رثاءٌ أم هِجاء...
رِثاءٌ أم هِجاء؟...
يَغار الليل مِن وَضَح النّهارِ، وَ يُخجلني لدى نومي دِثاري. ويغشاني حياءٌ من غَدائي... و أهلي دون أكلٍ في البراري. يلوذ القطّ من بردٍ بحضني... و نفس الحضن لا يُؤوي صغاري. يُزلزلني تخيّلُهم بقفرٍ... من الآكام، من أثر الدّمار... فتلتهمُ الكآبة نبضَ روحي، وطعمُ الأمن يجنح للفرار... أبِيتُ الليل مُنقبِضا حزينا... كوابيس الأسى تغزو مداري... ضجيج الحزن يضغطني بٍعنفٍ... كضغط النَّار في قِدر البخار... ألا تلقَوْن ما ألقى؟ أجيبوا ... ألا تخشون من خزيٍ وعارِ؟ جسور الجوّ، هل ضاقتْ سماها؟ أمِ انهدمت مساراتُ المطار؟... (إذا بلغ الفطامَ لكم رضيعٌ) أترضون اندثاره في الصّحاري؟ أفي القنوات مشيخةٌ وفتوى؟ وفي وقت الشدائد كالجواري؟ ولو كنّا مساميرا بعرشٍ... لَرُصّعنا بياقوت البحار ... ولو كنّا دجاجًا لانتُشلنا... وفزنا في المداجن باعتبار ... أُخُوَّتُنا بدينِ الله صارت مزيجًا من سراب وانكسار ... بَسوسٌ تدحَسُ الغبْراءَ دحْسًا لِنشر الحقد في كلّ الدّيار ... صلاحُ الدينِ، مُعتصمٌ، رَشيدٌ... تولّوا ... فانجرفنا للحقار... لقد انتزعت القلم من بين أصابعي وتوقفت عن الكتابة لكي لا أتورّط في الهجاء... |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
لله درُّ الثورة بين سطورِكَ شاعرَنا العروبي الهادر
وقد تفجر بركان الغضب في كل أنحاء القصيدة رفضًا للخِذلان وكأن الآذانَ تُعاني من وَقرٍ يمنع أصداء الصرخاتِ الآتيةِ من تحت الركام شكرًا بحجم السماءِ وقد قُلتَ ما يعتملُ بالقلوبِ المكلومة |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
أترضون (اندثاره) في الصّحاري؟
ربما يحتاج ما بين القوسين إلى ضبط التفعيلة والأمر إليكَ شاعرنا الكبير وتقبل تحياتي واعتزازي بحزنك الغامر ورفضك الهادر |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
(تولّوا) ... فانجرفنا للحقار...
تولّى العمل: تقلده بعدما ولّاه أحدٌ إياه فالفعل بين القوسين يعكسُ المعنى والحقيقة التي صاحبت وجود هؤلاء الميامين أما وَلَّى هو بنفسِه فيعني: أدبرَ أو رحلَ وهو المقصود في هذا البيت الرائع لعل شاعرنا يتداركُ الفعلَ ليفيَ بالغرض ربما يكون مناسبًا أن نقول: مَضَوا .. ثم انجرفنا للحقارِ والأمر إليك |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
التثبيت
لقصيدٍ هادرٍ نطق بما يغلي في القلوب من أحزانِ المآلات 25/2/2023 |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
هو بعض ما في النفس من ثورة وغضب ... وكما ذكرت في نهاية القصيدة ، فقدانتزعت القلم من بين أصابعي لكي أجبر نفسي على عدم الوصول إلى الهجاء اللاذع. شكرا لدعمك ومساندتك ...ولتعمقك في كل تفاصيل النص. هنيئا للمنابر بمشرفة في دماثة أخلاقك ، وفي اتساع ثقافتك ، وفي دقة ملاحظاتك ، وفي رحابة صدرك. وهنيئا لي بأن أحظى باهتمامك ومتابعتك. ومع أني لا أجامل ولا أرمي الورود جزافا فتقبلي مني كل هذه الروائع المزروعة في متصفحكم الممتاز: :45: :45::31::20::30: |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
مفاعلتن مفاعلتن فعولن وأهم الجوازات فيه كما لا يخفاك هو تسكين اللام في مفاعلتن لتصبح مفاعيلن ( أترضونن ) مفاعيلن ( دثارهفص ) مفاعلتن ( صحاري ) فعولن البيت حسب رأيي صحيح عروضيا والله أعلم . ما رأيك؟ تقبلي تحياتي وامتناني. |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
أدري أنه الوافر بفضل الله المشكلة عندي كانت في هذه التفعيلة: ( دثارهفص ) مفاعلتن لا أدري لِمَ ساورني إحساسٌ بالحاجة إلى إشباع الهاء؟ ولكن مع هذا التقطيع الذي أوضحته؛ بدأت تستقر الموسيقى إلى حدٍّ كبير ربما يُشاركنا الرأي مُشرفُنا الرائع الأستاذ عبد السلام بركات شكرًا لتعاونك وأرجو الرد على الملحوظة في المداخلة رقم (4) أنتظر عودتكم بعد البحث المُعجمي؛ أما أنا فقد تأكدتُ من مُختارِ الصِّحاح ولا عليك فقد أخطأ البارودي في هذا الفعل في قصيدةِ رثاءٍ لوالدتِه؛ وأخذتُ ذلك عليه صارت كل قصائدنا رثاءً ودموعًا وشقاء نسأل الله أن يرفع الغُمة عن هذه الأمة |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
يقول الحق تبارك وتعالى: ( وإن تولّيتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله) التوبة٤ ( تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع ) التوبة ٩٢ ( إن الذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان ) المائدة ١٥٥ ومع ذلك فمقترحك في غاية الروعة ، وسأترك لك حرية اختيار تغييره أو تركه...لأنه يؤدي نفس المعنى . لا تفيد كل عبارات الشكر حقك أيتها الفاضلة... قناطير مقنطرة من التحيات الزكيات الصادقات. |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
وكان الله في عون إخواننا في سوريا وتركيا ... وهدى الله قادتنا لصالح أمتنا... أشد على أياديك ... تحياتي. |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
لقد والله أخجلني استشهادُك بالقرآن، كتابِنا الكريم فكيف فاتني تكرارُ توظيفِ الفعل في هذه المواضِع؟ لا أملِكُ إلا شكرك والثناءَ على التقاطِكَ لهذه الدُّرَر شكرًا ألفًا لإعطائي حريةَ الاختيار وأنت صاحبُ الخريدة! والتناصُّ مع القرآن بتوظيف مفرداتِه؛ لونٌ رائعٌ من ألوانِ البلاغة فليبقَ الفعلُ كما هو .. وللبارودي حقٌّ عندي بمحو نقدي له ذاتَ يوم فما كان لِيُخطئَ شاعرُ الحُبِّ والحرب وما كان لِيخطئَ شاعرُ البيداءِ والسَّليقةِ نجيبُنا بلحاج حُسين أخطأتْ ثريا ومُختارُ الصِّحاح، وأصابَ الشاعران الكبيران لِتفاعُلِكَ المَهيب: مروجٌ من البنفسَجِ والتوليب |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
صباحُكَ الخيرُ شاعرنا وشهادةٌ لا أملِكُ كِتمانها
قرأتُها مراتٍ وفي كل مرةٍ أَشعرُ أنك تكتُبُ ما أُعاني فسمحتُ لنفسي بنسخِها والاحتفاظِ بها بين المأثورات رغم الوجع المسطور الذي يُبكيني حينًا، ويضعُني على حدِّ البُكاءِ أحيانًا ومع أنني كتبتُ مرتين عن هذا الزلزال؛ إلا أنني لم أستطع وصف البركان الثائر بقلبي كما أبدعتْ لآلئُ قوافيك البليغةِ الهادرةِ كشلال جزاك الله خيرًا على رهفِ مشاعرِك وما تُعانيه منها ودُمتَ شاعرَ الأمةِ التي كانت ثم فرّطت فهانت وجعل الكريم لنا مما نحن فيه مخرجا |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
الفاضلة المبدعة ثريا نبوي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته أبهى وأرق عبارات الشكر والامتنان لأروع المشرفات في هذا الفضاء... شرف كبير لي أن أحظى بكل هذه العناية لديك... واعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن كل ما نحس به ونكتبه خيال في خيال... وهو لا يساوي جزء الألف مما يعانيه إخواننا من يأس وإحباط... والشاعر منا يخجل من نفسه لأنه لا يجد في ميزانيته ما يمكن أن يتبرع به لصالح المعدمين من إخوانه... القصائد ليست موائد طعام ولا أغطية ولا خيام... لعل قراءتها تسهم في إيقاظ بعض الضمائر... وتلك غايتنا... والوضع والمآسي والمصائب تتطلب المزيد والمزيد من المساعدات ومن القصائد... وفقنا الله جميعا. |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
وأرجو أن تُسامحني وقد عُدتُ لأضيف شيئًا فقد تصادف أن سورة المائدة كانت في وِردي اليومي أمس وانتبهتُ إلى الآيات التي ورد فيها الفعل (تولَّى) في الآيات: (43) و(49) و(92) وَرَدَ الفعلُ بمعنى: أعرضَ وفي الآية (80) ورد بمعنى اتخاذِ أولياء من الأعداء، أو التحالف معهم وهو ما ورد في آية أخرى بحسبانهم ولائج( لا أتذكر السورة) كل هذا في سورة واحدة؛ إضافةً إلى ما جُدتَ علينا به فما أوسعَ بحرَ لغتنا الجميلة وما أبدعَ أن يرفِدَها القرآن عُذرًا من شخصكم الكريم للإثقال، ولو تعظيمًا للفائدة تحياتي ودعواتي |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
اقتباس:
السلام عليكم تحياتي لكما هاء الضمير واجبة الإشباع إذا كان الحرف الذي قبلها متحركًا كما هنا هذا ما أربك قراءة الأستاذة ثريا بصراحة عندما قرأت النص قرأتها بشكل تلقائي اندثارًا وهذا ما جعلني أستغرق في هذه المرثية الهادرة لأنفسنا كل التقدير والاحترام لكما ولرقي الحوار هنا |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
سلام الله عليكم
وفي ضوءِ ما أفادنا به مشرفنا الفاضل، أقترح: (إذا بلغ الفِطامَ لكم صبيٌّ) أيُترَكُ إذْ تُواريهِ الصَّحاري؟ والأمر إليكم شاعرنا البليغ |
رد: رثاءٌ أم هِجاء...
قصيدة مجيدة ومؤلمة ..
بارك الله فيك أيها العزيز .. تحياتي لك .. |
الساعة الآن 10:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.