منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29875)

ثريا نبوي 04-05-2022 08:10 AM

يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
يَـــــــوْمٌ أَغَــــــــرّْ

[[ مُهداة إلى صوتِ فلسطينَ الشادي وشاعرِها الثائر موسى المحمود ]]

مِن أينَ أبدأُ يا عُمَرْ؟

وَبِأَيِّ أَلْمَاسِ الحُروفِ المُفْتَخَرْ؟

يَصْطَفُّ يَرصِفُ مِنْ مَلاحِمِ عِزِّنا يَومًا أغَرّْ؟

مِنْ أينَ أبدَأُ يا عُمَرْ؟

وَأَدِيمُ لَيلِ القُدْسِ يُسْفِرُ عنْ قَمَرْ

في ضوئِهِ ثَبَتَ اتِّجاهُ البُوصَلَةْ

لا خَيرَ في .......

إلَّا مَنِ امْتَشَقَ الحُسَامَ وَمَنْ رَمَى

عَن قَوسِ رَعدٍ .. زَلْزَلَةْ

والآنَ أسألُ يا عُمَــــــــرْ

كيفَ اسْتَطعتَ بِلحظةٍ ضاءتْ بها "سَلفيتُ" أنْ

تَمضِي بِلا دِرعٍ على نَهْجِ الكِبارْ؟

مَنْ بايَعوا في ساعةٍ

صَرَخَتْ عقارِبُها تَقَدَّمْ يا "ضِرارْ"(1)

"أرئيلُ" لَمْ يُغمَضْ لها جَفْنٌ؛ وَسائدُها تَمورْ

وَكَأَنَّمَا ضَاقَتْ بِها أرضُ النُّسورْ

بِسلاحِها العِبْريِّ ذَاقَتْ مَوتَها،

ذَلَّتْ وأَزَّتْها ارتِعاشاتٌ مِنَ الخَوفِ المُميتِ

فَهَدَّأتْها جَوْقَةُ الأمْنِ المَقيتِ

سِراجُها وفَتيلُهُ والزَّيتُ

صُنعٌ عَلْقَمِيٌّ بِاقْتِدَارْ.

دَارَتْ رَحَى حَربٍ ضَروسٍ بينَ مَنْ

لَمْ يَبلُغِ العِشْرينَ مِنْ وَردِ السِّنينْ

وَكتائبِ الخَوفِ المَهينْ

ولأنَّهُمْ حَصَدُوا الهزيمةَ مُوقِنينْ

هَدَمُوا العَرينْ

حتى ينامُوا آمِنينْ

فَلَرُبَّمَا الأشبالُ تَكْبَرُ ثُمَّ تَزْأَرُ

ثُمَّ تأتيهِمْ بِعزمٍ لا يَلينْ.

***

وَلَّادَةٌ يا أرضَ مَسْرَى الأنبياءِ

يفُوحُ مِسْكُ خُطاهُمو

في خَطْوِ مَنْ عَجَنُوا تُرابَكِ بالدِّماءِ

لكيْ يِكونَ الطُّهْرُ أرغِفَةً تُدَارُ علَى الرِّمَاحِ

تُرَاقِصُ الفَجرَ الطَّروبَ يَمُدُّها

بِالنُّورِ تُضْحِي زِينةَ الأفراحِ

بَلْ تَنمو قناديلًا تُعَلَّقُ

في المآذِنِ والنَّوافِذِ والرَّوَابي والقِمَمْ

قــــــــــــــالوا عُمَرْ

قُلْتُ المُدَجَّجُ بِالعَزيمةِ والعُهودِ

وَشَفْرَةٍ شُحِذَتْ بِثاراتٍ وَدَمْ

لا تَعجَبُــــــــــــوا

هُوَ تَوأمٌ لِـ "دَلالَ" أَحيَا نَهجَها(2)

في العِشْقِ حينَ تَوَضَّآ بِدَمَيْهِما

للركْعَةِ القُدْسِيَّةِ الــ تُحيي حُقولَ

الزَّعتَرِ المَقْهورِ والحَنُّونِ، والزَّيْتونِ

فانْفَجَرَتْ بَرَاكِينٌ مِنَ الغَضَبِ الأَشَمّْ

قــــــــــــــالوا عُمَرْ

قُلتُ القَضِيَّةُ لَنْ تموتَ ولَمْ تَمُتْ

حتَّى وإنْ قَطعُوا الأيادي في الدَّياجيرِ الخُفُتْ

حتَّى وإنْ صَلَمُوا الحَناجِرَ ثُمَّ وَارَوْهَا بِأجداثٍ صُمُتْ

سَيَظلُّ هذا الحقُّ إرثًا ثُمَّ يكتمِلُ النِّصَابُ المُؤتَمَنْ

فَبِلا خِيـــــــاناتٍ

تَكونُ القُدسُ دُرَّةَ عِقْدِنا يَومًا ويأتَلِقُ الزّمَنْ


17/3/2019

(1) ضِرارُ بنُ الأزور (2) دلالُ المَغربي

ثريا نبوي 04-05-2022 10:48 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 

اقتحم عُمَرُ المُلقب بـ (رامبو فلسطين) وبطل عملية سلفيت المُزدوجة، تجمعا لجنود الاحتلال يوم الأحد 17مارس 2019 وطعن أحدَهم ثم استولى على سلاحه، وأطلق الرصاص تجاه بقية الجنود، ثم أتبعَ ذلك بالاستيلاءِ على مركبة للعدو، ومهاجمة أكثر من تجمعٍ للمستوطنين والجنود، من بينها مكان لانتظار الحافلات، وقد انسحب سالمًا من المُستوطَنةِ (المُغتَصَبَة) مكانِ العملية الثالثة .. وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء 19مارس أعلن جيش الاحتلال أن قواته الخاصة قتلت عمر أبو ليلى قرب قرية عبوين، شمال شرقي محافظة رام الله، وسط الضفة الغربية .. ولكنهم لم يذكروا أن قتالًا عنيفًا دار بين البطل بمُفردِه وكتائبَ من قوات العدو، أطلقتِ الصواريخ على مكان احتمائه، دون اقتحامٍ، خوفًا من الألغام، إلى أن استُشهِدَ فقاموا بهدم بيتِ أسرتِه.
وكأن روحيهما:
دلال المغربي وعُمر أبو ليلى، قد تواعدتا على اللقاء في آذار بعد أربعةٍ وأربعينَ عامًا،
وكم تشابهت العمليتان والبطولتان، وكم تماثل عُمراهُما.. تقبلهما الله
اللهم نصرَكَ الذي وعدتَ إنك لا تُخلِفُ الميعاد

أحمد صفوت الديب 04-05-2022 09:03 PM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
اقتباس:

قــــــــــــــالوا عُمَرْ

قُلْتُ المُدَجَّجُ بِالعَزيمةِ والعُهودِ

وَشَفْرَةٍ شُحِذَتْ بِثاراتٍ وَدَمْ

لا تَعجَبُــــــــــــوا

هُوَ تَوأمٌ لِـ "دَلالَ" أَحيَا نَهجَها(2)

في العِشْقِ حينَ تَوَضَّآ بِدَمَيْهِما

للركْعَةِ القُدْسِيَّةِ الــ تُحيي حُقولَ

الزَّعتَرِ المَقْهورِ والحَنُّونِ، والزَّيْتونِ

فانْفَجَرَتْ بَرَاكِينٌ مِنَ الغَضَبِ الأَشَمّْ
قالوا عمر!

ما أروع البيان وإن من البيان لسحراً

طاب لي ما قرأتُ

ملحمة تنسج ملحمة لعمر -رحمه الله- ودلال

وتحيا فلسطين الأبية أرض العزّ مشكاة النّضال

تحياتي وكلّ الودّ والتقدير

ياسَمِين الْحُمود 04-06-2022 07:01 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
فلسطين ، جزء كبير من عروبتنا ...
و جزء لا يستهان به من هويتنا العربية ...
و من نبضنا الحر الأصيل ...
قصيدة رائعة كما عوّدنا قلمك الفوّاح بعطر المخمل!
وإهداء ولا أروع لأخينا الشاعر الثائر كما تفضلتِ موسى المحمود …
ولا نعجب لهذا من شاعرة قديرة متمكّنة نتعلم منها
لديها أدوات الكتابة الشّعريّة جاهزة...
أحيّيكِ وأفاخر بكِ….
دمتِ نبيلة كما عهدناك …
تحيّاتي وعبق ودّي الفائق الذي لا ينقضي!:44:


ثُثبت

موسى المحمود 04-07-2022 09:04 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
"فَلَرُبَّمَا الأشبالُ تَكْبَرُ ثُمَّ تَزْأَرُ
ثُمَّ تأتيهِمْ بِعزمٍ لا يَلينْ"

هُنا بيت القصيد وخلاصة الفكرة،
ما أسعد فلسطين بكم أهل مصر العظيمة
وقد علت روحي علواً كبيراً إذْ أصعدُ على سحاب كلماتك العذبة وأراني أمرّ على الصّور الشّعريّة كعطشانٍ ما زاده سلسبيل ما وجد في قصيدك إلا تعطّشاً.

سلمت روحك وسلمت يراعتك
هدية أفتخر بها وأعلّقها على جدار القلب كما نعلّق صور الشّهداء وخرائط الوطن المُضاع..

محبّتي

عبد السلام بركات زريق 04-07-2022 09:42 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
بوركت يا سيدة الكلمة الأصيلة النبيلة
تفعيلية مذهلة
أستاذتنا ثريا نبوي
تقديري واحترامي

ثريا نبوي 04-09-2022 04:06 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد صفوت الديب (المشاركة 337575)
قالوا عمر!

ما أروع البيان وإن من البيان لسحراً

طاب لي ما قرأتُ

ملحمة تنسج ملحمة لعمر -رحمه الله- ودلال

وتحيا فلسطين الأبية أرض العزّ مشكاة النّضال

تحياتي وكلّ الودّ والتقدير

وما أروع توقيعَكَ المُطرّزَ بخيوطِ الجمال
شاعرَنا الذي دانتْ له القوافي
شكرًا لا تكفي بهاء مرورِكَ بقصة أُسطوريّةٍ من قصص الفداء
التي عادت في هذه الأيام المباركة لتضيءَ مشاعل النضال
وتحيي آمال الأجيال في نصرٍ قريب
تحياتي والتوليب
:43:



ثريا نبوي 04-10-2022 07:52 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسَمِين الْحُمود (المشاركة 337642)
فلسطين ، جزء كبير من عروبتنا ...
و جزء لا يستهان به من هويتنا العربية ...
و من نبضنا الحر الأصيل ...
قصيدة رائعة كما عوّدنا قلمك الفوّاح بعطر المخمل!
وإهداء ولا أروع لأخينا الشاعر الثائر كما تفضلتِ موسى المحمود …
ولا نعجب لهذا من شاعرة قديرة متمكّنة نتعلم منها
لديها أدوات الكتابة الشّعريّة جاهزة...
أحيّيكِ وأفاخر بكِ….
دمتِ نبيلة كما عهدناك …
تحيّاتي وعبق ودّي الفائق الذي لا ينقضي!:44:


ثُثبت

فلسطينُ في وِجدان كل حُرّ يُقدِّسُ حريةَ الإنسانِ والأوطان
وهي مُفتتحُ الضياعِ وأقدمُ الجراحِ النازفةِ من الشريان

أما حضورُكِ فهو بلسمُ الجراح وعِطرُ الياسَمين الفوّاح
في المنابر كلها وعلى شواطئ البيان

ثبت اللهُ خطاكِ على الصراطِ إلى الفردوسِ الأعلى
وكل عامٍ وكل يومٍ وأنتِ الخيرُ كله
:45:

حمزه حسين 04-11-2022 09:48 PM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
قرأت هنا نصاً يأخذ بتلابيب الروح
لتسبح في سماء الشعر الوطني الصادق
وما يختلج في القلب من مشاعر ما زالت متدفقة تنحت المعاني لصناعة الجمال

دمت شاعرة
ساحرة
وقلبا يحكي آمال وآلام الأمة

تحياتي وتقديري
و :43:

ثريا نبوي 04-12-2022 04:37 AM

رد: يَـــــــــوْمٌ أَغَــــــــــرّْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى المحمود (المشاركة 337744)
"فَلَرُبَّمَا الأشبالُ تَكْبَرُ ثُمَّ تَزْأَرُ
ثُمَّ تأتيهِمْ بِعزمٍ لا يَلينْ"

هُنا بيت القصيد وخلاصة الفكرة،
ما أسعد فلسطين بكم أهل مصر العظيمة
وقد علت روحي علوًّا كبيرًا إذْ أصعدُ على سحاب كلماتك العذبة وأراني أمرّ على الصّور الشّعريّة كعطشانٍ ما زاده سلسبيل ما وجد في قصيدك إلا تعطّشاً.

سلمت روحك وسلمت يراعتك
هدية أفتخر بها وأعلّقها على جدار القلب كما نعلّق صور الشّهداء وخرائط الوطن المُضاع..

محبّتي

مرحى بحضورِكَ الهادر شاعرنا الثائر
لقد أسعدتَني بما أهديتني من بطولاتٍ في تعقيبِكَ على قصيدة (دلال)
ودِدتُ لو يتسعُ الوقتُ لأكتب عن (ضياء) الذي أهديتنيه؛ وما أروعه مِن إهداء
هذا الفدائي الذي فتح طريقًا جديدًا للأملِ في النصر بمُعجزاتِ الفداء

حين تلقف الراية منه (رعد حازم) الذي رشّ الرعبَ في تل أبيب وخرج سالمًا
ثم اهتَدَوا إليه قَدَرًا، ليرتقي شهيدًا فينعاهُ والدُهُ بكل ثباتٍ مُحفِّزًا
على مواصلةِ الطريقِ وصولًا إلى الحرية بِصبِّ الدماءِ صبَّا!
لِينتفِض الثوارُ جميعًا للدفاعِ عنه ضد المُطالبينَ بتسليمه
بعد تحطيمِهم محتويات بيته؛ كثورٍ هائجٍ في معرضٍ للخزَف.

فها هي الانتصاراتُ تترى، والملاحمُ، في جنين وفي قلبِ عاصمةِ المُحتلين
ولكن الوقتَ لم يُسعفني لوصف هذه البطولات؛ فأهديتُكَ (عمر أبو ليلى)
لعلي وفّيتُه مثقالَ ذرةٍ من حقه في التأريخِ شعرًا

سلِمتَ ودُمتَ ابنَ فلسطين البارّ الذي أقتسمُ معه حُبها الأسطوري
والكتابة لها من الشريان،
ومن يدري لعل الله يحييني لأشهدَ نصرَها الكبير

معًا على الطريق حتى النصر وإنَّ غدًا لناظرِهِ قريبُ


الساعة الآن 10:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team