منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10348)

ايوب صابر 12-08-2012 02:33 PM

اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
- هناك من يطرح بأن الظروف البيئية قبل ملايين السنين كانت في لحظة معينة مناسبة لنشأة الخلية الاولى، وتكاثرت هذه الخلية لاحقا لتشكل كل الانواع المعروفة.

حتى ان بعض العلماء يحاولون من خلال محاكاة تلك الظروف والتي تتمثل بشكل رئيس من تفريغ حيز من الاوكسجين، يحاولون تنشئة خلية اولى معتمدين في بحوثهم العلمية على ما جاء من طروحات في نظرية النشوء وما تبعها من ابحاث بالخصوص؟

- والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو هل تطور الانسان واصبح على صورته الحالية قادرا على التفكير والكلام عبر الزمن؟

- وهل الانسان فصيلة متطورة من القرود مثلا؟

- هل فعلا أن اصل الانسان قرد؟؟؟؟

محمد جاد الزغبي 12-08-2012 11:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحقيقة أننى أعجز هنا عن التعليق الهادئ !
فلو أن الأمر لا يعدو كونه فكرة خاطئة عن نظرية خاطئة لم يسمع كثيرون بسقوطها لكان هذا جائزا ..
لكن يا أخ أيوب ..
هل يمكن اعتبار تساؤلك وفتحك للنقاش حول نظرية التطور نابع من أنها نظرية تستحق المناقشة أو إقامة الدليل على صحتها أو بطلانها ..
أين أنت من الإبطال الإلهى لهذه النظرية العقيمة التى أخرت علم البيولوجيا لمائة عام بعد أن قادتهم فى طريق شائك طيلة هذه الفترة , على حد تعبير د. مصطفي محمود
وأسأل وكلى حيرة
أين نحن من القرآن الكريم ككتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وهل نعتبر القرآن وحيا بالفعل أم لا ؟!
فإذا نسف القرآن هذه النظرية نسفا وهو يثبت خلق آدم على صورته البشرية كأب لكافة البشر فهل هناك داع بعد ذلك للمناقشة ؟!
اقتباس:

حتى ان بعض العلماء يحاولون من خلال محاكاة تلك الظروف والتي تتمثل بشكل رئيس من تفريغ حيز من الاوكسجين، يحاولون تنشئة خلية اولى معتمدين في بحوثهم العلمية على ما جاء من طروحات في نظرية النشوء وما تبعها من ابحاث بالخصوص؟

ما شاء الله !
وماذا تنتظر من تلك التجربة يا أيوب !
هل سيتخلق من الخلايا الحية كائن حى يتدرج فى التطور حتى يصل للإنسان الكامل كما تقول الداروينية !

والمشكلة الحقيقية ليست فقط فى طرح تلك النظرية بتناقضاتها مع ثوابت الدين للنقاش ..
بل المعضلة أن تلك النظرية سقطت حتى فى الغرب وعلى نحو علمى تماما وأصبحت تاريخا علميا ليس إلا !
فلماذا نبعث هذه النظرية المقبورة بكل ما تحمله من تشكيكات بالعقائد ونطرحها لنقاش جديد متجاهلين النتيجة المحسومة لسؤال النقاش الفعلى !
الله المستعان

هند طاهر 12-16-2012 01:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي (المشاركة 133986)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحقيقة أننى أعجز هنا عن التعليق الهادئ !
فلو أن الأمر لا يعدو كونه فكرة خاطئة عن نظرية خاطئة لم يسمع كثيرون بسقوطها لكان هذا جائزا ..
لكن يا أخ أيوب ..
هل يمكن اعتبار تساؤلك وفتحك للنقاش حول نظرية التطور نابع من أنها نظرية تستحق المناقشة أو إقامة الدليل على صحتها أو بطلانها ..
أين أنت من الإبطال الإلهى لهذه النظرية العقيمة التى أخرت علم البيولوجيا لمائة عام بعد أن قادتهم فى طريق شائك طيلة هذه الفترة , على حد تعبير د. مصطفي محمود
وأسأل وكلى حيرة
أين نحن من القرآن الكريم ككتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وهل نعتبر القرآن وحيا بالفعل أم لا ؟!
فإذا نسف القرآن هذه النظرية نسفا وهو يثبت خلق آدم على صورته البشرية كأب لكافة البشر فهل هناك داع بعد ذلك للمناقشة ؟!

ما شاء الله !
وماذا تنتظر من تلك التجربة يا أيوب !
هل سيتخلق من الخلايا الحية كائن حى يتدرج فى التطور حتى يصل للإنسان الكامل كما تقول الداروينية !

والمشكلة الحقيقية ليست فقط فى طرح تلك النظرية بتناقضاتها مع ثوابت الدين للنقاش ..
بل المعضلة أن تلك النظرية سقطت حتى فى الغرب وعلى نحو علمى تماما وأصبحت تاريخا علميا ليس إلا !
فلماذا نبعث هذه النظرية المقبورة بكل ما تحمله من تشكيكات بالعقائد ونطرحها لنقاش جديد متجاهلين النتيجة المحسومة لسؤال النقاش الفعلى !
الله المستعان

مع موافقتي على ما تقدم به استاذنا الفاضل الاخ محمد الزغبي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ﴿وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ. ثُمّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مّآءٍ مّهِينٍ﴾ السجدة 7و8, وقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ﴾ المرسلات 20،

هند طاهر 12-16-2012 01:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ
  2. وَطُورِ سِينِينَ
  3. وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ
  4. لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
  5. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
  6. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
  7. فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ
  8. أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ

ايوب صابر 01-27-2013 04:31 PM

هذا الفلم الوثائقي يلخص على ما يبدو نظرية من يأخذ بأن اصل الانسان قرد.

دعونا نشاهده ثم نعود للنقاش حول الموضوع.

طبعا بعض النظر عن الموقف الشخصي من الطرح، لا يمكننا تجاهل التراث المتراكم والذي يعتمد على البحث وتقديم الادلة العلمية والذي يربط بين الانسان واصله القرد بحيث لا يمكن تجاهله :

http://www.youtube.com/watch?v=E7edDouqTNs

ياسر علي 01-28-2013 01:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وإني لأجدك تستفز فينا التفكير أستاذ أيوب ،
نظرية التطور ربما من حيث التعميم خاطئة ككل النظريات الإنسانية .
لكن الجزء المتعلق فيها بالتكيف يجد في العلوم كل السند ولعل تطور فيروس الزكام واتخاده أشكالا أخرى ومناعة أقوى تحول دون تمكن الجسم من ابتكار مناعة مضادة رغم توالي اصابته بالزكام لخير دليل على تطور الفيروسات .
أضف الى ذلك تكيف تظام الأسنان عند الحيوانات مع النظام الغذائي .
فقط تعميم النظرية من التحول من جنس الى جنس من نوع الى آخر فيه غلو وتحميل للنظرية أكثر مما تحتمل وهنا سقطة الدروينية .
هكذا وقع لمعظم النظريات حين يتم إكراهها على التعميم فتصبح سهلة الضحد
معذرة لم أشاهد الفيديو
ولكن أعجبني أسلوبك في تناول الموضوع وأنا عارف أنك تعرف الجواب عن استفسارك وما تقصد إلا التنوير.

ايوب صابر 01-28-2013 02:32 PM

The road to renewal

After centuries of stagnation science is making a comeback in the Islamic world

Jan 26th 2013



http://media.economist.com/sites/def...6_ird001_0.jpg

THE sleep has been long and deep. In 2005 Harvard University produced more scientific papers than 17 Arabic-speaking countries combined. The world’s 1.6 billion Muslims have produced only two Nobel laureates in chemistry and physics. Both moved to the West: the only living one, the chemist Ahmed Hassan Zewail, is at the California Institute of Technology. By contrast Jews, outnumbered 100 to one by Muslims, have won 79. The 57 countries in the Organisation of the Islamic Conference spend a puny 0.81% of GDP on research and development, about a third of the world average. America, which has the world’s biggest science budget, spends 2.9%; Israel lavishes 4.4%.
Many blame Islam’s supposed innate hostility to science. Some universities seem keener on prayer than study. Quaid-i-Azam University in Islamabad, for example, has three mosques on campus, with a fourth planned, but no bookshop. Rote learning rather than critical thinking is the hallmark of higher education in many countries. The Saudi government supports books for Islamic schools such as “The Unchallengeable Miracles of the Qur’an: The Facts That Can’t Be Denied By Science” suggesting an inherent conflict between belief and reason.
In this section
Many universities are timid about courses that touch even tangentially on politics or look at religion from a non-devotional standpoint. Pervez Hoodbhoy, a renowned Pakistani nuclear scientist, introduced a course on science and world affairs, including Islam’s relationship with science, at the Lahore University of Management Sciences, one of the country’s most progressive universities. Students were keen, but Mr Hoodbhoy’s contract was not renewed when it ran out in December; for no proper reason, he says. (The university insists that the decision had nothing to do with the course content.)
But look more closely and two things are clear. A Muslim scientific awakening is under way. And the roots of scientific backwardness lie not with religious leaders, but with secular rulers, who are as stingy with cash as they are lavish with controls over independent thought.
The long view
The caricature of Islam’s endemic backwardness is easily dispelled. Between the eighth and the 13th centuries, while Europe stumbled through the dark ages, science thrived in Muslim lands. The Abbasid caliphs showered money on learning. The 11th century “Canon of Medicine” by Avicenna (pictured, with modern equipment he would have relished) was a standard medical text in Europe for hundreds of years. In the ninth century Muhammad al-Khwarizmi laid down the principles of algebra, a word derived from the name of his book, “Kitab al-Jabr”. Al-Hasan Ibn al-Haytham transformed the study of light and optics. Abu Raihan al-Biruni, a Persian, calculated the earth’s circumference to within 1%. And Muslim scholars did much to preserve the intellectual heritage of ancient Greece; centuries later it helped spark Europe’s scientific revolution.
Not only were science and Islam compatible, but religion could even spur scientific innovation. Accurately calculating the beginning of Ramadan (determined by the sighting of the new moon) motivated astronomers. The Hadith (the sayings of Muhammad) exhort believers to seek knowledge, “even as far as China”.
These scholars’ achievements are increasingly celebrated. Tens of thousands flocked to “1001 Inventions”, a touring exhibition about the golden age of Islamic science, in the Qatari capital, Doha, in the autumn. More importantly, however, rulers are realising the economic value of scientific research and have started to splurge accordingly. Saudi Arabia’s King Abdullah University of Science and Technology, which opened in 2009, has a $20 billion endowment that even rich American universities would envy.
Foreigners are already on their way there. Jean Fréchet, who heads research, is a French chemist tipped to win a Nobel prize. The Saudi newcomer boasts research collaborations with the universities of Oxford and Cambridge, and with Imperial College, London. The rulers of neighbouring Qatar are bumping up research spending from 0.8% to a planned 2.8% of GDP: depending on growth, that could reach $5 billion a year. Research spending in Turkey increased by over 10% each year between 2005 and 2010, by which year its cash outlays were twice Norway’s.
The tide of money is bearing a fleet of results. In the 2000 to 2009 period Turkey’s output of scientific papers rose from barely 5,000 to 22,000; with less cash, Iran’s went up 1,300, to nearly 15,000. Quantity does not imply quality, but the papers are getting better, too. Scientific journals, and not just the few based in the Islamic world, are citing these papers more frequently. A study in 2011 by Thomson Reuters, an information firm, shows that in the early 1990s other publishers cited scientific papers from Egypt, Iran, Jordan, Saudi Arabia and Turkey (the most prolific Muslim countries) four times less often than the global average. By 2009 it was only half as often. In the category of best-regarded mathematics papers, Iran now performs well above average, with 1.7% of its papers among the most-cited 1%, with Egypt and Saudi Arabia also doing well. Turkey scores highly on engineering.
Science and technology-related subjects, with their clear practical benefits, do best. Engineering dominates, with agricultural sciences not far behind. Medicine and chemistry are also popular. Value for money matters. Fazeel Mehmood Khan, who recently returned to Pakistan after doing a PhD in Germany on astrophysics and now works at the Government College University in Lahore, was told by his university’s vice-chancellor to stop chasing wild ideas (black holes, in his case) and do something useful.
Science is even crossing the region’s deepest divide. In 2000 SESAME, an international physics laboratory with the Middle East’s first particle accelerator, was set up in Jordan. It is modelled on CERN, Europe’s particle-physics laboratory, which was created to bring together scientists from wartime foes. At SESAME Israeli boffins work with colleagues from places such as Iran and the Palestinian territories.
By the book
Science of the kind practised at SESAME throws up few challenges to Muslim doctrine (and in many cases is so abstruse that religious censors would struggle to understand it). But biology—especially with an evolutionary angle—is different. Many Muslims are troubled by the notion that humans share a common ancestor with apes. Research published in 2008 by Salman Hameed of Hampshire College in Massachusetts, a Pakistani astronomer who now studies Muslim attitudes to science, found that fewer than 20% in Indonesia, Malaysia or Pakistan believed in Darwin’s theories. In Egypt it was just 8%.
Yasir Qadhi, an American chemical engineer turned cleric (who has studied in both the United States and Saudi Arabia), wrestled with this issue at a London conference on Islam and evolution this month. He had no objection to applying evolutionary theory to other lifeforms. But he insisted that Adam and Eve did not have parents and did not evolve from other species. Any alternative argument is “scripturally indefensible,” he said. Some, especially in the diaspora, conflate human evolution with atheism: rejecting it becomes a defining part of being a Muslim. (Some Christians take a similar approach to the Bible.)
Though such disbelief may be couched in religious terms, culture and politics play a bigger role, says Mr Hameed. Poor school education in many countries leaves minds open to misapprehension. A growing Islamic creationist movement is at work too. A controversial Turkish preacher who goes by the name of Harun Yahya is in the forefront. His website spews pamphlets and books decrying Darwin. Unlike his American counterparts, however, he concedes that the universe is billions of years old (not 6,000 years).
But the barrier is not insuperable. Plenty of Muslim biologists have managed to reconcile their faith and their work. Fatimah Jackson, a biological anthropologist who converted to Islam, quotes Theodosius Dobzhansky, one of the founders of genetics, saying that “nothing in biology makes sense except in the light of evolution”. Science describes how things change; Islam, in a larger sense, explains why, she says.
Others take a similar line. “The Koran is not a science textbook,” says Rana Dajani, a Jordanian molecular biologist. “It provides people with guidelines as to how they should live their lives.” Interpretations of it, she argues, can evolve with new scientific discoveries. Koranic verses about the creation of man, for example, can now be read as providing support for evolution.
Other parts of the life sciences, often tricky for Christians, have proved unproblematic for Muslims. In America researchers wanting to use embryonic stem cells (which, as their name suggests, must be taken from human embryos, usually spares left over from fertility treatments) have had to battle pro-life Christian conservatives and a federal ban on funding for their field. But according to Islam, the soul does not enter the fetus until between 40 and 120 days after conception—so scientists at the Royan Institute in Iran are able to carry out stem-cell research without attracting censure.
But the kind of freedom that science demands is still rare in the Muslim world. With the rise of political Islam, including dogmatic Salafists who espouse a radical version of Islam, in such important countries as Egypt, some fear that it could be eroded further still. Others, however, remain hopeful. Muhammad Morsi, Egypt’s president, is a former professor of engineering at Zagazig University, near Cairo. He has a PhD in materials science from the University of Southern California (his dissertation was entitled “High-Temperature Electrical Conductivity and Defect Structure of Donor-Doped Al2O{-3}”). He has promised that his government will spend more on research.
Released from the restrictive control of the former regimes, scientists in Arab countries see a chance for progress. Scientists in Tunisia say they are already seeing promising reforms in the way university posts are filled. People are being elected, rather than appointed by the regime. The political storms shaking the Middle East could promote not only democracy, but revive scientific freethinking, too.

سهى العلي 01-28-2013 04:58 PM

السيد الفاضل ايوب



هههههههه

معذرة بس ضحكني السؤال...


دخلت في مناقشات عديدة مع ملحدون

كنت أضحك كثيراً .. يخرب بيتهم شو كوميديين وخيالهم واسع..


نحن وصلنا للسماء السابعة

وهم بعدهم في المجموعة الشمسية...




والمشكلة نحن لا نعطي قيمة لعقولنا

هم بقولو يميين . نحن منقول يميين
هم بقولو شمال .. نحن منقول شمال..


لما قالو أن الكون لا بداية له ولا نهاية

قلنا مزبوط..

مع أن القرآن اللي عمره 1434 سنة
قال أن الكون له بداية وله نهاية...

طبعاً هالشي ما منشوفو.. ناطرينهم يكتشفو عننا ( كسولين)

عادوا وغيروا رايهم أن الكون له بداية وله نهاية

قلنا مزبووط


ههههه

وطلعولي أن الانسان اصلو فارة

بعدين اصله تفاحة

وبعدين اصله صرصور

وبعدين اصله قرد.....

هههههههه استغقر الله ..

والله العقل زينة



معذرة لم أدخل بهدف المناقشة
لأن الموضوع اصلاً ما بجوز فيه النقاش
لأن الجاهل بيعرف الجواب

فأكيد عيب علينا نناقش هيك موضوع.





مشعل بن عبدالله 02-04-2013 01:36 PM

الفاضل ايوب
أعجبني كثيرا موضوعك..أنا شخصياً معجب بنظرية داروين وأعتقد أن فيها الكثير من الصحة..باستثناء مايخالف العقل والمنطق وهو الزعم بنشأة الحياة ذاتياً دون مدبر حكيم وخالق عظيم ..لي عوده انشاء الله

نصري عاهد 02-11-2013 05:08 PM

سهى العليcenter][sizey]السيد الفاضل ايوب[/color][/size]



هههههههه

معذرة بس ضحكني السؤال...

هههههههههه

ايوب صابر 03-17-2013 10:48 PM

هناك خبر منشور في الاعلام اليوم يقول ان الحياة بدأت في قعر المحيطات؟
فهل المقصود في ذلك الحياة بكافة اشكالها ؟
ام انها تضم كل شيء ما عدا الانسان؟
وهل يعزز ذلك الاحتمال بأن اصل الانسان قرد فعلا كما يقول انصار نظرية النشوء؟

احمد ابراهيم 04-05-2013 11:35 AM

الأخ الفاضل ايوب و الأخوة و الأخوات المتداخلين تحيات زاكيات ، سعادتى لا توصف بانضمامى و سماحكم لى بالمشاركة فى إثراء الحوار ، أرجو ان أكون أهلا لها .

لقد أحسن الأخ ايوب بإثارته لهذه القضية . فنظرية التطور أصبحت الآن علم يدرس و يتم الإفادة منه فى كافة مجالات العلوم التطبيقية و النظرية و الفلسفية .

ظهرت نظريات التطور الكونى اللاعضوى قبل ظهور نظريات التطور العضوى الحيوي . ذكر لابلاس ان الشمس كانت كره من الغاز الملتهب انفصلت أجزاء منها بفعل قوة الطرد المركزي فشكلت الكواكب و الأقمار .

تقول نظرية الثبات و روادها هويل و بوندى ان الكون فى حالة اتساع ، و تمدد، وخلق مادة جديدة ، كما يهدف لجعل كثافة المادة فى الكون فى حالة ثبات ، لذا فان مجرات عديدة تتكون كل يوم كما تنفذ طاقة نجوم قديمه ليستمر هذا الثبات للكثافة الكونية .

أما نظرية الانفجار العظيم فإنها تفترض ان الكون نشأ قبل عشرة إلى خمسة عشر بليون سنة ، وان البداية كانت انفجار كبير بلغت حرارته بليون درجة مئويه ، وان مركز الانفجار ظل ملتهبا و تكونت منه الشمس إلا ان الأطراف بردت و تكونت من ذلك الكواكب و الأقمار .

يعتبر دارون رغم انه مسبوق بآخرين ، المكتشف الحقيقى للتطور البيولوجي الذى يعتبر التطور الوسيط فى ثلاثى التطور ( الكونى، البيولوجي ، الإنساني ) لثبات نظريته فى وجه الزمن .
الفرضية الأساسية فى هذه النظرية هى ان التطور يحدث بشكل رئيسى من استجابة النوع البيولوجي لتحديات بيئته .
لقد تصور دارون ان الاصطفاء " الاختيار " الطبيعى هو ألطريقه التى تستجيب بها الكائنات الحية لتحديات البيئة ، لكن الفهم الجديد الناتج عن علم البيولوجي يقرر ان المادة الخام للتطور فى الجينات المغايرة التى تنتج عن الطفرات الوراثية ، يشبه البعض الاختيار الطبيعى بالمنخل لانه يحجز الطفرات القليلة المفيدة و يدع الضارة المثيرة تمر.

السؤال الذى يطرح نفسه:
- هل التطورات الكونية و البيولوجية و الإنسانية صيرورات منفصلة أم أنها أجزاء أو مراحل لتطور كونى واحد؟

يقدر العلماء عمر الأرض بحوالي بليونى سنة أو أكثر . لقد نشأت الحياة اول مره فى ظروف بيئية مختلفة عن تلك القائمة الآن . تكون الغلاف الجوى عندما بردت الأرض برودا يكفى لتكثف بخار الماء و تكوين المحيطات من غازات مثل الميثان و الهيدروجين و الأمونيا و ثانى أكسيد الكربون مع كميات اقل من النيتروجين .
تمت دراسة التفاعلات التى يمكن حدوثها فى مثل هذه الخلائط دراسة واسعة فى المختبرات ، دلت على احتمال تكوين الفورمالدهيد و حامض الخليك و السكسنك و حوالى عشرة أحماض أمينية .
هذه ومواد أخرى اشد تعقيدا و لا يتم تكوينها أساسا الآن إلا فى الكائنات الحية . نشأت و تراكمت فى محلول مياه المحيطات الخالية تماماً من الحياة جاعلة منها نوع من " حساء " المركبات العضوية .
يرى العلماء ان هذه المكونات الصغيرة تجمعت فى جزيئات كبيرة تستطيع استنساخ ذاتها ، على ان الاستنساخ الذاتي وحده لا يعتبر دليلا على ان النسق الذى قام به حيا ، لكنه مع ذلك يعتبر من الشروط الضرورية للحياة .
فتطور هذا النسق يمكن ان يتوقف بسبب إنهاك البيئة أو حدوث تغييرات تقلل من كفاءته " الانقراض" . و يمكن لو ظهرت انساق الاستنساخ الذاتي مرارا ، يكون معظمها قد ضاع دون ان يترك خلفا .

الذى يهم هو ان نسقا واحدا على الأقل قد بقى و " ورث الأرض " بان اصبح نقطة بدء التطور البيولوجي .

يتواصل

احمد ابراهيم 04-12-2013 05:38 AM

تابع،،،

بينما تأرخ ظهور الحياة حدثا ضاربا فى القدم ، نجد ان ظهور الإنسان أمرا حديثاً. عاش فى شرق و وسط أفريقيا خلال عصر البلايستوسين قبل مليون إلى مليونى عام نوعا من الأسترالبيتكوس " الإنسان القردى الجنوبى". و هو جنس بشرى " هومنيد" من عائلة الإنسان ... و قد عاشت فى وقت لاحق فى البلايستوسين الأوسط عدة سلالات من الجنس هومواراكتوس " الإنسان منتصب القامة" ، المتفق على انه سلف الإنسان الحديث، الإنسان العاقل "هوم سابينز " .

وجدت أيضاً بقايا الإنسان منتصب القامة فى جاوة و الصين و أفريقيا و ربما أوروبا أيضاً.

و قد عاشت فى عصر الثلج الأخير قبل حوالى مائة ألف سنة تقريبا ، فصائل إنسان نياندرثال الذى ينتمى إلى نوع الهوموسابينز ، و احتل المساحة الممتدة من غرب أوروبا إلى تركستان و العراق و فلسطين.

يعد الكائن منتصب القامة الذى وجد فى الصين اول من استخدم النار ، كما دفن النياندرثاليون موتاهم .

و لما كان بروز الإنسان من الحيوان أمرا عظيما، فقد رأى بعض العلماء فيه تدخلا إلهيا، ذكر والاس الذى شارك دارون فى اكتشاف دور الاصطفاء الطبيعى فى التطور ، ان عقل الإنسان بثته قوى غيبية .

يقول برونر 1952 " يتميز الهيومانوم .. الإنسان .. بشئ ما تفتقده الحيوانات الأخرى تماماً، فهو يعبر عن نفسه ذاتيا بالروح و موضوعيا بخلق الثقافة .. انه بعد لا وجود له فى البيولوجيا، قانون المعايير ، القدرة على إدراك المعنى و الحرية و المسؤولية .

إذا تجاوزنا التطور البيولوجي فان التطور الفكرى يثير تساؤلات أكثر تعقيدا .

لاحظ العلماء ان الإنسان حيوان منتصب القامة ، يسير على قدمين ، و دماغه كبير إذا ما قيس بنسبة جسده، كما انه قادر على اللعب و على التفكير المجرد ، وعلى الضحك و تأليف الرموز و استخدامها، و تعلم اللغة، و التمييز بين الخير و الشر، و الشعور بالتقديس و التقوى .

كيف و متى نشأت هذه القدرات، هل أثناء انحداره من أسلافه الحيوانيين؟

لقد تجاوز التطور البيولوجي نفسه فى الثورة الإنسانية التى برز بها الهيومانوم " الإنسان العاقل" ، لكن كان هذا محل جدل ، فالذين يرون وجود فجوة لا تسد بين الهيومانوم و حالة ما قبل الإنسانية، يرتابون حتى فى وجود البداءات التى يمكن ان ينشأ منها الهيومانوم فى الحيوان ..

الذى يفوت عل هؤلاء الذين يعتقدون فى وجود الفجوات التى لا يمكن عبورها ، هو ان الجدة النوعية للحالة الإنسانية ، هى جدة النمط و ليست جدة مكوناته .

لذا فان التجاوز لا يعنى ان قوة أو طاقة جديدة هبطت من لا مكان، إنما يعنى ان شكلا جديدا من الوحدة و الانسجام قد برز للوجود.

تحدثت المسيحية عن ان الخلق تم فى ستة أيام ، و فى هذا إشارة إلى التطور ، لكنها إشارة بعيدة لا تضاهي ما قررته من الخلق المباشر " انظر سفر التكوين" .

لم يكتف الكتاب المقدس بعدم ذكر التطور ، بل ذكر تواريخ و اعمار للأنبياء يفهم منها ان بداية خلق الإنسان كانت قريبة . مع انه ليس هنالك تحديد للوقت الذى بدا فيه خلق الإنسان أو خلق ادم أبو البشر ، إلا انه قياسا للأحداث المفصلة فى العهد القديم ، و بعض التواريخ و اعمار الأنبياء ، يمكن تجميع هذه المعلومات لتقدير وقت بدء الإنسان . إلا ان هذه التقديرات أدت إلى اختلاف فى التفسير .

أخذت نظرية التفسير الحرفى من بعض التواريخ التى تم تحديدها فى حاشية بعض ترجمات الكتاب المقدس ، أخذت هذه النظرية التواريخ المذكورة لمولد و ممات الآباء كما هى بالإضافة للفارق الزمني بين مولد كل واحد من الآباء و مولد الذى يليه ، مجموعا إلى عمر سيدنا ادم عند مولد شيث ، يكون المجموع الكلى 1656 عاما من الخليقة إلى الطوفان ، 290 عاما من الطوفان إلى مولد سيدنا ابراهيم علي السلام ، بناء على ما جاء فى التوراة العبرية .

أما التقديرات التى جاءت فى الجدول الزمني لدائرة معارف الكتاب المقدس ، فان سيدنا ادم قد خلق عام 3901 ق.م ، و نوح قد ولد عام 2845 ق.م ... و ابراهيم عام 1955 ق.م .... و يعقوب عام 1795 ق.م ..... و يوسف عام 1704 ق.م .... و موسى عام 1528 ق.م .... و داؤود عام 1041 ق.م ... فإذا كان ادم الذى ورد فى الكتاب المقدس هو اول إنسان ، فان علماء الكتاب المقدس انفسهم يشعرون بالمفارقة فى هذه التواريخ ، لانه بناء على أكثر التقديرات البيولوجية و الأنثروبولوجية تحفظا ، لا تتسع للحقائق المعروفة عن عمر الأرض و لا عن عمر الإنسان على الأرض .

و من الملاحظات المثيرة على الطريقة الحرفية فى حساب الأزمنة ، أنها تجعل نوح يعيش إلى ان بلغ سيدنا ابراهيم سن السبعين ، كما تمد عمر سام حتى تجعله معاصرا ليعقوب .

هنالك بعض أوجه الشبه بين بدء الخليقة فى المسيحية و الإسلام ، تبقى بعض الفروق سببها اختلاف الزمن و تتطور العقل البشرى ، مما جعل رسالة الإسلام أكثر منطقية و دقة فى التعبير .

من تلك الفروق ان المسيحية اعتبرت قصتها جزء من الكتاب المقدس بينما اعتبرها الإسلام شروح للكتاب ، و آراء تقبل الجدل .

لقد اتفقت المسيحية و الإسلام على ان الخلق تم فى ستة أيام ، و ذكر العهد القديم ان الله استراح من عمله فى اليوم السابع !! . أما فى القران فقد قال تعالى ( و لقد خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما فى ستة أيام و ما مسنا من لغوب) ، اى لم يصبنا تعب ، و هو تصور لله أرقى من تصور التوراة الذى جعله تعالى يتعب من العمل كما يتعب أحدنا ، و يحتاج للراحة!!.

أيضاً من تميز الإسلام انه ذكر التطور بالنص ، فقال تعالى ( و مالكم لا ترجون لله وقارا * و قد خلقكم أطوارا ) .

هذا مجملا موقف المسيحية من التطور . فما موقف الإسلام ...؟

يتواصل...

احمد ابراهيم 04-12-2013 05:57 AM

الأخ ايوب تحياتي . لا أدرى لماذا يظهر النص من غير الباراغراف بعد إرساله ، مما يجعله يبدو ككتلة صماء لا تعين القارئ على الاسترسال و السلاسة عند القراءة

ايوب صابر 04-12-2013 01:50 PM

الاستاذ احمد ابراهيم
مرحبا بك،

اولا لا بد ان اشكرك استاذ احمد على هذه المعلومات القيمة فهي تشير بأنك دارس لتاريخ العالم والانسانية، ومتبحر في علوم الانثروبيولجي وغيرها من العلوم.

لا يوجد مشكلة في الصندوق الماسي عندي وربما ان المشكلة موجودة في جهاز الكمبيوتر لديك، على كل حال سوف يتم اعلام القسم الفني للتأكد بأن المشكلة ليست من الموقع.

طبعا يمكنك الاستمرار في ادراج المواضيع وسوف اقوم على اعادة ضبطها لحين حل المشكلة.

شكرا لك.

طبعا قرأت ما طرحته بتمعن ولدي سؤال في الواقع...

- هل هناك في التراث العلمي ما يشير ويؤكد وبما لا يدع مجال للشك ان الانسان قد وجد في زمن اقدم من الزمن المذكور في الكتاب المقدس كما ذكرت سابقا؟

( أما التقديرات التى جاءت فى الجدول الزمني لدائرة معارف الكتاب المقدس ، فان سيدنا ادم قد خلق عام 3901 ق.م).

اي هل هناك ما يشير الى ان الانسان وجد على الارض قبل 4000 سنة قبل الميلاد؟ وما هي المدة الزمنية التي يعتبرها العلماء لا شك فيها عن تواجد الانسان؟

احمد ابراهيم 04-13-2013 10:40 AM

الأخ ايوب ، شكرًا على المرور و التعليق .

الإجابة نعم و بدون أدنى شك.

فالإنسان قد ظهر قبل حوالى مليونى عام ، و فى تقديرات أحدث من ذلك ؟ ورد انه ظهر قبل ستة ملايين سنة ، هذا الإنسان البدائي الذى اكتشف النار ، و عاش فى الكهوف سبق ادم أبو البشر بزمن طويل ... و قد جاء ادم أبو البشر عالما و نبيا ، و صاحب رسالة لذريته من بعده .

و إذا تجاوز تقدير وقته ما ورد فى الكتاب المقدس ، و هو حوالى ستة آلاف سنة ، فانه لن يتجاوز ذلك بكثير ... و لعل ما أدى لهذا اللبس حتى فى تفسير الأديان ، هو ان هناك الإنسان الأول ، الذى خلق كاملا أو يكاد فى الملكوت ، و هو أبو الخليقة كلها ، لانه حين رد إلى اسفل سافلين ، برزت عنه جميع الخلائق بالتطور ...

و هذا لم يكن ادم أبو البشر الحاضرين ، و إنما ادم مرحلة متقدمه منه ، فى طريق الرجعى ... و الرجعى أنما تكون إلى الله .. ( و ان إلى ربك الرجعى ) .. حيث سقط الإنسان من مستوى الكمال ، و هذا ما يجعل التطور يطرد و لا يقف حتى فى مستوى البشر الحاضرين .

احمد ابراهيم 04-13-2013 10:55 AM

فى قمة الملكوت برز الإنسان فى أكمل صورة ، و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ) .. اى فى اقرب صورة للكمال ، لكنه رد إلى اسفل عالم الملك ، و عن ذلك قال تعالى ( ثم رددناه اسفل سافلين ) ... و لقد ذكر بعض المفسرين ، ان اسفل سافلين هى قاع الأرض السابعة ...

و لكنها تعنى أحقر صور المادة ، و هى ذرة غاز الهيدروجين ، فإنها هى التى أحدثت الانفجار الذرى الذى ظهرت به الأكوان . و لقد كان مركز الانفجار ملتهبا ، ثم أخذ هذا الغاز يتكاثف ، و يتراكم ، مكونا بذلك بلايين المجرات التى تحوى كل مجرة منها بلايين الشموس ، هذه الذرة البدائية الأولية ، التى بتفتتها ، ثم بتجمعها و تكاثفها ، كونت العوالم المرئية و غير المرئية .. و هى لا تزال تتفتت و تتناثر ، و تنشأ منها النجوم ، و ترسل فى الكون الضياء ...

فان درارى السماء تتناسل كما تتناسل ذرارى الأرض ، و يتسع الفضاء لنسلها ، كما تتسع الأرض لنسل أحيائها .. و استمرار تفتت هذه الذرة البدائية يعلل الملاحظة التى توصل إليها الفلكيون المعاصرون ، و هى ان الكون لا يزال يتسع إلى اليوم و تتباعد نجومه .

احمد ابراهيم 04-13-2013 11:19 AM

داخل هذا النطاق المضروب حولنا ، يوجد عالمنا الصغير ، الذى نسميه النظام الشمسي ... ( أو لم ير الذين كفروا ان السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيئ حى ) ...

لقد اجمع الفلكيون فى الوقت الحاضر ، ان الأسرة الشمسية من الكواكب السيارة ، كانت جميعها كتلة واحدة فى الشمس ، ثم حصل ان نسلت عنها ، و أخذت مداراتها حولها ، و بردت على أقدار متفاوتة ، و فقدت نورها ، أو القدر الذى كانت تملكه عندما كانت جزءا من أمها الشمس ، و اصبح لا نور لها إلا ما تعكسه على صفحتها من نور الشمس ...

حصل هذا قبل حوالى خمسة بلايين سنة ، و من حينها أخذت تبرد ، و تتهيأ للحياة ، ببروز تربتها ، و مياهها ، و مناخها الذى يغلب عليه ، مركبات غاز الهيدروجين ، كبخار الماء مثلا ، و ظهرت الحياة بين الماء و الطين .. و يا لها من بداية .

احمد ابراهيم 04-13-2013 12:03 PM

قلنا ان الغلاف الجوى تكون عندما بردت الأرض برودا يكفى لتكثف بخار الماء ، تكوين المحيطات من غازات مثل الهيدروجين و الميثان و الأمونيا و ثانى أكسيد الكربون مع كميات اقل من النيتروجين و الأوكسجين السائب ..

و إلى بخار الماء هذا ترد الإشارة إلى قوله تعالى ( ثم استوى إلى السماء و هى دخان فقال لها و للأرض آتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) ..

و فى الماء الذى تكثف برزت الحياة ( و جعلنا من الماء كل شيئ حى ) .. و هى إنما برزت فى الماء المخلوط بكل هذه الغازات ، و بالتراب حتى تحول إلى طين مختمر ، ظهرت فيه جرثومة الحياة ..

و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * انا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) .. فالنطفة الأمشاج هنا ، هى قطرة الماء المخلوطة بالتراب و بالغازات المختلفة ، و التى فيها تكونت الخلية النباتية ، ثم الخلية الحيوانية ، و إلى كوننا نحن البشر كنا فى تلك المرحلة الإشارة بقوله تعالى ( و الله انبتكم من الأرض نباتا ) .. !!

أو يقول ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من انفسهم و مما لا يعلمون ) .. !! ثم فى مرحلة متقدمة من التطور ، نجد ان النطفة الأمشاج تعنى ماء الرجل المخلوط ببويضة الأنثى ، فان الإنسان يحكى فى رحم الأم ، رحلته كلها فى التطور مختصرة فى تسعة اشهر !! ..

و هو لم يصل إلى هذه المرحلة إلا بعد تقلبه عبر سلالات كثيرة، من الأحياء التى عج بها الماء و الطين ... و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين )

ايوب صابر 04-13-2013 12:41 PM

اسمحي استاذ ابراهيم اسأل سؤال :

- يعني في تقديرك الشخصي وانت تبدو خبير في المجال هل هذه الرواية عن تكون الكون قبل خمسة بلايين سنة قائمة على اسس علمية؟ ام هي مجرد نظرية تحتمل الصواب والخطأ؟ ثم ما هي الاسس التي تقوم عليها؟ كثيرا ما نسمع عن قياس عمر الاشياء عن طريق قياس نسبة الكربون فيها فهل لك ان تفصل في ذلك وتشرح لنا كيف يتم قياس عمر الاشياء بطريقة مبسطة؟

احمد ابراهيم 04-13-2013 12:43 PM

و من مستوى النبات ، تطور الإنسان إلى أدنى الحيوانات المائية !! ... ثم الزاحفة !! .. ثم الثدييات ذوات الأربعة ارجل !! .. و من هذه جاء الإنسان يمشى على رجلين .. منتصب القامة .. بعد تطور وئيد و طويل ..

و لقد حكى الله تعالى كل هذه المراحل فى أية واحدة ، و ذلك قوله ( و الله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه و منهم من يمشى على رجلين و منهم من يمشى على اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شيئ قدير) ..

و الإشارة إلى التطور فى الآية تلتمس فى أنهم جميعا ، من اصل واحد هو الماء ... و لقد تقلبت الحياة زمنا طويلا فى الصور ، قبل ان يجئ الإنسان العاقل ، المكلف .. قال تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )..

هذه الحياة البدائية التى لم تبلغ طور التكليف ، فتكون حياة إنسانية ، هى حياة الحيوان فى مختلف صورها ، سواء كانت فى الماء .. أو فى اليابس .. أو فى الجو ، و هى تسير على قانون واحد ، هو قانون الغابة .. " القوى يأكل الضعيف " .. وهو ما أسماه دارون قانون تنازع البقاء .. و هو قانون يعيش الحى فيه احمر الناب و المخلب .. أو يموت .. و إلى ذلك الإشارة بقول الملائكة فى الآية ( و إذ قال ربك للملائكة أنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟! قال أنى اعلم ما لا تعلمون ) ..

فقول الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء " مبنى على ما ألفوا من صنيع سكان الأرض على ذلك العهد ..

و قول الله " أنى اعلم ما لا تعلمون " مبنى على علمه تعالى ، بان الكتاب قد بلغ اجله ، و ان التنازع بين أحياء الأرض قد أتى أكله .. و ان الحيوان السوى .. الذى يكون النقطة الفاصلة بين الحيوانية و الإنسانية .. قد اكتمل .. و ان موعود الله بنفخ روحه فى هذا الحيوان السوى قد وجب !! ..

يتواصل

ايوب صابر 04-13-2013 12:50 PM

اسمحي استاذ ابراهيم اسأل سؤال :

- يعني في تقديرك الشخصي وانت تبدو خبير في المجال هل هذه الرواية عن تكون الكون قبل خمسة بلايين سنة قائمة على اسس علمية؟ ام هي مجرد نظرية تحتمل الصواب والخطأ؟ ثم ما هي الاسس التي تقوم عليها؟ كثيرا ما نسمع عن قياس عمر الاشياء عن طريق قياس نسبة الكربون فيها فهل لك ان تفصل في ذلك وتشرح لنا كيف يتم قياس عمر الاشياء بطريقة مبسطة؟

احمد ابراهيم 04-15-2013 10:31 AM

الأخ الكريم ايوب / تحياتي و سلامى ...

بخصوص سؤالك عن الطريقة التى يتم بها قياس عمر الكون ، تحدثت مع احد الأساتذة بجامعة ماكويرى ، على أمل ان يقوم بتبسيطها>

ما فهمته منه أنها من التعقيد بحيث لا يمكن تبسيطها ... عل أية حال ، ما فهمته منه بعد ان صال و جال بطريقة الفرنجة المعروفة فى الشرح !! .. ان ذلك يتم بمراقبة التركيب النظائرى لعنصر الرصاص .. بحساب نسبة التغير عبر الزمن للرصاص 207 بعد ان اشتق من يورانيوم 235 ... و عنصر الرصاص 206 من يورانيوم 238 حيث ان ذلك له علاقة بتناقص عدد ذرات اليورانيوم 235 ذو النشاط الإشعاعي ، يتم حساب و مقارنة ذلك باليورانيوم الموجود فى النيازك .. تستخدم هذه الطريقة لحساب عمر الأرض و النظام الشمسي ككل .. كما ذكر ان هنالك دائماً هامش للخطأ ما بين 1% و 1.5% .

سألته أيضاً عن علاقة عمر الأرض بما ورد فى الكتاب المقدس عن الخلق المباشر لآدم؟! .. قال ان ذلك فعلا يتنافى مع الحقائق العلمية .. و ذكر ان حل هذا التناقض يقع على كاهل الكنيسة ، وانه لا يمكنه إلا ان ينحاز إلى جانب العلم المادى التجريبي ؟! .. ..

لنا عوده

ايوب صابر 04-15-2013 10:57 AM

شكرا استاذ احمد ابراهيم

كنت اظن ان عمر الاشياء يحسب بنسبة الكربون، وليس الرصاص، ولكن ربما ان ذلك يكون في حالة قياس عمر الارض والكواكب والمجرات.

سنكون بانتظار المزيد،،

فاتحة الخير 04-17-2013 01:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله

هل الإنسان أصله قرد ؟؟؟؟؟؟؟
انا عن نفسي أحب أن يكون أصلي قطة هههههههههه لأنني أحب القطط
معذرة أضحك معكم

الله خلقنا من آدم وأدم إنسان، كان تكوينه من طين وماء، وفي أحسن صورة خلقه
فلم أعوم على عوم الآخرين بقولهم أن الإنسان أصله قرد
أنا عن نفسي إنسان من ظهر إنسان وأبي الأكبر آدم عليه السلام
ومن أراد غير ذلك، فله كامل الحرية

احمد ابراهيم 04-17-2013 03:30 AM

يمكن القول ان للإنسان فى هذه النشأة الطويلة ، اربع مراحل متصلة الحلقات ، و لا يفصل بينها إلا حلقات من السلسلة ، أكبر من سابقتها ، تمثل قفزة فى سير التطور .. و تمثل هذه القفزة بدورها حصيلة الفضائل العضوية التى استجمعت من خلال المرحلة السابقة .. هذا التقسيم إلى اربع مراحل إنما للتبسيط فقط .. و إلا فان فى داخل كل مرحلة ، مراحل يخطئها العد .

المرحلة الأولى من نشأة الإنسان .. هذه تعنى تطوره فى المادة غير العضوية ، منذ بروزه فى الجسد .. و هو بروز فى الأزل .. فى بدء الزمن .. و إلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله تعالى ( أولم ير الذين كفروا ان السوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، و جعلنا من الماء كل شيئ حى ، أفلا يؤمنون) .. الرتق ضد الفتق ، و هو يعنى الالتئام .. و عن هذا الأمر المرتوق ، قال تعالى فى موضع آخر ( ثم استوى إلى السماء و هى دخان ، فقال لها ، و للأرض ، آئتيا طوعا ، أو كرها ، قالتا أتينا طائعين ) .. الدخان هنا يعنى الماء ، فى حالة بخار .. فقد كانت السموات و الأرض سحابة من بخار الماء ، مرتتقه ، ففتقت ، و برز التعدد من الوحدة .. و لم تكن جرثومة الإنسان يومئذ غائبة .. و إنما كانت هى ذرات بخار الماء .. و من يومئذ بدا تطور الإنسان العضوى يطرد ، توجهه و تحفزه و تقهره ، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكمة .. و قد أنفق فى هذه المرحلة من مراحل النشأة امدا يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية ..

يتبع

احمد ابراهيم 04-17-2013 04:09 AM

المرحلة الثانية من نشأة الإنسان .. و ببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ، ظهرت الحياة ، كما نعرفها نحن .. و إلا فان جميع صور المادة ، عضوية ، أو غير عضوية ، حية ... كل ما هناك ان ، ان الحياة بدأت تبرز فى المادة العضوية ، بعد ان كانت كامنة فى المادة غير العضوية .. كمون النار فى الحجر !!.. فهى لم تجئ من خارج المادة .. و أدنى درجات الحياة ، التى نسميها اصطلاحا حياة ، ان يكون الحى شاعرا بحياته ، و أية ذلك ان يتحرك الحى ، حركة تلقائية ، و ان يتغذى ، و ان يتناسل .. و قد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة .. و بهذه الخطوة الجليلة ، افتتح عهد جديد .. عهد عظيم .. عهد الحياة و الموت ؟!.

و من يومئذ بدا راس سهم الحياة ، و طليعتها فى السير !! و فى ذلك قال تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حما مسنون ) .. الحما الطين الأسود ، و الحما المسنون الطين المتغير ، المنتن .. و الصلصال الطين اليابس .. و إنما أحمومى لانه قد طبخ بحمو الشمس .. ذلك ان الأرض كانت قطعه من الشمس انفصلت عنها ، و أخذت تبرد ، و تجمد ، و تتهيأ لظهور الحياة عليها .. ثم ظهرت الحياة بين الماء و الطين ، و إلى ذلك أشار تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ؟ * انا خلقنا الإنسان من نطفة ، أمشاج ، نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا ) .. لم يكن شيئا مذكورا لانه لم يكن له عقل ، عليه يقوم التكليف .. و النطفة فى هذه المرحلة تعنى الماء الصافي .. أمشاج جمع مشيج ، من مشج ، يمشج ، مشجا ، إذا خلط بين شيئين .. و هما هنا الماء و الطين .

فالنطفة الأمشاج هى الماء المخلوط بالطين .. نبتليه تشير إلى الصراع فى البيئة " و هو ما أسماه دارون صراع البقاء" .. سميعا بصيرا تشير إلى نشأة الحواس ، الواحدة تلو الأخرى ، حسب الحاجة لها ، إلى ان توجت ببروز العقل فى المرحلة الثالثة من النشأة .. على ان الصراع فى البيئة ليس أمرا تلقائيا أو عشوائيا ، إنما هو موضوع مدبر و مخطط بدقة شديدة ، على نحو تدبير المجرات ، و سرعتها ، و مقدار الجاذبية التى تشدها لبعضها البعض ، و الغازات التى تتفاعل فى سطحها >

و لعل أكبر سلبيات نظرية دارون ، أنها لم ترى وراء الاختيار الطبيعى القوى المدبرة له .. هذه المرحلة من مراحل النشأة التى بدأت بحيوان الخلية الواحدة فى القاعدة ، تنتهى عند أعلى الحيوانات الثديية فى القمة .. و حين تبدأ المرحلة الثالثة ، إنما تبدأ بقفزة جديدة ، مذهلة ، بها يدخل الإنسان ، كما نعرفه اليوم فى مسرح الحياة ...

يتواصل

احمد ابراهيم 04-17-2013 10:40 AM

العقل هو القوة الدراكة فينا .. و هو لا يختلف عن الجسد اختلاف نوع ، و إنما هو يختلف عنه اختلاف مقدار .. فالعقل هو الطرف اللطيف من الحواس .. و الحواس هى الطرف اللطيف من الجسد .. و إنما بصهر كثائف الجسد تحت قهر الإرادة الإلهية ، ظهرت لطائف الحواس ، ثم لطائف العقول ..

لقد امتازت المرحلة الثالثة من مراحل نشأة الإنسان بظهور العقل ، و لم يكن العقل غائبا عن المرحلتين الأولى و الثانية ، لكنه كان كامنا كمون النار فى الحجر ، ثم صحب بروزه من الكمون إلى حيز المحسوس ،

هذه المرحلة الثالثة .. و عن حركة بروز العقل يخبرنا تعالى بقوله ( انا خلقنا الإنسان من نطفة ، أمشاج ، نبتليه ، فجعلناه سميعا بصيرا * انا هديناه السبيل ، اما شاكرا ، و اما كفورا ) ..

قلنا ان النطفة الأمشاج ، تعنى الماء المخلوط بالطين ، ذلك عند ظهور الحياة بالمعنى الذى نعرفه ، و لا تزال الحياة فى القاعدة تستمد من هذا المصدر .. ثم أخذت الحياة تلد الحياة بطريقة أو باخرى، و ذلك فى مراحلها الدنيا، قبل ان تتطور و تتعقد، و تبرز الوظائف المختلفة للأعضاء، و للأنواع ..

و قبل ان تبرز الأنثى بشكل مستقل عن الذكر .. ثم عندما ارتقت الحياة، و توظفت الوظائف .. أصبحت الحياة تجئ من التقاء الذكر بالأنثى، و أصبحت النطفة الأمشاج تعنى ماء الفحل المختلط ببويضة الأنثى .. و السر كل السر فى عبارة " نبتليه" ، لأنها تشير إلى صهر العناصر فى الفترة التى سبقت ظهور المادة العضوية ، و تشير إلى صراع الحى مع بيئته الطبيعية .. قلنا ان ان " سميعا بصيرا " تعنى بروز الحواس فى الحى ، الواحدة تلو الأخرى ..

و نحن لطول ما ألفنا الحواس ، نتورط فى خطا تلقائي ، إذ نظن ان الأحياء قد خلقت و حواسها الخمس مكتملة .. و الحق غير ذلك .. إذ ان أدنى درجات الحياة ان يشعر الحى بوجوده .. و ليس فيما دون هذا الشعور حياة .. و يوجب هذا الشعور بالوجود إحساس الحى بالحر ، و بالبرد ، وبالألم .. و جاء من هذا الإحساس الحركة من الحر المضر ، و البرد المضر ، و من كل الم ، و إلى كل لذة ممكنة .. و بوحي من الفرار من الألم ، و السعى فى تحصيل اللذة ، جاءت القدرة على تحصيل الغذاء و الالتذاذ به ، و القدرة على التناسل و الالتذاذ به ... فى البدء كان اللمس بالجسم كله - بالجلد - ثم لما توظف الجلد فى الوقاية ، خصصت بعض الأجزاء للمس .. ثم ارتقت وظيفة الحس لما احتاج الحى للمس ، و الخطر على البعد ، فامتدت هذه الوظيفة امتدادا لطيفا ، فكان السمع ، ثم كان النظر ، ثم كان الذوق ، ثم كان الشم .. و ليس هذا ترتيب ظهور للحواس ، ولا هو ترتيب اكتمال .. فان بعض الأحياء ، يحتاج لحاسة معينة أكثر من احتياجه للاخريات ، فتقوى هذه على حساب أولئك ، مع وجود الأخريات بصوره من الصور ..

اما بروز لطيفة اللطائف - العقل - فتحكيها الآية ( انا هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا ) .. " اما شاكرا و اما كفورا " تعنى انا هديناه إلى الشكر عن طريق الكفر ، أو قل إلى الصواب عن طريق الخطأ ..

و اليه أيضاً الإشارة بقوله تعالى ( الم نجعل له عينين؟ * و لسانا و شفتين ؟ * و هديناه النجدين ؟ ) .. قوله " الم نجعل له عينين" إشارة إلى الحواس جميعها " و لسانا و شفتين " إشارة إلى العقل ، فانه هنا لم يعنى باللسان مجرد الشريحة المقدودة من اللحم ، و التى يشارك الإنسان فيها الحيوان .. و إنما أشار باللسان إلى النطق باللغة ، و لذلك ذكر الشفتين لمكانهما من تكوين الأصوات المعقدة ، المختلفة، التى تقتضيها اللغة .. و اللغة ترجمان العقل و دليله ..

ثم قال " و هديناه النجدين " .. اصل النجد ما ارتفع من الأرض .. و " النجدين" الطريقين .. طريق الخطأ و طريق الصواب .. و لقد هدى الله الإنسان الطريقين .. فهو يعمل ، فيخطئ ، فيتعلم من خطئه ، و حين هدى الله الإنسان النجدين ، لم يهد الملائكة إلا نجدا واحدا ، و هو أيضاً لم يهد الشياطين إلا نجدا واحدا .. ذلك انه تبارك و تعالى ، خلق شهوة بغير عقل ، و ركبها فى الشياطين ، و من قبلهم إلى أعلى الحيوانات ، ما خلا الإنسان ، فهم يخطئون و لا يصيبون ..

و خلق عقولا بلا شهوة ، و ركبها فى الملائكة ، فهم يصيبون و لا يخطئون .. ثم جعل الإنسان برزخا تلتقى عنده النشاتان ، النشأة السفلية ، و النشأة العلوية ، فركب فيه الشهوة ، و ركب فيه العقل ، و أمره ان يسوس شهوته بعقله .. فهو فى صراع لا يهدأ بين دواعي الشر و دواعي الخير .. بين موحيات الخطأ و موجبات الصواب ..

و لمكان عزة هذه النشأة قال نبينا عليه افضل الصلاة و أتم التسليم "" ان لم تخطئوا و تستغفروا ، فسيأت الله بقوم ، يخطئون ، و يستغفرون ، فيغفر لهم "".... و عزة هذه النشأة ، فى مكان الحرية فيها .. لان حق الخطأ هو حق حرية ان تعمل ، و تخطئ ، و تتعلم من خطئك كيف تحسن التصرف فى ممارسة حريتك .. و الحرية هى روح الحياة .. فحياة بلا حرية أنما هى جسد بلا روح .. و يكفى ان نقول ان الحرية هى الفيصل بين حياة الحيوان و حياة الإنسان ...

يتبع

احمد ابراهيم 04-21-2013 06:46 AM

ان ظهور ادم النبى .. ادم الخليفة ، لم يؤرخ ظهور العقل البشرى ، و إنما يؤرخ مرحلة من مراحل سير العقل البشرى إلى النضج ..

و لقد ظهر العقل البشرى قبل ادم بزمن طويل .. و العقل البشرى هو الروح الالهى الذى نفخه الله فى البنية البشرية ، فأصبحت بفضله ، مشدودة إلى الله ، بعد ان كانت قبلا مشدودة إلى الأرض بحكم الجبلة .

. و عن نفخ الروح الالهى فى البشر قال تعالى ( و إذ قال ربك للملائكة أنى خالق بشرا ، من صلصال من حما مسنون * فإذا سويته ، و نفخت فيه من روحى ، فقعوا له ساجدين ) .. ان اهم العبارات التى حوتها هاتان الآيتان الكريمتان عبارة " فإذا سويته" ، فإنها تشير إلى استعداد المكان لنفخ الروح الالهى فيه ، و هذا الاستعداد قد استغرق زمنا هو من الطول بحيث يخطئه التصور .. يكفى ان نستحضر فى عقولنا ان الله سبحانه و تعالى ، سماه " حينا من الدهر" ..

ان استعداد الإنسان لنفخ الروح الالهى ، استغرق المرحلة الأولى من مراحل النشأة ، و استغرق المرحلة الثانية ، و استغرق من المرحلة الثالثة طورا كبيرا .. و لم يكن نفخ الروح الالهى فى ادم الخليفة وحده ، و إنما هو سارى فى جميع ذرارى الوجود مسرى الأرواح فى الأجساد .. لكنه فى الإنسان زاد فى المقدار ، و فى ادم الخليفة اطرد ازدياده أكثر من ذى قبل ، حتى رفعه إلى درجة النبوة و الخلافة و حفظه فيهما ..

و نفخ هذا الروح فى الإنسان ، قبل ادم أبى البشر ، كان من قبيل اعداد المكان ، فى ادم ، لنفخ الروح الذى به النبوة ، و الخلافة .. و عند نفخ الروح الالهى فى الإنسان السابق لآدم ، وقع تمييزه على الحيوان ، و وقع عليه بذلك تكليف العبادة ، فى مستوياتها البسيطة ، و كانت من ثم بداية الدين .. و لم يكن لهذا الدين رسل غير بدائه العقول .. و كان وثنيا ، تعدديا ، و لكنه كان بداية الدين ..

و لما جاء عهد الرسل الذى انفرع بظهور ادم أبى البشر ، لم تكن الحكمة من وراء إرسال الرسل ان يخبروا الناس بان لهم خالقا ! ، فان ذلك قد سبقتهم اليه رسل العقول ، و إنما كانت الحكمة من إرسالهم تعليم الناس طريقة معرفة خالقهم ..

و فى مرحلة التطور العضوى الصرف " المرحلة الثانية و هى فى مقابل التطور اللاعضوى فى المرحلة الأولى " اعد الله الإنسان اعدادا خاصا .. فهو لم يجعله قويا ، قوة جسدية تغنيه عن الحيلة فى حل المشاكل التى تعترضه ، فى البيئة التى أوجده فيها .. و لم يجعله رخوا ، خائرا ، لا يقوى على النهوض فى وجه التحدى المعقول ، إنما جعله وسطا ، ذا قوة لا تغنى عن اصطناع الحيلة ، و لا تعجز عن تنفيذ خطة الحيلة ، فى كثير من الأوقات !! ..

و من هذا الوزن الحكيم برز العقل ، و اصبح الإنسان يحتال بعقله ، و ينفذ بعضله ، و قوة تركيبه البدني .. و بهذه الممارسة دخلت مرحلة التطور العضوى - العقلى فى المسرح " المرحلة الثالثة و هى التى نعيشها الآن و نرجو ان نكون فى أخريات أيامها"!!.

و لما كان الإنسان الأول قد وجد نفسه ، فى البيئة الطبيعية التى خلقه الله فيها ، محاطا بالعداوات من جميع أقطاره ، و لما كان الله قد سواه وسطا ، فلا هو بالقوى الذى يستغنى بقوة عضلاته عن استعمال حيلته ، فى حل مشاكله ، و لا هو بالضعيف ، الخائر ، الذى لا ينهض لاى مستوى من مستويات تحدى الأعداء ، فانه قد سار فى طريق " الفكر و العمل " ، من اجل الاحتفاظ بحياته ، و قد هداه الله بعقله و بقلبه ، إلى تقسيم القوى التى تحيط به .. إلى أصدقاء و إلى أعداء .. ثم قسم الأعداء إلى أعداء يطيقهم ، و تنالهم قدرته .. و إلى أعداء يفوقون طوقه ، و يعجزون قدرته .. و كذلك قسم الأصدقاء إلى أصدقاء يبادلهم ودا بود ، و خدمة بخدمة .. و إلى أصدقاء يغمرونه بالطاف النعم ، و يغدقون عليه أصناف البر ، و هو عاجز عن مكافأتهم على صنيعهم ، لأنهم أقوياء و هو ضعيف ..

و لقد هدته هذه النظرة طريقة فى الحياة .. فأما الأعداء الذين يطيقهم و تنالهم قدرته ، مثل الحيوان المفترس ، و الإنسان العدو ، فقد عمد فى أمرهم إلى المنازلة ، و المصاولة ، و المراوغة ، فاتخذ من اجل ذلك الآلة ، يمد بها قوته ، و يعوض بها عن الأنياب و المخالب ، التى لم تعد من طبيعة تكوينه ، كما لجأ إلى الحيلة ، فاتخذ المساكن فوق الأشجار ، و فى الكهوف ..

و من محاولته فى هذا الاتجاه ، نشا العلم التجريبي الذى وصل فى القرن العشرين إلى فلق الذرة .. وأما الأصدقاء الذين استطاع ان يبادلهم نفعا بنفع ، فقد هدته صداقتهم إلى العيش معهم فى جماعات أكبر من تلك التى يعيش فيها الحيوان ، مما ساق إلى التفكير فى رعاية مصالح الآخرين ..

و بدا بهذا الاتجاه ، نظام المجتمع ، و تادى ذلك إلى نشأة العرف ، و العادة ، و التقليد ، التى هى مقدمات القوانين و التشاريع .. و اما الأصدقاء الكبار و الأعداء الكبار ، فقد هدته حيلته إلى التزلف اليهم ، بتقريب القرابين ، و بإظهار الخضوع ، بالتمليق .. فأما الأصدقاء فبدافع من الرجاء ، و اما الأعداء فبدافع من الخوف .. و بدأت من يومئذ مراسيم العبادة ، و نشا الدين ..

لعمرى ليس الأمر بهذا اليسر ، و لكن هذه مجرد العبارة ، و هى موجزة اشد الإيجاز ، و هى من اجل ذلك ، و لغير ذلك أيضاً ، عبارة جانبية ، و معممة ، و مخلة بالصورة ، و عذرنا انا لا نملك فى المقام الحاضر خيرا منها ..

يتبع

ايوب صابر 04-22-2013 01:27 PM

اشكرك استاذ احمد ابراهيم انا في المتابعة.

احمد ابراهيم 04-23-2013 09:15 AM

شكرًا أستاذنا صابر على المرور.
و الآن ، فان الحيوانات العليا ، بما فيها الإنسان ، ذات حواس خمس .. و ليس هذا نهاية المطاف !! فان فى الإنسان الحاسة السادسة ، و الحاسة السابعة ، فى أطوار الاكتمال ، و لا يكون بعد الحاسة السابعة تطور فى زيادة عدد الحواس ، و إنما يكون تطور فى كمالها .. و هذا لا ينتهى ، إنما هو سرمدى ..

ما هى الحاسة السادسة ؟ ..

هى الدماغ .. و وظيفتها الإدراك المحيط ، و الموحد " بكسر الحاء" لمعطيات الحواس الأخرى - اليد ، و الأذن ، و العين ، و اللسان ، و الانف .. فى الحس ، و السمع ، و البصر ، و الذوق ، و الشم .. فإذا قويت يكون إدراكها لكل شيئ عظيم الشمول ، فكأنها تحسه ، و تسمعه ، و تراه ، و تذوقه ، و تشمه ، فى ان واحد !! .. ما هى الحاسة السابعة ؟ .. هى القلب .. و وظيفتها الحياة .. و هذه الحاسة هى الأصل ، و جميع الحواس رسلها ، و طلائعها ، إلى منهل الحياة الكاملة ..

و لقد نشأت الحياة وسط الخوف .. قال تعالى فى ذلك ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد) .. و الكبد المشقة و لقد دفعت هذه المشقة ، التى وجدت الحياة نفسها محاطة بها الخوف فى أعماق الأحياء .. و لو لا الخوف لما برزت الحياة فى المكان الأول ، و لما ارتقت و تطورت ، فى المكان الثاني ، ثم هى ان لم تنتصر على الخوف ، فى آخر المطاف ، لا يتم كمالها .. و إنما تنتصر الحياة على الخوف عندما تقوى الحاسة السادسة ، و تدرك الأمر على ما هو عليه .. يومئذ سيظهر لها ان الخوف إنما هو مرحلة صحبت النشأة فى إبان جهلها ، و قصورها ، و انه ليس هناك ما يوجبه فى حقيقة الأشياء ..

فإذا بلغت الحاسة السادسة هذا المبلغ ، انبسطت الحاسة السابعة - القلب - و اطمأنت ، و انطلقت من الانقباض الذى أورثه إياها الخوف ، و أخذت تدفع دم الحياة قويا إلى كل ذرات الجسد ، و كل خلايا الجلد ، تلك التى كان الخوف قد حجرها ، و جعل منها درقة ، و درعا لصيانة الحياة البدائية .. و بذلك يعود الشعور لكل الجسد ، و يصبح حيا كله ، لطيفا كله ، جميلا كله ، غاية الجمال .. و تكون ارض الجسد الحى يومئذ هى المعنية بقوله تعالى ( و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ، و ربت ، و أنبتت من كل زوج بهيج ) .. فالأرض هنا تعنى الجسد والماء العلم !! .

هذه هى وظيفة الحاسة السابعة - الحياة الكاملة - و ليس للحياة الكاملة نهاية كمال ، و إنما كمالها دائماً نسبى .. و هى تتطور ، تطلب الحياة المطلقة الكمال ، عند الكامل المطلق الكمال ، عند الله .

و إنما يكون تطورها باطراد ترقى جميع الحواس ، كل فى مجاله ، و انعكاس ذلك على ترقى العقل، بقوة الفكر ، و شمول الإدراك ..

و على قدر صفاء العقل ، و قوة الفكر ، تكون سلامة القلب ، و اتساع الحياة ، و كمالها .. و هذا التطور المرتقى بالحواس هو ما عناه الله بقوله " و أنبتت من كل زوج بهيج " .

احمد ابراهيم 04-23-2013 10:40 AM

قلنا ان العقل هو الروح الالهى المنفوخ فى البنية البشرية ، و ان النفخ يعنى الاستيلاء الارادى القاهر على العناصر ، و الأحياء .. و هو فى مرحلة الأحياء ، إنما كان بإغراء العداوة بين الأحياء فيما بينهم ، و بينهم و بين جميع العناصر التى تزخر بها البيئة الطبيعية التى يعيشون فيها ..

و هذا التعميم يخضع لبعض الاستثناء .. فان هناك بعض القوى ، و بعض العناصر ، أمكن وضعها فى جانب الصداقة ، و مع ذلك فان جانبها لم يكن مأمونا ، كل الأمان ، و الخوف من تصرفاتها وبداوتها ، لم يزل موجودا ، مما جعل الخوف هو العنصر الغالب فى مشاعر الأحياء ..

و فى الحق ، ان الخوف "القهر" هو الذى استل المادة العضوية من المادة غير العضوية ، فبرزت بذلك الحياة .. ثم ان الخوف هو السوط الذى حشد الأحياء فى زحمة سباق التطور .. فالحياة مولودة فى مهد الخوف، و مكتنفة بالخوف فى جميع مدارجها ..

و لو لا بوارق الأمان ، الفينة بعد الفينة ، و لو لا غواشى الغفلة ، فى اغلب الأحيان ، لاجتاح الخوف الحياة ، و لقطع نياطها .. و لا يزال الخوف ، إلى الآن ، هو الأصل فى سوق الحياة إلى كمالها .. فمن قهر العناصر برزت الحياة .. و من قهر الحياة برزت العقول .. و من جراء القهر ولد الخوف .. و من جراء الخوف ولدت الحياة ، و سارت محفوزة فى المرتقى ، سمتا فوق سمت ، إلى ان بلغت مرتبة ظهور العقل البشرى فى أعلى الحيوانات ..

و هى لا تزال تطرد ، تطلب كمالات العقل و القلب . و هذا النفخ مستمر ، و هو سرمدى ، و يأخذ فى اللطف كلما برزت لطائف الحياة من كثائفها ، و كان لها السلطان .. و سيجئ يوما يبدل الله فيه الخوف آمنا ، و الحرب سلاما ، و العداوة محبة .. ( ما يفعل الله بعذابكم ، ان شكرتم و أمنتم ؟ و كان الله شاكرا عليما ؟ ) .

اين نفخ الروح الالهى ؟ هل النفخ فى الأجساد ؟ أم هل نفخ فى العقول ؟ .. لا هنا و لا هناك . فليس الجسد مكان النفخ ، و إنما هو نتيجة النفخ !! .. و مثل ذلك يقال عن العقل .. فليس الدماغ ، و هو العضو الذى يعمل فيه العقل مكان النفخ ، و إنما هو نتيجة النفخ .. فالنفخ متقدم عليهما ، كما يتقدم السبب النتيجة .. فأين كان النفخ إذن ؟ .

الجواب ، فى القلب !! و ما هو القلب ؟

هو ذات الحى !! هو الحى بالأصالة ، حين لا يكون الجسد ، و لا الدماغ حيين إلا بالحوالة .. هو الحى الذى أعطى الجسد و الدماغ الحياة ، و هو ليس خادمهما ، و إنما سيدهما .. و قد أخطا علم الطب الحديث ، علم وظائف الأعضاء ، حين ظنه مجرد مضخة للدم .. و الأمر كما هو عليه فى الدين .. ففى الحديث "إلا ان فى الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، و إذا فسدت فسد سائره ، إلا و هى القلب " ..

و ليس المقصود هنا الفساد الحسى الذى ينتج عنه الموت الحسى ، و إنما المقصود الفساد المعنوى الذى ينتج عنه الموت المعنوى - الكفر - .

و فى القران التركيز كله على القلب ، و لا يجئ ذكر العقل - الدماغ و الجسد - إلا فى المكان الثاني .. قال تعالى ( ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع ، و هو شهيد ) ..

فالذكرى فى المكان الأول لصاحب القلب الذكى ، "لمن كان له قلب" و جاء به على التنكير ليفيد التعظيم ، فان لم يكن ، فلصاحب العقل الواعي "أو ألقى السمع ، و هو شهيد" .. "ألقى السمع" يعنى اعار الأذن ، و تلك إشارة للعضو المحسوس ، و هى من ثم إشارة للجسد .. "و هو شهيد" يعنى غير شارد الذهن وقت الاستماع ، و تلك إشارة إلى حصر القوى التى تعمل فى الدماغ - العقل - . فالجسد بيت القلب ، و هو من ثم صنوه و زوجه ، و هو المعنى بقوله تعالى ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ، مما تنبت الأرض ، و من انفسهم ، و مما لا يعلمون ) ..

فالإشارة فى "من انفسهم" إلى القلب و الجسد .. و فى حين ان الجسد بيت القلب ، فان القلب بيت الرب .. والعقل و هو أمير الحواس ، إنما هو ديدبان القلب ، و حارسه الأمين ، يؤذنه بقرب الخطر ، و يدفع عنه الخطر حيث أمكن ..

فالكعبة فى مكة هى بيت الله ، فى ظاهر الشرع .. و القلب فى الصدر ، هو الحرم الأمن ، هو بيت الله فى الحقيقة .. "ما وسعنى أرضى و لا سمائى ، إنما وسعنى قلب عبدى المؤمن" ..

و السعة هنا ليست سعة مكان ، إنما سعة علم و معرفة !! .

ما هو العقل الباطن ؟ هو القلب ، و هو قوة الإدراك الوترى ..
ما هو العقل الواعي ؟ هو العقل ، و هو قوة الإدراك الشفعى ..

كيف نشا العقل الواعي ؟

يتبع

ايوب صابر 04-23-2013 01:59 PM

اشكرك استاذ احمد

لي نظرية جواب على هذا السؤال: كيف نشأ العقل الواعي ؟

ونظريتي اسست على نظرية اخرى سابقة لها وهي نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية والتي اقوم حاليا على شرحها في مودونتي في منبر الدراسات هنا تحت عنوان " هل تولد الحياة من رحم الموت" وبدأت اسجلها على شكل حلقات فيدو على اليوتيوب، واسميتها النظرية البوزيترونية، نسبة الى طاقة البوزيترون التي يبدو انها القوة الدافعة لكل نشاط ذهني انساني...ويزيد منسوب هذه الطاقة في الدماغ كنتيجة لاختبار الناس بمحنة "الموت" وسيتم شرح ذلك تفصيلا هناك.

بمعنى ان الوعي برز بداية كنتيجة لما اصاب الانسان من الم لاختباره الموت.

طبعا الدراسات الاحصائية التي قدمتها كدليل على العلاقة بين اليتم والعبقرية اشارت الى ان تلك العلاقة تتعدى عامل الصدفة فقد ظهر ان 53% من بين العينة الدراسية " الخالدون المائة" كانوا ايتام والباقي 45% مجهولين الطفولة، وفقط 2% عاشوا في كنف والديهم لكنهم عانوا من الالم ما يكفي لجعل ادمغتهم تعمل بصورة عبقرية.

قياسا على هذه النظرية تم الاستنتاج بأن الوعي في بداياته لا بد انه نتج عن الم الموت اذا ما سلمنا بأن الموت هو الذي يؤدي الى العبقرية.

اي ان الالم يشحذ الدماغ وقد اوصلنا في البداية الى الوعي، لكنه مع مرور الزمن اوصل البعض الى العبقرية وهي عبقرية فردية ناتجة عن نشاط استثنائي في دماغ الفرد المبدع العبقري لكنها تظهر كمخرجات ابداعية من خلال تراكمات التجربة الانسانية.

وهذا هو الرابط الذي اتحدث فيه عن نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية:












على كل حال .. انا في المتابعة ومشتاق لسماع ما ستكتبه وتقوله حول الموضوع!!!





السؤال هو : كيف نشأ العقل الواعي ؟

احمد ابراهيم 04-27-2013 09:47 AM

نشا العقل الواعي على مرحلتين:
- مرحلة قانون الغابة.
- و مرحلة قانون العدل ..

قلنا ان الله تبارك و تعالى قد جعل الإنسان وسطا ، فهو لم يجعله قويا يستغنى عن الحيلة بقوة عضلاته ، و لم يجعله ضعيفا رخوا ، لا ينهض لاى من أعدائه ، و قلنا انه تبارك و تعالى ، بهذه الحكمة الحكيمة ، قد هداه طريق "الفكر و العمل" معا .. فهو يفكر و ينفذ ، و بذلك اصبح طريق تطوره يختلف ، فى ظاهره ، عن طريق تطور الحيوانات .. و هو فى مراحله الباكرة ، قد اهتدى إلى الدين ، و إلى المجتمع ، و هذان أمران ليس هناك ما هو أعظم منهما نفعا.

فى مرحلة قانون الغابة ، كان الخوف مسيطرا على المسرح ، سيطرة تامة .. فليس هناك غير الصيد و الصياد .. و الصياد نفسه هو صيد لصياد أكبر منه .. و قد رسخت هذه الفترة الخوف فى نفس الإنسان، و اضطرته ليبحث عن الأمان فى الكثرة من فصيلته، و التى من فصيلة الحيوانات المستضعفة التى تكون فى الغالب الأعم فريسة لذوات المخالب الحمر، و كذلك نشا المجتمع ..

وقد اقتضت معيشته فى الجماعة ان يتنازل ، طائعا أو مكرها، عن قسط كبير من حريته .. ذلك بانك لا تستطيع ان تعيش فى أية جماعة بشرية بغير ان تراعى حدودا معينة، تقيد تصرفاتك بفعل ما لا ينضر به الآخرون ..

و ليكون المجتمع ممكنا قام العرف، الذى هو القانون الأول، و لربما يكون اول عرف نشأ هو العرف الذى ينظم العلاقات الجنسية، فيحرم الأخت على الأخ، و البنت على الأب، و الأم على الابن الخ الخ ..

و أعان هذا العرف على تهدئة الغيرة الجنسية ، التى كانت تفرق الأسرة البشرية كلما بلغ الأبناء فيها مبلغ الرجال ، فقد اصبح بعد هذا العرف ، من الممكن ان يتعايش فى منزل واحد ، و فى منازل مجاورة ، الأب ، و الابن البالغ ، و الصهر ، و الابن المتزوج ، و كل منهم امن على زوجته من الآخرين.

و لربما يكون العرف الذى ينظم احترام الملكية الفردية قد نشأ مع هذا العرف ، من الوهلة الأولى، فانه فى المجتمعات البدائية ، لا فرق ، كبيرا ، بين ملكية الزوجة ، و ملكية الآلة ، أو الكهف ، وإذا كان لا بد للمجتمعات الصغيرة ان تعيش فى وئام ، تصيد معا ، و تحارب معا ، و تقابل صروف الأيام متحدة ، فانه لا بد من هذين العرفين الذين ينظمان السلوك فى الجماعة ، و يصونان كيانها ..

و ليس معنى هذا ان المجتمعات نشأت بصورة واحدة فى كل مكان ، و لكنه مما لا شك فيه ، ان المجتمع البشرى ، حيث نشأ ، فقد نشأ حول طائفة من العادات ، و العرف ، الذى ينظم علاقة الأفراد ببعضهم البعض ، و بهذا العرف دخلت إرادة الحرية فى صراع مع إرادة الحياة ..

و بتنازل الفرد عن قسط هائل من حريته ، بتنظيم المجتمع للعرف ، و ما تفرضه عليه أوضاع مجتمعه .. اصبح عليه ان يسيطر على نفسه ، و ان يمنعها مما يمنعها منه القانون ، الذى سنه مجتمعه ، و كلما انتصر الفرد فى هذا الصراع ، على غرائزه البدائية ، كلما قويت إرادته ، و انتقلت لذاته ، من اللذة الحسية العاجلة المحرمة ، إلى اللذة الحسية التى ينظمها العرف ، و يقرها ، بعد استيفاء قواعده ، أو قد تنتقل لذته من حسية عاجلة ، إلى معنوية آجلة ، كرضا المجتمع عنه ، و ثنائه عليه ، أو كرضا الآلهة عنه ، و مجازاتها إياه ، فى هذه الحياة ، أو فى الحياة المقبلة ..

و لما كان الفرد البشرى الأول غليظ الطبع ، قاسى القلب ، حيوانى النزعة ، فقد احتاج إلى عنف عنيف لترويضه ، و كذلك كان العرف الاجتماعي ، شديدا ، عنيفا ، إلى الحدود التى تضحى بحياة الأفراد على مذابح معابد الجماعة ، استجلابا لرضا الآلهة ، أو دفعا لغضبها ، و هذا العنف العنيف اضطر الفرد البشرى ليسيطر على نزعاته ، و ليكبت فى صدره كثيرا من رغائبه التى لا يقره عليها العرف ، و لا ترضاها الآلهة ..

و نشأت فكرة الآلهة ، و فكرة الدين ، فى مطلع هذه المرحلة .. و مع فكرة الدين نشأت العقيدة فى الحياة الأخرى ، بصورة من الصور ، و ما يجرى فيها من خوف ، أو امن ينبنى على فعل الخير - رعاية العرف - ، أو فعل الشر - مخالفة العرف - فى هذه الحياة ، و وصفت الآلهة بكل الصفات التى تجعلها رهيبة ، و تجعلها قادرة ، مطلعة على أفعال الإنسان ، و قسمت إلى من يصادق و يعين و يرعى من يفعل الخير ، فيطعمه من جوع ، و يؤمنه من الخوف ..

و إلى من يستحوذ على من يفعل الشر ، فيخذله ، و يسلمه إلى متاهات الظلام .. و كانت عقوبات القتل الذريع توقع على اقل مخالفة من مخالفات العرف المعنى ، و لم يكن الفرد مهما فى بدء المجتمع ، إنما كانت الأهمية كلها للمجتمع ..

و ذلك فى وقته كان أمرا حكيما ، غاية الحكمة لأمرين ، اولهما ان المجتمع يومئذ كان ناشئا ، و حديثاً ، فهو قد كان فى اشد الحاجة إلى تمام الرعاية لقواعد نشأته .. و ثانيهما ، ان الفرد البشرى ، كان حيوانى النزعة ، غليظا كثيفا ، يحتاج العنف العنيف ، لتقوى سيطرته على نزواته و بداوته .

كان العرف الأول، بغير تدبير واع من آباء الأسر، و هم كانوا نواة الحكومة الأولى ، حكيما موزونا، يرعى مصلحة الفرد، و يرعى مصلحة الجماعة، فى ان معا ..

و فى هذا تظهر حكمة الحكيم الذى سير الحياة فى العهود السحيقة ، من بؤرة هوانها ، و ذلها ، إلى منازل شرفها و عزها .

و قد كان الفرد البشرى ، حتى فى هذه المرحلة ، يعيش وسط الخوف .. بيد ان أمرا هاما قد طرأ على حياته ، و هو انه قد اصبح يعيش فى امن ، بالقدر الذى يتفق مع تلك الفترة الرهيبة ، إذا ما اخلص للجماعة ، و اجتنب مخالفة العرف الذى ترعاه .. ليس فقط يعيش فى امن .. بل انه ينعم بصداقة الآلهة ، و صداقة الأرواح الخيرة ، التى ترف بأجنحتها عليه ، و صداقة الخيرين من أبناء ، و بنات ، الأسر التى تكون الجماعة ..

و هكذا بدافع من الرهبة و الرغبة ، أخذ يبرز الذكاء الذى يميز بين ما يليق، و ما لا يليق، و أخذت تبرز الإرادة التى تروض الشهوة الفطرية ، لتسوقها فى طريق الواجب .. فمن الاحتكاك بين اللذة الحاضرة و الواجب المرعى برز الذكاء للتمييز، و برزت الإرادة للتنفيذ ..

و هذه هى بداية العقل البشرى ، لان به دخلت القيمة فى حياة الإنسان ، و لانه به تجدد اعتبار المستقبل ، و بدا جولان الخيال فى شعابه ، و انسراحه فى غيوبه .

ان مرحلة بروز العقل البشرى فى البشر ، تؤرخ تحولا جوهريا فى طريقة نفخ الروح الالهى ، ذلك ان الطريق قد انفتح أمام الإنسان ، بفضل الله ، ثم بفضل العلم ، ليكون بمفازة من عذاب الخوف ان هو اتبع الواجب الذى ترسمه الحكمة .. و ذلك بمراغمة هوى نفسه ..

و هو لم يترك فى حيرة من أمر الواجب ، فقد تولى الله هدايته ، فارسل رسل الأنوار - الملائكة - لتمد بدائه العقول ، التى نشأت فى الظلام ، بأسباب القدرة على صحة الإدراك .. و هو تبارك و تعالى يقول ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .

و من هذه السيطرة على رغائب النفس ، نشأ الكبت ، و انقسمت الشخصية ، إلى ظاهر و باطن ، ظاهر معلن للناس ، و باطن مخفى عن الناس ..

يتبع

ايوب صابر 04-27-2013 10:14 AM

اشكرك استاذ احمد

تقول " و هكذا بدافع من الرهبة و الرغبة ، أخذ يبرز الذكاء الذى يميز بين ما يليق، و ما لا يليق، و أخذت تبرز الإرادة التى تروض الشهوة الفطرية، لتسوقها فى طريق الواجب .. فمن الاحتكاك بين اللذة الحاضرة و الواجب المرعى برز الذكاء للتمييز، و برزت الإرادة للتنفيذ ..

و هذه هى بداية العقل البشرى ، لان به دخلت القيمة فى حياة الإنسان ، و لانه به تجدد اعتبار المستقبل ، و بدا جولان الخيال فى شعابه ، و انسراحه فى غيوبه ".

- الا ترى بأن الحاجة الى الانتظام في مجتمع بشري يسبق ويؤشر الى وجود الذكاء قبل مرحلة العقوبات التي اصبح ذلك المجتمع يفرضها؟ لا شك ان الرهبة والرغبة عناصر مهمة لكنني اتصور ان هذا الطرح افتراضي ولا يقوم على ادلة، لكننا حينما نعرف بالدليل الاحصائي والعملي بأن العبقرية وهي حالة مرتفعة من الذكاء مرتبطة ارتباط حتمي باليتم يمكننا ان نستنتج بأن الذكاء في بواكير بروزه جاء كنتيجة لنفس العامل وهو اثر الموت وربما كان الالم هو العنصر الاعظم تأثيرا في ولادة الذكاء.

وإن سلمنا بأن عقل الانسان ماكنة تعمل بمبدأ الطاقة نستطيع ان نفهم بأن التجارب المؤلمة تزيد من نسبة الطاقة في تلك الماكنة فتوثر على عمليات الدماغ ومن هنا برز الذكاء.

- سيكون من الجميل ان تفصل لنا المرجعية التي بنيت عليها الاستنتاج أن الذكاء يبرز بدافع الرهبة والرغبة؟
- هل انت صاحب هذا الطرح ام ان هناك من جاء به قبلك؟
- الا ترى بأن الالم عنصر اكثر اهمية من الرهبة والرغبة؟
- يقول جبران خليل جبران "اللؤلؤة هيكل بناه الالم حول حبة رمل"...الا ترى بأن الذكاء جوهرة العقل لا بد ان يكون الالم هو الذي بناها؟
- ثم هل الرهبة وجه اخر من وجوه القلق الذي تقول الوجودية بأنه المحرك للنشاطات الانسانية؟ لكن كيف لنا ان نشعر بالرهبة او القلق اذا لم يكن لدينا الذكاء؟ اذا الا ترى بأن الالم هو الدافع؟ وتكون الرهبة والرغبة وحتى القلق نتائج وليست اسباب؟

احمد ابراهيم 04-27-2013 10:35 AM

أشكرك أستاذى ايوب على مداخلتك القيمة أعلاه ، سأعود للرد عليها ، لانها تحتاج بعض التفصيل ، و لا يفوتنى ان أثمن دراستك القيمة فى خيطك الممتع عن العبقرية .. لى عودة يا صديقى

احمد ابراهيم 05-01-2013 10:39 AM

الأخ الفاضل ايوب ، تحيتي و محبتى .

عندما نقول ان العقل نتيجة للمجتمع .. المجتمع يعنى مجتمع الأحياء و مجتمع العناصر حول الإنسان "البيئة" .. الحيوان يعيش فى المجتمع أيضاً ، كون المجتمع سابق للعقل .. دا مؤكد .. لكن الحاجة للمجتمع أملت على الإنسان حيلة، هى ان يتسامح مع الأفراد الذين هم مثله ..

المجتمع فى منطقة الحيوان موجود .. غريزة القطيع موجودة عند الحيوان ، لذلك تجد البهائم تعيش و ترعى فى قطعان، فإذا انعزلت بهيمة من القطيع تجدها تتوله و تجرى فى مختلف الاتجاهات .. هذا ليس فكر .. إنما هى غريزة القطيع التى تشعرها بانها فى مأمن وسط القطيع، هذه الغريزة مشتركة بين الإنسان و الحيوان .

الحاجة للمجتمع عند مخلوق أذكى من غيره ، هنالك مخلوقات تجتمع و تتفرق "الحيوان" .. لكن الفضائل التى اجتمعت فى طليعة المخلوقات "الإنسان" ، هدته إلى حيلة ، هى ان المجتمع لابد ان يظل متماسك .. و ليظل المجتمع متماسك لابد ان أراعى شعورك ، و انت تراعى شعورى ، لأننا لم نصبح مثل الحيوانات .. هناك شيئ زائد .. هو الذكاء ..

و هذا هو مفترق الطرق الذى فارق فيه الإنسان الحيوان ليمضى قدما فى سلم التطور .

نحن أصلا نعيش فى المجتمع لنحارب أعداء هم البيئة ، لننتصر على أعداء هم البيئة ، حتى لنكسب من أصدقاء هم البيئة .. العوامل التى فى البيئة من الجوع ، البرد ، و العطش ، و من الأعداء البشريين و غير البشريين ، ألجاتنا لكى نعيش مع بعض ، لنحمى بعض ، و لنوفر القوت لبعض .. تطور الإنسان و المجتمع فى هذا الاتجاه حتى جاء تقسيم العمل و الوظائف .. و هذه مرحلة متأخرة جداً ..

خذ مثلا .. النمر يصيد لوحده ، عنده اقتدار ان يلحق بفريسته .. عندما اذهب بمفردى أتى خالى الوفاض ، لكن عندما نذهب مجموعة ، نقدر على الفريسة و نحوطها من جميع الاتجاهات .. إذا كنا خمسة ، يأخذ كل واحد الخمس ، إذا كنا عشرة العشر .. لا يمكنك ان تقول ان فلان ضعيف ، أو فلان لا يحمل سلاح ناجز ، لذلك انت تأخذ النصف و يقتسم الباقون النصف الآخر ،.. إذا أصررت على موقفك ، يضرب شيوخ الأسر ، أو حكماء القبيلة على يدك ، و يقولون لا .. هذا لا يجوز .

لذا يتحتم عليك ان تراجع نفسك و تقيد رغبتك و تأخذ فى الاعتبار رغبات الآخرين .. يعنى إذا لم تكبت يجعلك المجتمع تكبت !! ،

لذا تجد ان اول ما وقع عليه الكبت و حدته القوانين البدائية هو الرغبة الجنسية و الرغبة فى التملك ..

لذا تجد ان الحدود فى الإسلام هى اضبط القوانين ، الحدود اضبط من القصاص و هى أوكد القوانين ، قائمة على هذين الاثنين ..

اعتقد ان الدارس للقوانين ، أو الذى يمتلك عقلية قانونية و ثقافة قانونية هو أكثر الناس تقييما لتطور المجتمع ،

الشاهد ان التاريخ الحقيقى للمجتمع دائماً ما يكون مرصود فى هذه القوانين .. خذ مثلا العين بالعين ، و السن بالسن ، لم تبدأ فى الإسلام ، إنما جاءت بصورة كبيرة من التوراة ، و حتى التوراة لم تكن هى الأولى ، و أيضاً يقال نفس الشيئ عن الحج ، و الصلاة ، و الزكاة .. لم تجئ من التوراة أو الإنجيل أو القران .. فى الوثنيات لها جذور ،

هناك الكثير مما يمكن ان يقال عن الكبت و اثره فى نشأة العقل الواعي .

اما ذكاء الإنسان المعاصر الذى تتحدث عنه ، فهو قصة مختلفة تنقطع فيها المقارنة من كل الوجوه .. هذا الإنسان الذى تتحدث عنه قد راكم من الخبرات و المعارف و العلوم ، ما لم يدر حتى بخلد إنسان القرن الثامن عشر ، دع عنك مرحلة البشرية قبل ظهور ادم أبو البشر ، النبى المكلف ، صاحب اول رسالة توحيدية تأتى عن طريق الوحى الملائكى .

انت تقول ان الألم عنصر أكثر أهمية من الرهبة و الرغبة ، فما بالك بالخوف على الحياة نفسها ، و هى الأصل .. ان الإنسان باكتشافه للمجتمع إنما كان يبحث عن الأمن، وهو قد ضحى برغباته و شهواته التى كانت منطلقة فى مرحلة الحيوان بغير ضابط ، لكى يجد الأمن وسط المجتمع ، أو بالأحرى لكى يضمن حياته .. و لولا انه عاش فى المجتمع ، لما اتصلت السماء بالأرض .. و إلا فما الداعي ؟!!!!!



ايوب صابر 05-01-2013 12:16 PM

الاستاذ احمد ابراهيم

تقول " انت تقول ان الألم عنصر أكثر أهمية من الرهبة و الرغبة ، فما بالك بالخوف على الحياة نفسها ، و هى الأصل .. ان الإنسان باكتشافه للمجتمع إنما كان يبحث عن الأمن، وهو قد ضحى برغباته و شهواته التى كانت منطلقة فى مرحلة الحيوان بغير ضابط ، لكى يجد الأمن وسط المجتمع ، أو بالأحرى لكى يضمن حياته .. و لولا انه عاش فى المجتمع ، لما اتصلت السماء بالأرض .. و إلا فما الداعي ؟!!!!!

- الاستاذ احمد لا اعرف ان كان الخوف هو القلق نفسه الذي يتحدث عنه اتباع الفلسفة الوجودية، وهم يعتقدون بأن هذا القلق الذي يشعر به الانسان هو محرك النشاطات الذهنية والانسانية ومن هنا جاءت مقولة نيتشه " ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق ركان" .

لكننا حينما نحلل اسباب الخوف والقلق نجد انها ناتجة عن وعي بالنهاية. ففي تصوري أن الخوف والقلق والرهبة واي شعور من هذا القبيل مؤشر عن وجود مستوى عالي من الوعي كنتيجة لوفرة نشاط الدماغ وفي ذلك مؤشر على وفرة الطاقة الذهنية والتي تنتج بدورها عن الالم الذي ينتج اصلا عن الموت والتجارب المؤلمة truamatic experiences واعظمها اثر الموت.

اذا ارى بأن الخوق والقلق والرهبة كلها نتيجة وليست سبب...اي ان القلق والخوف نتيجة لوفرة الطاقة الذهنية والنشاط الذهني ومن هنا يأتي الوعي.

فالوعي جاء ابتداءا كنتيجة لشعورنا بالالم..ولم لم يكن هناك موت والم لما وصلنا الى حالة الادراك والوعي...

ويبدو ان للالم اثر مشابه على الحيوانات.. والقرود تتالم للموت على طريقة الانسان، وهناك الكثير من التسجيلات التي تظهر اثر الموت واليتم عليها، وقد يأتي يوم ربما بعد مئات السنوات او بعد مئات الالاف من السنوات يتطور فيها عقل القرود هذه التي نعرفها لتصل الى مرحلة الوعي كنتيجة للالم الذي تمر به وتشعر به.


احمد ابراهيم 05-04-2013 07:35 AM

ان الخوف الذى صحب الحياة فى أطوارها المختلفة "الخوف من الجوع ، من الموت أو الانقراض" .. جعل الأحياء فى مختلف مراتبهم فى سلم التطور ، يصطرعون حول المائدة ، و يحكم الصراع "قانون الغابة" و منطقه "من غلب سلب، القوى يأكل الضعيف" ..

و قد ورثت الحياة البشرية ذلك الخوف من طور الحيوان ، فاصبح العقل مشوش ، و القلب منقسم و موزع ، و بذلك تخللت ظلال و روح قانون الغابة القوانين البشرية ، فى اى مستوى !! ..

فالبشر طور مرحلة نزاع ، بين مرتبة الحيوان .. و مرتبة الإنسان ، هذه الحقيقة هى السبب الأساسي من وراء كل المشاكل ، و النزاعات من حروب ، عبر التاريخ ، و حتى اليوم ..

فلا يزال "الوحش" كامنا فى طوايا النفس البشرية ، و من أوضح مظاهره ، حالة الغضب التى تعترينا عند الاختلاف ، حيث يضيق الصدر ، و تثور النفس ، و تتحفز للعراك أو الهروب ، حسب الموقف !!.

فالبشر مشروع "إنسان" لم يكتمل بعد، و كماله باستئناس ذلك "الوحش" و ترويضه ، لتنقاد النفس بسلاسة للعقل .. فيظهر الإنسان .. هل تحلمون به ؟؟ انه فيكم !! يظهره القران .. و ذلك بتحقيق الحاسة السادسة "العقل الصافي" ، و الحاسة السابعة "القلب" ..

و حين ذلك فقط ، يحل السلام على الأرض ، حيث يلتقى الناس ، كل الناس ، على فضائل العقول و القلوب ، و هى سلامة الفطرة التى ولدوا عليها ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) ، و لكن صراعات الحياة عبر الزمن ، حجبت تلك الفطرة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ..

و تلك مهمة المنهاج السليم .. منهاج القران ، برفع تلك الحجب ، بتصفية العقل من الكدرات ، و تجلية القلب من الرين ، فتتم بذلك العودة لتلك الفطرة ، مع التجربة ، حيث يلتقى القديم بالحديث ، يلتقى فى داخل الفرد البشرى ، حين تلتقى براءة الأطفال بحكمة الشيوخ .. تلك هى العبقرية .. و ذلك هو الإنسان القادم .

ففى مستوى الآفاق ، تطورت وسائل النقل و الاتصالات ، حتى جعلت الأرض "المائدة" صغيرة و متقاربة الأطراف ( أولم يروا انا ناتى الأرض ننقصها من أطرافها ) .. و مع ذلك الانكماش و التقارب بين أطراف الأرض ، تطورت بدوافع الخوف وسائل الصراع حول المائدة ، حتى وصلت مستوى الأسلحة الحاضرة "أسلحة الدمار الشامل" ، فاصبح لا بد من التغيير الجذرى ، من اجل الحياة نفسها ، حتى لا تنقرض ..

تغيير جذري يهزم الخوف ، و يجفف منابعه .. تغيير يعيد صياغة التفكير الحاضر ، و يحيي الضمير، و يغير نظرتنا للحياة و الكون .. و مفهوم السعادة ، و طريقة تحقيقها .. و يضع فى البال ، معالم الرحلة الطويلة !! رحلة الحياة ، من و إلى اين ، منبعها و مصبها .

ان العلم المادى إنما هو بمثابة الظلال للعلم الروحي ، أو قل بتعبير أدق ، ان المادة روح فى حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا ، و ان الروح مادة فى حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ..

فالاختلاف بين عالم المادة ، و عالم الروح ، هو اختلاف مقدار و ليس اختلاف نوع ، و هذا يفتح الباب على الوحدة .. وحدة جميع العوالم ، وحين ينتهى بنا العلم المادى التجريبي إلى رد جميع ظواهر الكون المادى إلى وحدة هى "الطاقة" ..

يبرز لنا من جديد ، و بصورة خلابة ، العلم الروحي التجريبي ، ليتولى قيادنا فى شعاب الوادي المقدس ، الذى يقع وراء المادة ، و نستطيع بمواصلة البحث و الاستقصاء ، فى العلم التجريبي الروحي ، ان نرى هل يمكن ان ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى اصل واحد؟ !

و يتم بذلك الاتساق ، و التلاؤم ، بين سلوك البشر ، و بين البيئة المادية التى يعيشون فيها ، فينتهى بذلك القلق الحاضر .. القلق الذى عبرت عنه الوجودية فى مسرحية الذباب لسارتر أحسن تعبير .. خاصة الحوار القديم المتجدد ، فى تحدى الإنسان للإله ، ثم ما يصيب هذا الإنسان فى النهاية ، من شعور بالقرف ، و الغثيان ، و هو يقرر "ليس هنالك اله ، و ليس هنالك معنى فى الكون ، و ليس للإنسان معنى فى كون بلا معنى"...

يتبع

ايوب صابر 05-07-2013 10:54 AM

مرحبا استاذ احمد ابراهيم

تقول "
فالبشر مشروع "إنسان" لم يكتمل بعد، و كماله باستئناس ذلك "الوحش" و ترويضه ، لتنقاد النفس بسلاسة للعقل .. فيظهر الإنسان .. هل تحلمون به ؟؟ انه فيكم !! يظهره القران .. و ذلك بتحقيق الحاسة السادسة "العقل الصافي" ، و الحاسة السابعة "القلب" ..
و حين ذلك فقط ، يحل السلام على الأرض ، حيث يلتقى الناس ، كل الناس ، على فضائل العقول و القلوب ، و هى سلامة الفطرة التى ولدوا عليها ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) ، و لكن صراعات الحياة عبر الزمن ، حجبت تلك الفطرة ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ..
و تلك مهمة المنهاج السليم .. منهاج القران ، برفع تلك الحجب ، بتصفية العقل من الكدرات ، و تجلية القلب من الرين ، فتتم بذلك العودة لتلك الفطرة ، مع التجربة ، حيث يلتقى القديم بالحديث ، يلتقى فى داخل الفرد البشرى ، حين تلتقى براءة الأطفال بحكمة الشيوخ .. تلك هى العبقرية .. و ذلك هو الإنسان القادم .
ففى مستوى الآفاق ، تطورت وسائل النقل و الاتصالات ، حتى جعلت الأرض "المائدة" صغيرة و متقاربة الأطراف ( أولم يروا انا ناتى الأرض ننقصها من أطرافها ) .. و مع ذلك الانكماش و التقارب بين أطراف الأرض ، تطورت بدوافع الخوف وسائل الصراع حول المائدة ، حتى وصلت مستوى الأسلحة الحاضرة "أسلحة الدمار الشامل" ، فاصبح لا بد من التغيير الجذرى ، من اجل الحياة نفسها ، حتى لا تنقرض ..
تغيير جذري يهزم الخوف ، و يجفف منابعه .. تغيير يعيد صياغة التفكير الحاضر ، و يحيي الضمير، و يغير نظرتنا للحياة و الكون .. و مفهوم السعادة ، و طريقة تحقيقها .. و يضع فى البال ، معالم الرحلة الطويلة !! رحلة الحياة ، من و إلى اين ، منبعها و مصبها .

- لا اظن ان هذه اللحظة ( ان يحل السلام على الارض ) سوف تحل ابدا لان ذلك يتناقض مع طبيعة الاشياء...فحينما ينتهي الصراع تنتهي الحياة...

فرويد يقول بأن الانسان الفرد في صراع مع المجتمع الذي يحاول كبح جماحه.
دارون يقول الاجناس تتصارع من اجل البقاء .
ماركس يقول بأن الصراع هو صراع طبقي.
والاديان تقول ان الصراع الرئيسي مع الشيطان.
حتى الافكار تتصارع مما يؤدي الى ولادة فكرة جديدة كما يقول هيجل.

اذا الصراع بين الاضداد هو اساس الحياة ... واذا انتفى هذا الصراع انتفت الحياة.

ثم الا تجد بأن الشعوب تحقق قفزات حضارية في حال مرورها بحرب او كارثه ..الا يعني ذلك بأن الموت هو المحرك للحياة والدافع لها؟ السلام بحيرة هادئة مستقرة ما تلبث ان تتعفن فيها المياه، والصراع والحرب وكل ما يمثل القلق والخوف مثل النهر الذي يظل متجدد في حركته الدائمة. والحياة حتى تستمر لا بد ان تعصف بها الصراعات بين الاضداد دائما.


الساعة الآن 05:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team