منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الطريق إلى الجنة ( قصة بقلم : محمد صالح رجب ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4484)

محمد صالح رجب 04-27-2011 10:50 AM

الطريق إلى الجنة ( قصة بقلم : محمد صالح رجب )
 
الطريق إلى الجنة ( قصة بقلم : محمد صالح رجب )
حدث ذلك ذات يوم بعدها شعرت كأنما شيئا ثقيلا كان جاثما فوق صدري أزيح جانبا .. إنني أتذكر هذا اليوم جيدا عندما إنقسم الناس على أنفسهم وبذل كل منهم جهدا كبيرا لاقناع الآخرين..
كنت مع الفريق الذي يرى ضرورة وقف التهكم على إمام المسجد والابقاء عليه رغم تواضع علمه ، لكن .. لا أذن تسمع .. احتدم النقاش وتعالت الأصوات ، وزاد اللغط ، اتسعت هوة الخلاف ، وعندما بدا الاتفاق مستحيلا انسحب كل فريق وهو يصب جم غضبه على الآخرين..
عدت إلى منزلي متأخرا ، كنت أنا الأخر ناقما ، أتساءل لماذا كل هذا الهجوم على الرجل ؟! أهو لتواضع علمه؟ لقد أفسح المجال للآخرين ، كل جمعة خطيب مختلف وإن ظل في دفاتر الحكومة خطيب وإمام المسجد .. لماذا نكون سببا في قطع عيشه ؟
أسندت رأسي قليلا إلى الوراء في استرخاء ، أحاول أن أجد مبررا لموقفهم ، وبينما أنا كذلك أصابني النعاس ، لم أعد اشعر بشئ إلا بطائر أبيض يقترب مني ، يدور حولي وكأنه يحثني على القيام ، يستنهضني ، يمد جناحيه وكأنه يمد يديه ليأخذ بيدي ، وقفت ببطء شديد وباستغراب أشد ، كان يبدو وكأنه يبدأ معي من الصفر ، يعلمني كيف أطير..لكن لا أجنحة لي ، كيف أطير إذن ؟! كلا .. لا استطيع .. ويأبى الطائر إلا أن أطير معه .. فلأحاول إذن أمام هذا الإصرار العجيب ،اجتهدت في المحاولة ، كدت أتعثر ، هوى سريعا يسندني وكأني بأم حانية تسند ولدها.. انهض مرة أخرى وأحاول ، ما هذا ؟ إني أطير ، إننا نبتعد كثيرا عن منزلي ، هذه .. هذه قريتي.. إلى أين نتجه ؟ نجوم متناثرة أهي السماء ؟
حط بي الطائر في مكان أشبه بالجنة ، بساط أخضر يتأرجح في هدوء ، رائحة ذكية تعطر المكان ، أشجار .. أضواء تخطف الأبصار .. هدوء وجمال لم أر قط مثله .. بهرني المكان ، رحت أتبين معالمه ، وعندما عدت إلى نفسي لم أجد الطائر مكانه .. أين هو ؟
رحت أبحث عنه .. لقد اختفى ، لكن من هؤلاء القادمون ؟
ما هذه الأجسام فارعة الطول ؟ إن النور يشع من وجوههم ، إنهم يتوجهون صوبي ، ترى ماذا يريدون ؟
سيطر علي الهلع .. جسدي يرتجف ، أسناني تصطك ،قدماي لا تقو على حملي اشعر بخوف شديد ، اقترب مني أحدهم قائلا : السلام عليكم
- السلام عليكم .. إنهم عرب مثلي .. عرب عرب ، عاد إلى بعض التوازن المفقود وتساءلت :
- هل انتم عرب ؟
لماذا ؟
لأنكم تتحدثون العربية .
يا بني .. لغتنا هي لغة القرآن .. العربية .
تعني أنكم لستم عربا ؟
وهل يعني هذا لك الكثير ؟ أليست الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح ؟
لكن النبي عربي ..
النبي أمي ..
ماذا تعني ؟ القراءة والكتابة أم لكل الأمم ؟
لم يقرأ في بادئ الأمر كما أنه لكل الأمم .
كلامك جميل .. ليت قومي يعلمون .
وأنت ؟
كدت أضيع.. أراهم منقسمين يكفر بعضهم بعضا، زاد الجدل حتى تاهت الحقيقة ..
الحقيقة لا تضيع يا بني .. فالله حق ، والأنبياء حق والملائكة حق والموت حق والبعث والحساب حق ..
لكن كيف أعيش في هذا العالم ؟
الأمر بسيط .. ارجع إلى كتاب الله .
لكن ...
نستودعك الله .. لقد أدركنا الوقت .
لدي أسئلة كثيرة أود أن ..
السلام عليكم
أرجوك انتظر .. انتظر ..
وأنا في شدة طلبي له إذا بالطائر يعود من جديد كأنه يحثني على الرحيل ، نهضت معه وبين الحين والحين ألقي نظرة إلى الوراء لعلي أراه مرة أخري ، ولم يشغلني عنه إلا أضواء قريتي التي بدأت تقترب شيئا فشيئا .. هذا بيتنا وإلى جواره مسجد القرية.. لقد حان ألآن آذان الفجر ..إنه يترامى إلى مسامعي.. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدا رسول الله ..
ووجدت أمي أمامي توقظني لصلاة الفجر .. كان المؤذن يردد حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
( تمت )
محمد صالح رجب

أحمد فؤاد صوفي 04-30-2011 11:14 AM


الأديب الكريم محمد صالح رجب المحترم

لقد أحببت القصة . . فموضوعها جديد ولغتها صحيحة واضحة وأحداثها تشد القارىء حتى النهاية . . فيقرأها بشغف . .
ولكن لي تعليق هنا . .
فكأني لا أرى الرابط ما بين ماحصل في السماء (في المنام) . .
وما حصل في المسجد مع الإمام . . ومن الضرورة الربط بين الحدثين في قصة قصيرة . .
هل المعنى العام أن الإمام إذا كان ذا تقوى فدعوه . . لأن التفاضل عند الله يكون بالتقوى . .
أم أن المنام جاء ليعطي راحة مطلوبة لبطل القصة احتاجها بعد خلافه في المسجد . .
أنا لم أفهم العلاقة . .
وقصة جميلة مثل هذه لا تتحمل غموض العلاقة بين المقدمة وقفلة النهاية . .
وتبقى هذه وجهة نظر . . ليس إلا . .

تقبل مني التحية والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

محمد صالح رجب 05-01-2011 12:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 69912)
الأديب الكريم محمد صالح رجب المحترم

لقد أحببت القصة . . فموضوعها جديد ولغتها صحيحة واضحة وأحداثها تشد القارىء حتى النهاية . . فيقرأها بشغف . .
ولكن لي تعليق هنا . .
فكأني لا أرى الرابط ما بين ماحصل في السماء (في المنام) . .
وما حصل في المسجد مع الإمام . . ومن الضرورة الربط بين الحدثين في قصة قصيرة . .
هل المعنى العام أن الإمام إذا كان ذا تقوى فدعوه . . لأن التفاضل عند الله يكون بالتقوى . .
أم أن المنام جاء ليعطي راحة مطلوبة لبطل القصة احتاجها بعد خلافه في المسجد . .
أنا لم أفهم العلاقة . .
وقصة جميلة مثل هذه لا تتحمل غموض العلاقة بين المقدمة وقفلة النهاية . .
وتبقى هذه وجهة نظر . . ليس إلا . .

تقبل مني التحية والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

العزيز : أحمد فؤاد صدقي
تحية طيبة وبعد
شرفت كثيرا بمرورك من هنا واسعدني ملاحظتك فهي تفتح أفق أوسع للحوار ..
الفكرة كلها هي " زاد الجدل واتسعت هوة الخلاف حتى تاهت الحقيقة حتى ان البعض يكفر البعض لأتفه الاسباب، بدأ الخلاف على إمام المسجد وكل تمسك برايه ، وانا كنت كذلك والكل كان ناقما وما ادراك ما النقمه وما ينجم عنها ثم تتطور الأمر لمعرفة كيف يدار الاختلاف بداية من الصفر لابد أن نتعلم كيف نختلف وفيم نختلف دون أن يكفر بعضا . هناك ثوابت حقائق لا يجوز الاختلاف فيها فالله جق والموت حق .. الخ .
الحوار الذي دار يميط اللثام عن اشياء عديدة .. بداية من اسلوب الحوار والتعامل مع من تختلف معهم والثوابت كما ذكرت أنفا وعدم الانجرار وراء تفاهات لتكفير الآخرين .. فالطريق الى الجنه تستشفه في نهاية الحوار في القصة .. اكتب هذا الرد ارتجالي فعفوا على أي اخطاء تقبل خالص تحياتي اخي الكريم .
محمد صالح رجب


الساعة الآن 07:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team