منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   فوضى الرحيل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12649)

محمد الخُضري 12-21-2013 11:15 AM

فوضى الرحيل
 
فوضى الرحيل

تعتريني رهبة كلما فكرت بالرحيل
أخافه ...
يزعجني التفكير فيه
البقاء يا رفيقة السفر يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة وبالناس والأماكن المحيطة بنا
تألفنا الأشياء كما نألفها ...
وننسى أننا سنفقدها في لحظة ما

الرحيل مخلوق عبثي
فوضوي
همجي
لا يؤمن بطقوس الوداع ولا بعادات وتقاليد الوداع
ولا عناق الوداع
ولا حتى لمس الأيادي عند الوداع

يلقي بحقائب سفره على أول مقعد مغادر للمجهول
كما يلقي بنفسه على المقعد المقابل لباب الطائرة
ينام وقتما يشاء ...
يستيقظ وقت يشاء
لا يحمل أوراقاً ثبوتية ولا أختام سمات الدخول للموانيء والمطارات
وهو لا يتعامل مع الخرائط ولا يحمل بوصلة
ولا كريدت كارد
يتجول بين المطارات والموانيء ومحطات مترو الأنفاق
يتأمله العابرون
فلا يلقي لهم بالاً
لا يكترث للعيون ولا لألوان العيون
لا يهتم لاشكال الدموع ولا طعم الدموع

مجنون هذا الرحيل
يغرس خنجره في مفاصلنا
يخترق تفاصيل حكاياتنا
يسرق منا أجمل ثواني أعمارنا
يصفع قلوبنا بمناديل من نحاس
يجرح عيوننا ويجعل من دموعنا قطرات
دم.
لا تعنيه مشاعرنا ولا رجفة أطرافنا
ولا زفرات آهاتنا

يختزل المسافات بين الأبواب الموصدة
والإشرعة المثقوبة
والسفن المثقوبة
وبيننا
يركب طائرات بلا أجنحة
وقطارات تسير على قضبان من رمل
وتعب.

يتناول وجباته بسرعة فائقة
لا يهتم بصنف الوجبات
لحوماً أو أسماك
لا يهتم لألوان النبيذ
أحمر ... أبيض
أو حتى مياه غازية

يستأنف رحلاته
يروح ويجيء
لكنه لا يأبه للوداع
ولا يهتم بتفاصيل الوداع
يتركنا في صقيع انفرادنا
نفرك أيادينا لوعةً وحرقة
من وجع الفراق

يكتفي بتلويحة يده
وكلمته المعهودة كلما هم بالرحيل
لعلي لا أراكم
وربما لا ألقاكم
انه الرحيل

"البستاني"

حسام الدين بهي الدين ريشو 12-21-2013 06:53 PM

رائع
لم أر توصيفا للرحيل
كما وصفته هذه السطور
بصيرة نافذة
وحرف رقيق مغموس بالشجن
تحياتى اخى الكريم / محمد الخضري
دمتَ
ودام تألقك في بوح المشاع
ر

محمد الخُضري 12-22-2013 09:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 168594)
رائع
لم أر توصيفا للرحيل
كما وصفته هذه السطور
بصيرة نافذة
وحرف رقيق مغموس بالشجن
تحياتى اخى الكريم / محمد الخضري
دمتَ
ودام تألقك في بوح المشاع
ر

ذاك هو الرحيل يا صديقي حسام وأنه الوجع المستطاب

مودتي

عبدالحكيم مصلح 12-22-2013 01:00 PM

الأستاذ الفاضل محمد حفظه الله

للرحيل حكايا مؤلمة ويضرب في الأعماق كلما أراد ،
تحيتي وأحترامي للبستاني الأنيق صاحب الطلة البهية ،

محمد الخُضري 12-22-2013 01:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم مصلح (المشاركة 168687)
الأستاذ الفاضل محمد حفظه الله

للرحيل حكايا مؤلمة ويضرب في الأعماق كلما أراد ،
تحيتي وأحترامي للبستاني الأنيق صاحب الطلة البهية ،

أهلاً وسهلاً بصديقي المقدسي الجميل عبدالحكيم مصلح
سلامي لك ومحبتي لزهرة المدائن

مودتي

مها الألمعي 12-22-2013 08:22 PM

الرحيل حين يتسلق أعمارنا
يوشم أجزاء فيها (بالدموع)
فتكون وجع نخشى تعريه لأحد
نستره بقهقهات طويلة
بأعمال لا منقطعة
بالإنسكاب في كل شيء عدا فينا .


~
أستاذ :محمد

جمال الحروف الباكية هنا
يجبرني على العودة
لأسكنها قلبي وعقلي
وأبكي كل مرة بدلا عنها .


محمد الخُضري 12-23-2013 02:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها الألمعي (المشاركة 168858)
الرحيل حين يتسلق أعمارنا
يوشم أجزاء فيها (بالدموع)
فتكون وجع نخشى تعريه لأحد
نستره بقهقهات طويلة
بأعمال لا منقطعة
بالإنسكاب في كل شيء عدا فينا .


~
أستاذ :محمد

جمال الحروف الباكية هنا
يجبرني على العودة
لأسكنها قلبي وعقلي
وأبكي كل مرة بدلا عنها .


حين نبكي يا عزيزتي مها ذلك يعني أننا بشر وأننا لسنا مجرد هياكل صنمية أو عاجية جامدة لا تؤثر فيها المواقف
البكاء أصدق شعور إنساني ذلك أننا نستطيع تصنع كل انفعالاتنا إلا البكاء
واصلي البكاء فـ كلما بكيتِ كلما كنتِ أكثر صدقاً مع قلبك

مودتي

[/TABLETEXT]
احمد سليم العيسى 01-23-2014 01:27 AM

[TABLETEXT="width:50%;background-color:black;"]
http://www14.0zz0.com/2012/04/11/06/227522824.gif

[marq="6;right;1;scroll"]فوضى الرحيل
[/marq]



تعتريني رهبة كلما فكرت بالرحيل
أخافه ...
يزعجني التفكير فيه
البقاء يا رفيقة السفر يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة
وبالناس والأماكن المحيطة بنا
تألفنا الأشياء كما نألفها ...
وننسى أننا سنفقدها في لحظة ما

الرحيل مخلوق عبثي
فوضوي
همجي
لا يؤمن بطقوس الوداع
ولا بعادات وتقاليد الوداع
ولا عناق الوداع
ولا حتى لمس الأيادي عند الوداع

يلقي بحقائب سفره على أول مقعد مغادر للمجهول
كما يلقي بنفسه على المقعد المقابل لباب الطائرة
ينام وقتما يشاء ...
يستيقظ وقت يشاء
لا يحمل أوراقاً ثبوتية
ولا أختام سمات الدخول للموانيء والمطارات
وهو لا يتعامل مع الخرائط ولا يحمل بوصلة
ولا كريدت كارد
يتجول بين المطارات والموانيء ومحطات مترو الأنفاق
يتأمله العابرون
فلا يلقي لهم بالاً
لا يكترث للعيون ولا لألوان العيون
لا يهتم لاشكال الدموع ولا طعم الدموع

مجنون هذا الرحيل
يغرس خنجره في مفاصلنا
يخترق تفاصيل حكاياتنا
يسرق منا أجمل ثواني أعمارنا
يصفع قلوبنا بمناديل من نحاس
يجرح عيوننا ويجعل من دموعنا قطرات
دم.
لا تعنيه مشاعرنا ولا رجفة أطرافنا
ولا زفرات آهاتنا

يختزل المسافات بين الأبواب الموصدة
والإشرعة المثقوبة
والسفن المثقوبة
وبيننا
يركب طائرات بلا أجنحة
وقطارات تسير على قضبان من رمل
وتعب.

يتناول وجباته بسرعة فائقة
لا يهتم بصنف الوجبات
لحوماً أو أسماك
لا يهتم لألوان النبيذ
أحمر ... أبيض
أو حتى مياه غازية

يستأنف رحلاته
يروح ويجيء
لكنه لا يأبه للوداع
ولا يهتم بتفاصيل الوداع
يتركنا في صقيع انفرادنا
نفرك أيادينا لوعةً وحرقة
من وجع الفراق

يكتفي بتلويحة يده
وكلمته المعهودة كلما هم بالرحيل
لعلي لا أراكم
وربما لا ألقاكم
انه الرحيل

"البستاني"
http://dc08.arabsh.com/i/01018/vcq1iw11as9u.jpg

[marq="6;right;1;scroll"]الأستاذ محمد الخُضري
[/marq]

الرحيل أي الإنتقال من مكان لآخر
أي تغير أماكن تواجدنا المادي
هذا النشاط الحيوي المتحرك والجاف
عندما يرسمه البستاني بريشتة
يتحول للوحات تنبض بألوان قزح
تترجم بكل صدق مكنونه الإنساني
والروحي والجمالي وتقاطعه الإبداعي
مع مكوناته المختارة بكل دِقَّه و حرفية وفن
لم تترك مرادف للرحيل إللا وأعطيته حقه
(لمس الأيادي،حقائب،سفر
مقاعد،أوراق ثبوتية،أختام، موانيء،مطارات)
جماد تحول لكائن محسوس ناطق يتدفق مشاعر
قدرة عجيبه للتصوير الشعري الصادق
بطريقة قصصية وأدبية بقالب بوحي مميز
وجوانب إبداعيه أخرى لا وقت كافي
لسبر أغوارها هناك جوانب كثيرة
تستاهل التحليل ولكني
لضيق الوقت أكتفي بهاذا
ولكنك وبإختصار أبدعت
دمت بخير

URL="http://javascript<b></b>:void"]http://im18.gulfup.com/2012-02-08/1328698382171.png[/URL]
[/SIZE]

محمد الخُضري 01-23-2014 12:22 PM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 171107)
[tabletext="width:50%;background-color:black;"]
http://www14.0zz0.com/2012/04/11/06/227522824.gif

[marq="6;right;1;scroll"]فوضى الرحيل
[/marq]



تعتريني رهبة كلما فكرت بالرحيل
أخافه ...
يزعجني التفكير فيه
البقاء يا رفيقة السفر يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة
وبالناس والأماكن المحيطة بنا
تألفنا الأشياء كما نألفها ...
وننسى أننا سنفقدها في لحظة ما

الرحيل مخلوق عبثي
فوضوي
همجي
لا يؤمن بطقوس الوداع
ولا بعادات وتقاليد الوداع
ولا عناق الوداع
ولا حتى لمس الأيادي عند الوداع

يلقي بحقائب سفره على أول مقعد مغادر للمجهول
كما يلقي بنفسه على المقعد المقابل لباب الطائرة
ينام وقتما يشاء ...
يستيقظ وقت يشاء
لا يحمل أوراقاً ثبوتية
ولا أختام سمات الدخول للموانيء والمطارات
وهو لا يتعامل مع الخرائط ولا يحمل بوصلة
ولا كريدت كارد
يتجول بين المطارات والموانيء ومحطات مترو الأنفاق
يتأمله العابرون
فلا يلقي لهم بالاً
لا يكترث للعيون ولا لألوان العيون
لا يهتم لاشكال الدموع ولا طعم الدموع

مجنون هذا الرحيل
يغرس خنجره في مفاصلنا
يخترق تفاصيل حكاياتنا
يسرق منا أجمل ثواني أعمارنا
يصفع قلوبنا بمناديل من نحاس
يجرح عيوننا ويجعل من دموعنا قطرات
دم.
لا تعنيه مشاعرنا ولا رجفة أطرافنا
ولا زفرات آهاتنا

يختزل المسافات بين الأبواب الموصدة
والإشرعة المثقوبة
والسفن المثقوبة
وبيننا
يركب طائرات بلا أجنحة
وقطارات تسير على قضبان من رمل
وتعب.

يتناول وجباته بسرعة فائقة
لا يهتم بصنف الوجبات
لحوماً أو أسماك
لا يهتم لألوان النبيذ
أحمر ... أبيض
أو حتى مياه غازية

يستأنف رحلاته
يروح ويجيء
لكنه لا يأبه للوداع
ولا يهتم بتفاصيل الوداع
يتركنا في صقيع انفرادنا
نفرك أيادينا لوعةً وحرقة
من وجع الفراق

يكتفي بتلويحة يده
وكلمته المعهودة كلما هم بالرحيل
لعلي لا أراكم
وربما لا ألقاكم
انه الرحيل

"البستاني"
http://dc08.arabsh.com/i/01018/vcq1iw11as9u.jpg

[marq="6;right;1;scroll"]الأستاذ محمد الخُضري
[/marq]

الرحيل أي الإنتقال من مكان لآخر
أي تغير أماكن تواجدنا المادي
هذا النشاط الحيوي المتحرك والجاف
عندما يرسمه البستاني بريشتة
يتحول للوحات تنبض بألوان قزح
تترجم بكل صدق مكنونه الإنساني
والروحي والجمالي وتقاطعه الإبداعي
مع مكوناته المختارة بكل دِقَّه و حرفية وفن
لم تترك مرادف للرحيل إللا وأعطيته حقه
(لمس الأيادي،حقائب،سفر
مقاعد،أوراق ثبوتية،أختام، موانيء،مطارات)
جماد تحول لكائن محسوس ناطق يتدفق مشاعر
قدرة عجيبه للتصوير الشعري الصادق
بطريقة قصصية وأدبية بقالب بوحي مميز
وجوانب إبداعيه أخرى لا وقت كافي
لسبر أغوارها هناك جوانب كثيرة
تستاهل التحليل ولكني
لضيق الوقت أكتفي بهاذا
ولكنك وبإختصار أبدعت
دمت بخير

url="http://javascript<b></b>:void"]http://im18.gulfup.com/2012-02-08/1328698382171.png[/url]
[/size]
المواقف تمنح الأشياء الجامدة حركة وحيوية وتضخ كمية إضافية من الدماء في عروقها الجامدة لتتحرك نحو مىلات لا يمكننا الوصول غليها إلا بهذه الجرعات المتنامية من الحرقة والبعد والحرمان
والرحيل يا صديقي أحد مكونات هذه التركيبة العجيبة للحياة

ممتنكثير جداً لإطلالاتك الجميلة
مع صادق مودتي


الساعة الآن 11:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team