![]() |
(( صندل وبوصلة ))
((صندل وبوصلة ))
(1) على عنقها طوْق من الياسمين الغض، فستانها الأزرق المترامي على الرقة نفسها، صندلها الناعم يحاكي وينافس عذوبة قدمها، تنتظر بقبعة قش تلتف على رأسها كأنها تحمي شعرها من رقة النسيم. الفرح الذي يقبع بين باقة الورود المبتهجة، التي تضج بصوت ضحكات فرحة بأحضان الفتاة الزهرة. على مقعد جاف بمحطة القطار يقبع هذا الجمال. لوحة فاتنة بجانب جدران ميتة تغص بها المحطة. وعيون الفتاة على القطار القادم! نزل الركاب وزاد ارتباكها. هذا القطار الثالث الذي أتى بدونه! بدأت تنكمش على نفسها: فالغربة أحاطتها فجأة، أضواء عينيها خفتت. سألت نفسها: كيف سأعود؟! قد نسيت أن تضع علامات تدلها على طريق العودة. ظنت أنه سيرافقها ولن تحتاج لبوصلة. ظنت أنه سيأخذها إلى الشلال ويحط بها على شجرة التوت. (( فرق توقيت )) (2) لكن عادت روحها حين لمحته بالقطار الخامس:هيبة ، عطر معتق من صنوبر غض. كلما أتى على فكرها، أطاح بها، في كل مرة تفقد توازنها، تحس بدوران يفتك بثباتها. لم ينقذها إلا مقعدها الجاف وجدران المحطة. أتى يمشي إليها وكأن الضوء سرق من حضوره بعض ضيائه، وأنورت الدنيا بشموس متلألئة من وجوده بقربها. طارت إليه، وهو يتلكأ يكتب شيئا على جواله الضخم الذي حجب أصابع يديه التى يقبع بهما الأمان، ووطنها. قالت في نفسها: يا إلهي كم أعشق هذا الرجل. اقترب منها، قبلها على عينها بسرعة أمسك يدها. وأنهى ما كان يكتب، وعلى عجل قال :عليّ أن أعود بنفس القطار! وذهب. ((فرق إحساس)) (3) وقعت من يدها أمانيها، نظرة ضياع. لوحة لفتاة يتيمة ، اندمجت مع رسوم التائهين في المحطة، ألوان اليأس اندمجت باهتة مع الشقاء والتوتر. ((بديهيات)) (4) واذا بيد على كتفها، ويد أخرى على أقدامها. هذا هو حبيبها يركض بها الى القطار الذي تأهب على المضي.. بآخر لحظة وصلا للداخل. ضحك لها وقال:أصبحتِ ثقيلة حبيبتي. ضحكت له بامتنان وعشق ووله. وعاد إلى تجاهلها والكبس على آلته. أنفاسه تذهب لجواله مرة، ومرة لحقيبته الجلدية اللامعة. ترك لها يده اليسرى تأخذها إليها وهو بعيد.. بعيد. ((عبير الأماكن)) (5) وقفت على نافذة القطار تحضن ما بقي لها منه. بعد ساعة ونصف؛ قربها منه بحركة راقصة... رمى وجهه بشعرها، وهمس لها: يا إلهي كم أنا مرهق حبيبتي. أسند رأسه على حضنها وقال: علي أن أنام كم ساعة قبل النزول. وغفا. انتهى. |
الحياة محطات متقاطعة ...
فإن فاتتك محطة .. ﻻ تدع التالية تفوتك ... نسائم ... أحببت سردك جداً .. اهتمام بالتفاصيل و اللون و الرائحة .. كأنني رأيت فيلما قصيرا .. تمنيت أﻻ ينتهي ... رائعة أنت ... لقلبك الفرح |
المتألقة / نسائم أحمد
من زمن لم أقرأ بمثل هذه الروعة سرد محكم وبناء متكامل ولحظة فارقة جاءت ومضتها بنصل حاد لك ولنصك كل التحية |
جليلة ماجد
حضورك هو العطر نفسه وانا احببت وجودك هنا مع كلماتي وأحب ان لا ينتهي اشكرك سيدتي |
أستاذ حسام ريشو
اشكرك سيدي على رقي حضورك وشكرا على كلماتك الشجية والرائعة مثلك |
واااااو جميل ما قرأنا هنا..
صاحبتنا رومانسيّة وبطلنا عملي، لا أعتقدها ستسعد معه، من البداية تعامل معها كأمر مسلم به.. النص رائع لكن تخللته بعض الهنات اللغوية. تحيتي وتقديري. |
ريما الريماوي
اهلًا وسهلا بك سيدتي. نعم ف رغم موهبتي بالكتابة الا اني أعاني ضعف بقواعد اللغة العربية وحاولت ان اخِذ دروس في منتداكم الذي يعنى باللغة وقواعدها. وانا لم أكن محظوظة من صغري بتعلم هذه اللغة المعجزة. لان الأهل ركزو على تعلمنا اللغة الانجليزية وبالجامعة بكلية الهندسة أبعدتني عن تعلمها. لذا فأنا عطشى لتعلمها ولو على كبر. شكرا سيدتي ف وجودكِ عطرني |
الأخت الكاتبه / نسائم أحمد.
جميل ما كتبتيه . إن القصص كما أراه بصور الخيال الممتع فيه لا يختلف عن صور الخيال في القصيده الأدبيه . عشت لحظات مع نصك الرائع وما حمله من إبداعاتك . هنيئا لمنابر بك كقاصه متميزه وإلى الأمام نسائم !! مع أمنياتي. أبو تركي / عبد الرحمن ... الرياض. |
نص جميل تقبع في مواطنه العديد من الصور صاخبة الجمال جاءت لحظات الترقب و الإنتظار و الصور الجمالية ک محرك قوي للنص ليثير شهية القارىء ، رغم جمالية السرد و الصور إلا أنه وكما أشارت الراقية ريما ريماوي .. يحتاج للقليل من التعديلات . انتظر منكِ الأجمل ، بشغف . لروحك عطر وياسمينة . |
اقتباس:
وأنت ما شاء الله عنك مبدعة، إن وددت أن نشير للأخطاء لا بأس، فهذا يرفع من سويتها. وأهلا بك وطروحاتك الجميلة، كلي شغف للمزيد منها. عوفيت. |
الاستاذ عبد الرحمن ال ماضي
شرفتني بحضورك سيدي اهلًا وسهلا بك |
صفاء الشويات
كلماتي شغفت بوجود عطرك سيدتي اشكر حضورك. |
ريما الريماوي
سيدتي ان هذا لكرم بالغ منك وانا ارحب بذلك حين انزل نص اذا تكرمتي ان تصلحي أخطائي يا ليت وان يكون من داخل القصة هذا رائع بالنسبة لي لينزل نصي بما يليق بالمكان انا قريبا سأنزل قصة جديدة ليتك تساعديني بها سيدتي هذا كرم بالغ منك. |
اقتباس:
أعاني من مشكلة في الإبصار.. والتحرير بخط صغير مرهق لي.. أود التنويه إلى ما يلي: أرجو التمييز بين همزتي الوصل والقطع، علامات الترقيم تأتي بعد آخر حرف مباشرة ودون ترك أي فراغ.. لنترك النص الآخر لوقته، ربما يساعدنا الآخرون، أو نعدّل الأخطاء المهمّة فقط. مودتي. |
نسائم أحمد ايتها الكاتبة المبدعة و كأنك تقولين مازلتُ اقف على شرفات الانتظار ونحن لا يبعدنا زمان ولا مكان ألوِحُ بيدي الى حبيب الزمان ارى خياله يملأ الافق هل انتَ هنا ام غادرتَ بلا قرار هل لازلتَ تتذكر ذات وقت.. إذ ألتقينا و افترقنا بلا مواعيد لم نعبىء أنية الاشواق فرحلتَ و تركتَ قلبي معلقا بجدائل الاحلام أه منك..كيف ترحل وانا هنا ؟ رائع ما قرأتُ هنا |
زياد وحيد
اهلًا بك سيدي. انتظاره بالنسبة لها: ترف لمشاعرها. وهي على على يقين انه سيأتي. بالحب لا نحتاج الا أمل نترقبه . اشكر وجودك الغالي. |
الساعة الآن 02:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.