منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   شتاتك .. المُحلق بي ..!! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=490)

سحر الناجي 08-13-2010 12:01 AM

شتاتك .. المُحلق بي ..!!
 


* صدفة .. وموعد مبتور
كترنيمة .. يدندن ذاك الذاهل وهنآ على مدن صدري .. كبحة تجترها شهقة وتقضم شفاه الكلم ..
أتمضمض تنهيدة أخرى كان طعمها أقرب للعفن ..زفراتي وفية لك رغم ضجيجها بالأنين ..
وصمت الجدران صاخب والصور تبدو غير مرئية ..
همس النوارس وأجنحتها المعلقة على السحاب .. وهدير التراب .. وغضب الريح ..
أولئك من وضعوك مجددا في جسدي .. روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير
لن أنتثني صخبا , أرخيت ُ السكوت على صوتي وطالبتُ حنجرتي بأن تلوذ للصمت ولا تصدر التنهيد ..
وما أجيده اللحظة .. سوى أن أبث إلى الصمت شكواي حيث رقدت شفاه الشوق على صدري تمتم بالهواجس ..
أمعن في فتورك .. استغرق به وأنا أضمن لك الفراق ..
ثلاث ليال مشطوبة من تاريخ الظلام ..ليال أقصاها الوجع إلى خبايا منزوية حيث قضى جفاكَ مني وطره ...
غبت أنا ولا أجدني .. سئمت أن أجول الوقت بلذة التسلق للآه التي تعرج بي إلى الخواء ..
لا أريد أن أكرهك رغم قلبك المتيبس .. ولن تكون هذه بكائيتي الأخيرة .
لا .. لا أريد أن أنتشي بلحظة ملونة مارة بشبح طيفك .. وعيني تشكوك للضوء الذي جف من غروبك ..عيني الثكلى لمرآك ..لا تزال تبكي ..
ضع وجهك على عيني .. أربت ببسمتك على حدقي الدامع , أخبرني أني بخير
جف حلمي وأسرف في الإنسحاق تحت طائلة الوجع ..العالم بأسره لا أعيره لمحة .....رائحتك لا تنفك تعبث بحواسي
أو علمت أي الخوف نشب أظفاره في لحظتي كي أمنحك بارقة بوح ..!
كنتُ كطفلة تركل الصدفة ببراءة الطُهر لتحظى بحلوى الدلال .. كنت كروض غسله المطر وأنفاسه تنتفض لمجئ الشمس ..
وها أنت تمشي في دمي .. يتطاول ظلك على أرصفة الروح ..حتى تلوح وتطوي المسافات وتدنو ..
هذا هو حلمي .. والفأل قد تملص من أبجدياته .. أراكَ .. حقيقة , ولسنَ سوى سراب ..
أرى حشائشي الشائكة لم تردع خطاك .. قلعتي الرابضة بالحذر لا تنحني بوابتها إلا لقامتك .. وعند الشروق جئت تحمل قلبك وتهمس :
- خذيه .. إنه هديتي إليكِ لتكوني لي ,,,
تتابع قادم

سحر الناجي 08-15-2010 01:56 AM


** احتفال بأنك راحل

من أين تهب الجراح .. !

تلك الظامئة إلى هطول النزف .. والمبعثرة على دهاليز وعيي .. تلك المستلقية بجبروت يتآكل له صبري , جراح قانية .. بحزمة صارخة من الغضب .. وإنسكابات للوجع .. وذكريات .. شتات وتنهدات .. وسقم مرير يعتريني في وحشة بهيمية .. حيث أطياف أخذت تزدحم في أحداقي .. وتركل خنوعي بحزمة من الويل المتناثرة من زمن بالي ..
من أين تنهض أحزاني .. وأذرع للقهر .. تتطاول للتو متأبطة غصة باتت تشنق خلجاتي .. حنيني .. وأنيني .. وليلة لاحت على جسد المدينة واجمة كأنها الموت القادم من العدم ..
ليلة تتمرغ على مروج الأفق .. وتكتظ بهمهمة سوداء لا يبددها الصمت .. ليلة تكابدني أزمانها الملوثة بالشجن .. فيعتريني الذبول ..
ويحي .. من يأتيني بالفرح .. وليس غير خوفي .. والندم .. وكومة من الآهات .. ليس غير أولئك من ينقش رعشاتي ..
أتسلل - كعادتي كلما أضحى الوجع وخيم - إلى باحتي .. أسيرعلى غير هدى .. أجر خطواتي المتعثرة على ممر ظننته بعد آخر لزمن سرمدي في غير عالمي .. خلت أني أمضي في كون موازي بدون كائنات أو أحياء .. بلا مخلوقات كونية , أتحسس الفراغ من حولي .. وعند مشارف الظلال الجاثمة بجانب شجرة اللوز ..أسقط بقامتي إلى الأسفل ..أقوقع جلستي على بلاط بارد .. فالأرض باتت ملاذي .. وليس من ضوء يعانق أحداقي .. ليس من قنديل أعالجه كمصباح لعلاء الدين .. والمارد أينه يحقق رغبتي الأخيرة .. غايتي اللحظة أن أستكين وأن أخلع عني أسمال القهر ..
أرفع رأسي المتخم بالدوار ..أنياب الوقت تنهش وعيي المتلبد بالنعاس ويقضمني مخلب الوهن الى حد التراخي أرمق - كما هو دأبي وللمرة الألف - البدر .. كان يطل علي من هامة الكون بهيآ ,, يستدير على شوارع الفضاء .. يتدحرج بين السحب ضاحكا لهذا الوجود المتخم للويلات .. ثمة أفلاك في العمق السحيق تتزركش بالزرقة والاحمرار .. ومجرات .. ثمة ظلمات فوقها ظلمات كبحر لجّي .. كانت أهدابي تغوص في أنواره الآتية من المجهول .. لذلك شرعت أحداقي إلى عمق الكون أفتش عن نجم آخر بين النجوم .. عن وجه طالما رأيته هناك ولم أتبينه .. وجه بين المجرات دأب على دس السرور في طية الجوزاء أو كوكبة الجبار .. كان ينقش محيا ساخرا إلى جوار الشعرى أو حتى بجانب الدبران .. دوما ينحت على مروج الكون شعاع ملطخ بالغرور .. وجه نحيل .. بقسمات حادة , وأحداق ترمقني بحنو وتغرس في قلبي قشعريرة ..
كأن السماء برحت شاحبة بلا تلك العيون .. كأن أندروميدا بدونه انكمشت على أرصفة الليل تواسيني بسراج زاهر من الفأل الهزيل .. وألوان من العذاب ..
يهبط وجهي من جديد إلى الأرض .. أدفنه في حضن كفي .. ثم أستند بظهري إلى الجدار .. وبلا ادراك .. أخذ النشيج يلتف على شهقاتي وصوتي المكتوم .. دموعي التي تنزلق بين أصابعي .. أحرقت بقايا صمودي .. دموعي والألم .. وزفرة كأنها الإحتضار .. شهقة لجمت لهنيهة البكاء .. فترنحت بالإختناق.. .. قطرات ساخنة أخرى توقظ إنهياري .. ومن بين شظايا عبراتي .. أخذت أتنفس بصعوبة وأنا أجاهد لأمحو صورعديدة ارتسم خيالها على جمجمتي .. صورتك فقط ظلت عالقة ولم تزل .. أرجع برأسي إلى الأعلى وألقيه على الحائط .. أرمق القمر مرة أخرى.. رأيته عابسا للتو .. رأيته يربت بنوره على كتف وعيي .. ويكفكف إسرافي في الوجع .. القمر وصيحات من العويل تفطر فؤادي ..أمحو حتى أحلامي التي شيدتها على رابيتك ..أمحو كل أمنياتي .. وعند لحظة تساوت فيها كل مشاعري .. تجلت سطوتك المطلة على ضعفي .. بوحك الذي تعطر بالعشق ..وأنسام من رائحتك المزهوة .. كانت كلماتك كالماء الزلال حين كنت عطشى ..كانت أحاسيسك يومذاك كبريق أومض كل بقاعي الداكنة .. قلت لي :
- اجعليني عكازك الذي يحميك من العثرات ..
قلت أنفلت من طغيان حضورك : إرحل أيها الغريب .. فلست حلمك .. ابتعد عن قلعتي المسيجة بالويل ..
قلت تتحداني : سأقتحم عالمك .. مهما كانت الصعاب ..
وفعلت .. أتيت فارس يستل عزيمته على أبوابي ليحطم إنغلاقاتها .. أتيت ولم يجرؤ سواك على هذا الحلول .. أتيت ثم ذهبت .. وكان في ترقبي لمجيئك .. أن انتظرت .. وعدت .. عدت بعد أن زهوت بأنك الرجل الوحيد الذي تهادت بوابات عالمي أمام وقع خطاه ..
قلت تجرني إلى عالمك : لنذهب .. ولكن في الخفاء ..
تملصت من يدك , قلت كسيرة : لا .. لم يحن الأوان لذلك ؟
سألتني : ومتى سيحدث ذلك .. إن العمر يمضي بنا .. وحان لنا الرحيل ..
تنهدت أحيطك بخوفي علما : أعلم .. لكنني لن أخرج معك إلا بالضوء .. وأمام كل الجموع ..
هتفت لي : لماذا تصعبين الأمر علي .. ألا يكفيك أني ملكت عليك حواسك ؟
أجبتك باقتضاب والدموع تتحجر في عيني : لا .. لا يكفي ...
نعم سيدي .. لا يكفي , ولا يبهرني عشقك الملوث باللامبالاة .. ولا صوتك الصادح عنوة بإغفاءات السلام .. ولا معانيك التي تزلزل كل أركاني .. لا يكفيني صوتك الممزوج في ذاكرتي .. لا يشجيني ..ولا يغويني أن أكون لك , أنت .. تريدني زخرفة تزين بها عمرك ..وجه شهير يتلألأ به حياتك ..أنت وأنا ..وهواجس تزجر رزانتي .. وواعز يؤلمني .. بأن أبرح مجرد شمعة بيضاء تتألق في عتمات طموحك .. طموح أرعن ما جاء بك إلى شواطئي ..
من أجل البريق المحتضن لأحرف اسمي تريدني .. ذاك المتربص لكل السلام في وجدي .. قدمت من أجل ضياء لي وشموخ على قمم الوجود .. أتيت كي ترص مزيج من شرف وفخر إلى جوار لقبك .. هذا هو حلمك .. ترى .. هل كنت تتسلقني لتصل إلى المجد .. تقفز على سياجي .. وتعدو فوق مروجي كي تنعم بشئ من الرخاء المضئ ..!
سألتك حينها : أصدقني القول .. من أكون بالنسبة إليك ؟
قلت كطفل يتلعثم كاذبا على حدود الحقيقة : حورية .. هيمنت علي بروعتها ..
صحت : فقط ..؟؟!!
قلت لي بحيرة : لا أدري بالتحديد .. ماذا تريدين ..
أريد .. يا عابرآ كل خلجاتي .. يا مارا بهيبتك مدني الحزينة .. أن أكون كل شئ .. أو لا شئ ..أريدك ساعدا أتوكأ عليه في تعبي .. وكيانا أحتمي به إذا ما هبت رياح جامحة .. ألوذ به .. أتلحف بكل قوته في هنيهات ضعفي ..أخالك رجل حط برحاله على موانئ قلبي .. وقام يتسكع بزهوه ويلطم بخطاه صمت طرقاتي .. رجل .. لا يماثله كائن بشري في هذا الزمان .. رجل .. وحده فقط .. لا يخبئني في جيوب عمره .. هو بذاته يقر أني نصفه الثمين .. قلت أيضآ لي ذات مساء صخب بضحكنا وفرحنا :
- أنت .. رائعة جدا ..
ربما .. هكذا تراني فقط .. ربما أن الحب بمنظورك .. كان مجرد ضوء تقتبسه أحداقك من سفوح أنت تخالني جناحك إليها .. تريد أن تحلق من خلالي إلى سطح النجومية .. تعبس حين أدلق على مسامعك بالحقيقة .. تتجهم , وكأنك الضحية وأنا الجلاد .. تصمت وتغيب من جديد .. تتركني لتعاقبني لأنني سموت بك فوق كل الرجال ..
بداية اللاعودة بيننا تجلت مليا في صلفك .. وقسوتك .. وأحيانا مفردات سقطت من صوتك سخرية .. افترقنا وحياة أخرى كنت تأنس إليها .. تفاصيل كنت تحجبها عني ..
ذات فجر تبلل بالمطر .. وعواصف قسوتك .. اعتذرت لتغيبك .. ولكن قلبي عافاك .. حضورك هلّ .. وجاءت معه كل الهزائم .. والاحساس المرير بالإنكسار .. كنت أقسو .. أقرّ .. ولكن رحيلك هو الخيار .. ليتك أدركت ما أختزله من بهاء للحب وإشراقات .. ليتك فهمت .. ياعمري .. يا أغلى الفرسان .. كيف أصبحت بالنسبة لي ساذج تمكر به أهوائه .. وتغويه أحلام تتربص بي لأكون ظلا منسيا ..
ارحل .. فلم يعد للبقاء معك معنى .. ارحل .. كي أتخلص من بقاياك من أركاني .. ارحل لأحتفل بأفول نجمك إلى الأبد ..
تحيتي

سحر الناجي 08-16-2010 08:17 AM


** ما بعد الرحيل ..
ويلٌ يتربص بصُبحي .. ويتلصص إلي خلسة من حائط الوقت ..
الصمتُ أو ما يشبه السأم ..وثُلةٌ من المنغصات ..وبقايا أرق التصقت بوعييي فأزالت إيماءة للنوم كانت تنكس في أحداقي ..
ما زالت القناديل واجمة في أزقة يتبختر - بين عتماتها - الليل , وما كادت الأنسام الهزيلة تلوذ إلى فوج الضوء القادم من المدى .. حتى عم الفراغ شئ من السخونة , وانتعاشة الصباح تنفست بصعوبة ..
ويحي .. مازال الكون كما هو .. يتوالى بالرتابة المماطلة وأنا هنا أركل جسد الوقت بتنقلات عشوائية - تائهة - فوق أرض حسبتها صلبة , ما أعيه - فقط - أنني أمتطي الانتظار الذي تقزَم ظله .. وتسمر في دهليز الضجر لا يحرك ساكنآ ..
أنا لم يعد يغويني الحنين بتسلق سفح الوهم ..ولا أجيد همهمة للفأل أتمتم بها كلما راودني الأمل بظهور الطيف ..أنا .. لم أعد أمتهن سوى التأوه كلما استحضرت ذاكرتي بعضا من المساءات الملونة بالزيف .. أحداث ممزقة من قفار الماضي .. تهبط على جمجمتي بثقل الوداع الأخير ..
أحداثٌ .. ووجهكَ الملتصق بخيالي .. وألم ..
أتراك هناك .. كما كنت هنا ؟
مسافرُ أنت يحط رحاله في أحلامي ..
أحلامي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة .. أحلام وسكرات للهم تنهمر وراء قضبان مسيجة بالزيف .. وظل يرتحل عنوة على تجاعيد حجرتي ..حجرتي التي تنفض الآن من خطواتك .. وقفزاتك .. وألوان ضحكاتك , وهذا الليل القاتم .. وذكرى لائحة لتقطيبتك , بعبوس اجترح ذهابك وأنت تلملم وجودك وتحمل حقيبة الصمت وترحل ..
قلت لي - ذات بداية - تنفي عنك ظلال الإنقياد :
- أنا لستُ كما تظنين , أنا رجل حر .. سليل لذوي بأس في الزمان , ولا أحد يتبنى قراراتي ..
تقول وكأنك في مواجهة مع المجهول .. مع إنبثاقات هائلة من معاني الرضوخ , أو لعلها أسوار في ذاكرتك وعليك تخطيها :
- افهميني .. ثمة أعراف علي أن تجاوزها ..
في أمسية تالية كالطهر صوتك حدثني عن قريتك .. عن سيفك المغمود .. وذاك الشيخ الذي يسكن سفح الجبل , حدثتني عن المطر .. وسيرك التائه في أحراش الليل , قلت لي :
- وتذكرتكِ في تيهي .. وضحكت لمشاكستك .. وعفويتكِ ..حتى تبدد الظلام ..
وفي ليلة تعانق فيها بوحنا , شددت رحالك إلى قلبي .. أتيت من وراء أسواري تسرع المسير إلى عالم كان يشحب فقط من بياضك , كنت حينها مثل طفل يطوف حولي ويعابثني , كنت تنثر روائح الأمل وعيي .. وتقول :
- أريد أن أبقى معكِ إلى الأبد ..
لكنك رحلت .. تركتني وانجرفت وراء الوهم الذي سلبك نحو المدى , تركت حقلي خاليآ من أصداء بوحك ..من طرائفك .. وسخريتك اللاذعة , هنا .. كنت أطل من نافذتي على فجرك .. وهناك .. كنت أكتب معك ترانيم للنجوم والقمرونحن نحلق إلى فضاءات كانت الأفلاك فيها تحتفل بنا , كنت أُسمعكَ بوحي ليشمخ عشقك بأنيني .. ولتصب على حواسي طائفة من الشعر الشهي .. كنتَ وكنا .. فلما ذبلت سعادتنا .. لما انكسرت أحداقي .. أتراك هناك كما أنت ؟.. هل اختطفت حواسك أميرة تشبهني .. هل همست بلواعجك إلى طيف آخر يمثلني ..يحمل قسماتي الواجمة بصلفك , إذ أهرول على متن قلب تلحف بضباب من القسوة .. كان هو قلبك ..
- سامحيني .. أرجوكِ ..
بعد حين من العذاب تقول هذا ..بعد أن شهرت ندمك المغموس بدماء شوقي , وناحت نائحة العمر تبددك من صدري ,, وجومك - يا عمري - أنهار كانت تتدفق على ضفاف حيرتي , وجومك المنقوش للتو على تنهداتي .. وغرورك المترصد سعدنا ..أنى له أن يُبديك سوى غريب مر على واحتي .. ثم حن إلى وجوه بعيدة في جوف الماضي ..
( أتراك هناك كما كنت هنا ..!) .. وأنت تتباهى بدماء ورثتها عن جدك العظيم .. وتلجم انكساري في حضورك , أتراك كنت تقنعني بأن عشقنا كالأشجار التي تموت شامخة , ثم بيدك تنحر عنق شجيرة بالكاد نمت في قلبي وترعرت ..!
وأنت تهمس بنظراتك الكسيرة لأنك لست جديرا بقلب أبيض أضاء حول طيفك وهجآ .. وأنت تقول :
لا أريدكِ أن تغضبي مني أرجوك ِ..!
حل الغضب سيدي .. فأي رجل أنت حتى تُفلسف عناء الأرواح والأفئدة .. أي مسافر تكون إذ تهبط على جزيرتي بوابل من رياح السلام الوقتية ..!؟
أجل .. يا ذهول ينهش ذاكرتي .. ويأكلُ كل فألي ..أي كائن هو أنت ..؟
((( أتراك هناك .. كما .. كنت .. هنا )))
الأفق مازال غائمآ بالضباب .. وأشباح حولي تتنازع وحدتي , طيفك فقط الباسم بينها ..طيفك - وكأني أتمناه - ألق يبدد سرمدية وجعي .. طيفك وأنا .. وصوتك المتلعثم بالعذوبة .. فأجلس .. أسقط ترنحآ .. ثم ألتحف بمعطفك .. أتشمم روائحك .. وصغيرك يدنو مني .. يلتصق بدمي .. قطعة منك تركتها لي كالحلم ..يعبث بأصابعي , ثم يرفع نحوي وجهآ كوجهك .. يسألني ببراءة تشبه طفولتك :
" متى سيعود أبي ؟ .."
أنتفض على مجون الجرح .. أتململ .. وأعُدّلُ من جلستي , يعاود " قلبي" سؤاله بإجابة بيضاء .. ذاتُ النبرة العنيدة التي تغلف حنجرتك :
" سيعود أبي .. أليس كذلك ..؟ "
أتمتم له وحدقاتي تُطاردك في المدى .. ونفحات من دغدغة أمل .. بأنك حقيقي .. وهذا طفلك .. وها أنذا :
" لا بد وأن يعود يوما .. مهما تشعبت به المسافات .. لأننا وطنه الوحيد ..."
تحيتي

سحر الناجي 08-19-2010 12:43 AM


* وجهك ... يستبين
فزعة .. وذاك المُحدق بهامتي ..
سُقما يعتصر قواي ..
كالشؤم .. يعربد ..
ويرعش قامتي ..
سقم .. وبعض ذكرى .. وألم ..
بل .. سطوة ندم ..
ووجه لك على حدقي ..
يستبين ..
كطفل .. كنت تحبو في حواسي ..
كطيف يزجرني .. يلطمني ..
برفق .. بهون ..
بلا عون
ويستكين
طيف يتشبث بقلبي .. ويتعثر
لاهث ..ولا يخبو ..
فقط يعدو ..
فوق أحداقي ..
ويستبين..
ينحت الويل .. على أوراقي ..
هذا وجهك .. أو رماد ضعفك ..
أم هذه روائح الأنين ..!
هذا طيفك
وجهك .. والمدى ..
في المرج أنا ..
بين ركام الصمت ..
و صمت الحنين
ذاك الجدار .. وتيك الزهرة ..
.. في المساء تترنم..
تزهو طربآ .. تينع
إذا ما غردت النجوم ..
وتفشت على الأفق غيوم
زهرة .. وأطيار .. وهموم
والأشجار الواجمة
كموج يصفعها ..
ويندي الجبين ..
ريح صرصر ..
مدغدغا .. أوراقا ..
وغصونا ..
وعطش دفين ..
فقط ..يستشري وجهك ..
ويستبين
عيناك .. وعطرك .. وبقايا همسك
كأنت بدر .. يتضاحك ..
من سطحه,, مطلا
مضيئا
إذ تتجلى .. كلمات في قلبي ..
وضجر حزين
وعتمة .. معلقة على الفراغ ..
حين سقطت الخطا التائهة ..
على جسد زهرة
كانت ترقص في المساء
على إيقاع ملامحك
التي ذوت
حين بات وجهك .. رويدا
لا يستبين ..

سحر الناجي 08-19-2010 03:52 PM

* ما زلت .. هنا
حامت الهواجس بصخب بليد كخفاش يعتلي صارية عتمة و تتوسط أزقة يضيق عليها اللامنظور ..
أرخيت الوعي مليا وجفني يرف كقبضة من أثر رجفة باتت تترصد هلعي ..
فنن هش كسير .. ألقت به الريح في يوم عصيب ..غصن يسقط من خميلة الروح ويتهاوى إلى قاع سحيق ..
يا لسوء التوالي الغائرة في المدن استبدادا وتتماهى على الطريق كمجهول شطرته العتمة ..يا للريح المنطفأة في أنفاسك وهمسك المدنس بالتلعثم حين يُقصي الجوى ..
يا قلبي الذي فر من جوانحي وهرع يستجير بك حتى رافقه حدقي وتعلق في عينيك فأجده يشخص إلي ولا يراني ..
" أسافر في كل مكان وطريق إليك وعر .. لا أستطيع أن أبلغك "
أناوش وجومي ببسمة مارقة ولا تلبث إلا قليلا .. أتنحنح .. وكأني ألطم الصمت بزفرة مدججة بالرياء ..
يخفق ذاك الوخيم حافيا فيدوس جرحه ويتوقف هنيهة ويعود ينبض صارخآ بالوجع ..
الفؤاد .. يرتجف في زمهرير غيابك .. وبرودة الألم لا يجعل للشموع جدوى ..
لا تفارقني أيها المتوشم بي ..ولن تبارحني تعاريفك للهوى الذي قولبته بقانونك الخاص ..
" ترفقي بي ..فأنا عشقت روحكِ ورواحكِ "
كم أرنو إلى الإخضرا في الأشياء الماكثة أمام مدمعي .. سئمت الرمادية .. ولا مناص من البياض .. فقط بارقة عابرة وكفى ..
أستقل الشرود .. وأتمطى في حافلة الهذيان .. أمتطي الذكرى حيث طريقك ملغم بالكثبان ,, ملبد بضباب يكتم أنفاس السفر ..
يتعذر علي أن أطأطئ للريح .. فيلوذ الوهن بصدري ويتوارى خلف ستائر الهوس ..
" سأعاقب نفسي لأنني خدشت مسامعك بقسوتي "
تتسائلك الروح .. كلما تزايلني هواجسي لتتربص بي خلفي وتركل ظلي .. أنا منذك أستعير الجلد ولا أجده مقاسي ..
سقيم شعرك .. فضفاض كمرفئ لعذارى الكلم ولست وحدي من جاسه نهارا ..يحايلني شوقي ويسوقني إليك ..
" أنا لم أقترف كبيرة حتى تنهالي علي بالمقت "
لا بأس ..كل شئ بات غير مرئي .. حتى أنت لا أراك ..
أُنيخ إنكساري وأفلته حتى طوء التراب .. سأدعّي بأني أتسع للإنتظار فليس أمامي إلا أن أرأف بي أنا الخاوية من الحياة وأنت المنفي على سفح الرحيل وتظن أني وطنك ..
ويزداد إيماني بالفردوس المغيب .. وآه لو أستريح تحت تيك الظلال الوارفة ..وليت شعري ذلك الدفء بين طيات عالمك ..
وتعاند رغم سعل الحقيقة كحمى تجوس خلال الشرايين وتتمكن من النزع :
" لا لم أرتكب الزلل .. وافعلي ما شئتِ "
سرمدي أنت بلا طائل من محوك وأنا أرمق فراشات تنقض على القنديل لتحترق .. سرمدي بعنفوانك حين تترفع عن الأسف
ينحسر الفجر عن مخاض متهالك لسراج الصبح الهش وميضه .. وأفياء النهار يبهت وارفها منذ اللحظة ..
قبيل غفوتي أمسك بوجهك وأدسه في عيني ..وأتناسى صرير عنادك ..
فألقي تملصك في حاوية صممي حين بوخزني الشوق..
أنا بخير عدا أن الهم نهبني وسرق نفائسي المنكمشة في صندوق ذاكرتي الفاخر..
أنا أعقد خيوط الوقت على ابهام نعاسي .. أريد أن أفرغ الألم من شرودي المتخم بالخمول..
أود أن أمشي إلى غيهب يغيب حواسي ..
أريد .. فقط .. أن أنام

تحيتي

سحر الناجي 08-21-2010 07:06 AM


**ملاذ جرحي .. أنتَ
محض وجع ..أن يبتلعني الألم .. في منأى عن انتباهة الزمن ..
غريب هو الفراق .. كلما أشهر همهمة تصرخ مقتآ بين طيات القلب ..
دوي للشوق يتباهى برنين يصم آذان الروح ..
وفقط ..متشنجة الرعشات أنا .. جديرة بالتلاشي .. دهشتي ..
أقرضتَ لي :
" كتبت اسم الله على اسمك حجاب "
وماذا بعد ..!
" حين تكوني معي .. حتى لو بصحراء قاحلة .. أخالها جنة "
أتشمم روائح بوحك ..حتى يستشري في عروقي الحنين , أتلقف قسماتك بعينين قرحهما الأرق , وأحمل طيفك بين أصابعي .. حتى يداهمني الصبح بتنهيدة الضوء ..
بعد أن تراخى الذبول على ذاكرتي , شددتُ علي غطاء الصمت وأومأت واجمة ..
رحلتُ إليك .. أجر جسدا خائرا .. حتى أن قواي غاصت في شواطئ كنت تقف شامخا على صواريها ..
هناك .. تلعثمت حيرتي , وأنا أتلفت كي ألوذ بمنفذ يظللني بالهرع من غضب عينيك ..
" لن تغلقي الباب .. سيبقى المفتاح بحوزتي "
وأنا غاضبة .. حزينة .. فعلام تندب لائمتي وتجوس في ذاكرتي بصوتك الكسير ..
" أريدكِ أن تفخري بي أمام ذويك .. وتشمخي بوجودي في حياتكِ "
لستُ أبالي بقامتك التي تأكل حضوري سطوة..
" أنا أجهدتني السنين , ومعكِ تذوقت طعم للبهاء "
وماذا عني .. هل رفاهيتي التي ترسمها ظنآ .. كانت بل بلايا .. هل تعاقبت سنيني بدون رزايا ؟
أقدامك تتيبس على رابيتي .. وصوتك فقط ما يصيح ويعبس في وجه الوقت ..
" دعيني أتنفس زفيرك , فأنتِ أقرب إلي من نفسي "
الاختناق وبادرة بالنواح .. وألجم هبوب لأحاسيس تشتاقك ..هي رفقتي هذا المساء ..
" أحب كل شئ فيكِ .. حتى شجاركِ وغضبك .. أفعل أي شئ كي ترضي "
إذن ماذا اعتراك ..؟
تتلجلج بصوتك كرجل اعتراه الغرور وفقد معانيه .. وتزجرني بإغلاقة الجرح ..
ماذا دهاك ؟
أفرغ رأسي من صداك .. أخلع عليه مرتبة الحيطة .. وحفنة من الشكوك ورائحة للوهن ..وأجوب وحدتي متذمرة من ملاطفتك ..
" سأجعلكِ أميرة تركع لدلالها النساء "
سقطت يدي على جبيني .. فالتصقت بأظافري قطرات لم أحس بمحاجري تسكبها ..
هل رأيت ؟
هذا ما تفعله بي
أجمع ما بقي من صوتك .. وألقي به إلى جانب الباب ..
أخرج .. أهرب ولا ألوي على عودة ..
تحيتي

سحر الناجي 08-23-2010 12:15 AM


* ذات بدء .. بيننا ..
أنثر على وجه الليل .. تبر بلون الرماد
حفنة آهات ..
شرود .. يتعانق والمجرات ..
أدلق .. بضعة من عذابي .
آلامي .. أزجرها,, أكممها, لنعيها شتاتي ..
جسد رحيلي .. المسجى على قارعة الحكاية ..
حكاية قهر .. روائحها تفوح بالمحال .. والغرابة .. وربما الجمال
وعلى حدود جزعي .. هناك .. ونواصي جمجمتي
كنت ..أختلس ضوء ..
سراج أعلقه في حجرة وعيك .. شمعة أبدد بها ظلمة عنادك
كانت قصتنا بلا مثل .. أو مثيل
كانت حلم .. يضئ وجه الأصيل
ثم باتت خرافة .. أسطورة متسلقة لسياج الوهم ..
سيدي .. يا نحيب اعترك صوتي ..
أنين يفر طوعآ من صمتي ..
أحرفي التعبة .. الواجمة
يدلقها شوقي نزفآ على مرآك ..
ماذا دهاك ؟
تدنو حتى قاب قوسين أو أدنى ..
ثم تتوارى وراء أفقي كالسحاب ..
سحاب .. وعذاب
كيف تغفل ؟
وفي مدينتي ..
كاد ظلك أن يفترش الطرقات .. والأزقة .. وحتى شواطئ وسراب ..
أما أعتابي .. فيتوشح وجهك أمامها بالغياب
ولما تنسى !
أحاديثنا .. جدالنا .. وحتى صخب مسراتنا
كنت نستنشق ذات الهواء ..
وتقهقه أيها المار في دمي .. الساكن مروج صدري :
" بل تقصدين .. الغبار الهائم في الفضاء "
أنكس طرفي .. لسخريتك :
" لا بأس .. ساير شاعريتي قليلآ "
وتضحك ..
ويح عمري .. لأنفاس ضحكاتك .. لرنين صوتك ..
فلا تنكر ..هيامك .. غرامك ..ولون شهي لإقرارك :
" لا تكفيني ساعة معك .. ولا سنة "
وفي مساء آخر .. كان في بوحك .. شجن
زفرات تمزق هيبتك .. وسطوتك ..
وأحرفك .. تلطخت بالأسرار .. والطلاسم .. وطلح النوار :
" آه .. لو تعلمين كم أنا مغرم بك "
حقآ ؟ .. إذن لما تركت لي حين الفراق .. القرار ؟
كان يجترحك هواك .. وحين همست صاح صداك :
" لا أريد أن نفترق , أريدك دومآ معي .. وإلى الأبد "
تلجمني بحنوك .. ثم تلملم مجيئك وتغيب
يا مسافرآ على واحات عمري .. أيها الغريب ..
ساعة فقط .. لحظة .. بل ثانية
في إنطفاءتك من زمني .. ينحتها الويل عويل ..
في لامبالاتك .. وزحام أعبائك .. وعذرك الكليل :
" آسف .. أعذريني .. والله مشغول "
أكوام من الأسف .. تذكر وعدك .. لا .. لن أغفر بعدك :
" أنساِك ؟؟ .. مستحيل "
ها أنت تفعل , وتنسى حتى وجيبيي الحزين ..
كنت أنتظرك .. دومآ أترقبك .. والوقت يتلكأ في عيني ..
حتى الزمن بات شبيهك .. عنيدآ
كنت .. أتنهد .. أزفر .. وأخضع لبكاء مرير
أجوب نهاري .. بخطى تائهة ..
ولا تأتي .. لا تكلمني ..
وإذا ما فعلت يأكلني الصمت .. وأنت تهتف :
" تحدثي .. لما كل هذا السكوت ؟ "
نعم سيدي .. تبتلعني في وجودك .. أجواء حضورك ..
فهل تفوهت أنت !
هكذا مضت بنا الأمسيات .. وكم أخاف غدر السنوات ..
أنت في زحام عالمك , وأنا أذبل كورقة أسقطتها الريح ..
يا قلبي .. وأنيني .. يا بدر يضئ حنيني ..
قافلتي توقفت .. تسمرت على مشارف لقيانا .. تحجرت خطاها ..
موكبي لا يقدر على عبور حقولك الشائكة ,,
ولا يأبه العودة إلى جزيرتي النائية ..
وعلى مفترق الطرق ..
تظهر الحيرة بيننا كعاصفة ترابية
كان القدر - ذات صدفة - ينحت عالمنا بالسعد ..
والحبور .. وخاتمة من نور
هكذا كنت أحلم .. وأتصور .. وأرجو ..
أنا لا أقدر على المضي ..
لما لا تأت أنت ؟؟

تحيتي

سحر الناجي 08-23-2010 11:35 PM


ليتني" .. أتحرر منك
صباح يجسني فلا تنسل أنفاسه إلى رئتي ..صباح يلثم الرتابة ويبعث الألم من لحد تكالب عليه تراب الوجع ..الشمس ناعسة هذا النهار ولم تخلع عنها معطف الغيوم ..
الشمس الخاملة وزفير .. وقطمير .. وصرير , ثلاثة عددتها وخيمة ووجدتها تـصل للألف في إنسدال أشباه الكلم الطازج..
أقيم إحتفالا في زمني ولا مدعو هنا سواك..أحاول أن أقلع عن إدمان الوقت بشفاه تتلمظ القهر..مكر حنيني للتو بلغ مداه حين ادعّى التخفي ثم لاح لي على متن نبضة صارخة ..أعي جيدآ أن شفاهي تلوك اسمك ولا ترتشف ألامرارة الفراق ..وأعلم أنك تتوهج وتتضح في الشطر الأخير من الليل .. لذلك أطارح السماء بنظرة استجداء للعظيم : كم أرنو إلى الراحة ..!
وكلما استبقت المرارة مهرولة إلي تعبث بتجلدي .. كلما زاد عنادي للتملص منك ..
في يوم أبتدره بتحايل .. واستميحه أن يمر حافلا بالنسيان ..
لا يجرؤ قلبي على الإطاحة بك .. لا يزداد إلا عنجهية ترديه منبوذا .. فتحاصره شرذمة من اللواعج كي يتنحى عن السيادة ..
في غمرة الصخب والتناوش .. تلوح لي من بعيد وكأنك مزهوا بانتصارك ..
وحدك ,,, ويقينك بتجذرك في تربة الروح .. ما يضنيني ..
سيريالية التلون بزمن خارج حدود .. أمر لا يُطاق ..
حينها .. أترفع عن مجاراة خيالي .. ألملم إدراكي أو ما تبقى منه لأترك لك المكان ..
أقبض على قسماتي المتوشحة بالشحوب وأدسها تحت خماري واجمة ..
أسرع الخطا نحو مساء قد تجتاحه رتابة منظمة .. أو فوضى متقزمة ..كما هي عادة الأيام بمجملها..
وقفت على إتجاه سلكته الريح , ومن الغرب لاح هواء مغبر بعاصفة وشيكة ..
غصة تراءت لي من الدرب المتجه إلى أعماقي ..
لذلك قفلت عائدة .. إلى بداية ليلة توهمتُ أنني سأصنع فيها حُلما ..
ولكنه حلم لا يخلو أبدا من تفاصيلك ..
لأنك ماكث أبدا في شراييني ..
تحيتي

سحر الناجي 08-25-2010 12:45 AM



* شوق يتربص بقلبي الدوائر..
طفولتي - التي كانت تروقك في أمسياتنا المترفة بالفأل - ها هي تقضي نحبها في هزيع الفراق..
جسدها يتحلل إلى سكون وخواء .. ورفات عفن لم يكن يجرؤ على استوطان بقاعي قبل الآن ..
امنيتي تتلوى في خاطري ب (لو) ..و ( ليت )
لو أنني جمعت رائحتك في وعاء فضي .. ووضعتها على رف ظاهر لذاكرتي ..
ليتني لملمت حديثك من المدى وغزلته دندنة ترفرف على روابي القاتمة ..
وتلك التقطيبة التي كنت ترمقني بها عند حلول الغضب .. بت أحن إليها , ألى حد الحلم بكونها محسوسة منك أتلمسها ..فيكفيني ..
ويحي .. بت أنسى ملامحك .. حتى صوتك الذي نُحت راسخآ على سمعي .. بدأ يذوي ويتلاشى ..
ومشيتك المتبخترة على أرصفة مدينتي .. ها هو ضباب وسواد يلفها حتى توشك على الأفول ..
ولا أنسى أبدا كلماتك الهامسة .. ووشوشتك النافثة في أوراق عمري , لكنها .. ( أيضا ) تتحول إلى همهمات لا أدرك منها حرفا ..
هذه هي مرآتي .. ذاتها .. مرآتي التي كنت أنظر إليها ولا تعكس لي غير صورتك .. تظهر لي للتو - ورويدآ - وجه لمخلوق بلا ملامح أو قسمات ..
بدا لي أنه وجهي ..
هل بت أنساك أنا .. هل أنساك حقا ..؟
ليتك هنا لتُجيبني ..
تحيتي

سحر الناجي 08-26-2010 08:10 AM


** من مثلكَ ..؟

ومن كأنت .. يرتديك قلبي حُلة نسجتها من خيوط عينيك ..
ومثلك .. في الكائنات .. كحبة أينعت دوحآ على رابيتي القفرة من الحياة ..كأزاهير الهمس التي تنامت ونامت على كتف الحناجر الخضراء ..
أنت يا شطري الغائر في البعد , أمشط القمر بعينيك .. وأرتكب من الظلام سواد أكحل به أهدابي الشاخصة إلى خيالك ..
لا وطن لي سوى قلبك .. وحين يتلبد بي الجفاف , وأشتاق إلى مطر ابتسامتك , أفتش عنك في ضحكات المساء ..
أجد في البحث عنك بين طيات مساماتي ..وعلى وجه جدتي المأفول بالحنو .. وصخب الغلمان في حينا .. وشجار العصافير غادية بطانا .. وخماص الجائع المعتر ..
ومثلي ومثلك .. كيراع أو بتلة انحازت صوب الأنسام الطربة فأثمرت عطور عاجية ..
قلت لي : ملك لكِ أنا , فاصنعي ما شئتِ ..
كنت أسبح في عينيك وأحتمي بدفء أهدابك .. كنت ساقيتي وجنتي الأرضية .. وكائني الفضائي ..
حزمة ألق أنت .. تتخطى الحواجز لتتخذ من عيني مسكنا .. أمتثلك وأستعذب هيبتك حين يتخمني الضعف برتابة لا تطاق ..
تشمرالدنيا جمالها في حضرتك , ويصطف على وجه الغيم ..حاشية الضوء القادمة من القمر ..
السعد / والرعد / والرعد / والوعد , تمسي كائنات تجيد إلقاء الفرح لأنك بقربي ..
حتى أنسامي المكتظة بالفتور تغرد زمهريرا على وقع خطاك ..
والأسطورة التي ينبضها قلبي .. ليس سواك يا أميري من يبللها بالفخامة ..
سيدي .. ومليك قلبي أنت ..
من مثلكَ ..!؟

سحر الناجي 08-27-2010 12:15 AM


* أنت فقط ...
الحلم يرتدي البهاء على قاب خطوة من قلبي , والوجيب يتوشح بإثمد استورده من حلكة الفضاء .. كي يعلن همزآ جديدآ على قارعة النفس ..
كانت فرحة نبضاتي , وتستشري بتؤدة وهي تقاسمني رحيق عينيك الذابل نعاسا ..
هي خلوتي .. وغفلة يجترها الوقت على ناصية دبيب لهفة يزحف إلى رأسي , فأراك شاخصا إلي بالحنو ..
تحملني أمنية على جناحها وتحوم حول الزمن الذي غيبك في زحامه الأهوج .. أفتش عنك ..
أنصت مليآ في أرض اليباب لصدى أنفاسك التي تتشبث بذراع وعيي وتكمل معي الرحيل ..
أيها الهاطل على مداي بحفنة من البريق الوافد من شبابيك مجرة زمردية في الكون ..
يا طيش يتماوج على جزيرة , أنت وحدك ربان سفينتي اليها .. أنت الفارس الذي يمحر بي عباب الحلم في هنيهة زمان سقيم ..
أنصت إلي متجهما ..أو باسما , لا يغريني تلاحم قسماتك بالمعاني ..
أنصت إلي فقط .. ومليا ..
يحتاجك قلبي نبضآ يزدهر بصخب الإبتهال حمدآ للجبار لأنك منقوش على جداريات ذاتي ..
يرنو إليك حدقي لأمعن في إطلالتك بخزة تغنيني تفحص كل الجمال في الكون , فأغلق العين وأنت وحدك بصرها ..
تهرول في حواسي ولا تتوقف وتستغرق في التسكع وتجيد أن تجعل دمي يبكي كلما تمهلت تلتقط أنفاسك على رصيف الروح ..
ما هذا السفر بين طرقاتي المدمنة وحشة وآلت إلى طريق تنحته خطاك رجفة في أوصالي ويمسي لون زفيري أخضر ..
ما بال الجبل القابع بعيدا ينهض على كرسي المدى ويلوح لي بمنديل السرور ..!
أنا أجهل نهاية رحيلك في مدني ,,,
ولا آسف على مكثك ..
ولكني أستجديك بأن تعتق ذهني من هيمنتك , حتى تستهلني طقوسي الرتيبة ولا أبدو مشتتة للأحداق الفاغرة دهشتها لمرآي ..
أحداق وأفواه تلوك تفاصيلي وتنتحل الفضول كي تفضي إلى أسراري وتلقي القبض عليك ..
اعتدت عليك وأنا أضمك إلى شرايني وأهم بأن أجعلك نصيف الروح , وشطر الحياة في عمري ..
نسجت لنا شرنقة حريرية تدور في فلك السعد ولا تنبشها أصابع العيون المارة صدفة على شاطئي الذي برحت أنت محاراته ,,
أمسيتَ وصفاء موجه وحتى الغروب المعتكف على صدر المدى ولا يرنو إلى صحوة تحرك فيه ضوء صاخب ..
أنت كل هؤلاء ..
أنت .. فقط .. عالمي ..

سحر الناجي 08-28-2010 04:44 AM


** ذات عرج
في دهليز أخرس الضوء وشاحب القسمات أمشي أنا .. أتلمظ خطواتي واركلها بفتور على الأرض التي ترمقني بحيرة ..
تحاصرني أنت كظل فكتوري النبضات .. وطيفي يحمل قنديل الفأل ليتبينك وسط عتماتي ..
رويدك علي , فالأرض باتت عهد قديم .. والزمن ساخ في حفر من الماضي ..
لا زلت أنت المهيمن .. وتوهجك بين مدائني الصاخبة , وعلى أرصفتي الزاهدة للتعثر ..كنجم يغدو غربة على طرقات الكون, وعلي أن أقتنصه وأزج به في قفص العيون ..
ولازلت تائهة بين الحلم ومراسيم التمني وانتباهتي تصخب برقص مجنون وهياج لا يكف إلاعن الوفاء لك ..
سديم أنت في بقعة منحازة للسماء ولا تشرف على روابي إلا ذات حسرة .. أرى قمرك جليا وهو يمد إلي أصابع الضوء كي أكره الظلام ..
ولو زججت بدهشتي في عينيك لأشحت وعيك عني لا تريدني أن ألومك ..
وطال الأمد وانت لا ترتكب الحضور ولا تقترف غواية القرب ..
" قبلكِ لم تكن الدنيا دنيا , وبعدك لن أعتاش إلا على طيفكِ .. وأنت الحياة بينهما "
تنسل عثرة من قدمي , وتنثني قامتي . أطوي ساقي الناظرة إلي شزرا والم يجتاحني كتفشي الضباب .. ولا أطيع السقوط ,
تمتد يد الفراغ تحتضنني وتتعلق يدي في نتوء للجدار , فينسدل شعري المتطاير ويلقي القبض على خصلة منه حافة اللوحة الكبير ويشدها بقسوة .
فيندي عني صياح لشدة الألم ..
تعوم في عرقي رعشاتي وأنا أشعر بوخز أسفل ركبتي , فأحاول السير مجددآ بعد أن أطلقت سراح شعري من أصابع الإطار ..
ويحي غائمة أنا / هائمة / قائمة / دائمة الآه ..والنخزات لا تفهم وجعي فتستشيط على خطوتي وتزأر ..
أهذا ليل أم صرير لأشباح الليل المندسة في جمجمتي ..
أهذه أنا .. أم أن روحي مضت معك وتركتني جسدا هامدا ها هنا ..
وتلك الجدران , ما بالها تأزني وكأن قبضتها تتكور في مكان ما من سطحها الأملس وقد يلكمني ..
يمزقني أنني لا أستطيع أن أمسك بياضك الآن لأشعر بشئ من الأمان ..
لا أنهض مرة واحدة .. بل رويدا ..
أغمض عيني وأتمسك بحبل الله وقد أغرورق صوتي بالإختناق : ربي .. ساعدني ..
حين أرتكز بظهري على الباب أتحسس نبضي فإذا به هلعا صاخبا ويفر مذعورا من شعور متوحش ويسكن صدري ..
أنين أطرافي يكفيها أنها تتوقف مليا على صباحات وجهك وتتنفس الحنان من عينيك ..وهذا ما يجعلني أهدأ قليلا ..
تسرق أحداقي من الفوضى لمحة فتتوقف على عقارب السعة المرتخية ببرود والمشيرة إلى الثانية صباحا ..
تستيقظ نية في قلبي وتطل برأسها من تحت غطاء النبض وتتمطى لتلهمني بالصلاة ..
مازالت قدمي تعبة وتنظر إلي من وطأها وترجوني الراحة ..
لا أطيعها .. أشيح بعزيمتي عنها وأمضي بخطوات تصرخ وتدوس على عرجي .. وأتوضأ ..
في الثانية والنصف .. كنت هناك .. أسجد أمام العرش ونشيج صلاتي يدوي في الملكوت :
إلهي إغفر لي وله .. واجعل ما بيننا مباركا إلى يوم الدين ..
تحيتي

سحر الناجي 08-30-2010 06:45 PM


* أو تذكر هذه اللائمة ..!!
إنني في هذا الأوان ..
في إنهمار الويل .. وتعنت الزمن , في دقائق تفاصيلها سواد .. وأفكار مثل نيران يتلظى بها وعيي ..هنا .. على شواطئ الذهول ..
الآن .. أحمل ملامحي الباكية .. وأمضي .. أرحل , في غياهب من الحيرة والعجز والإنهيار ..
أجرجر قسماتي الدهشة وراءي .. وصمودي المحتضر .. وبقايا من شموخي , ألملمهم جميعآ وأنغرس في وجه المدى , حيث سراج النهار ذليلآ يخفت ويذوب في حضن الظلام ..
كشبح برحت أنا .. تجهده همهمة المحن ..شبح بلا ظل .. كائن غير مرئي , أعياه هذا القلم .. حتى النخاع ..وصفع القلم
مازلت شامخة أقاوم سيل النوائب ,, ولكن ما أعيه الآن أن دماءي تصيح , وقلبي جريح .. وينزلق واهنا إلى سراديب حناياي ..
قلبي يتوارى من هول الخطب .. يتوقف شللآ لسقوطي .. وعثرات الدرب ..
ولكن سيدي .. لاتبالي
حتى وإن لوحت إليك بتلك العبارات ..حتى لو سال مدادي لومآ على متن الصفحات ..
لا .. لم أكن أقسو .. أو أنبش مكنون معاناتك .. لم يكن همي سوى استحضار الصلح لذاتك ..
فلا تبالي .. لكوني مرآتك .. مرآة مشروخة فشلت في تحقيق صورتك ..مرآة ضبابية أنا .. أردتك أن تبدأ من جديد حطواتك ..
مددت لك جسرآ من الحقيقة ,, ولم أفلح .. فلا تبالي ..

** غضب
وحيدآ يأتي ..
في جسده سرب من الأقمار ,,
حالكآ ..
على نواصيه .. قهر .. وطهر ..
وأنوار ..
ليل .. وويل ..
بهيمآ.. والسواد ..
كوحش سرمدي ..
ليل .. لا ينجلي عبوسه ..
قاتل .. يداهمني .. يظللني
ويفترش وجودي ..
يصفع صمودي ..
ليل .. ليس كمثله .. ليال
أنظر إلى عبراتي ..
تدفق رعشاتي ..
وتلك الذكرى ..
تسقط في رأسي وتعتلي ..
تتدحرج ..
تتجمر
في روحي وتصطلي ..
هل غضب هذا .. أم عذاب !
ويحي .. أم تراه سراب
بل غضب .. وحزن .. وعويل
وغرق
وفرق ..
صبر جميل
نازفة .. دامعة ..تيك الأمطار
قاتمة خاطرتك ..
وخلف المعاني .. أسرار
غضب .. وتعب ..
وغم وراءه غم ..
وضياع .. وشرود .. وهم
شرخ للتو .. ما يجتاح سوادك ..
جرح ينزفه .. صوابك
وانكسار
غضب .. وتأبى من يجاريك
تسكب الكلمات .. تلفظها ..
تجملها .. تزينها
هكذا .. دواليك
غضب .. وعبث للظنون ..
ورعشة سكون ..
أو تسأل من أكون ؟
أنا يا عابرآ ذاك الطريق ..
يا باعثآ .. صبري الغريق
بنت يثرب أنا
سليلة العزة . ومن رنا ..
أنصارية .. فارسية .. رومية
في دماءي عجب
في عروقي ذهب
لأني بنت ذاك الحي ..
من العرب
هذه .. من أكون :
تعب .. ووصب .. وغضب
أجل .. غضب .

تحيتي

سحر الناجي 09-03-2010 10:12 PM


* ماذا قلت..!!
أزلق إلى حلقي قطرات من التنهيد ..
فبدا مرا وخاوي الطعم .. أجل خائبة العطش أنا ..محشو صوتي بالشهقات..
استرقت قدمي خطوة إلى ركن مبحوح الصمت .. مكفهر الضوء شاحبه ..
ركن وخيم مكتنز بأهاتي المعلقة على الجدار وتحت الكرسي الذي يضع ساق على ساق ,
وعلى جبين نسمة مارة ومعصوبة الإنتعاش .. فتشبث صوتي بها وغاب إلى حيث لا ألاحقه ..
هنا .. لملمت همساتك ووضعتها في وعاء فضي كاد أن يرمقني شزرآ لاكتظاظه بك ..
أمسكتُ بإقرارك ذاك بأطراف أصابعي وقربته إلى وجهي ألثمه ..
كان صوتك حينها مرتعشآ / مرتبكآ / متلعثمآ / يذرف الشموخ المترنح بعثرة بوح صادحة ..
قلتَ لي : ليس علي أن أترجم كل خلجاتي إلى كلم , يجب أن تفهمي كل ما أود قوله ..
قلتُ باستياء : صدرك مشرع للخالق فقط , ولا يعلم خفاياه إلاه ..
وكأن الحرف وأعوانه اصطفوا على متن حنجرتك وتراجعوا القهقري فرارا إلى الصمت ..
قلت بدهشة : ها ؟
قلت تتنحنح وكأنك ستزف إلى خبر أليم : أ ن أ .. ح .. ..
وساد بيننا صمت لا أذكر تفاصيله ..
ولكنه بقي بيننا كجدار للحياء , مازال لا ينثني ولا يسقط لمعاول الوصل بيننا ..
حتى برحنا كالغرباء ..

سحر الناجي 09-03-2010 10:14 PM


* لن أبارحك ..
تباغتني أمنية هرعة تتمسك بطرف لوعتي من مخالب الشتات , وتهمس لي من خلف سور الليل : بأنك قادم لا محالة ..
بأن الطرقات الغائرة في البيد , تنتحب الضباب المهرول في حضرة السعد وحاشييتك أيها الأمير تنحي الوجوم عن سلطة القسمات ..
جواريك .. وغلمانك يتقدموك بأزاهيج القصيد أيها الشاعر لتتخذ من مجاورتي إلهاما .. ومن ملامحي المنكسرة لك حياء مداد يدلق كل لوعتك ..
مكثك السافر أصيخ له إحتفاء رغم ذعري المطل من بين أنتباهة ماجنة وأخرى .. من بين غصة تلوذ بحنجرتي هائمة على وجها من موانئ صدري :
بأنك مجرد إكليل لجبين قلبي .. وماساته سراب ..
ينكل بي الشرود , ومبثوث هو وعيي .. مشطور , وأحس بوخز في حواسي ..وحدقي يتجمد إلى حد أتوهم جليد البصر ما عاد يميز فارع القرار قويمه ..
أقتات من بارحة زفير تتهيأ للولوج فأبتلعها , وأتصفح ورقة أخيرة من عبوسك الذي زجني بين دفتيه ..
أي جيب هي ذاكرتي , حين تتخم بك وحدك وتهمش كل ما بقي من الحياة ..
أي شرخ يتعرج على مرآتك منذ أن هيمنت بواقيك وأنامل هيبتك على نواقص شموخي ..
آيل للسقوط فرحي . وكم تملكتني الظنون التي شاءت أن تنجلي وتخفي نيتها لكسر بلورة العشق الرخيم ..
أهي عرض كي أعتاد الألم مرة أخرى وعلى رصيف لمدينة تسقط أرصفتها وتتهشم تحت تيه خطواتي ..
وذلك الفجر الذي عصب نوره بوشاح هزيل وراح يولول على مسمع الشمس ويطلب غوث بإشراقة جديدة ..
بات رفيقي , غير أن سجاني الظلام وضعني في زنزانة قضبانها من أحزان حادة وأضلاع هشة الضمر ..
لا أريد أن أغادرك , مازال قلبك مملكتي ,, وصدرك جنتي التي أتذوق منها أطايب عشقك .. وحبات من عنب أنت كل مذاقها المدهش ..
لا .. لن أبارحك يا شاعر البهاء .. وسأبقى لصيقة الحضور بقوافيك ..
لا .. لن أبارحك ..

سحر الناجي 09-05-2010 04:27 AM

** طيفكَ .. وأربعة وجوه
أُحار أنا في أمرك .. في وجودك المبتور من كفوف حاضري .. ولا أجيد التصفيق بأصابع شُلّ أنينها.. أجل ..لا أجيد الحراك ..
روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير .. روح تشرأب بعنقها على سقف الشعور .. روح وتناوش بقية جلد هشة في دمي ..
القلب الراكن يتساوك النبض هزيلا . .ألتفت ومزمار إقراري الملامة . ألتفت رغمآ عني إلى طيفك :
أقبل إلي طفل يعابث ضحكاتي . أقبل وأسنانك تشي ببياض يطل من حدق الشفاه .. أقبل , وتسحبني اللوعة إلى محبرتي لأشي بك ..أصل إلى جداول دغلك .. ونخيل قد تساقط رطبه .. وقصر كان مشيد ليهيم بين السحب ثم أمسى أثر بعد عين..
الغضب أو ما يوازيه من دخان للقهر , ينزلق إلى سرداب عميق من ذاتي .. حيث إنتكاسة للهم تتعاظم وتتمحور على دروب الروح ..حيث هناك أنا بلا ظل ..
الغضب يمسك بتلابيب أمنية بريئة .. كانت تتسكع بروية وتشدو ما هو آت .. يلكمها .. يبعثرها .. يكومها حتى يرديها غائمة بالإحتضار .. ويعود أدراجه إلى جمجمتي ..
الغضب وفراغ يمتصني .. أشعر بخواء في قلبي .. ولم يعد في حدقي سواك .. فاهجرني مليا .. أو تنح عن ذاك الخيال ..
لا أقدر على رتق هذا الشق ...لازال دمي يهرول ملبدآ بملامحك.. يضخك الفؤاد لتنعش أوردتي ...أخالك تلوذ فرارآ كسفينة تكسر المدى وتشرخ وجه البحر ..ك " يا إلهي " تندب شهقتي فتات ألمي ..
من زحمة التعب خرجت بخفقة مائجة بهفوة الآه ...ونهاري الذي خبا بلا لون للتو.. وخطوط القيظ تعمق تجاعيده العابسة .. يستلقي في لحد الزمن ويموت ..
يشق علي هذا الغياب في مدى الهجر ....وكلما وجهتُ شعوري صوب اللامبالاة أجدني أكثر تشبثآ بإستحضارك ..
خمسة وجوه تستبين حين غرة .. طيفك كان يطل من أكتافها ولا ينبس بنظرة ..ينزع صمتك إلى إطلاق زفرة , وبدلآ منها علقت إنكسار على عينيك شديدة الذبول ..
كنت أعد مائدة للكلام وأزينها بباقة بكاء..
وفي دورق اليقظة سكبت ماء الدمع ونسقت الكاسات الحزينة على سطح عيني ..
الوجوه تبعثرت على كراسي الغيم ..
قال أحدها يلطم كرامتي : ها قد حضر الند فما ترين ؟
وأشار آخر لي بنظرة انسلت من يده .. أن تروي ولا تقطفي زهر الندم الآن ..
وتحرك الثالث نحو قلبي وهمس باستجداء : ترفقي .. إنه غائب عن الرشد ..
والرابع لم يحرك ساكنآ , فلم يبق سواك أنت يا منكس الرأس وتذرف أنفاس على وجنة الفراغ كالحمم ..أنت فقط تراوغني من وراء ظهر الألم
أدحجك بتهور: إليك عني .. دعني وشأني ..
تصخب الوجوه وتتوجم .. ويذوي شهيقها مع صوت بعيد يدنو من حواسي ..
صوت يهاتفني بالطهر داعي السكينة هو: حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
المجلس انفض في عيني .. ألملم الوجوه وأجمعها براحتي مع طيفك .. ثم أدسكم تحت وسادتي ..
أنهض لأقف أمام من لا تأخذه سنة ولا نوم ..
أقف وأنا أتلفح بالخشوع .. حتى أستعين به عليك ..
تتابع قادم
تحيتي

سحر الناجي 09-06-2010 12:09 AM


** قصيدة .. أنت قائلها
تهيب بي أن لا أبتعد .. تنسل الغيرة المجلجلة من عجيب سلوكك وتسكن قلبي الذي استقبلها حائرا ..
في القصة ذاتها , دومآ نتشاجر , لا أستسيغ عذاب يجرني رغمآ عني إلى المقارنة بأخرى ..
وأنت الذي قلت : لا توجد امرأة في هذا العالم تشبهك ..
أقرضت لي شعرآ , عن قلبك المكتظ بي .. عن الحب الذي لم تعرفه قبلي .. عن أحلامك القادمة وأنا برفقتك ..
همست : عاشق أنا لك حتى قبل أن ألقاكِ ..
حقآ ..! ولكن سيدي ما أعيه أن الهوى يضع المحبوب فوق الأسماء في لوائح الشعور ..
ليس بعشق ذاك حين تعاملني ببذاخة العشق وتعاملهن بغجرية المحاباة والخجل..
كلما اختلست كلماتك - إليهن - النظر نحوي , أيقنت أن غيوم الغضب قادمة من أفق الأيام وتحمل بين ثناياها مطر عربيد حارق ..
محير أكثرك , متزمهر بعضك , لا آبه لترنحك ..
ففيك ينبعث الألم مع رائحة التبغ وكنا ذات طهر في برج من سفوح السعد ..
وعلى حين غرة ..تلكزني لبرهة , تنظر إلي وتجتثني من وعيك , تغادرني عبثآ ..
فأرفع أكف الإستجداء : أنا لا أخالفك إلى ما أنهاك عنه .. ادن .. وعلى مقربة من قلبي أحملك رسالة لقصائدك ..
لامرأة أخرى تتسكع على أطراف قوافيك تدّعي السمو بأغبرة التزلف . وتفتح فم سذاجتها لوسوسة الزيف ..
لقلب حائر على الجدار .. هو قلبك , لخفقاتك المطوية شتاتا ..
لم تقل أني بخير .. ومضيت دون خبر ..
جئتَ فزعآ , قلت : أي شئ هذا الذي تركتيه من حرفك .. ماذا حدث .. ألسنا بخير ؟
لا .. لن نكون كذلك حتى تبعد تلك التي تقف وراء أسوارك وأنت تماطلها شفقة دون أن تجرؤ على مواجهتها ..
- صدقيني . لا شئ بيني وبينها .. هي مجرد امرآة تحب حرفي .. ونحن بخير صدقيني ..
أآلآن ..! وخجلك من ردعها حري به التسرمد في الضباب .. وأنا أقبع في رعشاتي خائرة الرجاء والقوى ..
ألاآن .. ومساماتي تضيق بقطراتي المتصببة فزعآ ..!
أألآن يا سيد نبضي , تزيح عني ركام الإنتظار .. والغيرة .. وأعواد من الخوف .. , ولم تفلح ..
قلتُ وأنا أنوء بكل حزن العالم : لا أدري ما أصابك !
سألتني كالمجنون : ماذا أصابني ..! لا شئ .. ابتعدت قليلا رغما عني ..
أجبتك وأنا أكابد دموعي : أنا متعبة جدا , ولم يعد لي قدرة على تحمل هذا العذاب ..
قلت بصوت مرتعش : لا يا عمري لا تكملي أرجوك ..
قلت لك بحزن : ربما .. الأفضل أن نبتعد ..
وجن جنونك , وتحولت إلى طفل متوحش , يريد أن يكسر ويحطم كل ما تتناوله يده ,
قلت لاهثآ تعلن قرار ملبد بالقهر : لا .. لن يحدث هذا أبدآ , وأعدك أن أكون كما تريدين ..
أومأت أنظر إلى أصابعي التي كانت تعبث بطرف قميص :
- حسنآ .. سنرى ..
أجل .. الأيام بيننا .. وسنرى ..

سحر الناجي 09-06-2010 05:51 AM


* قد .. لا أدري ..!!!
على أطراف قلبي .. أبتعد ..
ولا أتجشم عناء الصخب .. وقد حسبتك بدرآ يلهج بالضوء في باحتي ..
على هدب الروح .. يتفشى إثمد الوخز فتخور القسمات وتنحني الحنجرة وتجهش بالزفير ..
أندس بين أوردتي أفتش عن بقاياك .. أنزلق مع قطرات تأخذني إلى مجاهل الذكرى ..
لا أرى قبس من نار أو نور وأنا أنسل إلى سرداب العتمة ..
لا أتبين وجه العذاب وهو يتلصص من نافذة كانت تصرخ بالظلام ..
وعند منحدر الروح أتعثر .. واترنح .. وألوذ إلى إستقامة مباغتة كي أتلمس الطريق ..
فقط هشيم لمرآة .. ظللها الزمن وجعد إطارها فهمهم الغبار ينهش سطحها بأظفاره المدببة ..
يقضمني الحزن .. يتركني أشلاء وأنا أحدق في محيا كأنه شبح هزيل يتراكم حينا ويندس في الخفاء ..
وجه يجهش بي , ولا أقف على حقيقة تكوينه أو ماهية قناعه ..
وجهي يطرق على العتمة , وأبواب الأفق تترنم بصداها المجنون ..
رعشاتي المخمورة يلمع حضورها , وصومعة الفأل لا زالت مغلقة أسوارها حتى حضور الشمس ..
أحجار تتكوم على أعتاب قلعتي , والريح ترفع في لهفتي رماح العودة فتلوح جنود القهر من أسياج الرحيل ..
يبرق ويومض ويسطع وخز مرير على صدري ..
ثم يكور غصة ويدفعها بقسوة إلى حنجرتي التي تقف جانبا ترقب مرور المرار على أحبالي المجهشة ولا يتملص منها صوتي ..
عيني ترف .. وترفرف فأمشطها بإغلاقة كامدة بالقهر وأشرع نظرة مسومة إلى قنديل أجش النور..
قنديل بشعاع لا يخبو غير أنه يلوح إلى الدمع الأخضر ويستجديه أن يكف عن الهذيان ..
لأجلك .. ولأجل الألم حيث يسطو وبمسي مارد أرعن ..طويت تنهيدي الناعس وصففته في جيب شفتي حتى يخلد إلى أنفاس هادئة ..
لماذا يدب في أوصالي الشلل ولا أقوى على صفع تلك القسوة المزهوة على وجه الفراق ..
كيف نبست شفة الصدفة عبر موائد الكلم بهذا الخواء الذي يرثي قصائد لك لم تر النور ..
أبحث في قوافيك عن فاصلة تميزني .. أو تتهجاني .. ولكن وجهي في أبياتك كانت نهاراته مطلية بالغياب ..
لذلك قفلت عائدة إلى ظنوني ..
يا بدرآ يضئ عمري ..

سحر الناجي 09-06-2010 10:05 PM


* شجار مع الصمت
الصمت ناقم : ألن تعيريني صوتك ولو بزفرة .. لقد تعبت من جلسة القرفصاء في مساحتك أنتظر كلمة من قلبك الملثم بالهزء ..
لم أجبه , التفت برأسي أزم شفاه لامتعاض تراكض مختالا على وجهي ..
إلى الجهة الأخرى حيث الليل يحمل عصاه الغليظة ويرعى ثلة من العتمات , ويهش على كل ضوء عابر ..
الصمت : أجيبيني ..
هذه المرة أحدق قي الغيوم التي توشحت هزالا وعبرت با بتساوة وأهية , أشارت إلي من بعيد فلوحت لها مودعة بحدقي ..
الصمت : وبعد .. آمان آن لهذه الكلمات أن تطل وتقطع عني خيوط الضجر الخانقة ؟
تناولت أصابعي كتاب كان يتدلى نصفه على حافة الطاولة يؤرجح غلافه ويكور صفحاته المجعدة تحت رأسه ..
الصمت متأفف : لا .. إنك تعانديني .. أجل تعانديني ..
لم أحتمل إلحاحه فنهضت من فوري ورميت بالكتاب على المقعد حيث تأوه ونظر إلى مغاضبا ..
وقبل أن أغادر المكان التفت وقلت للصمت هامسة :
ستبقى هنا .. سجين الجدران حتى يأتي ذلك الفرح الذي أنتظره ويركللك بصخبه بعيدا ..
وخرجت وصفقت الباب خلفي ..
ولكني كنت أحمل وجهك في جراب علقته على كتف قلبي ..
تحيتي ..

سحر الناجي 09-12-2010 12:55 AM


* كل عام .. وأنت في قلبي ..
قلبي يزم شفتيه ممتعضآ من محاولتي إبعادك .. فأحايله بضحكتك التي أخبئها وراء ظهري , فيهرع نابضا فرحآ...وذهولي جائع لكسرة وعي ..
لذا يمعن باحثآ عن عشائه الطازج في الحواس ..وعلى مائدة وجهك طفق يلتهم الذكرى بنهم .. ولم يعد مكترثآ للأفول ..
جليل عمري بك ولا شائبة تسوده , جميل وإن كان موشوم بوهم من الوفاء .. عديل .. للروح - أنت - ولا أقدر على الإنشطار عنك ..
أضحك على مضض .. وأذكر حكاية البرتقال ..
كنت جائعا وتطوي الوقت بتقلصات صارخة من معدتك ..
قلت : لا أجد ما آكله غير البرتقال ..
وكأنك التهمت لقيمات من السحر مع ذلك البرتقال المكور .. وكأنك رجل آخر كنت ..
قلت أشاكسك : لن أدع هذا الموقف يمر بسلام .. سأحدث العالم عنه حتى يشغل الناس ..
ضحكت يومذاك وشعرت بأن كف سعادتك تصافح وعيي عبر المسافات ..
ضحكت .. حتى أصبح البرتقال من علاماتنا البهية على جبين الحكاية ..
يقلب الشرود بصري ويأوي إلى السطح بحدق فاغر النظرة .. وأطرافي تلوذ إلى الإستكانة بحثآ عن مأمن من شرنقة رعشة عابرة ...
لكم حلمت بالظلام ومزامير العتمة تصرخ في غياب رشدي ..أطلقت في بوحي سراح كلمة تراءت واجمة من خلف قضبان الجرح ..
أي عيد هو عيدي .. بدونك ؟
أستعير لتجلدي ترتيل أشتقه من غيوم الطهر ..إنحلال قواي وذوبان وجهي في الشرود حتى بات منبسط الوجع .. سائبة أحلامي في مرعى الليل ..
في وجومي يتربص بي كائن أعور الحضور في شقه الأيمن عوج ...
ذاك كان هو هاجسي .. بأن زمني مبتور الفرح أجش العيد بلا صباحك الذي يشرق على وجهي ذات فطر ..
أعتصم بنظرة تلوذ بي فرارآ إلى ركن بعيد من الذكرى ..أردت أن أبادلك كلمات مترفة بالتهنئة ..
تخيلتني أهمس لك على قمة العالم : "عساك من عواده" ..
وتصورتك تبتسم لي وتهتف على مسمع من الخلائق : كل عام وأنت حبيبتي ..
ثم تتأبط فرحي .. ونعدو معآ إلى حدائق السحر ..
هكذا هو دأبي معك .. مجرد خيال ..
وهكذا أهمس بها إليك وإن لم تسمعها :
(( كل عام وأنت في قلبي أمير ))

سحر الناجي 09-12-2010 03:32 AM


* كفجأة .. دون تنظيم ..
جاء الهزال حبات مدببة تتدحرج على عظامي ..
جروح مزركشة بالوخز تناثرت على مسامات إدراكي اللاجئ إلى الخمول .. والعبوس ..
أهيم فوق جناح غيمة , وعلى قوس ألوان في شطر فراشة ..
وأتسلل على رؤوس شتاتي إلى حيث الحلم يندس في قلب المطر ..
حجرات رأسي عشر , إحداها تظللت بستائر النور وخبأتك أنت - يا سيد نبضي - فيها ..
أنت والنوارس وضحكات ممجوجة من محاجر الزهر ..
وثمة وجوه لا أستبينها وسط الركض ..ترافق حاشيتك ..
ووضعتك في ركن كان عرش الروح ينتظر تنصيبك هناك ..
ربما .. على رابية سبات في مدائن الوهم .. تعمدتَ أ أن تكون هناك أميري ..
وويحه وجهك حين يقتحمني وسط الزحام .. ويحها تيك الابتسامة الخلابة ..
وشوقي أودى بكل مدادي إلى ماوراء الشمس , لا يهطل بحضرتك إلا تلعثمات ..
اهدأي يا نبضاتي .. لا تلثغي وأنت التي تجيدين نقش الخفق على معازف الخلايا الرزينة ..
أنجدني أيها المتعب .. يا ذهني المعطر بالذهول .. ويبصق سبات الحمق ..
كوني بخير يا عيني , ولا تصبي بجام دمعكِِ في قعر فنجاني الخاوي من قهوة كان هو مذاقها ..
أنا .. بهذا الشتات , لا أقدر على اتمام الزمن بشفاه باسمة ..
أنا فقدٌ .. في زمن ضائع .. تكوم فيه العثورعلى أجداث متعفنة , والأحداق لا تفتشني أو تجدني ..
مجرد شبح أمسيت .. وعظامي المحسوسة تبخرت حين أومأت لأطياف وسراب بأن يجالسوا مخيلتي ..
برشفة من آهة تجشأتها غصتي تراءى قلبي خارج جسدي , وتبوأ من الجدار مكانا عليا ..
بكل ما أنوء به من هذيان أجدني عاقلة بدون جمجمتي التي نسيتها على أرصفة الذكرى ..
حتى التو .. لا أعلم أين أنا .. جسدي أستشعره هنا .. والروح تنأى عني في بعد زمني كوني آخر ..
أين أجدني .. والمسافة تبعد عني ما بين الأرض وسدرة المنتهى ..
أين أجزائي ياشطري .. وأنت قد تملكتَ حتى مسامي !
أين يا ساكن الروح والقلب ..
وقد اختار بدني التراب ليلتصق به حيث كينونته الأولى ..
طالما أنت في الغياب ..

سحر الناجي 09-13-2010 04:37 AM



* سلام يا جرحي
ذكريات تنثال .. تنهال , في جفن الحنين ..
ذكريات .. وليلة رعناء .. وتجهم الأنين ..
وفتات .. يقتات الشعور على فتات ..
وجهك المزبد بالحيرة هَذَا المَسَاءُ ..
ما باله يقضم شئ من العذاب ..
أيَّ نائبة تلطم بواقينا المثلومة الفأل ..!
كَيْفَ تبللنا باليأس , وأقصينا جانبآ صوت الياسمين ..
وَنقشنا الزَنبَقَ بألوان زائفة من قوس الريح ..ِ
كَيَفَ مِنْ مَسَامَاتَنَا تراخى طوق الرياحين ..
ماذا دهاه الحلم حِينَ غفوْنا واجتثثناه مِنْ رابية الألم ..
أَضَاعَنَا - أو أضعناه - ذات سأم ..!
هَذَا الليل بَارِدٌ .. لا تثريب .. على الشرود ..
على ذاك المارد .. لا ضير إن أكل العهود ..
ثلجي الزمن .. بتفاصيله النادفة بالوجع ..
هذا الليل .. وشهقات أمنية تنحدر يقظتها نحو السراب ..
يوم سرمدي بلا طائل لبقعة نور ..
يومي تعتريه حمى القلق .. فيرقد على وسادتي .. ثم يأوي إلى السبات ..
وَالرماد , سليل الحريق .. يتمارى بتَعتِيِقُ الضوء , كلثغ في لسان الليل ..
وَهَذَا الإِنكسار لا يطيق صبرآ وَيشق قَمِيِصَ الصبر مِنْ قُبُلٍ وَدُبُر
لِيظهر سَوْءَةْ اضمحلاله في عروقي ..!
هذا مآلي .. وجزعي ..
هذا هو حالي ..

سحر الناجي 09-14-2010 08:21 PM


* طيفكَ .. ووجه أبي
لن أكور الهمس لأدحرجه كرة من صوت بُح على قارعة الوعي ..
قاصمة تلك الليلة , انتبذت دقائقها وخلوت بها خلف سحابة كانت تنتعل خف البياض ..
وحمائم الوهج تحوم على أرجوحة في دوح الفضاء الذي تناثر عشبه الفضي على سفح الأفلاك فأمسى نياط القلب يرتشف وميضه ..
دانية أحاديثك كأعناب شهية تنسدل على رأسي ولا بد لي من تذوقها ..
قلبي كخزينة خاوية إلا من خفوت ضوء لطيفك يأتي من ركن سحيق , فأتتبع أثره الذي يؤدي بي إلى جنانك ..
ولكن مسوخ الفراق ينطلي على الحنين , والوهم يترصدني بمسوح هائم على الثرى وهم أخاله سقيم..
لم يكن وعدك واهيا .. هشا .. لم أتهمك بأكذوبة العشق .. غير أني لا أقوى على تنفس هواء يخلو من شهيقك ..
أمنياتي مرقعة .. مهترئة , حسنآ ,,,!!
ووجودك هو حلمي الذي يزملني بالهدوء .. فأستكين ..وجودك حلم كصيحة رجاء تلتهم ولادات الصمت ..
ليتك تدرك كم وجودك أفترشه بخيالي كعباءتي ودثاري في ندف المطر بزمهرير كأنه القيظ بين جنبات صحراء عطشى لظلال الخزامى ..
آنية .. جانية ,, حانية جفنة على رف حدسي خبأتك فيها ليلة , فكشفت الغطاء وجئتني بطيف أخر يربت على كتفك وينظر لي مؤيدا ..
دعني فقط أواجهك وحدك .. دعني ولا تزج بذاك الصدر الذي خفق بي يوما حتى رحل وماتت الحياة على شفاه زمني ..
دعني .. أفر منك إليك .. ولا تلطمني بصوت رخيم يستل حكمته من غور الحنكة والكياسة ..
دعني .. فأنت .. أو إياه على مقربة من الروح , فلماذا توخزني به في هطولك الليلة ..
أريد لفراشاتي أن تغفو على صدرك بلا تصفيق من وجه أبي ..
حبذا .. لو .. ليتك , تقطف لي النرجس النامي على كفيه المجعدين , ولا ينبس باللوم نحوي ..
أبي , يقدمك خطوة , ويغمرني بمحياه الذي أغرقني بالذكرى ..
ذات ليلة , في ذكرى بالية .. كنت على موعد مع القمر , حين سمعت أزيز الباب ينبهني إلى خطوات تدنو مني ..
التفت .. فقال لي بكل حنو : ما لكِ .. يا ابنتي .. ماهذا الأرق الليلة ..!
رغما عني تلبدت مآقيّ بالدمع , فناداني .. وعاود النداء , ولما لم أرفع رأسي , جلس إلى جانبي وقال بقلق :
- مالكِ يا حبة القلب ؟
آه يا أبي , لو تعلم .. ما فعله بي البشر .. أه لو تدرك كم بصري غائم وبصيرتي غائرة في الحياة ولا تحسن الرؤية في هذا الضباب ..
فقط أنسامك أيها الحكيم ما ترفرف على فجر قلبي وتكنس علائق القهر ..
فقط موجك ما يداعب تسكعي على الشاطئ ويزجر الريح فتلوي إلى الأفق تمتم من هيبتك فزعا ..
فقط أنت وحفنة من دماثتك , كسرب يطوف المدى ويغرس في عيني الفأل ..
وتجاعيد قريتك لا زالت ماثلة على وجهك الباسم ورائحتها تلوح بالبشر ..خطوط باهظة الغور , عميقة الأثر على تضاريس حكايتي ..
صوت النخيل , وتراقص الريحان , وضحكة الصبار كلها مزروعة في صدرك الذي غاب .. فغابت عني الفراسة ..
آه ..
كما هو دأبي , ألتقط دمعاتي وأنفضها على وجه الشمس الناعسة ..لأوقظها ..
لذا .. أُقصيك .. وأتأذن أبي . فيرجع بك القهقري إلى جفنتي الثمينة ..
وأعود أدراجي إلى مرقدي ..
أشتمل التيه .. والوجع .. والحنين ..
لتبدأ معركتي اليومية مع النوم ..
تحيتي

سحر الناجي 09-19-2010 08:05 AM


* الوحش
أستلقي على الهواجس بكل أريحية .. والنوم عزيز في بقعة الأرق الملعون ..
لا شئ غير يقيني .. وزمرة أوهام أهش عليها بوعي مهتوك اليقظة .. ووجه أستجلبه من الشتات ..
كنت أحتبيك .. وأرسم في عيني جنة لنا .. لا توازيها سوى أرصفة أفلاطون .. ومدن غائرة وراء تلال الحلم ..
كنت أشي بك إلى قلبي .. الذي أدار لي ظهره وقام يخفق ممتعضآ من شكواي ..
والروح لا تقف لديك .. وإنما تهرول صعودآ إلى حيث سدرة المنتهى تدوي بتسابيح تُزهق القنوط ..
وقبل خطوتي الأخيرة إلى قلب السحاب .. وبعيد أن التجأت بتعبي إلى جدار المطر ..
حل الظلام .. ليعتمر مساحتي الكتظة بأطياف كانت تضاحكني .. وتسرف في الفرح ..
بات كل شئ وهم .. غير محسوس .. فسقطت حواسي على صخرة ملساء لا أم لها ..
ويحي .. من أخيلة تأتي تباعآ من أرض الأساطير .. والسحر الأسود ..
وأجاري الوهم لهنيهة .. وأنصاع مرغمة لتميم القهر ..
خوف عاصف يجتاح قلبي للتو.. فأسرع لواذا إلى تهاليل تنجيني من مغبة الفزع ..
رأيتُ هضاب من السواد السيريالي .. ووحش للألم يجثم فوق سفح البصر ..
كائن سرابي .. بملامح بوهيمية ..يغويني يالمثول كي يأكل طمأنينتي ..
مخلوق عارم الهيئة .. بعينين تتنفس النار .. والأظلاف تشحذ صريرها لتنهش بقايا احتمالي ..
دون وعي مني .. أقفز جلوسآ على أريكتي وأشعل شمعة .. استعرتها جيب قلبك ..
شمعة بيضاء كنسمة مهيبة ..أمسك ذوبانها بأصابعي وما انفكت حنجرتي تخفق ب " لا إله إلا الله "
شئ فشئ .. يذوي الوحش في بصري .. ويعم الإخضرار أرض كانت جدباء لشح مطرك ..
تلبدت غيومك من جديد وأمطرتني نورا تساقط كرطب شهي على دوح قلبي الجائع ..
وبعد أن احتميت بظلك .. جاء النوم على عجل يلبي ندائي المبحوح ..
ويهبني أحلام منيرة .. كنت أنت من يضيئها ..

سحر الناجي 09-19-2010 08:08 AM


* ليتكَ .. لا تزهد ببعضي

يغويني النرجس سيدي بأن أكفكف عبرات الحلم ..
وذاك الوازع يرتدي اللون البنفسجي .. ويماطل وعيي بحفنة رزانة .. يبعثرها جأشآ على جمجمتي ..
تراودني شهقة الوردة الراقصة على ذراع الباحة .. بأن أستلهمك من بواقي الضوء ..
وفي زحمة الحيرة , أجدني هناك .. أرمقني مطولآ على وجه القمر المكتظ غيظا ..
وعند مرور غيمة ساهمة / نائمة ومتدثرة بالهزال ,, أتحول إلى مطر يسكن جبينها المجعد بالبرق ..
تعذبني سيولتي .. أأمسي قطرات .. فقط عابئة بالجدب .. ولا تهطل على القفار ؟
أأكون .. أو قد لا أفعل .. تبعآ للهواجس والظنون ..!
حنانيك بي سيدي .. رفقآ بأمثولتي البيضاء ..
فقد يكسرني رعد الظلام , كلما آويتُ إلى لهفة بالإنسكاب على أرضك أنت فقط ..
أتكون بصلاة .. أو تمتمة استسقاء .. وارأب بتكويني صوب السراب ..
أأمكث هناك .. بلا أصابع للحقيقة تشكلني على نواصي مدنك الغارقة بالجفاف ..
أالعهن المنفوش هو دأبي بين جفنيك .. كلما أحضرتني على روابي مناماتك ..!
أو لفافة الريحان المكورة بعطر أرعن .. تلكزني فأفيق على نبضك في قلبي ..
أصارحك .. أحايلك بمطري .. كي أنبت الزنابق في عينيك .. وتضم شذاي إلى حواسك ..
أُرقّمك / أحصيك نبضآ وحين أصل إلى : سبعة هو ثامنهم ..
يؤول بي الحزن إلى تنهيدة غبراء شعثاء .. لا سدى من أنفاسها الواهنة ..
لا ..لا توقفني الآن .. لا تحول بيني وبين أن أتشربك في كوب من ماء الورد المنعش ..
رفقآ .. ولا تلجم تهوري كل مرة ..إنما ترمقني وتضحك كطفل يتلقف لعبته ببيت شعر منهوك العشق ..
لك أن تُبقيني على ناصيتك .. لن أكابد الندم إن أهديتني خمار البر والتقوى ..
لك .. أن أكون لك .. لو جعلتني أسجد وراءك .. وأنت شيخي ..
لك كلي .. فلا تزهد ببعضي
لك أنا ..

سحر الناجي 09-19-2010 08:16 AM


* هلمَ إلى الخلود
وحين تجليت كآلاء تتدثر بمعصمي وتنوء بالعصبة الوسطى من راحتي ..
بالخشية صدح قلبي ورزانتي استعاذت من الهوى فبرحت أشد قسوة من الحجارة ..
وإن منها ليهبط صعودآ إلى مرافئ النور .. وبعضي يتغلف بها تجنبآ لخدش هالة البياض التي زعمتها نفسي ..
ضع حدقك على حناياي وأغمضني بين زفراتك علك تتنفس البهاء في بقاياي ..
مد يديك إلى نبضي ، هاك فزعي فامنن ولا تستكثر الحنو حتى لا يستشري السواد ..
آتيك على جناح دهشة لا انفصام لحضوري .. فامنن - أجل .. ولا تستكثر ..
واتلوني تراتيل تأخذ بيدك صوب السماء حيث " الملائكة تصلي في محراب الكون مثنى وثلاث ورباع ..،
وإذا ما الشوق ترمد بعد جمر الفراق واستحال شرارا ..,
لا تدعني أتبتل إليك .. وأطلقني سربآ إلى المدن المتوارية تطفق وراء الأفلاك .. لأجوب التيمم بشذرات النجوم ..
دعني على سجيتي بين الإماء .. وعلى شاكلة من همست " رب ابن لي عندك بيتآ في الجنة "
ونجني من لواعج الشوق بوصال غير مهتوك العفة .. لأكون حليلتك وأميرتك ..
قبس العظيم لا تزال جذوته مستعرة .. اجعلها نبراسي وسراجك ليستنير الزمن بخطانا ..
أتباعدني عنك .. وأنت للروح شطر .. وللحنايا نصيف ..!
أتلوكني .. كلما أسرفت في العبر .. لأنك تفتش عن ضحكة بين طرائفي ..!!
سيدي أنت .. كاد الوجد أن يصطبغ بلمسة من كفيك حملت إلى رعشة الحياة ..
سيدي .. كن على موعدنا .. فوق منكب الشمس لنحكي للخلائق حكاية ضوء من الخلود ..
وحين نغفو لن نبارح أرصفة النور .. بل سننسج معآ خيوطآ روحانية من " فصل لربك وانحر " ..
إن شانئك .. يا أميري .. هو أن تبعد مليآ وتحتجب بغياهب السفر ..
إن عذابي هو .. كيف أعبر معك أبواب الخلود والصراط يتربص بهفواتنا وخطايانا ..
وعند الجسر نلج إلى " جنة عرضها السموات والأرض "
فتأهب لنعيم الخلود بمعيتي ..

سحر الناجي 09-19-2010 11:54 PM


* لا أريد غير قربك ..
في تكالب الدهشة لا أجيد ممارسة الفأل .. أجفل - ربما - بينما رقعة السراب تستشري في العيون ..
كان المدى يحمل بين ذراعيه وليد لا ينبس ببنت شفة ..
هو غدنا الأبيض .. الذي نحتناه من خفقات قلوبنا ..
بتنا بلا مآل ولا آمال .. وبقيت الذريعة هي المنفس كي نلتقط أنفاسنا من جحور النهار ..
قيل : وما صولة الحلم إلا كرأس إبرة مدببة توخز الوعي .. فتسيل قطرات من اللهفة ..
قد سرقونا سيدي من وجه الحقيقة وزجوا بنا في زنازين الوهم ..
قد تربصوا بنا دائرة الغياب .. فآلوا على حقدهم أن لا يجتمع شتاتنا ..
في دهاليز متشعبة كأحجية رماها القدر في قعر جب بلا قرار ..
وبين أنحاء الأوردة .. تعالت صيحات الدماء الواجمة ..فضاق على الروح جسدها ..
وقامت تنسل رويدآ من مسامات غافية .. لتهرع إلى بوابة العدم ..
حكايا الغيم علقت بأصابعي .. والمطر الغاضب لا ينفك يحيل التراب إلى أوحال حانقة ..
وبجانب القفار وقف الجبل ينزع سفحه .. ويلقي به في وجه الواد ..
انقلبت الموازين يا عمري .. انعدمت .. حتى أينشتاين لو بُعث لن يقوى على مناوشة نسبيته ..
انعدمت الجاذبية .. حتى أمسكت أرواحنا بنتوء الهضاب .. والجسد يلوذ إلى الفضاء فرارا ..
نحن أبناء الخجل .. والفضيلة تنأى بنا عن مغزى الآثام ..
نحن سلالة الريح التي لا تهب إلا برحمة الإله ..
نحن .. الغريب في عهد الغرابة والعجب ..
إلهي .. كن لنا معينا .. وألصقة بي ..
واجعله بقربي ..

سحر الناجي 09-22-2010 03:30 AM


* ثورة .. عصياني ..
كنتُ قد ماطلت الشق الأيسر من الضلع بضحكة مُسَومة تشوبها أزاهيج الزيف ..
وسط عيني التي تكحلت بسواد شعرك .. وضعت لنظراتك متسعآ يمدني بالجلد كلما اشتقتكَ ..
كيف لي الآن أن أحد من تأملاتي , بعدما خلعت عني رداء الضوء الذي اختالت به عيناي ..!
كيف يقترف جسدي الحياة , وقد انسلت منه أبخرة الروح بروائح عديمة الضوضاء .. تلوذ بك وحدك ..
أيا هذا .. أيا أنا.. أيا مفردة عذبة في قاموسي ..
أيا قلبي الذي كظم وجيبه من أجل حفنة من المآزق المتوهجة في غيهب الشعور بالعشق ..
إلى أنفاسي التي أخذت تسير بتؤدة صوب الإنزلاق برذاذ من الموت ..
إلى المعدوم من خلجاتي .. ورجفاتي التي يصطنعها طيفك الأثير ..
إلي .. أيا نفس انظريني .. اميطي لثام التردي عن كينونتي ..
وإلاكِ هذا الحزن .. وإياكِ وشرزمة الشرور ..
فليصفح عني حدسي .. وذنبي المعمور بشكاية نفس لوامة ..
فليغفر لي .. صمتي , وقد ارتفعت بصوتي علوا نحو البهاء لأتشبث بذيل شهاب مسافر ..
أنا التي أخالني فوق أعمدة النجوم .. أُصلب بقصاص الغبن لأني كنت يومآ أشبه الملائكة ..
أنا التي أفقدني .. وأقيم مراسيم العزاء في باحة صدري المتنقبة بسواد الذكرى حدادا علي ..
أنا ..! التي التقيتك على أرصفة قلبك .. وقدمت لي ذراعك كي أستند عليه في زئير الهموم ..
أغرقتني في بحر عينيك .. وأغلقت علي أهدابك .. نعم .. سجينتك أنا التي لا تقوى على أن تحررني ..
تنفستك يا عمري .. وأحببت أكسدة الزفير الهابطة مني لأنها تكونت من بعضك ..
استمرأت أن أكون هائمة بين قضبانك والأضلع .. وفي ركن شارف من الفؤاد وضعتني ..
على رؤوس قصائدك , كتبتني .. وقلت أني معشوقتك التي لا تجاريها امرأة أخرى في تملكك ..
الآن فقط .. وللتو توعز إلي خلاياي التي تعالت رائحة احتراقها , بالمضي عنك ..
هذا الأوان .. مكتنز بكثير من الإصرار , على الرحيل .. ولكن .. هل أقدر ..!
هل أقدر على الإنسلاخ عنك .. وتكويني لم يصبح كاملآ- بحول العزيز - إلا بك ..؟
هل أجرؤ على ممارسة الفراق وارتكاب المحظور من البعد .. بعد أن صرت قريب من منابت الروح ..!؟
هل أفعل .. أم لا .. بربك أخبرني .. !

سحر الناجي 09-24-2010 12:06 AM


* أنت أُحجيتي العجيبة ..
هَب لي بعضي .. ورد علي قامتي .. التي سقطت على ضفتك في قعر الألم ..
ذاك هو ترابك .. أديمك .. الذي عجنته من صرخة الريح .. وألهبته بحريق قسوتك ..
تتكالب على الأخيلة ,,, تتهافت همهمات وعند الصوت العاشر , تلوذ أمنياتي إلى خدرها بين الخلايا الفارغ من روائحك ..
عيني التي فقدت وجهك في تعاويذ الريح .. المتأرجحة تدحرجآ صوب غيهب لا تنيره الزنابق ..
عيني المقفرة من البريق .. المتهتكة بخدش دمعة اصطلت حممآ للفراق .. المنكسرة تحديقآ حين دنو السطوع من أسرجة المكان ..
عيني ..برحت مصابة بالعمى لأنك يا قنديلها جمعت أنوارك .. وبقيت .. هناك .. مغيبا ..
" أريد أن أراكِ كنجمة تتبختر على سلالم المجد .. أريد أن أكلمكِ .. وألمس حضورك .. أريد .. وأريد .. وأريد "
ما جدوى الأمنيات إن كانت تشح معين معين الصواب .. ما الداع إلى ارتكاب الدهشة والمسافات تزداد بعدآ بين كوكبينا ؟
لن أضع لخريطتي مسارآ وانت تضاريسها الغير مرئية .. لن أفتش مدينتي .. وظلك هو النابت على أرصفتها ..
وعلام .. أبث كل غضبي وأصبه عليك .. وأنا الهفوات التي صنعتها بأصابعي المرتعشة .. حين فضلتك عن العالمين ..
وتينك العينان .. ما هما الا عاقبة النظر بحدة في عمق الضباب .. هما ..اللتان جلبتا إلى ودنا الغضب ..
" والله .. لن أغضب منك أبدآ .. فأنت ملهمتي الماثلة أمامي دومآ .. أحدثكِ .. وأشاكسكِ كيفما شئت "
وأنت ردحآ من الفرح ما يتسلق سياج عمري ويرتق جرحي بخيوط من البهاء .. كفارس أتاني فرسه وحيدآ ذات عاصفة .. ليزيدني حيرة وحزنا ..
أنت من أريد أن أنصت إلى قلبك .. وشرايينك .. وصوتك المتبور بالهمس ..
أنت الخرافة العابرة لأوردتي , ولا أقدر على أن أنزفها حقيقة من حولي ..
" لدي كثير من الحديث معك .. لا يكفيه الليل بطولة "
أتحسس دمك في عروقي .. وأنفاسك في رئتي .. أمسح عرقك عن جبيني , وألوذ بك "
وما التراب المغرق به لونك الأسمر سوى سر آخر يجعلني اقترف الذهول حين أتخيلك "
" أنتِ أجمل سر في حياتي جعلني أتوغل في معرفة جمال كل شئ في الكون "
وأنت السر المعتلي صهوة اهتمامي .. واكتراثي .. حين أقدر على فك كل الطلاسم ..
عدا أُحجية فراقك ..

سحر الناجي 09-24-2010 12:09 AM


* في كل مساء ..
لن تدنو مني بعد ,, وأنا أقف تحت أنفاسك .. وأغمر رأسي في شرايينك .. وأنا أجوب عروقك كإكسير للجمال ..
لن تدنو أكثر .. وقد نقشتني في راحتيك كخطوط فأل تستبشر بانفلاتها على كفيك ..
كم أبغض تكلفك أيها النبيل .. إجلالك .. وتحياتك المؤطرة بالود , كم أمتعض من انحناءت لباقتك على أحداقي ..
قلت يومآ تزيدني هفوة لأنحى عنك صوب الصمت :
- فاتنتي .. الكلام يعجز امام معبد كلماتك في ترجمة خيالك الرائع ..
وسروري بلاحد حين اقرا لك واتحجم امام مقدرتك وإلمامك بجمال التعبير وحسن المعاني ..
باختصار .. انتِ اسطوره من الترجمه للخيال والابداع السحري ..
هل هذا كل ما يروقك بي أيها الشاعر .. هل هو الحرف الذي يجمعنا بعد أن همست لي يوما كطفل جاءني بطرفة جديدة :
- كنت اليوم مدعو عند قوم كرماء على مائدة الإفطار , وقد قدموا لنا البرياني كطبق مما أدهشني ..
ضحكت أنا في حين أردفت أنت : تبسمت أمام المائدة كثيرا وتذكرت حكايتنا مع البرياني ذات صباح كنت فيه أتضور جوعآ ..
عفويتك تلك أبقتك بمعيتي ذلك المساء .. عريت أحداقي من وجوه الناس وبقيت متأملة لملامحك الرصينة السمراء .. التي علقتها على أهدابي كمظلة ضوء ..
أخبرتك قبل يومين بأنني أحبذ البعد .. ولكنك كدت أن تكسر صوتي على جدار غضبك .. وحين هدأت , قلت لاهثا :
- أرجوكِ لا تعيدي على مسامعي هذا الكلام ..
أخوض شجارا معك في وحدتي .. أغضب .. وأنكمش أمامك على مقعدي باكية ..
فأراك قد مسحت دموعي بقصائدك .. وجلبت لي من حدائق القمر أجمل الزهور ..
تذهلني عزيمتك .. ومحاربتك المجهول من أجلي .. أسمع صوت حيرتك يرن في قلبي ولا أجرؤ على إيقافك ..
قلت لي بإصرار :
سيأتي يومآ وتجدينني أمامك .. ولن يكون بعيدآ بحول الله .. أعدكِ بذلك ..
ولكن الليالي تأخذك مني بعيدا , تغرقك بالأعباء والذهول .. الأيام أخالها تأكل وجودك من مائدة زمني ..
حتى عمت فوضويتك مدينتي التي اعتادت الترتيب والهدوء بدون أوراق شعرك .. وصراخ قصائدك ..
صدقني .. بت أحس بأبياتك وكأنك تكتبها على رق روحي أو دفاتر جسدي المنحوتة بتفاصيلك ..
عندما غرق صبري في غيابك , وبرحت طيف بلا ملامح على المدى ..
وقفت على ضفتي .. أترقبك .. وأروي للنهر حكاية الفارس الغائب ..
تجمدت كل مساء على أرصفة الإنتظار .. أحلم بمجئ وجهك مع هطول الفجر .. أو مع تمتمات البدر ..
كل مساء أنتظرك أنا ..
أنت .. مالذي فعلته ؟

سحر الناجي 09-26-2010 06:39 AM

* كن هنا رويدا ..
لا أنفك عن التوجس .. وأحتبيك بباقة أسئلة تزيد من رجفاتي ..
أُخبئ صمتي في حاوية بعيدة من حنجرتي .. ومبسمي يمارس الكذب على مرآتي بضحكة هزيلة ..
أُمعن النظر في حلم .. رسختهُ أنت حقيقة استنبتت الياسمين .. وضحكة الزنبق .. وشقاوة البنفسج ..
وكذا روائح الفرح في فردوس يكمن على الضفة الشمالية من روحي ..
هناك .. وضعتني على كوكب داني البهاء قصة لأميرة سلبت لبك بروحها التي نقشتها عشقا على قلبك ..
كنت تلبسني حلل المطر .. ووشاح قوس قزح وأنت تزرع في كفي الخزامى ..
جعلتني طفلتك .. التي تحتفل بدلالها في حضرتك .. وأقمت لي عرسا على دوح الأفلاك ..
وتحت النجوم كنت تتأبط حواسي .. وتغدق علي برذاذ الضوء كي أنير عمرك ..
دونا عن نساء الأرض نسجت حولي أمنية .. في أن أكون بجوارك .. وأكون لك وحدك ..
ولكن السماء ليست كالأرض سيدي .. والروابي في منأى عن السهل ..
والعيون التي نثرتها حولي من أحداقك .. وتأملاتك لا تنفك توخز إدراكي في غيهب النهارات ..
لا .. أنا لا يكفيني أن أكون حلمك فقط دون أن تسعى إليه بكل أمنياتك ..
لستُ أنت .. ولا أُشبهك , ولكنك خلقت من طين لازب تحيله المواعيد إلى أُعجوبة زمان ..
أتحرش بكينونتي .. والفراغ يرمقني من وراء جدار الليل ويشي بي إلى نجمة كانت تمر لزيارة القمر ..
أحتاج إليك .. إلى الإلتصاق بك لأبرح كاملة بلا بتر ولا تشوه في جانبي الأيمن ..
أحتاج زفراتك لأشعر بأني أتنفس وأني على قيد الحياة ..
لستُ حورية أكتنز بالعوم بين المحيطات حتى ألتقيك على سفح موجة هادرة ..
ولا أنا بالتي تحسن الإنغراس في تربة الحياة كي تمدني بالأكسدة لأنمو على البقاع باسقة ..
أنا .. أنت .. يا دنياي .. وكلينا طلسم يحكي به الكون على مرافئ السماء ..
نلتقي على مقاهي النجوم .. ويعز اللقاء بيننا على هضاب الأرض ..
نعانق الأحلام هناك .. حيث موطن البياض والأمنيات كجنيات من نور ترفرف حول حواسنا ..
وعلى زقاق الأفق .. لا يتوشح خطانا غير الظلام وحفنة من السراب ..
كن هنا رويدا ..
حتى آتيك بكل مملكتي التي توضأت بالخير ولهجت الجواري إلى العظيم كي يدنيك ..
كن هنا .. فقد مزقني الانتظار وأحالني إلى شظايا ..
كن واجمعني .. لأكون -كما تمنيت أنت - بجانبك أبدا ..

سحر الناجي 09-27-2010 06:21 AM


هل تذكر هذا الوجع ؟

كنت أسبك نفائس الكلم لتكون وصية البوح عند بزوغ الإحتضار.. وعظام وجنتي المحبوك بالوهن يشحب بارزآ بالسقم كرقصة تنقب الوجه عن سلوى معبأة بالنضرة ..
فقط .. تتلاقطني أظفار الألم بعد شتاتي - تصطفيني اللجلجة وتصطلي برأسي المكور بالدبيب
ذاك المساء .. خدش الأنين شرودي فبت أتلظى بشهب مارقة وتحرق هدبي..
كتبت أجر أذيال الهلع على الورق :
بالأمس تغيبت .. فجأة الخوف استعرت في جوانحي ..وتحول عافية السكينة يستبد بتناقضات الوقت ..
أوعزت لي الظنون الماكثة مع قلقلي .. كنائحة ملثمة بالعويل بأن ألملم طمأنينتي وأتأهب ..
كنت أناوش يقظة تسترق الخمول من واعز أرعن للكرى .. حين وجدت رسائلك تنظر إلي بحرف هزيل :
" أنا متعب جدا "
يا إلهي .. بعد أن تجرعتُ حاجتي من قطرات اللوعة إرتميت على فراش الهواجس الذي يخزه التململ ويرفس إستلقائي ..
همسك فقاعة تشاكسني بالعذوبة وتطوف فوق ترقبي وتجهدني.. همسك كحبات من مطر تطهر جزعي :
" أنت دنياي .. لأجلك فقط أحيا , منذ دهر وأنا ميت "
أسدلتُ جفني على بسمتك , وانتعلت خيبتي الملوثة بتعبك حتى تعلقت العبرات برمشي ..
كنت أتململ بحدب ظهري وأستغيث الجليل أن تكون بخير .. كنت أهذي لأجلك .. أنقب جيدا عن روحي ..
" يا أجمل هدية وهبها الله لي "
وكيف أجد ذاتي ومرارة قد تعلقت بحلقي كأني أبتلع العفن..أنى ألقاني وقد غيبني النواح للتو حتى بت كالروح الهائمة على حقولك ..!
أريد أن أتنفس .. أن أتنهد .. أو حتى أختنق ..
قفصي متخم بحفنة من الهواء الحارق وأعجز عن الزفير كما المألوف ..
وبما أن الوجد ذا بهاء أمسي الطير على متن القمر .. أبرح نسمة فارة من نفث الريح ..

سحر الناجي 09-27-2010 06:24 AM


* أنت .. والقمر تيتان

تنازعني نفسي المختنقة بالطيف المتيبس على عنق حواسي .. بأن أطير مع فراشات تهافتت من سور باحتي وتكالبت على سراج هزيل ..
أرمقها وأستسيغ التحليق .. , إقتحام اللامنظور في الكون ..التلاشي في أكوان تمتصها الأسرار ..
أريد أن أشتم عطرك في السحاب وأنا أتشاجر مع وجهك حيث المجرات تخفيك في أحضانها ...
أريد أن أتسلق طيفك وأصرخ في وصالك الممغنط .. المتمدد على بقاع غير مرئية من زماني ..
حيث أنبري في كل مواجهة معك وأقف عاجزة ولا عكاز لدي تحتمي وقفتي به ..
هل تسمعني ..؟
أريد .. أن أحلق بعيدآ عبر الوجود ..
في غروب ظلك , أتسلق السماء.. أتلصص إلى خيمة التبانة وأتشاجر مع النجوم .. وأقتطف الهموم ..
حتى نجم سهيل امتعض من حنقي .. وأخفى سطوعه بين كومة من النجوم البعيدة ..
قلت وكأني أغاضبك لذلك الذي يماثلك بعدآ :
تيتان أيها الرابض خجلآ إلى جانب زحل ..
أما كان لدوي صمتك .. أزيز يشبه الموج .... أنظر إلى بلوتو الذي أنثنى وراء أفق الشمس ..
تمعن به وهو ذاك المُبعد عن الكواكب لكونه قزمها .. تمعن جيدا .. وكن أنت .. القمر الذي لا يضاهيه آخر بجوار الوسيم زحل ..
حزمة أبراج تدنو منك / تدندن /تجثو / تحنو / ترنو/ تعلو/ تهفو/ تعوم .. وأنت ظلك لا يفارق السماء ..
ظل شاحب , يناوش العتمة ويعض على نواجذ الهزال ..
ألم يحن موعد شروقك على وجه الفضاء وأنت تقهقه ألمآ في وحدتك ..
عزيزي المنصهر في حضور جميل الأفلاك ..
ينبعج تكويرك خجلا .. ولصوت الضوء على سفحك صرير الحزن ..
فأشرق حتى يلثمك حدقي .. أو أغرب عن وجه دهشتي ..

سحر الناجي 10-14-2010 07:18 AM


* خذني إليك

وليد حلمي يريد أن يغفو على ذراعك ويتدثر بنبضاتك ..
لا تفصلني عن الموت سوى بضعة شهقات .. لأن الروح أنت دنياها الهامسة ب"الوليلك " ..
قلت لي : سأحكي لك حكاية كل يوم .. حتى تنامي على صوتي ..
قلت بأنني سأبرح فاتنتك الوحيدة .. وذاكرتك التي تضج بكل مشاكساتي وصخبي ..
لا أدري .. على نحو ما أشعر بأنك طفل أبيض السريرة .. نقي القلب ..
وعندما تخرج من حنجرتك عبارة مثل : أنا أهتم لك فعلا .. ويهمني أمرك ..
توقعني في بلبلة من الشتات .. بعد القصائد التي أقرضتها لي وتتغنى بوجودي في حياتك ..
أزيف لك حزني .. لتلونه بضراوة إخضرار حديقتي اليابس ..
ببسالة الريحان الذي يتسلق الأنسام بروائحة كي يغمر الحواس بتعويذة الهدءء ..
وتميمة الإنتعاش تشرأب في قلبي .. أكنس بها كل أتربة الظنون التي تأتي بها رياح المساء ..
أعتكف داخل نفسي .. وأرسم لك عشرة وجوه .. ولا أدري أيها الحقيقي بك .. فأنت جميعها ..
أنت الشاعر الحالم .. والرجل الرصين .. والكائن الجاد .. أنت القسوة والكبرياء والصلف ..
وأنت أيضا الرومانتيكي والحاني والعطوف والصامت حين غضبي ..والمغرقني بأعذب الهمسات ..
من أنت من هؤلاء .. من أنت يا سيدا تعالى صخبه بين جنبات خرسي .. فأنطقني ..
من تكون ..حتى تبعثرني وتشتتني .. وتلجمني حين أراك غاضبآ أو سعيدآ ..
فخذمي إليك .. كي ننحت على جدار الزمان بأعجوبة القلوب المرتعشة ..
خذني جريحة .. وداوني يرقتك كي تمسح عن الروح آثار النزف ..
خذني ..حين تجوس بذاكرتي ألف ترنيمة خاوية كانت تقتص من وجعي . فتتهاوى الأشواق تترا ..
خذني كي أضعك في الظل .. لتحميك أفياء قلبي من سطوع الحريق عفي الناحية الأخرى من وجدي ..
أكفكف آهاتك , وأمسح بمنديل روحي بلل وجومك الذي سكبته أحزانك العظيمة ..
أنتظرك مليا.. وأرقب حلولك على جبين غيمة تأتي من سفح السماء ..
أجل .. أنا .. أنتظرك ..

سحر الناجي 10-18-2010 07:17 PM


* فراق على متن الحلم ..
ذات بدء .. أنفض شعوذة الظنون .. وأسبل أوشحة الفرح .. هزيلة .. كبِلى ..
لعلك دنوت من الروح إلى درجة لا .. أبيح فيها الإنشطار .. كي لا تستل أنفاسي ..
ومما تبخر من أدخنة المزج .. راق للنار المتجمرة بك أن تذروها إلى ميلاد فراغ هرمي الشكل متكدس بأسطورة الخلود ..
ألوك رائحتك بشهقة وقعت على أيسر الحنجرة , حيث الصمت كان يغط بالخرس .. وكان صوتي يعتصم مأخوذآ .. صعقا ..
إنه أوان الخمول .. والهشاشة تأتي أسرابا لتقع على حواسي مخضبة ذبول أجفاني بنعاس تسلل إلي بينما كنت أتحدث إلى ظلك ..
في غيبوبة الحلم رأيتك يا أميري كحمية أتوخاها بعد لهاث الوزن من حراك الثقل ..
كنت ثملآ بالحزن .. منشي بآهة جدباء .. ولا تجيد الهمس إلا بتمتة " لماذا تتركيني .. أنت تقضين علي بالموت شنقآ على مقصلة قسوتك ""
آنست من صوتك لوعة .. وغلقت التعاسة أبواب فجرك .. فلم يعد ينعيك لقلبي شمس ولا نسيم ..
طيور القلق المثقلة بالمكث أو الرحيل .. تحمل على أجنحتها نصف وجهك وبحر مائج ..
وأنا أشيح بقامتي عن شهقاتك .. حتى لا أعاود الغرق فيك ..
وكل ما تناولته من ملامحك قطرات من عرقك أبلل بها جدب قلبي ذات عطش..
أذكرك في حلمي .. تمشي إلي حسير اللوم والبصر .. تصرخ بهبات غضب : " أنا أحتاجكِ .. ولن أفارقكِ "
خلعت عني وجهك .. حين شرعت أهدابي على ضوضاء العابرين في الجوار ..
يد أختي هزتني برفق : هل استيقظت يا حبيبتي .. كيف تشعرين الآن ؟
أصحو .. ولا يزال وجهك معلقآ على عيني .. وأجوب النظر من حولي لأكتشف أنيي ..
طريحة الفراش في المشفى منذ يومين ..

سحر الناجي 10-24-2010 07:43 PM


* أتبحث عني ..؟
نلتقي .. عن بعد .. على جناح فراشة أو همهمة ضوء يهمس لنا بالموعد المنهوك الوقت .. الواجم الثنايا شحيح الضحك والمسرة ..
نلتقي , مثل نخلتين في واحتين تعانق طلحهما في هبوب مساءات الشوق .. ثم هبت عواصف الدنيا تفرق بين قامتهما الخضراء ..
كمن يحصي خطواته على وجه الصحراء ذات رحيل شاق ومن وراء بصر كليل ليكتشف أنه لم يتحرك قيد أنملة ..
ومنك أشتف الشعر الملبد بالمعاني التي تفتشني مليآ بين صفحاتك المشرأبة لهفة لظلي ..
أتبحث عني .. أتشتاقني .. وتكتب لي وقد تلفح حدقك بنظارة رمادية لا تبصرني جيدآ ..!
قريب انت حد النبض .. وبعيدة أنا كما النسمات التي تغرب عنك كل قيظ .. وتدعك عطشآ .. مجهدا ..
قريب وبعيدة .. وقد تهجمتُ على الكلمات التي تحابيك .. وزرعت في قلبي بديلآ بخفقة مريبة استعرت بي ظنآ ..
ريبة تماطل صدري , وأقل ما يراودني قهرآ حين شوق كلدغة تقتص من قلبي .. الحيرة ..
وأن للألم في مجرى الروح المستقيم .. منحنى غليظ ويتسرب من مسام الجسد إلى زوايا الصدر الناعس ..
في كل حوار لنا حكاية , شبيهة بلثغ الخوف في رواية شهرزاد .. وتأتأة الحيرة ذات موت لكليوباترة ..
ولا تعاودنا تضاريس الفضاء باشتياق غامر لمدن منهوكة الأرصفة على صعيد الأفلاك ..
مه يا صولة العذاب .. كفاك عبورا لحقول الخزامى .. التي تسكن طينتنا في أقصى خريطة للجسد ..
بقيت سبابتي تشير إلى اعوجاج بسمة ولدت مشوهة على شفة الليل ..
وصه يا صوت الغياب .. فقد أصمني الفراق .. وبت كرأس لا يصغي لكل لغاتك ..
إبحث عني .. كما تشاء .. أنا هنا مغروزة في تربتي ..
وأنت هناك لا تستطيع التخلص من عثرات الشتات ..
ابحث عني .. وقد تجدني يومآ أقرب إليك من كل أنفاسك وخفقاتك ..
إبحث ..

سحر الناجي 10-30-2010 12:48 AM


* لستُُ من أيقظ الشمس
فإن أذهلك ما صار إليه وجعنا . فذاك لأنك على شفير التيه وتعدّني نجمة لا تتأوه حين منغصات ..
ولك أن تلبسني رداء الملائكة , وتضعني على متن القمم دون أن تحابي وحدتي التي شحبت من عينيك ..
ولن تعدم سعيآ كي تتخذني شموع توزعها في أرجاء ظلمة اجتاحت عمرك وترنو إلى وميض الحلم
ومن المجدي أن تدع ظلي يطوف في أمكنتك حتى تشعر بوقع إحاطتي بك ..
وعطش الطيور التي تأوي إلى الفنن , لستُ أنا من جفف منابع الروابي .. ليعلو صهيل طمأها في أوردتي ..
لستُ من أيقظ الشمس قبل شروقها , وهتك نضارة السنابل في إمارات الحلم ..
بقيت أنت مجبور العثرة في مكثي وتتطلع إلى أن أمتزج بعروقك فلا تقدر على إزاحتي
عبثآ تغيب عني وتأتي من سفرك أعرج الحضور وشوقك إلي كاحتماء بخميلة تنفض عنك صخب التعب
والقشة التي قد تقصم ظهر جلدي لم يحن أوانها .. ولكن ثورتي باتت وشيكة متهيأة السخونة ..
تقتفي أثري على الينابيع المبعثرة في أحراش الضوء .. وتحضر كطيف صامت وتمضي بلا تؤدة ..
ولم تتيقن يومآ من عذابي .. لم تشعر بسخاء حزني الذي ظلل أحاديثنا في مساءات العتاب
ثم أن موعدنا على رصيف الحقيقة لم تؤت ثماره ..
لأن بتلاتك المخضبة بالجرأة لفظتها تربة المسافات الغائرة بيننا ..
فبرح موعدنا معجزة .. لن يضعها في الأرض سوى مشيئة العظيم ..

سحر الناجي 11-07-2010 03:15 AM


* مُغيب ظلك يا أنت
مرفه عن عيني وتتسور أوشحة ذات روائح يبخرها صديد اللامبالاة ..
مجهد إحتباسي في أوردتك وأخال قلبك الشفيف قضبان تسيجني بلهب الحيرة ..
كشمعة في بلورة فاخرة ألفظ ذوباني على مرمى عتماتك .. وأذوي كلما تنفست الريح في اشتعالي ..
أذوي .. ألحظك بعيدا تجر خطاك على مدن السفر ولا تحط أشرعتك فوق روابي ..
أدعك مليآ بعد مناوشة رأفتك .. وأعود أهز رأسي من قطرات الإمتعاض التي بللتني بالقهر ..
كم يهوي بي فؤادي إلى التهلكة , فأمسي في لحظة يغزلها خيالي غصة .. الدانية القاصية من مرآك ..
واعز لتنهيدة أجهدها النحيب وتفتقت من أسفل عتبات اللوم .. واعز لا يستتر من غم يتبختر سطوة على عروقي ..
سعيت وأدركت أن زقزقة القلب لم تكن وجيبا لشوق جاثم .. ولكن هو أزيز وجع يفتش عن الوفاء ..
عبير قصائدك يسيج نافذة الروح وأستطيع الفرار - إن شئت - من بوابة الحنق ..
ولا أقوى .. على البقاء محملة بسوسنة الفرح على تل قريب من قلبك العجيب ..
لا أقدر .. أن استجمعني , وقد قطعني برودك إلى أجزاء متناثرة على حواف الرابية المؤدية إلى السقوط ..
لا أسترجعني منك .. وقد ضعت في أحراش صدرك .. وبين واحات إقراراتك الندية ..
أرجوك .. هبني ذاتي .. لأعود كما كنت ..
أرجوك ..

سحر الناجي 11-07-2010 03:17 AM


* لستُ نادمة
غيرة .. ودرب ملتوي المسافة نحو فضاءآت البعد الذي تفقد فيه خطوتي الشعور بالسير ..
ترددتُ وأنا أنحت على شفاهي رعشة نطقها وجهك المتعب في أمس اشتعلت فيه أصواتنا بالغضب ..
الأركان في قلبك موحشة ..والصدى يعلو من نبضاتك .. وقلبي ينحني ويهز خفقة شاردة بوهن .. ويحي .. ما أصابه ..؟
أسناني .. خلتها تكز على كلمة فرت من صدري ..كانت لوعتي .. الوجع الذي صرخ رغما عني ..
ظلك تلاشى .. اكتنز بالغياب .. أمسكت بطرف طيفك ..وكانت سبابتي هي الوحيدة التي قبضت على جبينك ..
قبلك .. كنت أُستعذب تحركاتك اللولبية على أرصفة تغويك بالرقة .. وبعدك بات تجوالك في اللامكان أزدريه وأعافه ..
لن أندم لأنك عبرتني بشراع النبل .. واجتاحتني أساطيلك البراقة .. لا .. لن أندم .. حتى وإن بت في لحظاتي ذكرى وساعات زاخمة بالفأل ..
لست نادمة على تسللي من خلف أقبية رجولتك .. لأطلق لساقي دهشتي الريح .. وأذهب إلى طرقات نقشت عليها خطواتك ..
وجريرة اليأس التي أقحمتني فيها مودتك الموشاء بالعذوبة .. هي العائق .. الهوة بين الدماء وأوردتك ..
وجهك في كفي للتو ممحو التفاصيل ..الغضب فقط ما يلوح على تقاسيمك التي أغرقها التعب والذبول ..
أنا يا حلمي المسجى بين أصابعي , أرتشف خيبة لا تطاولها حسرات الوجود .. وأبكي .. أتراك تحس بي ؟
قبل أن أبتلع هشيم مناوشتنا .. عُد بي إلى خوالي الزمان حيث كنا .. وكأن لا شئ سوانا ..
عد بي إلى خارطة عمرك .. ودعني كغيمة تظللك من ثرثرة الشمس بمطر ضاحك ..
عد .. فقد ضجرت الشتات والجفاف ..
عد ...........

سحر الناجي 11-12-2010 06:26 AM


* سياط اللوم ..
أنا .. غربتك المشتاقة إلى تراب الخطوات المنثورة في عبوس الشمس ذات مغيب رتيب ..
أنا بريق الدهشة , خطوطي المتورمة ذهولا , يقظتي .. حجرتي المدلية صمتها في ساقية الليل وتعبث بخرير السكون ..
أنا اللاشئ إن وجد , مرتع النفوس الضالة وقطيع الذوات التي حملها الجوع إلي .. ففرتُ إليك أستغيث بصخبك ..
لبضع هنيهات برحتُ أميرتك .. قصيدتك التي كنت تمد أصابعك في عمق الومن تفتش عنها ..
غفوت على صدر بوحك .. كطفلة تعانق السعد المتماري في عينيك .. كفراشة أضاعت جناحيها ووجدت في خمياتك التحليق ..
غفوت .. وكان الحلم يأخذني إلى حكايا المطر .. وضحكات الخزامى .. كان يزف إلي بشائر القمر ..
حلمي بات يلكزني بشقاوتك .. وبسمتك .. وبكل رعشات قسوتك ..
يوعز لي بأن اقترب رويدا من عالمك .. أن أطل على النهر الهادر في أعماقك ..
أن أعصب دوار رأسي بمنديل وجهك كي يستقر ذهولي ولا يهتز بي ..
وبين هطول لهفتك نثرت شعري .. وركلت وجومك .. بفرحتي .. بين يدي أنفاسك أعلنت تنهيدة الحيرة الرمادية ..
كنت أعدو على كتفك .. واتمرغ في تراب ذراعك .. أحايل نفسي بأنك أنت .. هو أنت .. ولم تكن ..
كنت ألثم جبين شعرك .. وأتعلق بعنق قوافيك وأتدلى حتى وجدت نفسي أسقط على الأرض وأنا أبكي ..
فما خلته خميلة السعد على رابيتك ..
لم يكن سوى خيال .. خيال فقط ..


الساعة الآن 12:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team