منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   اوجاع ليلة الدخلة _ قصة قصيرة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=22056)

ايوب صابر 01-27-2017 04:33 PM

اوجاع ليلة الدخلة _ قصة قصيرة
 
اوجاع ليلة الدخلة
كان مصطفى قد أنهى بشغف وسرور كافة استعداداته لليلة الفرح التي سيدخل عبرها الى عالم الزوجية والسعادة والسكينة المفترضة، وصار في طريقه الى قاعة الافراح الافخم في فندق الحياة، تلك القاعة التي ستجمعه بعد قليل مع عروسة، حينما ينضم اليها في الكوشة لتزفه النساء كما هي العادة في مثل هذه المناسبات في محيطه الاجتماعي.

كان جمهورا حاشدا من الأقارب والمحبين والأصدقاء الشباب المدعوين قد سبقوه الى القاعة وهم ينتظرون وصوله بلهفة واضحة على الوجوه...احتشد الناس امام القاعة حينما اقترب موعد وصول العرسان المحدد في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الخميس، المصادف لتاريخ ميلاده الثامن والعشرين والكائن في 1/7/2009، ذلك اليوم الذي اختاره هو وعروسه، بعناية وتخطيط مسبق، حتى يتمكن أكبر عدد من المدعوين حضور حفلة ليلة الدخلة، ويشاركوهما الفرحة بالزواج، وتكون الفرحة عدة افراح في ليلة اسطورية واحدة لا تنسى ابدا.

وما ان أطلت سيارة المرسيدس الفاخرة ذات اللون الرمادي اللامع، والمزركشة لمثل هذه المناسبات، والتي كان ابن عم للعريس قد تبرع بتوفيرها لتحمله ليلة عرسه، وجهزها بالورود والاشرطة ذات الألوان الحارة الأحمر والازرق والاصفر، والتي بدى انها قد صفت على هيكل السيارة بعناية فائقة ولمسة فنية واضحة لهذه المناسبة السعيدة...ما ان اقتربت السيارة اكثر فاكثر حتى اندفع الناس نحوها، وعلت الصيحات والاهازيج والاغاني الشعبية، وارتفع صوت الطبل الذي هز المكان بانغامه الجميلة السحرية، وحرك المشاعر، وأحدث جلبة وتسارعا في نبضات القلوب والدماء التي اندفعت في العروق، فتحركت الايادي تلقائيا تصفق بانفعال شديد وارتجفت الشفاه وهي تغني بحرارة بالغة، وفرح جامح في استقبال العروسان، حتى بدى ان بعض ما كان يجري في المكان هستيريا مبالغا فيه، وكأن قوة خفية او امرا غير معروف هو الذي يحرك الايادي، والحناجر ويتسبب في كل هذا الهرج والمرج والجلبة منقطعة النظير في مثل هكذا اعراس، وليس فقط الرغبة في الاحتفاء بالعريس، او عذوبة صوت نغمات الطبل التي تعالت فأتحفت الحشد وجعلته يرقص طربا ومسرة...

وما ان وصل موكب العرس وتوقف محرك سيارة العريسان امام قاعة الافراح، حتى اندفع والد العروس وأخيها الاكبر وامسكوا بيديها واحد من جهة اليمين، والأخر من جهة اليسار، والتف حولهم، عددا من الأقارب الاقربين رجالا ونساء واطفالا، وساروا جميعا الهوينا تجاه الكوشة، وسار خلف العروس طفلة صغيرة تلبس رداء برتقاليا، وكانت مهمتها رفع ما طال من فستان العروس عن الأرض...

وسارت العروس جهة القاعة وهي تتبختر بفستانها الأبيض الجميل بدلع ظاهر وسعادة، وتستند في مشيتها على والدها الذي ظهر عليه الانفعال والارتباك...وانطلقت الحناجر وارتفع صوت زغاريد النساء، ورنة صفق الاكف والاصابع...كل ذلك على الرغم من مسحة الحزن الجلية التي ظهرت على وجوه الحضور دون معرفة سبب واضح وجلي لذلك الحزن الذي ابى الا ان يرتسم على الوجوه في ليلة فرح اريد لها ان تكون استثنائية...

وفي نفس اللحظة اندفع الشباب ناحية العريس مرحبين ومهللين... تحركوا نحوه باندفاع وكأنهم بصدد اختطافه، هذا يصافحه مهنئا وهذا يقبله، والجميع حوله يرقص، ويغني ويصفق، وكأن الحشد تحول الى جوقة فنية في مهمة فرح غير مسبوقة...وما لبث ان حمله بعضهم على راحات اكفهم، واكتافهم وداروا به في الساحة حيث تشكلت حلقة من البشر المدعوين بصورة عفوية تلقائية لزفة العريس...

وتعالت أصوات الحشد مصحوبة بأنغام الطبل المرتفعة، وهم ينشدون ويغنون بفرح عارم...وكانت اول الأغاني التي انشدها المحتفيين بالعريس اغنية "طلع الزين من الحمام " تلك الاغنية التي يرددها الناس في ليلة الدخلة في كل انحاء فلسطين شمالا وجنوبا شرقا وغربا وحتى في الشتات وبلاد الغربة... وكأنها جزء اصيل من طقوس إتمام العرس الفلسطيني...ثم ردد الحشد اغنية أخرى وثالثة ورابعة...ومزجوا الأغاني الشعبية التراثية بالأغاني الحديثة...

بدى ان الجميع يشارك في زفة العريس بحماس وفرح حتى وصلوا الى اغنية تراثية هي الأخرى تبدو من طقوس العرس الفلسطيني رغم ايحاءاتها الجنسية الظاهرة " شنك ليلة شنك ليلة...الله يعينه على هالليلة" ...

وما ان انتهى الحشد من مراسم الزفة الشعبة حتى اتجه الجميع الى قاعة الرجال المجاورة... وهناك جلس العريس للحظات حتى يؤذن له بالدخول على عروسه وملامح الفرح والسعادة تغمره وتعلو وجنتيه...

ولم يطل انتظاره حتى جاءه من يبلغه بأنه مطلوب لينضم لعروسه على الكوشة...نهض من مكانه، وجال ببصره في المكان وكأنه يبحث عن وجه ويد والده عساه يرافقه الى الكوشة كما هي عادة الناس في مثل هذه المناسبات...ولكنه لم يجد سوى يد رجل عجوز من أبناء عمومته كان وقع عليه الاختيار للقيام بهذه المهمة كبديل عن والده المتوفي...

في هذه اللحظة زحفت على العريس مصطفى جيوش من الحزن والالم واغرقه طوفان من الشوق لوالده الميت الذي تركه وهو صغير ابن عشر سنوات فقط ...لقد طغى عليه فجأة احساس عارم بالفقد لم يشعر بمثله من قبل ابدا...حتى في يوم تخرجه من الكلية التي حصل فيها على المرتبة الأولى، وتمنى يومها لو ان والده كان الى جواره وهو يستلم شهادة التفوق في ذلك اليوم المشهود بظروفه الاستثنائية في ظل ظروف امنية صعبة نشأت يومها إثر استشهاد تسعة من الشباب المجاهد دفعة واحدة...مما ضاعف حينها احساسه الجارف بالفقد...

سار باتجاه الكوشة وهو يفتعل الفرح، ويرسم على شفته ابتسامة عريضة محاولا التخلص من ذلك الحزن الذي لفه، لكن الألم كان طاغيا وكاد ان يمزق احشاءه ويقطعه اربا...اربا...ووحش الحزن يفترسه ويسيطر عليه تماما...

وما ان جلس الى جوار عروسه على الكوشة حتى حاول من جديد ان يتخلص من ذلك الشعور الرهيب بالفقد واليتم وكل ما صاحبه من الم عبر السنين...لكن الشوق كان عارما...والالم طاغيا...وكأن براكين من الشوق والوجع قد تفجرت فجأة في احشاؤه ودون سابق انذار خرجت بحممها عن السيطرة...
وفجأة صار عقله مسرحا لصراع رهيب بين الفرح والحزن...لكن عيون والدته التي طفحت دموعا، وهي تحاول جاهدة إخفاء ما بدى ظاهرا، رغم محاولاتها المستميتة بان تداري دموعها وان تشغل نفسها بأمور العرس لعلها تلعب دورا ثنائيا تسري عليه وتملأ الفراغ الذي خلفه غياب الاب كما فعلت دائما خلال سنوات يتمه الطويلة، رجحت كفة الحزن الذي كاد ان يمزقه شر ممزق...

كان يبدو عليه الاستماع الى الأغاني وهي تصدح ويعلوا ضجيجها عبر مكبرات الصوت... وينظر الى مشهد النسوة امامه وهن يتراقصن ويصفقن ويتمايلن طربا وفرحا...لكن سمعه كان شاردا ونظراته كانت ساهمه ساهيه، ولم يكن يسمع او يرى سوى اعداد هائلة من الشفاه وهي تتحرك وعيون تبحلق تجاهه دون ان يعي ما تقول...اما الصورة الحقيقية التي ظلت مسيطرة على مخيلته، واجتاحت كيانه في تلك اللحظات، فكانت صورة والده وهو يسقط امامه مغشيا عليه بينما كان يقف خلفه وعلى بعد خطوات امام المغسلة في ذلك الصباح، وما لبث ان مات في طريقه الى المستشفى وهو في ريعان الشباب، ولم يتجاوز عندها الثامنة والثلاثين من عمره...نعم كانت الصورة المسيطرة هي صورة ذلك الحدث المزلزل الذي وقع في صبيحة ذلك اليوم الأسود المشؤوم والذي جرت احداثه قبل ما يزيد على العشرون عاما... ليعيش هو بعدها حياة اليتم بكل تفاصيلها وآلامها ومآسيها في ظل ام حانية نذرت نفسها لسعادته...

غادر مصطفى القاعة الى عش الزوجية بعد ان انفض الناس من حوله، وسكتت الاغاني... وكانت الاغنية الوحيدة التي علقت في ذهنه وهو يغادر المكان برفقة عروسه هي الاغنية الشعبية " شنك ليله شنك ليله الله يعينه على الليلة"...

كان في قرارة نفسه يشعر بأنه بحاجة فعلا لكل ما في الكون من عون في هذه الليلة التي امتزج فيها الفرح بالحزن، ليس لأثبات فحولته ورجولته، ولكن للسيطرة على مارد الوجع الذي يبدو ان لحظات السعادة والفرح قد أيقظته من سباته العميق ليطل برأسه من ثنايا الذاكرة السحيقة مفسدا عليه فرحته.

فاطمة جلال 01-27-2017 10:00 PM

أديبنا القدير أيوب صابر

لي عودة تليق بهذا الحرف الرائع

مع التقدير

ايوب صابر 01-27-2017 10:49 PM

استاذة فاطمة
ارجو ان لا تنشغلي عن القصة...
بصراحة حابب اسمع رأيك وراي الزملاء هنا حتى اتعرف على نقاط الضعف والقوة
كأن وحي السرد هابط علي هالايام
وبدي اكتب مجموعة قصصة كاملة كل اسبوع وحدة
ساكون بانتظارك وانتظار الزملاء لاسمع رايكم
وشكرا على مرورك العطر

ياسر علي 01-28-2017 01:46 AM

أهلا أستاذنا أيوب صابر

تحية تليق بحيويتك و نشاطك المثابر ، و أحيي فيك هذا الهطول السردي الجميل ، و أحيي فيك تنشيطك لمنبر القصة .

كقصة قصيرة و كبناء و كعناصر تشويق استوفاها النص . لكن السرعة هذه المرّة واضحة في هذا العمل ، أنا ايضا أكتب بسرعة ، و لا أعطي نصوصي ما تستحق من مراجعة ، فأحيانا فقط نكتب لندون الفكرة والوضوع و ربما جاءت أيام أخرى نرتب فيها النصوص متى فكر الإنسان في طبعها مثلا.
لدي بعض الملاحظات ربما كانت مفيدة .

عادة تكرار الأساليب ذاتها ترهق النص ، بل تجعل القارئ لا يستمتع بسلاسة و انسابية السرد ، أحيانا نريد أن نحمل الجملة الكثير مما لا تستطيع أن تحمله و في الوقت ذاته نريد لها أن تكون رشيقة ربما بأخذ بعض النماذج من النص تظهر الفكرة التي أريد ترجمتها .

تكرار الأسلوب .

كان مصطفى ......
كان جمهور حاشد من الأقارب .....

وما إن أطلت سيارة الميرسيديس ..... وما إن اقتربت.....حتى ....

ومنا إن وصل ......حتى

وما إن جلس إلى جوار ..... حتى ......

بالنسبة لتطويل الجملة

ساقتصر على هذا المثال :

وما ان أطلت سيارة المرسيدس الفاخرة ذات اللون الرمادي اللامع، والمزركشة لمثل هذه المناسبات، والتي كان ابن عم العريس قد تبرع بتوفيرها لتحمله ليلة عرسه، وجهّزها بالورود والأشرطة ذات الألوان الحارّة الأحمر و الأزرق والأصفر، والتي بدا أنها قد صفّت على هيكل السيارة بعناية فائقة و لمسة فنية واضحة لهذه المناسبة السعيدة...ما ان اقتربت السيارة أكثر فأكثر حتى اندفع الناس نحوها، وعلت الصيحات والأهازيج والأغاني الشعبية، وارتفع صوت الطبل الذي هزّ المكان بانغامه الجميلة السحريّة، و حرك المشاعر، و أحدث جلبة و تسارعا في نبضات القلوب والدماء

تصور لو كانت الصياغة بهذا الشكل ربما حافظت الجمل على رشاقتها .

أطلت سيارة المرسيدس الفاخرة ذات اللون الرمادي اللامع، التي وفّرها ابن عم العريس مزينة بالورود والأشرطة ذات الألوان الحارّة الأحمر و الأزرق والأصفر، مصفوفة على هيكل السيارة بعناية فائقة و لمسة فنية واضحة احتفاء بهذ الليلة السعيدة... ما ان اقتربت السيارة أكثر فأكثر حتى اندفع الناس نحوها، وعلت الصيحات والأهازيج والأغاني الشعبية، وارتفع صوت الطبل الذي هزّ المكان بانغامه الجميلة السحريّة، و حرك المشاعر، و أحدث جلبة و تسارعا في نبضات القلوب والدماء


تقديري أستاذي الفاضل أيوب صابر .

ايوب صابر 01-28-2017 02:33 AM

مرحباً استاذ ياسر
نعم ملاحظاتك صحيحه تماماً وانا فعلا استعجل النصوص وانوي تطويرها بعد الاستماع للقراءات الجميلة والمفيدة كمثل قراءتك هذه. انت حتما تعرف بان إنجاز العمل بحده الاعلى من الإتقان مرهق ويحتاج الى الوقت لكننا نفتقد الصبر لمثل ذلك ونريد ان نرى المولود في اسرع وقت ممكن ولو لم يكن مكتملا.
سأحاول في المرة القادمة ان آخذ بملاحظاتك فانا انوي كتابة مجموعة من القصص ان شاء الله ولعل الامر يختمر مع الوقت .

ايوب صابر 01-28-2017 11:09 AM

اين انت يا استاذ زياد رايك من فضلك ؟

عبدالعزيز صلاح الظاهري 01-28-2017 12:04 PM

الاستاذ ايوب صابر
أنت أستاذ راقي أنت معلم
محاور وناقد ومشجع
قبلت متعمدا إن تكون الطالب
وهذا يدل على حرصك أن يتعلم من خلالك الآخرين
و
كل هذا من اجل المنتدى وأعضائه وقرائه
نعم انه عمل احترافي يعيننا على تقبل النقد برحابة صدر
أن كان أستاذنا يقبل النقد
لا بل يطلبه
إذن لا حيا في ذلك
لقد استفدت منك في السابق وها أنا احصل على درس أخر واعلم بإذن الله ومشيئته لن يكون الأخير
بارك الله فيك وأعزك

فاطمة جلال 01-28-2017 12:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 220451)
استاذة فاطمة
ارجو ان لا تنشغلي عن القصة...
بصراحة حابب اسمع رأيك وراي الزملاء هنا حتى اتعرف على نقاط الضعف والقوة
كأن وحي السرد هابط علي هالايام
وبدي اكتب مجموعة قصصة كاملة كل اسبوع وحدة
ساكون بانتظارك وانتظار الزملاء لاسمع رايكم
وشكرا على مرورك العطر

الأديب القدير أيوب صابر
طبعا شرف لي ان اكون في حضرة حرفك ورقي فكرك وما ابتعادي الا لمشاغل الحياة التي تأخذنا حتى من انفسنا واعذر تقصيري
دائما تدهشنا بأفكارك وحوارتك وكم اتمنى ان أشارك في مثل هذه الحوارات الفكرية ولكنني لست ضليعة في هذا الامر أكتفي عنده
بالقراءة بصمت
أما في عالم القصص فهو عالمي وأحب هذا العالم القصصي الذي يجعلنا نكتب ونستميت في السرد أيضا لتكون الحكاية بحلة تليق بالقارئ
أو المتلقي
وهنا في قصتك القصيرة ( أوجاع ليلة الدخلة ) رغم أنني لم أحبذ العنوان للوهلة الأولى وربما كنت تريد ان تشد انتباه القارئ اليها وفعلا
كان ذلك
أما من ناحية النص والحوار والمنولوج الداخلي لبطل القصة وما حدث معه فتلك الحوارية رائعة بمعناها الحقيقي لقد جسدت الموقف
بشكل رائع ، ولولا استعجالك في النشر وهذا الأمر اعتبره في قناعة نفسي أنه يفقدنا الكثير ،دائما التريث في النشر واعادة القراءة
أكثر من مرة للقصة او الموضوع يجعل الكاتب يختزل بعض الكلمات التي تعيق النص من ناحية القراءة التي تصبح مملة بعض الشيئ ،
والتزام الكاتب بعلامات الترقيم تعطي القارئ نفسا أخر .

حرفك لا غبار عليه ...رائع أوصلت لنا ما تريد ، العمل القصصي شاق لما يحتوي من أمور القصة من حيث البدء والحبكة والشخوص
والاحداث والعقدة

وأثمن دائما على ردود القدير مشرف القصص ياسر علي فهو له نظرة ثاقبة في مثل هذا النوع الأدبي

بارك الله بكما
وكل التقدير لك أديبنا القدير ايوب صابر

وتسعدنا دائما قراءة المتخصصون في هذا النوع من الأدب

في انتظارهم دائما


محمد فتحي المقداد 01-28-2017 11:42 PM

أستاذ صابر
أسعد الله أوقاتك
نص جميل يلقي الضوء على حالة إنسانية
تجلّت من خلال ذكرى الحنين للوالد المتوفى
أذهبت البهجة من قلب العريس وجعلته نهبا
للظنون و الشكوك..
مع ذلك كنت أتمنى عليك لو أنك تأنيت قليلا
بالمراجعة للنص قبل نشره..
كل التقدير و الاحترام

ايوب صابر 01-29-2017 11:47 AM

مرحباً استاذ عبد العزيز

اشكرك على كلامك الطيب . صحيح كلامك لان ما يقوله الاخرين عن إنتاجك اين كان لا يمكن الا ان يفيدك .

هي فرصة ان تتعلم من الاخرين وتجاربهم ومعرفتهم وفرتها الشبكة العنكبوتية. في الماضي كنا نلجأ لشخص قريب منا لينقد ويوجه الان يمكننا الاستفادة من هذه الخاصية من مئات الناس من مختلف المشارب والخلفيات الثقافية.

اذكر ان الاستاذ في درس الكتابة الابداعية في الجامعة ضمن برنامج الماجستير قال عبارة مهمة always give your work to someone else to edit it .يعني دائماً خلي حدا يقوم على مراجعة عملك الكتابي فكيف اذا كان العمل إبداعي ؟

في العمل الابداعي يكون الانسان قريب جداً من نصهsubjective فلا يرى الأخطاء بنفس الطريقة التي ينظر اليها شخص من خارج النص objective . النصوص تحتاج لمن يقراها بنظرة موضوعية وهذا صعب ان يتوفر لدى صاحب النص ولذلك احيانا نحاول ممارسة دور المدقق على إنتاجنا من خلال طباعة النص ثم الابتعاد عنه لمدة ايام ثم العودة له حيث تكون النظرة اكثر موضوعية لكن يظل الاخر اقدر على رؤية نقاط الضعف والأخطاء ، و هنا تكمن اهمية الاستماع لنقد وقراءات وتعليقات وملاحظات الاخرين حيث يمكن للمبدع بعدها أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار وانتاج نص نهائي يكون قد أخذ فيه ما يعتقد انه مناسب من ملاحظات .
اذا الشبكة العنكبوتية نعمة فلماذا لا نستفيد منها ؟

ثم هناك نقطة اخرى مهمة وهي ان النص عندما يخرج يصبح ملك الاخرين ،والنقد له لا يعني نقد لصاحبه هو يخص النص فقط لذلك أنا اتلهف ان استمع لراي الاخرين عند نشر اي نص لان ذلك بمثابة خدمة مجانية يقدمها لي الاخر .

عباس العكري 01-29-2017 05:46 PM

اوجاع ليلة الدخلة
 

ايوب صابر 01-30-2017 12:43 PM

استاذة فاطمة
شكرًا على استجابتك لدعوتي والعودة للتعليق على النص بإسهاب .

لم يكن اختيار العنوان عشوائيا فانا اردت ان استثمر ثنائية التضاد في اشد حالاتها تأثيرا فعملت على إيهام المتلقي باننا في عرس ورقص ودانس ، لكن ما لبث النص ان تحول الى مأتم فيه وصف لمشهد الموت وما يرتبط به من الم وحزن . وهذا تسخير لثيمة الموت والحياة.

كما انني من خلال العنوان أوهمت المتلقي بأنني بصدد وصف مشهد جنسي بتفاصيله ومن هنا لجأت لاستخدام كلمة( اوجاع ) فإذا بي اصف مشهد يصور كيف يطل مارد من الالم والوجع برأسه من ثنايا الذاكرة السحيقة وهي المكان الذي نكبت فيه ما يؤلمنا حسب علم النفس الفرويدي في ليلة فرح عارمة فيفسد على البطل فرحته، وهنا المفروض ان تتحقق الصدمة التي تحفر اثرا بالغا في نفس المتلقي وهنا حول قضية اليتم وما يرتبط بها .

وان لم أتمكن من ايقاع مثل تلك الصدمة ولم يخلف النص ذلك الأثر المزلزل فهذا يعني انه كان يجب جعل النص اكثر كثافة واتقان وتاثير .

بخصوص الأخطاء والترقيم أظن انني بحاجة للمساعدة في هذه النواحي فقد افسد تخصصي بالأدب الانجليزي لسنوات طويلة لغتي العربية وسوف ألجأ الى المساعدة في حالة قررت نشر القصص في كتاب وعندها سآخذ بالاعتبار كل الملاحظات حتما .

شكرًا جزيلا على هذه الإضاءة الجميلة والوقت والجهد الذي منحتيه للنص ، ولا عليك ان لم يقرا الناس فالابداع مثل نور الشمس يبدد العتمة ولا تتوقع الشمس من احد ان يصفق لها فقط تستمر في إرسال أشعتها الذهبية ولولاها لما جاء النهار وما زالت الظلمة .
*

ايوب صابر 01-30-2017 06:01 PM

الاستاذ محمد المقداد
اشكرك على مرورك ومداخلتك ونصيحتك والتي سأحاول أخذها بعين الاعتبار على الرغم ان لدي نقطة ضعف وهي حبي لخروج النص في اسرع وقت ممكن الى العلن لكني سأحاول الاستفادة من الملاحظات قبل تطوير نص نهائي يكون قابل للنشر في الكتب وعلى اعتبار ان ما ينشر على النت نسخة أولية قابلة للتطوير والتعديل .


ايوب صابر 01-31-2017 11:29 AM

الاستاذ عباس العكري

انت قلت الكثير بهذا التصميم الجميل الرائع والمعبر ...فالصورة تغني عن الف كلمة وكأن هذا ما فعلته انت بحق النص ، وأنا شاكر لك عظيم الشكر على الجهد والوقت الذي خصصته للنص.
*شكرا بسعة الافق،،،


زياد وحيد 02-16-2017 01:04 AM


الصديق المبدع ايوب صابر تحيااتي لك و لجيمع قراءك

سعيد جدا لعزومتك فقد اشبعتني هذه المأدبة الدسمة جمالا في السرد و أناقة في الأسلوب
قصة حملت نبض الاعراس الفلسطينية و طقوسها كأنني اعيشها في الجزائر
ما اشبه اعراسنا و ما اقرب تلك التقاليد الى بعضها البعض في افراحنا و ولائمنا ,,
عشت احداث قصتك و حضرت ذلك العرس و سمعت تلك الاهازيج و أرقصني الضرب على الدف و تمايلتُ مع الشباب و سحرتني زغردة الفتيات و دبكتهن
كان اسلوبا رااائعا مشوقا .. جعلني اعيش القصة و ليس قراءتها
عندي ملاحظة واحدة
العنوان يا صديقي أوجاع ليلة الدخلة اوحى لي في بداية الامر أنه يتعلق بتلك العادات التي تصاحب ليلة الزفاف في فض بكرة العروس و ما يتبعها من اذى جسدي و نفسي و إذا بي اجدني في اخر القصة أن ذلك الوجع الذي ذُكر في العنوان ما هو الا ذكرى مؤلمة تتعلق بوفاة والد العريس منذ امد بعيد و أظنها لا تتعلق بوجع بقدر ما تتعلق بمشاعر حزن عبرت تلك الاجواء السعيدة فعكرتها و نغصت على الابن العريس تلك الفرحة في لحظة عابرة ما تفتأ ان تتلاشى و هو ينام بين احضان عروسته
لذلك اشعر ان العنوان لا يعبر بشكل دقيق على القصة بل ياخذك الى منحى اخر لم نره في ثنيا السرد
كما أني اشاطر الاستاذ ياسر فيما ذهب اليه و قد أقررت في تعليقك بتلك العجلة التي لازمت سردك لمجريات القصة لكن في راي أن تلك العجلة لا تخل بجمال الاسلوب و لا تنقص من رشاقة الجمل و لا تدخلها في تلك العيوب التي تجعل من القصة غير ناجحة


اقول و بكل صدق ,, القصة نموذج راائع لامثالنا من الكتاب الهواة ليكتب بطريقة علمية موفقة

تقبل استاذي ايوب تقديري و احترامي

ايوب صابر 02-25-2017 01:21 PM

اشكرك استاذ زياد جزيل الشكر على مرورك ومداخلتك الجميلة. أظن انه كلما ابتعد العنوان عن محتوى القصة كلما احدث السرد صدمة مدوية لدى المتلقي. واتصور ان هذا احد مميزات هذا النص حيث يوحي العنوان بشيء لكن تصتدم بنهاية اخرى مغايرة وهنا تحدث الصدمة.

نعم اتصور ان على القاص ان يحاول جهده في كتابة نص مزلزل وليس فقط اي نص. وهذا الأثر لا يحدث صدفة وانما يحتاج الى نسج تسخر فيه كل عناصر الجمال والتاثير ولهذا السبب اطلقنا " مشروع قصة كل سبوع" الذي تشارك فيه انت بنشاط مشكور ، كي نتعلم ادوات السرد الجميل ونحاول تقليل نقاط الضعف.

عندما أقراء قصة لادجر الن ابو اشعر انني اقرأ سردا جميلا بالغ التأثير ولعلنا نصل في يوم الى مستويات السرد العالمي على شاكلة سرد دوستوفويسكي او ادجر الن بو .
شكرًا جزيلا *

سمير الاسعد 03-01-2017 04:39 PM

كل التحية لك استاذ صابر
قصة رائعة جدا تحمل معاني كثيرة وفكرة دالة على ما يعانيه الشعب الفلسطيني. شخصيا افهم ما رميت اليه بصفتي فلسطيني يعيش داخل الارض المحتلة ويعاني كما يعاني الجميع ، وقد مررت بنفس الظروف تماما ... ولكن لا يمكن الا ان يطغى الشعور بالفرح والسرور في مثل هكذا مناسبة ويغطي على شعور الانقباض والتعاسة .
من ناحية اخرى ارى ان العنوان زاد قليلا عن المحتوى وقد يشكل نوعا من الشعور بالاحباط لدى القارئ لانه قد يتوقع نتيجة او نهاية اخرى للقصة وحدثا جللا قد يحصل اثناء الفرح يؤدي الى اوجاع او آلام من نوع آخر. كل الفرح ومظاهر البهجة التي رأيناها على وجوه وتصرفات المدعويين من اصدقاء واحباب واقارب يجب ان تلهي العريس عن التفكير بالمصائب التي حدثت في الماضي وتدمجه (غصبا) في الحالة السائدة .
الفرح بالنسبة لبطل القصة كان يمكن ان يكون شعورا بالفخر بنجاح امه في تربية ابنائها وتزويجهم بعد وفاة زوجها واضطرارها للكد والتعب لتوصل رسالتها في الحياة لتعين ابنائها في الوصول لاهدافهم .
لا اعتقد شخصيا ان تذكر حالة وفاة الوالد قبل عشرين عاما قد تعقد الحالة النفسية للعريس بهذا الشكل وتجعله يتجاهل كل مظاهر السرور التي اسهب القاص في التعبير عنها .
افضل ان تمد نصوصك بنوع من الخيال يجذب الانتباه ويزيد التفاعل ويفاجئ القارئ ويثيره
من جهة اخرى هناك اخطاء لغوية كان يجب ان تنتبه لها وتبتعد قليلا عن التكرار وصياغة الفكرة باكثر من فقرة .

في المجمل العام ، كل الاحترام والتقدير لمحاولاتك ولا يجب ان تعتقد ان هذا النقد قد يقف امامك حجر عثرة وعليك ان تحاول جادا آخذا بالاعتبار كل الآراء التي هي بالاساس لتصويب مسيرتك وتشجيعا لابداعك.
وسامحني على كل حال .

ايوب صابر 03-18-2017 09:27 PM

مرحباً استاذ سمير

في الواقع هذه قصة واقعية تقوم على قصة شخص يتيم التقي به في النادي الرياضي وهي تعالج قصته مع اليتم ولا تعالج موضوع وطني بحت رغم ان هناك إشارة للموضوع الوطني وهو يتعلق بأحداث يوم تخرجه .
وقد كنت أمينا الى حد كبير في ان جعلت حدث غياب والده كأهم حدث في حياته وانه نغص عليه فرحته ليلة الدخلة .
وفيما يتعلق بالعنوان الهدف هو جذب القراء و احداث صدمة لدى المتلقي فالقاريء يتوقع الام لها علاقة بليلة الدخلة ولكنه يجد الام مرتبطة باليتم .

على كل حال اشكرك جزيل الشكر على تفاعلك مع الموضوع وملاحظاتك ،،،



الساعة الآن 12:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team