منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1759)

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:02 PM

من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى )
 
"لاتَلُمني" فليس لي
( الشريف المرتضى )


"لاتَلُمني" فليس لي
علمُ ما في المغيَّبِ
كيف أدرى وما ذهبْـ
ـتُ من البعدِ مذهبي؟
أنا أعشَى لَدَى المطا
لبِ عن نُجحِ مطلبي
لو علمتُ الذي أعو
دُ به قبلَ مَرْكبي
لم أدعْ من بصيرة ٍ
ضَررًا أنْ تمرَّ بي
ولَكُنتُ الغنِيَّ عنْ
نَدَمٍ أو تَعَقُّبِ
وَلَما كانَ ظافرًا
بيَ يومًا مؤنّبي
لا ولا كانَ للقَذا
ة ِ لِمامٌ بمشربي

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:03 PM

أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
( الشريف المرتضى )


أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
فلقد قضيتَ ردى ً برغم معاطِسِ
ما دار في فكري فراقك هكذا
دون الأنام ولا جرى في هاجسي
وذخرتُ منك مودَّة ً فسُلِبْتُها
والدَّهرُ مشغولٌ بسلبِ نَفائسي
ما كنتَ من جِنسي ولامن أُسرَتي
و لنتَ بالودّ الصحيح مجانسي
صانعتُ فيك معاشراً وكتمتهمْ
وجدي عليك وصبوتي ووساوسي
وحبستُ دمعي أنْ يسيلَ تجمُّلاً
لو كان دمعٌ لا يسيلُ لحابسِ
ولقد لبستَ منَ الزَّمان جلالَهُ
وجلستَ منه في أعزِّ مجالسِ
وحكمتَ في الملكِ الذي ماحَكَّموا
فيه سوى ماضي العزيمة ِ سائسِ
و رأيت دونك كلَّ ذي " خيرية ٍ "
سامي البنية ِ في علاً متشاوسِ
وفرجتَ بالآراءِ ضِيقَ شديدة ٍ
و محوت بالأضواء ضيقَ حنادسِ
و ضربت بالأسيافِ كلَّ مسايفٍ
و دعستَ بالأرماحِ كلَّ مداعسِ
ورددتَ ذا لَجَبٍ يضيقُ به الفَلا
ملآنَ مِن جُنَنٍ له وقوانسِ
وأريتَ أنَّ فوارساً في طيَّة ٍ
بالطعن في اللبات غيرُ فوارسِ
وإذا أناسٌ نافسوك وقدّروا
أن يلحقوك فضحتَ كلَّ منافسِ
أو ناضلوك فَضَلْتَهُمْ بصوائبٍ
أو زاحموك زحمتهمْ بقدامسِ
وركبتَ كلَّ مُطاوعٍ مُتعطِّفٍ
لما ابتلوا بروافسٍ وشوامس
وإذا اختبرتَ ففي الزَّمانِ أكايسٌ
حازوا الكمالَ وفيه غيرُ أكايسِ
في كلَّ يومٍ لي حميمُ مودة ٍ
أعطيهِ من فَقْدٍ يمينَ الرَّامِسِ
وأصونُهُ بالتُّربِ والتُّربُ الذي
فيه أكفُّ دوارسٍ وكوامسِ
وأودُّ أنِّي بعدَ ذاك لقيتُهُ
لو يلتقي حيٌّ بميتٍ دارس
و غذا رجعتُ رجعتُ صفراً " يائساً "
عن مُقفرٍ من كلِّ شيءٍ يابسِ
و هو الزمانُ فعبرة ٌ لمغفلٍ
أَطوارُهُ أو ضُحكة ٌ للعابِسِ
أيردُّ ما أعطاك غيرَ ملبثٍ
من بعد أن أعطاك غيرَ مماكسِ ؟
و غذا نجونا من خطوبِ ملمة ٍ
عرضت لنا - تأتي نيوبُ نواهسِ
أين الألى حلوا السماءَ وعارضوا
زُهْرَ النُّجومِ مقابساً بمقابسِ
فاستفرشوا الكرمَ المبرَّ على الورى
عَفْواً مكانَ نمارِقٍ وطَنافِسِ
و سرى لهمء ذكرٌ ذكيٌّ عرفهُ
شرقاً وغرباً في ظهور عرامسِ
و كأنّ أوجههمْ بحسنٍ صقلتْ
قُضُبُ الوغَى مصقولة ٌ بمداوسِ
من كلّ ممتعضِ الحمية ِ آنفٍ
ذي مارنٍ في الذُّلِّ ليس بعاطسِ
أخنى الزمانُ عليهمُ وسقاهمُ
كأسَ الحمامِ فما ترى من نابسِ
فكأنهمْ عصفٌ تحكمُ غدوة ً
و عشية ً فيه هبوبُ روامسِ
كانتْ ديارُهُمُ نهاراً مُشرقاً
فالآن عُدْنَ كجُنحِ ليلٍ دامِسِ
و برغمهمْ من بعد أن سكنوا الذرا
سكنوا بطونَ صفاصفٍ وبسابسِ
لا زال قبرك يا محمدُ مفهقاً
من كلِّ منهمِرِ السَّحائبِ راجِسِ
صخبِ الرعودِ كأنما أجراسهُ
صبحاً وإمساءً زئيرُ عنابسِ
وإذا القبورُ دُرِسْنَ يوماً فليكُنْ
قبرٌ به وسِّدْتَ ليسَ بدارسِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:03 PM

أؤملُ أن أعيش ودون عيشي
( الشريف المرتضى )


أؤملُ أن أعيش ودون عيشي
كما أهوَى مقاديرٌ عِراضُ
وهل لي من نجاءٍ في الليّالي
وحولي للرَّدى أُسْدٌ رِباضُ
وقد أُقْرِضْتَ في الدُّنيا سروراً
فلا تجزَعْ إذا رُدَّ القِراضُ
وكنْ مثلَ الأُلى دَرَجوا وأبقوا
حديثاً مالزهرته الرياضُ
هم قذعوا نفوسهم ولووا
أعِنَّتَها إلى التَّقوى وراضوا
فأما نبلهم فلهم نفوسٌ
صحيحاتٌ وأجسامٌ مِراضُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:04 PM

أبا بكر تعرضتِ المنايا
( الشريف المرتضى )


أبا بكر تعرضتِ المنايا
لحتفك حين لا أحدٌ منوعُ
وأوجَعني فراقُك من قريبٍ
وداءٌ لادواء له وجيعُ
بكى قلبي عليك مكان دمعي
وكم باكٍ وليسَ له دموعُ
كأنّك ماحللتَ بدارِ قومٍ
وأنت لودهم مرعى ً مربعُ
وسَفْرٌ لا يحينُ لهمْ إيابٌ
ولايُرجَى لغاربِهمْ طُلوعُ
وسادهمُ وإن كرموا رغامٌ
وأجداثُ القبور لهم ربوعُ
نُصابُ بكلِّ مُقتَبِلٍ وهِمٍّ
فلا هذا ولاهذا يَروعُ
وتَخدعُنا ظنونٌ كاذباتٌ
فيا الله مابلغ الخدوعُ
وسبلُ اليأسِ واضحة ٌ لدنيا
ولكنْ ربَّما طمعَ الطَّموعُ
فإنْ تَبْعَدْ فقد نَأَتِ الثُّريّا
وإن تذهب فقد ذهب الربيعُ
وإنْ تَفْقِدْك حائرة ً عيونٌ
فلم تفقدكَ حانية ً ضلوعُ
وإن يحرج مكانك من ترابٍ
فإنك ذلك الرحب الوسيعُ
ومايبقَى بطيءٌ أخَّرَتْهُ
منيَّتُهُ فيُجزِعَنا السَّريعُ
وما أبقى الزمان لنا أصولاً
فنطمع أن تدوم به الفروعُ
وما الأيّامُ إلاّ حاصداتٌ
لما زَرعوا ونحنُ لها زُروعُ
ولولا أنه أجلٌ متاحٌ
لقلتُ أسئَ منك بنا الصنيعُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:05 PM

أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ
( الشريف المرتضى )


أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ
والدَّهرُ صَبٌّ بإسخاطِ العُلا كَلِفُ
لو كان شخصٌ تفوت الحزنَ مهجتهُ
لكنتَ ذاك، ولكنْ ليس تُنْتَصَفُ
إذا بَقِيتَ فمن يَعْدوك مُحتَسَبٌ
فى الشّمسِ ما أشرقت عن كوكبٍ خلفُ
إذا تيقّنتِ الأرواحُ بعثتها
إلى الحِمامِ فماذا ينفعُ الأسفُ
وكيف تُخْطي سهامُ الموتِ مُفْلِتَة ً
مَنْ نَحرُهُمْ لحِنيَّاتِ الرَّدى هدفُ؟
يَسعى الفتَى وخيولُ الموتِ تطلبُهُ
وإنْ نَوى وقفة ً فالموتُ ما يقفُ
نَلقى منَ الدَّهرِ ما يُدمي محاجرَنا
وما لنا عن هوَى رؤياهُ مُنْصَرَفُ
أفعالُنا للرَّزايا فيه مُنكِرة ٌ
ونطقُنا بارتحالٍ عنه مُعترِفُ
" إنْ لم توفِّ " لياليه مكارهها
فقد تقدّم فى أرزائها سلفُ
كلُّ المواطنِ من كفِّ الرَّدَى كَثَبٌ
وكلُّ أرضٍ على هولِ الرَّدى شَرَفُ
لا درَّ درُّ اللّيالى أخذها فرصٌ
ومنعها غصصٌ بل جودها سرفُ
إذا حزنتَ فقلبُ المجد مكتئبٌ
وإنْ قُذِيتَ ففي وجهِ الضُّحَى سَدَفُ
ولو علمتَ ببسطِ الدَّهرِ قبضتَهُ
إلى فِنائِك ما طالتْ له كَتِفُ
لكنّه سارقٌ يخفى زيارته
وليس من سطوة ِ السُّرّاقِ مُنتَصَفُ
إنْ كان أطلق فيك الدّهرُ منطقه
فقد دعاك لسانٌ حشوهُ كففُ
أو كان ألْهَبَ في مَغناك سابقَهُ
فقد ثناه برجلٍ ملؤها حنفُ
يهدى العزاءَ إلى المفقودِ مفتقدٌ
مؤزَّرٌ بثيابِ الموتِ مُلتحفُ
ويصرف الهمَّ عن قلبٍ أطاف به
مَن قلبُهُ لِنَواصي الهمِّ مُكتنفُ
إنَّ الّتي أَضْرمتْ أحشاءَنا جَزَعاً
تلقاك منها غداً في الجنَّة ِ الزُّلَفُ
ولن يُذكِّرَك المُسْلونَ مَوعظة ً
وأنتَ تعلمُ منها فوقَ ما وَصَفوا

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:05 PM

أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
( الشريف المرتضى )


أبى يعصبُ الغاوون ما في عيابهم
و يلطخني بالشرَّ من هو ملطخُ
ولو شئتُ أضْحى بينَ داري وبينهُمْ
بَساطٌ بعيدٌ للمطايا وبرزَخُ
كأني مقيمٌ بين قومٍ أذلة ٍ
أميمُ رزاياً بالجنادل يدخُ
ولي مُهجة ٌ لم يبقَ إلاّ طُلولُها
ترشُّ بأنواعِ الهمومِ وترضخُ
إذا قلتُ يومًا قد مضَى ما يريبُها
تراسخَ بي ما لم يكنْ قبلُ يرسخُ
و يشمخُ قومٌ ناقصون عن العلا
و كم بيننا أنْ كنتُ بالفضل أشمخُ
فقلْ للّذي يبغي لِحاقي غَباوة ً:
أفي غيرِ فحْمٍ أنت دهرَك تنفُخُ؟
وما أنتَ إلاّ يَرْمَعُ الدَّوِّ كارعٌ
وإلاّ فغرثانٌ ولا نارَ يطبُخُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:06 PM

أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا
( الشريف المرتضى )


أبَتْ زَفَراتُ الحبِّ إلاَّ تَصعُّدا
ويأبَى لهيبُ الوجْدِ إِلاّ توقُّدا
و لم أرَ منْ بعد الذين تشردوا
لأغنينا إلاّ رقاداً مشردا
تذكَّرتُ بالغَوْرينِ نَجْدًا ضَلالة ً
ومن أين ذكرى غائرِ الدَّارِ مُنْجِدا؟
مضَى البينُ عنّا بالحياة ِ وطِيبها
فلم يبق بعد البين شيءٌ سوى الردى
فقلْ للّذي يَنوي الفراقَ وعندَهُ
بأني مطيقٌ في الفراق التجلدا
وَ عدتَ ببينِ يسلبُ العيشَ طيبه
فما كان ذاك الوعد إلاّ توعدا
وما كانَ عندي أن يُفرَّق شَملُنا
و يبعدُ عن داري العميدُ تعمدا
و ما سرني أنْ سرتَ عني وأنني
مقيم بأرضي أو تغيبَ وأشهدا
سيرحمني من كان بالأمسِ حاسدي
وما عادَلَ المرحومُ فيك المُحسَّدا
و أبقى وحيداً بعد أنْ كنتُ ثانياً
وَ منْ ذا بعيدَ الأنسِ يرضى التوحدا ؟
وما زلتُ دهرًا بالتفرُّقِ قانعًا
فما زلتَ بي حتّى كرهتُ التفرُّدا
هززتُك سيفًا ما انْثَنى عن ضَريبة ٍ
مَضاءً كما أنّي نَقدتُك عَسْجَدا
وكان الّذي بَيني وبينَكَ كلّهُ
وداداً وفي كلَّ الرجالِ توددا
فإنْ لم يكن سنخٌ يؤلفُ بيننا
فقد ألَّفَتْ فينا الموَّدة ُ مَحتِدا
وَ منْ قربته دارُ ودٍّ مصححٍ
إليَّ فلا كانَ المقرِّبُ مَولِدا
و ما كنتُ أخشى أنني فيك أبتلي
وتُخرِجُ عن كَفَّيَّ منكَ المهنَّدا
وأُسقَى بكَ العذبَ النَّمِيرَ ويَنْثني
فراقك يسقيني الأجاجَ المصردا
ولو لم تَرُحْ عنِّي لما كنتُ بالّذي
أُبالي بناءٍ راحَ عنِّيَ أوغَدا
و قد زادني منك النظامُ كأنهُ
رياضٌ بأعلى الحزنِ جاد لها الندى
و قلدني منا وما كنتُ قبله
وجدك ما بين الرجالِ مقلدا
و لو أنني أنشدتهُ نغماً به
معَ الصُّبحِ أطربتُ الحَمامَ المغرِّدا
كأنيَ لما أنْ كرعتُ زلاله
كرعتُ زلالاً من سحابٍ على صدى
فخُذْهُ كما شاءَ الودادُ وشِئتَهُ
نظاماً على مرّ الزمانِ منضدا
هو الماءُ طوراً رقة ً وسلالة ً
وإنْ شئتَ طَورًا قوَّة ً كان جَلْمَدا
و لما دعوتَ القولَ مني سمعته
وكانَ لمنْ يبغيهِ نَسْرًا وفَرْقَدا

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:07 PM

أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
( الشريف المرتضى )


أتارِكي أَتَلافَى اليأسَ بالأملِ
وراجعي أتقاضَى الحزمَ بالزَّلَلِ؟
لا تحملنّى على وعرٍ فأركبهُ
ولو توسَّمتَ منه طلعة َ الأجلِ
ولا تعلنّنى رنقاً فألفظهُ
ولو لوجهٍ يراه النّاسُ للقبلِ
واستبقِ صمتى لمغرورٍ أقمتُ له
ظهرَ الرَّجاءِ على رِجْلٍ من العِلَلِ
دَعني يغمَّدُ حلمي ما انْتَضَتْ هِمَمي
أولا فهاك جوابى خذه من أسلى
إنْ لم أذَرْك تُلاقيني فَتُنْكرني
فلا أطاعتْ سيوفى أصعبَ القللِ
ولا حملتُ القنا فى يومِ معركة ٍ
وصارمتنى ظهورُ الخيل عن مللِ
أأنتَ أشجعُ أم دهرٌ يسالمنى ؟
ويشرئبُّ إلى بِشْرِي فدعْ أملي
ألقى إلى َّ زماناً كان يجعله
حِبالة ً لاقتناصِ الفارسِ البطلِ
وقال: قُدْني إلى ماشئتَ أسْعَ لهُ
يا مالكاً مالكَ الأرقابِ والدُّوَلِ
وما احتفلتُ بشيءٍ ظلَّ يبذلهُ
لأنَّ أكثرَ منه في يديَّ ولي

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:07 PM

أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
( الشريف المرتضى )


أتاكَ الرَّدَى من حيثُ لاتحذرُ الرَّدَى
وغافصني فيك الحِمامُ ولا أدري
فإنْ ينسك الأقوامُ بعد تذكرٍ
فإنيَ معمورُ الجوانح بالذكرِ
و إنْ كان عمري ما انقضى بعد أن مضى
مَداكَ فقد نغَّصتَ لي باقيَ العمرِ
فلا زالَ ماوُسِّدتَ فيه منَ الثَّرى
يعاوده ما شاء من سبلِ القطرِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:35 PM

أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ
( الشريف المرتضى )


أتانى والرّكبانُ يأتى نجيّهمْ
بما ساءَ أو سرَّ الفتى وهْوَ غافلُ
بأنّ الذى سالتْ شعابُ النّدى به
تلاقتْ على رغمى عليه الجنادلُ
وحلّ بدارٍ ليس عنها معرّجٌ
ولا نازلٌ فيها مدى الدَّهرِ راحلُ
أمنْ بعد أن راع القرومَ هديره
ونِيلتْ بما تجني يداهُ الطَّوائلُ
يضامُ ويسقى غرّة ً أكؤسَ الرّدى
فللهِ حقٌّ غاله ثمَّ باطلُ!
فإنْ غبتَ عنّا فالنّجومُ غوائبٌ
وإنْ زلت عنّا فالجبالُ زوائلُ
وما أنتَ مقتولاً وذكرُك خالدٌ
بل أنتَ لمن قد ظلّ بعدك قاتلُ
فلا حَملتنا للجلادِ ضوامرٌ
ولا فرّقتنا من بلادٍ رواحلُ
ولا عاد من حربٍ بما شاء صارخٌ
ولا آب من جدبٍ بما رام سائلُ
ولا تبكهِ منّا العيونُ وإنّما
بكَتْهُ المواضي والقنا والعواملُ
ولولا هناتٌ سوف يقلعُ عذرها
ضحى ً أو عشيّاً قالَ ما شاءَ قائلُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:35 PM

أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
( الشريف المرتضى )


أتدري مَن بها تلك الدِّيارُ؟
و تعلم ما غطا ذاك الخمارُ ؟
أقامتْ ضَرَّة ُ القمرينِ فيها
فكلُّ بلاد ساكنها نهارُ
فتاة ٌ حُكِّمتْ في كلِّ حُسنٍ
و ليس لغيرها فيه الخيارُ
ففي كلّ القلوب لها وجيبٌ
كما كلُّ القلوبِ لها ديارُ
فحسبك يا زمانُ فمنك عندي
قبيحٌ لا يحسنُه اعتذارُ
أأنسى الغدرَ منك وَ أنت إلفي
و غشكَ لي وَ أنتَ المستشارُ
و عندي من حديثك ما لو أني
سمرتُ به لشاب له الصغارُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:37 PM

أتمضي كذا أيدي الرّدى بالمصاعبِ
( الشريف المرتضى )


أتمضي كذا أيدي الرّدى بالمصاعبِ
وتذهب عنّا بالذُّرى والغواربِ
وتُستلَبُ الآسادُ وهْيَ مُلِظَّة ٌ
بأخياسِهِنَّ من أعزّ المسالبِ
وتُؤخذ منّا من وراء سُجوفنا
بلا رأيِ بوّابٍ ولا إذْنِ حاجِبِ
وتُقنص فينا روحُ كلِّ محاربٍ
أبيٍ جرئٍ وهو غير محاربِ
أيا صاحبي إنْ كنتَ في إثرِ من مضى
على مثل حلاتي فإنّك صاحبي
دعِ الفكرَ إلاّ في الحِمامِ ولا تُقِمْ
مع الحرصِ في دار الظّنونِ الكواذبِ
وإنْ كنتَ يوماً بالحديثِ مُعلِّلاً
لسمعي فَحَدِّثْني حديثَ النّوائِبِ
فلي شُغُلٌ عمَّنْ أقامَ بمنْ مَضَى
وعن مُعجباتٍ رُقْنَنا بالعجائبِ
وناعٍ لسيف الدّين أضرم قولُه
ولم يدنْ ما بين الحشا والتّرائبِ
وجاءَ بصدقٍ غيرَ أنّي إخالُهُ
خِداعاً لنفسي، إنّه قولُ كاذبِ
فأثْكَلني طيبَ الحياة ِ وضمّني
إلى جانبِ الأحزانِ من كلِّ جانِبِ
فيالك من رُزءِ أزارَني الأسى
وعرّف ما بيني وبين المصائبِ
ولولاه لم أغضِ الجفونَ على قذى ً
ولا لانَ للوجدِ المبرِّحِ جانبي
أساقُ إلى الأحزانِ من كلِّ وِجْهة ٍ
كأنّي ذلولٌ في أكفّ الجواذبِ
فلا مَطعمٌ فينا يطيب لطاعمٍ:
ولا مشربٌ منّا يَلَذُّ لشاربِ
وقلْ لطِوال الخَطِّ يُركَزْن فالذي:
سَقَتْكُنَّ يمناهُ مضى غيرَ آئبِ
وقلْ لجيادِ القُودِ لستنّ بعد ما
تولّى جديراتٍ بركبة ِ راكبِ
وقُل للمغيرين الذينَ تعوَّدوا
زِحامَ العوالي في صدورِ الكتائبِ:
دعوا ما ألِفْتُمْ من قراعٍ فقد مضى
بحكمِ الرَّدى منكم قريعُ المقانِبِ
وقل للسَّراة النازعين إلى الغِنى
فهمْ أبداً ما بين سارٍ وساربِ
أقيموا فلا نارٌ تَوَقَّدُ للقِرى
ولا راحة ٌ مفجورة ٌ بالمواهبِ
فتًى أوحشَتْ منه المكارمُ والعُلا
وإن أقاموا لم ينظروا في العواقبِ
وكم لك من يومٍ لدغت كُماتَه
بشوك العوالي لا بشوك العقاربِ
وحيٍّ خبطتَ الليلَ حتى ملكتَهُ
على آلفاتٍ للصّعابِ شَوازبِ
تراهُنّ يقضُمنَ الشّكيمَ كأنّما
لَبِسنَ بنسجِ الطَّعنِ حُمْرَ الجلابِبِ
وحولك طلاّعون كلَّ ثنيّة ٍ
إلى المجد حلاّلون شُمَّ المراقِبِ
إذا عزموا لم يرجعوا من عزيمة ِ
وفقدُ الصَّديقِ المحض صَعْبٌ فكيف بي
وفَقدي صديقًا من أجلِّ أقاربي؟
ويؤلمني أنّي تركتكَ مفرداً
بمَدْرَجة ٍ بينَ الصَّبا والجنائبِ
يطاع بها أمرُ البِلى في معاشرٍ
أبَوْا أن يطيعوا غالبًا بعدَ غالبِ
وما منهُمُ إلاّ الّذي نال رتبة ً
سَمتْ وعلتْ عن كلِّ هذي المراتِبِ
فإنْ يُكسَفوا في غَيْهَبٍ من قبورهمْ
فقد ضوّؤا دهراً ظلام الغياهِبِ
وإنْ قُبضتْ منهمْ أكفٌّ عنِ النّدى
فقد بُسطتْ دهرًا لهمْ بالرَّغائبِ
وإنْ جَثَموا بالتُّربِ طوعَ حِمامِهمْ
فكم جرَّروا فينا ذيولَ المواكِبِ
ألا سقّياني دوعَ عيني بعدَه
ولا تُسمعاني غيرَ صوتِ النّوادبِ
سَقى اللهُ ما أَصبحتَ فيه منَ الثَّرى
زُلالَ التَّحايا عن زلالَ السّحائبِ
ولا زال منضوحاً بعفوٍ ورحمة ٍ
ورَوْحِ الجنانِ مِن جميع الجوانِبِ
فقد طُويَتْ منه الصفائِحُ
على سامقِ الأعراقِ ضخمِ الضَّرائبِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:38 PM

أتنَسيْنَ يا لمياءُ شَملكِ جامعًا
( الشريف المرتضى )


أتنَسيْنَ يا لمياءُ شَملكِ جامعًا
وإذْ أنا في صبغ الدُّجَى منك أقربُ؟
وقد لفّنا ضيق العناقِ وبيننا
عتابٌ كعَرفِ المِسكِ أو هو أطيبُ
وإذ علّني من ريقهِ ثم علّني
على ظمإٍ مُستعذَبُ الرِّيق أشنبُ
كأنَّ عليهِ آخرَ اللّيلِ قهوة ً
معتقة ً "ناجدوها" يتصوّب
أُحبّكِ يا لمياءُ مِن غيرِ رِيبة ٍ
ولا خير فيما جاءه المتريِّبُ
ويُطربُني إنْ عنَّ ذكرُك مرّة ً
ولستُ لشيءٍ غيرَ ذكراك أَطربُ
وفي المعشرِ الغادين بدرُ دُجُنّة ٍ
عَلوقٌ بألبابِ الرّجال محبّبُ
يَدِلُّ فلا تَأبى القلوبُ دلالَهُ
ويُلقي باسبابِ الرِّضا حينَ يغضَبُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:39 PM

أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
( الشريف المرتضى )


أتَتْني كما بُلِّغتْ مُنْية ٌ
وأدركتُ من طلبِ الثّأرِ ثارا
قوافي ما كنّ إلاّ الغمام
سَقى بعدَ غُلَّتهنّ الدِّيارا
إذا ما نقدن وجدن النضارَ
وإمّا كُرِعْنَ حُسِبْنَ العُقارا
و هنأنني بأيادي الإمام
كسون الجمال وحزن الفخارا
لبسْتُ بهنَّ على مَفْرِقَيْـ
ـيَ تاجاً وفي مِعصميَّ سِوارا
ولو شئتُ لمَّا تيسَّرْنَ لي
لنالتْ يداي المحيط المدارا
و ما كنّ إلاّ لشكٍّ يقيناً
ولبّاهُ منِّي الإخاءُ الصَّريـ
ولِمْ لا أصولُ وقد صارَ لي
شعار إمام البرايا شعارا ؟
ولمّا تعلَّقَ زينُ القضا
ة قلبيَ صار لمثواي جارا
غفرتُ له هفولاتِ الزمان
و كنّ الكبار فصرن الصغارا
ـحُ حينَ دعا أو إليه أشارا
فإنْ تفتخرْ بأبيكَ الرّشيدِ
ملأتَ لنا الخافقين افتخارا
وإنَّك مِن معشرٍ خُوِّلوا
من المأثرات الضخام الكيارا
يسودُ وليدهُمُ الأشْيَبينَ
ويُعطون في المعضلات الخِيارا
تمازج ما بيننا بالودادِ
و عانق منا النجارُ النجارا
و نحن جميعاً على الكاششحين
فكنتَ السنانَ وكنا الغرارا
فخذها تطول قنانَ الجبال
و إن كنّ للشغل عنها قصارا
ولازلتُ فيك طوالَ الزَّما
نِ أُعطى المرادَ وأُكْفَى الحِذارا

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:40 PM

أتُرى يؤوبُ لنا
( الشريف المرتضى )


أتُرى يؤوبُ لنا الأُبَيْـ
ـرقُ والمنى للمرءِ شغلُ
طللٌ " لعزّة َ " ما يزالُ
على ثراهُ دمٌ يُطَلُّ
قتلوا وما قتلوا وعنـ
ـدهمُ لنا قودٌ وعقلٌ
قل للذين على مَوا
عِدهمْ لنا خُلفٌ ومَطْلُ:
كم ضامنى من لاأضيمُ
وملَّني مَن لا أَمَلُّ
يا عاذلاً لعتابه
كلٌّ على سمعى وثقلُ
إنْ كنت تأمر بالسّلوِّ
وِ فقلْ لقلبي كيفَ يَسْلو؟
قلبي رهينٌ في الهوَى
" إن كان قلبك منه يخلو "
ولقد علمتُ على الهوى
أنّ الهوى سقمٌ وذلٌّ
وتعجّبتْ جملٌ لشيـ
ـبِ مفارقي وتشيبُ جَمْلُ
ورأتْ بياضاً فى سوادٍ
ما رأتْه هُناك قَبْلُ
كَذُبالة ٍ رُفعَتْ على الـ
ـهضباتِ للسّارين ضلّوا
أيُّ المفارقِ لا يُزا
رُ بذا البياضِ ولا يحلُّ ؟
لا تنكريهِ - ويبَ غير
ك- فهْو للجهلاءِ غُلٌّ
ومعرّسٍ أيقظته
واللّيلُ للآفاقِ كُحْلُ
فى لييلة ٍ مضروبة ٍ
والقُرُّ في الأطرافِ نَمْلُ
نزعَ الكَرى ثمَّ استوى
فكأنَّه للرَّكْبِ جِذْلُ
يا صانعَ البُكراتِ والرَّو
حاتِ تنقُلُه شِمَلُّ
يَنْبو به في كلِّ شا
رقة ٍ مرادٌ أو محلُّ
هذا أبو الخطّاب ذو الـ
ـنّعماءِ سيّدنا الأجلُّ
أحللْ به عُقَدَ الرِّحا
لِ فليس بعد اليومِ حلُّ
واعقرْ قلوصك عنده
فهناك مالٌ ثمَّ أهلُ
يا مفزعَ الملهوفِ ممّا
خافَ يعمِدُ أو يَزِلُّ
ومحصِّنَ المهجاتِ لمّا
أنْ غَدَوْنَ وهنَّ أُكْلُ
وعلى الوسائدِ منك للـ
أقوامِ مرهوبٌ مُجَلُّ
متخمّطٌ يعدُ الرّجا
لَ ودونهمْ خرقٌ مضلُّ
رهبٌ ورغبٌ عنده
فكأنَّه شمسٌ وطَلُّ
ولربّ داهية ٍ يضيـ
ـقُ بكيدها السّمعُ الازلُّ
مطموسة ِ الأعلام فى
طرقاتها حرجٌ وأزلُ
كنتَ ابنَ بجدتها وقدْ
دعى َ الرّجالُ لها فقلّوا
ولقد تحقَّقتِ النَّوا
ئبُ أنَّ غَرْبَك لا يُفَلُّ
وحريزَ أْمنِك لا يُراعُ
وذودَ أرضك لا يشلُّ
أقسمتُ بالبيت الحرام
يزورُه رَكْبٌ ورَجْلُ
وبزمزمٍ والكارعيـ
ـنَ لِما بها نَهلوا وعَلُّوا
والنّازلين على منًى
لهمُ بها عَقْرٌ وبَزْلُ
وبمسقطِ الجمراتِ فى الـ
ـوادي المُغَمِّسِ واستهلّوا
إنّ السّجايا الغرَّ عنـ
ـدك ليس يعدلهنّ مثلُ
كرمٌ وعدلٌ فائضٌ
من ذا له كرمٌ وعدلُ ؟
وجنانُ مفتقرِ الجرا
ئرِ لا يقيمُ عليه ذحلُ
كم نعمة ٍ لك جمّة ٍ
عندى ومعروفٌ وفضلُ
وصنائعٍ مشهورة ٍ
طرقٌ إلى شكرى وسبلُ
ما أنسَ لا أنسَ اهتما
مَك بي وقد شَحَطَ المحلُّ
ومواقفاً لى قمتها
والحاسدون إلى ّ قبلُ
وكفيتَني شَطَطَ السؤا
لِ وأيُّ غَضْبٍ لا يُسَلُّ؟
إنْ لم نُوَفِّك قَدْرَ شكـ
ـرِكَ فالمحارمُ تُستَحَلُّ
واسمعْ فذا النّيروزُ يخـ
ـبرُ أنّ جدّك فيه يعلو
وخلودَ عزِّ لا يُحا
لُ ولا يزال ولا يملُّ
واسلمْ فإنّا لا نبالي
بعد برءك من يعلُّ
وإذا بقيتَ محرَّماً
فجميع ما نخشاه حلُّ

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:41 PM

أتُرَى يؤوبُ زمانُنا
( الشريف المرتضى )


أتُرَى يؤوبُ زمانُنا
غضّاً بأودية الغَضا
ويعود فينا مقبلاً
مَن كانَ عنّا مُعرِضا
قمرُ بصفحة خدِّهِ
عَضْبُ المحاسنِ مُنَتضَى
مَلَّكْتُهُ قلبي وكمْ
رَجَعَ الذي قد أقرضا
ولقد اقول وكم أرى
عجباً قضاهُ مَن قضَى
أنت الصحيح فكم تكو
نُ لمن يحبُّك مُمْرِضا
وإذا عُشقت فلا تزا
لُ لأهلِ عِشقِك مُبغضا
بدلت رأسي أسوداً
لمّا هجرت بابيضا
ماضر راي مهجتي
لو أنّه ليَ أنبضا
ومجّدد الإعراض لو
قبلَ التَّلاقي أَعرضا
من مبلغٌ عنِّي الرئي
س مصرحاً ومعرضّا
أنت الذي لمّا ظفر
ت بودِّه نلتُ الرّضا
وغفرتُ من جُرمِ الزَّما
ن لأجله ماقد مضى
أبناء ماسرجيس ما
زالوا الكُفاة َ النُّهَّضا
السابقين إلى الفضا
ئل كلَّ سارٍ ركضا
أسدٌ تراهم للفرا
ئس في الفضائل ربضا
وإذا رمى منهم فتى ً
يوماً أصاب فأغرضا
وإذا استغاثَ بهمْ جريـ
ح في وغى سدّوا الفضا
بصواهلٍ وذوابلٍ
وصوارمٍ مثل الإضا
حوشيت أن أسلاكم
وأملُّكُمْ أو أُعرِضا
أو أن أرى بسواكم
مبتدلا متعوضا
لاحال ودٌّ بيننا
عمر الزمان ولا انقضى
وخباءُ ما أضحى وأم
سى بيننا ماقوضا
وإذا أقمت فلا أبا
لي من يرحله القضا
خُذْها يسوقُ بها الوِدا
د إليك سوقاً مجهضا
لو رامَها منِّي سوا
ك لبات منها منفضا

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:42 PM

أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا
( الشريف المرتضى )


أجبرتنا لا جمع اللهُ شملنا
فما أنتمُ إلاّ الذئابُ الأطالسُ
وما أنتُمُ إلاّ سَرابٌ بِقِيعَة ٍ
تُغَرُّ برؤياهُ الظِّماءُ الخوامسُ
وما أنتُمُ فيما رجاكُمْ ومادَرَى
لمنفعة ٍ إلاّ الطلولُ الدوارسُ
بذلتُ لكمْ مني الودادَ تكرماً
ومافيكُمُ إلاّ الذي هو شامسُ
ولان لكمْ صعبي وأغصانُ دوحتي
وأغصانُكمْ لي كلَّ يومٍ يوابِسُ
متى امتلأتْ أبصاركمْ من فضيلتي
ففيهنَّ عُوّارٌ بها ونَواخسُ
و إنْ تنبئوا عني بأدنى مسرة ٍ
فليس لكمء إلاّ الوجوه العوابسُ
وهل حَسَدُ الأقوامِ طاروا إلى العُلا
وأنتمْ بِطاءُ الخَطْو إلاّ وساوسُ
فلا وردتْ ماءً زلالاً مشافرٌ
و لا حبيتْ منكمْ بخيرٍ معاطسُ
ولاكنتُمُ إلاّ كما تكرهونَهُ
و لا اعتادكمْ نوءٌ من الرزق راجس

ناريمان الشريف 10-08-2010 01:42 PM

أجرِ المدامعَ كيف شيتا
( الشريف المرتضى )


أجرِ المدامعَ كيف شيتا
فلقد دُهيتُ بما دُهيتا
وإذا رُميتَ فإنّما
لم تُرْمَ وحدَكَ إذْ رُمِيتا
وقذى العيونِ يجولُ في
كلِّ النَّواظِر إنْ قُذيِتا
ومتى عَرِيتُ من التَجَلْـ
ـلُدِ عندَ حادثة ٍ عَرِيتا
منْ ذا المعينُ على مُصا
بٍ فادحٍ هجمَ البيوتا؟
ما كانَ شملي بعدَهُ
إلاّ الصّديعَ بهِ الشّتيتا
تأبى أضالِعيَ المقيـ
ـلَ وجَفْنُ عينيَّ المَبيتا
يا مجدَ دينِ الله والـ
قَرْمَ الَّذي فاتَ النُّعوتا
خلِّ التفجّعَ جانباً
وتسلَّ عنهُ بما حُبيتا
ودعِ الشجا عَمْداً لِما
أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ
نعماؤهُ حتّى رضيتا
وسقاكَ مِن إفضالِهِ
وجماله حتى رَويتا
ونهاكَ عن جزعٍ فلا
تجزعْ فدعْهُ كما نُهِيتا
وإذا نُكبتَ فلا تشـ
ـكَ فطالما دهرًا وُقيتا
ومتى شكوتَ فإنَّما
تعطى الذي يهوى الشّموتا
وإذا قُريتَ أسًى فقِدْ
ماً بالمسرة ِ "قُريتا"
واصبرْ فإنْ شقْتْ عليـ
ـكَ فإنْ صبرتَ فما رُزيتا
وانظر مَنِ المفريكَ والـ
فاري أديمِكَ إذْ فُريتا
وأُتيتَ لكنْ "قلْ" لنا
مِن أيِّ ناحية ٍ أُتيتا؟
وعلى فراقِ حبائبٍ
وأقاربٍ منّا غُذِيتا
لولا اليقينُ بأَنّك ال
فَخْمُ الدَّسِيعة ِ ما احْتُبِيتا
لله مفتقدٌ إذا
نُشرتْ محاسنُهُ عُنيتا
هو أوّلٌ وتلَوْتَهُ
في الباذخاتِ كما تُليتا
وإذا علوتَ به على
قمم الأنامِ فما عُليتا
وإذا تشابهت الرّجا
ل عُلاً ومأثُرَة ً وَصيتا
لم يُدعَ تفضيلاً له
من بينهمْ حتى دُعيتا
كَلْمٌ وأنتَ إساؤهُ
لما مضَى عنَّا بَقيتا
وكأنّهُ سَقيا لهُ
ما ماتَ لمّا أنْ حَيِيتا
"لم يعدُني" بلْ خصّني
خَطْبٌ به فينا عُريتا
وإذا عُرفتُ بِشركتي
لكُمُ فنُطقًا أو سُكوتا
وإذا علمتُ بما أرد
تَ له البيانَ فقد كُفيتا
وهو الزّمانُ فميتٌ
ما كانَ يخشى أَنْ يموتا
ومزوَّدٌ طولَ البقا
ءِ وما يُرجِّي أنْ يَبيتا
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ
تَ وإن يئِسْتَ فَقد رُجيتا
يا راحلاً لو كانَ يُف
دَى من ردًى أحدٌ فُدِيتا
خَلَّي الدّيارَ لأهلِها
وثَوَي البَسابِسَ والمُروتا
أعزِزْ عليَّ بأنْ أرا
كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا
تَزْوى الوجوهُ عنِ الّذي
أمسيتَ فيهِ وما قُليتا
وتُرَدُّ عن واديك أعْـ
ـناقُ المطّي وما اجتُويتا
لم تُنعَ إلاّ بهجتي
ومسَرَّتي لمّا نُعيتا
قد كنت تشفي إنْ دُويتَ
وقد دَويتَ فما شُفيتا
وإذا تبقَّتْ مأثُرا
تُك في الزَّمانِ فما فَنِيتا
لا غُيِّرتْ منك المحا
سِنُ في الترابِ ولا بُليتا
ولئنْ مُحيتَ عن العيو
نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا
وإذا سَقى اللهُ القبو
رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ
تَ مدَى الزَّمان ولا جُفيتا

ناريمان الشريف 10-08-2010 02:23 PM

أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها
( الشريف المرتضى )


أدلّتْ بحسنٍ خُوّلتْ ولو أنّها
أدّلتْ بإحسانٍ إلينا عذرتُها
وقد رُزقتْ مني مودة َ مهجتي
ولكنني منها الغَداة َ حُرِمتُها
وقطَّعتِ الأسبابَ بَيني وبَينها
ولو كنتُ خِلْواً من هواها قطعتُها
ولمّا رأتْ ثِقلَ العتابِ تجرَّمتْ
عليّ ذنوباً عندها ما عَلَمْتُها
تعاقبُ منْ لم يُجرها في ضميرِهِ
ولو أنَّها مرَّتْ عليَّ غفرتُها
وملّتْ وما طالَ التزاورُ بينا
ولو أنني طاولتُها ما مَلِلْتُها

ناريمان الشريف 10-08-2010 02:23 PM

أدِرْ أيّها السّاقي الكؤوسَ على صَحْبِي
( الشريف المرتضى )


أدِرْ أيّها السّاقي الكؤوسَ على صَحْبِي
وَدَعْنِيَ ظمآناً ففي غيرها نَحْبِي
وإنْ كنتَ تَبغي بالمُدامة ِ نشوة ً
"فعندِيَ" ما يُوفِي على نشوة ِ الضَّربِ
أَبْيَتُ الهوَى دهرًا، ولمَّا عرفتُه
عرفتُ مطاعَ الأمرِ مُغتَفَر الذّنبِ
وهيَّمَ إطرابَ الفؤادِ أوانِسٌ
خَلَصْنَ إلى ذاك الممنَّعِ من حُبِّي
عَلَوْنَ النَّقا يوماً بأوفى من النّقا
ولُثْنَ على أبهَى منَ العَصْبِ بالعَصْبِ
ونادَمْنَنا وهْنًا بمنعَرَجِ اللِّوى
فضوَّأْنَ للسّارينَ داجِنَة َ السَّهْبِ
وعانقْنَ قُضباناً من الرَّندِ مرّة ً
بأيدٍ سِباطٍ هنَّ أندى منَ القَضْبِ
وناعمة ِ الأطرافِ حلّ ودادُها
مكانَ شَغافِ القلبِ من حبّة ِ القلبِ
دعاني قبولٌ خَلَّفَتْهُ إلى الصّبا
وما كلُّ مَن تَمَّتْ محاسنُهُ يُصْبي
خُلِقتُ كما شاءَ الصَّديقُ مُحكِّمًا
عليَّ خليلي نازلاً في هوى صَحْبي
وذمَّ رجالٌ أنَّني غيرُ مُعْجَبٍ
فيا عَجَبًا ماذا يفيدهُمُ عُجْبي؟
"ولو" أنّني أزهى بشيءٍ مُنِحْتُه
زهيتُ بفخرِ الملكِ في العُجْم والعُرْبِ
حياتيَ منه بالمحلّ الذي به
يُحَسِّدُني قَومي ويِغبطُني شَعْبي
وأَرْكَبني أثباجَ كلّ فضيلة ٍ
مُمَنَّعَة ِ الأرجاءِ محميَّة ِ الغَرْبِ
ففي خُلقِهِ ذاك المُفَسَّحِ مَرتعي
ومِنْ لفظهِ ذاك المشرِّفُ لي عُشبي
وكم جهدَ الأعداءُ فيما يسوؤني
فما خوّفوا أََمْني ولا ذَعْذَعوا سِرْبي
رضينا عن الدُّنيا وأنتَ تركتَنا
بلا سَخَطٍ في ذا الزَّمانِ ولا عَتْبِ
وجُدْتَ ولم تُسْألْ بكلِّ نفيسة ٍ
وقبلك قومٌ لا يدرّون بالعَصْبِ
شربنا أُجاجاً مِنْهُمُ وتنازحوا
عنِ الموردِ المورودِ والمنهلِ
وما نِلْتَهُ إلاّ بحقٍّ أتيتَهُ
وكم نيلَتْ العظمى من الأمر بالغصْبِ
حلفتُ بمن ضحَّتْ مِنًى يومَ نحرِهمْ
وما عرقوا من أُمِّ سَقْبٍ ومن سَقْبِ
وبالنّفرِ الثّانين عُقْلَ رِكابِهِمْ
على عَرَفاتٍ يَبتغون رِضا الرَّبِّ
لقد نالَ فخرُ الملك ما شاءَ من عُلاً
حَلَلْنَ على أعلى محلِّ منَ السُّحْبِ
فتى ً لم يزلْ يغدو بِعرْضٍ مُمَنَّعٍ
ومالٍ مُذال لا يُفيقُ منَ النَّهْبِ
ولم يرضَ سهلَ الأمرِ يرطبُ مسُّه
ولم تلْقَهُ إلاّ على مركبٍ صَعْبِ
ورام مداه المُترفون وإنّما
يَرومون ما رامَ الوِهادُ منَ الهَضْبِ
فللّهِ أيّامٌ مَضَين قطعتَها
بلا سَأَمٍ منها على ضُمَّرٍ قُبِّ
ولا ظِلَّ إلاَّ ما تُفيءُ لك القَنا
ولا زادَ إلاَّ نُجعة ُ الطَّعنِ والضَّربِ
تصول بعضْبٍ في يديك وخلفَه
من الرأْي ما أمضى وأقضى من العَضْبِ
فصفْوُكَ لا يُبلى بشيءٍ من القذى
وخِصْبُكَ لا يُمنى بشيءٍ من الجَدْبِ
وطاولتَ أعماراً طِوالاً فطُلتَها
وأربيتَ حتى نِلتَ ما لم ينلْ مُربِ
ولا زال هذا العيد يتلوه مثلُهُ
تعاقُبَ أنواءِ السّحابِ على التُّربِ
ألا مَنْ معيني مِن خليلٍ أَعدُّهُ
على شكرِ نعماءٍ أَتَتْني بلا كسْبِ؟
تجشَّم خيرُ الناس طُرًّا عِيادتي
فجاءَ بما حَسْبي به شَرفًا حَسبي
ولم يَعرفوا شُكرًا لها ولربِّها
فلم يُعْلمونا كيف نشكرُ في الكُتْبِ؟
فإنْ أَعْيَ عن شكرٍ لها من صنيعة ٍ
فذلك من ذنبِ البلاغة ِ لا ذَنبي

ناريمان الشريف 10-08-2010 02:24 PM

أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
( الشريف المرتضى )


أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
وداءً ليس يعرفه الطبيبُ
ودهراً لا يُصيخُ إلى نصيحٍ
وعَيشًا لا يَلَذُّ ولا يطيبُ
وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي
ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ
له منِّي البشاشة ُ في التَّلاقي
ولي منه البَسارة ُ والقُطوبُ
يَعيبُ تَجَنيّاَ والعيبُ فيه
وقد نادت فأسمعتِ العيوبُ
ألا هرباً من الإخوانِ جمعاً
فمالكَ منهُمُ إِلاّ النُّدُوبُ
ولولاهمْ لما قَذيتْ جفوني
ولا سِيقتْ إِلى قلبي الكُروبُ
ولا طويتْ على أوْدٍ قناتي
وغَلَّس في مفارِقيَ المشيبُ
ولا خَرقتْ منَ الأيّام جِلدي
أظافرُ لا تقلَّمُ أو نيوبُ
ولا عرفتْ مساكنيَ الرّزايا
ولا اجتازتْ على رَبْعي الخُطوبُ
ولمّا أنْ أبى حُكمي وألْوَى
وشَبَّتْ بَيْنَنا منه الحروبُ
وأخرسني عن الشّكوى ومنه
لسانٌ لا يفارقه كذوبُ
غفرتُ ذنوبه حتّى كأنّي
عَلِقتُ به وليس له ذنوبُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 02:25 PM

أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
( الشريف المرتضى )


أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
ضاعَ العزاءُ وضلَّتِ الأحلامُ
نبأٌ تُفَكُّ له الصدورُ عن الحِجا
وتهانُ أخطارُ النّهى وتضامُ
ومُصيبة ٍ وَلَجَتْ على ملكِ الورَى
أبوابه " والذّائدون " نيامُ
حلّ الرّجال بأمرها عقدَ الحبا
فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
واستوهلتْ آراؤهمْ فتراهُمُ
لا نَقْضَ عندَهمُ ولا إبرامُ
حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا
أو خاطبوا فهمٌ ولا إفهامُ
كالغِمْدِ فارقَ نَصْلَه في مَعركٍ
والسّلكُ ملقى ليس فيه نظامُ
يأيّها الملك الذى لجلاله
يتعلّمُ التّوقير والإعظامُ
صبراً فبالأدبِ الذى أسلفته
فى النّائباتِ تأدّبَ الأقوامُ
أين التّشزّرُ للخطوب وأين ذا
ك الصَّبرُ والإطراقُ والإزمامُ؟
فالثِّقْلُ لا يسطيعُه مِن شارفٍ
" كوماء " إلاّ غاربٌ وسنامُ
والنّبعُ تسلبه النّجابة ُ فرعهُ
ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
والثّلمُ ليس يكون إلاّ فى ظبا الـ
ـماضى ويخلو منه وهوَ كهامُ
والبُخلُ يَتَّرِكُ النّفيسَ وإنَّما
فقد النّفائسَ ماجدون كرامُ
والحربُ تقتنص الشّجاع، وآمِنٌ
فيها المنونَ الواهنُ المحجامُ
شبلٌ محا فيه الرّزيّة َ إنّه
باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
وثنيّة ٍ من يذبلٍ جدنا بها
" إذْ " يذبلٌ خلفٌ له وشمامُ
أخذَ الرَّدَى نَفْساً وغادرَ أنفساً
فاذهبْ حمامُ فما عليك ملامُ
وأحقُّ منّا بالبكاءِ ـ على الذي
سلب الزّمانُ - الفضلُ والإنعامُ
والخيلُ قانية ُ النّحورِ كأَنَّما
بجلودِها الحِنّاءُ والعُلاّمُ
لم يدنُ منهنّ النّزول ولم يغبْ
عنهنَّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
وليبكهِ الرّمحُ الأصمُّ تعطّلتْ
حركاتُهُ والباترُ الصَّمْصامُ
ومؤمِّلون أَناخَ شُعْثَ رِكابهمْ
بفنائهِ "الإنفاضُ" والإعدامُ
بكروا ليستلبوا الغِنَى ويروِّحوا
فحلا لهمْ ثمرُ النّدى فأقاموا
يا نازحاً فَضَلَ الأكابرَ ناشئاً
وجنَى ثمارَ السِّنِّ وهْوَ غلامُ
تَزْوَرُّ عن صَبَواتهِ سُنَنُ الصِّبا
وتطيح عن خلواته الآثامُ
وقضى ولم تقض اللّبانة ُ ريبة ً
منه ولا عَلِقَتْ به الأَجرامُ
أمّا القلوبُ فإنَّهنَّ رواجِفٌ
حزناً ليومك والدّموعُ سجامُ
ماذا على الجَدَثِ الذي أسكنتَهُ
أَلاّ يمرَّ على ثراهُ غَمامُ؟
"يكفيه منك السّكب" إنْ جمدَ الحيا
والمستهلّ إذا السّحابُ جهامُ
أوْ لا يجاورَ روضة ً وضريحُهُ
منه بعرفك روضة ٌ ومدامُ
أو لا يُحيِّيه الرّفاقُ وعاكفٌ
للَّهِ منهُ تحيّة ٌ وسلامُ
قبرٌ تشقُّ له القلوبُ وقبله
عندَ القبورِ تُشقَّقُ الأهدامُ
وتعقّرُ المهجُ الحرامُ حيالهُ
وسواه تعقر عنده الأنعامُ
ما نحنُ إِلاّ للفناءِ وإِنَّما
تغترّنا بمرورها الأيّامُ
ومتى تأمّلْتَ الزَّمانَ وجَدْتَهُ
أجلاً وأيّامُ الحياة ِ سقامُ
نُضحي ونُمسي ضاحكين، وإِنَّما
لبكائنا الإصباحُ والإظلامُ
ونُسَرُّ بالعامِ الجديد، وإنَّما
تسرى بنا نحو الرّدى الأعوامُ
فى كلّ يومٍ زورة ٌ من صاحبٍ
منّا إلى بطن الثّرى ومقامُ
لاتُرتجى منه إيابة ُ قادمٍ
هيهاتَ أعوزَ من ردًى قَدَّامُ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ مُحَصَّناً
في راحتيك منَ الخطوب زِمامُ
تأبى المقادرُ ما أبيتَ ولا تزلْ
تجرى بما تختاره الأقلامُ
ولمن هويتَ نجاحة ٌ وفلاحة ٌ
ولمنْ شنئتَ الكبتُ والإرغامُ
فالملكُ مذْ رُفعتْ إليكَ أُمورُه
حرمٌ على كلّ الرّجالِ حرامُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 02:25 PM

أراعكَ ما راعني من ردى ؟
( الشريف المرتضى )


أراعكَ ما راعني من ردى ؟
وجُدتُ له مثلَ حزِّ المُدى
وهل في حسابِك أنِّي كَرَعْتُ
برُزءِ الإمامِ كؤوسَ الشَّجا؟
كأنّي وقدْ قيلَ لي إنّهُ
أتاهُ الرَّدى في يَمينِ الرَّدى
فقلْ للأكارم من هاشمٍ
ومن حلّ من غالبٍ في الثّرى
رِدوها المريرة َ طولَ الحياة ِ
وكمْ واردٍ كَدِراً ما انروى
وشقّوا القلوبَ مكانَ الجيوبِ
وجُزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
وحلّوا الحَبا فعلى رُزْئِهِ
كِرامُ الملائِكِ حلّوا الحُبا
ولِمْ لا؟ وما كتبوا زلّة ً
عليهِ وأى ُّ امرىء ٍ ما هفا؟
فيا ليتَ باكيَهُ مابكاهُ
وياليتَ ناعيَهُ مانَعى
به تقتدي عن إمامِ الورى
ويا ليتني كنتُ عنه الفِدا
هو الموتُ يستلبُ الصالحينَ
ويأخذُ مِن بيننا مَن يشا
فكم دافعوه ففاتَ الدفاعُ
وكم قد رَقَوْهُ فأَعيا الرُّقى ؟
مضى وهو صِفْرٌ منَ الموبقاتِ
نقيَّ الإزارِ خفيفَ الرِّدا
إذا رابهُ الأمرُ لم يأتِهِ
وإنْ خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوَى
تعزَّ إمامَ الورى والذي
به نقتدي عن إمامِ الورى
وخلِّ الأَسَى فالمحلُّ الذي
جَثَمَتَ بهِ ليسَ فيهِ أسى
فإمّا مضى جبلٌ وانقضَى
فمنك لنا جبلٌ قد رسا
وإمّا فُجعنا ببدرِ التمامِ
فقد بَقيتْ منك شمسُ الضُّحى
وإنْ فاتنا منهُ ليثُ العرين
فقد حاطنا منك ليثُ الشَّرى
وأعجبُ ما نالنا أنّنا
حُرمنا المُنى وبلغنا المنى
لنا حَزَنٌ في محلّل السرورِ
وكم ضَحِكٍ في خلالِ "البُكا"
فَجَفْنٌ لنا سالمٌ من قذى ً
وآخرُ ممتلئٌ من قذى
فيا صارماً أغمدته يدٌ
لنا بعدكَ الصّارم المُنتضى
ويا رُكناً ذَعْذَعتهُ الخطوبُ
لنا بعد فقدكَ ركنٌ ثوى
ويا خالداً في جنانِ النعيمِ
لنا خالدٌ في جنانِ الدُّنا
فقوموا انظروا أيُّ ماضٍ مضَى
وقوموا انظروا أيُّ آتٍ أتى
فإنْ كانَ قادرُنا قد مضى
فقائمنا بعدَه ما مضَى
ولمّا دُوينا بفقدِ الإمامِ
عَجِلتَ إلينا فكنتَ الدَّوا
رضيناكَ مالكَنا فأرضنا
فما نبتغي مِنْكَ غيرَ الرِّضا
ولمّا حضرناكَ "عند" البياعِ
عرفنا بهديكَ طُرقَ الهدى
فقابَلْتَنا بوَقارِ المشيبِ
كمالاً وسنُّكَ سنُّ الفتى
وجئناكَ تَتْلو علينا العزاءَ
فعزَّيتَنا بجميل العزا
وذادتْ مواعظُكَ البالغاتُ
أخامِصَنا عن طريق الهَوى
وعلمّتنا كيف نرضى إذا
رضَى اللهُ أمراً بذاك القضا
فشمِّرْ لنا أيُّهذا الإمامُ
وكنْ للورى بعدَ فقرٍ غِنَى
ونحِّ عن الخلقِ بغيَ البُغاة ِ
وعُطَّ عن الدينِ ثوبَ الدُّجى
فقدْ هزَّكَ القوم قبلَ الضِّرابِ
فما صادفوكَ كليلَ الشّبا
وأعلَمَهم طولُ تجريبهم
بأنَّك أَوْلاَهُمُ بالعُلى
وأنَّكَ أضربُهم بالسّيوفِ
وأنَّك أَطعنُهم بالقَنا
وأنَّك أضربُهم في الرِّجا
لِ عِرْقاً وأطولُ منهم بنا
وأنكَ والحربُ تُغلى لها الـ
مراجلُ أوسعُ منهم خُطا
وأنَّك أجودُهم بالنُّضارِ
وأنَّكَ أبذلُهم للنَّدَى
سَقى اللهُ قبراً دفنَّا بهِ
جميعَ العفافِ وكلَّ التُّقَى
وجادَ عليه قُطارُ الصَّلاة ِ
فأغناهُ عن قَطَراتِ الحَيا
ومَيْتٌ له جُدُدٌ مابَلينَ
مآثرُهُ لا يَمَسُّ البِلى
وإنْ غابَ من بعدِ طولِ المَدى
فإنَّك أطولُ منه بَقا

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:21 PM

أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
( الشريف المرتضى )


أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
تامكة ً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخزامى بالّلوى
وشبَّ حَوْذانُ العَميم واكتهلْ
من يعملاتٍ ما وردن عن هوًى
ولم تبتْ من شلّها على وجلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قرًى
ودونهنّ البيضُ تدمى والأسلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمينَ وإنْ
سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرّملْ
كلمن حتّى ما "يعيّرن" إذا
جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العلا
وربّ سارٍ عميتْ عنه السّبلْ
فى مهمهٍ ملتبسٍ أقطاره
لو نسلَ الذّئب به صبحاً لضلْ
يسترجفُ الطِّرْفَ إذا خبَّ بهِ
غبَّ السّرى ريحُ النّعامى والشّملْ
أمُّوا بها مالكَ أملاكِ الورى
عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدّولْ
حيثُ تُرى الهامُ إليه سُجَّداً
وأرضه معمورة ٌ من القبلْ
والسّؤددُ الرّغدُ وأموالُ الغنى
تُهانُ في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
ومنبتُ الجودِ الذي نُوّارُهُ
يُمطّرُ في كلِّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا
والواجدُ الرَّأي إذا الرَّأي بَطَلْ
ذو فكرة ٍ تنير كلَّ ظلمة ٍ
كأنَّها جَذوة ُ نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرِّ الحرب في عصابة ٍ
يحرِّمون الطِّعنَ إلاّ في المُقَلْ
من كلِّ سيّارٍ إلى الذِّكرِ وإنْ
شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قبلْ
كأنه أقنى على مرقبة ً
يدمى إذا ضمَّ وإنْ أدمى نشلْ
حتّى حَميتَ جانبَ الملكِ وقد
خِيفَ عليه ثَلَلٌ بعدَ ثَلَلْ
لولا مداواتُك من أمراضهِ
بالضَّرْبِ والطَّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبة ٍ ركبتَها مُعضلة ٍ
تطعمها الريثَ إذا أكدى العجلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعلا
زحزحتَه عنِ التَّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهَوى ومائلٍ
عن النُّهى رددتَه عن المَيَلْ
أيُّ فتى ً من قبلِ أنْ أرشدْتَهُ
قعقعَ أبوابَ المعالي فدخَلْ؟
وأى ُّ خرقٍ عبقَ الجود به
لم يسألِ المعروفَ يوماً فبذل~
وأى ّ ماشٍ فى مزلاّتِ الرّدى
جاز ولم يخش عليه من زللْ
وأين ما حمّل ما حمّلته
بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
من معشرٍ ما خُلقتْ إلاّ لهمْ
أَسِرَّة ُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما ولدوا إلاّ وفى أيديهمُ
أزمَّة ُ الدَّوْلاتِ من عَقْدٍ وَحلْ
في جُلَلِ الملك لهمْ ـ كاسية ً
أجسادَهمْ ـ مَنْدوحة ٌ عن الحُلَلْ
قد جاءَني ما كنتَ تهديهِ على
شَحْطِ النَّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا
والماءُ قد يلحق غصاً بالطّولْ
فضّلتنى على الورى وكلُّ منْ
فضّلته على الورى كلاًّ فضلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَني الدَّهرَ به
وكم ثويتُ مُوسعاً من العَطَلْ
كم لكَ عندي نِعَمٌ فُتْنَ المُنَى
ولم تنلهنّ بنيّاتُ الأسلْ
أرفلُ منهنَّ وكم ماشٍ أَرى
على الثّرى في مِثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّى ربقة ً
أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه
مَن مدَّ ضَبْعَيهِ له فما وَصَلْ
أيقظتنى على القريض بعدما
نكَّب غاويهِ طريقي وعَدَلْ
وقالَ في مجدك إنْ كنتَ تفي
عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثرتها قافية ً
كأنّما شىء ٌ سواها لم يقلْ
نزّهتها لمّا أردتُ سوقها
إلى علاك من نسيبٍ وغزلْ
كأنَّما هشَّتْ وقد صِيغتْ بها
حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملَّك اللهُ لنا غيرَكمُ
ولا نأَى عزَّكُمُ ولا انتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ
مأهولة ً من الوفود والخولْ
ودرَّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّة ً
ونلتموها عَلَلاً بعدَ نَهَلْ

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:22 PM

أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
( الشريف المرتضى )


أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
وحبَّذا ومضُهُ لو أنَّهُ أَمَمُ
أمسى يشنُّ على الآفاقِ صبغنه
كأنّما الجوّ منه عندمٌ ودمُ
ينزو خلالَ الدُّجى واللّيلُ مُعتكرٌ
نزوَ الشّرارة ِ من أرجائها الغممُ "
ولامعٌ قابعٌ طوراً إِخالُ به الـ
اللّيلُ يضحك والآفاق تبتسمُ
قد شاقنى وبلادى منه نازحة ٌ
إلى وجوهٍ بهنَّ الحسنُ يعتصمُ
قومٌ يَضِنُّون بالجَدْوى فإن بذلوا
من غيرِ عمدٍ لشيءٍ في الهوى ندموا
ويأمرونا بصبرٍ عن لقائهمُ
وكيفَ نصبرُ والألبابُ عندهُمُ؟
وعَيَّرتْني مشيبَ الرَأس خُرْعُبَة ٌ
وربّ شيبٍ بدا لم يجنه الهرمُ
" لاتتشكّى ْ " كلوماً لم تصبكِ فما
يَشكو أذى الشَّيب إلاّ العُذرُ واللِّمَمُ
شيبٌ كما شُنَّ في جُنحِ الدُّجى قَبَسٌ
أوِ انجَلَتْ عن تباشيرِ الضُّحى ظُلَمُ
ما كنتُ قبل مشيبٍ باتَ يظلُمني
لظالم أبَدَ الأيّامِ أنْظَلِمُ
يا صاحبيَّ على نَعْمانَ دونَكما
قلباً تَذَكُّرُ نَعْمانٍ له سَقَمُ
كم فيه من قاتلٍ عمداً ولا قودٌ
وظالمٍ لمحبِّيهِ ولا حَكَمُ
وماطلٍ ما اقتضيناهُ مواعدنا
إلا وفى سمعه عن قولنا صممُ
وسلِّما فهناكَ الحبُّ مجتمعٌ
على شعابٍ بهنَّ الضَّالُ والسَّلَمُ
يَلحَى العذولُ وما استنصحتُهُ سَفَهاً
وكلُّ من يَبْتديك النُّصْحَ مُتَّهَمُ
وما على مثلهِ لولا تكلُّفُهُ
منَ الأَحِبَّة ِ لَمُّوا الحَبْلَ أمْ صَرَموا؟
يا مَنزلَ الغيثِ مُرخًى من ذَلاذِلِهِ
يحثُّه صَخَبُ التَّغريدِ مُهتزمُ
كأنَّما سُحْبُهُ سُحْماً مهدَّلَة ً
زالتْ بها الصّمُّ أو "شلّتْ" بها النّعمُ
سقى المنازلَ من أرْجانَ ما احتملتْ
رفهاً فلا حاجة ٌ تبقى ولا سأمُ
مواطنٌ "أبّهاتُ" الملك ثاوية ٌ
فيهنّ والسّؤددُ الفضفاضُ والكرمُ
الموردُ العذبُ مبذولاً لواردهِ
والمالُ يُظلمُ بالجَدْوى ويُهتَضَمُ
وجانبٌ لا يخاف الدّهرُ فيه ولا
يهابُ من نَفَجاتٍ عنده العَدَمُ
للنّازلين محلُّ القاطنين به
والأقربون لأضيافِ القِرى خَدَمُ
وواهبٌ سالبٌ ماشاءَ من عَرَضٍ
ومنعمٌ محسنٌ طوراً ومنتقمُ
"يلقى " على كثبِ النّعمى شراشرة ُ
فالحمدُ مجتمعٌ والمالُ مقتسمُ
أما قناتك يا ملكَ الملوك فما
زالتْ تردّ نيوبَ القومِ إذْ عجموا
صمّاً يرجّعُ عنها الغامزون لها
وفى أناملهمْ من غمزها ألمُ
وقد بلوك ونارُ الحربِ موقدة ٌ
واليومُ ملتهبُ القطرين محتدمُ
يومٌ كأنَّ أُسودَ الغاب ضارية ٌ
فرسانُهُ وقنا فرسانِهِ الأَجَمُ
في ظهرِ مَعْروقة ِ اللَّحْيَيْنِ ثائرة ٍ
كأنَّما مسَّها من طيشِها لَمَمُ
معقولة ٌ بازدحام الخيل تعثرها
ولا عِثَارَ بها، الأحشاءُ والقِمَمُ
وفتية ٌ كقداحِ النّبعِ تحملهمْ
على خطارِ الرّدى "الأخطارُ" والشّيمُ
بينَ القَنا والظُّبا مسلولة ً نَشؤوا
وفى ظهور الجيادِ القرّحِ احتلموا
من كلّ ملتبسٍ بالطّعنِ منغمسٍ
يَعْتمُّ بالدَّمِ طَوراً ثمَّ يلتئِمُ
تراهُمُ كيفما لاقوا أعادِيهَمْ
لا يغنمون سوى الأرواح إنْ غنموا
محجّبين عن الفحشاء قاطبة ً
كأنّهمْ بسوى المعروف ما علموا
إنْ ظاهروا البدرَ في ثوبِ الدُّجَى ظَهروا
أو ظالموا اللَّيثَ في عِرِّيسهِ ظلموا
كم أَوْهنوا من جراثيمٍ وماوَهنوا
وأَرغموا من عرانينٍ وما رُغِموا
وأرهقوا من عظيمٍ خنزوانته
يئطُّ فى القدِّ أو تهفو به الرّخمُ
"تقيّلوا" منك أخلاقاً تثبّتهمْ
فى مأزقٍ هزّه الشّجعانُ فانهزموا
وأقدموا بعد أَنْ ضاقَ المَكَرُّ بهمْ
لمّا رأَوك على الأهوالِ تَقتحمُ
من مبلغٌ مالكَ الأطرافِ مألكة ً
فإنَّما العِيُّ في الأقوالِ مُحتَشَمُ
بعدتمُ فحسبتمْ بعدكمْ حرماً
والأمنُ دونَ النَّوى منكُم هو و
كلُّ ناءٍ وإنْ شطَّ البِعادُ بهِ
تناله من بهاءِ الدّولة ِ الهممُ
كالشَّمسِ في الفلكِ الدَّوَّارِ قاصية ٌ
ويصطلى حرّها الأقوامُ والأممُ
وإنّما غرّكمْ بالجهلِ أنّكم
سَرقتمُ ماظننتمْ أنَّه لكمُ
تَغنَّموا سِلْمَه واخشَوْا صَريمتَه
فالسِّلْمُ من مثلِهِ ياقومُ مُغَتَنَمُ
واستمسكوا بذمامٍ من عقوبتهِ
فليس تنفع إلاّ عنده الذّممُ
بنى بويهٍ أتمّ اللهُ نعمتكمْ
ولا يزلْ منكمُ فى الملكِ محتكمُ
وأنتَ ياملكَ الأملاك عشْ أبداً
فما سلمتَ لنا فالخلقُ قد سَلموا
وانعمْ نعمتَ بذا النّيروزِ مرتقياً
إلى المحلّ الذى لم ترقهُ قدمُ
مُبَلَّغاً كلَّ ماتَهوى وإِنْ قَصُرَتْ
عنه الأمانيُّ موصولاً لك النِّعمُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:22 PM

أرنى العجائبَ يا أباها
( الشريف المرتضى )


أرنى العجائبَ يا أباها
فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجل بعينى ثمّ قلـ
ـبى ذا جواهُ وذى قذاها
أرنى فبين جوانحى
ممّا تُرينِيهِ لَظاها
فى كلِّ يومٍ من نوا
ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
مالي أُقيمُ على منا
زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها
وتبدّلتْ غيرَ الّذى
قد كنتُ أعهدُ من حلاها
آوى هواها بعد ما
ـما كنتَ تبغي في سِواها
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ
ـبُ على نواحيها طَواها
وكأنَّه يأتي الحُتو
فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها
وإذا الفتى ملكَ اختيا
راً في مآربهِ عَداها
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ
ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها
هيهات منك إذا نَزَلْـ
ـتَ بها على سغبٍ قراها
في قفرة ٍ فَقدتْ بها
عيني، وقد تاهتْ، ضِياها
عرِّجْ على الأبواءِ منْ
عيسٍ نجوتَ به خطايا
وكأنَّها في قَفرة ٍ
عصفٌ تصفّقهُ صباها
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ
أوفتْ فقلْ لى من عفاها
قلْ للقطين بعقرها
وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر
مٍ كان منها لمْ قلاها ؟
من بعد ما كان المعرّ
سَ والمحبّسَ لمْ نآها ؟
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ
لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟
ولقد لبستُ بها الغَضا
رة َ والنّضارة َ فى دماها
وعقيلة ٍ مالى إذا
ما زرتها إلاّ هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ
خَلْقي وأخلاقي مُناها
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ
ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ
ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لى
من كاعبٍ إلاّ رضاها
فالآن أدعى شيخها
من بعد أنْ أدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا
راً للهوانِ ولا سقاها
وافتَرَّ عنها كلُّ فا
تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى
خيرٌ كثيرٌ من غناها
فإذا رهنتَ القربَ منـ
ـها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمـ
ـرك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها
عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا
بضراعة ٍ منها جداها
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ
إمّا اتَّقاها أوْ رجاها
خفيتْ فما تدرى لحيـ
ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها
سِ وليس يقنعها شواها
ما للعيونِ عيوننا
فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ
يلممْ بها هرماً عشاها
وبِنًى يقولُ خبيرُها:
شلّتْ أناملُ من بناها
وأهاضبٌ ما كان إلاّ
فى الحضيضة ِ من علاها
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا
رعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ
للسّامعين فما غطاها
أينَ الذين تبوَّؤوا
مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟
ولهمْ أناملُ لم يفضْ
فى المجدِ بين سوى حباها
ما أمسكتْ يومَ الوغَى
إلاّ ظباها أوْ قناها
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا
رُ الحربِ منها مصطلاها
وكأنّما أحداقهمْ
حنقاً على حنقٍ جذاها
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ
ـعِ وأشبعوا لحماً طواها
لم يَسكنوا إلاّ قِلا
لاً ليس يرقى مرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكـ
ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسِهمْ
إلاّ مناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا
عرضتْ له ريبٌ أباها
بلغَ النَّهاية َ في الورى
وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولَّى خُطَّة ً
عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أَكْدى الرِّجا
لُ الحافرون إذا أَماها
وعموا عن العلياءِ شا
هقة َ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمة ٍ
إلاّ أباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا
مقة ً وهمْ موتى ثراها
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا
نبُها دَحاها مَن دَحاها
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ
آنافهمْ منها بلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ
ـدَ فراقِهم إلا بُكاها

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:23 PM

أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
( الشريف المرتضى )


أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
ومَن ليسَ يوماً للمنيَّة ِ ذائقا
هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلِّ مُهجة ٍ
يُكِلُّ مطايانا ويُعْيي السَّوابقا
فإنْ هو ولَّى هارِباً فهْوَ فائتٌ
وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا
فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسنا
وتستلبُ الأهلينَ ثمَّ الأصادقا
وكم ذا نعير المطمعات عيوننا
وندنى إلى ريح الغرورِ المناشقا
ولعشق فى دار الفناءِ مواطناً
يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا
ونشتاقُ إمّا قالياً أو مُقاطعاً
فيا شائقاً لى ما أضرّك شائقاً !
ولو أنّنى وفّيت حقَّ تجاربى
قطعتُ منَ الدَّهرِ العَثورِ العلائقا
نطاح إلى الأجداثِ فى كلّ ليلة ٍ
ونوسدُ فى فقرِ التّراب المرافقا
فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً
وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا
أتانى طروقاً وهو غيرُ محبّبٍ
وكم جاءَ ما لا تَشْتهي النّفسُ طارقا
وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ
وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا
أصابكَ من شهمِ الرَّدى ما أصابني
وكان لجلدي قبلَ جلدِكَ خارقا
ولو أنّنى حمّلتُ ثقلك كلّه
حملتُ عَلوقاً بالذي كنتُ عالقا
فإنْ يكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً
فقد أبقت الأيّامُ أصلك باسقا
وإن يكُ نجمٌ غار بعد طلوعه
فقد ملأتْ منك الشُّموسُ المشارقا
أزال الرّدى منّا على الرّغم تلعة ً
وأبقى لنا منك الجبالَ الشّواهقا
وما ضرَّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى
إذا شعّثتْ منه الّليالى البنائقا ؟
وفيكَ وفي صِنْوٍ له عِوضٌ به
إذا نحن أنصفنا الخطوبَ الطّوارقا
وساء به من سرّنا بمكانه
وأفناه من أعطاه بالأمس رازقا
حرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا
على حظّنا منك الّليالى المواثقا
وما كنتُ أخشى أنْ يسدَّ به الرّدى
فُروجَ الليالي دونَنا والمخارقا
وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينَهُ
ويودعَه وسْطَ العَراءِ الشَّقائقا
فيا أيّها ذا العادلُ " المقرمُ " الذى
رضيناه خلقاً كاملاً وخلائقا
تعزَّ عن الماضى ردًى بثوابه
وكن بالذى يجزى على الصّبرِ واثقا
فليس لمخلوقٍ وإن عضّه الرّدى
فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:24 PM

أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
( الشريف المرتضى )


أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
وعَجزًا أَراناهُ الزمانُ لقدرة ِ
وكم ذا رأينا والعجائبُ جمّة ٌ
زجاجة َ سعدٍ نحسَ ضخرة ِ
خذوها وإنْ لم تعلموا كيف أخذُها
ولا كيف جاءت نحوكُمْ إذْ ألمَّتِ
ولا تحسبوها في قنيص احتيالكم
فقد خَرجتْ عن أن تُنالَ بحيلة ِ
وعفَّتْ لكُمْ والمطلُ عنها بنَجْوة ٍ
ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتِ
ولم تكُ إلاّ مثلَ نُغْبَة ِ طائرٍ
وقبْسة ِ عَجلانٍ ولمحة ِ نظرة ِ
فلا تغمضوها نعمة ً إنْ تؤُمِّلَتْ
بعين الحِجا أَوْفَتْ على كلِّ نعمة ِ
وأَعطوا الّذي أعطاكُمْ فوقَ سَوْمِكمْ
رضاهُ ولا تُدنوا له دارَ سَخْطَة ِ
فإنّ الذي يكسو على العُريْ قادرٌ
ولا منية ٌ في الدّهر إلاّ كخيبة ِ
وقولوا لمن حاباكُمُ وأراكُمُ
بأنّكمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنية ِ
أَلا هنَّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ
أَخوذٍ على أيدي الرّجالِ مُوقِّتِ
ولا تأمنوا أمراً بغير رَوِيَّة ٍ
لديهِ ولا "رأيٍ" عليه مُبَيَّتِ
وما هيَ إلاّ زلَّة ٌ من زمانِكمْ
فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزِلّة ِ؟
وما كانَ ما قد كانَ عن سَببٍ لهُ
علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ
فإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثة ً لكمْ
فكَمْ من وفاءٍ بعدَهُ شرُّ غَدرة ِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:24 PM

أرّقَ عينى طارقٌ
( الشريف المرتضى )


أرّقَ عينى طارقٌ
يا ليتَهُ ما طَرقا
فبتُّ ليلي ساهراً
أرقبُ ذاك الفلقا
ملآنَ همّاً وشجاً
ولوعة ً وحُرَقا
كأنَّ ليلي موقَداً
بغيرِ نارٍ مُحْرَقا
ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ
ما نَجعتْ فيه الرُّقى
أُغضي وكم أغضَى الفتى
على قذًى وأطرقا
وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ
جَرى دماً واسْتَبقا
لا صبرَ لى وكلّما
أمسكتُ صبراً مرقا
فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ
نادمتُ فيها الأَرَقا
أنفقُ من دمعٍ ومنْ
أصابَ دمعاً أنفقا
وطال همّى وهوَ ما
طالَ عليَّ الغَسَقا
مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ
وددتُ أنْ لا يصدقا
شككت فيه خدعة ً
لمهجتي أو شَفقا
وطالما شكَّ امرؤٌ
في خُبْرِ ما تَحقَّقا
نعوا إلى َّ صاحباً
موافقا موفّقا
يخلصُ لى حيث ترى
في كلِّ صَفوٍ رَنَقا
فإنْ عرى خطبُ ردًى
فَدى بنفسي ووَفى
أو سلّ قومٌ فى وغًى
عنّى َ عضباً ذلقا
وإنْ يخنْ قومٌ وفى
أو كذّبونى صدقا
ماكنتُ فيه بامرئٍ
أخجل لمّا وثقا
وفارجٌ بالقول إذ
رأى مَقاماً ضيِّقا
كيفَ التَّلاقي واللّقا
ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟
ودوننا حقفُ لوًى
يُفضي إلى دِعْصِ نَقا
فإنْ قطعتُ أبرقاً
وجدتُ دونى أبرقا
قد كنتَ فينا جَدِلاً
محقّقاً مدقّقا
مافاتك العلمُ ولا
ضللتَ فيه الطّرقا
لحقتَ ما طلبته
كم طالبٍ ما لحقا
وأيُّ ماشِ بينَ أثـ
كانَ لنا مرنَّقا
لهُ نسيمٌ أرِجٌ
يمسك منّا الرّمقا
لاتحرِمَنْ محرومَهُ
وارحمْ به من رزقا
ولا يغرّنك امرؤٌ
في قُلَّة ٍ تحَلَّقا
فإنَّه يهبطُ مِنْ
عليائها كما رقَى
يهوى الفتى طولَ البقا
وللفنا قد خُلقا
انظر إلى الدّهر فكم
فرّق منّا فرقا
أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ
وهْوَ الذي ما أخلَقا
مُنْتضلاً سهامَهُ
تصيب منّا الحدقا
أَفنى اليمانين وقد
كانوا الجبالَ الشُّهَّقا
ومضرٌ جهَّزها
إلى المنايا حزقا
أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى
عظامَهمْ واعْتَرَقا
واجتثّ من إعطائهمْ
من كان أعطى الورقا
من بعد أن كانوا على الـ
ـعافى بحوراً فهّقا
وقوَّدوا نحوَ طِلا
بِ العزّ جرداً سبّقا
واستمطروا يوم الوغا
من العوالى العلقا
فما نُلاقي منهُمُ
إلاَّ رميماً مخلقا
أيُّ نعيمٍ لم يزلْ
مجمّعاً ما افترقا ؟
سقاك ربّى رحمة ً
ورأفة ً إِذا سَقى
ولا يزلْ قبرٌ به
أنتَ مضيئاً مشرقا
وإنْ يصبه صيّبٌ
لاطَفَهُ ورقَّقا
فاذهبْ إلى القوم الألى
كنتَ بهمْ مُستوثِقا
وردْ ندى حوضهمُ
فى الحشر يوم المستقى
فلستُ مَعْ جاهِهمُ
عليك يوماً مشفقا

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:25 PM

أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
( الشريف المرتضى )


أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
عَوارفَ لا أُطيقُ لها احتمالا
ثقائلَ لو حملنَ على شرورى
لزال بها شرورى أوْ لمالا
هززتُك صارماً لم ينبُ عنّي
لأمرٍ ما ارتضيتُ له الرّجالا
فكنتَ إلى َّ أسرعَ من غمامٍ
تبجّسَ أو مسيلَ الشّعبِ سالا
ولمّا أنْ سألتُك في مُهمٍّ
وجدتك قد سبقتَ به السّؤالا
ومهما كنتَ لى درعاً حصيناً
فما أخشى المثقّفة َ الطّوالا
وإما كنتَ لي جبلاً منيعاً
فلم ينل العدا منّى منالا
وإِنَّك من أُناسٍ إنْ أغذُّوا
بطرقش الفضل لم يجدوا الكلالا
فإنْ تقصُرْ فإنَّ لها وشيكاً
كما تهواه أمثالاً طوالا
ولمّا حزتمُ أملى أمرتمْ
لسانى أنْ يقول لكمْ فقالا
ومن لم يدخّرْ عنّى فعالاً
كريماً كيف أذخُرُه المُقالا؟

ناريمان الشريف 10-08-2010 03:26 PM

أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
( الشريف المرتضى )


أسيّدنَا الشريفَ عَلَوْتَ عن أنْ
تضافَ إليكَ أوصافُ الجلالَهْ
لأنّك أوحدٌ والنّاسُ دونٌ
ومن يسمو لمجدك أنْ ينالهْ ؟
وفُتَّ وزدتَ فضلاً إنّ فضلاً
كفضلك لا تحيطُ به مقالَهْ
ولى أملٌ سأدركه وشيكاً
بعون الله فيك بلا محالهْ
وليس على موالاتى مزيدٌ
لأنّى لم أرثها عن كلالهْ

ناريمان الشريف 10-08-2010 10:58 PM

أسْخَطْتَني فرضِيتُ مِن كَلَفٍ
( الشريف المرتضى )


أسْخَطْتَني فرضِيتُ مِن كَلَفٍ
ولربما رضيَ الذي غَضِبا
وبَسَمْتَ يومَ البَينِ من عَجَبٍ
فأريتَ من بَرْدِ اللّمى شَنَبا
وظلمتَ في هجري بلا سببٍ
ولقد طلبتَ فلم تجِدْ سَببا
ولقد وهبتُ فما رجعتُ لكُمْ
قلبي وكم رجعَ الذي وَهَبا
وبلغتُمُ عِندي مآربَكُم
عَفوا ولم أبلغْ بكُمْ أَرَبا
وأعَنْتُمُ عمداً وعن خطأٍ
غِيَرَ الزّمان عليَّ والنُّوَبا
ووَصِبْتُ منكُم ثمَّ مِن يَدكُمْ
طولَ الزّمان ولم أكن وَصِبا
وإذا التفتّ إليّ سملئِكمُ
تَهْمي عليّ وتُمطِرُ العَجبا
ألفيتُ صفوي كلَّه كَدِراً
ووجَدْتُ جِدِّي كلَّه لَعِبا

ناريمان الشريف 10-08-2010 10:59 PM

أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
( الشريف المرتضى )


أشاعرة ٌ بما نلقى ظلومُ
فما نلقى وإنْ حقرتْ عظيمُ
ولو صدق الوشاة ُ إليك عنّى
لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ
أفاقوا من هوًى فلحوا عليه
ومن لا يعرفُ البَلْوى يلومُ
يلومُ على الهوى مَن ليس يدري
وداداً أنَّه أبداً مُقيمُ
وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ
طويلٌ لا ينامُ ولا يُنِيمُ
وليلة َ زارنا منكمْ خيالٌ
وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ
وأحسبُهُ الضَّجيعَ على وِسادي
وما رامَ اللّقاءَ ولا يرومُ
وكيفَ يزورُ من بلدٍ بعيدٍ
ولاعَنَقٌ هناك ولارَسيمُ؟
ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ
يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هَضيمُ
لنا من لفظهِ دُرٌّ نَثيرٌ
ومن ثغرٍ له درٌّ نظيمُ
خلوتُ به وباطنه سليمٌ
بلا دَنَسٍ وظاهرُه كليمُ
لمنْ طللٌ وقفتُ به سحيراً
أصيحابى وقد هوتِ النّجومُ ؟
وللظَّلماءِ في الخضراءِ بُرْدٌ
وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ
وعُجنا نحوَهُ والشَّوقُ حادٍ
قلائصَ فى مغانيها القصيمُ
وكيف سؤالُ رسمٍ "عن فريقٍ"
ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ ؟
لفخر الملك فى شرف المعالى
محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ
وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ
وأفضالٌ تجلّلنا عمومُ
خلائقُ كالزُّلالِ العَذْبِ أضحَى
يزعزعه لدى صحرٍ نسيمُ
وصدرٌ لا يبيت عليه حقدٌ
وَلاَ تَسْرِي بِسَاحَتِهِ السَّخِيمُ
وبشْرٌ قبلَ أنْ تكفِ العطايا
يُشاهدُه فيستغني العديمُ
وإنْ قِسناهُ فالتَّبريزُ نقصٌ
لمن يَعدُوهُ والتَّبذيرُ لُومُ
ألا قلْ للألى ملكوا البرايا
وعشعش فى ديارهمُ النّعيمُ
وحلّوا كلَّ شاهقة ِ المبانى
منَ العلياء يسكنُها الكريمُ
وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما
تمنّوه كما طالتْ جسومُ
ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنيٌّ
يهابُ به ولا خُلُقٌ ذَميمُ!
أرونا مثلَ فخرِ الملكِ فيكُمْ
يَقومُ منَ الأمور بما يقومُ؟
ومن خضعتْ لغرّتهِ النّواصى
وقيدتْ فى أزمّتهِ القرومُ
فللَّهِ انبعاثُكَ كلَّ يومٍ
تسومُ منَ العظيمة ما تَسومُ
على جرداءَ إنْ حبستْ فقصرٌ
وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظَّليمُ
وحولك فى ململة ٍ رجالٌ
ركودٌ فى سروجهمُ جثومُ
وفى أيديهمُ أسلٌ طوالٌ
لها ذِمَة ٌ إلى الأَرواحِ هِيمُ
إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرْفاً
على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ
وعيدُ النَّحْرِ يُخبرُ أنَّ ظِلاًّ
مَنَنْتَ بهِ على الدّنيا يدومُ
وقد جادتْ سحائبهُ سُعوداً
ونُعْمى لاتجودُ بها الغيومُ
فنلْ منه الطّلابَ فكلُّ يومٍ
أَنالَكَ ماطلبتَ أخٌ حميمُ
فعيشٌ لاتكونُ بهِ مُماتٌ
ودهرٌ لستَ عاذره ملومُ
وأُمُّ الدّهر ناسلة ٌ ولكنْ
لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ
وما نخشى صروفَ الدّهرِ جمعاً
وأنّك من بواثقها حريمُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:00 PM

أضنّاً بالتّواصلِ والتّصافى
( الشريف المرتضى )


أضنّاً بالتّواصلِ والتّصافى
وبذلاً للتَّقاطُعِ والتَّجافي
ونبذاً للمودّة ِ عن ملالٍ
كما نبذتْ حصيّاتُ القذافِ ؟
وسيراً فى الجفاءِ على طريقٍ
شديدِ تَنَكُّرِ الأَعلامِ خافِ
إذا الأقدامُ خاطئة ٌ خَطَتْهُ
فمن كابٍ لجبهته وهافِ
أيا مَنْ بعتُهُ وَصْلي جُزافاً
فقابلنى بهجرانٍ جزافِ
أيحسنُ أنْ " ترنّقَ " منك شربى
قضاءً بعد إسلافى سلافى ؟
وتَثْني عِطْفَك المُزْوَرَّ عنِّي
وما لسواكَ حظٌّ في انعطافي
ومن عَجَبٍ خلافُك لي، وقِدْماً
أمنتُ على اقتراحك من خلافى
وخلفك موعدى وعليك فرداً
مقامى بالمودّة واختلافى
وأنك واردٌ " جمّاتِ " ودّى
وتمنعنى صباباتِ النّطاف
وكنتُ متى أنلْ شططَ الأمانى
سَخِطْتُ فصرتُ أرضَى بالكَفافِ
وقد علمَ المبلِّغُ عنك أنِّي
حَطَطْتُ عليه ثالثة َ الأثافي
وكنتُ عليه لمّا اهتشَّ قومٌ
إلى نجواهُ كالسُّمِ الذُّعافِ
أتنسَى إذْ لديك شُجونُ نفسي
وإذ معك ارتباعى واصطيافى ؟
وإذْ سِرِّي بمرأَى منك بادٍ
ومادونى لسرّك من سجافِ
تُنازعُني المسائلَ والمعاني
وتاراتٍ تناشدنى القوافى
وكم معنى ً أقامَ المَيْلَ منهُ
وقد أعيا- ثِقافُك أو ثِقافي
وآخرَ ضلّ عنه رائدوهُ
ففاز به اختطافك واختطافى
مجالسُ لم يكنْ فيها طريقٌ
لِشَهْواتِ النفوس على العِفافِ
ألا يا ليتَ شعري عن صديقٍ
تكدَّر لي، لِمَنْ بعدي يُصافي
وكيَف تُفيدُهُ الأيّامُ مثلي
وما يكفى مكانى اليومَ كافِ ؟
ولمّا أن جريتُ إلى المعالي
تبيّنت البطاءُ من الخفافِ
فما عيف اضطلاعى واصطناعى
ولا حِيفَ انصرافي وانحرافي
سلامٌ من " دوى " الأحشاء مضنًى
على زمنٍ مضَى وافي الخوافي
أشمّرُ فيه أذيالى مجوناً
وأحياناً أجرُّ به عطافى
طَوَتْ آثارَه نُوَبُ اللّيالي
وقُوِّضَ مِثلَ تقويضِ الطِّرافِ
فما لي بعدَه إلاّ التفاتٌ
إلى طللٍ من الإخوان عافِ
تبدّل بعد ساكنه بناءٍ
وبعد وصالِ واصله بجافِ
فياراضى الجفاءِ متى التّلاقى ؟
ويا جانى الذّنوب متى التّلافى ؟
وإنْ كنتُ اقترفتُ إليك جُرماً
فقد ذهب اعترافى باقترافى

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:00 PM

أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما
( الشريف المرتضى )


أضَنُّ بنفسي عن هوى البيضِ كلَّما
تيقَّنتُ أنَّ الحبَّ ذلٌّ لصاحِبهْ
ولا خُدِعتْ عيني بضوءِ وميضِهِ
ولا مُطِرَتْ أرضي بماءِ سحائِبِهْ
وسَيرِيَ في كُورِ المَطيَّة ِ مُوجِفًا
على شاحطِ الأقطارِ هافٍ براكبهْ
أقَرُّ لعيني من عناقِ مُهَفْهَفٍ
أَبيتُ سوادَ اللَّيل بينَ ترائِبِهْ
ولمّا سقاني الدَّهرُ صِرْفلً صروفَهُ
كرَعتُ شراباً لا يَلَذُّ لشاربِهْ
فلا تَطلبا عندي النَّجاة َ فإنَّني
أروحُ وأغدو في إسارِ عجائِبِهْ

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:01 PM

أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
( الشريف المرتضى )


أطوادُ عزِّك لا تُرامُ
ولَصِيقُ بيتِكَ لا يُضامُ
ولكَ المكارمُ قصَّرتْ
عن نيل غايتها الكرامُ
وإذا حللتَ ببلدة ٍ
فكأنّما حلَّ الغمامُ
ولقد دَرى كلُّ الملو
كِ بأنَّكَ الملك الهُمامُ
وإذا همُ قيدوا إليـ
ـك فأنت رضوى أو شمامُ
وكأنّما أنتَ الضّيا
ءُ لمبصرٍ وهمُ الظّلامُ
وإذا اقتسمتُمْ فالشَّوى
لهمُ وحصّتك السّنامُ
وسلا الملوكُ عن العلا
ءِ وأنت صبٌّ مستهامُ
فمتَى رأَوك مُشمِّراً
لعظيمة ٍ قعدوا وقاموا
ضُ لبُعدِ مط
لبها المنامُ
ضاقوا بها ووسعتها
ورأَوكَ يقظاناً فناموا
لله درّك فى مقا
مٍ لا يطيب به المقامُ
والرّمحُ ينطفُ فى يمينـ
ـك من نجيعٍ والحسامُ
والخيلُ تعثرُ في الجما
جم والشَّفيعُ لها القَتامُ
لم يبقَ فوقَ جلودِها
بالطّعنِ سرجٌ أو لجامُ
كم ذا أجارَ ولا مُجيـ
وإهابُهُ موتٌ زُؤامُ
والأرضُ حمراءُ القَرا
حصباؤها جثثٌ وهامُ
يهتزّ فوقهمُ - وقد
طُرِحوا- ثُغامٌ أو بشَامُ
وتَوهَّموا جَهلاً بأنْـ
ـداثٌ وأكفانٌ رَغامُ
لاموك فى حسدٍ وكمْ
من لائمٍ فيهِ الملامُ
ورأَوا قُعودَك في أمو
ولربَّ مُعضلة ٍ يُقَضْ
وتوهّموا جهلاً بأنّك مغمداً
سيفٌ كهامَُ بها الكلامُ
حتّى رأوك وقد نهضـ
ـتَ بعبئها وهمُ رغامُ
وركبتَها مُتَوفِّراً
خرقاءَ ليس لها زمامُ
وملكتَ منها ما وهبْـ
ـتَ وفى يديك لها انتقامُ
لكَ من إلهكِ والعُلو
قُ بحبلهِ جيشٌ لُهامُ
والنَّصرُ منهُ وحدَهُ
إنْ خان نصّارٌ وخاموا
كم أخرجتك عن المضا
ئقِ منه أفعالٌ كرامُ
كم أَوقدوا ناراً لها
فى كلّ ناحية ٍ ضرامُ
فنجوتَ منها وهى بر
دٌ لا يضيرك أو سلامُ
وولايتي لك عُروة ٌ
وثقى فليس لها انفصامُ
وإذا ذكرتُك عرَّجتْ
عن ساحتى الخططُ العظامُ
وقصائدٌ لي في أبيـ
ـك وفيك زين بخا الكلامُ
راقتْ فجُنَّ بها رُوا
ة ُ الشِّعر أوْ غنَّى الحَمامُ
فكأنَّما هي روضة ٌ
بالحزْنِ جادَ بها غَمامُ
أو ديمة ٌ وطفاءُ ضا
حَكها نسيمٌ مُستهامُ
ولها بكلّ مفازة ٍ
رَتَكٌ كما رَتَكَ النَّعامُ
وصَحائحٌ وَلَرُبَّ شِعـ
ـرٍ ولا يفارقُه السَّقامُ
فافطِرْ فقد أَثنى بما
أوْلَيْتَه ذاك الصِّيامُ
شهرٌ يمرّ وليس فيـ
ـهِ نزاهة ً فعلٌ حرامُ
فدُمِ الدُّهورَ، فبعضُ ما
ذخرَ الإلهُ لكَ الدَّوامُ
وبنَاؤكَ المرفوعُ في الـ
ـعيّوق ليس له انهدامُ
وعليك تجتازُ الشُّؤو
نُ مخلَّداً عامٌ فعامُ
وإذا ألمَّ ردًى فليـ
ـسَ له بداركُمُ لِمامُ
وكفى به الله الكفا
ية َ كلَّما فَغَرَ الحَمامُ

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:02 PM

أظنك من جدوى الأحبة قانطا
( الشريف المرتضى )


أظنك من جدوى الأحبة قانطا
وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا
فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ
أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابة ً
وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً
بواكفة ٍ حتى يرى منه هابطا
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً
ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا
ومن شغف وليت يوم مخجر
غَشوماً وأَعطيتَ الحكومة َ قاسطا
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ
ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي
فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً
ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما
ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا
وإني من القوم الذين إذا انتموا
أسالوا من السادات بحراً غطامطا
يحلّون من أرض المعالي يفاعها
ويابون أهضاماً بها ومهابطا
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم
بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها
إذا كان رب البدن بالنار عالطا
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة
وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى
وكم أنقذوا من رِبقَة ِ الكفر وارطا
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ
يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا
يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه
أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا
ألا هل أراها ثائرات كأنما
تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ
ويطوين طى َّ الأتحمى ِّ البسائطا
بكل غلام من نزار مخففٍ
كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالة ٍ
وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا
تراه إذا خيف التتبع سابقاً
وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به
جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبة ٌ
نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ
ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا
كأنَّ على عودى سراة حصانه
أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسة َ ضاغطا
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ
أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى
وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي
وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا
ألموا بأطراف العلا واحتويتها
فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلة ً
وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا
مآثر يثقلن الحسود فخامة
ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:02 PM

أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ
( الشريف المرتضى )


أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ
كان فيه متى أردتُ طِلابي؟
المغاني تلك المغاني فهل فيـ
هنَّ ما قد عهدتُ من أطرابي؟
ليستِ الدّارُ بعد أن تُوحِشَ الدّا
ر ترى "غير" جندلٍ وترابِ
وإذا لم يعدْ نحيبي على الرّبعِ
ـعِ حبيبًا فليس يُغني انتحابي
حرُّ قلبٍ إذا تمكّن من قلبِ
ـبِ المُعَنَّى حماهُ بَرْدُ الشّبابِ
والمعافَى مَنْ لم يَقُدْه إلى اللّو
عة ِ يوماً تفرّقُ الأحبابِ
والمطايا يومَ السَّقيفة ِ ما رُحْـ
إلاَّ تعمّداً لعذابي
إنّ نُعْماً وكان قلبِيَ فيما
ألِفَتْهُ موكَّلاً بالتّصابي
سألتني عنِ الهوى في ليالٍ
ضاعَ فيهنَّ من يديَّ شَبابي
فمتى ما أجبتُها بسوى ذكـ
مشيبي فذاك غيرُ جوابي
صارَ مني مثلَ الثَّغامة ما كان
كانَ زماناً مُحْلَوْلِكاً كالغُرابِ
ليس يَبقى شَيبي على شأنه الأوْ
الأولِ في كَرّ هذِهِ الأحقابِ
مَنْ عذيري من المشيب وقد صا
رَ بُعَيْدَ الشّباب من أثوابي
وشَفاني في غيرِ ما دافَه الساقي
وراءَ المشيبِ من أوصابي
ولأَنتَ الّذي أعاجيبُه في الدْ
ءَ مثلِ العَلاة ِ كالحرفِ نابِ
ليس يدنو منها الكلالُ ولا تَنْفكّ
ـفَكُّ عن عَجْرَفيَّة ٍ وهِبابِ
لا تُعنِّ الرِّكابَ تطلُبُ ما
ـناهُ عفوًا صَفْوًا بغيرِ رِكابِ
أَنَا في حوزة ِ الهُمامِ فخارِ
ـمُلكِ كالنَّجم في أعزِّ جَنابِ
بالغًا ما أردتُهُ من زيادا
تٍ عليهِ ما كنَّ في حسابِ
شَغلَ اللَّحظَ بي ولم يُصغِ إلاّ
لِندائي من بينهمْ وخطابي
قد سمعناهُ قائلاً فسمعنا
نطقَه واردًا بفصلِ الخطابِ
ورأينا نوالَه فرأينا
سَبَلاً ليس مثلُه للسّحابِ
وبلوناهُ في الوغى فأَصبنا
هُ ضروبَ اليدينِ يومَ الضِّرابِ
في مقامٍ ضنْكٍ تجولُ به الخيـ
ـلُ على أرْؤُسٍ هَوَتْ ورِقابِ
طلبوا شأوَهُ وأينَ منَ الأوشا
لِ سيلٌ يجيءُ مِلْءَ الشِّعابِ؟
وتمنّوْا مكانَه لا بأَسبا
بٍ وأنّى دَرٌّ بغيرِ عِصابِ؟
وإذا عنّتِ الضّرائب للأسيا
فِ بانتْ قواطعٌ من نوابِ
ما أُبالِي إذا رضيتَ عن الطّا
عة ِ منّي بالمُحْفَظِينَ الغِضابِ
وإذا ما رأيتَ منّي صواباً
فحقيرٌ عَماهُمُ عن صَوابي
ـنِ ونيلِ الأَوطار والآرابِ
ـفِلُ ظَلْماءَهمْ وأنتَ شِهابي
وإذا كنتَ لي شراباً فما تُخدَعُ
لي مُقلة ٌ بلمْعِ سرابِ
لا أبانَ الزَّمانُ فيك انثلاماً
لا ولا همَّ ما تَرى بانقلابِ
وأتاك النّيروزُ بالسّعد واليُمنِ
وإذا ما مضَى يعودُ ولا أخْـ
من جَيْئة ٍ له وذهابِ
في زمانٍ يُنسِي زمانَ التّصابي
ونعيمٍ يُسلي نعيمَ الشَّبابِ

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:03 PM

أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
( الشريف المرتضى )


أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ
فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا
بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ
خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ
دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ
وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ
بلمّتنا عهدَ الشّبيبة ِ والفتكِ
ليالى َ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى
ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ
فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا
بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ
وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ
بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ
فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ
فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي
لَكَمْ مَرَّة ٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ
فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى
فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ
على هَضْبة ٍ الباني وفي ذِروة ِ السَّمكِ
بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى
وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ
وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما
معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ
كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ
ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ
وأفنية ٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها
ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ
همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً
وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ
وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ
وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ
وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً
مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ
وكنتُ وكانوا إلفة ً وتجاوراً
مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ
مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ
فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى

ناريمان الشريف 10-08-2010 11:04 PM

أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
( الشريف المرتضى )


أفى كلّ يومٍ لى حميمٌ أفارقهْ
وخِلٌّ نآني ما نَبَتْ بي خَلائِقُهْ
ومضطجعٌ فى ريبِ دهرٍ مسلّطٍ
تُطالعني في كلِّ فجِّ طوارقُهْ
وملتفتٌ فى إثرِ ماضٍ مغرّبٍ
تراماهُ أجراعُ الرَّدَى وأَبارقُهْ
فثلمٌ على ثلمٍ ورزءٌ مضاعفٌ
على فتقِ رُزْءٍ ضلَّ بالدَّهرِ راتقُهْ
مصائبُ لو أُنزِلْنَ بالشَّمسِ لم تُنِرْ
وبالبدر لم تمددْ بليلٍ سرادقهْ
فمُعْتَبَطٌ خُولِسْتُهُ ومؤجَّلٌ
تلبَّثَ حتّى خِلْتني لا أُفارقُهْ
تجافى الرّدى عنه فلمّا أمنتهُ
سقانى َ فيه مرَّ ما أنا ذائقهْ
فسُرَّ به قلبي فغالَ مسَرَّتِي
زمانٌ ظلومٌ للسُّرورِ يسارقُهْ
أرى يومه يومى وأشعرُ فقده
بأنِّي وإنْ طالَ التلَوُّمُ لاحقُهْ
وكم صاحبٍ علّقتهُ فتقطّعتْ
بأيدي المنايا من يديَّ علائقُهْ
وكيف صفاءُ العيش للمرء بعد ما
تغيّبَ عنه رهطهُ وأصادقهْ ؟
فللهِ أعوادٌ حَمَلْنَ عشيَّة ً
خبِيئة َ بيتٍ لا يَرى السَّوءَ طارقُهْ
على الكرمِ الفضفاضِ لطّتْ ستورهُ
وبالبرِّ والمعروفِ سدّتْ مخارقهْ
وليس به إلاّ العفافُ وما انطوتْ
على غيرِ ما يُرضي الإلهَ نمارِقُهْ
قيامُ سوادِ اللَّيل يَنْدَى ظلامُهُ
وصومُ بياضِ اليومِ تُحمَى ودائِقُهْ
فتدنى كما شاءتْ وما شئتُ أنّها
فدتنى ولا كان الذى حمَّ سابقهْ
ولو أنّنى أنصفتها من رعايتى
وقابلته رزاءًا بما هو لائقهْ
لأكرعتُ نفسي بعدها مَكرعَ الرَّدى
تُصابحُه حزناً لها وتغابقُهْ
سقى جدثاً - أصبحت فيه - مجلجلٌ
رواعدهُ ما تنجلى وبوارقهْ
يطيحُ الصّدا الدّفّاعُ منه وترتوى
مغاربُهُ من فيضهِ ومشارقُهْ
لئن غبتِ عن عينى فربّ مغيّبٍ
يروحُ وأبصارُ القلوبِ روامقُهْ


الساعة الآن 05:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team