حديثي مع الجن
 

حديثي مع الجن :

بينما وأنا أمشي في الظلام في آخر الليل في إحدى الليالي .. قابلت رجلا واستوقفني ، وقال لي: أريدك في موضوع ولا تخف مني أنا لست منكم (أنا من الجن) ولا تخف وهدئ من روعك .. ولن أصيبك بالأذى .. الموضوع بسيط .. جدا وهو مجرد استفسار وهو لماذا أنتم أيها الإنس تخافون منا ؟؟

تخوّفون بِنَا صغاركم ، وكذلك تخافون منا ، ويوجد بينكم من يأكل لحوم أخيه ، وقريبه بلا رأفة ، ولا شفقة ، وهناك من يأكل حقوق الأيتام والمساكين منكم ...
وأيضا منكم فئة تبيع عقولها لغيرها ، ومنكم من يدمر عقله ، ويهدم حياته ، ويصبح على رصيف الحياة جسدا بلا روح ولا عقل ، وهناك من يقتل وينحر ويذبح إنسانا مثله ..!!
وهناك من يتخذ (تقصير الثوب وإطالة اللحية) وسيلة لأمر دنيوي..
فمن يخاف الثاني .. الجن أم الإنس !!!

أجبته والخوف في داخلي من فكرة رسخت في عقولنا منذ كنّا صغارا (بالخوف من الجن والأشباح) نحن نخاف منكم .. فصوركم المفزعة رُسمت في مخيلتنا فقادتنا للخوف منكم .. ضحك من إجابتي وودعني وذهب .
بيني وبين نفسي تلعثمت .. فلقد صدمني بهذه الحقائق والتي أشاهدها بعيني كل يوم متفشية ومتغلغلة في مجتمعنا .. على الرغم من خوفي من الجن إلا أن خوفي بدأ في التراجع أمام هذه الكوارث والتي هي منافية لتعاليم ديننا الحنيف .. ومن يفعل هذا الشئ للأسف مسلمون!!
ويفعلون تلك التصرفات والأفعال وهم يعون ويدركون بعاقبتها ، ولكن يصرون عليها ، والبعض منهم يتلذذ في عملها ..
من حق الجن أن تخاف منا ففي هذا الزمان صرنا أكثر رعبا منهم ، ومن يخوف أطفاله في هذا الزمان بالجن .. فهو يضحك على نفسه وقد يضحك هذا الطفل من تخويف والده له بالجن .. للأسف أصبحنا نظهر للناس الوجه الطيب والحسن، وفي الخفاء يبرز الوجه القبيح .. فالمرآة عندما نقف أمامها لا نقف إلا بعد مازينا أنفسنا وتبرز لنا الظاهر ولكن لا تبرز لنا ماتكّنه صدورنا ..

حقيقة نحلم بمجتمع طاهر من النفاق والتصرفات التي هي بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف ، ونحلم بأن تعم المحبة بين أفراد مجتمعنا وتكون أواصر التواصل سائدة بين أفراده ، وكلمة الحق ظاهرة فيه..

وفي الأخير أطرح سؤالي للقراء الكرام .. في هذا الزمان من يخوف أكثر الإنس أم الجن؟


سليّم السوطاني

الاستاذ العزيز سليم السوطاني
لقد تتطرقت لموضوع مهم ومفيد
نعم هذ هو السؤال الذي يجب ان نطرحه على انفسنا صباحا ومساء
ولو حصل ذلك سوف يتغير باذن الله عز وجل الحال
لقد ارسل لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للانس والجن فاعترف الجن بالنقص قال تعالى :
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ سورة الجن
فهل نعترف نحن ونبداء بتغير ونصلح انفسنا

الاستاذ :- ابو ساعده الهيومي .. العزيز
سرني مرورك العاطر ، وتعليقك الرائع ..
دمت بود..

رحمها الله جدتي فقد قالت لي يوما : يا ابنتي لم يعد الجن مخيفون لأن من هم فوق الأرض بني آدم يخيفون أكثر
البشر ينسبون كل المخاوف لعالم الجن المغيب عنهم و يرتكبون أكبر الموبقات ملتمسين لأنفسهم أعذارا مغلفة بامتثالهم للدين و هو منهم براء
أ. سليم السوطاني
عرض جيد لفكرة قيمة
تحيتي لك

أ:- ريم بدر الدين ...
أسعدني مرورك ايتها الأديبة الرائعة .. ومبارك عليك صدور روايتك الجديدة ..
مزيدا من التألق والأبداع .