في المرآة
 

في المرآة
وقفتُ أمامَ مرآتي
لأنظرَ مَن بداخلها ..
وجدتُ اسماً لإنسانٍ تبخّر
وانحنى في ركن زنزانة !!
حزنتُ له ..
بكيتُ له ..
وجدتُ به شظايا من تراثٍ شاحبٍ أسود
وجدتُ به صرير الحزن
وأسرابَ الحكاياتِ
وجدتُ به دموع الأمسِ واليومِ ..
دموع الأُمّ والطفلِ ..
دموع الأخت والزوجة ..
دموع القدس .. والمجهول .. والآتي
وجدتُ به بقايا الشعر والنثر
بقايا الخيمة الغرّاء
وأطلال العشيقاتِ
وصحراءَ تربّى في ثناياها عِظام العُرب
أمجاداً ..
وأسماءً .. تُصدّعُ عند ذكرهم صخور الظلم
وجدتُ به حنيناً للفروسية
لعنترة .. والفتى الكنديّ
يبحثُ عن مناصرةٍ
ليأخذ ثأر مَن حرموه سيّده
.. بنو أسدٍ ..
وجدتُ به غيوماً جفَّ منها الماء
غرابيبُ كراياتي ..!!
سمعتُ به صدى صوتي ..
ملامح من هديل الطير
تسكن فوق أغصاني
وجدتُ به أنا الآخر ..
ولكنّي حزنتُ .. حزنتُ .. حزنتُ ..........
لأنّي لستُ أُشبِهُني سوى في لون مأساتي
... ...
خالد طالب عرار
فلسطين

الأستاذ الشاعر الراقي

خالد طالب عرار


في المرآة حكايَا تَستيقظُ
ترمِي بـ ظلالهَا على تَقاسِيم الذَّات
فـ تتَشكلُ تَضاريسُ أخْرى لـ خَارطةِ الأنا
مُجبلة بـ انتكَاساتِ الأرجَاء

مَصبوغٌ حرفكَ بـ عُمق الرُّؤى
تُراودُ الغمامَ لـ انْسكابةِ وَدق

عَوالمُ أرِيج

الأخ الشاعر نهاد البغدادي .. أشكر لك مرورك بقصيدتي .. وبصمتك التي تزيد الوصال بيننا ..
نعم أخي نهاد .. إنّ المرآة تخفي الكثير من المعاني خلف انعكاس الضوء فيها ..
فهي تذهب بك إلى حيثُ أعماق الذات .. تتيه بين خلجات المعاني .. تزرع أملاً .. وتحصد ألماً ..
تروح إلى حيثُ خيام العزّ .. وربما إلى حيثُ سجون الكلمات ..
دمتَ بخيرٍ يا ابن غزة

الشاعرة الرائعة المبدعة المميز ما تقول هالة نور الدين .. لقد قلتُها سابقاً وأعيد .. إنّني أنتظرُ بشغفٍ حروفك الملونة بألوان قوس قزح .. أنتظر لمعان الذهب الخارج من بين ثنايا كلماتك ..
أنتِ تزيدين النصّ جمالاً بما تكتبين .. وتدفعين الشاعر إلى التميّز .. لأنّ ردودك تلهم الشاعر .. وتنير الطريق أمامه .
أشكرُ لكِ مرورك الكريم ، وأتمنى من العزيز العليم أن يدوم عطاؤك .. وكل عامٍ وأنتِ بألف خير .