منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 03-12-2016 02:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم [marq="2;right;1;scroll"]المنامات[/marq]
إن من الأمور التي تواجهنا، مسألة المنامات.. وبعض هذه المنامات تغير طبيعة الإنسان، فتورث له حزنا بلا سبب، أو سرورا بلا سبب.. فما هو الموقف الشرعي تجاه ذلك؟..
إن المنامات موزعة بين العناصر التالية:
- إما منام حق.. وهذا المنام لا يتوقف على كون الرائي مؤمنا، ففي سورة يوسف هناك منامات صحيحة مفسرة؛ منها منام يوسف، ومنها منام فرعون الذي رأى البقرات.. إذن هناك منامات تفسر.. والمنام من آيات الله عزوجل، فالإنسان عندما ينام، تصعد روحه.. وفي هذه الحالة من الصعود، يرى بعض الصور الخاصة.
- وإما أضغاث أحلام.. هناك منامات لا يمكن أن تفسر بشيء، ليس لها قيمة.. عن ابن عباس قال: إن الرؤيا منها حق، ومنها أضغاث أحلام؛ يعني بها الكاذبة.. والأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا.
- وإما منامات شيطانية.. إن الشيطان يوسوس للإنسان في اليقظة وفي المنام.. فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
وعليه، ماذا نعمل تجاه ظاهرة المنامات؟..
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة.. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا، يمكن الرجوع إليه من باب الرجوع إلى أهل الفكر في كل حقل..
إن الذين يفسرون الأحلام، هم طبقة نادرة، رب العالمين منّ على يوسف (عليه السلام ) بتأويل الأحاديث {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}.. فهذا علم إلهي لدني، والذي ليس له طريق إلى هذا العلم اللدني، ليس له الحق أن يتخرص في هذا المجال.
ما الذي يجب القيام به عند رؤية المنام؟..
إذا رأى الإنسان مناما مزعجا أو مفرحا، ولم يجد من يعبر له هذا المنام.. -وبالمناسبة: إن الرجوع إلى بعض الكتب في هذا المجال خاطئ؛ لأنه لا يورث اليقين- فإن ذكر هذا المنام إلى قريب، قد يورثه الحزن.. وهذا تصرف غير صحيح، أن نورث مؤمنا حزنا دون سبب وجيه.. لذلك علينا القيام بما يلي:
الخطوة الأولى: الكتمان.. من كتم منامه وأسره، كفاه الله شره.
الخطوة الثانية: دفع صدقة.. إن على الإنسان أن يدفع هذه الصدقة بنية دفع البلاء، إن كان المنام منذرا بشر.. وبنية جلب النعمة، إن كان مبشرا.. حيث أن بعض الهبات الإلهية معلقة على الصدقات.. فرب العالمين أمضى هذه الهبة، بشرط أن تدفع صدقة.. فتكون هذه الصدقة إما دفعا للبلاء، أو جلبا للنعماء.
إن مضمون المنام، إن كان فيه قول من إمام أو مرجع لفت انتباهك إلى تقصير أو إلى خطأ ترتكبه في حياتك.. فإن القاعدة العلمية تقول: انظر إلى نفسك، إن كنت مقصرا وكان هذا التحذير في محله؛ عليك أن تتفادى هذا الخطأ.. أما إذا كان لا واقع له، فلا ينبغي التأثر بهذا المنام.
الخلاصة: إن مختصر الكلام في موضوع المنام، هو: ما دام هناك احتمال أن يكون أضغاث أحلام، وهذا الاحتمال وارد؛ فإن على الإنسان أن لا يبني حزنه وسروره على هذه المسألة.

منقول بتصرف
************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 04-05-2016 10:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان إذا أكرمه الله -عز وجل- بكرامة من الكرامات، وسلبت منه هذه الكرامة؛ فليعلم أنه من الأشقياء.. هنالك عمل قام به العبد، جعل رب العالمين يسلب منه هذا العطاء، وهذا خلاف طبع الكريم، فرب العالمين يمهل ولا يهمل.. وهنا نحب أن نشير إلى نقطة مهمة: إن البعض قد يقول: أن هذا الكلام مبشر، معنى ذلك أنه ما أعطينا من النعم، سوف لن تسلب بالهفوات، ونحن في كل يوم نرتكب هفوة أو هفوتين!.. نعم، صحيح الهفوات الصغيرة لا تسلب النعم، ولكن حذار حذار من تراكم الهفوات!.. لأنه من الممكن أن هذه الهفوات الصغيرة المتراكمة، يكون مفعولها كمفعول الذنوب الكبيرة، لذلك قال الصادق (عليه السلام): (لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار).
************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-09-2016 04:28 PM

[marq="2;right;1;scroll"]خلود الحياة الزوجية[/marq]الاعتقاد بأن الحياة الزوجية عند المؤمن لا تنتهي بانتهاء الحياة الدنيا ، بل أن المرأة الصالحة تلتحق بالزوج مع أبنائها ( بشرط الصلاح ) في الجنة بمقتضى قوله تعالى :{جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } و { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } .. إن هذا الإحساس بالاستمرارية ، بل الخلود في العلاقة الزوجية بلوازمها ، يضفي على الحياة الزوجية رباطاً لا ينفصم بتقادم الدهور والأعوام .
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
9 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-12-2016 12:47 PM

من التعقيبات السكوت في المصلى ساعة من الزمن: لا يصلي نافلة، ولا يقرأ دعاء، ولا يتلو قرآنا.. إنما يفكر في عظمة الله، وفي ضعف الإنسان، وفي قلة حيلته.. فهذه الحالة تعتبر من ضمن التعقيبات، يا له من فوز!.. والمصلي يكتب مصليا مادام معقبا، ورد في رواية: (من عقب في صلاته، فهو في صلاة)، وفي خبر: (التعقيب أبلغ في طلب الرزق، من الضرب في البلاد).. ومن التعقيب التفكر، فيا يا لها من صلاة طويلة، ولكن من دون معاناة!..
إن التفكر في عظمة الله، والبكاء من خشية الله عزَ وجل، يعتبر من التعقيبات.. ولكن قد يجلس الإنسان في المصلى، لا يذكر ولا يدعو ولا يتلو، ولا يتفكر في عظمة الله عز وجل.. إنما يراجع الأعمال التي قام بها خلال الأسبوع الذي مضى، ليرى ما الذي استفاده من تلك الأعمال لآخرته!.. هل تتجاوز: الأكل، والشرب، والذهاب إلى الوظيفة، والجلوس مع الزوجة والأولاد؟.. {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}، ما هو الباقي في رصيد الأعمال؟.. إن الحياة نسخة مكررة، إذا لم يحدث الإنسان تغييرا في حياته.. مثل الورقة التي في جهاز الاستنساخ، إذا لم يتم استبدالها، فإنه سيخرج كل يوم من هذا الجهاز نسخة طبق الأصل عن تلك الورقة.. وكذلك الحياة: إن لم تغير هذهِ الورقة، فالحياةُ هي الحياة.. أحدهم يبلغ من العمر ستين سنة، وصلاتهُ ساعة الاحتضار، أو يوم الوفاة؛ كصلاتهُ في أول يومٍ من البلوغ، حتى بأخطائها الفقهية المتعارفة: وضوء باطل، أو تلاوة باطلة، أو صلاة باطلة.. في أول يوم من البلوغ كانَ معذوراً لجهله، أما بعدَ ستين سنة، فما هو العذر؟!.. قد يحسن صلاته، وتصبح تلاوته كتلاوة القراء المعروفين، ولكن أين الخشوع في الصلاة؟.. وعليه، فإن الجوهر لم يتغير.. فإذن الجلوس في المصلى، والتأمل فيما يغير مجرى الحياة؛ هذهِ من أعظم القربات إلى الله -عز وجل.

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-17-2016 05:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
من نام على وضوء كان فراشه كمسجده، أي إلى الصباح وهو في حال عبادة..
************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
17 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-20-2016 08:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها.. وعليه، فإن السجود عملية مباركة.. ولكن ماذا نقول في السجود؟..
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي، الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ: {لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.. هذا الذكر عجيب، جامع لمعانٍ عظيمة، منها:
أولا: {لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ}، هو سيد الأذكار.. لم يقل: (لا إله إلا الله)؛ لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب، يخاطبه مباشرة، يقول: يا رب، أنا أخاطبك أنت مباشرة.
ثانيا: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}؛ تنزيه.. أي أن ما حصل، لم يكن جزافا!.. بل أنا الذي ظلمت نفسي، فأوقعت نفسي ببطن الحوت.. وأنا الذي ظلمت نفسي، فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنة.. وأنا الذي ظلمت نفسي، فكتبت عاقبتي.. وعليه، فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل!..
إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس (عليه السلام) قال هذا الذكر مائة مرة، لعله ذكره مرة واحدة، ولكن بحالة يونسية.. فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية، ولو مرة واحدة في عمره؛ عندها يرى الأعاجيب!..

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
20 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-23-2016 04:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}..
إن ظاهر هذه الآية، كأنه خطاب للإنسان الذي يريد أن يتحوّل من الكفر إلى الإسلام، ولكن الملاك أعم.. فالآية تبين حقيقة في صفوف المسلمين، وما بعد الإسلام، وهي: أن الله -عز وجل- إذا أراد أن يهيئ قلبا للهداية، شرح ذلك الصدر..
فلماذا يشرح صدر البعض دون البعض؟.. وكيف يشرح الصدر؟..
إن حكمة الله -عز وجل- تقتضي أن يجعل كل شيء في موضعه.. فعمل الحكيم مطابقٌ لقواعد الحكمة، فليس هناك جزافٌ في أمر الحكيم.. وليس هناك ترجيحٌ بلا مرجّح.. فمثلا: إذا كان هناك عنصران، والحكيم يعطي امتيازا لعنصر دون عنصر، فهذا خلاف الحكمة الإلهية البالغة.. فإذن، إن تصرفات الله -عز وجل- في قلوب العباد: ربطاً، وهدايةً، وخذلاناً، وتوفيقاً.. كل هذه الأمور منشؤها من العبد.
نعم، قد يكون المنشأ البشري غير كافٍ للهداية.. فمثلا: إنسان يريد أن يهتدي، فيقرأ كتاباً، ويسمع محاضرة، ويفكر ساعةً؛ إن هذا السعي قد يكون غير كافٍ للهداية.. فهنا عندما يرى الله -عز وجل- عبده ساعياً في الهداية، مفرغاً نفسه من أي حكم مسبق؛ فإن الله -عز وجل- يتدخل في المسك بيد ذلك الضال الذي يرى بأنه ضال، ويرى الهداية من الله عز وجل.. ومع ذلك يسعى قدر إمكانه في تلمس الهدى.
فإذن، {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}.. كأنه نوع اطمئنان للساعين في طريق الهدى.. أي: إذا كنت تبحث عن الإيمان، وعن الإسلام، وعن التقوى، وعن جزئيات الهداية، وعن الإيمان الخالص، وعن تثبيت الفؤاد، وعن شرح الصدر، وعن معرفة الجبار.. فكل هذه المعاني من الله -عز وجل- ولكن عليك أن تسعى، ولو سعيا بسيطاً؛ لكي تثبت بأنك جاد في البحث عن الهدى الإلهي.
{وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا}.. لماذا ذكر الصدر هنا؟.. ما يفهم من هذه الآية: أن هناك مشكلة انتقال المعلومات من الفكر إلى القلب.. القلب الذي يعيش حالة الاطمئنان.. هنا إذا كان الطرف من الذين خذلهم الله، وممن لا يريد هدايته، يجعل له سداً منيعاً بين الفكر والقلب.. فالذهن يعتقد بشيء، والقلب يعتقد خلاف ذلك الشيء.. وطالما أحببنا في حياتنا ما يضرنا، وكرهنا ما ينفعنا.. فأحببنا ما يضرنا اعتقاداً، فنحن نعتقد أنه ضار، ومع ذلك نحبه.. وبعض الأوقات العكس، نعتقد أن هذا الشيء نافع، ولكن لا نحبه.. {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}؛ هو خير لكم ولكن تكرهوه.. {وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}؛ هو شر في الواقع، وقد يكون شراً في الذهن أيضاً، لا في الواقع فحسب!.. وتعلم بأنه شر، ولكن تحب ذلك الشر.
إن الخذلان الإلهي هنا، يأتي ليوجد سداً منيعاً بين الفكرة وبين القلب {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ}.. أي اعتقدوا بها اعتقاداً ذهنياً، ولكن القلب لم يستسلم.. فما هي الضابطة؟.. ولماذا يجعل الله -عز وجل- الحاجز بين جهاز الفكر، وجهاز القلب خذلاناً؟..
يقال أن من أسباب ذلك: عدم العمل بمقتضى الفكرة، أي هناك فكرة، وهناك قلب، وهناك جوارح، وعمل خارجي.. أنت إذا لم تنطلق وراء الفكرة الصحيحة، لم تعمل بالفكرة الصحيحة.. فإن هذه الفكرة الصحيحة تخرج من قلبك، لأنك آمنت بالفكرة، واعتقدت بصحتها، ولكنك لم تمارس ذلك.. وفي دعاء: (اللهم!.. ارزقني رحمة الأيتام).. هل هناك شكّ أن الإنسان يحب اليتيم، ويرحم اليتيم؟.. فإذا اعتقد بالفكرة، ولم يمارسها.. واعتقد بلزوم الرحمة، ولم يرحم؛ فإن الرحمة تنزع من قلبه.

منقول بتصرف
************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
23 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 05-19-2016 06:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الرحة الإلهية
إن هنالك بعض الأمكنة، وبعض الأزمنة، وبعض الحالات؛ يفتح الله فيها أبواب الرحمة الإلهية.. ومن هذه الأمكنة المساجد، التي هي بيوت الله -عز وجل- في الأرض.. فالمساجد كلها متساوية في الشرف والفضيلة، من مسجد القرية إلى المسجد الحرام.. نعم هناك تفاضل لا شك في ذلك!.. ومن حيث الأزمنة، هناك مثلا: ليلة الجمعة، وليلة النصف من شعبان، وليالي القدر،...الخ.. في هذه الليالي، يهب الله -عز وجل- عباده ما يشاء من الفضل.
أما الحالات التي تتجلى فيها الرحمة الإلهية، فمنها:
- نزول المطر: فالمؤمن بمجرد أن ينزل المطر، يرفع يديه إلى السماء بالدعاء.. وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالماء الطهور: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا}.. حتى أن البعض يشرب ماء المطر بنية الاستشفاء، ويقول: أن هذا قريب عهد بربه، لم يلمس هذا الماء أي إنسان.. روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «تفتّح أبواب السماء عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الأَذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر».
- عند هبوب الرياح: قال تعالى في كتابه الكريم: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}؛ أي نحن الذين جعلنا الرياح تنتقل من مكان إلى مكان.. قال الإمام الصادق (عليه السلام): «اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الأَفياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن؛ فإنّ أبواب السماء تفتّح عند هذه الأشياء».
- عند الزوال: يقول تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ}؛ أي الظهيرة.. عند صلاة الظهر تفتح أبواب السماء، ولهذا أمرنا بالحفاظ على جميع الصلوات وخاصة صلاة الظهر.. وهناك توصية من بعض العلماء الكبار، أنه من المناسب للمؤمن عند أذان الظهر أن يلزم نفسه -بنحو الاستحباب- بالدعاء فمن يفعل ذلك يرجى له الخير.
- عند التقاء الصفين.. ومن حالات استجابة الدعاء عند التقاء الصفين؛ أي صفي المسلمين والكفار للقتال، قال أمير المؤمنين (عليه السلام ): «اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم؛ فإنّها ليس لها حجاب دون العرش».
- السحر.. إن المطر له موسم، والرياح لها مواسم.. ولكن أبواب السماء تفتح بدءاً من ساعات السحر، حتى طلوع الشمس.. أيضا هذا الوقت من الأوقات التي تنغمر فيه الرحمة الإلهية، خصوصا بالنسبة إلى الرزق.. عن الجواد ( (عليه السلام ): (وذكر اللّه بعد طلوع الفجر، أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض).. نحن مشكلتنا أننا جعلنا الأرزاق تساوي المال، والحال أن المال آخر الأرزاق: أول الرزق الإيمان والاطمئنان النفسي، وبعد الإيمان الزوجة الصالحة، وبعد الزوجة الذرية الطيبة.. وبعدها الدابة السريعة، والدار الوسيعة، والمال الوفير؛ وهي في أسفل القائمة.. وذلك لأن رب العالمين يعطي الإنسان الأهم فالأهم!.. فالمؤمن الذي يصبح ويمسي لا يخاف شيئا، ولا يحزن على شيء.. هذا الإنسان قمة في الراحة النفسية.
سر هذه الخصوصية لهذه الحالات:
أولا: إن هذه الحالات تستقطب الرحمة.
ثانيا: إن الله -عز وجل- يريد أن يرحم، ولكن يجعل لرحمته علامة، وليست الحالات هي التي أوجبت الرحمة.. هو أراد أن يرحم في مثل هذه الساعة منذ الأزل، ولكن ليلفت نظرنا قال: إذا نزل عليكم المطر، وهبت الرياح، و...الخ؛ سأرحمكم.. فاغتنموا الفرصة!..
فإذن، على كل التقديرين، إن المؤمن صياد الفرص، يغتنم كل الأزمنة وكل الأمكنة وكل الحالات.. ويلجأ إلى الله تعالى؛ كي يفتح له الأبواب المغلقة.

منقول بتصرف
************************************************** *************************
حميد
عاشق العراق
19 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 07-18-2016 01:19 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المؤثرات السلبية الغيبية[/marq]
إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن.. مثال ذلك: لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة.. فالإنسان يخاف من الحي، لا من الميت.
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب -بمعنى من المعاني- لأنها لا ترى، وذلك قبل اكتشاف المجهر، أما الآن وبعد اكتشافه، فإننا نرى أدق الأشياء.. وهذه الأيام هنالك ما يسمى: بالعين، والسحر، والشعوذة، والعمل.. فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور؟..
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا!.. ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية، وأنه إنسان علمي وموضوعي، فينفي كل شيء ما وراء المادة.. وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح!.. لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية، والكهربائية، والصوتية ...الخ.. وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود.. وعليه، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة، هذا إنسان غير موضوعي.
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع، فهناك سورة في القرآن الكريم باسم (الجن) {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}.. وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.. قديما كان هذا السحر موجودا، كانوا يعقدون العقد على الحبل، وتنفث فيه الساحرة.. وهناك معنى آخر للنفاثات: أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء، يأتي إنسان يحبط من عزمه؛ أي ينفث في عقده.. وورد أيضا في القرآن الكريم: {مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}.
فإذن، إن هناك حقيقة قائمة، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك..

منقول بتصرف
************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
18 - 7 - 2016

حميد درويش عطية 08-11-2016 08:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
لكل ذنب توبة إلاّ سوء الخلق ، فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب.....
************************************************** ************
حميد
عاشق العراق
11 - 8 - 2016

حميد درويش عطية 11-13-2016 01:26 PM

كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟..
إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟ ..
وكما هو معلوم هناك فرق بين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وبين نعبدك ونستعينك .. إذا قلنا: ( نعبدك ) فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } أي نعبدك حصرا ..
{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله - عز وجل - حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني .. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك، ولا نستعين بأحد سواك .. فإذن كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟..
نحن نستعين بذوي الاختصاص :
بالطبيب والمهندس ، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء الحوائج ..
كيف نجمع بين { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟..
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .. ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .. فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .. عندما عاد موسى ليدعوا ربه ويبطل ألوهية فرعون , منّ ّعليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } ..
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، يصرفها كيف يشاء ).
وبالتالي فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله - عز وجل - ولو شاء لأزال سببيته ..
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر فإن أول خطوة عليه القيام بها هي أن يشكر الله - عز وجل - على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا ..
فمن شكر الله على النعم سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى من باب :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.

************************************************** *****************************************
الأحد
13 صفر 1438هج
13 - 11 - 2016

حميد درويش عطية 11-15-2016 10:15 AM


إدمان السجود

....................
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن ، سواء كان في المسجد أو كان في المنزل ..
فمن يقدم على هذه الخطوة ، يصبح مدمنا عليها ، مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض ، وتفرز مادة حمضية ..
فإن تناولها لمرة واحدة ، لا يستطيع تركها ..
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة ، لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي :
أي الإدمان الروحي ، والإدمان التكاملي ، في حركة من الحركات ؟..
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ، ليست مجرد دقائق وسويعات ، بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود ..
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان ، هو الذكر في حال السجود ..
وهو مقتضى قول النبي (صلى اللهُ عليهِ و أله ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه ، وهو ساجد ) ..
فالسجود هو أشرف حركة بدنية ، وذلك لأسباب منها:
أولا : لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض .. فالواقف شامخ بأنفه ، والراكع نصف التكبر خلق منه ..
أما عندما يسجد فإنه يتكور ، ولعل أصغر حجم ٍ لبني آدمَ يكونُ أثناءَ السجود ..
ثانيا : إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة ، والتكبر ، والكبرياء ، والعلو ، وهو في البدن يمثل القيادة ..
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود ، يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداً .. وكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس -وهو الموضع الذي يحاذي المخ ، وهو مكان التفكير - ألا وهي الجبهة - وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق ، وهو المخ المفكر- يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ، ألا وهو التراب ..
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم ، والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس ، يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض .
فإذن ، إن الحركة هي بنفسها تواضعية .. بعض الناس يصلي صلاة الليل ، وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده ، فيكون جسمه في الأرض ، وروحه في السماء ..
هذا العبد يباهي الله - تعالى - به الملائكة ، لأنه لم يلزمه بشيء ، بل هو ألزم نفسه ..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) :
( يا أبا ذر !.. إنّ ربك - عزَّ وجلَّ - يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد ، فيقول الله تعالى :
اُنظروا إلى عبدي !.. روحه عندي وجسده في طاعتي ) .
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها .. وعليه ، فإن السجود عملية مبارك ة..
ولكن ماذا نقول في السجود ؟..
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي ، الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ :
{ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ..
هذا الذكر عجيب ، جامع لمعانٍ عظيمة ، منها :
أولا : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } ، هو سيد الأذكار ..
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) ؛ لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب ، يخاطبه مباشرة ، يقول : يا رب ، أنا أخاطبك أنت مباشرة .
ثانيا : { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ تنزيه ..
أي أن ما حصل ، لم يكن جزافا!.. بل أنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي ببطن الحوت .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنة .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فكتبت عاقبتي ..
وعليه ، فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !..
إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة ، لعله ذكره مرة واحدة ، ولكن بحالة يونسية .. فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ، ولو مرة واحدة في عمره ؛ عندها يرى الأعاجيب !.
.
منقول
************************************************** ****************************************
الثلاثاء
15 صفر 1438هج
15 - 11 - 2016

حميد درويش عطية 11-18-2016 08:22 PM

( الذكر الدائم )
....................

إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..
ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل ، يقول تعالى في كتابه الكريم :
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } ..
فإذن ، إن المصيبة تذكّر ، ولكن مادامت قائمة .. ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا: النعمة..
إن النعمة هي أيضا تذكر ، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج .. فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !..
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية ..
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة .. لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما، مثلا :
عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل ، فإن أول خطوة يقوم بها ، هي ركوب السيارة .. فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية :
{ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } .. هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ، ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة ..
وعندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت .. وهناك دعاء عند الخروج من المنزل : ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله ، قال حين يريد أن يخرج : " الله أكبر ، الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج ، وبالله أدخل، وعلى الله أتوكل " ثلاث مرات " اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيته ا، إن ربي على صراط مستقيم " لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه ..
وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد ..
وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة .. وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، عن الله عز وجل : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله ؛ فهو أبتر ) ..
فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا .
إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي ..
مثلا : عندما يركب الإنسان الطائر ة، ويقول: بسم الله أفتتح سفري هذا ، سوف لن يعصي الله ..
فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية ، قهريا لا شعوريا ، لا يمكن أن يكون هذا العمل الذي باركه ببسم الله ، مقدمة لحرام يرتكبه .
ما معنى بسم الله ؟..
في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء .. مثلا : إذا قلنا : في الدار .. فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت ..
وهنا { بسم الله } جار ومجرور ، و{ الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة .. فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر ، والتقدير المعروف :
أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .

منقول بتصرف
************************************************** *************************************
الجمعة

18 صفر 1438هج
18 - 11 - 2016

حميد درويش عطية 11-20-2016 04:05 PM

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـن الرَّحِيمِ
كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟..
إن هناك حيرة عند المسلمين ، حيث يقولون : لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } .. فالله - عز وجل - أوكل أمور المؤمن إلى نفسه لا أن يذل نفسه .. ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن ، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .
ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير ، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم : { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } .. وعن علي (عليه السلام ) قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ‏( ‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين ‏؟..‏ قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله ، نعم .‏.‏ قال ‏:‏ تعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ) ..
فكيف نجمع بين العزة الإيمانية ، وبين الصفح عن زلل الغير ؟..
وهذه من المشاكل الأخلاقية .
إن القضية تختلف باختلاف الموارد، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد، وكذلك العفو له موارد ..
والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ، ولكن إجمالا :
إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم ، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما ؛ ولكن من باب دفع الظلم ، وعدم تمادي الغير في الباطل.
أما إذا كانت القضية بالعكس ؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل ؛ فإنه يجب العفو ..
فهذه قاعدة معروفة ، عندما تغضب المرأة على الرجل ، ويسكت ويحسن إليها بسكوته ؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة .. هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ، ولكنه احتواها بتصرفه هذا ..
وعليه ، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ، ويدرسه دراسة ودية ..
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، وهناك قاعدة أخرى تقول : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. نحن عندما نتخاصم مع أحد ، فإن الحل عندنا هو المحاكم ، ولكن القرآن يقول : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } .. وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول : { إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } .
فإذن ، إن القاعدة العامة هي :
رحماء بينهم ، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة ؛ لا بد له من سبيل !..

************************************************** **************
الأحد
20 صفر 1438هج
20 - 11 - 2016


الساعة الآن 04:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team