منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   كلمات ........! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9823)

ريما ريماوي 09-18-2012 12:17 AM

كلمات ........!
 
كلمـــــــات



- حبيبتي، اقتربي أكثر، دعيني أهمس بأذنك أجمل الألحان.. يا روضة من ورد وريحان..
" أ ح ب ك " يا ملهمة أشعاري وعطر أيّامي، أسرّح شعرك وأمطرك بندي القبلات... أنت لي دعينا نتماهى ونلتحم، تتداخل أصابعنا تلتصقين بي ونرقص نحلق هناك في الفضاء تطيرنا النسمات...

تصغي له والمغنية تصدح بصوتها الجميل:

يُســــمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليســــت كالكلمــــات
يأخذني من تحـــــتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمـات
وأنا.. كالطفلــــةِ في يـــــدهِ
يروي أشـــيـاءَ تدوخـنــــي
تجعلني امرأةً في لحظــــات
...

عشقت كلماته حد الذوبان وسحرتها أشعاره حتى الغرق في عالم الشبكة المذهل، في البدء كان هدفها نسيان واقعها وحزنها بعد وفاة أمها، لكنه من خلال حنكته في اصطياد قلوب العذارى، ومهارته في فنون الإغواء، تمكن من أن يجتاح عواطفها ويوقد نيران أشواقها. يثابر على مغازلتها وإهدائها أجمل الأغنيات.


لم يتطلب الأمر منه أكثر من بضعة أيّام للوقوع في شبكته الحريريّة، فأحكم قبضته عليها عجينة طيّعة بين يديه، طلب منها قائلا:
- يا معشوقتي الجميلة، آن الأوان لتتويج حبنا على أرض الواقع، أريد رؤيتك فعلا، لم أعد أحتمل..

شعرت بقلبها يرفرف كالطبر، وشتى عواطف الرفض والقبول تتنازعها.. أردف قائلا:

- تعالي غدا لملاقاتي في المقهى الكائن على ناصية الشارع الرئيس في المدينة، ســـأستمر أنتظرك خلال الأسـبوع القادم يوميا في الخامسة بعد الظهر، وإن لم تأتي خلال هذه المهلة فإنني بكل أسف سأقطع علاقتنا الباردة غير المجدية من خلال الشاشة... وافقي حبيبتي فتكتمل سعادتنا معا.

نامت ليلتئذ تتقلب في فراشها لا تقر على قرار، "هل ترضخ وتذهب ترتمي في أحضانه؟ أم تقاوم جنونها وضعفها أمامه؟!"

في اليوم الأول استطاعت المقاومة، انتظرته على الشاشة، لكنه لم يظهر. استمرت تنتظره بلا طائل حتى حل اليوم الأخير من الأسبوع.

مسيّرة لا مخيّرة قامت ترتدي أجمل ثوب تملكه.. أحمر مرصع عاري الكتفين، ضيق يشد جسدها ويظهر جمال نحرها.. وشقّ في جانبه يصل إلى منتصف الفخذ. ونزولا عند رغبته في الاستمتاع برائحة جسدها الطبيعية لم تضع أي عطر، مكتفية ببعض الكحل وبلمسات من المكياج خفيفة. غادرت البيت دون أن تخبر أحداً حسبما أوعز لها.

قادت سيارتها حيث مكان اللقاء، ولجت المقهى تبحث عنه، هاهو هناك على طاولة صغيرة أعدت لشخصين، يداعب ورقات وردة ملقاة قرب كتاب يحتوي قصائد شعريّة، وصلت، حيّتْهُ بهدوء، تفحصّها بتمعن، ثم قام باسما وسحب الكرسي الآخر كي تجلس عليه. وقدم لها الوردة.

كادت تذوب خجلا من نظراته الوقحة المنصبة عليها، لم يحاول إخفاء إعجابه، تطابق صورها بل أجمل. ألقى بضعة دولارات على الطاولة وقال بلهجة آمرة:
- هيا بنا...

انصاعت وقادت سيارتها وراءه منوّمة مغناطيسيا...

وصلا كوخا بعيدا عن العمران والأماكن المأهولة، أوقف سيارته داخل ساحة البيت ونزل ينتظرها حتى ركنت سيارتها، أمسك بيدها يساعدها، وتقريبا سحبها إلى بيته الصغير، لم تعبأ برائحة العفونة المنبعثة منه.

اشتعل جسدها وابتدأ قلبها يخفق بقوة وهو يقترب منها، يرفع شعرها بيديه فتلفحها أنفاســه الحارة، يدنو منها أكثر فأكثر ويمطرها بقبلاته،
أجلسها على الكنبة الكبيرة، أغمضت عينيها فليفعل بها ما يشاء.

وقف فوق رأسها وبدأ يجدل شعرها الطويل المنساب في جديلة واحدة... استسلمت لأنامله وهي تداعبها، على حين غرة سحب خنجرا حادا من غمده، ملقى على طاولة مستديرة قرب الطاولة، وبلحظة اجتز جديلتها كاملة من الأعلى..

أطبق يده على فمها يكتم صرخة الرعب الصادرة عنها.. يسكتها بواسطة نصل الخنجر البارد يشده بقوة على جيدها، توسعت حدقتاها تنظر مشدوهة إلى ملامح وجهه المشوّهة المغرقة في ساديته الوحشية بعدما ظهر على حقيقته، وقد سرت فيه قوة عنف هائلة يتمثل لها كالشيطان الرجيم... اغرورقت عيناها والمطر الأسود ينسال مدرارا.

.................

في مخفر الشرطة،، على لوحة المفقودين، تم طرح صورة جديدة لشابة مفقودة في العشرين من عمرها...

في القفر... داخل بئر في ساحة الكوخ الصغير،، جثة شابة عارية تملأها الرضوض والجروح من طعنات خنجر .. وقد انتهك جسدها، ملقاة فوق هياكل عظمية وجثث أخرى متحللة مجزوزة...

في وسط الكوخ،، شاب يداعب بأصابعه جدائل شعر، من جميع الألوان والأصناف محفوظة في درج المكتب، باليد الأخرى ينقل من كتاب مفتوح بعض أبيات الشعر يدقها على لوحة مفاتيح حاسوبه...

- حبيبتي، ما أجمل شعرك الناريّ الأحمر لكم هو طويل، وياللمصادفة السعيدة، أنتِ تعيشين في مدينتي نفسها...!

تكمل المغنية:

والمطـرُ الأســودُ في عيني
يتســـــاقـطُ زخاتٍ.. زخات
يبني لي قصـــراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتــي
لا شيءَ معي إلا كلمـات..
....

بل لن تعود.. !


انتهت مع تحيات: ريما ريماوي.
القصة بقلمي وليست عن فيلم أجنبي.

أحمد فضول 09-18-2012 09:29 AM

نهاية دراماتيكية فظيعة فيها صورة الحقد البغيض نحوالجنس الآخر ، لاشك شدتني لغة النص لقراءته حتى الثمالة ولكن خاتمة صادمة ، هناك الكثير من المجاذيب الذين يشتغلون في حياة الناس لايسترحون ولا يتركون الناس يعيشون حياتهم بأمن وسلام .
القصة ممتعة جاءت بأسلوب شائق صورت الزوايا المعتمة من المجتمع واستغلال معطيات العصر " التقنية " في صنع الجريمة واتخاذها تسلية . كما وظفت الموروث الفني بكلمات لها وقعها في النفس الانسانية السوية .
أحسنت ، بوركت وبورك قلمك وفكرك ، وعلى أمل أن نرى مجموعة قصصية بتوقيعك في القريب العاجل .

محمد فتحي المقداد 09-18-2012 07:35 PM

أستاذة ريما
أسعدك الله
أولاً - فضائل النت عظيمة إذا استخدم في طريق صحيح وقويم.
ثانيا - شرور النت عجيبة وكثيرة كما راينا في النص .
ثالثاً - الذئب نصب الفخ وجلس ينتظر فريسته...
رابعاً - لصوصية عجيبة باستخدامه الخداع والغش للإيقاع بالبنت
المسكينة المخدوعة التي سلمت نفسها واستسلمت لرغباتها الفائرة
ودفعت حياتها .. وفضيحة بعد قتلها .. بهذه الوحشية والسادية لهذا
المهووس والمريض..
دمت بكل إبداع - ريما-

ريما ريماوي 09-19-2012 10:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فضول (المشاركة 127315)
نهاية دراماتيكية فظيعة فيها صورة الحقد البغيض نحوالجنس الآخر ، لاشك شدتني لغة النص لقراءته حتى الثمالة ولكن خاتمة صادمة ، هناك الكثير من المجاذيب الذين يشتغلون في حياة الناس لايسترحون ولا يتركون الناس يعيشون حياتهم بأمن وسلام .
القصة ممتعة جاءت بأسلوب شائق صورت الزوايا المعتمة من المجتمع واستغلال معطيات العصر " التقنية " في صنع الجريمة واتخاذها تسلية . كما وظفت الموروث الفني بكلمات لها وقعها في النفس الانسانية السوية .
أحسنت ، بوركت وبورك قلمك وفكرك ، وعلى أمل أن نرى مجموعة قصصية بتوقيعك في القريب العاجل .

الله يبارك فيك ويرعاك ويحفظك...

لكم أسعدني حضورك، وردك القيم للنص الأستاذ

الأديب أحمد، شكرا جزيلا لك على حسن المتابعة،

وعلى أمنياتك الرقيقة الحلوة النابعة من صفاء قلبك.

كن بخير وصحة وعافية.

مودتي واحترامي وتقديري.

تحيتي.

نزار ب. الزين 09-23-2012 10:54 PM

أختي الفاضلة ريما
نص آخر من نصوصك المبهرة
تناولت فيه هذه المرة تحليلا عميقا
لشخصية سادية لا تخلو من الجنون
فوفقت أيما توفيق
و أبدعت أيما إبداع
دام ألقك أختي الكريمة
نزار

سهى العلي 09-26-2012 10:33 PM

عزيزتي ريما


قصة ممتعة تأسرك من الحرف الأول إلى الأخير

هذه القصة قريبة جداً من الواقع

ليست الجريمة تحديداً.. ولكن ما هو أفظع من القتل


دمتِ مبدعة

محمد الصالح منصوري 09-26-2012 11:39 PM

فهل من متعض ؟؟؟
فضائح وجرائم خطّط وقائعها حضور التواصل أو التقاطع على شبكة النيت ، لسذاجة البعض ولخبابة البعض الآخر ..
كلمات نصّ يفحص واقعة مشءومة وحزينة ، يقدمها درسا للإنتفاع به ..
تحية لقلمك الساحر أختي ريمة ريماوي
تقديري

ريما ريماوي 09-27-2012 05:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي المقداد (المشاركة 127347)
أستاذة ريما
أسعدك الله
أولاً - فضائل النت عظيمة إذا استخدم في طريق صحيح وقويم.
ثانيا - شرور النت عجيبة وكثيرة كما راينا في النص .
ثالثاً - الذئب نصب الفخ وجلس ينتظر فريسته...
رابعاً - لصوصية عجيبة باستخدامه الخداع والغش للإيقاع بالبنت
المسكينة المخدوعة التي سلمت نفسها واستسلمت لرغباتها الفائرة
ودفعت حياتها .. وفضيحة بعد قتلها .. بهذه الوحشية والسادية لهذا
المهووس والمريض..
دمت بكل إبداع - ريما-


اهلا ومرحبا بك الأستاذ القدير محمد فتحي المقداد...

لكم أسعدني ردك القيم الآثر...

الله يديمك ويطول عمرك ويسعدك.

مودتي وتقديري واحترامي.

تحيتي.

ريما ريماوي 09-28-2012 08:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين (المشاركة 127711)
أختي الفاضلة ريما
نص آخر من نصوصك المبهرة
تناولت فيه هذه المرة تحليلا عميقا
لشخصية سادية لا تخلو من الجنون
فوفقت أيما توفيق
و أبدعت أيما إبداع
دام ألقك أختي الكريمة
نزار

الله يسعدك استاذ نزار ...

شكرا على جميل الحضور،

اعتز بردك وفرحني إعجابك..

كن بخير وصحة وعافية.

مودتي واحترامي وتقديري.

تحيتي.

ريما ريماوي 09-28-2012 08:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى العلي (المشاركة 128006)
عزيزتي ريما


قصة ممتعة تأسرك من الحرف الأول إلى الأخير

هذه القصة قريبة جداً من الواقع

ليست الجريمة تحديداً.. ولكن ما هو أفظع من القتل


دمتِ مبدعة

الغالية سهى العلي...

اسعدتني بردك وبهاء حرفك..

شكرا لك على جمال الحضور...

خالص مودتي وتقديري.

ريما ريماوي 09-28-2012 08:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح منصوري (المشاركة 128015)
فهل من متعض ؟؟؟
فضائح وجرائم خطّط وقائعها حضور التواصل أو التقاطع على شبكة النيت ، لسذاجة البعض ولخبابة البعض الآخر ..
كلمات نصّ يفحص واقعة مشءومة وحزينة ، يقدمها درسا للإنتفاع به ..
تحية لقلمك الساحر أختي ريمة ريماوي
تقديري

أهلا الاستاذ محمد الصالح المنصوري..

سعدت بمصافحتك الاولى لمتصفحي،

وعسى أن نعتبر بالدرس.

شكرا على بهاء الحضور.

احترامي وتقديري.

تحيتي.

ريما ريماوي 06-20-2013 11:02 AM

الأستاذ سالم وريوش الحميد،ورأيه بقصة كلمات... مع شكري واحترامي وتقديري.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم وريوش الحميد (المشاركة 961728)
نص الكاتبة المبدعة ريما ريماوي كلمات
بعد أن تعددت المدارس الفنية والأدبية واختلفت الأساليب والطرق يبقى سؤال يدور في ذاكرتنا
ما الذي نريده من الكاتب ..؟
الإمتاع أم المضمون أو بمعنى آخر الشكل الجمالي أم الفكرة أم لكليهما نحتاج؟
هذا التساؤل ظل مرتبطا ارتباطا وثيقا بأي عمل نقدي يحاول تقييم أي جنس أدبي .. وهو قديم قدم الأداب والفنون ..
ويأتي الجواب واضحا فالنص الذي لا يوفر الإمتاع لا يحقق تمييزا..
وكذلك فالنص إذا ما توفر فيه عنصر الإمتاع ولكنه كان خاليا من المضمون سوف يكون تأثيره كمن يبني صروحا من وهم تزول ما أن يزول المؤثر
و بطبيعة الحال لن تركد مثل هذه الأعمال في الذاكرة طويلا ..
ما يسعى إليه الكاتب في كتاباته هو أن يوصل الفكرة عن طريق السرد .. فهناك هدف يمكن أن تصل إليه عبر مسالك و طرق عدة بعضها طويل والبعض الآخر قصير بعضهم يصل إليه بأدوات مبسطة والأخر بأدوات أكثر تعقيدا .. لذا فأن كل كاتب له أسلوبه السردي الذي يميزه عن غيره ربما يكون ذلك إطارا لجميع أعماله
وضمن هذا السياق وبمسار سردي ثابت سارت كاتبتنا المبدعة ريما ريماوي عليه و أخذت تشكل أعمالها بأسلوب شائق له عشاقه ومحبيه، أسهمت في إغناء ذائقتنا بإعمال رائعة.
وكم اقترحت عليها أن تغير أسلوبها السردي وأدوات قصها كونها متمكنة من لغتها لكي تواكب حركة التغيير المستمر في الحركة الأدبية ضمن مسارات الحداثة أو ما بعد الحداثة لكنها كانت واثقة من قدراتها وإمكانياتها بأنها ستحقق شيئا من خلال هذا النمط الإبداعي الذي دأبت عليه، ورغم عدم اقتناعي آنذاك بما كانت تقول .. إلا أن ثمة شيئا غير مسار تفكيري وهي أن الكاتبة ريما تحقق في كتاباتها تفاعلا مع عدد كبير من القراء، ولأن كتاباتها تحقق غاياتها في الإمتاع والهدف الإنساني النبيل الذي تحاول أن تشكل أبطالها عليه لذا فأن أي محاولة لتغيير أسلوبها قد يضعف عطاءها ..
رغم أن حلولها فردية تأملية تنزع إلى نزعات مثالية لكن ما هو خاص يمكن أن يكون عاما.
كيف يجب أن يكون الأسلوب السردي للكاتب؟
يتمخض عن مثل هذا السؤال أسئلة أخرى
ألازلنا نحتاج إلى قراءة نصوص تكتب بأسلوب سردي مبسط غير مركب؟ تعتمد مضمونا واضحا بلا تشعبات ولا تشفير، وغير خاضعة لمتطلبات الحداثة لتيارات فنية وأدبية مختلقة كالدادائية، والسريالية، والانطباعية.. أقول نعم نحن بحاجة لمثل هذا الأدب رغم أن الكثير من النقاد نأوا بأقلامهم عن تناول تلك النصوص بل اعتبروا إن القيم الجمالية للنص باستخدام الطرح المباشر لا تحرك منظومة العقل البشري لذا كانت دراساتهم تتناول الأعمال الأكثر تعقيدا ، بل ظنوا أن الإبهار والدهشة تأتي من خلال فرض عالم غرائبي على النص
بشخوصه وعوالمه و هيكلية بنائه.. مما جعل الكثير من الأدباء يبتعدون عن كتابة النصوص البسيطة بتركيبتها وبشخوصها. ليسقط البعض منهم في فخ الحداثة دون دراية منهم ومعرفة.
كان هذا واحد من الأسباب التي رشحت بها نص الكاتبة ريما للغرفة الصوتية .. لأنه نص اكتملت كل أركان نجاحه .. فهو نص ماتع ومتماسك ومتمكن، بلا إسهاب ، ولغته سليمة ونهايته صادمة . وهي من شرائط القصة القصيرة.
ملخص النص:
فتاة تجد نفسها منقادة لشاب يحادثها على النت يحاول أن يكلمها بكلام منعم ليجذبها إليه.. ويطلب منها أن تلتقي به وبعد صراع مع إرادتها تستلم لرغباته وتذهب إليه,, لتلقي حتفها هناك
ويظهر أنه سفاح قاتل ..
كلمات هو عنوان النص .. شمولية هذا العنوان تضعنا أمام حقيقة.. أن لهذه الكلمات وقع السحر على النفس فبإمكانها أن تملأ نفوسنا بالفرح ، وبإمكانها أن تكون سببا في سعادتنا
وبإمكانها أيضا أن تكون سببا في تعاسة الإنسان وملء القلوب بالغل والحقد على الآخرين..
تتأثر النفس بشكل طردي مع توافق قناعات متبادلة.
البطلة كانت تعيش فراغا نفسيا وعاطفيا.. أضاع عليها قدرتها على اتخاذ قرار سليم .. فهي انقادت بشكل غريب تحت سطوة تأثير تلك الكلمات عليها، تقودها رغبة عمياء دون خوف من مصير مجهول قد ينتظرها آثرت أن تكون طوع أمر صديقها منذ أول لقاء لها به لم يبذل أي جهد سوى إغراقها بسحر حديثه المعسول، وبتلك الأغنية التي كانت لازمة البداية والنهاية راح يسحرها.. حيث جاءت وكأنها جزء من النص .. أو كأن النص محاكاة لتلك الكلمات المغناة
...
ماذا أرادت أن تطرحه الكاتبة ...؟
قبل أن نحاول معرفة قصدية الكاتبة علينا أن نوضح نقطتين مهمتين قد تتبادر لذهن الجميع
1. هل هناك مثل هؤلاء السفاحين ..؟
قد يرى الكثير أن مثل هذه الجرائم المدبرة بإتقان قد تكون شاذة ولا تشكل ظاهره رغم حدوثها ليأتي الجواب من بطون التأريخ والذي له شواهد فهناك سفاح الإسكندرية وريا وسكينة والسفاح السوداني في جامعة صنعاء وأبو طبر العراقي الذي أرعب بغداد في فترة السبعينات ،
2. هل توجد امرأة بهذا المستوى من السذاجة ..؟
أن المرأة بطبيعتها في مجتمعاتنا ..
تكون أكثر حذرا وخوفا من النساء الأخريات في المجتمعات الأكثر انفتاحا فلا تنقاد مثل هذا الانقياد الأعمى دون معرفة مسبقة بالشخص الذي تنوي أقامة علاقة معه. لكن الحقيقة أن هذا العالم الافتراضي قد يخلق مثل هذه العلاقات أو علاقات أخرى أكثر عمقا قد تصل إلى حد
الاستغلال .. لأن تأثير الكلمة على الإنسان كبير و قد يخفي كثير من العيوب لأنه عالم غير مرئي وأن ظاهر الكلام هو غير ما هو مخفي فبالمخفي تحدد النوايا.
ما أرادت الكاتبة أن تقوله أن هذا العالم الافتراضي رغم جماله وسحره ومقدار ما يمنحنا الفائدة إلا أنه عالم خادع لا يمكن الوثوق به ..



الساعة الآن 04:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team