منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ليلة التخرج (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12927)

ياسر علي 02-08-2014 12:09 AM

ليلة التخرج
 
تسمع همس خطوات تدنو منها فلم تلتفت ، تواصل المسير وهي تسترجع تلك الذكريات المترسبة في أعماقها . طفت صورة طفلة في مثل سنها ترافقها إلى المدرسة ، تجلس إلى جانبها في المقعد الذي لا يشاركها فيه أحد غيرها ، كانت الطفلة الوحيدة في فصلها . تذكرت وداعتها و رقتها ، كانتا تلعبان ، تقفزان ، على طول الطريق إلى المدرسة ، تغرد زميلتها الأمل في أذنيها كل يوم ، تنفخ فيها روح التحدي .
بين الفينة والفينة تدعوها إلى غرفة نومها ، حين ينام أفراد أسرتها تتسلل ليلا و تفتح لها أبواب المنزل لتنعم هي أيضا بدفء أسري يقيها مخاطر التسكع ، و يمسح عن وجهها آلام الحرمان .
تمر السنوات و سعاد تجني المراتب المتقدمة في فصلها ، كلما استعصى عليها فهم سارعت زميلتها لنجدتها ، فتملأ وعاءها بما لذ وطاب من الأطعمة الطازجة . سألتها سعاد يوما أين لك بهذه التربة الخصبة المعطاء التي تتناسل غلالها العلمية و تنمو أشجارها المعرفية و تتهاطل أفكارها رطبا جنيا ؟ التزمت الصمت و لم تجبها بل سقطت دمعة من عينيها و قالت وداعا صديقتي .
منذ ذلك اليوم بقيت وحيدة بلا صديق ولا مؤنس ، فتجرعت آلام الوحشة و قساوة الوحدة ، ترى في عيون زملائها غولا يفترس شجاعتها . تناطح شرورهم بإصرار تعلمته من صديقتها ، بعين رقيقة تلمع أنوثة ، بلسان غريد يزغرد ألحان الليونة ، بحذق يغزل كيدا رحيما ، تفتل خيوطه الواهنة فتغدو حبالا تشنق سذاجة اندفاعهم ، وتفضح جبن قوامتهم .
في ردائها الأبيض تسير سيرا بطيئا ، لا تسمع الدفوف ، لا تثيرها أهازيج المشهد الماثل أمامها ، بل خطوات و حفيف ثوبها الذي يكنس آثار زميلتها ، هما في ثوب واحد ، باركت لها العرس ، وقالت لها : أنت الآن مجندة كاملة ، آخر وصية ، الشبل من الأسد ، و لو بدا حملا وديعا بين يدي المروض ."
قبل أن تركب في السيارة رأت قبس نور يصعد السماء يرسم قلبا ، ينفجر تنطلق منه شهب نارية و الذهول يغمر الحاضرين ، في كل شهاب يتشكل قلب جديد ...

[/tabletext]

كل التقدير أستاذ ياسر
فاطمة جلال 01-21-2015 09:50 AM

[tabletext="width:70%;background-color:white;"]

سلام الله عليكم
وقفت في حيرة أمام المشهد وهذا النص المكتنز بالجمال
كلما حاولت أن أمسك بطرف خيط صدقا أتوه
مشاهد قريبة بعيد ة جمعت فيها ذكريات طفولة عذبه
ومشاهد كأنها ماثلة للعيان والقلوب تصعد الى السماء
قرأت هنا حورا داخليا في نفس سعاد
سعاد كان يسكن روحها حلم
كانت سعاد تمتلك الارادة والوصول الى هدف في الحياة
جندته بصديقة تلازمها
لست ادري أهي حلم أم واقع
لكن في النهاية وجدت الجمال خلف السطور
وكم اتمنى على الكاتب أن يعطينا إضاءة للقصة

في انتظار عودة اديبنا القدير ياسر
لأن هذا الحرف جدير بالمتابعة
وان شاء الله لي عودة

مع التقدير



حسام الدين بهي الدين ريشو 01-21-2015 10:00 PM

هذا الشبل
من ذلك الأسد
وهى الأحلام التى تؤرقنا
نبحث عنها
ولو بقلوب مختلفة
الاصرار والتحدى
والارادة

الأستاذ الأديب الناقد / ياسر على
دمت جميلا
في فكرك
في ابداعك
في دروسك
مع تقديري

زياد القنطار 01-21-2015 11:14 PM

كما أنت لاتبرح منصتك واقفاً بقامة المربي الذي يغوص في المفردة التربوية ولاعجب .
ليس أسعد من نجاح يؤسس لنجاح .وكم هم عظماء أولئك الذين ينيرون شمعة في السبل المظلمة .والأروع هي تلك الثقة التي يعطيها تلمس النجاح وسمة التواضع التي ترافقه لتمهره لذته .قبل أن تفارق تلك الصديقة أسلمتها لطريق كانت خطوط نهايته واضحة المعالم .وعند خط النهاية حضرت بكل ما أهدت من من عزم وتصميم ,نعم كلاهما في ثوب واحد والقلوب التي تفيض بالمحبة تورق وتثمر ألاف القلوب .
خالص تقديري لك ولهذا الحرف الذي يوقد للأمل وويهدي في وعورة السبل .

ياسر علي 01-22-2015 04:12 PM

اقتباس:
[/tabletext]

كل التقدير أستاذ ياسر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 186549)
[tabletext="width:70%;background-color:white;"]

سلام الله عليكم
وقفت في حيرة أمام المشهد وهذا النص المكتنز بالجمال
كلما حاولت أن أمسك بطرف خيط صدقا أتوه
مشاهد قريبة بعيد ة جمعت فيها ذكريات طفولة عذبه
ومشاهد كأنها ماثلة للعيان والقلوب تصعد الى السماء
قرأت هنا حورا داخليا في نفس سعاد
سعاد كان يسكن روحها حلم
كانت سعاد تمتلك الارادة والوصول الى هدف في الحياة
جندته بصديقة تلازمها
لست ادري أهي حلم أم واقع
لكن في النهاية وجدت الجمال خلف السطور
وكم اتمنى على الكاتب أن يعطينا إضاءة للقصة

في انتظار عودة اديبنا القدير ياسر
لأن هذا الحرف جدير بالمتابعة
وان شاء الله لي عودة

مع التقدير



الأستاذة فاطمة جلال أحيت نصوصا كادت الذاكرة تطمسها ، لكل نص سبب وجود ، فالنص في مجمله تناول قضية المرأة ، صديقتها هي نفسها الأخرى ، هي محيطها الأنثوي الذي يعدها لحمل لقب امرأة .


ياسر علي 01-22-2015 04:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد القنطار (المشاركة 186587)
كما أنت لاتبرح منصتك واقفاً بقامة المربي الذي يغوص في المفردة التربوية ولاعجب .
ليس أسعد من نجاح يؤسس لنجاح .وكم هم عظماء أولئك الذين ينيرون شمعة في السبل المظلمة .والأروع هي تلك الثقة التي يعطيها تلمس النجاح وسمة التواضع التي ترافقه لتمهره لذته .قبل أن تفارق تلك الصديقة أسلمتها لطريق كانت خطوط نهايته واضحة المعالم .وعند خط النهاية حضرت بكل ما أهدت من من عزم وتصميم ,نعم كلاهما في ثوب واحد والقلوب التي تفيض بالمحبة تورق وتثمر ألاف القلوب .
خالص تقديري لك ولهذا الحرف الذي يوقد للأمل وويهدي في وعورة السبل .

صدقت أستاذي الفاضل ، إنها التربية من تستطيع إنضاج ثمار الحب ، وهي من تستطيع رسم قلوب صافية .

تحيتي و تقديري


ياسر علي 01-22-2015 04:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 186580)
هذا الشبل
من ذلك الأسد
وهى الأحلام التى تؤرقنا
نبحث عنها
ولو بقلوب مختلفة
الاصرار والتحدى
والارادة

الأستاذ الأديب الناقد / ياسر على
دمت جميلا
في فكرك
في ابداعك
في دروسك
مع تقديري


الإرادة هي المنطلق و الإصرار يقوي الفاعلية و التحدي الناعم هو روح المسؤولية ، و كلها تصب في صالح الفرد لعله يستطيع أن يحظى برتبة يلمس فيها ثمار الحب .

تحياتي للأستاذ حسام الدين بهي الدين ريشو .

ابو ساعده الهيومي 01-23-2015 11:47 PM

مع همس خطوات تدنو منها فلم تلتفت ،
هل هي فرحة التخرج ؟
تواصل المسير وهي تسترجع تلك الذكريات المترسبة في أعماقها .
طفت صورة طفلة في مثل سنها ترافقها إلى المدرسة ، تجلس إلى جانبها في المقعد
الذي لا يشاركها فيه أحدغيرها ،كانت الطفلة الوحيدة في فصلها .
، تغرد زميلتها الأمل في أذنيها كل يوم ، تنفخ فيها روح التحدي .
تدعوها إلى غرفة نومها ،
حين ينام أفراد أسرتها تتسلل ليلا و تفتح لها أبواب المنزل لتنعم هي أيضا بدفء أسري يقيها مخاطر التسكع ، و يمسح عن وجهها آلام
الأطعمة الطازجة .
منذ ذلك اليوم بقيت وحيدة بلا صديق ولا مؤنس ، فتجرعت آلام الوحشة و قساوة الوحدة ،(حدث هذا بعد السؤال ؟

قبل أن تركب في السيارة
الاستاذ الغالي لقد اسرني نصك فككته وجزأته وحاولت ربطه لكني عجزت وكعادتك تضل اعمالك هي ملك لك انها سرك وعقدك الفريد فكل جملة منه هي عباره عن حجر كريم

عبدالحكيم ياسين 02-13-2015 04:07 PM

طفلة فقيرة محرومة لاتستسلم لواقعها الأليم..
الظروف تجمعها بثريّة محاطة بكلّ أسباب النجاح..
فتنشأ بينهما علاقة من نوع ما..هذه العلاقة ملخّصها :
نفخ روح التحدّي في نفس فقيرة واقعها محبط..
وتكون الفقيرة للثرّية عوناً في التحصيل الدراسي
وتكون الأخرى حضناً دافئاً بما تملك ..
وذات يوم تقول الثريّة للفقيرة:من أين لك هذا؟
فيجرح هذا القول الفقيرة..وتلوذ بالوحدة والعزلة
وتعاني مراراتها وتحتمل مايجرّه الفقر من أذى..
وبعد رحلة كفاح طويلة تصل الاثنتان إلى نفس الموقع
منصّة احتفال بعرس التخرّج ..
فتقول إحداهما بلسان المقال ولسان الحال:
يستطيع المعتمد على نفسه مراكمة ثمرات كفاحه
حتّى لو كان فقيراً ليصل إلى ما يصل إليه الغني
مع بذل الجهد الصادق والصبر على المصاعب..
ويستطيع المقصّر دراسيّاً الاستفادة من الدروس والعبر
التي يستمدّها من المجدّين المجتهدين ليصل كذلك..
أرجو أن أكون قد وفقت في قراءة النصّ..
مع المحبة والتقدير..
والشكر الجزيل للجهد الذي تبذله في الإشراف
وفي متابعة النصوص ..

سعاد الأمين 02-14-2015 10:35 AM

الأخ الأديب ياسر
تحيات
نص مشبع بمفردات لغوية مائزة من عيون لغتنا الجميلة أعجبتني كثيرا
علما أن النص شابه غموض سلبي..هل تحدث الفتاة نفسها أم خيال بعيد لصديقة واقعية..وكيف تتسلل لتستدفئ..لقد عجزت عن فهم النص رغم أنى قرأته مرارا أحسه عميقا ذو رسالة أريد أن أفهمه كماتريد
شكرا لك على هذا الأبداع.. ويسعدني النص الذى يشغل تفكيري
تقديري لقلمك وحرفك المات
ع

ياسر علي 02-15-2015 01:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ساعده الهيومي (المشاركة 186648)
مع همس خطوات تدنو منها فلم تلتفت ،
هل هي فرحة التخرج ؟
تواصل المسير وهي تسترجع تلك الذكريات المترسبة في أعماقها .
طفت صورة طفلة في مثل سنها ترافقها إلى المدرسة ، تجلس إلى جانبها في المقعد
الذي لا يشاركها فيه أحدغيرها ،كانت الطفلة الوحيدة في فصلها .
، تغرد زميلتها الأمل في أذنيها كل يوم ، تنفخ فيها روح التحدي .
تدعوها إلى غرفة نومها ،
حين ينام أفراد أسرتها تتسلل ليلا و تفتح لها أبواب المنزل لتنعم هي أيضا بدفء أسري يقيها مخاطر التسكع ، و يمسح عن وجهها آلام
الأطعمة الطازجة .
منذ ذلك اليوم بقيت وحيدة بلا صديق ولا مؤنس ، فتجرعت آلام الوحشة و قساوة الوحدة ،(حدث هذا بعد السؤال ؟

قبل أن تركب في السيارة
الاستاذ الغالي لقد اسرني نصك فككته وجزأته وحاولت ربطه لكني عجزت وكعادتك تضل اعمالك هي ملك لك انها سرك وعقدك الفريد فكل جملة منه هي عباره عن حجر كريم


الأخ الفاضل أبو ساعدة الهيومي

تقديري لهذه القدرة على اقتفاء الأثر وهذا التذوق الساطع ، فمن لا يسائل النصوص و يحاول أن يضعها على المحك لن يستفيد من الأدب و لن يغني تجربته الأدبية ، سأحاول وضع صورة للنص كما رسمتها و لكم أن تشيروا إن كان الرسم موفقا أم لا .

تحياتي و احترامي

ياسر علي 02-15-2015 01:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحكيم ياسين (المشاركة 187590)
طفلة فقيرة محرومة لاتستسلم لواقعها الأليم..
الظروف تجمعها بثريّة محاطة بكلّ أسباب النجاح..
فتنشأ بينهما علاقة من نوع ما..هذه العلاقة ملخّصها :
نفخ روح التحدّي في نفس فقيرة واقعها محبط..
وتكون الفقيرة للثرّية عوناً في التحصيل الدراسي
وتكون الأخرى حضناً دافئاً بما تملك ..
وذات يوم تقول الثريّة للفقيرة:من أين لك هذا؟
فيجرح هذا القول الفقيرة..وتلوذ بالوحدة والعزلة
وتعاني مراراتها وتحتمل مايجرّه الفقر من أذى..
وبعد رحلة كفاح طويلة تصل الاثنتان إلى نفس الموقع
منصّة احتفال بعرس التخرّج ..
فتقول إحداهما بلسان المقال ولسان الحال:
يستطيع المعتمد على نفسه مراكمة ثمرات كفاحه
حتّى لو كان فقيراً ليصل إلى ما يصل إليه الغني
مع بذل الجهد الصادق والصبر على المصاعب..
ويستطيع المقصّر دراسيّاً الاستفادة من الدروس والعبر
التي يستمدّها من المجدّين المجتهدين ليصل كذلك..
أرجو أن أكون قد وفقت في قراءة النصّ..
مع المحبة والتقدير..
والشكر الجزيل للجهد الذي تبذله في الإشراف
وفي متابعة النصوص ..


قراءة موفقة للنص وعميقة جدا ، و هي ثمرة وعي بالنصوص و هي رصد لرحيق النص .

أفتخر بهذه الكوكبة المجتهدة من أعضاء المنابر ، لا حرمنا من صحبتكم الراقية .

أحلى تحياتي

ياسر علي 02-15-2015 02:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد الأمين (المشاركة 187667)
الأخ الأديب ياسر
تحيات
نص مشبع بمفردات لغوية مائزة من عيون لغتنا الجميلة أعجبتني كثيرا
علما أن النص شابه غموض سلبي..هل تحدث الفتاة نفسها أم خيال بعيد لصديقة واقعية..وكيف تتسلل لتستدفئ..لقد عجزت عن فهم النص رغم أنى قرأته مرارا أحسه عميقا ذو رسالة أريد أن أفهمه كماتريد
شكرا لك على هذا الأبداع.. ويسعدني النص الذى يشغل تفكيري
تقديري لقلمك وحرفك المات
ع

أهلا بالكاتبة المقتدرة سعاد الأمين

كل الشكر لك على هذا الحضور القيم ، حقيقة لا أميل إلى النصوص التي تتخللها الألغاز لكن أحيانا ننساق واء الفكرة و نصورها بطريقة تبدو غريبة بعض الشيء ليسا إمعانا في التعقيد لكن اظهارا للقسوة تعتري المجتمع .


ليس من عادتي أن أحلل ما أكتبه أو أظهر إلى العلن الفكرة التي بني عليها النص و كذا الضرورة التي فرضت الصورة التي ظهر عليها النص ، لأنني متيقن أنه لو كان التعبير عن الفكرة موفقا بالشكل الكافي لما احتاج الكاتب إلى تقديم إضاءات من نوع ما .

لكن إبعادا لكل غموض سأضع الفكرة و الضرورة التي جعلت النص يبدو على هذا الشكل .

ياسر علي 02-15-2015 02:52 AM

فكرة النص
انطلق النص من فرضية أن ظروف المرأة كانت قاسية ، وسادت العقلية الذكورية عبر التاريخ أو على الأقل منذ فترة تاريخية معينة . و النص ينقل معاناة المرأة منذ هذه الفترة إلى اليوم و تمكنها من أخذ استحقاقها كهوية و كفاعلة في المجتمع .

تلخيص لظاهر النص .

طفلة تلتحق بالمدرسة و هي وحيدة بين الذكور ، و لكي تتخلص من عقدة الوحشة في هذا العالم اختلقت مؤنسة تساعدها على الاندماج والفاعلية ، ثم حين استأنست بذلك العالم بدأت تطرح السؤال والسؤال العميق ، ذو الطبيعة الوجودية ، وهنا أصبحت تعي الذات والمحيط ، وهنا تخلصت من عقدتها المعتمدة على الآخر ، أي تخلصت من الوصاية ، لذلك فارقتها الصبية الخيالية ، لأنها بدأت تتعقل و تتحرر من الوهم .

ناضلت الصبية وفرضت وجودها في المدرسة " المجتمع " وصلت إلى الرشد هنا أقحمت الزواج لأنه قمة المسؤولية ، سواء بالنسبة للذكر أو الأنثى ، فهو تعبير عن الالتزام الأخلاقي ، يوم الزواج أو يوم تحظى بمسؤولية "عمل ، مركز قيادي ...." ، يجب أن تكون على قدر المسؤولية ، هنا رجعت صديقتها لماذا ، لأنها بحاجة مرة أخرى إلى مؤنس حقيقي ، من يشاركها ليس فرح التتويج ، بل من يذكرها أن النضال مستمر ، وهو نضال ناعم ، وليس قاسيا ، فرغم أن الالتزام هو نوع من الوصاية ، لكن لا يجب أن يكون هناك تمرد غير مبرر ، طبعا المرأة لا تزال تعاني من مشكلة التمييز ، و لا يزال يمارس عليها بعض وصاية ، لذلك قلت أن الشبل من الأسد ، لكن في نفس الوقت ، فالمرأة إن فرضت وجودها ، فبجهدها و كفاءتها و ليس لأنها ثورية الطبع ، فهي ليست مدمرة " و لا يجب أن تنطلق من عقيدة التدمير " تدمير الأسرة المجتمع لتحقق وجودها ، فالوجود مرتبط بمسؤولية ، لذلك فهي رمز للجمال للحب للاحتفال للقلوب المنتشرة في الفضاء .

ازدواجية الشخصية في النص .

النص يطرح ازدواجية الشخصية في النص كحال و كواقع معيش ، فأحيانا نقول ، عقل يدفعني للإقدام وعقل يوصيني بالتمهل ... و أحيانا نكون في الطبيعة و نستمتع بجمالها و عقلنا يسافر إلى موضع معين أو يفكر في عالم آخر ....

النص في المجمل

رمزية الطفولة : هي القصور و عدم القدرة على العيش إلا تحت وصاية ، فرويد يقول الطفولة سلبية بكاملها ، لكنها في ذات الوقت تمثل البراءة التي لا تنفصل كثيرا عن البدائية . و هو واقع المرأة في فترة من الفترات .

رمزية المدرسة : المدرسة هي المجتمع ، فصل ذكوري ، يعني بالضروري مجتمع ذكوري .

رمزية الطفلة المتخيلة : هي ما راكمته الأنثى عبر تاريخها من تجارب و طموحات .

رمزية الفقر في النص و التسكع : هو ما تعيشه المرأة من فقر مادي " أي الأثر المادي لها في المجتمع في فترات معينة " و التسكع هو بمثابة ضياع آمالها و طموحاتها .

رمزية الجنون في النص : الجنون في النص هو تلك الخطوة الحرة التي تخترق مجال الطابو ، أو المجال المسيج الذي لا يجب التقرب منه ، حفاظا على تركيبة المجتمع وفق أعراف معينة .

تقديري .

سعاد الأمين 02-16-2015 05:02 PM

رائع....... ما أجمل قلمك وحرفك أنت مبدع حقيقي أخي ياسر شكرا لك


الساعة الآن 07:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team