منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   أحزان إمرأةٍ شقراء ... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2023)

عمر مسلط 10-25-2010 02:45 PM

أحزان إمرأةٍ شقراء ...
 
يَنتهي عرض الفلم ، تَصفيق حاد في الصالة ، كل العيون تتجه إليها ، الكاميرات تُلاحقها ، والأضواء تُحاصرها ...
تَنطلق إلى مؤتمرها الصحفي ، تقف بكبرياءٍ أنثوي ، بَريقُ شَعرها الأشقر يَطغى على المكان ، سِحر إبتسامتها يُلغي كل الأسئلة ،
ونظراتُ عينيها تَختزل كل الإجابات ...
تُودع الحضور، حُشود تنتظرها في الخارج ، تَستقل سيارتها السوداء ، تنطلق مُسرعة ، مطر بدأ يتساقط ، يَتبلل ثوبها الخَمري، تتأمل وردةً آخذةً بالذبول، تدخل بيتها الأنيق ، تُشعل الأضواء ، تُغمض عينيها ، تفتح الماء الساخن ، ينساب الماء على وجهها ، تفقد نصف جَمالها
تنظر في المرآة ، يَعتريها شيء من الحزن ، فَيختفي نصف جمالها الآخر ، تُطفئ الأضواء ،
تَستلقي على فراشها الوثير ، تتأمل ضوء القمر المُتسلل إلى غرفتها ، غَيمة شقية تداعب إحدى النجمات ،
برد يَسري في كيانها ، دمعة ساخنة تُبلل وجهها ...
ينامُ الحالمون على وَقع جمالها الأسطوري ...وتَغفوهي على واقع جمال ليس له وجود ...

طارق الأحمدي 10-26-2010 10:19 PM


إنها مجريات الحياة السريعة والملتوية التي تاهت فيها الأرواح لتفقد عذريتها وسليقتها

وما هذه النجمة إلا مثالا واضحا وجليا للركام الذي يطغى على نقاء النفس وصفائها ..

إنها الوجه الآخر لذاك المهرج الذي لون حزنه بابتسامة وردية ..

هي الأقنعة التي يتوارى خلفها الكثيرون مجبرين حتى لا يلفظهم الآخرون

أ - عمر مسلط

رسم قلمك لوحة زاهية تناثرت فيها ألوان الطيف وكان خط الأفق فيها داكنا , قاتما

فكانت هذه الممثلة كحبة رمان حمراء قانية تغري الناظرين وهم لا يعلمون أن لبّها قد داخله العفن ..

سلمت وسلم مدادك أخي

عمر مسلط 10-27-2010 02:33 PM

... إيجازٌ سريع لقراءة مُتأنية ...

... ونظرةٌ تحليلية ناقدة ...

... وصولاً لحقيقة أحزانها ...

........


... وما زال في عينيها الكثير ...


العزيز / طارق

لِجمال حرفكَ كل الإحترام ...

تحياتي لك ...

هوازن البدر 10-27-2010 04:06 PM

حالة حزينة تباغتها في كل ليلة حين تنظر الى وجهها الملائكي في المرآة ...
كم هي تعيسة الحياة رغم أنها أعطتها كل شيء ...
جمال .. شهرة ..مال ..حضور ..ولكن ..للأسف ... دائماً تنقص الأشياء ..
ونبحثُ عنها في العتمة اللعينة ...
قُصاصة جميلة معبرة جداً ...
تكلمتَ هنــــا عن الكثيرات ولكن مع إختلاف الأزمنة والأمكنة ..
عمر مسلط ..
رائعة جداً ..
الهوازن

عمر مسلط 10-28-2010 01:29 PM

... أراكِ وقد تَقَمَصتِ النص بِتَأويلاته وتفاصيله ...

... قراءتكِ كانت استِحضاراً للحالة ...

... فإذا بكِ تَعيشين معها لحظةً بِلحظة ...

... وتَسيرين معها خطوة بِخطوة ...

... فإذا بكِ تصلين إلى تفاصيل أحزانها ...


... هوازن /

هن كثيرات وإن اختلف الزمان والمكان ...

... أسجل إعجابي بِقُدرتكِ على قراءة التفاصيل من الداخل إلى الخارج ...

هذه تحياتي...

أتمنى لكِ الخير ...

خالد الزهراني 10-28-2010 07:49 PM

الأستاذ الرائع عمر مسلط
قصة جميلة تحكي عن واقع الحال
الجمال الروحي صار منبوذا لأن نسائنا يحببن البهرجة والجمال الزائف
ليس كلهن على كل حال
تقبل احترامي
خالد الزهراني

ناريمان الشريف 10-28-2010 08:05 PM

لا شك أن هذه المرأة قبضت أثمان جمالها وحققت ما تريد من شهرة ومال وأضواء ونجومية
وتعود لتدفع ثمنه كل ليلة من صميم نفسها
الجمال المصطنع سرعان ما ينتهي عند أول منعطف بعيد عن الأضواء .. ومرآتها تحكي لها الحقيقة
هذه المرأة أنموذج للكثيرات من النسوة اللواتي يخفين تحت جمالهن هالات لا حدود لها من الأحزان والمخفي أعظم ..

قصة من صميم الواقع المتخفي تحت ظلال ما يحسبنه جمالاً
مع شديد الأسف



تحية ... ناريمان

عمر مسلط 10-29-2010 02:03 PM

... تَعَولَم الجمال ... فأصبح جمال الروح قصة من الماضي ...

... فِصناعة الجمال أصبحت مهنة ...

... وأصبح المنظر الخارجي ، بما يحويه من ألوان وأصباغ .. هو المؤثر ...

... لكن .. ورغم أنف " المُتَشَقّرات " ... سيبقى جمال الروح حاضراً أبداً ...


... العزيز / خالد الزهراني

ألف تحية .. لمرور عطر حرفك من هنا ...

أتمنى لك الخير ...

سحر الناجي 10-30-2010 12:32 AM




عمر مسلط ..
أمام المرآة .. تلوح في العادة أشياء لا تراها سوى الروح المطلية بكوم من الأصباغ ..
تبدو الحياة سرابآ من وراء الظل المعكوس والذي لا يمثل سوى تفاصيل الأقنعة ..
وبعيدآ عن حماقة بعض النساء اللائي يتشبثن بالتبرج وارتداء الوجوه المزركشة ..
أظن للرجل دور رئيس فيما يحدث , حين تشرأب أحداقه إلى كل امرأة زائفة الجمال ..
سواء على شاشات التلفاز أو في أدق التفاصيل اليومية ..
فلو أنه لم يصر على الانبهار بالألوان والقسمات الكاذبة .. واللهاث خلف البهرجة والقشور ..
لما دفع بإمرأته إلى تقليد المائلات المميلات كي يحُزن على رضاه ..
ولعلي لا أنفي المسألة عن عاتق المرأة ..
حيث عليها أن تبرز جمالها الروحي والأخلاقي وتقنع رجلها به قبل أن تفتنه بمظهرها الخلاب ..
قصة واقعية تسري بعمق في خلايا حياتنا اليومية المتعاقبة ..
شكرآ لهذا القلم البارع
تقديري

عامرالربيعي 10-30-2010 11:46 PM

ينامُ الحالمون على وَقع جمالها الأسطوري ...وتَغفوهي على واقع جمال ليس له وجود ...

********

هنا تتلخص الحكاية .. في هذا السطر الروعة
أجدت فأبدعت أخي عمر
دمت بود ... تحياتي


الساعة الآن 04:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team