منتديات منابر ثقافية - اشرب فهذي الكأس ما مرّت على شفتي نديم

[overline]سأل سائل:
[/overline]
السلام عليكم

اشرب فهذي الكأس ما مرّت على شفتي نديم

أعوذ بالله من الشاربين
شاعر معاصر توفاه الله في عام اثنين وتسعين استحضر في قصيدته
التي منها الشطر المذكور أعلاه شاعرا عباسيا
من المستحضِر؟؟ ومن المستحضَر؟؟
وبماذا يعاتبه؟؟
[overline]الإجابة : [/overline]
فهي من قصيدة "كأس" التي نظمها أبو ريشة عام 1940 تحلل تطورات الحالة النفسية التي أدت بديك الجن إلى قتل جاريته التي كان يحبها أشد الحب ،فقد قتلها بعد أن شكّ في إخلاصها له، وكيف هام على وجهه بعد أن قتلها. وكان ينشد بين شربه وبكائه أبياتاً من الشعر وذلك بعد أن تيقن من براءتها من تهمة خيانتها له»:

دعها! فهذي الكأس ما مرَّت علـى شفتي نديم

لـي وقفةٌ معها أمــام الله، فـي ظل الجحيم

دعهـا! فقد تشقيك فيها لفحـة البغي الرجيـم

وتنفّـس الشـبح الشقي علـى جـذى حب أثيم

مـا لي أراك تطيل فيّ تـأمل الطرف الرحيم

من «الحب المستحيل» تتولد الرغبة بقتل المحبوبة، والخلاص من عذابات حب لا يجد طريقه إلى النور ولا إلى التسامي والتصعيد، ولعل هذه العذابات هي أحد أهم أسباب ظهور الشخصية العصابية، وربما محاولة القتل أو التهديد به، نجد مثلاً على ذلك في قصيدة «عاصفة» التي يقدمها أبو ريشة بعبارة «زارها ليقتلها»، والعوائق التي تقف في وجه الحب تبدو «نفسية – روحية»، إذ تتخذ المحبوبة دوراً سلبياً في لاوعي الشاعر. يقول أبو ريشة:
«إشـربي! اشـربي بقايا خمورٍ وضعتها يدُ الأسى في إنائي
إشربي وارقصي وغنّي وهزِّي مزهرَ اللهوِ في يدِ الإغراءِ
إشربي وانضحي اللذائذَ حتـى تتـولاكِ رعشـةُ الإعياءِ
أتخـافين؟ أقدمي لا تخافـي أقدمي وانفضي بقايا الحياءِ
إن هذي العروقَ فـي جسمكِ البضِّ أنـابيبُ شـهوةٍ لا دمـاءِ!
..
أي رجسٍ هفا إليكِ ولم تُعطيه ما شـاء، يا قتيلةَ رجسكْ»
وفّقك الله.