منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ماذا لو؟؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1355)

أريج أحمد 09-18-2010 05:53 AM

ماذا لو؟؟
 
هنا في أرض من أراضي الله هبت عاصفة أثرت على حياة الكثيرين وقلبتها رأسا على عقب في مدينة ما في ما مكان ما....... لايهم المكان ولا الزمان ولا من هم أبطال هذه العاصفة أو ضحاياها بقدر مايهم ماهو الحدث وكيف حدث وماذا خلف وراءه. عاصفة أجارنا الله وإياكم منها كسرت البيوت وجعلت السيارات الفارهه حطاما (حتى قطع غيارها لايمكن أن تستغل بها مستهلك في دولة نامية إذا كنت بنشري شاطر) مطاعم أغلقت, مدارس شدت عليها العاصفة غضبها فأحترقت وبقيت بنيانها تدل على أثر بعد عين. كل هذا حدث في مدينة واحدة لكن الله أحب جزاء منها وسخط على الأخر والحمدلله كنت في الجزء الذي حماه الله عزوجل. مع شكري وحمدي لنعمة الله لكني مارأفت بنفسي فكريات الفضول في دمي أشعلت سعيرها و تحركت إلى أن دفعتني للخروج من منزلي على الرغم من كل التحذيرات التي بثتها الإذاعة والتلفزيون ( وأزعجنا بها عشاق الفيس بوك). عزيزي القارئ لحظة أرجوك تذكر أنه الفضول قادني لخارج منزلي وليست شجاعة عنتريه في محاولة للإنتصار على عاصفة (تأكلني أنا والأخضر واليابس معا) . خرجت عند بابي وترددت كثير كان الخوف مازال يراودني كيف أفعل لو تعطلت سيارتي ؟ بمن أستنجد في ساعات من بداية الليل؟ لكن دار في رأسي العنيد فكرة أعقلها وتوكل وجمعت قواي وفي محاولة ناجحة وصلت ليسارتي في موقف يبعد عن منزلي قليلا. كانت الرياح تلعب بحقيبتي وأنا أقسم أني لن أتركها تطير مهما كان السبب ( لأن رخصتي تنام في سبات عميق أبعد الله عنه المرور والمخالفات المرورية التي تضطرك لأن تدفع تحويشة العمر). هذا أنا في سيارتي قررت أن أدير محركها وأذهب لأطلع على الجزء الذي لم يكن محظوظا في تلك المدينة. بدأت أبتعد عن بيتي قليلا وقليلا إلى أن ابتعدت كثيرا وفجأة بدون إنذار قررت فكرة مجنونة أن تسكن رأسي وبدأ الجوع يدعم الفكرة!!! لما لا أذهب إلى المطعم الفلاني؟ يرد صوت خفي ...لا لا لا لا هذا المطعم في شارع أهلكته العاصفة وكل ماأريده الليله فقط أن أرى من بعيد ذلك الجزء المعذب... لاأستطيع أن أذهب .... جذبتني فكرة وأخرى إلى أن فاز الجوع بالرهان وعقلتها أيضا وتوكلت. هنا تبدأ الحكاية, في اللحظة الأولى التي وصلت فيها لذلك الشارع كان هناك شئ مختلف غير الأبنية المحطمة والسيارات التي ملأت الطريق. أستغرقت ستين ثانية لأفكر ماهو ذلك الشئ المختلف. لك ياقارئ الكريم أن تعرف أن في هذه الدقيقة عشرات السيارات خلفي كانت ترجو مني أن أتحرك وإلا أخذوا قرارا أندم عليه أنا!!!!!
فهمت ... لما لم أستطيع المرور لأن الإشارة أمامي كانت معطلة فالكهرباء بطبيعة الحال فقدت وظلت السيارات تسير على ماأودعه الله في عقول راكبيها من ذاكرة تسعفهم في تذكر من له الأولوية في السير. لم أشعر أن هناك خطأ ما فالجميع كان يعرف مايجب أن يكون (وكأن الإشارة ذهبت في إجازة مرضية فتعايشوا مع غيابها)
كل هذا لم يحزنني ولا أزعجني ولا أثار خيالي الذي أنتج فيلم ( أكشن ) في دقيقة واحدة
لم تحزني كثيرا الإشارة ولا أنها فقدت نورها كشباب العمر الذي ينطفي في وقت نكون في أمس الحاجة له. ولم يزعجني أن سائقوا العربات خلفي كانوا سيجعلوني عبرة إن لم أحرك سيارتي وأتعايش مع حقيقة الحدث وأسير. أكملوا طريقهم و كأن هناك ألف إشارة أمامهم تنبئهم بأي اتجاه يجب أن يذهبوا له -لم يكونوا مثلي فقد تصورت بأن الإشارة المرورية تعرف مالم أحط به علما!!! لأبد أنهم يعرفون سياسية التعايش مع الواقع مهما كان مرا بدلا من جعله مأساويا ويفقدوا كل شئ مع الإشارة!!!!!
. ماأزعجني وأثار غضب ذهني علي هو سؤال وحيد غير برئ في مضمونه ألا وهو( ماذا لو) ؟؟ ماذا لو أن ماحدث كان في بلاد من بلادنا؟ ليس العاصفة طبعا ولا الزلازل معاذ الله فهذا أكثر من مايستطيع خيالي تصور نتائجه. ماذا لو أن الإشارة حلفت أن لاتضئ بعدها أبدا؟
منذ البارحة ومنذ عدت لبيتي الصغير وأنا اسأل نفسي ماذا لو؟؟ ماذا لو؟؟

علي بن حسن الزهراني 09-18-2010 12:14 PM

العزيزة أريج..
ماذا لو...؟!
هنا استفهام تقريري !
ولعل إجابتي عليه لن تكون مرضية لبلدان اعتاد كثير من شعوبها على همجية اللحظة والموقف، وعنفوان التفاخر بالمعصية والمجاهرة بها، وأذهب فيما ذهب إليه أهل النهى بأن قطع الإشارة معصية، بل أن هناك من حرم قطعها شرعا؛ لأن فيه إزهاق للنفس وأرواح الآخرين..
يا سيدتي..
ماذا لو تعطلت الإشارة؟!
ماذا لو كنا في زحام؟!
ماذا لو تعرضت بلداننا لزلازل وبراكين؟!
ماذا لو شبت حريق؟!
ماذا لو رأينا حوادث على الطريق؟!
ماذا لو نشبت حروب؟!
ستكون الإجابة باختصار لطيف(أظنه أنه لطيف!):
نحن شعوب نفتقد كثيرا كثيرا لثقافة التعامل مع اللحظة والموقف !!
حتى لو كان سؤالك:
ماذا لو سقط المطر؟!
سأقول لك بأننا، أيضا، همجيون حتى في ذلك !
تقديري.
أبو أسامة

ناريمان الشريف 09-18-2010 12:53 PM

عزيزتي أريج
سلام الله عليك

يسعدني أن أقرأ لك .. فأهلاً بك بيننا في منابر
ماذا لو ؟!
.. سؤال يتردد في أذهاننا كثيراً

وما قرأته هنا هو أشبه بيوميات مثيرة ..
لقلمك الاحترام .. أتمنى لك التوفيق



تحية ... ناريمان

عبدالسلام حمزة 09-18-2010 01:53 PM



الكاتبة أريج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا لو ؟

نسأل الله العافية , فعافيته أوسع لنا

شكرا ً لك على المقال الجميل


الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team