.... إنْ يَدْمَ أظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي .... الأظَلُّ : ما تحت مَنْسِمِ البعير . والخفُّ : واحد الأخفاف ، وهي قوائمه . يضربه المشكوّ إليه للشاكي : أي أنا منه في مثل ما تشكوه . |
.... أَتَتْكَ بِحَائِنٍ رِجْلَاهُ .... كان المفضَّل يخبر بقائل هذا المثل فيقول : إنه الحارثُ بن جَبَلَة الغَسَّاني ، قاله للحارث ابن عيف العبدي ، وكان ابن العيف قد هَجَاه فلما غزا الحارث بن جبلة المنذرَ بن ماء السماء كان ابن العيف معه ، فقُتِل المنذر ، وتفرقت جموعُه ، وأُسِرَ ابنُ العيف ، فأتى به إلى الحارث بن جبلة فعندها قال : أتتك بحائن رجلاه ، يعني مسيرَه مع المنذر إليه ، ثم أمر الحارث سيافه الدلامص فضربه ضربةً دقت منكبه ثم برأ منها وبه خَبَل . وقيل : أول مَنْ قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ حين عَرضَ للنعمان ابن المنذر في يوم بؤسه ، وكان قصدَهُ ليمدحه ، ولم يعرف أنه يومُ بؤسه ، فلما انتهى إليه قال له النعمان : ما جاء بك يا عبيد ؟ قال : أتتك بحائن رجلاه ، فقال النعمان : هلا كان هذا غَيْرَك ؟ قال : البَلايَا على الحَوايَا ، فذهبت كلمتاه مثلاً . وستأتي القصة بتمامها في موضع آخر من الكتاب إن شاء الله تعالى . |
.... إيَّاكَ وأَهْلَبَ العَضْرَطِ .... الأَهْلبُ : الكثيرُ الشعر . والعَضْرَط : ما بين السَّهِ* والمذاكير ، ويقال له العِجَان ، وأصل المثل أن امرأة قال لها ابنها : ما أجِدُ أحداً إلا قهرْتُه وغلبته ، فقالت : يا بني إياك وأهْلَبَ العَضْرَطِ ، قال فصرعه رجل مرة ، فرأى في استه شعراً ، فقال : هذا الذي كانت أمي تحذرني منه . يضرب في التحذير للمُعْجَب بنفسه . * السَّه : فتحة الدُّبُر |
.... أَنْتَ كالمُصْطادِ بِاسْتِهِ .... هذا مثل يضرب لمن يطلب أمراً فيناله من قرب . |
.... أنا ابْنُ بَجْدَتِهَا .... أي أنا عالم بها ، والهاء راجعة إلى الأرض ، يقال : عنده بَجْدَةُ ذاك ، أي علم ذاك ، ويقال أيضاً : هو ابن مدينتها ، وابن بجدتها ، من ( مَدَنَ بالمكان ) و ( بَجَدَ ) إذا أقام به ، ومن أقام بموضع علم ذلك الموضع ، ويقال : البَجْدَةُ الترابُ ، فكأن قولَهم ( أنا ابن بجدتها ) أنا مخلوق من ترابها ، قال كعب بن زهير : فيها ابنُ بَجدَتِها يكــاد يُذِيبُه وَقْدُ النَّهارِ إذا اسْتَنَارَ الصَّيْخَدُ يعني بابن بدجتها الحِرْبَاء ، والهاء في قوله " فيها " ترجع إلى الفَلاةِ التي يصفها . |
.... إلَى أُمِّهِ يَلْهَفُ الَّلهْفَانُ .... يضرب في استعانة الرجل بأهله وأخوانه واللهفانُ : المتحسر على الشيء ، والَّلهِيفُ : المضطر ؛ فوضع اللهفان موضع اللهيف ، ولَهِفَ معناه تلهَّفَ أي تحسَّر ، وإنما وصَل بإلى على معنى يلجأ ويفرُّ ، وفي هذا المعنى قال القُطَامي : وإذا يُصيبك والحوادثُ جَمَّةٌ حَدَثٌ حَدَاكَ إلى أخيكَ الأَوْثَقِ |
.... أُمٌّ فَرَشَتْ فَأَنَامَتْ .... يضرب في بر الرجل بصاحبه ، قال قُرَاد : وكنت له عَمَّاً لطيفاً ، ووالداً رَؤوفاً ، وأمَّاً مَهَّدَتْ فأنامَتِ |
.... إذا عَزَّ أَخُوْكَ فَهُنْ .... قال أبو عبيد : معناه مُيَاسَرَتُك صديقَك ليست بضَيْمٍ يركبك منه فتدخلك الحميَّة به ، إنما هو حسن خلُق وتفضُّل ، فإذا عاسَرَكَ فياسِره . وكان المفضّل يقول : إن المثل لهُذَيل بن هُبَيْرة التَّغلبي ، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم ، فقال له أصحابه : اقْسِمْهَا بيننا ، فقال : إني أخاف إنْ تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب ، فأبوا ، فعندها قال : إذا عزَّ أخوك فهُنْ ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم ، وينشد لابن أحمر : دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ : أبْقَى إذا عَزَّ ابْنُ عمـكَ أنْ تَهُوْنَا |
.... أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لا أخَا لَهُ كَسَاعٍ إلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلَاحِ .... نصب قوله " أخاك " بإضمار فعل : أي الزم أخاك ، أو أكرم أخاك ، وقوله : " إن من لا أخا له " أراد لا أخَ له ، فزاد ألِفاً لأن في قوله " له " معنى الإضافة ، ويجوز أن يحمل على الأصل أي أنه في الأصل أخَوٌ فلما صار أخا كعَصَاً ورحىً ترك ههنا على أصله . |
.... أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ .... أول من قاله النابغةُ حيث قال : ولَسْـتَ بِمُسْـتَبْقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ على شَعَثٍ ، أيُّ الرِّجالِ المُهذَّبُ ؟ |
الساعة الآن 11:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.