منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   تشرب بانجو ؟! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9623)

مهندس سامى نور الدين 08-22-2012 10:17 PM

تشرب بانجو ؟!
 
اريد ان اجيد فن الادب الساخر
وهذه احد محاولاتى
واريد ان استرشد بخبراتكم وبنصائحكم
اريد التقييم



كنت مدعوا لحضور احد حفلات عقد القران

حفل بسيط على الطراز الفلاحى اقيم فى احد الشوارع كما جرت العادة فى بعض القرى المصرية

مسرح ودى جى وشوية كهارب وشوية ................. لادارة الحفلة

كانت هناك طاولة محجوزة باسمى انا وصديق لى فى منتصف المسافة ما بين اول الشارع وخشبة المسرح

وصعد العروسان الخشبة وبدأت وقائع الصخب او ما يسمونه فنا

كان هناك بوفيه _ مغلق_ على جانبى الشارع لاعداد مستلزمات _ القعدة _

لم اهتم للامر فى البداية

لكنه بعد لحظات مر علينا احدهم ويحمل على يديه صينيه والقى امامنا اشياءا

سالت صاحبى ما هذا

اخبرنى ولكن بعدما اقترب من اذنى وكانه يريد ان يشى الى بسر خطير

دا

لزززززوم القعدة

قعدة ايه يا عم هو انا دخلت مكان غلط ولا ايه ؟!!

وناديت على احد الاطفال القريبين منا واخبرته بان ياخذ هذه الاشياء

هدية منى له

فاقبل ومعه مجموعة من اصحابة ولملموا هذه الاشياء فى فرح ولم يبقوا منها شيئا

وقضينا فترة من الصمت قطعها هذا الصوت الذى اقترب منا صاحبه

ومال على صاحبى وسأله

تشرب بانجو ؟!!

فاجابه صاحبى على الفور: لا

وسالنى صاحبى مازحا ؟

تشرب بانجو ؟

فاجبته ولكن بنبره فيها نوع من العصبية : انت مجنون اكيد

ثم تركنا الشاب ونظرت الى صاحبى ونظر الى وعلى شفاهنا ارتسمت ابتسامة باهتة

ممزوجة بالمرار مما بحدث وما آل اليه حالنا

وبعد لحظات راينا الروائح وخيوط الدخال ترتفع من كل شبر فى الشارع

وكل طاولة عليها مجموعة من الشباب وفى يديهم شيئا يهرسونه باصبعهم ثم يضعونه فى ورقة ويلفونه كالسيجارة

لم ار هذا المشهد من قبل ولم اكن اعرف اصلا ان هذا هو البانجو وهذه هى طريقة شربه

سالت صاحبى قال انه هكذا يشرب كالسيجار

فسالته فى شيء من الذهول

وهكذا فى الشااااااارع وعينى عينك

قال

انهم يعتبرنها نوع من المباهاة والفشخرة

قلت حسبى الله ونعم الوكيل فى هذه العقول الفاسدة والازواق العفنة

مفاخرة بالمعاصى والذنوب

وبعد لحظات ليست بالقليلة

تجمع نفر من الشباب التيك اواااى

من جيل البنطلون الساقط والسلسلة والقميص المفتوح حتى اسفل السرة

جيل قد حصر كل معالم الرجول فى هذا الكم الكثيف من الشعر الذى يقفذ من فتحات القميص

والذى اخذ يبالغ فى اظهاره وكانه يتباهى بشعر صدره

وبدا يغنون ويرقصوووون ويتمايلون فى تكسر وميوعة

رايت العجب

بل انا مارايته يعجب منه العجب

شباب يتمايل فى حركات ساقطة تعجز ان تؤديها امهر الساقطات فى احد النوادى الليلية

ولكنه متمرس على ذلك وله فى هذا المشوار الباع الطويل

تاملت وجهه فلم ار فيه شيئا ممايدل على رجولته غير هذا الخط الرفيع تحت انفه والذى جار عليه بماكينة الحلاقة فلم يبق منه الا اثر يذكرنا بان المذكور كان رجلا فى يوم من الايام وهذه الحواجب التى مر عليها بملقط واخذ منها اكتر مما ترك

ثم انتابتنى نوبة من الخجل مما ارى ونوع من الحسرة على رجولتنا الضائعة وعلى شبابنا الذى ضاعت هويته وغابت عن ذهنه ملامح الرجولة و فاخذ يتخبط فى الطرقات وياتى بافعال ظنا منه_ لانطماس فى بصيرته وانتكاس فى فطرته_ انها قمة فى الرجولة وقمة فى التحضر

ثم اقتربت من صديقى وسالته لو ان لك مليون جنيه تحب ان تكون مكانه

قال والله لو ملايين الدنيا ما احب ان اكون مكانه دا انسان خـ.............

وانتظرنا فترة ليست بالكثيرة حتى طفح الكيل وكثرت خيوط دخان البانجو المتصاعدة من كل مكان حتى دارت الرؤوس وعلت فرقعة الكؤوس فتسمع فرقعة هنا تقطعها فرقعة هناك وضحكة هنا تتبعها ضحكة هناك
وانا هنا جالس اتقطع حسرات

كان من ضمن قائمة الحضور مجموعة من النساء والفتيات

وكانهن قد استشعرن الخطر وانهن مقبلات على كارثة اخلاقية خاصة بعدما راين الرؤوس فد دارت والاصوات قد علت تهزى بكلام غريب والعيون قد لمعت فيها كل كومن الشر فتسللت الواحدة منهن تلو الاخرى وهمت بالانصراف

اخبرت صاحبى

اعتقد انه ان الاوان يا صاحبى لننصرف

فعيون هؤلاء المخمورين تراقبنا

وتحت هذا الغطاء الكثيف من الدخان وهذه العقول المغيبة

ما اعتقد انهم سيميزون ما بين رجل وامراة

وانا لا احب ان يستفجحل الامر اكثر من ذلك

فانطلق صاحبى فى الضحك ولم يقطعه الا صوت ابو العريس

اقترب منا ومددنا له ايادينا بالتهنئة

ثم استاذنا بالانصراف

وطوال الطريق لم ننقطع عن الضحك

ولا ادرى لماذا

ربما نكون قد اصابتنا لعنة البانجو فدارت رؤوسنا وصار لنا مثل ما صار لهم

لا ادرى




مهندس سامى نور الدين


الرابعة فجر الاربعاء
14/12/2011

محمد سالم المصري 08-27-2012 03:04 AM

هذه أصبحت هي مراسم الأفراح في كثير من الشوارع المصرية
لكن أستاذي الفاضل
رغم اتفاقي التام مع تلك الحال السيئة التي وصلنا إليها
أرى هجوما شرسا على هؤلاء الشباب ولا أرى التماس الأعذار الحقيقية لهم والتي لا تبرر أفعالهم
لكن علينا أن نذكر الأسباب التي أدت إلى حالهم
فعلينا أن نعترف أنهم ضحايا نظام فاسد كان يسعى أن يوصلهم إلى تلك الحال
فأفسد تعليمهم
وأضاع دينهم
وقضى على علمائهم فشردهم خارج البلاد
وسجن ذوي الفضل منهم
شباب وجدوا المجتمع كله يحضرهم على الرذيلة فلا أمر بمعروف ولا نهي على منكر
صحيح هم يلامون على تسليمهم وعلى عدم تحكيم دينهم وعقلهم
لكن أين المسؤول عن حالهم تلك
من أب غافل وأم لاهية
ونظام فاسد دمرهم
إن أردنا أن نحاسبهم فعلينا أن نحاسب أنفسنا ونسأل
هل قمنا بالدور الإرشادي في مجتمعنا وأصلحنا منه ؟

مهندس سامى نور الدين 09-10-2012 12:00 AM

اخى واستاذى الحبيب استاذ محمد سالم المصرى

اولا انا اتشرف بمرورك فوق متصفحى وترك هذه البصمات الواضحة

انا لا انكر اى حرف مما جئت به

وانا معك انهم ضحية

وايضا معك حينا تفضلت وحكيت ان هذا لا يعفيهم من المسؤولية ومن الادانة ولو بالشيء القليل

وتسال ماذا فعلنا

اقول يا اخى الكريم

انا قد فعلت شيئا وهو اننى امسكت فرشاتى والوانى

ورسمت صورة للقبح تشمئز منها النفوس وتنفر منها الطباع

وبقدر تقبيحى لها بقدر ما تنفر منها الطباع

وهذا هى احدى رسائل الادب الهادف

اعتقد يا اخى الحبيب وقد حاولت ان ارسم صورة لهذا الشباب التائه المستهتر

وقد بالغت فى تقبيح هذا الصورة وابرازها فى شكل يثير الاشمئزاز

اعتقد انه لو راها شبابنا سينفرون منها خاصة عندما علموا

كيف تستقبحهم العيون وكيف تشمئز منهم الطباع

اخى الحبيب مشكور على مرورك الذى اسعدنى

أحمد فضول 09-10-2012 03:28 PM

مهندس سامي نور الدين :
قرأت مقالتك أو قصتك " تشرب بانجو ؟" واستمتعت بها والتي تمثل صورة من صور الفرح في المجتمع المصري وقد تكون العربي أيضا ، وفيها يظهر ضياع فئة الشباب الذين هم آباء المستقبل وبناة الأمة ، وهذه الصورة ليست حكرا على المجتمع المصري وقد تأتي بصورة قريبة من تلك الصورة التي اوردتها بالتفصيل ، وبشكل عام هناك صرعات أتقنها الشباب بل وزادوا عليها تحسينا كما يدعون ، كل ذلك من آثار وسائل الاتصال التي جعلت العالم كله قرية واحدة ناهيك عن ضعف الوازع الديني الذي يغيب في كثير من بيوتنا وشوارعنا ودوائرنا الحكومية .
كلماتك جاءت وصفا لعادة متفشية في المجتمع وإن لم توضح ماحال العروسين في هذه الأجواء المشحونة ؟ وما تلك الأشياء التي وهبتها للأطفال في بدء الجلسة وأخذوها بدون تردد ؟ قد تكون مضرة بهم قياسا على " البانجو " .
أخ سامي أشجعك على الكتابة وأقول لك : كل التوفيق والنجاح ، مع تقديري ومودتي .


الساعة الآن 05:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team