رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

أحيانا يغتالني صمت مفاجئ، يحملني إلى حيث أروقة الصمت مزركشة بفسيفساء الكلام الخجلى،
تسّاقط من زواياها قطرات أحزان، وبعض الضحكات المنسية منذ عصور الفرح الأولى..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

أحيانا..
أسألني وأحاورني حول سر اكتمال أنصبة الحزن في كل جلسة غير مكتملة بين قلبي ومندوب الحقيقة الذي يزور يقيني كلما يفيض نهر نهر الظنون المرتبكة..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

وأرسم بعض العصافير الصغيرة، تتعلق بأحبال الضوء على نوافذ الأمل،
تشاكسها فراشات خرجت لتوها من شرنقات الخوف،
والبحر هناك.. كما هو،
يستمر في مشواره الأبدي،
غير آبهٍ باحتمالات سقوط العصافير على وجهه..
ولا مهتم بهرولة النهر إلى صدره!

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

ما زلت
أسمي البحر العجوز الحكيم!
هذا الذي ما ملّ الذهاب إلى حيث تموت الأحلام وتولد..
هذا الذي يشهد على كل الأحداث، ويراقب كل الأنفاس..
يحمل في جعبته أسرار الغياب، وأحلام العودة..
الراقص على صدى ترانيم الماء..
هذا البحر.. أطلق للقلب نداءه، فكان علينا واجب الإصغاء!

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

عنيدةٌ أنا..
كنت وما أزال..
لكني بنت الماء التي عمدتها غيمة ماطرة.. في قلب نيسان، ثم ضمتها ضحكة شمسه البرتقالية..
أخواتي فراشاتٌ وأزاهير..
وشجرة ورد أبيض، زرعها أبي على باب البيت يوم نطقت أولى كلماتي، ولا أدري لم يصر أبي أنها كانت (حِبك)!
، لكني دوما صدقتُ أبي..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

وكان الغدير الذي تجري حكاياته مساء وصباحا تحت نافذتي رفيق الدرب..
كان الغدير أخي وكم لهونا معا..
كم شاكسته بحصوات صغيرة، وكان يدهشني بدوائر ابتساماته المتوالية..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

هذي الطفلة.. ما تزال تحيك للنهار ثوب البرتقال، وللمساء شال النجوم..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

وما تزال تنتظر بشائر المطر على نافذة الحنين، ترسم الطريق اشتياقا لقوافله العائدة من رحلة الغياب خلف الخطوط والمدارات..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

يمر الوقت..
تمارس الفراشات إدمانها المتكرر، وتراقص اللهب في دوائر الاحتراق..
تسافر الغيمات من جديد، خلف المدارات.. وتغادر الأفق الذي يعرفنا..

رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
 

تموت الأزاهير وتطلق أرواحها في الهواء، لتولد من جديد في أرض غير أرضنا..
ثم..
يعود الماء الذي لم يخلف وعدا، يعود بكامل أحلامه الحقيقية،
يرش على وجه الأرض أنفاس الحياة،
فتعود الطفلة التي أعرفها تمارس هوايتها، وغوايتها..
تراقص دموع الغيمات الحزينة، وتومئ للبحر بعينها العسلية..