منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 08-08-2011 10:31 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
عدم الانشغال بالأسباب

إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء ..
وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح ..
ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا :
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً ..
وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال ..
و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره .
______________________________
*
*
حميد
8
8
2011

حميد درويش عطية 08-09-2011 05:06 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
برد الرضا

قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض ..
فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر ..
ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى ..
فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!.
______________________________________
*
*
حميد
9
8
2011

حميد درويش عطية 08-10-2011 03:07 PM


إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..
فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره ..ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ..
فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك )..
والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
________________________________________
*
*
حميد
10
8
2011

حميد درويش عطية 08-11-2011 01:56 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
إصلاح ذات البين

ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ، ومنها إصلاح ذات البين ،
وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسهما ،
لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها ..
ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة ،
بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام :
كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك
وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب ..
فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ،
بيسير من القول أو الفعل ، قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين ..
___________________________________________
حميد
11
8
2011

حميد درويش عطية 08-12-2011 02:06 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
التعصب للحق

قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل ..
لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه ،
وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ،
ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله ،
وإن أخطأ في تعصبه ،
ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له ..
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
{ فليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه }

__________________________________________
*
*
حميد
12
8
2011

حميد درويش عطية 08-13-2011 02:04 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif


الإثنينية في التعامل

إن من الممكن لمن يعيش أجواء متوترة - في المنـزل أو العمل - أن يعيش حالة من الإثنينية النافعة ، بمعنى مواجهة الأزمات بشخصه ( الظاهر ) للناس ، وهو الذي يعيش على الأرض بهمومها ومشاكلها ..
وهذا الشخص الظاهر للعيان هو الذي قد يهان أو يعاقب ، إلا أن هناك شخصية أخرى لاتطالها يد البشر أبدا وهي شخصيته ( الروحية ) ، لأنها ليست من عالم المادة لتخضع للتهديد أو العقاب ، فالأمر كما وصفه أمير المؤمنين بقوله :
{ صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى } ..
وعليه فليس العبد ملزماً بأن يواجه الآخرين بهذه الشخصية ، وينـزّلها من عالمها الآمن ، ليكّدر صفوها بكدر أهل الدنيا ..
فالإيذاء القولي والفعلي إنما هو متوجه لذلك الوجود المادي ، لا لهذه ( اللطيفة ) الربانية ..
والذي يواجه الأزمات الأرضية هو ( شخصـه ) لا شخصيته ، إلا إذا تعمد هو بسوء اختياره في زجّها فيما لا يحمد عقباه .

__________________________________
*
*
حميد
13
8
2011

حميد درويش عطية 08-14-2011 05:08 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif


هداية السبل بالمجاهدة

قد ذكر القرآن بصريح القول ، أن هداية السبل مترتبة على الجهاد في الله تعالى ، فالذي لا يعيش في حياته شيئا من المجاهدة :
في نفسه ، أو ماله ، أو بدنه
كيف يتوقع الاهتداء إلى تلك السبل الخاصة ؟!..
ومن هنا قد يعوّض الحق تقاعس عبده في المجاهدة ، وذلك بتعريضه لأنواع البلاء ، رأفة به ولرفع آثار قعوده عن الجهاد ، المتمثل بحجبه عن السبل ..
ولو ( كلّف ) نفسه شيئا من المجاهدة ، ( لاندفع ) عنه بعض البلاء ..
وبذلك يكون - بتثاقله إلى الأرض - قد خسر ( العافية ) ، و ( بركات ) المجاهدة المباشرة التي قد لا يعوّضها البلاء تماما .

_____________________________________________
*
*
حميد
14
8
2011

حميد درويش عطية 08-15-2011 05:59 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
دعوة العبد بالأذان

إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..
وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..
ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..
وقد قال الحق تعالى :
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.
___________________________________________
*
*
حميد
15
8
2011

حميد درويش عطية 08-16-2011 02:58 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
مودة ذوي القربى

عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة ..
الأول :
أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني :
أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث :
أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } ..
فيستفاد من مجموع ذلك :
أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة
وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
___________________________________________
*
*
*
حميد
16
8
2011

حميد درويش عطية 08-17-2011 06:12 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
التفويض إلى البصير بالعباد
يختم الحق قوله في :
{ وأفوض أمري إلى الله }
بذكر ( العباد ) ..
ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه ، من خلال ( سيطرته ) على العباد ،
بمقتضى مولويته المطلق و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين ..
فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض ..
وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة .
__________________________________________
*
*
*
حميد
17
8
2011



الساعة الآن 06:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team