منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   << مشــــــــاعــــــر موؤدة >>> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1886)

ساره الودعاني 10-17-2010 04:16 PM

<< مشــــــــاعــــــر موؤدة >>>
 
[ مشاعر موؤدة ]

راشد ، الإنسان الجاد الهادئ ، ذو الأخلاق الجمة

والتعامل اللطيف مع كل البشر ، بدءاً من أسرته وأصدقائه، حتى

زملائه في العمل ، فهو يعمل في المحكمة سكرتيرا لدى كبير القضاة ،

واليد اليمنى له ..

كان باراً بوالديه وناجحاً في كل مجالات عمله ، ما عدا حياته الأسرية

والعاطفية ، فلم يكن يحظى بشيءٍ من الاستقرار والدفء العائلي ، ومع

ذلك فهو لا يكاد يلحظ من حوله شيئاً مما يعاني، فهو كتوم على

أسراره ولم يشكِ همه لأحد قط ..

لم يعد راشد يطيق الجلوس كثيراً في مكتبه الموجود في بيته!! كثيراً ما جمع

أوراقه وملفاته وخرج بها إلى الصالة ونشرها هناك ، فبعد ترك زوجته

البيت ، وأخذها البنات والولد معهاإلى بيت أهلها بدون رجعة، أصبح

كالمشرد حتى وهو في بيته .. ولم يكن وجود مريم في البيت هو ما يشعره

بوجود كيان له ، بل هو شعور بالأمان لأجل بناته اللاتي لم يزلن في سن

المراهقة !لم يكن يجدر بمريم ترك البيت بهذه السهولة لمجرد أن راشد زل

لسانه ذات يوم بأنه لم يحبها قط وأن الوداد وصلة الرحم هما أكثر ما

يقيم له وزناً .

زوجته هي ابنة خال أمه , وبحكم عمله في المحكمة الشرعية سكرتيراً

للقاضي الذي يتولى أمور الطلاق والخلع والحضانة،ويرى ما يؤول إليه

حال الأبناء بعد الانفصال، كل هذا يجعله أكثر تحكما بأعصابه وهدوئه !

تذكر كيف حصل ذلك وهي تسرح شعر ابنتهم،حيث قالت مريم موجهة

الكلام لابنتها : سأدعو ربي أن تحظين بزوج يحبك كما أحبني والدك !

كان راشد حينها يسمع الحديث حيث صرخ قائلا : لا.. أريد زوجها أن

يحبها فعلا ..وأن تتعلم كيف تزرع الحب والمودة . .وكيف تقدر من

يقدمها لها سواء كان زوجاً أو أولاداً.. لا أريدها أن تكون نسخة

مكررة منك !!

لم تدعي للحب نفساً ينمو فيه،أو يولد بيننا،كنت بارعة جداً في

تقويضه ومحو أثاره في بيتنا !!









وكأن مريم تبحث عن جنازة تشبع فيها لطما وهذا أفضل ما تجيده في

حياتها معه ! لم تكد تمضي ساعة على هذا الحوار الخاطف حتى كان احد

إخوتها بسيارته أمام البيت كالعادة تستدعيهم كسيارات المطافئ في كل

جدال بينها وبين راشد !...

تنفس بعمق ورمى الأوراق على الأرض وذهب إلى المطبخ وأحضر شايا

أعده سلفا ..

الفراغ العاطفي والحنان الأسري هو ما يفتقده راشد حتى بوجود مريم !

لم يكن يألو جهدا ولا يمن بوقته عليها كثيرا ما نصحها ورجاها وحاول

إصلاحها ! لكن لا حياة لمن تنادي وترجو !

أخذ راشد يفرز أوراقه ويدبسها ويضعها في الملفات ..

أطال النظر في ورقة بيده ما هذا ؟

الجازي محمد علي !! من ؟ أمعقول؟

أهذه الجازي أمل الصبا وأحلام اليقظة فيه ؟

يبدو أنها هي الجازي من توقفت مشاعري عن النمو بعد تلاشي وجودها

كحقيقة في حياتي !!

قاوم راشد تنهدة حارة خرجت من جمرة تحت فؤاده من سنين مضت

حيث كانت الجازي بمثابة الحلم المخبوء تحت جوانحه حيث ينتظر

الفرصة للتعبير عنه حين يكون الوقت مناسبا ولم يعلم حينها أن الفرص

لا تتكرر وأنها كالطائر في السماء إذا لم تكن صائدا ماهرا فلن تحصل

عليه ! وهكذا طارت الجازي منه في لحظات حيث سمع والدها يخبر

أبيه عن موعد زواجها من ابن صديق له.. بعد أن ألمح لأمه أنه يريدها


زوجة له إذ لم يتبقى له سوى سنة دراسية في معهد القضاء !

في هذه اللحظة حس راشد بضعفه وهشاشة قلبه وحاول بشتى الأفكار

أن يتناسى مشاعره التي وأدها في صباه واستطاع كبحها وهو يخاف

الآن أن تفضحه في كهولته وتسيطر عليه بعد أن ضعفت نفسه !! عجبا

أكل ما نكبر نظن أننا ننضج ونعقل بينما الحقيقة أننا نضعف حتى أمام

أنفسنا!

كانت الوسيلة الوحيدة التي أمام راشد كي يقاوم بها هوى النفس وأحلام

الماضي هو أن يتصل بمريم ويحاول استعادتها وهذا ما فعله ولسوء

ما حصل أنها وإخوتها رفضوا المحاولة وطالبوا بإتمام الطلاق !

ما أتعسك يا راشد لم تتزوج حمقاء واحده بل تزوجت عائله كاملة

من الحمقى ! ألم تكن تحسن معاملتها وتتحمل حماقاتها وصلفها ؟

ألم تكن دموع الرجل العسيرة التي تستعصي على أرق الرجال

تنزل على خدك في ظلمة الليل ووحشة المشاعر منها ؟

ماذا دهاك يا رجل ؟

يبدو أن هاجس وجود البنات معها باستمرار يخيفك يا راشد من أن

يتصفن بصفاتها ..

كان بوده لو يهمس بأذان بناته بأن الحب إذا لم يكن موجود بين الزوجين

يمكن زراعته وتربيته ! أسهل المشاعر زرع وإنماء هو شعور المحبة

بين الناس !

..
في هذا المساء ذهب راشد إلى بيت أم علي أخته التي هي بمنزلة أمه

وصارحها ..

برغبته بخطبة الجازي وأخبرها أنه تم طلاقها بعد أن تزوج عليها زوجها

رغبة في الإنجاب وطلب منها أن ينفصلا فهو لا يستطيع أن يقوم بفتح بيتين

معاً !

وبعد تحريات قامت بها الأخت علمت أن الجازي تزوجت فور تمام العدة !

لم يكن إخبار راشد بالأمر السهل على أخته ولكنها فعلت !

حين عاد إلى البيت رمى نفسه بكل أسى وضعف على سريره ووضع

رأسه على وسادة كادت أن تغوص في رأسه بدل أن تحضنه !

اختلط الأمر على راشد فهو لم يعد يدري هل الوسادة فوق رأسه أم أن رأسه

فوق الوسادة ..




هذه هي حاله

حين يضع رأسه على الوساده ما تلبث تلك

أن تبدأبنبش أعماقه حيث يوجد..

ما طمره النسيان!

وما يخفيه الخوف!!

وما يأس الرجاء منه!

شبيهة بعربات القطار

التي اكل عليها الدهر!!

تبدو متماسكه في الظاهر!

ولكل منهاحال..

تتداعى فوق رأسه..كصخور منحدرة

من قمةجبل ..

بعضها مؤلم وجارح!

منها ما يثير الغبار!

إحداها..لها دوي..يصم أذنيه!

ويهز كيانه!

يصبح رأسه..كبالون

مملوء بالهواء الساخن

يكاد ينفجر!

ينازع رأسه !

ويضعه تحت الوساده!!

حينها..يهدأ الضجيج!

وتهدأ.. الحركه..

حين..يصحو..يعاهد نفسه..

أن يضع رأسه تحت الوساده..

حين يبدأ..مالا يوده!

ليتم..وأده..

في..مهده!!






سلطان الركيبات 10-17-2010 05:08 PM

كأني أنا المعني يا ودعاني
في قصتك الجميلة الواقعية لا الخيالية
سطور كثيرة متشابهة لدي
لقد أجدت وأبدعت في كل عناصر القصة يا سارة
اعجبتني هذه التشبيهات
*وكأن مريم تبحث عن جنازة تشبع فيها لطما وهذا أفضل ما تجيده في حياتها معه

* لم يكن وجود مريم في البيت هو ما يشعره بوجود كيان له !
بل هو شعور بالأمان لأجل بناته اللاتي لم يزلن في سن المراهقه !


*ما أتعسك يا راشد لم تتزوج حمقاء واحده بل تزوجت عائله كاملة من الحمقى

*
أختلط الأمر على راشد فهو لم يعد يدري هل الوسادة فوق رأسه أم أن رأسه فوق الوسادة

سارة أنا من عشاق القصة القصيرة

وأنت مبدعة في هذا اللون الأدبي
مبدعة ولله
مودتي أيتها السعودية المتميزة
همسة صوبي ما يلي
سأدعو ربي أن تحضي بزوج..تحضين
لم تدعي للحب نفسا ينمو فيه..تدع ِ
لم يكن يألو جهدا..يألُ
إذ لم يتبقى له سوى سنة دراسية..يتبقَ
عجبا أكل ما نكبر نظن أننا..أكلما
ألم تكن تحسن معاملتها وتتحمل حماقاتها وصلفها..تكُ
اسعدني حجز المقعد الأول



سهى العلي 10-17-2010 08:44 PM

الكاتبة الجميلة سارة


استمتعتُ جداً بقراءة القصة
ليس للمحتوى المؤلم
ولكن لــ قوة السرد الممتعة
هذه حلقة من عقدة من مجتمع
في أحيان كثيرة السكوت أفضل من البوح
جميلة كعادتك
دمتَ متألقة

عبدالسلام حمزة 10-17-2010 09:12 PM



الأديبة سارة الودعاني

سرد هادئ وجميل , تسلسل محكم لأحداث فيها من التعابير الرائعة .

الأخت الكريمة سارة لو يسعني صدرك الكبير :

قصتك تصلح أن تكون مقدمة جميلة لرواية ناجحة إن شاء الله .

ما يميز القصة القصيرة قلة أبطالها وضيق فضاءها

بحيث يبقى التركيز , وتبقى الأحداث في بؤرة الضوء دون تشتيت للقارئ .

يسرني أن أقرأ لك , كتاباتك مميزة , والقصة فيها

إحساس عميق ممزوج بما اخترتيه من كلمات .

سلامي لك يا أخت سارة .

ناريمان الشريف 10-17-2010 10:02 PM

أعتقد أن الخلاف قائم حتى الآن
حول : من الأفضل أن يتزوج المرء بمن يحب أم بمن يحبه
ولكن نصيحة هذا الرجل لابنته وأمنياته لها بأن تتزوج رجلاً تحبه هي
نابعة من تجربة من صميم عمله
ويبدو أنه كذلك
فبالنسبة للمرأة الأفضل لها أن تتزوج بمن تحب
والله أعلم

الغالية سارة .. أشرت في قصتك إلى قضية فعلاً محيرة
وسؤال يتردد
من أحسن لنا أن نحـِب أم أن نحَب ؟


تحية كبيرة ... ناريمان

أحمد فؤاد صوفي 10-17-2010 10:13 PM

الأديبة الكريمة سارة الودعاني المجترمة

أهم ما يجذبنا إلى قصة ما هو أن نحبها ونحب أن نقرأها برغبة
وأن نستمر بقراءتها . .

أما التنظير الأدبي فيما يتعلق ببناء القصة ومقدمتها وأسلوبها وقفلة النهاية وخلافه . .
فإن كل ذلك يأتي في المرتبة الثانية بدون شك . .
أما العكس . . أن تستوفي قصة ما جميع تنظيراتها . .
وبعد ذلك لا يميل القارىء إليها . . ! فما الفائدة . .

كتبت لك هذه المقدمة . . لأنني رأيت قصتك هنا قد استوفت الشرطين . .
فمن ناحيتها كقصة قصيرة . .
الموضوع واقعي ومن مجتمعنا العربي . .
وأرى أن المقدمة والدخول في جو القصة مناسب . .
السرد مع الأحداث الجارية . . موفق . .
اللغة جيدة مناسبة . .
النهاية وقفلتها موفقة . .
القصة بمجملها ناجحة تستحق القراءة برغبة حقيقية . .
لذا وجب علي تهنئتك بالضرورة . .
وقد قمت من طرفي ببعض التضبيطات المختلفة التي وجدتها مناسبة لقصة تستحق الإشادة . .

كاتبتنا المحترمة . .
تقبلي ودي تقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

مي علي 10-18-2010 12:05 AM

احجز مقعد ولي عودة ان شاء الله..

ساره الودعاني 10-18-2010 12:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الركيبات (المشاركة 35825)
كأني أنا المعني يا ودعاني
في قصتك الجميلة الواقعية لا الخيالية
سطور كثيرة متشابهة لدي
لقد أجدت وأبدعت في كل عناصر القصة يا سارة
اعجبتني هذه التشبيهات
*وكأن مريم تبحث عن جنازة تشبع فيها لطما وهذا أفضل ما تجيده في حياتها معه

* لم يكن وجود مريم في البيت هو ما يشعره بوجود كيان له !
بل هو شعور بالأمان لأجل بناته اللاتي لم يزلن في سن المراهقه !


*ما أتعسك يا راشد لم تتزوج حمقاء واحده بل تزوجت عائله كاملة من الحمقى

*
أختلط الأمر على راشد فهو لم يعد يدري هل الوسادة فوق رأسه أم أن رأسه فوق الوسادة

سارة أنا من عشاق القصة القصيرة

وأنت مبدعة في هذا اللون الأدبي
مبدعة ولله
مودتي أيتها السعودية المتميزة
همسة صوبي ما يلي
سأدعو ربي أن تحضي بزوج..تحضين
لم تدعي للحب نفسا ينمو فيه..تدع ِ
لم يكن يألو جهدا..يألُ
إذ لم يتبقى له سوى سنة دراسية..يتبقَ
عجبا أكل ما نكبر نظن أننا..أكلما
ألم تكن تحسن معاملتها وتتحمل حماقاتها وصلفها..تكُ
اسعدني حجز المقعد الأول





مرحبا بك أستاذ سلطان الركيبات

سأمنحك جائزة { لمن يجروء } فمن يدري كم راشد أو راشدة بيننا ولكننا نؤثر السلامة


ونحتذي براشد في صمته

, توقعت أنت أنها واقعيه وقد تكون كذلك

فهذا الوقت جعل الكثير من النساء لا يستشيرن احد

ولا يأخذن برأي ناصح فأصبحت مرجعيتهن { رؤوسهن } فقط

كيرا ما نشاهد إمراة حمقاء مع رجل متزن والعكس يحدث أيضا..

أستاذ سلطان سررت بتواجدك وسرني أن القصة راقت لك


وتبسمت من تعليقاتك الظريفة..

العذر فقد اطلت انا الحديث فالجالس في المقعد الأمامي

عليه ان يتحمل سوالف الجالس بجواره بكل صبر:(

تحيتي لك خالصة وتقدير أيضا..



بالنسبة للتصويبات سررت بهمستك وسأنتظر الأستاذ احمد

فأمامه إصلاحات هنا كان الله في عونه وشكر له



ساره الودعاني 10-18-2010 01:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى العلي (المشاركة 35900)
الكاتبة الجميلة سارة


استمتعتُ جداً بقراءة القصة
ليس للمحتوى المؤلم
ولكن لــ قوة السرد الممتعة

هذه حلقة من عقدة من مجتمع
في أحيان كثيرة السكوت أفضل من البوح

جميلة كعادتك

دمتَ متألقة


الجمال في تواجدك هنا

وفي قرآتك العميقة

ربما هي قدرات البشر تختلف على مدى تحمل الصمت

البعض لديه متسع من الحلم والآناةء والبعض إنفجاري الطباع..

إستاذة سهى العلي

تحيتي لكِ صادقة..

ساره الودعاني 10-18-2010 02:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 35921)


الأديبة سارة الودعاني

سرد هادئ وجميل , تسلسل محكم لأحداث فيها من التعابير الرائعة .

الأخت الكريمة سارة لو يسعني صدرك الكبير :

قصتك تصلح أن تكون مقدمة جميلة لرواية ناجحة إن شاء الله .

ما يميز القصة القصيرة قلة أبطالها وضيق فضاءها

بحيث يبقى التركيز , وتبقى الأحداث في بؤرة الضوء دون تشتيت للقارئ .

يسرني أن أقرأ لك , كتاباتك مميزة , والقصة فيها

إحساس عميق ممزوج بما اخترتيه من كلمات .

سلامي لك يا أخت سارة .


مرحبا أستاذ عبد السلام المكان كله يتسع لك

والصدر يسع كلامك وجميل نصحك وإخلاصك

إنه شي يبعث على الفخر ان أسمع رأيك الجميل فيما كتبته هنا

لا اخفيك كنت أحاول في بعض الأحيان تفريع القصة والإطالة بعض الشي ثم اتراجع

لا ادري هو إنعدام الصبر أم القدرة أم الوقت الهادئ ومع ذلك سأضع رأيك وتشجيعك نصب عيني

لا حرمني الله تواجدك ولا حرمك من الأجر والتوفيق في جميع امورك

تحيتي وتقديري لك..

ساره الودعاني 10-18-2010 02:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 35953)
أعتقد أن الخلاف قائم حتى الآن
حول : من الأفضل أن يتزوج المرء بمن يحب أم بمن يحبه
ولكن نصيحة هذا الرجل لابنته وأمنياته لها بأن تتزوج رجلاً تحبه هي
نابعة من تجربة من صميم عمله
ويبدو أنه كذلك
فبالنسبة للمرأة الأفضل لها أن تتزوج بمن تحب
والله أعلم

الغالية سارة .. أشرت في قصتك إلى قضية فعلاً محيرة
وسؤال يتردد
من أحسن لنا أن نحـِب أم أن نحَب ؟


تحية كبيرة ... ناريمان


هلا بشقيقة روحي .. ناريمان

كنت أسمع مثل مصري يقول { تزوجي بمن يحبكِ ولا تتزوجي بمن تحبينه }

ويبدو انها قابلة للتقليب والمبادلة !

برأي أن نعلم بناتنا وأولادنا ثقافة :

إذا كان نصفك الأخر لينا فلا تعصرهُ


سعدت بتواجدك

محبتي لكِ

ساره الودعاني 10-18-2010 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 35960)
الأديبة الكريمة سارة الودعاني المجترمة



أهم ما يجذبنا إلى قصة ما هو أن نحبها ونحب أن نقرأها برغبة
وأن نستمر بقراءتها . .



أما التنظير الأدبي فيما يتعلق ببناء القصة ومقدمتها وأسلوبها وقفلة النهاية وخلافه . .
فإن كل ذلك يأتي في المرتبة الثانية بدون شك . .
أما العكس . . أن تستوفي قصة ما جميع تنظيراتها . .
وبعد ذلك لا يميل القارىء إليها . . ! فما الفائدة . .



كتبت لك هذه المقدمة . . لأنني رأيت قصتك هنا قد استوفت الشرطين . .
فمن ناحيتها كقصة قصيرة . .
الموضوع واقعي ومن مجتمعنا العربي . .
وأرى أن المقدمة والدخول في جو القصة مناسب . .
السرد مع الأحداث الجارية . . موفق . .
اللغة جيدة مناسبة . .
النهاية وقفلتها موفقة . .
القصة بمجملها ناجحة تستحق القراءة برغبة حقيقية . .
لذا وجب علي تهنئتك بالضرورة . .
وقد قمت من طرفي ببعض التضبيطات المختلفة التي وجدتها مناسبة لقصة تستحق الإشادة . .



كاتبتنا المحترمة . .
تقبلي ودي تقديري . .
دمت بصحة وخير . .



** أحمد فؤاد صوفي **








مرحبا أستاذ احمد فؤاد صوفي..


برأيك أستنير ومن تواجدك أستفيد

من حسن حظي أني وضعتها في هذا الوقت فقد كتبتها منذ سنتين


ولكني كنت متردده كون القصة تحكي عن مشاعر رجل


وأخاف ان أكون متطفلة وغير منصفة له ..

رأيك وقرآتك للقصة تشجعاني على على نشر ما عندي هنا فانا بحاجة لمن يضع قلمي على بداية الطريق الصحيح..

بالنسبة للمساتك على النص فأنا ممتنة لك

وبخصوص بقية النص الذي انحذف بالغلط

فقد أعدته وإذا لم يكن الأمر مكلف عليك فبودي لو عاودت تصحيحه..

كل الشكر لك ولمجهودك


والتقدير لشخصك الكريم

ساره الودعاني 10-18-2010 02:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مي علي (المشاركة 35999)
احجز مقعد ولي عودة ان شاء الله..



أهلا بالأستاذة مي علي..

سأنتظر قرآتك بفارغ الصبر وبكل الود..

أحمد فؤاد صوفي 10-18-2010 10:56 PM

تحية أيتها الأديبة مرة ثانية . .
لقد كنت سعيداً بإعادتك للنص كاملاً
بعد أن حذف جزء منه عن غير قصد. .

وهنا أعدت تضبيطه كاملاً
ولم أستخدم زر ( تعديل المشاركة) خوفاً من تكرار خطأ البارحة :
وبعد النص ، وضعت لك بعض الملاحظات اللغوية . .
آمل أن يعجبك كل شيء :






[ مشاعر موؤودة ]



راشد ، الإنسان الجاد الهادئ ، ذو الأخلاق الجمة


والتعامل اللطيف مع كل البشر ، بدءاً من أسرته وأصدقائه، حتى


زملائه في العمل ، فهو يعمل في المحكمة سكرتيرا لدى كبير القضاة


واليد اليمنى له ..


كان باراً بوالديه وناجحاً في كل مجالات عمله ، ما عدا حياته الأسرية

والعاطفية ، فلم يكن يحظى بشيءٍ من الاستقرار والدفء العائلي ، ومع

ذلك فهو لا يكاد يلحظ من حوله شيئاً مما يعاني، فهو كتوم على


أسراره ولم يشكِ همه لأحد قط ..



لم يعد راشد يطيق الجلوس كثيراً في مكتبه الموجود في بيته!! كثيراً ما جمع

أوراقه وملفاته وخرج بها إلى الصالة ونشرها هناك ، فبعد ترك زوجته


البيت ، وأخذها البنات والولد معهاإلى بيت أهلها بدون رجعة، أصبح



كالمشرد حتى وهو في بيته .. ولم يكن وجود مريم في البيت هو ما يشعره



بوجود كيان له ، بل هو شعور بالأمان لأجل بناته اللاتي لم يزلن في سن



المراهقة !لم يكن يجدر بمريم ترك البيت بهذه السهولة لمجرد أن راشد زل



لسانه ذات يوم بأنه لم يحبها قط،وأن الوداد وصلة الرحم هما أكثر ما



يقيم له وزناً .



زوجته هي ابنة خال أمه , وبحكم عمله في المحكمة الشرعية سكرتيراً



للقاضي الذي يتولى أمور الطلاق والخلع والحضانة،ويرى ما يؤول إليه


حال الأبناء بعد الانفصال، كل هذا يجعله أكثر تحكما بأعصابه وهدوئه !


تذكر كيف حصل ذلك وهي تسرح شعر ابنتهم،حيث قالت مريم موجهة


الكلام لابنتها : سأدعو ربي أن تحظين بزوج يحبك كما أحبني والدك !


كان راشد حينها يسمع الحديث حيث صرخ قائلا : لا.. أريد زوجها أن


يحبها فعلا ..وأن تتعلم كيف تزرع الحب والمودة . .وكيف تقدر من


يقدمها لها سواء كان زوجاً أو أولاداً.. لا أريدها أن تكون نسخة

مكررة منك !!

لم تدعي للحب نفساً ينمو فيه،أو يولد بيننا،كنت بارعة جداً في

تقويضه ومحو أثاره في بيتنا !!


وكأن مريم تبحث عن جنازة تشبع فيها لطماً،وهذا أفضل ما تجيده في

حياتها معه ! لم تكد تمضي ساعة على هذا الحوار الخاطف، حتى كان أحد

إخوتها بسيارته أمام البيت كالعادة تستدعيهم كسيارات المطافئ في كل

جدال بينها وبين راشد !...


تنفس بعمق ورمى الأوراق على الأرض،وذهب إلى المطبخ وأحضر شاياً

أعده سلفاً ..

الفراغ العاطفي والحنان الأسري هو ما يفتقده راشد حتى بوجود مريم !

لم يكن يألو جهداً،ولا يمن بوقته عليها،كثيراً ما نصحها وترجاها وحاول


إصلاحها ! لكن لا حياة لمن تنادي وترجو !


أخذ راشد يفرز أوراقه ويضعها في الملفات ..


أطال النظر في ورقة بيده . . ما هذا ؟


الجازي محمد علي !! من ؟ أمعقول؟


أهذه الجازي أمل الصبا وأحلام اليقظة فيه ؟


يبدو أنها هي الجازي من توقفت مشاعري عن النمو ، بعد تلاشي وجودها

كحقيقة في حياتي !!


قاوم راشد تنهيدة حارة،خرجت من جمرة تحت فؤاده، من سنين مضت،

كانت الجازي بمثابة الحلم المخبوء تحت جوانحه و انتظر


الفرصة للتعبير عنه حين يكون الوقت مناسبا،ولم يعلم حينها أن الفرص


لا تأتي بسهولة،إنها كالطائر في السماء،إذا لم تكن صائداً ماهراً فلن تحصل

عليها ! وهكذا طارت الجازي منه في لحظة غير محسوبة من الزمن،حين سمع والدها يخبر

أباه عن موعد زواجها من ابن صديق له.. بعد أن ألمح لأمه أنه يريدها

زوجة له،إذ لم يتبقَ له سوى سنة دراسية واحدة في معهد القضاء !

في هذه اللحظة،أحس راشد بضعفه وهشاشة قلبه،وحاول بشتى الأفكار

أن يتناسى مشاعره،التي وأدها في صباه،واستطاع كبحها،وهو يخاف

الآن أن تفضحه في كهولته،وتسيطر عليه،بعد أن ضعفت نفسه !! عجباً

أكل ما نكبر نظن أننا ننضج ونعقل،بينما الحقيقة أننا نضعف حتى أمام

أنفسنا!


كانت الوسيلة الوحيدة التي أمام راشد،كي يقاوم بها هوى النفس وأحلام


الماضي،هو أن يتصل بمريم،ويحاول استعادتها،وهذا ما فعله،ولسوء


ما حصل،أنها وإخوتها رفضوا المحاولة،وطالبوا بإتمام الطلاق !


ما أتعسك يا راشد. . فأنت لم تتزوج حمقاء واحدة. . كلا بل تزوجت عائلة كاملة

من الحمقى ! ألم تكن تحسن معاملتها،وتتحمل حماقاتها وصلفها ؟


ألم تكن دموع الرجل،العسيرة،التي تستعصي على أرق الرجال،


تنزل على خدك في ظلمة الليل ووحشة المشاعر منها ؟


ماذا دهاك يا رجل ؟


يبدو أن هاجس وجود البنات معها باستمرار يخيفك يا راشد من أن

يتصفن بصفاتها ..

كان بوده لو يهمس بآذان بناته،بأن الحب إذا لم يكن موجوداً بين الزوجين

فيمكن زراعته وتربيته !إن أسهل المشاعر زرعاً وإنماءً هو شعور المحبة

بين الناس !

..


في هذا المساء،ذهب راشد إلى بيت أم علي،أخته الكبرى،التي هي بمنزلة أمه

وصارحها


برغبته بخطبة الجازي،وأخبرها أنه قد تم طلاقها بعد أن تزوج عليها زوجها

رغبة في الإنجاب،وطلب منها أن ينفصلا، فهو لا يستطيع أن يقوم بفتح بيتين

معاً !

وبعد تحريات قامت بها الأخت،علمت أن الجازي تزوجت فور تمام العدة

لم يكن إخبار راشد بالأمر السهل على أخته،ولكنها بالطبع فعلت !

حين عاد راشد إلى البيت،رمى نفسه بكل أسى وضعف على سريره،ووضع

رأسه على وسادة كادت أن تغوص في رأسه بدل أن تحضنه !


اختلط الأمر على راشد فهو لم يعد يدري هل الوسادة فوق رأسه أم أن رأسه

فوق الوسادة ..



هذه هي حاله


حين يضع رأسه على الوساده ما تلبث تلك


أن تبدأ بنبش أعماقه،حيث يوجد..


ما طمره النسيان!


وما يخفيه الخوف!!


وما يأس الرجاء منه!


شبيهة بعربات القطار


التي أكل عليها الدهر!!


تبدو متماسكة في الظاهر!


ولكل منها حال..


تتداعى فوق رأسه..كصخور منحدرة


من قمة جبل ..


بعضها مؤلم وجارح!


منها ما يثير الغبار!


إحداها..لها دوي..يصم أذنيه!


ويهز كيانه!


يصبح رأسه..كبالون


مملوء بالهواء الساخن


يكاد ينفجر!


ينازع رأسه !


ويضعه تحت الوسادة!!


حينها..يهدأ الضجيج!


وتهدأ.. الحركة..


حين..يصحو..يعاهد نفسه..


أن يضع رأسه تحت الوسادة..


حين يبدأ..مالا يوده!


ليتم..وأده..


في..مهده!!





تعليقات لغوية :
*كلمة تحضي : خطأ فهي من فعل حض-يحض أي شجع شخصاً على فعل شيء ما ،
وأنت تقصدين بالطبع كلمة : تحظين ، من حظي – يحظى أي حصل على ، وبالطبع لا تقارب بين المعنيين .
*لم تدعي للحب نفساً . . إلخ : التعبير لغوياً سليم ، فالفعل: هو يدع للمذكر ، و هي تدع للمؤنث ، و الياء هنا هي ضمير المخاطب المؤنث ، وهي ليست ياءً أصلية ، أي ليست جزءاً من أصل الفعل ، فهي لا تحذف في فعل الأمر .
*لم يكن يألو جهداً : التعبير هنا صحيح ، فالواو في فعل يألو هي واو أصلية ( جزء أصلي من الفعل المعتل الآخر بالواو )، ولكن الفعل هنا غير مجزوم ، أما أداة الجزم لم فهي قد جزمت فعل يكون فقط فحذفت علته فأصبح يكن .
*بالنسبة لجملة : ألم تكن تحسن معاملتها وتتحمل حماقاتها وصلفها : فالقاعدة هنا هي كما يلي : يجوز حذف نون كان إذا كانت في زمن المضارع وكانت في محل جزم وليس بعدها ساكن ، أو ضمير متصل ، وبالتالي تصبح: ألم تكُ ، ولكن هذا التصرف النحوي هو تصرف جائز وليس تصرفاً واجباً ، واستخدامه يعطي رشاقة مطلوبة لفعل يكن .

تحيتي وتقديري . .
دمت وأهلك بكل خير . .


** أحمد فؤاد صوفي **

ساره الودعاني 10-20-2010 10:59 AM

اقتباس:





تعليقات لغوية :
*كلمة تحضي : خطأ فهي من فعل حض-يحض أي شجع شخصاً على فعل شيء ما ،
وأنت تقصدين بالطبع كلمة : تحظين ، من حظي – يحظى أي حصل على ، وبالطبع لا تقارب بين المعنيين .
*لم تدعي للحب نفساً . . إلخ : التعبير لغوياً سليم ، فالفعل: هو يدع للمذكر ، و هي تدع للمؤنث ، و الياء هنا هي ضمير المخاطب المؤنث ، وهي ليست ياءً أصلية ، أي ليست جزءاً من أصل الفعل ، فهي لا تحذف في فعل الأمر .
*لم يكن يألو جهداً : التعبير هنا صحيح ، فالواو في فعل يألو هي واو أصلية ( جزء أصلي من الفعل المعتل الآخر بالواو )، ولكن الفعل هنا غير مجزوم ، أما أداة الجزم لم فهي قد جزمت فعل يكون فقط فحذفت علته فأصبح يكن .
*بالنسبة لجملة : ألم تكن تحسن معاملتها وتتحمل حماقاتها وصلفها : فالقاعدة هنا هي كما يلي : يجوز حذف نون كان إذا كانت في زمن المضارع وكانت في محل جزم وليس بعدها ساكن ، أو ضمير متصل ، وبالتالي تصبح: ألم تكُ ، ولكن هذا التصرف النحوي هو تصرف جائز وليس تصرفاً واجباً ، واستخدامه يعطي رشاقة مطلوبة لفعل يكن .

تحيتي وتقديري . .
دمت وأهلك بكل خير . .



** أحمد فؤاد صوفي **


صباح الخير أستاذي القدير احمد فؤاد صوفي..

رائع ما قمت بهِ

ربي يشكر مجهودك وإخلاصك

وامتناني الشديد لسعة صدرك

ساحاول التعلم من أخطائي بتوجيهاتك

تسلم إيدك وتسلم لمن يحبونك..


الساعة الآن 03:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team