منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   باقة الورد البكماء (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15823)

سعاد الأمين 02-02-2015 03:36 PM

باقة الورد البكماء
 

باقة الورد البكماء
ذات أصيل دلف عند بائع الورد، وشرح له حاله دون تحفظ ،إن كان يعيره باقة ورد تناسب المناسبة، عيد ميلاد أحلي حبيبة بعيدة..،أومأ بائع الورد برأسه رافضا، دون أن يتكبد مشاق لحظة تعاطف معه، انصرف يتأمل كيانه المهزوم.
كانت عيناه كسيحتين فى توصيل أى تعبير ينخر فى دواخله الحساسة ، تدمعان دون سبب كينبوع فى طريقة للجفاف،إنه يحبها وهى لاتدري ولاتريد أن تدري، غارقة فى تيهها، ترتدي ذلك الفستان الأبيض المخملي الذى فصل على جسدها، كأنها ولدت به، وشعرها المنكب كتفها يداعبه النسيم فيتبعثر فتصده بأناملها الرقيقة، يراها كالحورية، توزع ابتسامتها على الجميع دون زيادة أو نقصان، كان يريدها أن تخصه بإلتفاتة أو كلمة معبرة أو نظرة تطفئ تلك النار المشتعلة فى قلبه، يعيش فقرا مدقعا، شكّل تركيبة جسده النحيل وانكساره، تمنى لو استطاع أن يهديها هدية تميّزه..عن الآخرين...فقد امتلأ المكان بالورود والأساوروالمنحوتات..الغالية الثمن التي تليق بها.
عندما اقترب منها، شعر كأنه يطفو فى فراغ عريض، لم يكن منها بهذا القرب من قبل،تاهت حباله الصوتيه وهربت الحروف وتمتم :
ــ عيد ميلاد سعيد..هيلينا
بيده المرتعشة مد باقة الورد..نظرت إليها فى دهشة.. وصرخت..اجتاحه عصفا داخليا مريعا فتعثر بظله وسقط أمامها.. فقذفته بباقة ورده..وابتعدت..وذابت وسط المدعوين.
حانقا على بائع الورد، يجرجر أقدامة الطافية نحو المقبرة..تحت الشاهد الرخامى فى تلك المقبرة الأنيقة..وضع باقة الورد البكماء فى مكانها!

ياسر علي 02-03-2015 01:35 PM

الأستاذة سعاد الأمين

ما أصعب أن يتعلق القلب بالقمر في بعده لوعة و في خيوط نوره أمل زائف ، حين تبور سلعة الحب لا مناص من قبرها و التحلل من رباطها رغم الحنين .

حرف بهي .

تقديري

فاتحة الخير 02-04-2015 07:44 PM

السلام عليكم ورحمة الله

ظن المسكين أن الحب ما زال كما في العهود الماضية، وردة حمراء، ابتسامة دافئة، كلمة صادقة من قلب عاشق، لكنه اصطدم بواقع الحال
شكرا لك أستاذة سعاد، لكنني لو كنت محله، لأخذت الباقة وأرجعت ثمنها لجيبي ليقوم بتدفئته في هذا البرد المهيب هههههههههههه

ابو ساعده الهيومي 02-05-2015 08:07 AM

الاستاذه سعاد الامين
هنالك من لديه الوسيله لصعود والجلوس في المكان الذي يحب
واخر يرفع راسه عاليا ليحصل على نظرة واحده تجلب له الالم
وهناك عنوان ابكم ارتبط بخاتمه بكماء تعكس حظ هذا المسكين
نص جميل ورائع ومؤثر

جليلة ماجد 02-05-2015 01:14 PM

ربما كان الورد أبكما .. لكنه عند الفقر نطق!

الفقير يموت في اليوم ألف مرة ...

فاحتياجه الدائم إلى الشعور بالمساواة .. يقتله و يعذبه ...

يجعله يبحث عن الحب .. وسط المقابر و اﻷشهاد ..!

سعاد اﻷمين

هاذي قسمة ضيزى

فمن حق الفقير أن يحلم ...

لكنها الحياة !

ﻻ تكون عادلة أبداً

أحببت القصة .. لغة .. و حبكة ..و أسلوبا ..

أرفع قبلتي لك يا وارفة ...

ودي .. الدائم !

سعاد الأمين 02-12-2015 06:28 PM

الأخ ياسر
تحية عطرة
شكرا لمرورك البهي، ومانثرته حول النص من حرفك الجميل
دمت بخير

سعاد الأمين 02-12-2015 06:30 PM

الأخت فاتحة الخير
التحايا النواضر
مرورك أسعدني..هى لم تعترض على الورد
بل لأنه ورد الحزن من المقابر جلبه هه لمناسبة فرح
دمت بخير

سعاد الأمين 02-12-2015 06:34 PM

الأخ ابوساعده
تحية طيبة
شكرا على عبورك المتصفح إزدان بحرفك ...
المأساة حقيقة هو يحبها ولكن ضيق ذات اليد
وعدم تعاون صاحب الورد لجأ لورد المقابر..فقلب أحاسيسها فزعا
فقد أدركت نوع الورد..أنه الحب..والاندفاع لأرضاء الحبيب..
دمت بخير

سعاد الأمين 02-12-2015 06:37 PM

الأخت جليلة
لك الود والتحية
يسرني حرفك المتألق دائما ينير النص والمتصفح
الورد أبكما لأنه لم يفصح عن مناسبته الحزينه أنه ورد المقابر
وليس ورد المناسبات السعيدة..
فليحلم الفقير بقدر اتساع جيبه...ولايمعط وردالمقابر ههه
الحياة ليست عادلة..
دمت بخير

فاتحة الخير 02-13-2015 02:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد الأمين (المشاركة 187557)
الأخت فاتحة الخير
التحايا النواضر
مرورك أسعدني..هى لم تعترض على الورد
بل لأنه ورد الحزن من المقابر جلبه هه لمناسبة فرح
دمت بخير

آه الآن فهمت، رغم أنني ظننته زوغ منك ورجع للمحل واشتراه
إذا يستاهل ما فعلت به
بيفول عليها وهي في غمرة فرحها
ولما زعلت منه، عمل فيها فيلم حزين
شوفي بقا البشر
ههههههههههههههههههه


الساعة الآن 03:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team