منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   من أين تأتينا الأفكار؟؟! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7408)

أحمد الورّاق 12-06-2011 06:41 PM

من أين تأتينا الأفكار؟؟!
 
تحية طيبة لكم جميعاً ..
يسرني مشاركتكم في هذا المنتدى الجميل ..

العضو خالد (من منتدى طبيعي) يسأل :

اقتباس:

طابت اوقاتكم .


قد يفتخر الإنسان بذكائه وهذا من حقه ، وقد ينتفع الناس من ثمار عقله . تتحسن احول الناس مع ارتفاع مستوى وعيهم وإدراكهم للعوائق الفكرية والنفسية التي اكتسبوها من التربية أو تجاربهم الفاشلة أو المؤلمة التي كانت نتيجة فهمهم للمحيط والأحداث . لكن الإنسان بطبيعته لا يريد إلا الخير لنفسه ، ويحاول ما استطاع تجنب الشر فعله أو عيشه ، وليس له لتجنب الشر إلا عقله وتفكيره .
والسؤال هو : من أين تاتينا الأفكار ؟



شكرا



العزيز خالد ..

الأفكار هي حركة العقل الباحث عن حل لمشكلة في الداخل . هذا في الأساس ، فربما طَلب منا أحد أن نفكّر أو اقتضى موقف ما ذلك ، هذا الدافع ليس ذاتياً وإنما خارجي ولكنه يُحرّك دوافع ذاتية لأجله ، فلو لم يفكّر الموظّف في عمله وينفّذ العمليات العقلية المطلوبة من رؤسائه ، لسُرّح من العمل ، وهذا يُحرّك فيه الدوافع الداخلية التي تتعلّق بالجوع والاعتبارات الاجتماعي .. إلخ ، إذاً فأساس التفكير بشكل عام هو ذاتي ، سواء كان الدافع مباشراً أو غير مباشر .

وكل حاجات الشعور الإنساني الكثيرة بشكل عام تبحث عن الخير، وليس الخير فقط لأنفسنا كما قلت ، بل الخير والحق والجمال مطلقاً ولذاتها ، لنا ولغيرنا .. أرأيت الذي يساعد أحداً بدافع الرحمة ولا يستفيد من وراء مساعدته شيئاً ؟ هل هو يبحث عن الخير لنفسه الآن ؟! .. لا .. لأنه يخدم الخير أساساً ، لكي يحق الخير كحقّ ، ويبعد الشر كشرّ .

وهذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل ، لأنه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي ..

دوافع الإنسان في الأساس هي لأجل الخير ، سواءً لمصلحة الإنسان أو ضد مصلحته ، أرأيت الذي يضحيّ بوقته أو ماله أو نفسه من أجل الفضيلة ؟ .. إذاً دوافعنا تريد الخير وأن ينتصر على الشر على ظهر الأرض ، دوافعنا ترى أننا أفراداً مثل غيرنا دون محاباة لنا ، فمن حق غيرنا أن ينالهم الخير ، ومن ضمنهم نحن أيضاً .. لهذا نتعذّب كل مرة عندما نُدرك أننا أنانيّون ؛ لأننا منعنا الخير عن الغير .

فالعقل بوسائله يبحث عن حل للمشكلات التي يعرضها برلمان الشعور ، كلما أحضر العقل حلاً عرضه على الشعور، وإذا لم يقبله الشعور تُعاد المعاملة مرة أخرى إلى العقل ، فإن جاء العقل بجديد فسيطالبه الشعور بالكمال ، وهذا ما يسمى بالعقل التطوير أو الديالكتيك . وإذا لم يأت العقل بأي جواب ، فإن السؤال يظل مطروحاً ومعلّقاً يدور في الرأس مع غيره من الأسئلة التي تدور معه بشكل مستمر ومزعج ، وهذا ما يسميه الناس أفكاراً مزعجة ؛ لأنها في الحقيقة أسئلة مزعجة – أي أنها طلبات - لم يقدّم العقل لها جواباً شافياً ..
وهذه الحالة تشبه حالة الملحد المضطر (الذي حار لم يجد جواباً) وليس المختار (الذي اختار الإلحاد بدون تثبت ولا تساؤلات) ، فتجده (الملحد المضطر) يعاني من زحمة الأسئلة التي تزعجه وتنغّص عليه حياته ، ويقول : بحثت في الدين ولم أجد ، وفي الفكر الآخر فلم أجد ، وهكذا ..

أما الملحد المختار فهو يبحث عما يؤيد اختياره ، ويتغاضى عمّا يعارضه ، فهو ليس باحثاً حقيقياً ، بل هو مختار ويبحث عن ما يؤيده ..

إذا ً مصدر الأفكار كما تفضلت أنت هو من دواخلنا ، والعقل يحاول أن يُجيب ، فإما أن يأتي بجواب شافي فينتهي التفكير في هذا الجانب ، أو يأتي بجزئية فيطلب الشعور التكميل ، أو ألا يستطيع العقل أن يجيب فيظل السؤال معلّقاً مع طرح البدائل المرفوضة ، والاستمرار في طرحها على الشعور وهو يرفضها ..

مثل من يحاول إقناع نفسه بفكرة ما وهو يرفضها من الداخل ، لأسباب : إما أنه أوهِم بحقيقتها أو قيل له أن هذا هو العلم ، كما يحصل في ضغط الداروينيين على أنفسهم لقبول نظرية داروين بحجة العلم ، أو ضغط بعض الدينيين على أنفسهم بحجة الدين وعقاب المخالف ، أو بأية حجة أخرى .

ففي مثل هذه الحالة يعاني الشخص من التفكير المزعج ، وهو في أساسه أسئلة كما قلت ، والأسئلة مبنية على حاجات في الشعور الإنساني ، الذي هو أساس الإنسان ، وليس العقل ، فالعقل خادم لهذا الشعور ..
مثل أن يعطش الإنسان فيفتش العقل عن مصدر للماء ، فإذا وجد الماء عَرَضَه على الشعور عن طريق الحواس ، فإن لم يعجبه منظر الإناء أو وجد فيه قذى فربما يرفضه ، أو يقول : أبحث عن ماء أفضل من هذا .. فيستعمل العقل وسائله الداخلية والخارجية والوسطى ..

فالوسائل الداخلية مثل الذاكرة ، فيتذكر مثلاً أن هناك مكاناً يُباع فيه الماء النقي ..

أو يستعمل الوسائل الخارجية كأن يبحث بعينيه عن مكان أو محل ، والوسائل الخارجية ذاتية أو غيريّة ، كأن يسأل غيره أو يبحث في معلومات مكتوبة أو عناوين ..

أو يستعمل الوسائل الوسطى مثل التداعيات ، بحيث يقع بصره على شيء يذكّره بشيء آخر موجود في ذاكرته عن طريق التشابه أو الضديّة ، فما رآه هو شيء خارجي ذكّرَهُ بشيء داخلي في ذاكرته ..

التفكير إرادي أو لا إرادي ، التركيز هو التفكير الإرادي ، أما التداعيات فهي تفكير لا إرادي .. فقد تجد نفسك حصلت على حلٍ لمشكلة ما رغم أنك لم تُرد التفكير الإرادي فيها (أو التركيز عليها) ! ..

وبهذه التداعيات يحمي الشعور نفسه من التركيز على المشاعر المؤلمة ، فالتداعي يحرّك الإنسان حتى لا يظل تحت أسر شعور واحد . افترض مثلاً شعور الحزن ، فلو استمر الإنسان عليه ولم يعمل التداعي (أو التفكير اللاإرادي) فلربما مات الإنسان من الهم .

هذا وتقبلوا خالص تحياتي ..

ايوب صابر 12-06-2011 08:59 PM

توليد الافكار هي احد وظائف الدماغ.

محمد عبدالرازق عمران 12-07-2011 05:09 PM

* العقل .. هو اكثر الأشياء عدلا في القسمة بين بني البشر .
[justify]* أحمد الورّاق .. أهلا وسهلا بك في منبر الحوارات وشكرا لك لقيامك بنقل هذا السؤآل الطيب وكذلك لردّك على المتسائل بهذا الخصوص وأتمنى أن تساهم معنا بالمزيد من مثل هذه المشاركات القيّمة .. وأمّا عن مساهمتي بالسؤآل المطروح فهي كالآتي : [/justify]
[justify]* لا أتفق معك في أن التفكير هو عبارة عن حركة العقل الباحث عن حلّ لمشكلة في الداخل .. بل أنني اذهب إلى أن التفكير هو حركة للعقل تبحث عن حلّ لمشكلة في الخارج حتى ولو كانت نتائجها في بعض الأحيان داخلية .. إذ حسب معلوماتي هو أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء وهذا ينفي عن الفكر الأفكار والمثيرات الداخلية .. وبالتالي من خلال ما تنقشه الوراثة والتربية والبيئة المحيطة بهذا الإنسان في صفحته البيضاء تتشكل لديه منظومة خاصة من الأفكار تبلور فيما بعد أسلوبه وطريقته في التفكير ومن ثم يبدأ بتطبيق ما حصل عليه من هذه المصادر في حلّ المثيرات أو المشاكل التي تعرض له في محيطه .. ولهذا يختلف البشر من شخص لآخر في وضع الحلول الممكنة لنفس المشكلة التي تعرض على مجموعة من الأشخاص .. إذ ترى حلولا مختلفة بالرغم من أن المشكلة واحدة .. وعليه تصبح إجابتي للسؤآل : أن الوراثة والبيئة والتربية هي التي تنقش قوانينها فيما بعد على الإستعداد الفطري الذي يولد به كل إنسان على قدم المساواة مع غيره ويسميه العلماء ( الصفحة البيضاء ) .. أعني أننا نولد جميعا بنفس الخاصية المسماة العقل ؛ وفيما بعد تأتينا الأفكار من الخارج بواسطة العوامل المذكورة ( البيئة ، الوراثة ، التربية ) , وهذا ما يفسّر الإختلافات بين الناس في علمهم وعملهم .. مشاركة قيّمة .. شكرا لك .. مودتي . [/justify]

أحمد الورّاق 12-09-2011 09:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالرازق عمران (المشاركة 98577)
* العقل .. هو اكثر الأشياء عدلا في القسمة بين بني البشر .
[justify]* أحمد الورّاق .. أهلا وسهلا بك في منبر الحوارات وشكرا لك لقيامك بنقل هذا السؤآل الطيب وكذلك لردّك على المتسائل بهذا الخصوص وأتمنى أن تساهم معنا بالمزيد من مثل هذه المشاركات القيّمة .. وأمّا عن مساهمتي بالسؤآل المطروح فهي كالآتي : [/justify]
[justify]* لا أتفق معك في أن التفكير هو عبارة عن حركة العقل الباحث عن حلّ لمشكلة في الداخل .. بل أنني اذهب إلى أن التفكير هو حركة للعقل تبحث عن حلّ لمشكلة في الخارج حتى ولو كانت نتائجها في بعض الأحيان داخلية .. إذ حسب معلوماتي هو أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء وهذا ينفي عن الفكر الأفكار والمثيرات الداخلية .. وبالتالي من خلال ما تنقشه الوراثة والتربية والبيئة المحيطة بهذا الإنسان في صفحته البيضاء تتشكل لديه منظومة خاصة من الأفكار تبلور فيما بعد أسلوبه وطريقته في التفكير ومن ثم يبدأ بتطبيق ما حصل عليه من هذه المصادر في حلّ المثيرات أو المشاكل التي تعرض له في محيطه .. ولهذا يختلف البشر من شخص لآخر في وضع الحلول الممكنة لنفس المشكلة التي تعرض على مجموعة من الأشخاص .. إذ ترى حلولا مختلفة بالرغم من أن المشكلة واحدة .. وعليه تصبح إجابتي للسؤآل : أن الوراثة والبيئة والتربية هي التي تنقش قوانينها فيما بعد على الإستعداد الفطري الذي يولد به كل إنسان على قدم المساواة مع غيره ويسميه العلماء ( الصفحة البيضاء ) .. أعني أننا نولد جميعا بنفس الخاصية المسماة العقل ؛ وفيما بعد تأتينا الأفكار من الخارج بواسطة العوامل المذكورة ( البيئة ، الوراثة ، التربية ) , وهذا ما يفسّر الإختلافات بين الناس في علمهم وعملهم .. مشاركة قيّمة .. شكرا لك .. مودتي . [/justify]

احترامي و شكري على ترحيبك الطيب ..

ولكن كل الكلام الذي نقلته عن الثقافة الغربية ونظرتها للإنسان ، كله خطأ من وجهة نظري .. وأرجو الا تغضب مني شخصيا ، فأنا أرد على تلك الافكار المتعسفة لخدمة أيديولوجية مادية سقيمة لا تعبر عن الإنسان وتختزله بالمادة وقوانين المادة ، مع أن قوانينه معاكسة لقوانين المادة تماماً ، وتخدم اهواء ومصالحا في الغرب .. واستطاعت ان تفرض نفسها على الساحة ليس الا ..

ليس الانسان يولد صفحة بيضاء ، كما قال جون لوك وليس أنت .. و رددتها بعده .. بل انه عقل الانسان وذاكرته هي التي تكون صفحة بيضاء من المعلومات المادية وليست الشعورية التي لا تزيد ولا تنقص منذ ولادته حتى مماته والتي لا تضاف ولا تحذف أيضا .. فكيف يكون صفحة بيضاء وهو يقدر قيمة الامن ، ويقدر قيمة الحنان ، ويخاف ، ويملّ ، ويكره، ويحب ؟؟ هل هذه نقشت فيما بعد على الصفحة البيضاء ؟

الطفل يكره الاهانة كما يكرهها الكبير تماما .. الطفل يحب الوئام والالفة كما يحبها الكبير ايضا .. اذا كل ما في الكبير موجود في الصغير ، اذا استثنينا العقل المرتبط بالمادة والعالم الخارجي ، والذي يتعلمه الصغير شيئا فشيئا ..

انت تتحدث عن اختلاف الناس : ألا ترى ان اختلافهم دائما يتمحور حول ثنائية ؟ نعم قد يوجد اكثر من ثنائية ، لكن اذا استمر الجميع في الحوار الا ترى ان الجميع يتمحورون حول قطبين في الاخير ؟ انظر في السياسة مثلا في الدول الديموقراطية ، المجال مفتوح لتكوين الاحزاب الى حد كبير .. لكن من يتداول السلطة ؟ تجدهم في الغالب حزبان .. اين التعددية والخلافات المتنوعة ؟

الجمهور الرياضي متنوع في بداية كاس العالم ، ولكنه ينقسم الى جمهورين في الاخير .. فاين التعددية ؟ لماذا لم يستمر مشجعي الفرق الاخرى على تشجيع فرقهم والتوقف عندها ؟

لماذا مراكز القوة العسكرية في العالم تتمحور حول قطبين ؟ واذا ضعفت احدى القوتين قالوا ان هناك اختلال في موازين القوى وظهر فراغ يـُحتاج إلى ملئه ..

لماذا قامت الحروب العالمية على قطبين ؟ اين التعددية ؟

ولماذا هناك شيء اسمه خير وشيء اسمه شر ؟ ولا يوجد شيء ثالث ؟ لو كانت البيئة والظروف والتربية هي المؤثرة فقط كما تقول ، و نعلم ان الظروف متنوعة ، لما وجدت الثنائيات ابدا .. اليس كذلك ؟ اذا ليست التربية والظروف هي المؤثرة .. بدليل النزعة الى الثنائية والاستقطاب كقانون مستمر ، وعلى مر العصور ..

اذا اريد حسم اي موضوع يكون الاتجاه الى الثنائية وليس الى التعددية .. كما يفعل البرلمان من خلال التصويت : مع أو ضد ..

لماذا توجد دائما في الحكومات حمائم و صقور في كل قضية ؟ اين التنوع ؟ اين بقية الطيور ؟

الظروف اكثر من ثنائية ، فلماذا يتجه الناس الى الثنائية ؟ الخير والشر مثلا ، لا نجد الظروف تتحكم في اختيارهما ، فأحد يعامل معاملة سيئة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة سيئة ويكون خيّرا احيانا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون سيئا ، وأحد يعامل معاملة حسنة ويكون حسنا أيضا .. وفي نفس الظروف .. اذا الاختيار بين ثنائية الخير والشر والحمائم والصقور اختيار حر .

تجد البلد يمر بنفس الظروف ، وتجد البلد واعضاء القيادة ينقسمون بين حمائم وصقور مع انهم يمرون بنفس الظروف . لماذا لم يكن رايهم واحدا ، ما دامت الظروف هي المؤثر الوحيد والفعال ؟؟

الجميع يعلم ان جنديا مثلا ، يصل الى معسكر الاعداء ، سيعلم ان منهم من عامله بقسوة ، ومنهم من عامله بلطف ، مع انه عدو لهم جميعا ! في كل لجنة قضائية او غيرها ، كل متهم يعلم ان بعض الاعضاء تتجسد فيهم القسوة وبعضهم تتجسد فيه الطيبة ، فلماذا هذه الثنائية مستمرة في كل شيء وفي كل مكان ؟

هل نقول ان ظروفهم هي التي جعلتهم يختلفون ؟ لكن ظروفهم متنوعة بينما هم اختلفوا على شكل ثنائية حمائم وصقور !! فما السبب ؟

لا اعرف سببا الا الاختيار الحر بين قطبين .. قطب الحقيقة وقطب الانانية .. وقد يحصل الانتقال بين القطبين ، ولكن باختيار حر ايضا .. فلا شأن للظروف في هذا الموضوع .. (قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) .. هنا اختيار حر .. ولا احد يزكي نفسه بدافع الظروف ولا احد يدسي نفسه بدافع الظروف ايضا ..

-وربنا يجعل في طريقك اولاد الحلال .. ويبعدك عن اولاد الحرام -.. ثنائية يعرفها العوام ..

لو كانت المسالة متوقفة على الظروف والبيئة والتربية فقط ، اذا لأمكن تهيئة مجموعة من الأفراد كي يكونوا على ما نرغب به من أفكار وتوجهات من مثل الامن العالمي والسلام ، او السوبرمان النتشوي مثلا ، وطالما ان هذا لا يمكن تطبيقه ، اذا هو غير علمي ، ويبقى وجهة نظر تخدم ايديولوجية مادية ، لكنها نظرة مهينة للانسان ، وتحتقر ذاتيته واختياره الحر وتجعله كالكاس افارغ الذي يعكس ما يملأ به فقط ، أو كالكمبيوتر الذي نبرمجه كما نشاء .. وهذه نظرة مهينة للانسان يقدمها الفكر الغربي المادي مع مجموعة من الافكار الاخرى المهينة ..

تحية ..

محمد عبدالرازق عمران 12-09-2011 03:02 PM

[justify]* حسنا يا صديقي لا تغضب .. فأساس الفكرة والموضوع هو أننا نبحث عن كيفية حدوث الأفكار .. وقلت أنت أن الأفكار تأتي من الداخل مثل ما يذهب إفلاطون قديما .. وقلت أنا أنها تأتي من الخارج مثل ما يذهب جون لوك حديثا .. وسقت معلومات للتدليل على ذلك قلت أنني اسوقها بحسب معلوماتي ولم أدعيها .. هذا هو صلب الموضوع .. فلا تخرج بنا عن موضوع النقاش ، فإن كانت لديك أدلة تؤكد ما ذهبت إليه أنت وتدحض ما ذهبت إليه أنا فهاتها بشئ من الإحترام للآخر ولرأيه ودون خروج عن الموضوع المطروح حتى لا نتوجه لمناقشات عقيمة لا محل لها .. تقديري .. مودتي .[/justify]

إلهام مصباح 12-11-2011 11:56 AM

. تأتى الأفكارمن حياتنا اليومية..من تجاربنا ،ماعشناه وسنعيشه،ماقرأناه،ماسمعناه...
برأيي أن كل شئ داخلي عليه أن يتأثر بالخارج!
لانستطيع القول أننا استوحينا الفكرة من الداخل فقط.لماذا؟لأننا ومن الطبيعي أن نكون على دراية بها من الخارج.
كيف؟
الطائره مثلا ، استوحى العالم فكرتها من الخارج.
مايفكر فيه الإنسان وما يستوحيه من أفكار وتجارب لابد أن يكون للخارج فيه نصيب

.إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة وهذا لاشك فيه،وطبيعته تحتم عليه أن يستوحي الأفكار ولايستطيع أن يطورها ويستوحيها إلا من الخارج.

دمتم بخير

هوازن البدر 12-11-2011 08:11 PM

تأتينا الأفكار بما تحثنا به ِ الروح ..ومنه يأتي التفكير بالفكرة ...
ولكن .. هل هناك حرية في طرح الأفكار ؟؟؟
هو رد أولي ... ولي عودة ...
موضوع جميل ...
الهوازن

ايوب صابر 12-11-2011 10:06 PM

العقل هو ماكنة انتاج الافكار الكامنة في مخازن المعرفة التي تولد مع الانسان

اتصور ان من يعتقد بان الافكار تأتي من الخارج وان الانسان يولد صحفة بيضاء يستهين بهذه الماكنة العجيبة لا محدودة القوة التي تنتج الافكار اذا ما توفرت الوسيلة و وسيلة الفكر هي اللغة...

لكن الافكار موجودة في مخازن المعرفة التي تولد مع الانسان والاحتكاك مع العالم الخارجي يقوم على ايقاظ الافكار خاصة في ظل وجود لغة.... فحتى حينما نفكر بصمت نحن نستخدم اللغة في التفكير.

كذلك ليس للروح دخل في الافكار لا بل ان الافكار هي نتاج ماكنة العقل فهذه وظيفة العقل، وحتما الانسان لا يولد صفحة بيضاء والدليل على ذلك...نحن ندهش احيانا من قدرة الطفل وندهش مما يقوله ويفعله وعلى افتراض ان الطفل جاهل... ولكن يبدو ومن خلال الملاحظة ان الانسان يصبح جاهل بسبب الاساليب التربوية والممنوعات التي تقيد التفكير... وهذه الاطر التي تقيد التفكير يكون مركزها الانا العليا وتكون ضرورية احيانا لتحفظ توازن الانسان لكنه يسيء استخدامها كونها تتحول الى قيود تحد من حرية التفكير وتوليد الافكار....

والافكار تسبق المخرجات اي ان فكرة الطائرة تأتي اولا ثم يقوم الانسان على ترجمة الفكرة الى مخرجات مجسدة فكيف اذا نقول ان الافكار تتأثر بالخارج.. بل ان الافكار هي التي تجعل الخارج على ما هو عليه..ولو ان العقل غير قادر على توليد الافكار لما حصل تقدم او تغير وظل العالم على ما هو عليه...

ان العقل الباطن خلاق بطبيعته ولديه القدرة على توليد الافكار من خلال قدرته الخلاقة...صحيح ان هناك عوامل تساهم في تنشط قدرة العقل على الخلق وذلك يتم من خلال زيادة نسبة الطاقة في الدماغ فتتسارع الافكار وتكون اكثر قدرة واعجاز وابداع ومن هذه العوامل بل هو اهمها مصيبة الموت ( اليتم مثلا )، نلاحظ مثلا ان اي انسان مبدع يكون على مستوى معين من الانتاج الابداعي ( اي انتاج الافكار ) لكن اذا ما اصابته مصيبة الموت لقريب او حبيب يبدأ عقله فورا بإنتاج الافكار بتسارع عجيب لا سابق له.

كذلك نعرف ان العقل البشري توصل حديثا الى اساليب تساعد على دفع العقل للتفكير بصورة اكثر ابداعية فمثلا يلجأ مدراء الشركات الى ما يسمى بحلقات العصف الذهني Brain storming حيث تشترك مجموعة في طرح مشكله ومحاولة ايجاد حلول لها ، وتكون النتيجة ان المشاركة تؤدي الى نتائج ابداعية عجيبة حيث تولد افكار ما كان يمكن ان تولد لو ظل عقل فرد لوحده يحاول ايجاد حل للمشكلة المطروحة.

كل هذا يشير الى ان العقل بذاته لدية القدرة على توليد الافكار من خلال قدرته الخلاقة والافكار لا تأتي من الخارج.

إلهام مصباح 12-12-2011 11:41 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقل يستنبط الأفكار ويستوحيها ويطورها هذه مسلمه لا شك فيها.
ولكن إستنادا إلى عوامل كثيره أهمها الخارجيه،نحن لانستطيع القول أن الفكرة تأتينا داخليا فقط !
قيل أن:الاحتكاك مع العالم الخارجي يقوم على ايقاظ الافكار.
هذا صحيح،وهذه عوامل خارجيه!
حتى وإن كانت الفكره موجوده، فهي تستند بالمقدار الأقوى إلى الخارج.
لا نستطيع القول أن الأفكار تأتينا داخليا ،أنا من فكرت وحدي داخليا! هذا بنظري خطأ.
قلنا الطائره.
طيب كيف أتت؟لماذا طائره؟لماذا بها جناحان؟لماذا تطير؟لماذا هذا التصميم؟
بل ولماذا هذا الإسم؟
إن أجبتم ستجدون أن هذه العوامل خارجيه.
لا نستطيع القول أن مخترعها قد صحى يوما وفكر دون النظر بل والإعتماد على الخارج وقال سأصنع طائرة!
إذا كيف فكر دون النظر إلى الخارج؟
الإنسان تأتيه الأفكار فيطورها.
عوامل أو مسميات كثيره تندرج تحت اسم العوامل الخارجيه منها:الكلام السمع البصر،مانسمعه مانشاهده مانستوحيه ونستنبطه،ماقيل وما يقال.مانشاهده.كل هذا وغيره عوامل خارجيه.
الإنسان ككائن حي يستقبل من الخارج فيطوره داخليا ثم يسوقه مجددا إلى الخارج،يقسم الأطباء هذا إلى:
-مستقبل الإحساس
-احساس أو ناقل
-مركز احساس
-احساس صادر
-استجابه
ومن بعد هذا فعل.
سأذكر أمثله:
-قابيل وهابيل
عندما قتل قابيل هابيل ماذا فعل؟
ظلّ واقفا لايعرف مالذي سيفعله بجثة أخيه!
لماذا لم يفكر داخليا بماذا سيفعل؟
سأجيب:لأنه ليس لديه فكره من قبل على كيفية فعل هذا. فكيف سيفكر دون الإستناد إلى تجربة أو عوامل خارجيه.
هنا أرسل الله الغرابين،فقام هو بدوره بترجمة هذا وتطبيقه.وهذه عوامل خارجيه.
لو لم يرسل الله له الغرابين لبقي الحال على ماهو،لأن قابيل لن يستطيع التفكير في شيئ لم يألفه ولم يعرفه من قبل رغم أن لديه عقلا يفكر.
فكيف ستأتي الفكرة الجديده دون أن تستند إلى الخارج؟
-انيريكوا فيرمي
والمفاعل النووي، من أين أتت الفكره؟

*برأيي أننا من الأصح أن نقول أن الأفكار تطور داخليا بدل أن نقول أنها صنيعة الداخل.
دمتم بخير

ايوب صابر 12-12-2011 12:14 PM

الأستاذة الهام مصباح
في المثال الذي أتيت به للتدليل على أن الفكرة تأتي من الخارج تقولين أن قابيل عجز عن عمل ما هو مطلوب فعله بجثة أخيه بعد قتله...ولم يفكر لأنه لم يكن يمتلك التجربة للاستناد إليها...ولذلك اعتمد على تجربته في مشاهدة الغربان.
السؤال هو: هل استند الغراب بدوره على تجربة خارجية لدفن أخاه الغراب؟

محمد عبدالرازق عمران 12-12-2011 02:41 PM

العقل هو ماكنة انتاج الافكار الكامنة في مخازن المعرفة التي تولد مع الانسان .
[justify]* الأستاذ أيوب صابر .. ما تفضلت به هنا هو تماما ما قال به أفلاطون وحاول أن يثبته من خلال محاورته الشهيرة مع العبد الشاب ( مينون ) والتي حاول من خلالها أن يقدم الدليل على أن ذلك العبد يعرف إحدى نظريات ( إقليدس ) الهندسية دون تعلم لاحق .. وهذه النظرية بشكل عام تفترض أن ( نيوتن ) و ( شكسبير ) و ( ابن سينا ) و ( الفارابي ) وغيرهم من العلماء والفلاسفة ولودوا هكذا .. وأنه لا محل للمثابرة ولتحصيل العلم لبقية البشر الذين عليهم أن يرضوا بواقع الحال ويظلوا يرسفون في جهلهم ولا يحاولوا أن يطوروا من قدراتهم وهذا مما لا يمكن أن يقول به العلم والعلماء بأي حال .. تقديري .. مودتي .[/justify]

إلهام مصباح 12-12-2011 04:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال هو: هل استند الغراب بدوره على تجربة خارجية لدفن أخاه الغراب؟
جوابي:أن هذا بأمر من الله ووحيه،أرسل الغرابان ليريا قابيل الطريقه
اقرؤوا معي الاتي:
وقوله تعالى: {فبعث اللّه غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين} قال السدي: لما مات الغلام تركه بالعراء ولا يعلم كيف يدفن فبعث اللّه غرابين أخوين، فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له، ثم حثى عليه، فلما رآه قال: {يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي}؟ وقال ابن عباس: جاء غراب إلى غراب ميت فبحث عليه من التراب حتى وراه، فقال الذي قتل أخاه {يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوراي سوأة أخي}

إذا لاداخلي ولا خارجي هذا أمر من الله.

قلت أنا أن الإنسان لايستطيع لوحده،بل يحتاج إلى أسباب ،وعوامل مسخره وتسخر له ليأتينا بالفكره والإختراعات ويطورها.وهذه العوامل تسمى الخارجيه.
الداخل والخارج...الإنسان تأتيه الأفكار فيطورها ويجعلها أشياء ملموسه.

المبدع هو الله جل في علاه ولا مبدع سواه،أما نحن البشر فلا نستطيع بدون عوامل.
حاشى وكلا لانستطيع القول أننا نستطيع لوحدنا.

هذا سيدخلنا مداخل غير جائزه.

تحياتي
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايوب صابر 12-12-2011 04:57 PM

الاستاذة الهام مصباح
تقولين "السؤال هو: هل استند الغراب بدوره على تجربة خارجية لدفن أخاه الغراب؟ جوابي:أن هذا بأمر من الله ووحيه،أرسل الغرابان ليريا قابيل الطريقه".
- وما هي وسيلة الوحي عند الغراب..اليست الدماغ؟ نعم دماغ الغراب يحتاج الى الوحي مثل النحلة التي تعمل بوحي من الله ﴿وإذ أوحى ربّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم اسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس﴾ ذلك لان دماغ الغراب والنحلة غير مؤهل ان يعلم لوحده، و وظيفته التنفيذ بوحي دون تفكير...اما الانسان فقد منح القدرة على التفكير والاختيار.

فالافكار تأتي من الداخل حتما لان وظيفة الدماغ هي التفكير ولهذا السبب يكون الانسان مسؤول عن اختياراته وليس الغراب.
وكل ما يرد الى الدماغ من معلومات من الخارج ( من خلال الحواس - التجربة) يقوم على تحفيز العمليات العقلية ( التفكير) لكنها ليست السبب في عمل الدماغ... ذلك لان الانسان ارقى من الغراب وما جعله ارقى هو الادراك والوعي. ولو لم يكن عقل الانسان قادر على التفكير لما تعلم من الغراب.... بمعنى ان ما جعله يأخذ عن الغراب هو تلك الوظيفة او الصفة التي يمتاز بها العقل وهي القدرة على التفكير.
- وعليه لا جدال في ان الافكار تأتي من الداخل.... اليس كذلك؟؟؟



ايوب صابر 12-13-2011 12:10 PM

الاستاذ محمد عبدالرازق عمران
"ما تفضلت به هنا هو تماما ما قال به أفلاطون وحاول أن يثبته من خلال محاورته الشهيرة مع العبد الشاب (مينون) والتي حاول من خلالها أن يقدم الدليل على أن ذلك العبد يعرف إحدى نظريات (إقليدس) الهندسية دون تعلم لاحق ..

وهذه النظرية بشكل عام تفترض أن (نيوتن) و (شكسبير) و (ابن سينا) و (الفارابي) وغيرهم من العلماء والفلاسفة ولودوا هكذا ..

وأنه لا محل للمثابرة ولتحصيل العلم لبقية البشر الذين عليهم أن يرضوا بواقع الحال ويظلوا يرسفون في جهلهم ولا يحاولوا أن يطوروا من قدراتهم وهذا مما لا يمكن أن يقول به العلم والعلماء بأي حال ".

- اولا ..سقراط ايضا استاذ افلاطون جاء بنفس النظرية وهي ان العقل ماكنة لتوليد الافكار وكان يسير في شوارع اثينا يطرح الاسئلة حتى يدفع الاخرين للتفكير وبالتالي الوصول الى الحقيقة.

- ثانيا ...هذه النظرية لا تفترض ان من ذكرتهم ( نيوتن، وشكسبير، وابن سينا، والفارابي وغيرهم من العلماء والفلاسفة ولودوا هكذا ) بل هي تشير الى ان كل انسان يمتلك في داخل دماغه (المعرفة كاملة).... الان يأتي دور الظروف( الصدمات، اليتم ، الالم ، البؤس) والبيئة ( الاحتكاك مع العالم الخارجي)، والجهد (الاندفاع لعمل الاشياء بشغف وضمن رؤيا واضحة ) كل هذه العوالم هي التي تجعل الدماغ يعمل بطاقة نسبية وكلما زاد اثر هذه العوامل كلما زاد نشاط الدماغ ونشاط الدماغ يأتي عن طريق توليد الافكار والافكار هي التي توصل الى العبقرية.

- ثالثا ...المثابرة مهمة ووضوح الرؤيا مهم، والتدريب مهم والوعي باليات عمل الدماغ ومعرفة قدرات الدماغ ( العقل الباطن ) والتعرف على الطريق المثلى لبرمجته ليعمل بصورة اكثر نشاطا كلها لها اثر مهم في صناعة العبقرية، لكن كل ذلك قد لا يعادل شيء بالمقارنه مع ما ينتج من نشاط ذهني كنتيجة لمرور الانسان بمصيبة الموت...( والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:106]،

وخلاصة القول،،
ولذلك كله فأنني ازعم بأن العبقرية ناتجة عن (نشاط ذهني فوق عادي) حيث يندفع الدماغ الى توليد الافكار كنتيجة لذلك النشاط غير العادي...ومخرجات هذا النشاط هي التي تجعل الانسان عبقريا.....

حتى المجتمعات يكون اداؤها عبقري بعد ان يكثر فيها الموت لاحظ معي مثلا:
- متى برزت العبقرية اليابانية؟
- متى برزت العبقرية الالمانية؟
- ما سر بروز المغول في حقبة زمنية معينة؟ وهكذا...
- حتى ابن خلدون اصبح عبقريا لان الطاعون حصد والديه وكل من حوله تقريبا...
ثم لاحظ ان كل قائد كان له اثر في التاريخ كان محاصرا بالموت من طفولته المبكرة ( الاسكندر المقدوني، هتلر، لينين، ستالين، نابليون، جورج واشنطن، جفرسون ، جمال عبد الناصر، صدام حيسن، ياسر عرفات، عبد القادر الجزائري، وعمر المختار الخ...) كلهم ايتام .

وعليه فان ثنائية الموت والحياة هي اهم ثانئة، وكأن الموت هو اهم عامل في تشغيل الدماغ وتوليد الافكار!!!!؟؟؟؟؟

يقول انصار الفلسفة الوجودية " ليكن شاعرك ان تعيش في قلق دائم واان تبني بيتك فوق بركان".
ويقول المثل : "الالماس يصنع تحت الضغط والحرارة".

والدماغ يعمل بكفاءة اعظم ويولد افكار اعظم اذا ما تعرض حامله للضغط والبؤس والموت والالم...وتشير موسعة الايتام التي انا بصدد اعدادها ان كل عظيم يتيم بالضرورة.

- حتى ان اليتيم يكون لديه في احيان كثيره قدره على الاستشراف والرؤيا المستقبلية، ولو قرأت قصة "الفرار الى جهنم "لاصابتك الدهشة كيف ان عقل مثل عقل العقيد يمكنه ان يعرف بأن نهايته ستكون على يد الفيسبكيون وقد اطلق عليهم في نهاية القصة ( 01 ) وهي لغة الكمبوتر رغم ان البعض فسر ( 01 ) على انها امريكا لان الكود الدولي لامريكا هو ( 01 ) ..رغم انه في نفس الفقرة يقول ان الفيسبكيون ( 01 ) سيقف الى جانبهم تشرتشل وترومان.

من قصة الفرار الى جهنم....
( وسمعت أن إبليس يحمل رقم"صفر زائد واحد" قد استحوذ عليها مدعيا أنه ملاك وشهد له بذلك(تشر شل وترومان).وصدقتم أنتم تلك الأكذوبة وانطلت عليكم الخدعة ).

- بالمناسبة هل لك ان تبحث لنا اذا كان ابراهيم الكوني يتيم واي نوع من المآسي واجه في طفولته لغرض البحث الذي اجريه حول سر الروعة في افضل 100 رواية عربية في منبر الدراسات.

فمن اين تأتي الافكار اذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إلهام مصباح 12-13-2011 03:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي أيوب صابر:رويدا رويدا
دعني أفهم!

صحح لي الآتي إن كان خطأً:
هل تريد القول أن الأفكار لاتأتي إلا من الداخل وأن الخارج لادخل له؟
إن كان هذا قولك فأنا أخالفك حتى أقتنع !
أحضر لي إختراعا أو فكرة لم يكن الخارج أحد أهم أسباب ظهوره.وكان سببها داخلي فقط وسأرفع الراية عندها وتكون قد أقنعتني.

"الدماغ والعقل لن يعمل بدون عوامل تدفعه وهذه العوامل خارجيه فيما أعتقد"
تحياتي لك أيها القدير

محمد عبدالرازق عمران 12-13-2011 07:10 PM

السؤال هو: هل استند الغراب بدوره على تجربة خارجية لدفن أخاه الغراب؟
[justify]* الأستاذ أيوب .. لا تقل لي بأن الغراب قد خرج من بيضته وهو يحمل فكرة دفن أخيه بكل ما يرتبط بها من معاني الفضيلة المتضمنة في قصده من خلال الدفن إحترام الميت أو مواراة سؤته .. أو الرذيلة من خلال قصده طمس معالم الجريمة !! .. سيدي الفاضل مزية العقل هذه يتميز بها الإنسان دونا عن مخلوقات الله وهي ترتبط بالتصور والمخيلة وهذا ما لا يمكن تصوره لدى الحيوان .. ما تراه لدى الغراب وغيره من المخلوقات الأخرى الأدنى من الإنسان لا يسمى عقلا بل غريزة لها أهداف وظيفية وهي شئ لا علاقة له بالعقل وإن بدت تصرفات هذه المخلوقات معقولة إلى حد بعيد ذلك لأنها لا ترمي لأية أهداف قصدية كتلك التي يقوم بها الإنسان .. تقديري .. مودتي .[/justify]

ايوب صابر 12-14-2011 12:04 PM

الاستاذة الهام مصباح

تقولين "أحضر لي إختراعا أو فكرة لم يكن الخارج أحد أهم أسباب ظهوره.وكان سببها داخلي فقط وسأرفع الراية عندها وتكون قد أقنعتني".

- بدوري اقول لك : احضري لي اختراعا او فكرة لم يكن العقل هو مصدرها وسوف اصفق لك؟!


لمزيد من الايضاح: ان الفكرة تولد في الدماغ، والدماغ هو الاساس في العملية الفكرة، وولادة الافكار.

يمكن الاشارة الى ان كل من سبق نيوتن لا بد انه شاهد تفاحه او ما شابهها تسقط من على الشجرة الى الارض... ولكن لم ينتبه احد منهم الى قانون الجاذبية..فقط عقل نيوتن كان قادر على التفكير في هذه الظاهرة.... وهل تعرفين لماذا؟


السبب واضح تماما ...لان عقل نيوتن كان يعمل بطاقة فوق عادية، نتجت عن كونه يتيم الاب قبل الولادة، ثم زواج امه من زوج كرهه نيوتن الى حد انه فكر في حرق امه وزوجها والمنزل الذي كانوا يسكنون فيه..فكان نيوتن ابو العلوم كلها... هكذا يقال عنه.


وكذلك بالنسبة للماء المزاح فلا بد ان الماء كان يسقط من جنبات الاوعية والاحواض، ولكن فقط ارخميدس هو الذي انتبه الى فكرة ان الماء المزاح يساوي حجم الكتلة التي اضيفيت الى الوعاء... فصاح عندها وجدتها وجدتها ذلك لان فكرة الماء المزاح ولدت في ذهنه..


ولا شك ان كل ما ابدعه العقل البشري من علوم واداب وفسلفة هو في اصله افكار ولدت في الدماغ....


انريكو فيرمي الايطالي الذي اخترع الذرة لم يكن وحده هو الذي تعرف على علم الذرة، ولم يكن وحده هو الذي درس الفيزياء، ولكنه تمكن لوحده من اختراع القنبلة الذرية، ذلك لان عقله كان قادرا على توليد افكار لها علاقة بالذرة... وهل تعرفين لماذا؟؟؟!!! لقد تمكن فيرمي من اختراع الذرة لانه حينما ولد كان طفلا مريضا كاد ان يموت وقامت مربية على تربيته لمدة زمنية ليست قصيرة بعيدا عن الام والاب...تلك التجربة جعلت عقله يعمل بطاقة زائدة فتمكن من التوصل الى ما لم يتوصل له عقل آخر...والسر في ان عقله كان قادر على توليد الافكار.


كل علوم الرياضيات والمنطق ليس لها علاقة بالواقع ولكنها افكار تولد في الدماغ...


يقال خذو الحكمة من افواه المجانين ...فكيف تأتي الحكمة من افواه المجانين اذا؟ وهم غير مدركين لمعنى التجارب الخارجية؟ من اين تأتي هذه الحكمة؟ حتما من الدماغ!!


يقول الفيلسوف " انا افكر اذا انا موجود " ولو ان صفة القدرة على توليد الافكار غابت عن الذهن لما ادركنا وجودنا..


لكل ذلك اقول ان الافكار تأتي من الداخل لان وظيفة العقل هي توليد الافكار مثل ما هي وظيفه المعدة هضم الطعام ووظيفة الرئتين التنفيس ووظيفة القلب الدورة الدموية...


فمن اين تأتي الافكار اذا؟؟؟؟؟؟؟


يكون لدينا مشكلة مستعصيه ويبدو الافق مقفل امامنا لا وجود لحل ولكننا اذا نمنا نقوم فنجد ان الامر في غاية السهولة واليسر ...كيف تم ذلك ؟ الجواب هو ان العقل قام على توليد الحل بذاته ولم ينتظر الغراب. يقول المثل الانجليزي sleep on it اي امنح نفسك فرصة للتفكير فسوف يقوم العقل بايجاد حل دائما.

العقل الذي يمكنه ان ينقلنا من مكان الى آخر وان يعود بنا الى الوراء او الامام من خلال الاحلام ليس فقط قادر على توليد الافكار وانما هو يمتلك القدرة المطلقة اللامحدودة علما بأنه يعمل بنسبة 5% من قدرته فقط كما هو مشاع، ولو انه عمل بقوته الكاملة لتمكن من توليد افكار لا قبل لنا بها..

فمن اين تأتي الافكار؟

ايوب صابر 12-14-2011 12:21 PM

محمد عبدالرازق عمران

تقول "سيدي الفاضل مزية العقل هذه يتميز بها الإنسان دونا عن مخلوقات الله وهي ترتبط بالتصور والمخيلة وهذا ما لا يمكن تصوره لدى الحيوان".

- اشكرك... نعم صحيح ...العقل الانساني فقط قادر على التصور والتخيل... وايضا توليد الافكار...

فمن اين تأتي الافكار اذا؟؟؟؟

محمد عبدالرازق عمران 12-15-2011 12:32 AM

* حسنا أستاذنا / أيوب صابر .. المخيلة والتصور هما الجناحان الفطريان اللذان يولد بهما العقل البشري ليتمكن من بناء الأفكار التي تأتيه من الخارج .. ولكن إسمح لي ان ألفت نظرك لجزئية في كلامي السابق .. ماذا عن الغراب وأفكاره عن الدفن ؟ وهل لك أيضا أن تتساءل معي أين ذهب صديقنا الورّاق ؟ الذي يفترض به إدارة هذه الحوارية الجميلة .

أحمد الورّاق 12-15-2011 07:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالرازق عمران (المشاركة 98827)
[justify]* حسنا يا صديقي لا تغضب .. فأساس الفكرة والموضوع هو أننا نبحث عن كيفية حدوث الأفكار .. وقلت أنت أن الأفكار تأتي من الداخل مثل ما يذهب إفلاطون قديما .. وقلت أنا أنها تأتي من الخارج مثل ما يذهب جون لوك حديثا .. وسقت معلومات للتدليل على ذلك قلت أنني اسوقها بحسب معلوماتي ولم أدعيها .. هذا هو صلب الموضوع .. فلا تخرج بنا عن موضوع النقاش ، فإن كانت لديك أدلة تؤكد ما ذهبت إليه أنت وتدحض ما ذهبت إليه أنا فهاتها بشئ من الإحترام للآخر ولرأيه ودون خروج عن الموضوع المطروح حتى لا نتوجه لمناقشات عقيمة لا محل لها .. تقديري .. مودتي .[/justify]

أنا أستغرب أنك تحسبني غاضب ! لا بل و غاضب عليك ! ألا ترى أنني أرد على النظرة الغربية المادية ! فهل أنت النظرة الغربية المادية؟؟

ألم أقل لك لا تغضب فأنا أرد على تلك الأفكار المتعسفة لفهم الإنسان؟ .. إلا إذا كان هذا أمراً يغضبك .. فالمعذرة أنك لم تنبهني بهذا .. أنا أتحدث في صلب الموضوع و لن أخرج إلى مواضيع شخصية و لن أخرج حتى لو خرجت أنت ..

أنا وضحت رأيي بفكرة الورقة البيضاء والإنسان الكمبيوتر التي يرددها الفكر المادي الغربي ، ولم أنسبها لك ، مع أنك اخترتها - كما تقول - وفضلتها على رأي أفلاطون - كما تقول - .. وأنا قمت بالرد على هذا الرأي الغربي الذي اخترته أنت ..

فهل تجنيت عليك لأني قمت بالرد على رأي تبنيته أنت؟ وهل خرجت بهذا عن الموضوع؟!

هل وجهت لك إهانة شخصية – معاذ الله- ؟! ..

أرجو أن تعيد القراءة مرة أخرى ، ولكن بنفس هادئ . ستجدني مركزاً على الموضوع ومستغرقاً فيه ، وليس عليك أنت ، فليس بيني وبينك شيء ، فأنت رأيت التتابع والإطالة ، واعتبرت أن مثل هذا لا يخرج إلا بدافع غضب ، لكن ليس هذا صحيحاً دائماً ، فأنا متسع الصدر و معتاد على النقاشات الطويلة بدون غضب .. بل إني أعتبر الغضب في النقاش من صور الحمق ، فأرجو المعذرة لأن ردي أشعرك بالغضب من غير أن أقصد .. وأهلاً بك زميلاً عزيزاً ..

لكن رأيي في الفلسفة المادية يجب ألا يغضبك ، لأننا في منبر حر ، وقد فندت فكرة الصفحة البيضاء ، فإذا كان لك اعتراض على ما قلت فتستطيع أن توضح الخطأ فيما قلت .. ولن أغضب منك أبداً .. وإذا كنت ستغضب لأدنى مساس بالثقافة الغربية .. فإني أخبرك من الآن أني لا أقبلها جملة ولا تفصيلاً .. لأنها لا تقوم على أساسات فلسفية ومنطقية سليمة .. بل هي فلسفة قائمة على تقديس الأنا والذات وما يتعلق بها من هوى ومصالح ، والهوى لم يكن يوماً من الأيام أساساً فلسفياً سليماً، وأرجو ألا تغضب من هذا ، فهي تبقى وجهة نظر ولست أنت مُلزماً بها ، فأنا فقط الملزم بها و مستعد للدفاع عنها ، و كل ما أسس على باطل فهو باطل ..

أنا لا أنطلق الآن من أساس ديني قدر ما أنطلق من أساس منطقي وفلسفي .. ولو رجعت إلى مدونتي ستجد أكثر نقاشات حول أساسات الثقافة الغربية ، فليس الموضوع جديداً عليّ ..

وشكراً لك .. وأرجو أن تتفهم موقفي .. فأنا لا أريد أن أزعج أحداً ، ولا أحب أن أخرج عن الموضوعية إلى الشخصية ..
والسلام ..

أحمد الورّاق 12-15-2011 07:28 PM

إلى الهام مصباح مع التحية :

اقتباس:

. تأتى الأفكارمن حياتنا اليومية..من تجاربنا ،ماعشناه وسنعيشه،ماقرأناه،ماسمعناه...
هل تأتي الأفكار من نفسها؟ أم أنا نطلبها من متعدد حسب حاجتنا الداخلية ؟ لو كانت الأفكار تأتي من الخارج لتساوى الناس في أفكارهم حسب البيئة التي يعيشون فيها .. وهذا غير واقع ولا صحيح ..
فمجموعة من المستمعين إلى محاضرة نسألهم بعد مدة نجد أن أن المحاضرة تقطعت بينهم .. وكل أخذ جزءً منها وكأن الأجزاء الأخرى غير موجودة في المحاضرة .. لماذا هذا يكون؟
يكون لأن المقياس هو حاجة الداخل وليس ما يعرض في الخارج

اقتباس:

برأيي أن كل شئ داخلي عليه أن يتأثر بالخارج!
لانستطيع القول أننا استوحينا الفكرة من الداخل فقط.لماذا؟لأننا ومن الطبيعي أن نكون على دراية بها من الخارج.
كيف؟
الطائره مثلا ، استوحى العالم فكرتها من الخارج.
مايفكر فيه الإنسان وما يستوحيه من أفكار وتجارب لابد أن يكون للخارج فيه نصيب
لابد أن يكون للخارج نصيب .. ولكن السؤال من أين تأتي الأفكار ؟ وما هو مصدرهـــا الأساسي وليس التكميلي ؟ .. الرغبة في الطيران هي التي جعلت الإنسان يستوحي فكرة الطيران من الطيور .. الإنـسان رأى الزواحف والأفاعي وهي تمشي على بطنها .. لكنه لم يستوح طريقة للسير مشابهة لمشيها .. لأن مشيه أفضل .. لكنه رأى الطيور تستمتع بفضاء وترى الأشياء من فوق وتنتقل عن الخطر بسرعة وسهولة .. فحاكاها .. فطار الإنسان لأنه يريد أن يطير وليس لأنه رأى الطيور ، فالطيور شجعته وقدمت له الطريقة ، فالإنسان رأى الدود كيف يمشي ولكنه لم يحاول أن يقلده ..
إذاً الداخل هو الذي حدد مجال التفكير ، وليس الخارج هو من ترك بصماته علينا بطريقة آلية ، فالإنسان ليس آلة تصوير تنسخ وتطبع ما هو أمامها فقط ، إذاً مصدر الأفكار كلها هو الداخل ، وتتبلور الأفكار خلال التفاعل مع الخارج ، بل الخارج المناسب للحاجة ، حتى لو أن الخارج هو الذي أثار التفكير ، يبق السؤال: لماذا هذا الخارج أثارنا وذلك الخارج لم يثرنا؟؟!

قفي في الشارع وعدي السيارات ذات اللون الأزرق مثلاً ، ستجدين أنك حصلت على مجموعة .. لكن .. اسألي أحداً يجلس بالقرب منك: هل مرت سيارة زرقاء؟ .. غالباً سيقول : لا .. وحتى لو سألت نفسك عندما جلست في المرة السابقة : هل مرت سيارة زرقاء ؟ فسيكون الجواب بالنفي .. فلم تنتبهي لها .. مع انها موجودة في الخارج ..

و هذا لأن عقلنا و دماغنا يبحث عما نريد في الخارج ، و ليس هو من يقدم ما هو موجود بطريقة آلية ، وإلا لامتلأنا من المعلومات التي لا فائدة منها .

لاحظي الذاكرة : لماذا لا تحفظ كل ما يمر علينا ؟؟ مادام أن الخارج هو الذي يأتي بالأفكار ؟ ذاكرتنا تنتقي ما نحتاجه ، و تبقي الشيء فيها على قدر عمق الحاجة و عدم وقتيتها ،

ألا تلاحظين أن كل حاجاتنا المادية ننساها بسرعة ، بينما حاجاتنا المعنوية لا ننساها ؟ إذاً الداخل هو الذي يتحكم في الخارج ، إذاً ليس الفرد انعكاس كامل للبيئة ، لأنه ببساطة ليس جهاز كمبيوتر يبرمج من الخارج ، بل إنه هو الذي يبرمج الخارج على حسب الداخل ، فانظري إلى الفن والشعر الرومانسي مثلا ، كيف يسبغ الشاعر شعوره على الطبيعة ، فإذا كان حزيناً جعل السحابة تبكي و أشجار الشتاء مكتئبة والطيور تنشج و تبكي ... والعكس إذا كان سعيداً .. حيث يرقص الروض و تلعب الفراشات وتمرح ..الخ ،

ولو كان الخارج هو الذي يطبع على الداخل ، لقبل الإنسان الخارج كما هو ، وبالتالي لن يكون هناك أي تغيير ولا تطوير .. ولن يكون هناك تعدد آراء للشيء الواحد ..


اقتباس:

.إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة وهذا لاشك فيه،وطبيعته تحتم عليه أن يستوحي الأفكار ولايستطيع أن يطورها ويستوحيها إلا من الخارج.
دمتم بخير
التفكير خاصية بشرية و نتيجة تعامل طويل بين الداخل والخارج ، والأفكار أصلاً على نوعين : مادية – و معنوية ، والأفكار مترابطة وليست قطع متفككة ، حسبما يكون داخل الإنسان تكون أفكاره ، فالأفكار مثل الملابس و كل يختار ما يعجبه ، إذاً الداخل هو من يتحكم بالأفكار وليس الخارج ..

إذاً المهم هو إصلاح الداخل .. الداخل هو سيد الموقف ، و القوانين المادية تدافع عن نفسها و تثبت وجودها ، لكنها لا تتحكم بداخل الانسان ، بدليل انه يتكيف معها ، و يصنع من هذا التكيف اشياء جديدة يريدها و غير موجودة في الطبيعة ، وهو لا يصنع شيئا عبثا .

انظري الى العلم : لماذا بنى الانسان العلم ؟ لأنه ينفعه ويفيده . و لو كان الانسان انعكاس للخارج لما استطاع ايجاد اشياء غير موجودة في الطبيعة الخارجية .. يعني ان هناك معرفة لم يهتم بها الانسان ، لان علمه نفعي .. التركيب والتحليل والتفكيك والبناء والتقييم ، كلها يقوم بها العقل الانساني .. و هي التي انشأت الحضارة . والطبيعة لم تركّب ولم تخترع ، الطبيعة مادة خام ، و لنا افكار عن الانسان و لنا افكار عن الطبيعة ايضا ، افكار معنوية وافكار مادية ..

في مجال المادة نجرب وتجيبنا الطبيعة من خلال قوانينها ، ولكن في مجال الانسان نجرب ولا نحصل على قوانين قطعية كما نحصل عليها عند تعاملنا مع المادة .. مما يعني ان الانسان ليس ماديا في اصله ، فالمادي يحكمه العلم ، والانسان ليس له علم مثل علم الكيمياء او الرياضيات ، وما يسمى علم نفس وعلم اجتماع وعلم انسان وعلم جمال ، ليست الا وجهات نظر يخالفها الكثير و ليست علما قاطعا خاضعا للتجريب ..

اما في مجال المعنويات و الانسانيات ، فليست هناك قوانين مادية تفرض نفسها ، لهذا فالافكار الانسانية والاجتماعية كالملابس : كلٌ يختار منها ما يريد .. وان كان من الممكن ضمها في مجموعتين كبيرتين ، تتجه احداهما تجاه الخير ، والاخرى تجاه الشر .

الانسان هو الذي يفكر و ليست الطبيعة المادية ، اذا الافكار من الانسان ، اي من داخله ..

تحية ..

أحمد الورّاق 12-15-2011 07:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوازن البدر (المشاركة 99077)
تأتينا الأفكار بما تحثنا به ِ الروح ..ومنه يأتي التفكير بالفكرة ...
ولكن .. هل هناك حرية في طرح الأفكار ؟؟؟
هو رد أولي ... ولي عودة ...
موضوع جميل ...
الهوازن

كلام واعي جدا .. وبانتظار عودتك ..

وباذن الله لي عودة على بعض الردود ..


محمد عبدالرازق عمران 12-16-2011 02:27 AM

[justify]* حسنا يا صديقي .. مازلت غاضبا .. وسيان أن تكون غاضبا مني أو من الفكر الغربي .. قد عبرت عن فكرة أومن بها وإن كانت أسسها غربية .. برغم تحفظي لهذا التقسيم لصالح وحدة الفكر البشري .. وكلانا يؤمن بما أتى به الغرب سواء قال به أفلاطون أو جون لوك .. فمبحث المعرفة قديم قدم الفلسفة .. وسؤآله الأســاسي من أين تأتينا الأفكار ؟ أو بتعبير آخر .. كيف نعرف العالم من حولنا ؟ ليس بجديد .. وفي الحقيقة .. وهذا موقف شخصي .. لست أنوي أن أنتقد الغرب مستخدما أدواته !! وأنا أعيش شئت أم أبيت وسط مظاهر حضارة كل مفرداتها التي ننعم بها هي من صنعه ، فذلك في نظري درجة أو نوع من نكران الجميل ؛ وبالطبع فإنني لو فكرت يوما في إنتقاده فلابد لي أولا وقبل أن ألمس لوحة المفاتيح أمامي من أن أرتدي جلد حيوان وأحمل رمحا وأعود للحياة بالكهوف لأكون متوافقا تماما مع نفسي في توجيه مثل هذا النقد ، وأتوقع أن يحذو حذوي كل من يفكر بذلك ؛ المسألة كما أراها مسألة أخلاقية بالدرجة الأولى ، فأنا أعتقد أنه ليس من حقنا أخلاقيا الإنتقاص من قدر ؛ أو التجني على من لهم فضل علينا بأي شكل من الأشكال مهما كانت مساوئهم ومهما كانت درجة إختلافنا معهم .. في كل حال ؛ لست نادما على مساهمتي بالموضوع ، وقد طرحت وجهة نظر مغايرة لفائدة الحوار ؛ قد أكون مخطئا فيها فوجهة نظري كما يقول ( عبد الحميد الجندي ) خطأ يحتمل الصواب ووجهة نظرك صواب يحتمل الخطأ .. إذ لا إنسان معصوم .. والآن سألتزم أقوى الردود جميعا .. الصمت .. وأتابع ما سيؤول إليه النقاش بعد أن تفضلت مشكورا بالتدخل لإدارته .. وبالطبع الإختلاف لن يفسد للود أي قضية وسنظل زميلين متعاونين على الإفادة والإستفادة للجميع في هذا المنبر الحر .. تقديري .. مودتي .[/justify]

حنان آدم 12-20-2011 03:43 AM

شدّنى ..

ليس العنوان , بل المحتوى !

وأتخيّر :

" هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل ، لأنه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي .. "

فأعجب حقاً بدقة الإصابة .. وأتساءل وفق ما تداعى إلى ّ - هل حظيت رواية الفضيلة للأديب الفرنسي برناندين دي سانت بيير بقراءتكم ليكتمل عمق هذه النظرة بها ؟!


وأضيف للإختيار :

"وبهذه التداعيات يحمي الشعور نفسه من التركيز على المشاعر المؤلمة ، فالتداعي يحرّك الإنسان حتى لا يظل تحت أسر شعور واحد . افترض مثلاً شعور الحزن ، فلو استمر الإنسان عليه ولم يعمل التداعي (أو التفكير اللاإرادي) فلربما مات الإنسان من الهم "


فأقف طويلاً أتأمل كم أثارت في من أفكار وأطالت تأمّلى بصدق محتواها ودقة معناها !


السيد الكريم
تقديرى .. تقديرى

محمد عبدالرازق عمران 12-22-2011 12:42 AM

[justify]* حنان آدم .. أهلا وسهلا بك وبمشاركتك في هذه الحوارية المفيدة .. لا شك بأن إقتباساتك جميلة .. وأحسب أن رواية الفضيلة في نسختها العربية هي من ترجمة الأديب المصري : مصطفى لطفي المنفلوطي التي قمت بقراءتها منذ زمن طويل ولم أعد أذكر منها شئ .. ولا أعرف إن كانت الرواية في جودة نسختها المكتوبة بلغتها الأم .. ما أدريه على وجه اليقين هو أنني سابحث عنها وأقرأها من جديد .. والآن أستسمح الجميع في أن أطرح سؤآلا أو أكثر وآمل أن أكون محقا في أحدها على الأقل .. يقول الإقتباس ( هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل . ) هذه العبارة جميلة بالفعل ولكنها تفترض أسبقية الشعور على العقل .. وهنا تطرح مسألة أسبقية الدجاجة أم البيضة نفسها .. أعني أيهما يسبق الآخر الشعور أم العقل ؟ وهل يمكننا بدون أسبقية العقل أن نميز الشعور ونفسره ونحلله ؟ أسلم تماما بأن الحيوان يشعر ذلك أمر بديهي ولكن كيف يفسر الحيوان مشاعره ؟ وهل يمكنه بلا العقل التفرقة بين اللذة والألم ؟ أو بين الفضيلة والرذيلة ؟ ما أراه هو أن العقل سابق على الشعور فهو الذي يوازن ويقيم ويختار بين الفضيلة والرذيلة ومن ثم يشعر لاحقا على المستوى النفسي بلذة الفضيلة أوألم الرذيلة .. وفيما عدا ذلك فهو إما اللاعقل الذي يميز الحيوان أو الجنون الذي يميز فاقد العقل من البشر .. وكلاهما لا يدري ما الشعور لأنه بلا عقل .. والله سبحانه وتعالى أعلم .. تقديري .. مودتي .[/justify]

أحمد الورّاق 12-23-2011 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالرازق عمران (المشاركة 100187)
[justify]* حنان آدم .. أهلا وسهلا بك وبمشاركتك في هذه الحوارية المفيدة .. لا شك بأن إقتباساتك جميلة .. وأحسب أن رواية الفضيلة في نسختها العربية هي من ترجمة الأديب المصري : مصطفى لطفي المنفلوطي التي قمت بقراءتها منذ زمن طويل ولم أعد أذكر منها شئ .. ولا أعرف إن كانت الرواية في جودة نسختها المكتوبة بلغتها الأم .. ما أدريه على وجه اليقين هو أنني سابحث عنها وأقرأها من جديد ..
اقتباس:

والآن أستسمح الجميع في أن أطرح سؤآلا أو أكثر وآمل أن أكون محقا في أحدها على الأقل .. يقول الإقتباس ( هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل . ) هذه العبارة جميلة بالفعل ولكنها تفترض أسبقية الشعور على العقل .. وهنا تطرح مسألة أسبقية الدجاجة أم البيضة نفسها .. أعني أيهما يسبق الآخر الشعور أم العقل ؟ وهل يمكننا بدون أسبقية العقل أن نميز الشعور ونفسره ونحلله ؟ أسلم تماما بأن الحيوان يشعر ذلك أمر بديهي ولكن كيف يفسر الحيوان مشاعره ؟ وهل يمكنه بلا العقل التفرقة بين اللذة والألم ؟ أو بين الفضيلة والرذيلة ؟ ما أراه هو أن العقل سابق على الشعور فهو الذي يوازن ويقيم ويختار بين الفضيلة والرذيلة ومن ثم يشعر لاحقا على المستوى النفسي بلذة الفضيلة أوألم الرذيلة .. وفيما عدا ذلك فهو إما اللاعقل الذي يميز الحيوان أو الجنون الذي يميز فاقد العقل من البشر .. وكلاهما لا يدري ما الشعور لأنه بلا عقل .. والله سبحانه وتعالى أعلم .. تقديري .. مودتي .[/justify]

كل شيء في العقل له اساس في الشعور ، فعقل البشرية نتيجة لشعور البشرية ، والشعور اساسه حاجات ، وهذه الحاجات اما مادية وإما معنوية .. الحيوان لا يعرف الحاجات المعنوية ، و شعوره عبارة عن غرائز تتعلق بوجوده و حفظ نوعه و أمنه و غذاؤه إلخ .. بدليل ان الحيوانات لا توجد لديها المبادئ ولا الأخلاق .. اذا عندما نتكلم عن طبيعة الانسان ، فعلينا ان نتصور ثنائية تلك الطبيعة ، فالانسان وحده له طبيعتان : مادية و معنوية ..

الانسان العاقل ، و الإنسان القاصر او المتخلف عقليا : لهما نفس الحاجات ، لكن تلبية هذه الحاجات سوف تختلف تبعا لاختلاف ما يملكانه من العقل ، فالعقل هو وسيلة الشعور للتعامل مع العالم الخارجي المادي .. و عالم المادة هو تجسيد العقل ، و منه يأخذ العقل مفرداته ، بدليل الاصل المادي لمفردات اللغة ، و اللغة هي وسيلة نقل للشعور وللعقل ايضا ..

لنفترض انهما في حريق ، فكلا الشعورين يريدان الخلاص ، و لكن فرصة العاقل للنجاة اكبر ، لأنه يستطيع ان يتجاوز حدود المكان بعقله .. و بالتالي يعرف الطريقة المناسبة اكثر من ضعيف العقل .. وهذا العقل خادم للشعور .. ولهذا مدح الله اولي الالباب ، واللب الجيد هو الذي يتبع الشعور بدقة ، ويقدم حلولا مطابقة لما يريده الشعور ، دون ان يبخس الشعورات الاخرى حقها .. و الشعور نفسه عبارة عن حزمة هائلة من المشاعر ، تنطلق بخطوط معزولة عن بعضها البعض .. إذا لا بد من العقل حتى ينظّم سمفونيتها ، ولا يجعلها تتناقض مع بعض .. مثلما يفعل المايسترو مع عشرات العازفين ..

وكثيرا ما يكون التنسيق بين المشاعر المعنوية و مشاعر المادية ، مثل حاجة الجوع ، يردّها العقل من حاجة اكبر منها ، وهي حاجة الامانة او الصيام .. لو لم يكن هذا التنسيق ، لصارت انفلاتات وتناقضات تضر بالانسان وتضرب بعضه ببعض .. اذا العقل الصحيح من الطبيعة ، و ليس من مكتسبات المجتمع والدين والظروف كما يدعي الماديون والملاحدة ، فيطالبونا بالتمرد على كل ما اكتسبناه من المجتمع ، أي كأنهم يطالبونا بالتمرد على العقل ، ثم يفتخرون بعقلانيتهم بعد ذلك ..!

أنا أدافع عن المنطق السليم و ليس عن اي شيء نأخذه من مجتمعاتنا .. وهم يطالبونا بالثورة على كل شيء .. و في نفس الوقت يطالبونا بالخضوع والطاعة لتلبية كل نوازعنا الحيوانية ! حتى لو كانت ضئيلة .. وفي نفس الوقت ان نهمل كل ما تمليه علينا نوازعنا الفاضلة ، حتى لو كانت كبيرة وضاغطة ، والنتيجة حينئذ تساوي حيوانية .. لتكمل البغلة بالرسن مع نظرية التطور ليقولوا انكم حيوانات ، فاستجيبوا لحيوانيتكم ،و إلا فسوف تصابون بالامراض النفسية كما يردد دعاتهم مثل داوكينز وفرويد غيره .. بعد ان جردوا الانسان من اثمن ما فيه ، و هي غرائزه العليا .. واكتفوا بالغرائز السفلى ..

كل معرفة صحيحة تكتسبها البشرية عبارة عن عقل يضاف إلى التراكم العقلي السابق .. بما في ذلك حقائق العلم .. فإذا ثبت العلم تحوّل الى عقل ومنطق .. وكل شيء يثبت يتحول الى عقل ومنطق ، سواء كان ماديا او معنويا ، و دون تعارض مع البناء السابق والذي تأكدت منه البشرية بالتجربة .. إذا العلم عقل والعقل علم .. وبينهما خصوص وعموم .. فالعقل عام و العلم خاص ..

يشعر الانسان بالبرد مثلا ، فيتذكر اين وضع ملابسه الثقيلة ، او يبحث عن الحطب ليشعل به النار ، أو يفكر باكتشاف وسيلة جديدة للتدفئة ، او غير ذلك .. كل هذه العمليات عمليات عقلية سبقها الشعور بالبرد .. اذا الشعور اسبق من العقل .. وإذا العقل خادم للشعور ..

يتضايق الناس شعوريا من زحام السيارات مثلا ، او من حوادثها ، فيبدأ العقل بالعمل على شكل قوانين مرور و إشارات و جسور .. إلخ .. محاولا ان يحل المشكلة الشعورية ..

الناس يتالمون من المرض ، ولهذا ظهر علم الطب .. الناس يتألمون من مشقة السفر ، ولهذا ابتكروا عالم المواصلات والاتصالات .. وهكذا ..

اذا الانسان تابع للشعور وليس تابعا للعقل ، هذا هو الاساس .. نعم احيانا نتبع العقل قبل ان نحس ، و ذلك اعتمادا على ان ذلك العقل مبني على الشعور ، فاذا اكتشفنا مخالفته للشعور ، تخلينا عنه و بحثنا عن حل عقلي اخر .. وهذا ينطبق على كل شيء .. من وسيلة مناسبة لطهو الطعام ، إلى ايديولوجية كاملة ..

ولو كان العقل هو الذي تتبعه البشرية ، لما تكرر تخليها وتغييرها له ، بل و معارضة الكثيرين له . فتجد المجتمعين لحل مشكلة الاختناقات المرورية مثلا او اي مشكلة ما ، متفقين على الاساس ، وهو وجود مشكلة ، وتتألم شعوراتهم منها ، لكنهم يختلفون على طريقة المعالجة ..

والدليل على ان الشعور هو الذي يحرك البشرية ، هو تغير الوسائل عبر الحضارات ، و بقاء نفس الحاجات ، كحاجة الامن وحاجة الراحة والبقاء .. إلخ . فالقدماء كانوا يبحثون عن وسائل تساعدهم في شؤون حياتهم ، و إن كانوا لم يعرفوا الكهرباء ولا القطارات ، ولكنهم استعملوا عقولهم لتحل لهم مشكلاتهم ، لكن الحاجة هي الحاجة .. اذا الشعور هو الدافع وهو السباق .. والعلم لم يتوقف يوما من الايام ، بمعنى ان العقل لم يتوقف ..

و بهذا صار لدينا نوعان من التعلم : تعلم قوي ، و تعلم ضعيف ..

التعلم القوي هو الذي بدافع الشعور مباشرة و يتجه إلى العقل ، اي يبدأ من الحاجة .. والتعلم الرديء ، هو ان يبدأ التعلم من العقل إلى الشعور .. على اعتبار ان هذا العقل منطلق من شعور ، وهذا ما هو واقع فيه التعليم الحديث ، اي على التعليم الضعيف ، الذي يحشر دماغ التلميذ بمسائل و قضايا و افتراضات لم تصل اليها حاجاته الشعورية ولا تشغل باله ، في حين يترك ما يشغل باله بلا اهتمام .. مما يضطره إلى الحفظ الابله .. والذي قلما يمسكه الشعور ، لأن الذاكرة مرتبطة بالشعور ..

لاحظ نفسك وأنت تقول : اريد ان افعل شيئا .. ما هو ؟ وكيف افعله ؟ هذا يحصل لنا دائما .. الأول شعور ، والبقية عقل و ذاكرة .. والعقل يعمل من خلال الذاكرة ، و من لا ذاكرة له لا عقل له ، والذكاء عبارة عن السرعة والدقة و سعة تحميل المعلومات والانتقال بها بين الذاكرة و الشعورات ..

والذاكرة يتحكم بها الشعور .. لاحظ في حالة النسيان ، يكون الشخص متأكد انه نسي شيئا ما ، ولكنه لا يعرفه ، و يبدأ بالتفكير والتذكر حتى يتذكر .. إذا فالشعور لا ينسى .. و كل شيء مرتبط بالشعور لا ينسى ، فلا أحد ينسى الاشياء التي يحبها .. حتى فاقدي الذاكرة ، فهو لم يفقد الذاكرة بالصورة التي تشير اليها اللفظة ، وإلا فسوف ينسى كيف ياكل ، و كيف يمشي .. كل المهارات لا يمكن نسيانها .. حتى العزف على البيانو ..

محمد عبدالرازق عمران 12-24-2011 01:16 PM

[justify]يشعر الانسان بالبرد مثلا ، فيتذكر اين وضع ملابسه الثقيلة ، او يبحث عن الحطب ليشعل به النار ، أو يفكر باكتشاف وسيلة جديدة للتدفئة ، او غير ذلك .. كل هذه العمليات عمليات عقلية سبقها الشعور بالبرد .. اذا الشعور اسبق من العقل .. وإذا العقل خادم للشعور .[/justify]
[justify]* يا صديقي .. بلا العقل لا يوجد أي عقل أو شعور .. الحيوان ايضا يشعر بالبرد .. ولكنه لا يشعل نارا ولا يفكر في أن يبتدع وسائل للتدفئة لأنه ببساطة يعجز بلا العقل عن تحديد شعوره ومن ثم تسميته والتعبير عنه .. وبالتالي لا مشكلة لديه تتطلب حلا .. العقل هو الأساس وبه نتمكن من تمييز الأشياء والمشاعر وتسميتها والحكم بوجودها الذي لا شك أنه سيصبح والعدم سواء لولا وجود العقل الذي يحكم بذلك .. تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل . [/justify]

أحمد الورّاق 12-27-2011 07:42 PM

اقتباس:

* يا صديقي .. بلا العقل لا يوجد أي عقل أو شعور .. الحيوان ايضا يشعر بالبرد .. ولكنه لا يشعل نارا ولا يفكر في أن يبتدع وسائل للتدفئة لأنه ببساطة يعجز بلا العقل عن تحديد شعوره ومن ثم تسميته والتعبير عنه .. وبالتالي لا مشكلة لديه تتطلب حلا
تحية طيبة ..

ليست كل المشاعر صعبة التحديد كما تتصور ، فالمجنون يحدد الكثير من مشاعره ، فيعرف انه جوعان ويعرف انه بردان .. الحيوان ايضا يعرف مثل هذه الاشياء ..

ثم عملية تحديد الشعور ، تحتاج إلى طلب من الشعور يوجَه إلى العقل .. فما الذي يدفعه لأن يحدد شعوره إلا شعوره نفسه و ليس عقله ؟ إذا الشعور هو المحرك للعقل ، والعقل خادم للشعور حتى في تحديد الشعور .. و كيفية ملؤه .. العقل لا يدفع إلى شيء .. بل المشاعر هي التي تدفع ..

إذا الشعور هو الاسبق دائما من العقل . والعقل آلة ، ونحن لا نشغـّل الآلة إلا إذا احتجناها بدافع شعوري ، والشعور هو "طاقة" العقل وبها يعمل ..

اقتباس:

تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل .
العقل من اين تكون وكيف تكون ؟ كله بدافع الاحساس .. اليست من صفات العبقري شدة و دقة الإحساس ؟ وليست آلية وبرمجية عقلية ؟.. عالم اللغة لا يعني علمه بها ان يكون شاعرا ، مع أنه متمكن منها عقليا .. وياتي شخص مستواه اللغوي عادي ، ولكنه يستطيع ان يحلق في سماء الادب والشعر .. و أولى عمليات الإستقصاء التي يقوم عليها العلم هي "الإحساس" بالمشكلة ، والعبقري يتميز بانه يكتشف المشكلة ويحس بها قبل غيره ..

و كل مبدع حساس .. والحدس هو سيد الابداع ، وليست الآلية العقلية الجامدة .. مثل الكمبيوتر تماما ، ولو كان العقل هو كل شيء ، لكان الكمبيوتر اكبر مبدع .. وهو يستطيع القيام بملايين العمليات العقلية في وقت قصير ..

محمد عبدالرازق عمران 12-28-2011 11:54 PM

* حسنا يا صديقي .. لكل رأيه .. ولك علي إحترام رأيك .. واحترام حقك في التعبير عنه .. بل والدفاع عن ذلك معك حتى الموت .. تقديري .. مودتي .

علي عبدالله 01-08-2012 03:05 AM

إضافة لطرح الأستاذ الوراق
 
المبدع .. الأستاذ أحمد الوراق
أحببت أن أضيف لطرحك الرائع , بأن دقة العقل تأتي نتيجة لتكرار التجربة , لذلك فالإنسان يحتاج للممارسة من أجل الإتقان , فالخبرة هي عبارة عن محاولات متكررة تقل فيها نسبة الخطأ تدريجياً , والإنسان في كل محاولة يتجنب الأخطاء السابقة من أجل الوصول للوضع السليم , ونجد الإنسان في كل محاولة يحس بوجود خطأ ومن ثم يحاول اكتشافه عقلياً , وبعد الاكتشاف العقلي للمشكلة يبدأ العقل بالبحث عن حلول ثم يعرضها على الشعور , والشعور هو من يحدد له أفضل الحلول التي توصل إليها العقل , وعلى قدر مهارة العقل في البحث والعرض على الشعور وتحسس الأفضل بموجب اختيار الشعور , على قدر مستوى الإبداع الذي سيصل إليه الشخص , وهذا ما يميز أصحاب الحرفة الواحدة عن بعضهم مع أنهم يمتلكون أفضل الأدوات , فنجد رساماً يدمج الألوان بشكل أفضل من غيره , والسبب هو أن درجات الألوان التي يستخدمها في الرسم كانت موافقة الشعور عليها أكبر , مع أن العقل البشري لا يستطيع أن يخبرنا بدقة ما السبب في أن ألوان هذا الرسام أفضل من ألوان الرسام الآخر ؟ ولماذا اللون الأحمر في هذه اللوحة أفضل من اللون الأحمر في اللوحة الأخرى ؟ حتى في اختيارنا لملابسنا , فنحن نختار الألوان بلا مبرر عقلي سواء في الأثاث أو الملابس .. الخ . وندفع المال من أجل لون أعجبنا مع أن سعره قد يكون أعلى , ولو كانت المسألة عقلية لاشترينا أي لون مادام سعره أقل , وهذا يدل على أن الشعور سابق للعقل , وأن الشعور له قيمة لدى الإنسان أكبر من العقل , وعلى العقل أن يبحث عن الأسباب التي جعلتنا نختار هذا دون ذاك , وقد يعرف العقل أحياناً ولكن حجم ما لا يعرف أكبر من حجم ما قد يعرف . وإذا كان العقل هو الذي يفعل , فعليه أن يخبرنا عن أسباب كل ما نفعل , فأحياناً نرى شخصاً لأول مرة ونكرهه بلا مبرر عقلي , والكراهية هي شعور لأن الإنسان يحس بالكراهية وليس يفكر بها , ونكتشف مع مرور الوقت بأن هذا الشخص سيء . إذا الشعور سابق وهو يعطي تقييمات لكل شيء قبل أن يفكر فيها العقل , فلو ذهبنا إلى بلد لم نزره من قبل , نجد تقييمات الشعور تسبق العقل , فقد نحس بأن هذا البلد مريح ولا نعرف السبب , ثم يأتينا إحساس بأن سكان هذا البلد طيبين مع أننا لم نعرفهم جميعاً , وغيرها من الأحاسيس التي تسبق العقل , ثم يبدأ العقل في البحث عن إثبات لتلك الأحاسيس لينتج له أفكار جديدة لم يكن يعرفها من قبل , وبذلك فالشعور هو عقل يحتاج إلى ترجمة , ونجد الفيلسوف يُنتِج فكرة من مثال , أي يرى موقف إنساني مثلاً , ويحس بأن هذا الموقف يحتاج فهم ليأتي بعد ذلك دور العقل فيفسر ذلك الموقف , وبذلك أنتج الفلاسفة نظريات في لفهم الإنسان بدأت من مثال , أما الإنسان الذي لا يحترم شعوره في هذا الجانب , فهو بحاجة إلى مثال لكي يفهم الفكرة , أي كأنه يرى بالحركة البطيئة كل ما فعله الفيلسوف .

الطفل دقيق في معرفة الأمن والحب مع أن عقله في بداية النمو ـ كما ذكرت أستاذي ـ مع أنها أمور معنوية دقيقة من أين حصل الطفل على الاتقان في معرفة أمور معنوية دقيقة , والسبب في هذا لأن الطفل لا زال يعتمد على شعوره بشكل أكبر من اعتماده على عقله , وعندما يكبر الطفل ويصبح شاباً نجد أن هذا الإحساس في كثير من الشباب يقل لأنه ابتعد عن شعوره وأخذ التقييم من الخارج أو المجتمع , وبذلك يفقد دقة التقييم التي كان يمتلكها وهو طفل . ودقة الطفل تكونت بلا خبرة عقلية وهذا يثبت أن الإنسان لا يولد صفحة بيضاء , بل أن شعوره متكامل , أما عقله فهو الذي ينمو تدريجياً , بل حتى عندما يكبُر فهو لا يستطيع أن يفسر عقلياً لماذا أحب فلاناً ولماذا كره الآخر بدقة , ولو سألته عن سر دافع الحب أو الكره لما استطاع أن يجيبك , وهذه الأمور حيرت الفلاسفة عقلياً مع أن البشرية تحب وتكره بلا تفسير عقلي , ومن ذلك فالعقل يعتبر آلة بطيئة مقارنة بالشعور الذي يقف وراء كل دوافع الإنسان بما فيها أفكاره .

الأستاذ الوراق .. أنرت فكري بكل ما طرحته .. لك أرق تحية

وكل الشكر للزملاء في هذا المنتدى الراقي لقبولي معهم وكريم أخلاقهم .

عبدالله القعدي 05-20-2012 06:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالرازق عمران (المشاركة 98577)
* العقل .. هو اكثر الأشياء عدلا في القسمة بين بني البشر .
[justify]* أحمد الورّاق .. أهلا وسهلا بك في منبر الحوارات وشكرا لك لقيامك بنقل هذا السؤآل الطيب وكذلك لردّك على المتسائل بهذا الخصوص وأتمنى أن تساهم معنا بالمزيد من مثل هذه المشاركات القيّمة .. وأمّا عن مساهمتي بالسؤآل المطروح فهي كالآتي : [/justify]
[justify]* لا أتفق معك في أن التفكير هو عبارة عن حركة العقل الباحث عن حلّ لمشكلة في الداخل .. بل أنني اذهب إلى أن التفكير هو حركة للعقل تبحث عن حلّ لمشكلة في الخارج حتى ولو كانت نتائجها في بعض الأحيان داخلية .. إذ حسب معلوماتي هو أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء وهذا ينفي عن الفكر الأفكار والمثيرات الداخلية .. وبالتالي من خلال ما تنقشه الوراثة والتربية والبيئة المحيطة بهذا الإنسان في صفحته البيضاء تتشكل لديه منظومة خاصة من الأفكار تبلور فيما بعد أسلوبه وطريقته في التفكير ومن ثم يبدأ بتطبيق ما حصل عليه من هذه المصادر في حلّ المثيرات أو المشاكل التي تعرض له في محيطه .. ولهذا يختلف البشر من شخص لآخر في وضع الحلول الممكنة لنفس المشكلة التي تعرض على مجموعة من الأشخاص .. إذ ترى حلولا مختلفة بالرغم من أن المشكلة واحدة .. وعليه تصبح إجابتي للسؤآل : أن الوراثة والبيئة والتربية هي التي تنقش قوانينها فيما بعد على الإستعداد الفطري الذي يولد به كل إنسان على قدم المساواة مع غيره ويسميه العلماء ( الصفحة البيضاء ) .. أعني أننا نولد جميعا بنفس الخاصية المسماة العقل ؛ وفيما بعد تأتينا الأفكار من الخارج بواسطة العوامل المذكورة ( البيئة ، الوراثة ، التربية ) , وهذا ما يفسّر الإختلافات بين الناس في علمهم وعملهم .. مشاركة قيّمة .. شكرا لك .. مودتي . [/justify]

أتفق معك في هذا الرآي فعقل الإنسان يولد

وهو صفحة بيضاء ويتشكل على حسب المؤثرات

التي يتعرض لها أثناء حياتة ....


الساعة الآن 08:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team