منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 01-12-2011 05:19 AM


القلب حرم الله تعالىhttp://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

إن اشتغال القلب بغير الله تعالى مذموم حتى عند الاشتغال ( بالصالحات ) من الأعمال كقضاء حوائج الخلق وأشباهه ..
فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
{ القلب حرم الله تعالى ، فلا تُدخل حرم الله غير الله } البحار-ج70ص25..
فالمطلوب من العبد أن لا يذهل عن ذكر مولاه ، وإن اشتغلت الجوارح بعمل قربي لله فيه رضاً ..
فإن ( حسن ) اشتغال الجارحة بالعبادة لا ( يجبر ) قبح خلو الجانحة من ذكر الحق ، فلكل من الجوانح والجوارح وظائفهما اللائقة بهما ..وحساب كل منهما بحسبه ، فقد يثاب احداهما ويعاقب الأخرى
{ إن الله يحب عبدا ويبغض عمله ، و يبغض العبد ويحب عمله }..
والخلط بينهـما مزلق للأولياء عظيم ..
وهذا الأمر وإن بدا الجمع بينهما صعبا ، إلا إنه مع المزاولة والمصابرة يتم الجمع بين المقامين ...
12
1
2011

حميد درويش عطية 01-13-2011 08:37 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
تصريف الحق للأمور
يتولى الحق تعالى تصريف ( جزئيات ) عالم الخلق ، إذ ما تسقط من ورقة إلا بعلمه ، ولولا الإذن لما تحقق السقوط الذي تعلق به العلم ، فكذلك الأمر فيمن ( شملته ) يد العناية الإلهية ، فيتولى الحق تعالى تصريف شؤونه في كل صغيرة وكبيرة ..
ومن هنا أُمر موسى ( عليه السلام ) بالرجوع إلى الحق ، حتى في ملح عجينه وعلف دابته ..
ومن المعلوم أن هذا الإحساس ( يعمّق ) الود بين العبد وربه ، ناهيك عما يضفيه هذا الشعور من سكينة واطمئنان على مجمل حركته في الحياة ..
ومن هنا ينسب الحق أمور النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) من الطلاق والزواج إلى نفسه فيقول :
{ عسى ربه إن طلقكن }
و
{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } .
13
1
2011

حميد درويش عطية 01-14-2011 04:54 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الأجر الجزيل على القليل
قد يستغرب البعض من ترتب بعض ما روي من ( عظيم ) الثواب على اليسير من العبادة ..
ولو كان هذا الاستغراب بمثابة عارض أوّلى لا قرار له في النفس لهان الأمر ، ولكن الجاد في استغرابه ، فإنما هو قاصر :
إمّا في إدراك ( قدرة ) المولى على استحداث ما لم يخطر على قلب بشر بمقتضى إرادته التكوينية المنبعثة من الكاف والنون ،
أو في إدراك مدى ( كرمه ) وسعة تفضله الذي استقامت به السموات والأرض ..
فمن يجمع بين القدرة القاهرة و العطاء بلا حساب ، فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل ..
إذ الثواب المبذول إنما هو اقرب للعطايا منه إلى الأجور ..
وليعلم أخيرا أن نسبة قدرة الحق المتعال إلى الأمر - الحقير والجليل - على حد سواء ..
فلماذا العجب بعد ذلك ؟!.
14
1
2011

حميد درويش عطية 01-15-2011 06:12 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
أمارة التسديد
من أمارات الصلاح في الطريق الذين يسلكه العبد ، هو إحساسه ( بالارتياح ) وانشراح الصدر ، مع استشعاره للرعاية الإلهية المواكبة لسيره في ذلك الطريق ، وقلب المؤمن خير دليل له في ذلك ..
وحالات ( الانتكاس ) والتعثر والفشل ، والإحساس ( بالمـلل ) والثقل الروحي مع الفرد الذي يتعامل معه أو النشاط الذي يزاوله ، قد يكون إشارة على مرجوحية الأمر ..
ولكنه مع ذلك كله ، فإن على العبد أن يتعامل مع هذه العلامة بحذر ، لئلا يقع في تلبيس الشيطان .
15
1
2011

حميد درويش عطية 01-16-2011 06:11 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
ملكوت الصلاة
إن الصلاة مركب اعتباري ركب أجزاءه العالم بمواقع النجوم ..
فالحكيم الذي وضع الأفلاك في مسارها هو الذي وضع أجزاء هذا المركّب في مواقعها ، ولهذا كان ( الإخلال ) العمدي بظاهرها مما يوجب عدم سقوط التكليف ، لعدم تحقق المركب بانتفاء بعض أجزائه ..
وليعلم أن بموازاة هذا لمركب الاعتباري ( الظاهري ) ، هنالك مركب اعتباري ( معنوي ) يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة ..
فالذي يأتي بالظاهر خاليا من الباطن ، فقد أخل بالمركب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه ..
ومن هنا صرحت الروايات بحقيقة :
{ أنه ما لك من صلاتك إلا ما أقبلت فيها بقلبك }
16
1
2011

عبدالسلام حمزة 01-16-2011 07:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 52778)
http://www.waardah.net/uploads/files...592cd48e5c.swf
أنقر على + بزر الماوس االأيسر

سترى ما يُعجبك
و اعطني رأيك
لكم تحياتي
حميد
12
1
2011

بصراحة إبداع , ألف شكر لك أستاذ حميد على هذا الجمال

جزاك الله خيرا ً . ودمت متألقا ً دائما ً .

حميد درويش عطية 01-17-2011 06:07 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الطهارة الظاهرية والباطنية
أكد المشرع الحكيم على طهارة البدن والساتر والأرض في حال الصلاة ، التي هي أرقى صور العبودية للحق المتعال ، كما يفهم من خلال جعلها عمودا للدين ومعراجا للمؤمن ..
ولعل الأقرب إلى تحقيق روح الصلاة ، هو الاهتمام بتحقيق الطهارة ( الداخلية ) في جميع أبعاد الوجود ، بل هجران الرجز لا تركه فحسب لقوله تعالى :
{ والرجز فاهجر } ..
فالهجران نوع قطيعة مترتبة على بغض المهجور المنافر لطبع المقاطع له ..
فالمتدنس ( بباطنه ) لا يستحق مواجهة الحق وان تطهّر بظاهره ، حيث أن المتدنس - جهلا وقصورا - لا يؤذن له باللقاء وان اُعذر في فعله ..
كما أن المتدنس ( بظاهره ) لا يؤذن له بمواجهة السلطان ، وإن كان جاهلا بقذارته .
17
1
2011

حميد درويش عطية 01-18-2011 03:41 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

حميد درويش عطية 01-18-2011 04:02 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ الصورة الذهنية الكاذبة ]
إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع ، هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة - التي لا تطابق الواقع غالبا - لتلك اللـذة ..
والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم ، هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ، ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين :
{ اللهم أرنا الأشياء كما هي }..
ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته ، فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة ، وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق ، كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه ..
ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها ..
وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون !..
أما النفوس المطمئنة - بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها ، بل وجود لذائد أخري ما وراء اتجارب المعاناة والإحباط ، لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس - ففي غنى عن حتى في عالم اللذات ، إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول .
18
1
2011

عبدالسلام حمزة 01-18-2011 05:12 PM

مشكور أخي حميد على هذا الجهد المبارك

فعلا ً ومضات رائعة


الساعة الآن 03:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team