الــــقــــلـــــم
الــــقــــلــــــم لا شك أنَّ التطور التقني والتكنولوجي أخذ حيِّزاً واسعاً في حياتنا اليومية وما نستعمله ونعتمد عليه في إدارة شؤوننا في شتى المجالات، والكتابة من أهمها؛ سواء الكتابة الإبداعية بالنسبة للأدباء والشعراء والكتّاب والمبدعين عموماً، أو الكتابة العادية إن صحَّ التعبير؛ وأقصد بها الكتابة في المخاطبات والمراسلات والمذكرات وغير ذلك. والاعتماد كان سابقاً محصوراً بالقلم وكانت له نكهته الخاصة، فمثلاً نذكر جيداً كيف كانت للرسائل المكتوبة نكهة خاصة وكنا نقرأ الرسالة من أخ ٍ أو صديق ٍ بعيد ٍ عنا مراتٍ عدة، ومع كل قراءة نجد لذة مختلفة وشغفاً آخرَ. الآن حلّت التكنولوجيا محلَّ كثير ٍ مما كنا نستعمل، ومن ذلك القلم، فصار الكمبيوتر والموبايل والكتابة الكيبوردية. لا شك أنها قد تكون أحياناً مُلبّيةً لحاجات السُّرعة، ولكن يبقى للقلم رونقه وألقه، فالتعاطي مع القلم بالنسبة لأي مبدع مثلاً ليس تعاطياً مادياً كأداة للكتابة فقط ؛ بل هو تعاط ٍ روحي ؛ بمعنى أنَّ المبدع حينما تحتضن أصابعه القلم بدفء وحنان فإنه يحسه جزءاً من جوارحه ويعطيه شيئاً من روحه؛ فيكتب براحة واستمتاع. ورغم كل هذه الثورة التكنولوجية والقفزة التقنية الجامحة وما في كل ذلك من إيجابيات وإن كان فيه غير قليل من سلبيات، فإن القلم يبقى أقرب إلى روح الكاتب، وسيبقى محافظاً على هذه العلاقة الحميمية بينه وبين أي كاتب أو مبدع يدرك تلك الحالة التي تنتابه عندما يمسك بالقلم ويخطُّ عَبره أفكارَه وحروفَه. وحريٌّ بالجهات الثقافية والتعليمية ومن يقوم عليها التركيز على أهمية القلم ودوره، وذلك من خلال تشجيع الجيل الناشئ على الالتزام باستعمال القلم في الكتابة؛ والتقليل ما أمكن من استعمال الموبايل، وكذلك جعل بعض إن لم يكن كل الاختبارات مكتوبة بخط اليد ، إلا في حالات تستدعي الاعتماد على التقنية الحديثة. ونحن لا نقصد بذلك إهدار ما توصلت إليه الحضارة المعاصرة والتقنية الحديثة من أساليب وتقنيات توفر الوقت والجهد في الكتابة ؛ لكن على الأقل نترك مجالاً وحيِّزاً كافياً للتركيز على القلم وأهمية الكتابة بواسطه. إنَّ هذا الجيل والأجيال القادمة أملنا الواعد، وهم بحاجة لأن نساعد ونسهم في ترغيبهم بالكتابة بالقلم ، وذلك من خلال حثهم والحديث عن تلك الحالة الروحية والعلاقة الحميمية بين الكاتب والقلم ؛ وهنا أقصد بالكاتب أيَّ أحد ٍ يمسك القلم ويبثه أفكاره ولواعجه ليخطها وتجري حروفه على أوراق ٍ خصبة تتوق لأنْ يجري عليها المداد تزهر فيها الكلمات. يجب أن نعلّم هذا الجيل والأجيال القادمة أنّ في الكتابة بالقلم إحساساً فريداً لا يمكن نيله وجني ثماره من خلال الكتابة الإلكترونية والكيبوردية؛ فتلك العلاقة بين القلم ومن يكتب به علاقة خاصة دافئة ، لا يدرك مدى متعتها ولذتها إلا من يكتب بالقلم ويجعله رفيقه الذي يلجأ إليه كلما أراد أن يُعبِّرَ عن خلجاته وأحاسيسه وأفكاره. |
رد: الــــقــــلـــــم
هذا الموضوع ذو فائدة عظيمة وقيّمة وقابل للحوار والنقاش
لذلك سيُثبت حتى يأخذ حقه من النقاش .. ويشرفني أن أكون أول من يحتضن موضوعك أخي الأستاذ والشاعر حسن نعم هُجر القلم وأصبح معظم الأشخاص يعتمدون على لوحة المفاتيح في الكتابة وأُرجح السبب للتدقيق الإملائي أو التنسيق أثناء الكتابة .. بالنسبة لي أشجع الكتابة باليد لأنها فريدة في نوعها وتثبت المعلومات لفترة طويلة في المخ كنت أثناء المراجعة ألخص وألون الكلمات وأسترجع المعلومات في يوم الاختبار ، هذه الجزئية كتبتها باللون الأخضر ، هذا السؤال إجابته بعد السهم في آخر الصفحة ، وهكذا كنت أتذكر جميع المعلومات لأن من يكتب بيده يقرأ أيضا وهذا الشيء يساعد على تثبيت المعلومات .. أخطائي الكيبوردية حدث ولا حرج لتقارب الحروف من بعضها في حين لو أكتب بخط اليد لن تجد خطأً واحدا لدي.. ولأن الموضوع عن استخدام القلم سأسجل جزءًا مما كتبته من تعليق بخط اليد ولن أصحح أي خطأ يصادفني 😂 http://www.mnaabr.com/vb/imgcache/2/7505alsh3er.jpeg - رجاءً استروا على الخط لأنني قليلة الكتابة باللغة العربية وآخر ثلاث كلمات كبرت الحجم حتى أنهي الكتابة تعبت 🤗 ربما أعود للإضافة |
رد: الــــقــــلـــــم
اقترح ان يتم نقل الموضوع الى قسم
الحوار حتى يجد حقه في النقاش ..... ساعود لاحقا بإذن الله تعالى |
رد: الــــقــــلـــــم
اقتباس:
ولابد من عودتك أيها الخطاط الذي سيعود بخطه الجميل وينافس خطي المتواضع 😂😂 السؤال يطرح نفسه لماذا أغلب اليمنيين خطاطون؟! لمحت ذلك في أكثر من مكان يمتازون بجمال الخط أعتذر منك أخ حسن كأن الموضوع سيتحول إلى الخط العربي 😅 |
رد: الــــقــــلـــــم
اقتباس:
المتمثلة في نقل الموضوع الى قسم الحوار .. على فكرة قمت بحفظ خطك في جهازي وسأقوم بإعادة كتابته بخطي المتواضع حتى تلاحظين الفرق😅 ربنا وهبك الشعر والابداع وفن الكتابة وحسن صياغة الحروف .... لي عودة إن شاء الله |
رد: الــــقــــلـــــم
للقلم آهات وألم
وذكريات ودموع ونغم كنا نرسم به أحلامنا ونخطُّ به مستقبلا للكتابة بالقلم سحره وجماله ورونقه الأخآذ والجذاب ... كنتُ أحرص على اقتناء من الأقلام أجملها .. كانت للرسائل الورقية وقعها الخاص وتشعر بمدى صدقها ومصداقيتها ويشعرك حبرها بالدفء وصدق المشاعر تنزّهت عن عيوب النسخ واللصق وسرقة حقوق الآخرين .. ذات يوم كنتُ بجوار أحد المحلات الصغيرة وإذ بإمرأة تناديني وهي فرحة ومستبشرة تكاد أن تطير من الفرح فهرعتُ إليها فمدت يدها نحوي وكان في يدها ( ظرف يحوي رسالة) فقالت لي : يابني هذه رسالة من ابني وصلتني اليوم أطلب منك ان تقرأها لي .. فانا لا أجيد القراءة .. فتناولت الظرف وفتحته والأم تكاد ان تطير من الفرح.. فقرأتُ الرسالة حتى آخر حرف فيها ورغم مضي السنوات لم انسى تلك الفرحة والسعادة التي غمرت الأم وعاشت أجمل اللحظات مع كل حرف من حروف الرسالة .. تلك الام العزيزة لم تنساني من الهدية يومها. هذا هو الفرق والبون الشاسع مابين رسائل الأمس ورسائل اليوم .. الكتابة بالقلم لاتخلو من الإحساس والكتابة بالكيبورد مجردة من الاحساس لي عودة لكتابة نموذج بخط اليد تقديري للاستاذ حسن |
رد: الــــقــــلـــــم
اختلاف ثقافات طال عمرك , فجيلك وربما جيلي لا يرى بديلا عن القلم مهما تعددت وسائل التعبير والتدوين , فهي نزعة لا نستطيع تغييرها او التخلي عنها , الى درجة ان القلم بالنسبة لي ضمن ملبسي اليومي في الجيب الأعلى من الثوب , ولا اجدني في حل منه ابدا ..
|
الساعة الآن 02:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.