأنا انتظر لوناً آخر في حياتي .. أعاني فحسب من صعوبات كثيرة لكنني بقضاء الله وقدره رضيت .. وأحببت ان أقول لكم أني ولله الحمد تخطيت .. فقط انتظر لوناً .

يا الله!!!!!

يا لهذه الكلمات البسيطة التي تتفجر عوالما لم أفكر بها أنا شخصيا!!

ويا لحضور اللون الأسود الذي لايغيب!!

سبحان الله!!!، فأي نعمة نحن فيها وهذه عائشة رسول عبرة وجرس تنبيه

أذهلني ما قرأت بقدر ما دكدكني بحثها عن اللون الآخر... لون واحد وليس المئات أو الآلاف

أستاذة مروة
اختيار مدهش بغض النظر عن جنسه الأدبي
فهو رواية راوية وقصة شافية وشعور وقافية

شكرا كثيرا
وألف تحية

ثريا نبوي 09-15-2021 12:09 PM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروه عبد الحكيم (المشاركة 312340)
هذه القصة من جملة مشاعر إحدى طالباتي في الجامعة، هي تدرس الآن في جامعة مختصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي تصف العتمة التي تعيشها بدون ضوء ولا ألوان بسبب فقدان بصرها، حين أرسلتها لي أحببت مشاركتها معكم في المنتدى ووافقت
القصة بقلب عائشة، آمل أن تصل لقلوبكم

بانتظار اللون المفقود

بعد الصراع الطويل بين جدران الصِّبا، بعد السخرية المستمرة التي تعرضت لها كبرت الآن .. حسنٌ أنا الآن أحفظ منزلي وجدرانه جيداً .. لا أعرف أين يقع تحديداً ولا كيف هي ألوانه .. لكن يكفيني انني أستطيع أن استدل على غرفتي وغرفة أمي وأبي وغرف أخوتي .. يمكنني أيضاً معرفة في أي ركن تضع أمي الطعام في المطبخ .. كما أنني لم أعد بحاجةٍ إلى يدٍ تمسكني لدخول الحمام .. لقد عبرت يديّ /يدايَ جميع الجدران .. تحسستْ كل خدش وكل انحناء فيها .. علمت من أين تبدأ وأين تنتهي .. مع كل هذا السواد المحيط لا أستطيع معرفة كيف يبدو الأحمر أو الأزرق الذي يلون السماء والبحر كما يقولون .. أعتدت أن أرى بحري الأسود وسمائي السوداء نهاري وليلي بذات اللون ايضاً أيضًا .. أنا التي لا انتظر فجراً مثلكم .. فقط انتظر لوناً آخر .. لطالما تحسست الأشكال ..كانت تختلف في كل مرة .. بعضها مسنن وبعضها الآخر منحنٍ .. لكنني رغم كل هذا لا أستطيع رسم الشكل في مخيلتي .. أيمكنكم تصور ما معنى أن يحوي السواد كل شيء .. لا يعطيني الحق حتى في تخيل شكلي .. ذات مرة أمسكت والدتي بيدي وقالت لي هنا المرآة .. حسناً وقفت كالعادة أتلمس وجهي مبتسمةً وأحاول تكويني/ تكوين صورةٍ في داخلي .. أحاول وأحاول وأزداد تلمساً .. أضغط بشكل أكبر لكن محاولاتي كانت كلها تبوء بالفشل .. أنا لا أعلم حتى أين يكمن الاختلاف في وجه له عينان وأنف صغير وفم .. أعتقد بأننا/ أننا جميعنا هكذا .. الفرق الوحيد أن عيون البعض تبصر .. مؤلم جداً ذاك الشعور بالعجز المستمر .. في ناحية ما أمامي أنا لا أستطيع حتى تمييز تعابير المتحدث إلي .. لم أستطع الدفاع عن أشيائي التي أخبئها أمامهم بكل براءة .. بزغ / بزوغ فجر اليوم الذي لطالما تحدث الجميع عنه .. أن أحتضن مصحفي وأعرف تشكيل الآيات فيه بعيداً عن اعتيادي المستمر سماع القرآن من المسجل .. ما زلت أواصل الكبر .. هذا المطاف لم ينتهي/ ينتهِ به الحال هنا، ما زلت أكبر وأنا انتظر لوناً آخر في حياتي .. أعاني فحسب من صعوبات كثيرة لكنني بقضاء الله وقدره رضيت .. وأحببت أن أقول لكم أني ولله الحمد تخطيت .. فقط انتظر/ أنتظر لوناً .


يا ربي.. فقط أنتظرُ لونًا
جملةٌ صغيرةٌ قالتِ الكثيرَ من المشاعرِ والأمنياتِ والمُعاناة
والقصةُ كلها وجعٌ على وجع، وتَذكِرةٌ لِلغافلينَ عن نِعَمِ الله
لكِ اللهُ يا عائشة الأديبة الرائعة المُدهشة
وقد حصدتْ قصتُكِ الواقعيةُ دهشتنا جميعًا
وعن نفسي: فقد اقتسمتُ معكِ الأمل
ويبقى الرضا بالمقسومِ جنةَ الدنيا
إلى أن تحينَ جنةُ النعيمِ المُقيم

شكرًا مروة الطيبة على جمالِ ما نقلتِ إلينا
تحياتي لكما و
:45::45:
وعندما تجدينَ جوريةً جميلةً بأي لونٍ،
أهديها لعائشة وأخبريها أنها من أمِّها ثريا
ولا يهم اللون،
فتكفي نعومةُ بتلاتِها وسطوةُ الشذا
وأنها رسالةُ حُبٍّ في بريدِ ورد

ناريمان الشريف 09-15-2021 11:35 PM

رد: بانتظار اللون المفقود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروه عبد الحكيم (المشاركة 312340)
هذه القصة من جملة مشاعر إحدى طالباتي في الجامعة، هي تدرس الآن في جامعة مختصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي تصف العتمة التي تعيشها بدون ضوء ولا ألوان بسبب فقدان بصرها، حين أرسلتها لي أحببت مشاركتها معكم في المنتدى ووافقت
القصة بقلب عائشة، آمل أن تصل لقلوبكم

بانتظار اللون المفقود

بعد الصراع الطويل بين جدران الصِبا بعد السخرية المستمرة التي تعرضت لها كبرت الآن .. حسنٌ أنا الآن أحفظ منزلي وجدرانه جيداً .. لا أعرف أين يقع تحديداً ولا كيف هي ألوانه .. لكن يكفيني انني أستطيع أن استدل على غرفتي وغرفة أمي وأبي وغرف أخوتي .. يمكنني أيضاً معرفة في أي ركن تضع أمي الطعام في المطبخ .. كما أنني لم أعد بحاجةٍ إلى يدٍ تمسكني لدخول الحمام .. لقد عبرت يديّ جميع الجدران .. تحسست كل خدش وكل انحناء فيها .. علمت من أين تبدأ وأين تنتهي .. مع كل هذا السواد المحيط لا أستطيع معرفة كيف يبدو الأحمر أو الأزرق الذي يلون السماء والبحر كما يقولون .. أعتدت أن أرى بحري الأسود وسمائي السوداء نهاري وليلي بذات اللون ايضاً .. أنا التي لا انتظر فجراً مثلكم .. فقط انتظر لوناً آخر .. لطالما تحسست الأشكال ..كانت تختلف في كل مرة .. بعضها مسنن وبعضها الآخر منحنٍ .. لكنني رغم كل هذا لا أستطيع رسم الشكل في مخيلتي .. أيمكنكم تصور ما معنى أن يحوي السواد كل شيء .. لا يعطيني الحق حتى في تخيل شكلي .. ذات مرة أمسكت والدتي بيدي وقالت لي هنا المرآة .. حسناً وقفت كالعادة أتلمس وجهي مبتسمةً وأحاول تكويني في داخلي .. أحاول وأحاول وأزداد تلمساً .. أضغط بشكل أكبر لكن محاولاتي كانت كلها تبوء بالفشل .. أنا لا أعلم حتى أين يكمن الاختلاف في وجه له عينان وأنف صغير وفم .. أعتقد بأننا جميعنا هكذا .. الفرق الوحيد أن عيون البعض تبصر .. مؤلم جداً ذاك الشعور بالعجز المستمر .. في ناحية ما أمامي أنا لا أستطيع حتى تمييز تعابير المتحدث إلي .. لم أستطع الدفاع عن أشيائي التي أخبئها أمامهم بكل براءة .. بزغ فجر اليوم الذي لطالما تحدث الجميع عنه .. أن أحتضن مصحفي وأعرف تشكيل الآيات فيه بعيداً عن اعتيادي المستمر سماع القرآن من المسجل .. ما زلت أواصل الكبر .. هذا المطاف لم ينتهي ( لم ينته )به الحال هنا ما زلت أكبر وأنا انتظر لوناً آخر في حياتي .. أعاني فحسب من صعوبات كثيرة لكنني بقضاء الله وقدره رضيت .. وأحببت ان أقول لكم أني ولله الحمد تخطيت .. فقط انتظر لوناً .


هذه الفاقدة للبصر أديبة مميزة وكاتبة تعقل كل شيء
تكتب ببصيرة واعية فيها شفافية ..
أقسم أنني كدت أبكي لشدة تأثري بما جاء هنا من وصف دقيق لمشاعر إنسانة لا ترى من الألوان إلا الأسود
بلغيها حبي وتحياتي وتقديري الفائق لقلمها أولاً ولرضاها بما قسم الله لها
بوركت أستاذة مروة .. نريد المزيد من كتاباتها
فقط تجرأت لتصحيح ( لم ينتهي )

المؤازِرة ... ناريمان


الساعة الآن 12:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team