منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   فوق التلال الزرقاء-رواية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=14331)

روان عبد الكريم 07-11-2014 04:52 PM

فوق التلال الزرقاء-رواية
 

ياسر علي 07-11-2014 05:24 PM

جميلة هذه الإطلالة الرمضانية أستاذة روان عبد الكريم

توطئة رائعة ومشوقة و عنوان يشد الانتباه

مرحبا بك في منابر الخير

وكل عام وأنت طيبة
و رمضان كريم

روان عبد الكريم 07-14-2014 03:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 178818)
جميلة هذه الإطلالة الرمضانية أستاذة روان عبد الكريم

توطئة رائعة ومشوقة و عنوان يشد الانتباه

مرحبا بك في منابر الخير

وكل عام وأنت طيبة
و رمضان كريم

وانت بخير وكل امتنا العربية استاذنا الفاضل

روان عبد الكريم 07-14-2014 03:54 AM

الحلقة الاولى
موشيه هالفى

تقول فيروز
حينما ابدا تدوينى لهذه القصة لم ابدا من بيوت المسلمين ولا بيت من بيوت القشتالين بل ابدئها من بيته هو..شخص اخر لم يكن له مقدرا له المشاركة فى قصتنا لكنه قبع خلف الاحداث ..كل الاحداث .. بيت موشيه هالفى
حيث بدأت النهاية من (هقالاه) اليهود ببيوته المتلاصقة وممراته الضيقة واسواره العالية وحراسه الساهرين –بيوت يسكنها اليهود وحدهم و لايجرؤ غيرهم ان يقطن فيها- بيوت عزلتهم ..قاهال اليهود حيث سارة هالفى وموشيه هالفى

نظرت سارة بعيون ملؤها الدمع تطلع لقامته المهيبة ووجهه الصخرى الذى لا يحمل شئ من سمات قومه وهو يعدل هندامه ايذاناً بالرحيل فقامت من فراشها وهى تداعب بخفة خصلة نافرة من شعره الاسود الفاحم فى تموجات تلتف حتى منتصف رقبته وهى تهتف فى لوعة :-
موشيه
حسبك يا سارة-ويمسح تلك العبرات السخية على وجهها الزهرى –لاتبكى يا سارة لا تبكى حبيبتى- اغمض عينيه وهو ياخذها اكثر فى احضانه يطفئ لهيب لن ينطفئ- كانت جميلة كزهرة يافعة – شعرها المجدول يقارب منتصف ظهرها- وقد فكته كغيمة قاسية تدارى جسدها الفتى الا من غلالة ضئيلة تطيح بعقل موشيه كلما التقاها- لها حاجبان مقوسان وفم صغير ممتلئ وعيون منحرفة غائمة دائما بدمع رقراق وقد افترش يداها الصغيرة كثير من الوشم – لم يعكر صفو جمالها سوى انفها المعقوف الذى ورثته عن بنى قومها
تهاوت بخفة بين ذراعيه
حينمانمى الىه صوت العجوز الغاضب فى حدة وهو يردد سفر التكوين بعبرية غاضبة
فى البدء خلق الله السماوات والارضفِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ،. 2 وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ،. 3 أَمَرَ اللهُ : «لِيَكُنْ نُورٌ». فَصَارَ نُورٌ، ...
ضحك فى فتور ..استيقظ العجوز وان كنت اشك فى انه قد نام – يقرأ التوراة – يا لك من زنديق بثياب حبر يا عفوديا
هم بالانصراف فتمسكت به سارة اكثر وهى تزوى بين حاجبيها
دعك منه- مأفون مخرف
ربت على ظهرها بخفة
رفقا يا سارة –رفقا ايتها الغالية –لا شئ سيفرق بينناا- لا ابوك ولا زوجك ولا طائفتنا كلها –حرص فى الجملة الاخيرة ان تعلو وتيرة صوته حتى يسمعها العجوز القابع فى الحجرة بجانبهم وقد كف عن القراءة تماما ثم عاودها بصوت اكثر غضباً ولم يتوقف الا وهو يلمح طيف موشيه بعبر امامه فى الممر..نادى بصوت حاد موشيه:-
لم ينصت موشيه له واكمل مسيرته حتى الباب فلحقه العجوز وهو يتكئ ع الجدار وقد قام فى اثره وهو يقول بتضرع
موشيه-موشيه يا اخى الصغير
التفت اليه موشيه فى بطء ولم تبين ظلمة الممر شئ من غضب وجهه..كل ما ظهرته امامه صورة العجوز المتكئ على الجدار وشمعة باهته يحملها فى يده
وصوت العجوز يردد
تعالى موشيه تعالى يا اخى الصغير- مر عام منذ فارقت منزلنا –تعالى لنتحدث قليلا- ويكمل بتضرع
اى موشيه – لاتخجل اخاك الكبير-
فى تلك اللحظة خرجت سارة من حجرتها وهى تهتف فى غضب
اذهب موشيه لا تستمتع لهذا العجوز المخرف –كفانا ما نالنا من اذاه
كان صوتها يشق سكون الليل فى بيوت اليهود وقد سمع بالفعل اصطكاك الشبيابيك المفتوحة فضولا لسماع صوت سارة المجلجل–فلطم العجوز على صدغيه وهو يوقع الشمعة ارضا
يا عار بنى هالفى يا عار بنى هالفى وهو ينظر من كوة الجدار على الابواب التى بدأ ساكنيها فى الخروج بالفعل على صريخ سارة ابنته الغاضبة
امرها موشيه فى حدة
اذهبى سارة واغلقى فمك-فطاوعته بانكسار –كانت تعرفه اذا كسرت له امر-خبرته سنوات طويلة وعرفت ابدا انه لايقبل بالرفض-فتحت باب حجرتها وهى تشاهده يعود عبر الممره لحجرة ابوها عفوديا دون ان يساعده فى الوقوف
اغلقت حجرتها وهى تعود ذاكرتها لعام مضى

جلس موشيه على الثرية الباهتة وعفوديا يجلس ببطء امامه
سمعت انك حظيت بمنزل فى قصر الخليفة-لا يقارن بمنزلنا الفقير
ضحك فى استخاف
حصلت عليه بنفسى دون مساعدة بنى اسرائيل-انا الطبيب الخاص للخليفة
نظر اليه بعيون واهنة
وبنى اسرائيل تفخر بك موشيه
فاتكا على رسغه وهو يغمز بعينة حالكة السواد باستهانة
وبنى هالفى هل يشعرون بالفخر وانا اغزو بيتوهم ومخدع ابنتهم ليلا
عقد العجوز حاجبيه وهو
كفى موشيه
كفى ايها الشقى –نتغاضى جميعا –عن تدنيسك فراش حزقيال –كل ابناء الحى يتغاضون عن فعلتك الشنعاء
وانك الحقت العار بسارة ابنتى وبزوجها دون ان يطرف لك رمش
فضحك فى مرارة
اجبرتنى ان اجعل من سارة عشيقتى
طلبت منك زواجها فزوجتها حزقيال اخيك الاخر
زفر العجوز فى عمق
الشريعة تمنعنى ان ازوجك اياها انت عمها
وقف موشيه فى غضب
عن اى شئ تتحدث تمنعنى الشريعة ان اتزوج سارة ولا تنمعها ان تزوجها بحزقيال شقيقنا-اى عبث تتحدث ايها المخرف
انا عمها وهو عمها –زوجتها اياه قهرا وانت تعرف ولعى بها وتحدثنى الان عن الشريعة –ثم امسكه من ياقة قميصه
انك تتحدث الى موشيه ايها المخرف اعلم بنى اسرائيل بشريعتها
همس العجوز فى ضعف وهو يخشى قبضة شقيقه الفتى فلم يكن موشيه يتجاوز الثلاثون من عمره
بل اتحدث عن شريعة المسلمين – انت تعمل لديهم ويرحبون بك وسوف تتبوا اعلى المناصب –لماذا تظننا جميعا نتغاضى عن ذهابك لفراش سارة انا وحزقيال وكل الجيرة
نتركك تنفس غضبك يا موشيه- لم نحرمك سارة امرا كهذا لا نفشيه ابدا-لكن زواجك منها كان سيجعل المسلمين يتوجسون منك خيفة فلن يقبلوا ابدا بزواج العم من ابنة اخيه
انك عندهم موسى اللاوى ولست موشيه هالفى
كان موشيه يفكر فى عمق
والعجوز ينهض متكئا عليه
انهض موشيه الحبيب –تعالى اخى الصغير –فيتبعه فى صمت حتى مدخل الدار التى احتلت ربوة عالية
انظر موشيه


احلامنا ترقد فوق التلال الزرقاء غافية حتى اذا ما اشرقت الشمس علىها اينعت اشجار راسخة تغزو كل ارض الاندلس وتعيد مجد بنى عابر

احفظ يهويدتك فى قلبك فقلب اليهودى يغلق على اسراره لكن كن مع المسلمين فى شرائعهم حتى تحظى بمكانة عالية ..ساعتها سنحصل على مبتغانا ..امارة تضم بنى عابر ..سنعود بوطن يضم كل اليهود..لنعيد مجد شلومو
تراقصت شياطين الجحيم امام موشيه وافتر ثغره عن بسمه غادرة وهو يرمق بنى قومه وقد نظروا اليه من خلفات شرفاتهم
وكأنه املهم الاخير
همس عفوديا بصوت كالفيحيح يولد فى بنى اسرائيل كل مائة عام من يقودهم وانت المختار يا موشيه
زفر بعمق واحلامه تتراقص امامه بشراهة تطلع مرة اخرى للتلال الغافية فى فجر الاندلس وصوت الجامع القريب يؤذن فى عمق وصوت رخيم
الله اكبر الله اكبر
عقد حاجبيه فى عمق ويد عفوديا الواهن تغوص فى ذراعه يوما سنمع صليل كنيسنا بفضلك انت موشيه
لم يجبه موشيه بشئ
تراءى له جسد سارة باهتا عند االباب فامتطى جواده بعنف وطار به لا يلوى على شئ
فصرخت سارة مذعورة وطيفه يتلاشى بينما اطبقت يد عفوديا على فمها وشدتها يد اخرى قاسية عجوز شعرها بقسوة – يد حزقيال زوجها وقد امسك فمها وكتمه رغم سنه فقد كان ذو هامة جبارة مكتنزة – همس لعفوديا وسارة تقبع تحت قدميه مشتنجة باكية مرتعشة
اذهب عفوديا لتتلو صلاتك
بينما سحب سارة المنتحبة كالشاة الى حجرتها
وهو يلطمها بعنف وقسوة
وهى يصرخ بنشوة
اصرخى ما بدا لك عاهرة بنى اسرائيل – فكلما ضربتك عارفوا انى اؤدبك
كلما ضربتك نسوا ان ذيل حزقيال مدنس يا عاهرة بنى هالفى
كانت صرخاتها تترد فى حى اليهود وموشيه ينتظر بجواده حتى يخرج من القاهل حيث اعتادوا اغلاق حيهم بابواب حديديه وصوتها يسك مسمعه لكن احلامه كانت واسعة
احلامه تعنى وطن لبنى قومه
وطن فقط لليهود
امارة هو حاكمها0 بل مملكة هو ملكها – سيعيد مجد شلومو مهما كلفه الامر
كانت افكارة متلاطمة متلاحقة كامواج الاطلسى حتى انه لم يشعر بالوقت وجواده يقف امام قصر الخليفة حيث فتحت له الابوب بكل تبيجيل


ياسر علي 07-16-2014 04:50 PM

هنا بالقرب أنتظر مع القرّاء حلقات فوق التلال الزرقاء .

روان عبد الكريم 07-18-2014 12:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 178993)
هنا بالقرب أنتظر مع القرّاء حلقات فوق التلال الزرقاء .

يشرفنى الق وجودك فى صفحتى

روان عبد الكريم 07-18-2014 12:39 PM

الجزء الثانى
موسى اللاوى
فاروز ....فاروزة ..
ضحكت فيروز وقد تسربلت فى قفطانها الاحمر الموشى بالذهب فلم ارى منها شيئاً
انظرى من ينادينى..تلك الطفلة ذات الخمسة اعوام بشعرها الاسود المجدول وانفها الاشم وعيونها الواسعة كعيون المها تظلهما رموش تشعرين دائما ان الدمع يبللهما انها عائشة..اختى عائشة ..تلهو معى فى حديقة قصرنا فى ذلك العصر البعيد من صيف الاندلس
تكمل فيروز
كنت اصغر من عائشة بنحو عامين ..ارتبطت بها كظلها..دائما انا ظل عائشة ..احمل نفحة من طيب عطرها..ذلك العطر الطفولى الذى وصل لموشيه وهو يرقبنا فى فضول وصوت الخليفة يرن فى أذنه..وهو يرقد على بطنه وحارس اسود ضخم يمسح بالدهان ظهره ثم يمسده فى ضربات سريعة متتالية تغوص فى لحم الراقد على على السرير وهو يتمتم فى ثناء :-
ان الدهان الذى تصنعه يا موسى له فعل السحر
لمعت عينى موسى بالرضا عن ذاته فقد استطاع اكتساب ثقة خليفة المسلمين
اطلب تجب يا موسى
يجيب موسى اللاوى فى تؤدة هو رضاك مطلبى سيدى
حينما ينتهى الخادم الاسود يشير له موسى بيده ان يبتعد وهو يمسك برداء الخليفة ليساعده على ارتداءه ..يربت الخليفة على بطنه ويردد:-
اشعر انى عدت شاباً نحو العشرين بفضلك موسى ثم يضحك حينما يصله صوت عائشة وهى مازلت تبحث عنى
فاروز..فيروز ..اين انت ؟؟
..بينما وقف جارية صغيرة جميلة المحيا بالطيب
يضحك موشيه فى جزل وهو ينظر للجارية التى تمشط ذقن الخليفة ثم ترش الطيب عليها ..وقد هبت نسائم الصيف عبر نافذة القصر وثمة سحب خفيفة تظلل السماء ..تذكر سارة..لم يرها منذ عدة اشهر ..حياته هنا تأخذه تماماً
عاد صوت الخليفة يخرجه مرة اخرى من افكاره
اطلب تجب يا موسى..هل اهديك جارية اخرى ..ثم يضحك فى جزل ..كيف هى الجارية القشتالية معك
يغمز موشية بمكر ..ماريس كفت عن النواح ..قههقه بصوت عالى مع الخليفة ثم اردف
مولاى ..هل تأذن لى وهو يمسك الرداء ليضعه على كتف الخليفة
يجيب الخليفة والجارية الجميلة تهذب انامله
تفضل ..نسيت..الجابى الذى تريد تعينه فى الاسواق ما اسمه
- سليمان اللاوى يا مولاى
- اخبره ان يتسلم عمله من باكر
- ينحنى موشيه وهو يتمتم بكلمات الشكر ..ويغمم طابت لك يا شلومو سنرى كيف ترد الجميل بهذا المنصب
-
- ينزل بسرعة على سلالم القصر وقد تغير حاله وتبدلت اساريره المنبسطة لتجعيدة قاسية فى جبينه واعماقه تربد فى حنق ..هذه الخليفة الابله الذى يهتم لاخبار الجوارى يحكم دولة من خيرة دول الاندلس..متى الخلاص ..متى الخلاص
-
- يصطدم بطريقه بعائشة الصغيرة .فتجعد انفها وتصرخ ويصرخ بوجهها فقد انزلق ارضا فجأة ..والصغيرة تقهق وموشيه ينظر لها بحنق وهى تنادى وسط ضحاكتها
-
- فاروز فيروة تعالى لتشاهدى هذا .. ينهض فى غيظ وهو يهم بخنقها..تمسكه ماريس جاريته وقد ظهرت فجأة وهى تهدئ من روعه
- وتهمس برقة
- عائشة حبيتى ..هذا تصرف سئ
- تقف عائشة ولم تفقد رباطة جأشها من الشخصين الذين يواجهها
- تقول بثقة لست حبيتك ..عائشة تحب امها فقط واختها فاروز
- نظر اليها موشيه شذراً من تلك القلادة التى تزين جيدها يعرف من هى..ابنة الخليفة المأفون..تجره ماريس من يده جراً وقد شعرت بالغيظ يستعر بداخله وشعرها الاشقر الطويل يتأرجح حتى وسطها وهى تضحك من الصغيرة ..تصل بيت موشيه الذى يقع بجانب قصر الخليفة..بيت صغير من دروين ..تتجاوز البيت وهو يزوى بين حاجبيه..الى اين
- تقول فى مرح الى حجرتى القديمة ..سأريك ما لا رأت عين هنا
دخل حجرة ماريس الصغيرة فى اقصى قصر الحريم..تملك ماريس عيون زرقاء مذهلة صافية وبشرة صافية وانف صغيرة وجسد بض ..لم يرى اجمل منها فى حياته..يعرف انها مكثت هنا نحو خمس سنوات..قضتها كأبة وحزناً على صغيرها ..لم يأخذ الخليفة منها سوى النواح والبكاء فتركها لخدمة زوجته القشتالية هذا ما عرفه منها..تحكى ماريس انها من انبل عائلات القوط الشرقيين ..لم يصدق قصتها ولا اسرها..حينما اهداها له الخليفة عرف كيف يخرجها من بؤسها..لكنها لم تعرف كيف تخرجه من بؤسه..مازالت سارة باعماقة ..مدت ماريس له بكأس شراب
غمز بعينه
رائعة انت ماريس وتعرفين دائما ما احتاجه..ثم شربه دفعة واحدة..ضحكت فى مرح لم يحن وقت المتعة بعد ..لدى مفاجأة
نظر اليها بفضول مفاجأة
اخذت منه الكأس ووضعتها جانباً
امسكته من يده وهى تشيرة لكوة خفية فى الغرفة..نظر موشيه هامساً وهو يجد جمع من النساء قد تخففن من ثيابهن..يلهون بالطين ..يشاركنهن بضعة اطفال
بينما وقفت عائشة التى نكافته منذ قليل بجانب امرة متسربلة بالسواد
نظر موشيه دهشاً الى النسوة الاتى ترمين بعضهمن بالطين ويضحكن فى جنون
ولفت انتابها تلك الاسبانية بوجهها المشرب بحمرة وجيدها المكشوف وصدرها المرتفع وشعرها الاسود الناعم الطويل الذى طاله بعض الطين
اغلقت ماريس الكوة
وهى تقوده بعيدا وتضحك هل رضيت
اطلعت على قدس الاقداس على حديقة لهو نساء الخليفة
تمتم موشيه نساء الخليفة
عاد للكوة مرة اخرى وماريس تزجره همساً
لما يلهون بالطين
اغلقت ماريس الكوة فاعاد موشيه فتحها مرة اخرى وهى ساخطة..سيكشفون امرنا
نظر للنسوة مرة اخرى وهو يستغرب موضوع الطين..قالت ماريس وهى تجز على اسنانها
ليس اى طين ..طلبت صفية ان تلهو بالطين لانها رأت بعض الجوارى تفعلن ..فامر الخليفة باحضار كميات من الطين..ولكن ليس اى طين..فزوجات الخليفة لا يلهون بطين الجاريات..الطين ممزوج بالطيب والزعفران وقطع من الذهب والفضة يبحثن عنها
اشار موشية من هذه
صفية.
ردد صفية
اسمها فى الاصل صوفيا..اميرة قشتالية ..الطفلة التى ترفعها ولا نرى ملامحها هى فيروز ابنتها..الفتى الذى يلهو امامها هو صفوان ابن الخليفة من زوجته الفارسية ..وهذا الصغيرة ذات خمسة اعوام اسمها سارة امها جارية..اما الجميلة ذات السبع اعوام فهى زبيدة اجمل بنات الخليفة وامها ايضا جارية..اما عائشة ابنة عاتكة
غمم عاتكة
اغلقت ماريس الكوة وهى تقوده عبر الغرفة
وما ادراك من هى عاتكة ..هى من يخشاها الخليفة وينفذ اوامراها بلا نقاش..جاءت من مكة ..اعرابية لتسكن قلب الاندلس..قليل من يعرف كيف تبدو..من ملامح عائشة ابنتها..تسطيع ان تقول انها على قدر رائع من الملاحة
اغلقت باب حجرتها وهى تهمس..انسى امر الكوة
ضحك موشية وهو يمسد شعر ماريس ثم يرفع بيده ذقنها وينظر لثغرها الرائع
لدى بعض العمل فى معمل الكمياء ثم نلتقى يا جميلة..اومأت بتفهم وهى تسرع الخطى نحو بيت موشية
بينما تسمر امام الجدار الذى يفصل حديقة نساء الخليفة عن الحديقة الامامية الغناء للقصر
انفتح باب الجدار فجأة وقد خرجت المرأة المنتقبة وفى يدها عائشة ..وكبير الحرس يمضى تجاهها فتتعلق عائشة بعنقه وهو يضحك
غمم موشية فى مكر يبدو ان وراء الامور وان وراء نقابك يا عاتكة اسرار واسرار..اصطدم بصره بنظرة الطفلة المشاكسة فاسرع الخطى
هنا اغلقت فيروو الكتاب وهى تمتم بكسل وكانت هذه بداية قصتنا

جليلة ماجد 07-18-2014 09:02 PM

متابعة لهذا الحشد من الجمال المطلق !

رائعة حد الدهشة !

روان عبد الكريم 07-28-2014 03:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 179059)
متابعة لهذا الحشد من الجمال المطلق !

رائعة حد الدهشة !

بل هو الق وجودك حبيتى
كل عام وانت بخير

روان عبد الكريم 07-28-2014 03:39 PM

ثمة خبطات رقيقة على نافذة غرفتى ..هى فيروز تفاجئنى ..مازالت على حالها ..لا ارى منها سوى جسد تغطية عبائتها لكنها لاتخفى جسدا لصبية
فيروز .. حدثينى عنك
تقول فى نبرة حزينة لنكمل القصة...لم اقاطعها فهى فى النهاية قصتها
بعدما نجح موشية فى تعيين شلومو جابىاً للاموال فى دار المال..زاره موشيه فى الديوان
ووجده منهمكاً فى مراجعة بعض الدفاتر التى اصطفت على طاولة عملة بينما مالت قلنوسته الصفراء المميزة التى يفخر اليهود بارتدائها فى ذلك الوقت من زمن الاندلس
غمم موشيه فى حنق (احمق) وهو يشاهد شلوموا يحك رأسه فى سرعة ويعدل قلنوسته ثم يعاود مطالعة الدفتر امامه
-الطبيب موسى اللاوى بشخصه عندنا ..اى ريحاً طيبة .
.جاء الصوت من خلف موشيه فرسم ابتسامة مداهنة على وجهه وهو يرد التحية لأسامة بن الخطيب كبير خزنة بيت المال..يعرف ان تعيين شلومو لم يجئ على هوى الخازن
الا ان صوت اسامة ضرب رأسه وهو يقول فى مكر
اهديتنا بنابغة يا موسى فلولاه ماعرفنا الطريق الصحيح لجمع الجباية من حى اليهود ..قهق اسامة وهو يربت على كتف شلومو
بامكانك الانصراف يا سليمان ..فقد غربت الشمس كان سليمان النطق العربى لاسم شلومو
نهض شلومو يتبع موشيه الذى اومأ برأسه للتحية مرة اخرى لاسامة وهو يطفأ المشاعل ليغلق ديوان بيت المال وحينما هم شلومو بمساعدته اخذه موشيه من ذراعه وهو يجره جراً خارج الديوان غير ابه بنظرات الحراس شديدى القوة .
حينما ابتعد به عن مرأى اسامة بن الخطيب فى شارع جانبى نزع قلنوسة شلومو الصفراء والقاها بطول ذراعه..صرخ شلومو وهو ينحنى لجلب القلنسوة..شده موشية بقسوة من ناصية شعره ..انهض يا احمق وقد بدأ الفضول بالمارة ..انسى امر القلنسوة
رد شلومو بحيرة
لكنها هى ما تميز اليهود وغمم بحسرة وهى غالية الثمن
لوح موشيه بسبابته فى وجه شلومو ثم يجذبه وهو يسرع الخطي بعيداً عن الاعين الفضولية للتجار حيث يقع ديوان بيت المال بقلب اشهر اسواق المدينة
طلب من شلومو الا يتوقف وهو يسير
لا اريد شيئاً يميزك كيهودى.لا نريد نفوراً من المسلمين والمسيحين منك
هز شلومو راسه بحيرة اكثر وهو ينظر من بعيد لقلنوسته المرمية
ولماذا ينفرون ..انى انفذ ما يطلب منى فقط
حينما اطمأن موشيه انه ابتعد به لمكان لا يوجد به كثير من المارة
تفرس فيه ملياً..حقاً تنفذ الاوامر ..لهذا اشتكى الى حى اليهود باكمله..بعد تدقيقك مع كل بيت واعطاء قوائم باسم كل يهودى يستحق عليه الاموال ..لم تترك احد يالا براعتك يا شلومو
رد شلومو فى غباء
ولكنى انفذ الاوامر
اغمض موشيه عينيه فى نفاذ صبر ..ثم جذبه مرة اخرى من ذراعه وهو يسرع به عبر الطرقات الملتوية المرهقة السير رغم رصفها بالقرميد..كان لشلومو تقريبا نفس هامة موشيه الا انه يحمل جسد نحيلاً لا صحة فيه وقد ارهقه المسير وقبضة موشيه القوية تشتد عليه وقد علم بعد طول عناء انهما يتجهان لحى اليهود الذى تقع احد ابوابه قرب السوق
توقف بغتة وهو يتملص من يد موشية وقد تفصد جبينه بالعرق الغزيز واتسعت عينيه بهلع وموشيه يلصقه بجدار الحى تساءل فى تردد ورجاء:-
ماذا تنتوى ..لم انفذ سوى الاوامر
خبط موشيه يده فى الحائط فازداد توتر شلومو وصوت موشية يردد
اية اوامر ايها الاحمق..انا من اعطاك هذا المنصب ..تنفذ اوامرى انا وليست اوامر هذا المأفون ابن الخطيب.. ابعثك لمنصب قد يفيد بنى يهود كلهم..فاجدهم يشكون قلة مالهم بدلاً من زيادته..لطمه بقسوة
تضع يدك فى جيوب بنى قومك يا اخرق.. تستحق عقاباً ثمن فعلتك يا شلومو
تلقى شلومو اللطمة وقد احمر وجهه من شدتها ودق قلبه من الهلع ..لم تكن اللطمة ما تؤلمه بل خوفه مما قد يصنع موشيه به هل يفقد عمله هل يأخذ المال من راتبه هل وهل ترددت الالاف الاحتمالات فى عقله..وقد وقف صامتأ وموشيه يقطع الطريق امامه وقد انهمك فى تفكير طويل

توقف وقد اى اثر للغضب من محياه وقد وضع يده برفق على كتف شلومو
اقترب عيد الفطير شلومو الحبيب
افترت نواجز شلومو عن ابتسامة خبيثة وهو يتذكر عيد الفطير العام الماضى قابلتها نفس الضحكة الشريرة من موشيه
كان طعم الفطير رائعا وهم مخبوز بدم ذلك الشحاذ المسيحى الذى اقتنصناه
ضحك شلومو وهو يتذكر والعام الذى قبله بدم ذلك التاجر المسلم المغربى
كان شلومو يضحك ثم قجأة توقف وهو يقترب من موشيه بهمس ..اشياء كهذه لا تذكر هكذا موشيه
هز موشيه رأسه بتفهم مصطنع وهز ذقنه عدة مرات
بالطبع اذا ماعرفوا اننا نخلط دم الغرباء بدقيق الفطير المقدس سيكون الامر وبالاً على حى اليهود باكمله
اتسعت عينيا شلومو من الرعب وهو يقول نعم نعم ..على ان اترك الان ..زوجتى حدفا تنتظر ..كان بودى ان تشرفنا على طعام العشاء..لكن اليوم سبت لا طبخ اليوم موشيه الحبيب
جذبه موشيه بعنف اكثر من ذراعه
هل تتذكر البرميل الابرى يا شلومو ..الذى كنا نعصر فيه الغرباء حتى نحصل على اكبر دم للفطير المقدس..اقسم بتوراة موسى ان اضحك فيه يا شلومو اذا خالفت اوامرى
هم شلومو بالكلام وقد سمره الرعب الا صوت موشيه كتم صوته
لا تغرك كلمة غرباء فقط للفطير فمن يضع يده فى جيوب بنى اسرائيل ويفلسهم يعتبرونه اغرب الغرباء
الصقه مرة اخرى بالحائط
انصت الى جيدا يا شلومو
حينما تنادينى خارج حى اليهود فاسمى موسى اللاوى ..اياك ثم اياك ان تذكر اسم موشية ..هل فهمت يا سليمان
هز شلومو رأسه عدة مرات وقد تملك الرعب منه

الامر الثانى يبدو انك ايها الاخرق اكتسبت ثقة بن الخطيب اريدك ان تجد فى كتابة الصكوك لجباية الاموال من التجار
همس شلومو لكنك تعرف انهم لا ييثقلون على التجار بالضرائب مخافة ان تخرب الاسواق وترتقع الاسعار
شدد موشيه قبضته اطع اوامرى دون نقاش واذا ما اعترض بن الخطيب سيكون عليك ان تشكوه
اشكوه
نعم تشكوه للخليفة
وسنعمل على صيغة الشكوى حتى يطرد بن الخطيب
كيف
دع الامر لى
والان انصرف مؤكد ان حدفا خالفت شرائع اليهود اليوم وطبخت لك طيرا سميناً
هرع شلومو فرحاً بالخلاص ليطرق بوابة حى اليهود تتبعه نظرات موشيه ..بينما خرجت فتاة تغطيت بالكامل برداء اسود
هم موشية بالانصراف الا ان قدمية لم تطاوعة فقد عرف فيها سارة ..التى مضت لا تلوى على شئ ولم تنتبه لوجوده
توقف بحيرة ثم قرر ان يتبعها..مضت بخطوات ضعيفة تستند على الجداران ..كادت تقع عدة مرات
فيدق قلب موشيه لهفة عليها..لم ينسى تلك المشاعر العنيفة التى تحركها سارة بداخله..طالما يشعر انها صنعت له شيئاً من السحر ..كان يعرف اين تتجه ففى نهاية هذا الطريق تقع بحيرة صغيرة تحفها الاشجار كان يلتقيها فيها سابقاً ..كان الظلام بدأ يحل على المدينة وقد خفف انتصاف الشهر القمرى منه الا حينما تمر سحابة فتحجبه وتحجب سارة عنه ولم يأخذ موشيه جواده اليوم اراد التنزه على قدميه فى يوم عطلته ..لعن حظه الغائر وهو يتبعها قلقاً..توقف وقد وصلت لحافة البحيرة ..رمت الرداء الذى يحجبها عنه ارضا ثم نزلت لمياه البحيرة
صرخ بعنف
سارة ماذا تفعلين
التفت له سارة بلوعة ولما تصدق عينيها وهو ينتزعها انتزاعاً من الماء ويلفها بالرداء
لاحظ تكور بطنها وهو يحملها..وضعها برفق..وهو يشبع بصره من وجهها وقد بلله الدمع ..مسح وجنتيها برفق وهى تشهق
هو عوفديا وحزفيال يشيران لبطنى ولا يطلقان عنى سوى جالبة العار
تنهد موشيه بحسرة سارة حبيبته تحمله طفله ولن يطلق عليه سوى طفل زنا..ضمها الى صدره وهو يختنق اه يا سارة
سمعت ان لك عشيقة جميلة جميلات قصر الخليفة
ضحك بخفة لا احد يضاهى سارتى
مسد بحنان شعرها ..لن اسمح لعفوديا وحزقيال بمسك بسوء فقط ذكريهم انك قابلتنى اليوم واطلبى اليهم زيارتى غدا فى ديوان الكمياء بصر الخليفة
غصت سارة الن تأتى للحى
سأتى حبيبتى فى عطير الفطير
ضحكت سارة انه الاسبوع القادم
ود لو ان الزمن توقف وهى تستند على صدره وتغفو ..كان قد مضى ساعتين على الغروب ايقظها موشيه بحنو ..ابتسمت لرؤيته وكانت تظن انها تحلم
اننى فى السادس ..يجئ طفلنا اوائل الخريف..ربت على بطنها المتكور ..سيكون جميلاً كأمه
قامت من جلستها وهو تزهو بجسدها..وتضحك هل انا حقاً جميلة.اجمل من جاريتك القشتالية
وقف بدوره وهو يضحك بل اجمل نساء العالم وعلينا ان نرحل يا جميلتى ..غصت الابتسامة من وجهها فربت على وجنتها
حينما وصلت لباب حى اليهود ودعته تظرة اخيرة ..نظرة حملت المها وضياعها ..حدجها الحارس بسخرية وتشفى لبطنها المتكور رفعت اصبعها فى وجهه ساخبر موشيه فحلت محل السخرية نظرة خوف
ما كاد موشيه يتخذه طريقاً عبر السوق ومنه للطريق المؤدى لقصر الخليفة حتى احاطت به عدة جياد..نظر بتوجس وهو رئيس الحراس المسمى طارق يترجل
موسى اللاوى ..حدجه بنظرة مزدرية
لقد كسرت يد صفوان ابن الخليفة ..اين جوادك..علينا الرحيل الان

ادرات لى ظهرها وهى تغادر ..لأين يا فيروز
قالت بحزن احكى لاحقاً..قلت باستسلام كنت اتمنى ان استمع لبقية قصة سارة ..جاء صوتها باكياً اية سارة فى قصتنا اكثر من سارة ثم تلاشت واختفت

أحمد سليم بكر 07-28-2014 05:52 PM

أنا الحقيقة لم أقرأ سوى الإطلالة التى فى البداية و لكنى شغوف بهذه السنفونية الرائعة التى تعزفى ببراعة ألحانها على أوتار الحياة ... شكرا على هذا الكم من الإبداع

جليلة ماجد 07-30-2014 06:56 PM

جميلٌ هذا الفصل و أتساءل ماذا سيحدث لسارة ؟؟

أنتظر جمالِك يا مُزْهِرة ...

لأنامِلكِ كل التقدير ...

روان عبد الكريم 08-02-2014 05:59 PM

همست بصوت سحيق بارد هل نمت
انتفضت مذعورة ..فيروز
ضحكت بدلال طفلة وهى تطوح حرملتها الحمراء الموشاة بجدائل ذهبية
نعم فاروز
نظرت اليها وانا احاول التماسك
فيروز ام فاروزة
ردت بصوت حالم
تشى الاسماء باشياء نخفيها..اشياء طمست فى التراب منذ زمناً بعيد..للتراب اسراره وهو صامت لا يشى
بها ابداً الا اذا جاءته نزوة ما فيخرج اعماقه وببوح بكوامنه انتقاماً او تبجيلا لمن كانت خطواتهم تدك
التراب دكاً
كان الخمار الرقيق يغطى وجهها وودت لو عرفت ما خلفه ..بى رغبة شديدة لنزعة وكأنها قرأت
افكارى..قالت بلؤم ولوم:-
الفصة عنهم وليست عنى ..فقط ادون احداثها..حقيقة لم اكن بطلتها بل جزء يسير منها
تتغاضى عن اعتراضى وهى تكمل
لم يفت موشية تلك النظرة الغاضبة التى رمقه بها طارق قائد حراس القصر..ذلك العربى الاسمر كان يملك
حظوة ما لدى عاتكة زوجة الخليفة..فقد دخل حجرة المصاب قبله حيث عاتكة تطبب صفوان بن الخليفة
وقد اسبلت الخمار على وجهها سريعا ..الى بينما جلس الخليفة على حافة الفراش يرغى وزبد وقد احتنق وجهه
بشدة واشاح ببصره رافضاً نظرة موشيه المعتذرة عن تغيبه ..وجد ان الاربطة التى ضمدت الرسغ
المكسور تمت بمهارة فالقى نظرة سريعة الى تلك المتسربلة بالسواد الواقفة فى اقصى الغرفة ..بينما
اصدر الولد الصغير السمين المصاب صرخات مرتاعة كانت تزيد فى حنق الخليفة على موشية
ود موشية لو دق عنقه لكنه اعتذر فى لحظة سريعة لاحشار بعض المراهم المسكنة ..ذهب لمعمله فوجد
ماريس هناك تنتظره بحقيقبة هيئت فيها كل عقاقيره اخذها منها شاكراً..تتعلم ماريس الكثير لمساعدته
..مازال الجمع المرتقب ف الغرفة كما هو وقد زادات صرخات الصغير وعاتكة تمسح على جبينه برقة
..تركت مكانها
لتعود فى ركنها صامتة
حاول ان يعطى شيئا من الترياق للولد السمين المدلل ففشل ..تقدمت عاتكة واخذته منه بهدوء فقام من
مكانه لتجلس مكانه ويتقبل منها صفوان الترياق مرغماً ..كان قد هدأ بعض الشئ وغالبه النعاس..فتركته
عاتكة للطبيب وراقبت موشية بنظرة حذرة وهو يفك الاربطة ويضع بعض المرهم على الرسغ المصاب
حينما ذهبت عاتكة يتبعها قائد الحرس طارق تفرس موشية فى وجهه الخليفة لعله يجد شيئاً من الغيرة
..فلم يجد سوى وجه غاضب
كان الولد قد ذهب فى سبات عميق من اثر الترياق والمرهم
خرج الخليفة بهدوء يتبعه موشية فى اثره
كان الخليفة غاضباً وهو يقول اضعنا النهار فى البحث عنك لولا انه لاحد زوجاتى بعد الخبرة فى الطب
لازداد الامر سوءاً
لم يعكس وجهه موشيه غضباً بل حملت اعتذراً واكمل انه سيبيت الليلة فى غرفة الصبى فبانت ملامح
الرضاء على وجهه الخليفة لبرهة قبل أن ينصرف تشيعه نظرات الطبيب اليهودى الساخطة تلك النظرات
التى لم تنقطع وهو ينظر من نافذة غرفة الصبى على باحة القصر ليجد عاتكة السوداء كما اطلق عليها
تقف مع طارق قائد الحرس ..حينما دخلت ماريس تحمل شيئاً من الطعام له ..سألها
ما بالها ,,القت نظرة خاطفة من النافذة ثم سحبت موشية بهدوء
ويلك ان علم طارق بتلصصك..انت لا تعلم من هو طارق
قال باستهزاء ومن هو طارق ليحظى بكل تلك الحظوة لدى المرأة السوداء
اجلسته بهدوء عىلى الكرسى فى الغرفة الملحقة لغرفة الصبى وقد فهمت مقصده ووضعت الطعام امامه
وصارت تطعمه
منذ سنوات هبط على مدينتا شيخ من الصحراء يقال انه هرب من اضطهاد الحاكم فى الجزيرة العربية
وترك وراءه كل شئ بعد نكل الحاكم باخته وزوجها شر تنكيل ..فهرب الشيخ بابناء اخته صبى وصبية
هما كل من تبقى لديه من اهله حتى وصل هنا ..يقال انه صاحب علم غزيز فى علوم المسلمين فتم تعينه
شيخاً للجامع الكبير ..وقد تهافت الجميع على خطبة الصبية السمراء ..الى ان سمع بها الخليفة فتقدم
لخطبتها ويقال ان الشيخ احمد ابن الذهبى وهذا اسمه قد قبل مرغماً خوفاً فما بدا لو ملجاً صار شركاً ولم
يعد له مكان يذهب اليه واشترط ان يبقى اخوها معها..وهكذا
صارت هى عاتكة زوجة الخليفة المرأة الغامضة وصار هو اخوها طارق قائد الحرس
توقف موشيه عن المضغ وقد غص حلقه:-
اخوها!!
ضحكت ماريس بنزق ومن كنت تظن..ارجعت الطعام للصحن ..حذار فانت لا تعلم من هى عاتكة ..امرأة
تعتزل الجميع ولا يكسرها شئ..ولم ارها يوماً راضية او مشاركة فى لهواُ او عبث..لم يسطع ابداً
الخليفة تطوعيها او ارهابها ورغم انه عرض مررا منصب احد الوزراء على طارق الا انه اصلب من
شقيقته ويكبرها بعدة سنوات لا يغره مال ولا سلطان ولا يسكن حتى فى احد قصور الخليفة بل يشارك
خاله الشيخ احد البيوت الفقيرة وقد تزوج زوجة قشتالية ثم ماتت ويشيع البعض ان له ابناً منها ولم
يتزوج بعدها
كان قد انتهى م الطعام وهمت ماريس بغسل يديه فاخذها بسرعة وقبلها بخفة..سمعت صوت انين للصبى
الجريح..همست بدلال :-
موشية لا يصح استيقظ صفوان

قام بسرعة لا تذهبى جميلتى ساعطيه شيئا من الترياق لينام حتى الصباح
حينما استيقظ موشيه وتذكر انه لم يبت مكانه مد يده بحثاً عن ماريس فام يجدها..سب سبة قذرة لكنه
ثبت انفعالات وجهه لتحمل نظرة الرضاء وهو يجد الخليفة قد سبقه باكراً وقد افاق الصبى وقد تحسنت
حالته نتيجة المرهم الذى وضعه موشيه
نظر الخليفة لعيون موشية المرهقة واشار اليه ان يتبعه وقد انصرفت الجاريات لاطعام الصبى
جلس الخليفة ومائدة مترفة بطعام الافطار وامر موشيه ان يشاركه الطعام الامر الذى اثلج صدر الاخير
ثم استغرب حينما امر الخليفة الجاريات والحرس بالانصراف
اقترب موسى اريدك فى امر هام..امر لا اريد ان يخرج عن هذه الجدران..فلست فقط اضعك فى منزلة
الطبيب الامين بل انت من اليوم سر الخليفة وموضع ثقته
حك ذقنه وهو يفكر فى عمق
لن اجد لهذه المهمة خيرا منك
رفع موشية حاجبية بتعجب وقد سره كثيرا هذا الوضع الجديد او النقلة الجديدة له مع كبيرة دولة
المسلمين..وانصت باهتمام لما يطلبه الخليفة منه للذهاب لشقيقه حاكم الامارة المجاورة فقد سمع عن
خبرته كطبيب وحنكته ولم يرد منه الذهاب فقط لتطبيب اخاه وابناؤه بل لنقل اى صغيرة او كبيرة تقال
امامه وان يفتح له دارا هناك لعيادة الامراء واشراف الاسر المسلمة ليقيم هناك ثلاث ليال ويقيم هنا
ثلاث ليال بالتناوب قالطريق لا يستغرق سوى بضعة ساعات
دق قلب موشية بشدة وفرح فقد صارت الفرصة فرصتين ..مملكتين وحكام مخرفون ..ليرى ايهما اضعف
من الاخرى ليقتنصها اليهود وطناً لهم ..يعر ف ان مهمته ثقيلة وان يضع اللبنة الاولى فى تحقيق حلمه
..قد لا تسعفه للوصول للهدف ولكنه على يقين بتحقيقه..تذكر فى لجة افكاره (سارة) وهو يرحل على
صهوة جواده فى الفجر يرافقه بعض الحراس..نظر من اعلى التلال الزرقاء لحى اليهود بحزن وهو
يسرع الحطى .
قاطعت فيروز بذهول ..يبعث يهودى ليتجسس على اخيه المسلم تحت راية الطب
ضحكت بغيظ كان هذا شيئاً يسيرا من امرهم فما اضاع الاندلس الا وهن نفوسهم ودنساً سكن قلوبهم
فوشى الابن بالاب والاخ بالاخ ..يوماً ساحكى لك عن مأساة بربشتر ...وعن اسطورة المنصور المارينى
ذلك القائد الحلم
حينما انتبهت بشدة لحديث فيروز كانت تلاشت كالسراب
حينما انتبهت بشدة لحديث فيروز كانت تلاشت كالسراب

جليلة ماجد 08-03-2014 09:55 AM

نأكل لحم بعض عيانا ....

جميلة يا أ. روان ....

اتابعك بشغف ....

روان عبد الكريم 08-28-2014 02:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليلة ماجد (المشاركة 179563)
نأكل لحم بعض عيانا ....

جميلة يا أ. روان ....

اتابعك بشغف ....

كل الود والمحبة لك صديقتى الرائعة

روان عبد الكريم 08-28-2014 03:00 PM

الفصل الخامس
ذو القلب الاسود
تعجبت وانا اهم بغلق النافذة من تلك الرياح القوية التى ضربت وجهى فى ليلة من ليال الصيف ..ضحكة
صغيرة خافتة انبئتنى بوجودها ..بقفطانها الاسود المخملى وتلك الحلى الفضية البراقة على صدرها هذه
المرة .. تبهرنى وتفاجئنى فيروز دائما ..وصوتها الرخيم يقول دون مقدمات
اخذ الحلم بدولة لليهود برأس موشيه..ووقته...صار هذا هدفه الابدى ووجه له كل طاقته فى السفر
والترحال بين مملكتى الاخين المسلمين..ولا عجب ان تجدى قرية صغيرة هى مملكة اسلامية ..فقد كان
هم وطاقة الملوك المسلمين هو التفتت والتحارب والتأليب والتنافس واستجداء عطف الفونسو وفريننادوا
وغيرهم ..بينما طبينا اليهود الماهر يحاول جاهدا لملمة شتات قومه فى وطن يحتويهم ..وفى خضم هذا
نسى سارة ونسى عيد الفطير المقدس ونسى بطن سارة المتكور
الذى اخرج دون ميعاد طفلة ضعيفة تحمل الكثير من ملامح موشيه وعيونه السوداء وشعره الاسود
الفاحم
خرجت اوشرا للحياة خائقة مرتعشة بعد شهر من لقاء امها بموشيه عند البحيرة ..قبلت سارة يدها الصغيرة برقة ..سألتها القابلة بسخرية ..ماذا سيكون اسمها
اجابت سارة وبدنها كله يرتعش
اوشرا
نظرت للخرقة البالية التى لفت بها الطفلة وهى تقول دون مدارة او مراعاة لمشاعر المرأة المحمومة
عجباً ..اوشرا كيف ان يطلق على ابنة الزنا اسم من اسماء السعادة
صرخت فيها سارة وهى تلقى الصغيرة اليها
ابنة زنا ..ابعدوا ابنة الزنا..صرخت والحمى تأكلها وهى تعض الفراش بحسرة وقد اتى عفوديا لصراخها
طلب من القابلة ان تأخذ الطفلة وان تحرص عليها بعد رفض سارة ارضاعها واطعامها
وحتى بعد تعافت بعض الشئ لم تطلب رؤية اوشرا المسكينة
لم تفارق كلمة ابنة زنا شفتيها ..عافت نفسها الطعام حتى ان عفوديا وحزفيال كان يطعمانها غصباً خوفاً
من غضبة موشيه وسط صراخها واسنانها التى تنهش ايديهم واذرعهم حتى تسيل الدماء منهما فيضربها
حزقيال بقسوة ويربطها ثم يعاود عفوديا فك وثاقها وهو ينظر بين الحين والاخر ان يصل خبرها لموشية
كانت حالة سارة تسوء رغم مرور عدة اشهر على ولادة اوشرا ..صارت تهذى وتمضى ذاهلة فى القاهل
..كانت تسير على غيرهدى ولا يسمح لها بالخروج من البوابة ابدا الا انها استعطفت الحارس ان تذهب
للبحيرة برهة من الوقت ..رق لجسدها الناحل ووجهها الشاحب وهى تقف وحيدة يلفها البرد والالم
..ذهبت وهى تردد فى الطرقات ابنة زنا
..ابنة زنا حتى تربص بها احد اشرار المدينة وجرها من شعرها الاشعث لمكاناً قصى دون يستمع
لصراخها وعويلها
حينما عادت فى النزع الاخير من الليل البارد ممزقة الثياب مكشوفة البدن يسيل الدم من بين فخذيها
لطم عفوديا خديه وحزقيال يركلها بقسوة فى بطنها
فاجرة ..لعينة ..عاهرة اليهود
امسك به عفوديا وهو يلطم على خديه
- دعها دعها لن تدرك غضب موشيه اذا عرف
-هتف حزقيال
لم يزرها موشيه منذ عام
حتى لم يعترف بالطفلة او قل انها تغاضى حتى معرفة اى شئ عنها وكيف يعترف بابنة زنا
كظم عفوديا غيظه من اخيه الاحمق..ما كان له ان يزوجها هذا الاحمق ابدا ...امسك ذراعها فلفظته
وقامت تسير وحدها فى الممر الى حجرتها تتكئ على الجدران الباردة بلا وعى وترتجف بشدة حتى اذا
ابصرت المشكاة المعلقة بلهب ضئيل فى حجرتها انتزعتها
وهى تصرخ
النار
دفيئنى ايتها النار
دفئ سارة المسكينة قالتها والنيران تمسك بثيابها
وعفوديا وحزقيال يقفان مشدوهان
فقد حدث الامر سريعا وصارة سارة كتلة من نار
كانت تصرخ بجنون موشيه
موشية اين انت حبيبى موشية ..موشية
حينما وعت حارة اليهود على الصريخ والعويل ومحاولات حزقيال وعفوديا اليائسة
وقد التفت سارة فى رداء من النار
كانت قد انتهت
وقد توقفت عن الصراخ بينما يرتسم اسم موشية على شفاتها
وان كان هناك صراخ اخر من الطفلة البائسة التى لم تكمل شهور

......
سيدى موسى اللاوى
ماذا هناك يا جعفر
رجل يطلب مقابلتك
كان الرجل ضئيل القامة عرف فيه موشيه على الفور ميخا اليهودى
ارتجف موشيه من داخله فاى نذير سوء بعث به هذا الرجل- اى انباء سيئة يحملها
ترى ما الذى جعل عفوديا يرسله
لم ينبث ببنت شفة وهو قد فهم ان هناك امر جلل يستدعى ذهابه للقاهل
دخل بفرسه الاسود قاهل اليهود يحتويه الليل وليس اى ليل وقد ضرب سمعه صليل البوابة خلفه يغلق
فى سرعة ورهبة ..عصفت به رباح الحيرة اكثر من رياح تلك الليلة المظلمة الباردة وتلك العيون الزائغة
التى تهرب منه
عرف على الفور ان هناك ميت بيبت ال هالفى حينما اقترب وسمع عويل حزقيال
سأله
متى تم الامر
فاجاب باكيا
بالامس
اجاب موشيه لعله مات ميتة سريعة هل غسلتوهم كاوامر الكنيس اليهودى ولماذا لم تستدعونى على
الفور حتى اشارك بالأمر .. ان عفوديا اخى الاكبر وامر كهذا لا ينتظر يوما كاملا
اللعنىة عليكم هل نسيتم انى فرد من العائلة وانى انتمى لليهود
نظر حزقيال له محتارا وقد ذهبت دموعه ادراج الرياح التى تمخر بيوت القاهل بأكمله وارتجف بشدة
وصوت عفوديا المتعب ينعبث من الحجرة الداخلية
موشية
قد عقد موشية حاجبية فى شك وهويهرع لعفوديا الذى التزم فراشه متمارضا وقد فرد ذراعيه متابكياً
اه يا موشية اه يا اخى الصغير ..حلت علينا مصيبة يا موشية ..يا ضيعة بنى هالفى
الجم الصمت والذهول موشيه فلن يتلتفت اليه بل صارى يفتش حجرات المنزل فلم يجد سوى تلك
الصغيرة التى تقضم اناملها من الجوع
وقد اشتم رائحة الحريق واختفى اثر سارة اى اثر لسارته
صار يحطم كل ما تطاله يده وامسك بتلابيب عفوديا والقاه على الارض
اما حزقيال فقد جرى وموشيه يستل سيفه فى اثره وهو يصرخ انجدوينى
خرج كل رجال القاهل وهو يقفون بين موشيه ومبتغاه وقد استطاعوا مباغته وتكتيفه
وهو يصرخ ويبكى
حتى خارت قواه
جاءت العجوز لتدس لقيمات فى فمه
فرفض
همست باذنه
هذا افضل لها المسكينة البائسة
لقد عشقتك حتى لموت موشيه فلا يكون جزاؤها لفضيحة ونبش قبرها
كانت النار افضل حل لها
لاتغضب لموتها
فقد ماتت سارة منذ زوجوها لحزقيال
ان سارة هى ايقونة بنى اسرائيل
انها تضحية عظيمة من اجل هدف اعظم
فكوا وثاقه بعد ان هدا
لكن الحزن اكل قلبه فلم يطلب سوى زيارة قبرها
كانت الوقت قبيل الشروق وحينما وصل للقبر
فتحه
كانت هناك وقد احتر ق جسدها
اما وجهها وشعرها كما هو احتضن موشيه وجهها وهو يصرخ
ايتها الحبيبة الشقية الغالية اه يا سارة كيف تفعلين هذا بى
هل طاوعك قلبك على اذيتى هكذا ايتها الحمقاء
اه يا سارة انا ميت منذ اليوم ايتها الحبيبة حتى ان عشت بعدك الف عام
هل لشعلة اسرائيل ان تضئ بدماءك يا سارة
هل لشعلة بنى اسرائيل ان تضئ باحتراق قلبى يا سارتى
كانت الشمس بدات تشرق على تلال الاندلس وموشيه يقف بفرسه وحيدا وقد شق الحزن صدره يرقب
تلك التلال المتوهجة بشعلة زرقاء ثم الشمس تغمر البقاع رويدا رويدا
وقد شاركه الفرس حزنه
من يومها مات قلب موشية هالفى واكتسى السواد ..لم يرتدى سوى السواد منذ موت سارة ..كانت سارة حداده الابدى وسواد قلبه الذى لم يعرف الرحمة ابدا..ماتت سارة فمات موشيه معها ..بقى فقط عقله الاثم وقلبه الاسود
مسحت دموعى التى نزلت دون وعى
هل حزنت عليها
مسكينة
قالت فيروز بسخرية ليست وحدها المسكينة اليهود يبخسون المرأة حقها ليس لديهم سوى دنسا بدنس..هى لديهم الحية التى أخرجت ادم من الجنة
من خلف خمارها الاسود نظرت لى بتمعن
فى اندلسنا البائس الوف الحكايات الاليمة لنساءاً اكثر بؤساً من سارة
كنت مازلت ارتعش وهل هناك اكثر بؤساً من سارة
اجابت وهى تنتحب
نساء بربشتر .. بعضهن اغتصبن امام ابائهن واخوتهم وازواجهم وبعضهن تم اختيارهم ضمن سبعة الا ف فتاة بكر من اشراف العرب ليعشن جوارى فى قصور النصارى وما ادراك ما معنى كلمة جوارى
نظرت لها بغباء وليس لى قدرة على الاستعياب واين كان ملوك الاندلس!!
ضحكت بسخرية المأساة بدأت حينما استعان احد ملوك الاندلس بملك النصارى على اخوه وتم حصار بربشتر اربعين ليلة ..اربعين ليلة يستغيثون ويستصرخون نخوة العرب دون جدوى
اكملت وهى تغيب عنى والاكثر مأساة من قصة سارة اليهود سارة الاخرى

روان عبد الكريم 09-13-2014 12:35 PM

اعود اليكم فى الغد ان شاء الرحمن


الساعة الآن 09:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team