منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل كان السياب مرتزقا؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28494)

زينب عبدالله 04-15-2021 08:50 PM

هل كان السياب مرتزقا؟
 
أعرف أن المنازلة الشريفة تعني وجود خصمين ندين في يد كل منهما سلاحه ولذلك كنت أعجب دائما من الجلاد حامل السوط وأدوات العذاب، كيف يستطيع أن ينظر في عيني ضحيته الأعزب المكبل بالقهر، الآن أعجب بمن يشهر بإنسان طواه القبر ، لقد اتهم السياب بالارتزاق وبالنخاسة الثقافية وبالتنصل من ماضيه الشيوعي والعربي، وبالانسياق وراء يوسف الخال عراب الثقافة الغربية في المنطقة العربية( كما ثبت فيما بعد) من أجل مكاسب مادية رخيصة.
ونشرت مقاطع من رسائل السياب يتحدث فيها عن مودته للخال ولعائلته كما يتحدث فيها عن مرضه ووضعه المادي المتردي.
لا أدري لم حملت الصداقة بين السياب والخال معنى التذلل والتقرب!
من هو الأعلى مكانة شعرية، السياب أم الخال؟
دواوين من تلك التي اشتهرت وقصائد من التي استقرت في القلوب، أهي قصائد الخال أم قصائد السياب؟

لقد اتهم السياب في رسائله للخال بأنه مرتزق وأنه يزيف عواطفه، وإني أتساءل ما السلطة التي تحاكم الإنسان على صداقاته؟

لقد تأثر السياب بالرموز المسيحية" الصلب، المسيح، الحلجلة، اليعازر" وكتب قصيدة ( المسيح بعد الصلب) فهل فعل ذلك إرضاءً للخال؟

ياسَمِين الْحُمود 04-16-2021 08:18 AM

رد: هل كان السياب مرتزقا؟
 
لا أدري لم حملت الصداقة بين السياب والخال معنى التذلل والتقرب! من هو الأعلى مكانة شعرية، السياب أم الخال؟
دواوين من تلك التي اشتهرت وقصائد من التي استقرت في القلوب، أهي قصائد الخال أم قصائد السياب؟
السياب قامة شعرية عالية، لم يستطع الفقر ولا المرض أن يحط منها، بل لقد أثراها المرض بكل أوجاعه بهذا الحس الإنساني العميق، لقد رفد السياب الشعر العربي والإنساني بهذه التجربة الرائعة الموجعة التي تحفر القلب حفرا، فلم تكن العاهة في يوم من الأيام حائلا دون العبقرية، وأن يكون السياب مقعداً فهذا قضاء الله، ومن هو المعصوم من هذا القضاء يا زينب؟
وهذا لايعني أن الأدب والمؤسسات الثقافية لا تحتاجه فلعل أجل ما في تراثنا الثقافي آثار أبي العلاء المعري.

لقد اتهم السياب في رسائله للخال بأنه مرتزق وأنه يزيف عواطفه، وإني أتساءل ما السلطة التي تحاكم الإنسان على صداقاته؟
الصداقة يا زينب قائمة بين البشر، رغم اختلاف الانتماء الديني والطبقي والحزبي- الذي عرف فيما بعد- ولعلنا لا نزال نحفظ من قراءاتنا نصاً عباسياً عنوانه ( صداقة وشوق لابن العميد) وفيه يتحدث الكاتب عن محبته لصديقه وإعجابه بصفاته حتى بـ" خدايده" فهل نرمي ابن العميد بالشذوذ؟
الإنسان يحدث صديقه بهمومه المالية والصحية والعاطفية، ولا أعتقد أن هناك مقاييس محددة تملي على الإنسان ماذا يكتب لصديقه وكيف يحس نحوه ونحو أفراد عائلته!
وأن يسأل السياب الخال عن كتبه وخاصة ( الكتاب المقدس) ويعتبر هذا من باب " التملق" فإن كتب المثقف غالية عليه والكتاب المقدس تراث إنساني يحق للسياب كما لكل الناس أن يحرص على اقتنائه
.
لقد تأثر السياب بالرموز المسيحية" الصلب، المسيح، الحلجلة، اليعازر" وكتب قصيدة ( المسيح بعد الصلب) فهل فعل ذلك إرضاءً للخال؟
إن صح هذا فإننا سنجعل تأثره بالرموز اليونانية" ميدوز، أوليس، سربروس" إرضاء لأرسطو وأفلاطون، أما تنكر السياب لماضيه الماركسي والعروبي ومهاجمة رموزه ومقوماته وتبني أفكار( منظمة حرية الثقافة) من أجل مقابل مادي فهذه تحتاج إلى وقفة…
كان التنظيم الشيوعي أقدم من التنظيمات القومية، لذلك فقد جذب إليه الكثير من الشباب، والسياب المنحدر من أصل ريفي فقير وجد في الشيوعية ملاذه، ولكن عندما نضج الفكر القومي وظهرت الأحزاب القومية واشتعلت حركات التحرر العربية، اندفع السياب في هذا التيار منسجما مع ذاته ومع تراثه وتطلعاته، فغنى نضال المغرب العربي وتونس والجزائر وبورسعيد وفلسطين، و كانت رموزه عربية إسلامية، وكان الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) موجوداً في كل ثورة، وفي كل انتصار، والشعب الذي حاول المستعمرون أن يغربوه عن دينه وعن قوميته، عرف أن اله موجود في قلبه.

شكرا يازينب على هذا الطرح القيم رُغم أنه أول مشاركة لكِ
وهذا يُعطينا انطباع رائع لفكرك :30:



ثريا نبوي 04-16-2021 09:49 AM

رد: هل كان السياب مرتزقا؟
 
طرحٌ فِكريٌّ أدبيٌّ راقٍ قال الكثيرَ عن اهتماماتكِ وثقافتِكِ الشاسِعة أديبتنا أ. زينب
ومن الروعةِ بمكانٍ أنه فتح لنا خزائنَ المعرفةِ في تعقيبِ رائعتنا د. ياسمين
حقيقةً أسعدتماني وغمرتما قلبي بالدهشةِ العارمة
فقط أعقبُ على هذا السؤال:

لقد تأثر السياب بالرموز المسيحية" الصلب، المسيح، الحلجلة، اليعازر" وكتب قصيدة ( المسيح بعد الصلب) فهل فعل ذلك إرضاءً للخال؟
بغضِّ النظر عن التَّوجُّهِ أو القصد من وراء القصيدة -فلسنا مدعوِّينَ للتفتيشِ في المقاصِد - كما كانت محاكمُ التفتيش مع المُوريسكيينَ بعد ضياعِ الأندلس؛ وإنما يتعينُ على الشاعرِ او الأديبِ المُسلِمِ أن يبتعد عن الشبهاتِ فيما يكتُب؛ والشبهةُ هنا قائمةٌ في الكتابة الإبداعيةِ عن فِكرةِ "الصَّلْب" التي هي مُنافيةٌ لعقيدةِ المُسلِم.. لأن الأدبَ مَصدرٌ وركيزةٌ من ركائزِ نشرِ الفِكرة، يأثَمُ الكاتبُ بالترويجِ لها أو دعمِ صحّتِها

شرُفنا بكِ أديبتنا وباهتماماتك
بُستانُ وردٍ يليق

حامد العيسى 04-18-2021 01:14 PM

رد: هل كان السياب مرتزقا؟
 
السياب في انتمائه القومي ملتزم بالاشتراكية حذراً ومتطلعا
"إني شببت مع الجياع مع الملايين الفقيرة فعرفت أسراراً كثيرة كل اختلاجات القلوب وكل ألوان الدعاء"
ولأن السياب ملتزم فقد عانى في العهد الملكي الخوف والمطاردة وعرف الغربة في إيران والكويت وما هادن وما باع وما ارتزق وهو المحارب في لقمة عيشه وأمنه.
أحببت أن أشارك المبدعتين أستاذة زينب والدكتورة ياسمين

عبد الكريم الزين 04-19-2021 09:11 PM

رد: هل كان السياب مرتزقا؟
 
أختي المبدعة زينب.
أعجبني طرحك القيم فرغبت بالمشاركة، لعلي أدلي بدلوي رغم بساطته في ظل حضور قامات أدبية كبيرة في منتدى منابر.
السياب لم يكن مرتزقا.
السياب كان ببساطة إنسانا.
إنسانا بما كل ما تحمله الكلمة من معنى ، بالمحاسن والمثالب التي تتعاقب عليه بتعاقب فصول الحياة.
والحكم على الأدباء يكون على أدبهم بمعزل عن حياتهم الشخصية، إلا ما ارتبط منها بثمرات إبداعهم، فلا يمكن أن نصف المتنبي أشهر شعراء لغة الضاد بالمرتزق، لأنه كان يمدح حسب الطلب ومن أجل المال، وديك الجن الحمصي بالقاتل وسفاك الدماء لأنه قتل صديقه وحبيبته التي طالما تغنى في شعره بحبها، والأمثلة كثيرة لا مجال لسردها.

السياب كان ثائرا بشعره على الظلم، مرهف الإحساس لمعاناة أمته، مما جلب له العديد من المشاكل وضيق عليه في الرزق، وطلبه للمساعدة المادية ليس مما يقدح في جودة شعره.
كما أن انتقاله من تيار اليسار الشيوعي إلى القومية أمر طبيعي، في إطار تبلور وعيه السياسي وتغير ظروفه المعيشية.
وعلاقته بالخال والماغوط وأدونيس وغيرهم يجب أن ينظر إليها في إطار أدبي، وكل ما قيل وسيقال في حق السياب لن يحجب سطوع نجمه الأدبي في قمة الشعر العربي الحديث.

ولا زلنا إلى حد هذه الساعة نتنشق عطر العراق ونهيم بنخيله مع قصائد السياب:
يا لَيل ضمَّخكَ العِراقْ
بعَبيرِ تربتهِ و هدأةِ مائهِ بينَ النخيلِ
إنِّي أُحُسك في الكويت و أنتَ تُثقل بالأغاني و الهديل
(من قصيدة إقبال والليل- بدر شاكر السياب)

ثريا نبوي 04-21-2021 12:46 PM

رد: هل كان السياب مرتزقا؟
 
حيّاكم الله أيها الرفاق
عُدتُ لأضيفَ معلومةً جميلةً عن السيابِ في ضوءِ ما قيل إنصافًا لسيرتِهِ وأدبِهِ وانتماءاتِه السامقة؛ وتتعلقُ بأمانتِهِ الأدبيةِ الراقيةِ وضميرِهِ القُدوة -إن جاز التعبير - حين سُئِلَ إن كان هو مَن غيّرَ قوالب الشعرِ العربيّ، وأسس لمنهجِ التفعيليّ، فقال لا، وردّ الفضلَ لأهلِه.
بينما قيلَ إن نازكَ الملائكةِ سُئلَتْ فصمتتْ؛ ولكي لا أظلمَها أُردِف: واللهُ أعلم!
ومعروفٌ لكل باحثٍ عن الحقيقة أن أحمد علي باكثير هو مؤسسُ الشعر الحُرّ
وإن التبس الأمرُ على الكثير منا في الوسط الأدبيّ.

وليس السّيابُ أولَ شاعرٍ يُظلَمُ بالنبشِ في خصوصياتِه وحياتِهِ الاجتماعية، في خَلطٍ مُتعَمَّدٍ لتشويهِ تراثهِ الأدبي؛ فقد ظُلِم د. مُحمد أبو دومة ووُصِفَ بالسِّكّير، وطُعِنَ في عقيدةِ أمل دُنقُل عندما استهلَّ قصيدته "سبارتاكوس" بقولِهِ:
(المجدُ للشيطانِ معبودِ الرياح)...
وقد دافعتُ عنه ما استطعتُ في مقالةٍ نقديةٍ منشورةٍ على النت.

وكما قال أ. متابع، وما أبدعها مِن قاعدةٍ للتقييم:
[الحكم على الأدباء يكون على أدبهم بمعزل عن حياتهم الشخصية]

تحياتي لكم جميعًا


الساعة الآن 08:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team