منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   المرحوم الشاعر محمد الثبيتي / بعض قصائده (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3151)

عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 03:52 PM

المرحوم الشاعر محمد الثبيتي / بعض قصائده
 
ولد محمد عواض الثبيتي عام 1953م بضواحي
مدينة الطائف عمل مدرسا بمدارس الطائف ونال
شهادة في علم الاجتماع , صدر له ثلاثة دوواين
ثم عزف عن الشعر قرابة عشرين عاما ثم صدر
له ديوانه الرابع قبل قرابة الخمس سنوات بعنوان
تغريبة القوافل والمطر , إلا أن ديوانه تضاريس أشهرها .
نال العديد من الجوائز المحلية والعربية وترجمت

بعض نصوصه لعدة لغات و احتفي به في الكثير
من الدول في مصر وتونس والمغرب وبيروت
ودمشق والاردن ودول الخليج . تناولت الكثير
من الدراسات النقدية شعره , حيث يعتبر
محمد الثبيتي رائد الشعر الحديث في المملكة .



عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 04:13 PM




تغريبة القوافل والمطر




أدِرْ مهجة الصبحِ
صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ
يدير الرؤوسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه
أدِرْ مهجة الصبح
واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة
أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا
ثم هات الربابه
هات الربابه


عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 04:59 PM



ألا ديمـــةً زرقـــاء تكتـــــــظ بالدِّما
فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما


ألا قمــــراً يحمـــرُّ في غـــرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثاً وأنجما


فنكســوه من أحزاننـــا البيض حُلةً
ونتلو على أبوابه ســـــــورة الحِمى


ألا أيهــــا المخبـــوء بين خيامنــــا
أدمت مطــــــال الرمــل حتى تورّما


أدمت مطال الرمــل فاصنــــع له يداً
ومدَّ له في حــانة الوقـــــت موسما


عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 05:07 PM




أدِرْ مهجة الصبحِ
حتى يئن عمود الضحى
وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى
أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء
بين الصدور وبين اللحى .
أيا كاهن الحي
أسَرَتْ بنا العيسُ وانطفأت لغة المدلجينَ
بوادي الغضا
كم جلدنا متون الربى
واجتمعنا على الماءِ
يا كاهن الحيِّ
هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء
هلا ضربت لنا موعداً في الجزيره
أيا كاهن الحيِّ
هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا
البيد واتبعوا نجمة الصبحِ
مرّوا خفافاً على الرمل
ينتعلون الوجى
أسفروا عن وجوه من الآل
واكتحلوا بالدجى
نظروا نظرةً
فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ
والرياح مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ .
أيا كاهن الحي
إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض
وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ
فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر



عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 05:20 PM



شُدّنا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هَبْ لنا نور الضحى
وأعرنا مقلتيكْ
واطو أحلام الثرى
تحت أقدام السُّليكْ
نارك الملقاة في
صحونا, حنّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثراً من كاحليك
لم تهن يوماً وما
قبّلت إلا يديك
سلام عليكَ
سلام عليكْ .
أيا مورقاً بالصبايا
ويا مترعاً بلهيب المواويل
أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم
في رئتيكْ .
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء
ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء .
سلام عليكَ
سلام عليكْ
سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب
من الوجد نتلوه
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت
لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماء
- لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة
واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ
يا وارد الماء علَّ المطايا
وصبّ لنا وطناً في عيون الصبايا
فما زال في الغيب منتجع للشقاء
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل
يا أرض كفِّي دماً مشرَباً بالثآليل
يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى :
مطراً وقوافل
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي
لتقرأ يا كاهن الحي
فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظر .



عبد السلام بركات زريق 01-18-2011 05:40 PM




بوابة الريح




مَضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِــي الفـــجْرُ إذْ طالَتْ تَرَاوِيحِي


أَبْــحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرْتقِي في حِبــــالِ الرِّيحِ تَسْبِيحِي


مُـزمَّلٌ فِي ثِيَـــابِ النُّـــورِ مُنْتَبـــــِذٌ
تِلْقَـــــاءَ مَكَّـــةَ أَتْلــــــُو آيَةَ الرُّوحِ


واللَّيلُ يَعْجَـــبُ منِّــــي ثُمَّ يَسْــأَلنُِي
بـــوابَةُ الرِّيــحِ ! مَا بوابةُ الرِّيـحِ ؟


فَقُلْتُ والسَّـــائِلُ الليلــــيُّ يَرْقُبُنِي
والـــوِدُّ مَا بينَنَـا قَبْضٌ مِنَ الرِّيحِ


إلَيـــكَ عَنِّي فَشِعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي
فَهْيَ التي تَبْتَلِي وهيَ التي تُوحِي


وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً
حتَّـــى عبرتُ لهـا حُلمَ المَصَابِيِحِ


فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي
وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِي


مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي
ومَا عَلَـى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيحِـــــــي


ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ
ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ


قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنِي قَلَقِي
ومَنْزِلِي حَيثُمَا ألْقِي مَفاتيحِي


فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عندَ سيِّدَتِي
مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيحِ







نهاد رجوب 01-18-2011 06:48 PM

كلها مختارات جميلة وموفقة



دمت بخير أخي عبد السلام

ناريمان الشريف 01-18-2011 07:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 54661)


شُدّنا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هَبْ لنا نور الضحى
وأعرنا مقلتيكْ
واطو أحلام الثرى
تحت أقدام السُّليكْ
نارك الملقاة في
صحونا, حنّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثراً من كاحليك
لم تهن يوماً وما
قبّلت إلا يديك
سلام عليكَ
سلام عليكْ .
أيا مورقاً بالصبايا
ويا مترعاً بلهيب المواويل
أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم
في رئتيكْ .
سلام عليكَ
سلام عليكْ.
مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء
ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء .
سلام عليكَ
سلام عليكْ
سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب
من الوجد نتلوه
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت
لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماء
- لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة
واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ
يا وارد الماء علَّ المطايا
وصبّ لنا وطناً في عيون الصبايا
فما زال في الغيب منتجع للشقاء
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل
يا أرض كفِّي دماً مشرَباً بالثآليل
يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى :
مطراً وقوافل
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي
لتقرأ يا كاهن الحي
فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظر .




رحمة الله تعالى على الشاعر محمد عواض الثبيتي
وجزاك الله خيراً أخي عبد السلام
ما هذا الألق ..
رائع وأكثر
وأرى أنه من الطبيعي أن يكون شاعراً ذلك الذي تنفس هواء الطائف العليل
وشرب من مائها العذب
فيا لها من مدينة !!


تحية ... ناريمان

سارة رمضان 01-19-2011 11:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 54670)


بوابة الريح




مَضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِــي الفـــجْرُ إذْ طالَتْ تَرَاوِيحِي

أَبْــحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرْتقِي في حِبــــالِ الرِّيحِ تَسْبِيحِي

مُـزمَّلٌ فِي ثِيَـــابِ النُّـــورِ مُنْتَبـــــِذٌ
تِلْقَـــــاءَ مَكَّـــةَ أَتْلــــــُو آيَةَ الرُّوحِ

واللَّيلُ يَعْجَـــبُ منِّــــي ثُمَّ يَسْــأَلنُِي
بـــوابَةُ الرِّيــحِ ! مَا بوابةُ الرِّيـحِ ؟

فَقُلْتُ والسَّـــائِلُ الليلــــيُّ يَرْقُبُنِي
والـــوِدُّ مَا بينَنَـا قَبْضٌ مِنَ الرِّيحِ

إلَيـــكَ عَنِّي فَشِعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي
فَهْيَ التي تَبْتَلِي وهيَ التي تُوحِي

وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً
حتَّـــى عبرتُ لهـا حُلمَ المَصَابِيِحِ

فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي
وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِي

مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي
ومَا عَلَـى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيحِـــــــي

ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ
ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ

قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنِي قَلَقِي
ومَنْزِلِي حَيثُمَا ألْقِي مَفاتيحِي

فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عندَ سيِّدَتِي
مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيحِ





رائعة هذه القصيدة ,
رحمه الله تعالى و أدخله فسيح جناته ,
لفتة جميلة منك أن تحيى ذكراه ,
بوركت .


الساعة الآن 10:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team