منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5850)

ماجد جابر 08-19-2011 12:41 AM

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج
 
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج

يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ...


يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب ، كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، والله يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران:92]

وأحب مالي إلي هذه الناقة
يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك ...



يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!
فلما انتهى الربيع



وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .



يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !



وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث

فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره
إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار

وقالوا: أخرج الناقة ...

قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !

قال : أشكوكم إلى أبيكم ...
قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !!
قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟
قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج
قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ... ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون

قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!

قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ...

يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟

يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت جاءوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال :
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه لجاري !
أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة ... !

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج
مرسلة من زميل لي أ. إسماعيل الفرا / محاضر في جامعة القدس المفتوحة ، من خلال البوابة الأكاديمية للجامعة.

أحمد قرموشي المجرشي 08-19-2011 01:21 AM

الله الله ...
رحماك ربي ...
كم هو جميل المعروف ...
قصة ولاأروع قرأتها وعدت قراءتها ...
دام طرحك الرائع أستاذي .

أميرة الشمري 08-19-2011 06:40 PM

لله درك
اقشعر بدني لهذه القصة
شكرا جزيلا لك ولزميلك
وبارالله بكما
تحياني

ماجد جابر 08-20-2011 12:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد قرموشي المجرشي (المشاركة 82542)
الله الله ...
رحماك ربي ...
كم هو جميل المعروف ...
قصة ولاأروع قرأتها وعدت قراءتها ...
دام طرحك الرائع أستاذي .

تحيّاتي
أشكر لك مرورك الكريم أستاذ أحمد قرموشي المجرشي ، وكلماتك العذبة ، ومشاركاتك الرائعة.
بوركت ، وبورك المداد.


صفاء يوسف 01-24-2012 02:55 PM

شكراً لك أيها الأستاذ على تذكيرنا بهذه القصة الرّائعة والهادفة
والله يجزيك خير الجزاء ، فمن يقرأ هذه القصّة يحاول أن يكثر من أعمال الخير والصدقات ويساعد المحتاجين والفقراء
وبارك الله بك أيّها الأستاذ العظيم : الأستاذ ماجد
وبارك الله بعلمك العظيم وببيانك القويم
ياصاحب الكلمة والبيان

ماجد جابر 01-25-2012 01:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الشمري (المشاركة 82641)
لله درك
اقشعر بدني لهذه القصة
شكرا جزيلا لك ولزميلك
وبارالله بكما
تحياني

تحيّاتي
أشكر لك مرورك الكريم أستاذة أميرة الشمري ، وكلماتك العذبة ، ومشاركاتك الرائعة.
بوركت ، وبورك المداد.

ماجد جابر 01-25-2012 01:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء يوسف (المشاركة 104132)
شكراً لك أيها الأستاذ على تذكيرنا بهذه القصة الرّائعة والهادفة
والله يجزيك خير الجزاء ، فمن يقرأ هذه القصّة يحاول أن يكثر من أعمال الخير والصدقات ويساعد المحتاجين والفقراء
وبارك الله بك أيّها الأستاذ العظيم : الأستاذ ماجد
وبارك الله بعلمك العظيم وببيانك القويم
ياصاحب الكلمة والبيان

تحيّاتي
أشكر لك مرورك الكريم أستاذة صفاء يوسف ، وكلماتك العذبة ، ومشاركاتك الرائعة ،وتشجيعك المستمر.
بوركت ، وبورك المداد.

ناريمان الشريف 01-30-2012 11:18 AM

فعلاً صنائع المعروف تقي مصارع السوء

الله ما أروعها
أشكرك أخي ماجد .. وتحية للأستاذ اسماعيل



تحية ... ناريمان

ماجد جابر 01-30-2012 09:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 104676)
فعلاً صنائع المعروف تقي مصارع السوء

الله ما أروعها
أشكرك أخي ماجد .. وتحية للأستاذ اسماعيل



تحية ... ناريمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف مرورك الكريم وعذب الحديث .
بوركت ووفّقك الله.

سارة رمضان 01-30-2012 11:02 PM

يا الله !

شكرا أ / ماجد , لنقلك الماتع .


الساعة الآن 06:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team