المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالية محمد (المشاركة 294995) الصورة البارزة لكثير من نساء الأمة العربية الإسلامية في عصرنا الحاضر هي صورة تتصف بالتخاذل والعجز وفقدت الثقة بالذات. وهي أيضا صورة تتجسد فيها بالتبعية والانقياد والبعد عن الاستقلال في الرأي والتصرف. وفوق ذلك هي صورة لاتمثل نساء المسلمين كما أراد لهن الإسلام ولا نلمح فيها أدني تسابه مع صورة المرأة في عصور الإسلام الزاهية. إن حقيقة الأمر تشير إلى أن هذا ليس هو الواقع فهناك اختلاف في الأسلوب التربوي الذي نشأ فيه كلا الجانبين وهذه الصورة المتخاذلة لنساء هذا العصر تجيد الأسلوب التربوي الزائف الذي يطبق عليهن. إن السؤال المحير هو: لماذا تختفي من تربية المرأة المسلمة المعاصرة ملامح تربية النساء في عهد ازدهار الإسلام؟ ولماذا تنشأ المرأة المسلمة المعاصرة في بيئة غريبة شاذة لا هوية لها ولا انتماء؟ لماذا لاتربى النساء كما ربيت الصحابيات والتابعات ومن جاء بعدهن من نساء المسلمين في زمن الحق والهدى؟ لماذا لاتطعم شخصيات النساء المعاصرات بملامح من شخصية صفية بنت عبد المطلب ونسيبة بنت كعب وخولة بنت الأزور وليلى بنت طريق وغزالة الحرورية ومثيلاتهن من المسلمات الأوائل؟

تحية طيبة
طرحت موضوعا مهما، ووصفت بدقة حال المرأة في مجتمعاتنا، والتي هي نتيجة لانتكاسة تعاني منها الأمة بأجمعها، وليس الرجال بأحسن حالا، حاليا لا نجد إلا نادرا شخصيات شبيهة بعظماء تاريخنا المشرق،
و الخروج من هذه الأزمة صعب ومعقد في ظل نظام العولمة السائد والتداخل بين ثقافات المجتمعات، ومن ثمَّ أهمية المنابر الفكرية والثقافية في تكوين نساء ورجال قادرين على مسايرة الواقع المعاصر دون فقدان الارتباط بالهوية والتاريخ.