منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   من أمثال العرب ... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=21435)

عبد الرحمن عزاوي 07-17-2016 05:16 PM

من أمثال العرب ...
 
قال أبو هلال العسكري صاحبُ كتاب " جمهرة الامثال " :

" ثم إني ما رأيت حاجة الشريفِ إلى شيءٍ من أدبِ اللسان بعدَ سلامتِه من اللحْن , كحاجتِه إلى الشاهدِ والمثل , والشذرةِ والكلمة السائرةِ ؛ فإن ذلك يزيد المنطقَ تفخيمًا , ويُكسبُه قبولاً ، ويجعل له قدْراً في النفوس , وحلاوةً في الصدور ، ويدعو القلوبَ إلى وعيه ، ويبعثها على حفظِه ، ويأخذها باستعداده لأوقاتِ المذاكرةِ , والاستظهار به أوانَ المجاولةِ في ميادين المجادلة ، والمصاولة في حلباتِ المقاولة .
وإنما هو في الكلام كالتفصيل في العِقد ، والتنوير في الروض ، والتسهيم في البُرُد ؛ فينبغي أن يُستكثرَ من أنواعِه ؛ لأن الإقلال منها كاسمِه إقلالٌ , والتقصيرُ في التماسِه قصورٌ , وما كان منه مثلا سائراً فمعرفته ألزمُ ؛ لان منفعته أعمُّ , والجهل به أقبح .
ولما عرفتِ العربُ أنَّ الأمثالَ تتصرف في أكثر وجوه الكلام , وتدخل في جُلِّ أساليب القول , أخرجوها في أقواها من الألفاظ ؛ ليخف استعمالها , ويسهُلُ تداولها ؛ فهي من أجلِّ الكلام وأنبله , وأشرفه وأفضله ؛ لقلةِ ألفاظها , وكثرةِ معانيها , ويَسير مَئونتها على المتكلم , مع كبير عنايتها , وجسيم عائدتها .
ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عملَ الإطناب , ولها روعةٌ إذا برزت في أثناء الخطاب ؛ والحفظُ مُوكلٌ بما راعَ من اللفظ، وندر من المعنى " انتهى .
لم أجد أحسن من هذا الكلام للتعبير عن روعة الأمثال , وأهميتها في الأدب العربي .
وسأحاول أن أعرض ما تيسر لي من أمثال العرب وشيءٍ من معناها ؛ لما فيها من الفوائد البديعة ,
والمعاني البليغة التي تطرب أسماع محبي لغة الأعراب . وهذه دعوة للأخوة للمشاركة .

- إنَّ الرثيئة تفثأ الغَضَبَ .
الرثيئة : اللبنُ الحامض يُخْلَطُ بالحلو .
الفَثْء : التسكينُ .
زعموا أنّ رجلا نزل بقوم وكان ساخِطاً عليهم , وكان مع سُخطه جائعا فسَقَوْهُ الرثيئة فسكن غضبُه.
يُضربُ في الهَدِيَّة تُورِثُ الوِفَاقَ وإن قلَّت .

- إنَّ وَرَاءَ الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا .
الأكَمَة : التل .
أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيَه وراءَ الأكمَة إذا فرغَت من مِهنةِ أهلها ليلا , فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوقُ : حَبَسْتموني , وإن وراءَ الأكَمَة ما وراءها .
يُضربُ لمن يُفشي على نفسِه أَمْرا مستورا .

حسام الدين بهي الدين ريشو 07-18-2016 11:52 AM

رائع
شكرا جزيلا
مع تحياتي

يزيد الخالد 07-18-2016 03:08 PM

- إنَّ وَرَاءَ الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا .
الأكَمَة : التل .
أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيَه وراءَ الأكمَة إذا فرغَت من مِهنةِ أهلها ليلا , فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوقُ : حَبَسْتموني , وإن وراءَ الأكَمَة ما وراءها .
يُضربُ لمن يُفشي على نفسِه أَمْرا مستورا

------------------------------------

استاذ . عبدالرحمن عزاوي . لكم الشكر والتقدير .

معلومة جميلة رائعة . واحرف جميلة مفرحة للقلب كغذاء الروح .

حسام الدين بهي الدين ريشو 07-20-2016 01:06 PM

تحياتى ومتابعة معكم
كن بخير

عبد الرحمن عزاوي 06-20-2017 10:49 AM

يزيد خالد و حسام الدين شكرا على مروركم ودمتم سالمين

ماجد جابر 06-21-2017 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن عزاوي (المشاركة 212200)
قال أبو هلال العسكري صاحبُ كتاب " جمهرة الامثال " :

" ثم إني ما رأيت حاجة الشريفِ إلى شيءٍ من أدبِ اللسان بعدَ سلامتِه من اللحْن , كحاجتِه إلى الشاهدِ والمثل , والشذرةِ والكلمة السائرةِ ؛ فإن ذلك يزيد المنطقَ تفخيمًا , ويُكسبُه قبولاً ، ويجعل له قدْراً في النفوس , وحلاوةً في الصدور ، ويدعو القلوبَ إلى وعيه ، ويبعثها على حفظِه ، ويأخذها باستعداده لأوقاتِ المذاكرةِ , والاستظهار به أوانَ المجاولةِ في ميادين المجادلة ، والمصاولة في حلباتِ المقاولة .
وإنما هو في الكلام كالتفصيل في العِقد ، والتنوير في الروض ، والتسهيم في البُرُد ؛ فينبغي أن يُستكثرَ من أنواعِه ؛ لأن الإقلال منها كاسمِه إقلالٌ , والتقصيرُ في التماسِه قصورٌ , وما كان منه مثلا سائراً فمعرفته ألزمُ ؛ لان منفعته أعمُّ , والجهل به أقبح .
ولما عرفتِ العربُ أنَّ الأمثالَ تتصرف في أكثر وجوه الكلام , وتدخل في جُلِّ أساليب القول , أخرجوها في أقواها من الألفاظ ؛ ليخف استعمالها , ويسهُلُ تداولها ؛ فهي من أجلِّ الكلام وأنبله , وأشرفه وأفضله ؛ لقلةِ ألفاظها , وكثرةِ معانيها , ويَسير مَئونتها على المتكلم , مع كبير عنايتها , وجسيم عائدتها .
ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عملَ الإطناب , ولها روعةٌ إذا برزت في أثناء الخطاب ؛ والحفظُ مُوكلٌ بما راعَ من اللفظ، وندر من المعنى " انتهى .
لم أجد أحسن من هذا الكلام للتعبير عن روعة الأمثال , وأهميتها في الأدب العربي .
وسأحاول أن أعرض ما تيسر لي من أمثال العرب وشيءٍ من معناها ؛ لما فيها من الفوائد البديعة ,
والمعاني البليغة التي تطرب أسماع محبي لغة الأعراب . وهذه دعوة للأخوة للمشاركة .

- إنَّ الرثيئة تفثأ الغَضَبَ .
الرثيئة : اللبنُ الحامض يُخْلَطُ بالحلو .
الفَثْء : التسكينُ .
زعموا أنّ رجلا نزل بقوم وكان ساخِطاً عليهم , وكان مع سُخطه جائعا فسَقَوْهُ الرثيئة فسكن غضبُه.
يُضربُ في الهَدِيَّة تُورِثُ الوِفَاقَ وإن قلَّت .

- إنَّ وَرَاءَ الأكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا .
الأكَمَة : التل .
أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيَه وراءَ الأكمَة إذا فرغَت من مِهنةِ أهلها ليلا , فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوقُ : حَبَسْتموني , وإن وراءَ الأكَمَة ما وراءها .
يُضربُ لمن يُفشي على نفسِه أَمْرا مستورا .

أشكر لك أستاذ عبد الرحمن عزاوي موضوعك الجميل المفيد، ومنابر علوم اللغة ترحب بك وبقلمك العذب أجمل ترحيب.


الساعة الآن 03:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team