منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30484)

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 11:35 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
لفصلُ السابعُ والعِشرونَ


في مُخَاطَبَةِ اثْنَينِ ثُمَّ النَّصِّ عَلَى أَحَدِهِمَا دُونَ الآخَرِ


العَرَبُ تَقولُ: ما فَعَلْتُما يا فُلَانُ؟ وفي القُرآنِ: {فَمَنْ
رَبُّكُمَا يا مُوسَى}*. وفيه: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ
فَتَشْقَى}**، خاطب آدمَ وحوَّاءَ، ثُمَّ نَصَّ في إتْمامِ
الخِطَابِ على آدمَ وأَغْفَلَ حَوَّاءَ.


*"49" من سورة طه.
**"117" من سورة طه.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 01:17 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثامنُ والعشرونَ


في إضَافَةَ الشَّيءِ إلى صِفَتِهِ



هيَ مِنْ سُنَنِ العَرَبِ إذْ تَقولُ: صَلَاةُ الأُولَى، ومَسْجِدُ
الجَامِعِ، وكتابُ الكَامِلِ، وحمَّاد عَجْرَدٍ، وعَنقَاءُ مُغْرِبٍ
ويَومُ الجُمُعَةِ، وفي القُرْآنِ: {والدَّارُ الآخِرَةِ خَيرٌ}*، وكَمَا
قالَ عَزَّ ذِكرُهُ في مكانٍ آخر: {قُلْ إنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ
الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً}**، وقالَ تَعَالى: {إنَّ هَذا لَهُوَ
حَقُّ اليَقينِ}***. فأمَّا إضَافَةُ الشَّيءِ إلى جِنْسِهِ فَكَقَولِهِمْ:
خَاتَمُ فِضَّةٍ وثَوبُ حَريرٍ وخُبْزُ شَعِيرٍ.

*"109" من سورة يوسف.
**"94" من سورة البقرة.
***"96"من سورة الواقعة.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 01:30 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ التّاسعُ والعِشرونَ


في المَدْحِ يُرَادُ بهِ الذَّمُّ فَيَجْرِي مَجْرَى التَّهَكُّمِ والهَزْلِ


العَرَبُ تَفعلُ ذلكَ فَتقولُ للرَّجُلِ تَسْتَجْهِلُهُ: يا عَاقلُ، وللمَرْأَةِ
تَسْتَقْبِحُهَا: يا قَمَرُ. وفي القُرْآنِ: {ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الكَريمُ}*.
وقالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: {إنَّكَ لَأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.


*"49" من سورة الدخان.
**"87" من سورة هود.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 01:42 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثّلاثونَ


في إِلْغَاءِ خَبَرِ (لَوْ) اكْتِفَاءً بِمَا يَدُلُّ عَلَيهِ الكَلَامُ
وثِقَةً بِفَهْمِ المُخَاطَبِ



ذلكَ مِنْ سُنَنِ العَرَبِ كقَولِ الشَّاعِرِ:

وَجَدِّكَ لَوْ شَيءٌ أتَانَا رَسولُهُ
سِواكَ ولَكنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعَا

والمَعْنَى: لو أتانا رَسولٌ سِواكَ لَدَفَعْنَاهُ. وفي القُرآنِ حِكَايَةٌ
عنْ لُوطٍ قال: {لو أنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً أو آوِي إلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}*.
وفي ضِمْنِهِ: لكُنتُ أكُفُّ أذاكُم عَنِّي. ومثلُهُ: {ولو أنَّ قُرْآنًا
سُيِّرَتْ بِهِ الجِبالُ أو قُطِّعَتْ بِهِ الأرضُ أو كُلِّمَ بِهِ الموتى بَل
للهِ الأمْرُ جَميعًا}**. والخَبَرُ عَنْهُ مُضْمَرٌ كأنه قال: لكَانَ
هَذا القرآنُ.


*"80" من سورة الدخان.
**"31" من سورة الرعد.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 03:44 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الواحدُ والثّلاثونَ


فيما يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ


وقَدْ نَطَقَ القُرْآنُ باللُّغَتَيْنِ



مِنْ ذلكَ السَّبِيل قال اللهُ تَعَالَى: {وإنْ يَرَوا سَبِيلَ الرُّشْدِ
لا يَتَّخِذُوه سَبِيلًا}* وقال جلَّ ذكرُهُ: {هَذهِ سَبِيلِي أدْعُو
إلى اللّهِ على بَصِيرةٍ}**. ومِنْ ذلكَ الطَّاغُوتُ، قالَ تَعَالَى
في تَذْكِيرِهِ: {يُرِيدُونَ أنْ يَتَحَاكَمُوا إلى الطَّاغوتِ وَقَدْ أمِرُوا
أن يَكْفُرُوا بِهِ}***. وفي تَأنِيثِهَا: {والّذِين اجْتَنَبوا الطَّاغوتَ
أنْ يَعْبُدُوهَا}****.


*"146" من سورة الأعراف.
**"108" من سورة يوسف.
***"60" من سورة النساء.
****"17" من سورة الزمر.

عبد السلام بركات زريق 02-09-2023 04:24 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الثّاني والثَّلاثونَ


فِيمَا يَقَعُ عَلَى الوَاحِدِ والجَمْعِ


مِنْ ذَلكَ الفُلْكُ، قالَ اللّهُ تَعَالى: {في الفُلْكِ المَشْحُونِ}*
فَلَمَّا جمعَهُ قَالَ: {والفُلْكِ الّتي تَجْرِي في البَحرِ}**. ومِنْ
ذَلكَ قَولُهُمْ: رَجُل جُنُبٌ ورِجَالٌ جُنُبٌ، وفي القُرْآنِ:
{وإنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا}***. ومن ذلك العَدُوُّ. قَالَ تَعَالَى:
{فإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إلَّا رَبَّ العَالَمِينَ}*** وقَالَ: {وإنْ كَانَ مِنْ
قَوْمٍ عَدوٍّ لَكُمْ وهوَ مُؤمِنٌ}****. ومِنْ ذلكَ الضَّيْفُ: قالَ
اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: {هَؤلاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحونِ}*****.


*"119" من سورة الشعراء.
**"164" من سورة البقرة.
***"6" من سورة المائدة.
****"77" من سورة الشعراء.
*****"92" من سورة النساء.

عبد السلام بركات زريق 02-11-2023 09:32 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصلُ الثالثُ والثّلاثونَ



في جَمْعِ الجَمْعِ



العَرَبُ تَقُولُ أَعْرَابٌ وأعارِيبٌ، وأَعطِيَةٌ وأعطِياتٌ، وأَسْقِيةٌ
وَأسقيَاتٌ، وطُرُقٌ وطُرُقاتٌ، وجِمالٌ وجِمالاتٌ، وأَسْوِرَةٌ
وأَساوِرٌ، قال اللهُ عَزَّ وجلَّ {إنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالقَصْرِ كَأنَّهُ
جِمالاتٌ صُفْرٌ وَيلٌ يَومئذٍ للمُكَذِّبِينَ} وقالَ عزَّ وجَلَّ {يُحَلَّونَ
فِيها مِنْ أسَاوِرَ مِن ذَهّبٍ".
وليْسَ كلُّ جَمعٍ يُجْمَعُ كَمَا لا يُجْمَعُ كلُّ مَصْدَرٍ.


*"34-32" من سورة المرسلات.
**"31" من سورة الكهف.

عبد السلام بركات زريق 02-11-2023 12:51 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفَصلُ الرّابعُ والثّلاثونَ



في الخِطَابِ الشَّامِلِ للذُّكْرَانِ والإنَاثِ ومَا يُفَرّقُ بَيْنَهُمْ


قالَ اللهُ عزّ وجلّ {يا أيُّها الّذينَ آمنُوا اتَّقُوا اللّهَ}* وقالَ:
عزَّ وجَلَّ {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ}** فَعَمَّ بِهذا الخِطابِ
الرِّجالَ والنِّسَاءَ وغَلَّبَ الرِّجَالَ، وتَغْلِيبُهُمْ من سُنَنِ العَرَبِ.
وكانَ ثَعلبُ يَقولُ العَرَبُ تَقولُ: امْرُؤٌ وامْرَآنِ وقَوْمٌ، وامْرَأةٌ
وامْرَأتَانِ ونِسْوةٌ، لا يُقالُ للنِّسَاءِ قَومٌ، وإنَّما سُمِّي الرِّجالُ
دُونَ النِّساءِ قومًا لأنَّهُمْ يَقومونَ في الأُمُورِ، كما قَالَ عَزَّ
ذِكرُهُ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النِّساءِ}*** يُقالُ قَائمٌ وقُوَّمٌ كَمَا
يُقَالُ زَائرٌ وَزُوَّرٌ، وصَائِمٌ وصُوَّمٌ، ومِمَّا يَدُلُّ عَلى أنَّ القَومَ
رِجالٌ دُونَ النِّساءِ قَولُ اللّهِ تَعالَى {يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا لا يَسْخَرُ
قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أن يَكُونُوا خَيرًا مِنْهُم ولا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ
عَسَى أن يَكُنَّ خَيرًا مِنْهُنَّ}****. وقَوْلُ زُهيرٍ:

وما أَدْرِي وسَوفَ إخَالُ أدْرِي
أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أم نِسَاءُ



*"102" من سو رة آل عمران.
**"78" من سور الحج.
***"34" من سورة النساء.
****"11" من سورة الحجرات.

عبد السلام بركات زريق 02-11-2023 01:02 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الخامسُ والثّلاثونَ


في الإخْبَارِ عَنِ الجَمَاعَتينِ بِلفْظِ الإثْنَينِ



العَرَبُ تَفْعَلُهُ، كما قالَ الأسْودُ بْنُ يَعْفُرَ:

إنَّ المَنَايَا والحُتوفَ كِليهِما
في كلِّ يَومٍ تَرْقُبانِ سَوادِي

وقالَ آخرُ:

أَلَمْ يُحْزِنكِ أنَّ حِبالَ قَيْسٍ
وتَغْلِبَ قَدْ تَبَايَنَتا انْقِطَاعَا

وقد جاءَ مْثلُهُ في القُرْآنِ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: "أَوَلَم يَرَ الّذينَ
كَفَرُوا أنَّ السَّموات والأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا* فَفَتَقْنَاهُمَا}**


*رتقا: منطبقتين، فتقناهما: فصلنا إحداهما عن الأخرى والذي
عليه أكثر المفسرين"كانتا رتقًا أي شيئا واحدًا ملتئمًا، ففتقناهما
أي: فتقنا السماء بالمطر والأرض بالنبات".
**"30" من سورة الأنبياء.

عبد السلام بركات زريق 02-11-2023 01:58 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ السّادسُ والثّلاثونَ


في نَفْي الشَّيْءِ جُمْلَةً مِنْ أَجلِ عَدَمِ كَمالِ صِفَتِهِ



العَرَبُ تَفعَلُ ذَلكَ، كمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ في صِفَةِ أهلِ
النَّار {ثُمَّ لَا يَموتُ فِيهَا ولَا يَحْيَا}*. فَنَفَى عَنْهُ المَوتَ لأنَّهُ
لَيسِ بِموتٍ صَرِيحٍ، ونَفَى عنْهُ الحَياةَ لأنَّها لَيْستْ بِحَياةٍ
طَيِّبَةٍ ولا نَافِعَةٍ، وَهَذا كثيرٌ في كَلامِ العَرَبِ، قالَ أبُو النَّجْمِ:

يَلْقَيْنَ بالجِنَاءِ والأجارِعِ * كلَّ جَهيضٍ ليِّنِ الأكارِعِ
لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ولا بِضائِعِ


يَعْني أنَّهُ لَيسَ بِمحفوظٍ لأنَّه أُلقِيَ في صَحْرَاءَ ولا بِضَائعٍ
لأنَّهُ مَوجُودٌ في ذَلكَ المَكَانِ. ومِنْ ذَلكَ قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ
{وتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى} أي ماهم بسكارى
مِنْ شُرْبٍ ولكنْ سُكَارَى مِنْ فَزَعٍ وَوَلَهٍ.


*"74" من سورة طه.
**في الطبعة المصرية "يُلْقَيْنَ بالخِبارِ والأجارِعِ....." وسياق
التفسير يناسب أن يكون ضبط الكلمة "يُلْقِيْنَ" فتدبر ذلك.
***"2" من سورة الحج.


الساعة الآن 12:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team