منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   لوعة مضطرمة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28570)

عبد الكريم الزين 05-03-2021 02:42 PM

لوعة مضطرمة
 
لوعة مضطرمة

ما أطيب ملمسك على شفتي يا محبوبتي، وليس أعذب منه سوى أنفاسك المتسللة إلى الوديان السحيقة في صدري. تقاسيم وجهك المتقدة تذوب لتتسرب إلى متاهات ذاكرتي، وسحائب عطرك تظلل تخوم صحرائي.

ما كنت لأصدق أن في وصالك هلاكي، أو لأكذب موتك اليومي المعلن إرضاء لنشوتي. وإن زعموا أن عناقك يكدر بظلال داكنة ينبوعَ لوعتي وآهاتي، وأن شذى رُضابك يعمي بصيرتي.

ما أطول عشرتنا، و أقل كلامنا. عرفتك صامتة منذ تبرعم بالسواد أعلى شفتي، وصحبتني في ليالي البرد الصامتة وأمسيات الصيف الساهرة، فكنت لي نعم الرفيقة. يؤججك أن تذوي بجسمك المرهف بين أصابعي، وأن أرتشف بشفتيَّ روحك المتجددة. غريب أمرك إذ تصرين على الالتصاق بجسدي كأنك تسابقين زفرات خطواتي. وإذ تحرصين على أن تكوني في حلتك الفاخرة الهشة الأقرب إلى قلبي.

ما صرت قادرا على فراقك، وأنا الأَلوف الشائب. بحضورك تنطلق الأفكار محلقة في سماء هلامية، ويتحرر اللسان فينجلي عن جبل من لآلئ الحروف والكلمات، وترقص الأنامل مختصرة مسافات اللغة. وبغيابك تتلاشى المعاني، وتضيع المفردات، و ترتعش الخطرات.

ما كان حريا بالطبيب أن يحاول التفريق بيننا، وأنت القنوعة، المتوارية بين ثنايا ملابسي في علبتك الحمراء المتأنقة، تنتظرين يدي الحاملة للهب كي تبعث الحياة في جسدك الرشيق الهامد.

ياسَمِين الْحُمود 05-03-2021 03:23 PM

رد: لوعة مضطرمة
 
تعودت أن أرد على المواضيع بعد قراءتها أكثر من مرة
ولكن هذه الصفحة قراءة واحدة تكفيني
لألمس بقصة رغم قصرها كما هائلا من المعاني والدلالات
والتي توحي بزخم إبداعي كبير فاستقي منها أسس الكتابة البليغة
ولأني أثق جيداً بتألق قلم صاحبها وعلو قامته في عالم القصة القصيرة
ولسبب أخر إطلالة هذا القلم المبدع المعطاء
فالزين اعتاد أن يوقد لنا فانوساً أدبياً
يشع إبداعاً ويتقد جمالاً وتزدان به منابر ثقافية
في هذا الشهر الفضيل
فكل عام وأنت بألف خير
وكل عام وهذا القلم يزخر بالجديد:45:

ياسر علي 05-03-2021 11:23 PM

رد: لوعة مضطرمة
 
ولأن الطبيب أعلم وأدرى بأن تركها خير من صحبتها فالبطل ملزم بالرضوخ وإلا كانت عشيقته حاملة نعشه، يقال من الحب ما قتل، وخاصة والتحذير يعلو وجه بيتها الأحمر، لا تقترب فأنا مؤذية!

كنت هنا أقرأ لقلم يتنفس الأدبية.


تقديري يا أستاذ عبد الكريم

عبد الكريم الزين 05-04-2021 01:33 AM

رد: لوعة مضطرمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 296037)
تعودت أن أرد على المواضيع بعد قراءتها أكثر من مرة
ولكن هذه الصفحة قراءة واحدة تكفيني
لألمس بقصة رغم قصرها كما هائلا من المعاني والدلالات
والتي توحي بزخم إبداعي كبير فاستقي منها أسس الكتابة البليغة
ولأني أثق جيداً بتألق قلم صاحبها وعلو قامته في عالم القصة القصيرة
ولسبب أخر إطلالة هذا القلم المبدع المعطاء
فالزين اعتاد أن يوقد لنا فانوساً أدبياً
يشع إبداعاً ويتقد جمالاً وتزدان به منابر ثقافية
في هذا الشهر الفضيل
فكل عام وأنت بألف خير
وكل عام وهذا القلم يزخر بالجديد:45:


الله ينعم عليك بالخير ويبارك في مجهوداتك الراقية
تحية شكر وامتنان على الثناء الجميل و على الشهادة الطيبة التي أعتز بها.
سررت كثيرا بمرورك المشرق.
باقات من الورد والتقدير:31:

عبد الكريم الزين 05-04-2021 01:41 AM

رد: لوعة مضطرمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 296084)
ولأن الطبيب أعلم وأدرى بأن تركها خير من صحبتها فالبطل ملزم بالرضوخ وإلا كانت عشيقته حاملة نعشه، يقال من الحب ما قتل، وخاصة والتحذير يعلو وجه بيتها الأحمر، لا تقترب فأنا مؤذية!

كنت هنا أقرأ لقلم يتنفس الأدبية.


تقديري يا أستاذ عبد الكريم

تحية طيبة

لك مني كل المحبة والاحترام أخي الأستاذ ياسر و لذوقك الفني الرفيع.

تحياتي وتقديري

ثريا نبوي 05-04-2021 07:24 AM

رد: لوعة مضطرمة
 
تقاسيم وجهك المتقدة تذوب لتتسرب إلى متاهات ذاكرتي، وسحائب عطرك تظلل تخوم صحرائي.

هنا تجلَّتِ القُدرة السحريةُ على تحويلِ هذه الضئيلة الحجم المُتّقِدةِ الوجه
إلى رفيقةٍ بكل ما تحملهُ مِن صفاتِ البشرِ وأحوالِهم، بشكلٍ مُوحٍ حدَّ الإبهار،
مع وصفِ عِطرِها دون اسمِها ليكتملَ مشهدُ السِّرِّيةِ في قصص الحبّ.
إبداااع مع سَبْقِ الإصرارِ والتَّرَصُّد!

:45:

ثريا نبوي 05-04-2021 07:30 AM

رد: لوعة مضطرمة
 
ومع تدقيقِ الجمال وقفتُ هنا:

شذى حقُّها شذا ... لأن الشذى: الأذى .. والشذا: العِطر
يأججك..يؤجِّجُك/ همزة على الواو لأن ما قبلها مضموم
بشفتاي: حقها: بشفتيَّ/ مُثنّى مجرور بالباء وعلامة جرِّهِ الياء
الإلتصاق... حقها: الالتصاق/ همزة وصل لا تُكتَب

إن لم تستطع تصويبَها في الأصل؛ أُصوبُها أنا لاحقًا إن شاء الله
وابقَ بخيرٍ وهطولِ إبداع

عبد الكريم الزين 05-04-2021 12:00 PM

رد: لوعة مضطرمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 296114)
ومع تدقيقِ الجمال وقفتُ هنا:

شذى حقُّها شذا ... لأن الشذى: الأذى .. والشذا: العِطر
يأججك..يؤجِّجُك/ همزة على الواو لأن ما قبلها مضموم
بشفتاي: حقها: بشفتيَّ/ مُثنّى مجرور بالباء وعلامة جرِّهِ الياء
الإلتصاق... حقها: الالتصاق/ همزة وصل لا تُكتَب

إن لم تستطع تصويبَها في الأصل؛ أُصوبُها أنا لاحقًا إن شاء الله
وابقَ بخيرٍ وهطولِ إبداع

جزيل الشكر لتدقيقك القيم أستاذة ثريا
زعم المعاتبون أن رضاب المحبوبة يلحق الشر والأذى بالمحب، وذلك ما تعنيه كلمة شذى.
والنص وإن كان يمكن فهمه على أنه عشق لامرأة، فهو يتناول قصة مدمن يتغزل بسيجارة، ويرفض الإقلاع عن التدخين رغم حالته الصحية المتدهورة وتحذيرات الطبيب والناس.
باقات ورد ومحبة:31:

محمد أبو الفضل سحبان 05-05-2021 07:44 PM

رد: لوعة مضطرمة
 
نص أدبي جميل وإن كنت أرى أنه أقرب من حيث المبنى للخاطرة و للشعر - من حيث الصورة الشعرية والإيقاع والجمل الموسيقية - منه إلى القصة التي لا تحتمل غياب الحكائية وفعلية الجملة..وأعتقد ان هذا التداخل بين الشعر والنثر هو ما يحسن الأدب ويجوده وإن كان هذا لا يمنع من استقلال كل جنس أدبي بذاته و طبقا لمقوماته..
أما على مستوى المعنى، فقد توفق النص إلى حد كبير وبتمكن في تصوير تلك المفارقة وذلك التعلق ،وجعل القارىء يقرأها من الزاوية الأمامية على أنها قصيدة يتغزل فيها البطل بالمحبوبة بينما هي من الزاوية الخلفية ،وفي خرق للمتوقع ، قصة عتاب مبطن للسيجارة التي تقتل حقا محبيها ....!!
دمت والإبداع.
تحياتي وتقديري أ.عبد الكريم

ثريا نبوي 05-06-2021 07:25 AM

رد: لوعة مضطرمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 296116)
جزيل الشكر لتدقيقك القيم أستاذة ثريا
زعم المعاتبون أن رضاب المحبوبة يلحق الشر والأذى بالمحب، وذلك ما تعنيه كلمة شذى.
والنص وإن كان يمكن فهمه على أنه عشق لامرأة، فهو يتناول قصة مدمن يتغزل بسيجارة، ويرفض الإقلاع عن التدخين رغم حالته الصحية المتدهورة وتحذيرات الطبيب والناس.
باقات ورد ومحبة:31:

لا بأس أخي الأديب المبدع أن يكون القصدُ هو الشَّذى؛
فالمعنى في قلبِ الشاعر كما يُقال.
ولكنني أرى أنّ الإيغالَ في "أنسنةِ" السيجارة في هذه القطعة الأدبية
التي ترقى بشاعريتها لتُصنّفَ قصيدةَ نثر؛ هو أحدُ وَجهَيِ الإبداع
وحدَّ أنني تصورتُ في بداية قراءتها أنه بَوحٌ عاطفيٌّ فهممتُ بالرحيل!
- وعُذرًا منك لصراحتي الشديدة؛ فأنا لا أتذوقُ سوى الأدبِ الوطني -
أمّا الوجهُ الآخرُ فمأخوذٌ عليكَ:
وهو مدحُكَ لهذه القاتلة بعباراتٍ شتّى؛ وربما لا يليقُ هذا برسالةِ الأديب
حتى وإن قالَها على لسانِ شخصٍ آخر أدمنَ التدخينَ أو الموتَ البطيء؛ فهُما سِيّان
ولعلك سمعتَ عن أغنيةٍ تقول الدنيا سيجارة وكاس، وما نالته من نقدٍ في وجود رقابةٍ على الفن
وكذلك قصيدة: رمضانُ ولَّى هاتِها يا ساقي.. وغيرِهما الكثير

وواردٌ جدًّا إساءتي فهم المقاصد، فليس لي في أدبِ القصةِ باع
تحياتي واحترامي لشخصِكَ النبيل
و:45:


الساعة الآن 11:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team