منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 01-19-2011 09:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 54656)
مشكور


أخي حميد
على هذا الجهد المبارك

فعلا ً ومضات رائعة

Hod uf] hgsbl
أخي عبد السلام
أسعدَ اللهُ تعالى صباحكَ
بكل خير
أحترامي لكَ و تقديري
بلا حدود
سلامي .....
حميد
19
1
2011

حميد درويش عطية 01-19-2011 09:28 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ الخسارة الدائمة ]

إن الإنسان يعيش حالة خسارة دائمة ، إذ أن كل نَفَس من أنفاسه ( قطعة ) من عمره ، فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة ، لذهب ( سدىً ) بل أورث حسرة وندامة ..
ولو عاش العبد حقيقة هذه الخسارة لانتابته حالة من الدهشة القاتلة !..
فكيف يرضى العبد أن يهدر في كل آن ، ما به يمكن أن يكتسب الخلود
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟!..
وقد ورد في الحديث :
{ خسر من ذهبت حياته وعمره ، فيما يباعده من الله عز وجل }
.والملفت حقا في هذا المجال أن كل آن من آناء عمره ، حصيلة تفاعلات كبرى في عالم الأنفس والآفاق ، إذ أن هذا النظم المتقن في كل عوالم الوجود - كقوانين السلامة في البدن و تعادل التجاذب في الكون - هو الذي أفرز السلامة والعافية للعبد كي يعمل ، فما العذر بعد ذلك ؟!..
وإيقاف الخسارة في أية مرحلة من العمر - ربح في حد نفسه - لا ينبغي تفويته ، فلا ينبغي ( التقاعس ) بدعوى فوات الأوان ، ومجمل القول :
أن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما .
19
1
2011




حميد درويش عطية 01-20-2011 07:25 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ أدنى الحظوظ وأعلاها ]
لكل من القلب والعقل والبدن حظّه من العبادة ، نظرا لتفاعله الخاص به ، فللأول ( المشاعر ) ، وللثاني ( الإدراك ) ، وللثالث ( الحركة ) الخارجية ..
وأدنى الحظوظ إنما هو للبدن ، لأنها أبعد الأقمار عن شمس الحقيقة الإنسانية ..
وقد انعكس الأمر عند عامة الخلق ، فصرفوا جُلّ اهتمامهم في العبادة إلى حظ البدن ، وصل بهم إلى حد الوسوسة المخرجة لهم عن روح العبادة التي أرادها المولى منهم ، مهملين بذلك أمر اللطيفة الربانية المودعة فيهم ..
ومن هنا لا نجد لعباداتهم كثير أثر يذكر غير الإجراء وعدم لزوم القضاء ..
ومن المعلوم أن هذا الأُنس الظاهري بالعبادة ، متأثر بطبيعة النفس التي تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية ، وليست لها القدرة - من دون مجاهدة - على شهود الحقائق بواقعيتها ، ومن هنا عُلم منـزلة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) الذي أراه الحق ملكوت السماوات والأرض .
20
1
2011

حميد درويش عطية 01-21-2011 05:54 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

[ مخالفة النفس فيما تهوى ]

إن مخالفة النفس فيما تهوى وتكره لمن أهم أسس التزكية ، وخاصة عند ( إصرار ) النفس على رغبة جامحة في مأكل ، أو ملبس ، أو غير ذلك ..
فان الوقوف أمام النفس - ولو في بعض الحالات - ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ، ولإشعارها أن للعقل دوره الفعّال في إدارة شؤون النفس ، بتنصيب من المولى الذي جعل العقل رسولاً باطنياً ، وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
{ إذا صعبت عليك نفسك ، فاصعب لها تذلّ لك } البحارج78ص119..
ومن الملحوظ إحساس العبد ( بهالة ) من السمو والعزة ، عند مخالفة شهوة من الشهوات ، وهذه الحالة جائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه ..
هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة العاجلة ، بل يصل الأمر إلى أن يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ ، لما فيها من السمو والتعالي عن مقتضيات الطبع بل يصل الأمر عند - الكمّلين - إلى مرحلة يتلذذون فيها ( برضا ) الحق عنهم حين تلذذهم بالمباحات ، أكثر من تلذذهم ( باللذة ) نفسها ..
فمثلا يرون أن لذة رضا المولى على عبده بالزواج ، ألذ لديهم من عملية المعاشرة نفسها
وهذا معنىً لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم .
21
1
2011

حميد درويش عطية 01-22-2011 07:42 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ التجلي في الآفاق والأنفس ]
لقد تجلّى الحق في عالم ( الآفاق ) ، فأوجد هذا النظام المتقن الذي أذهل أرباب العقول على مر العصور ..
فكيف إذا أراد الحق أن يتجلى لعبده في عالم ( الأنفس ) فيمن أراد سياسته وتقويمه ؟!..
ولئن كانت العجائب لا تعد في عالم الآفاق ، فان العجائب لا تدرك في عالم الأنفس !!..
ولا عجب في ذلك ، فإن المبدع في عالم الآفاق هو بنفسه المبدع في عالم الأنفس ، بل اكثر تجليـّا فيها ، لأنها ( عرش ) تجليه الأعظم ..
فالمهم في العبد أن يعّرض نفسه لهذه النفحات ، حتى يصل إلى مرحلة :
{ عبدي أطعني تكن مَثَلي ، أقول للشيء كن فيكون ، وتقول للشيء كن فيكون } .
22
1
2011

حميد درويش عطية 01-23-2011 07:46 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ المال آلة اللذائذ ]

إن المال آلة لكسب اللذائذ ، فالذي لا تأسره لذائد المادة ، لا يجد في نفسه مبررا للحرص والولع في جمعه ، كما هو الغالب على أهل اللذائذ ، لأن لذائذهم لا تشترى إلا بالمال كلذة البطن والفرج ، وهو المتعالي عن تلك اللذائذ ..
وبهذا ( التعالي ) النفسي يكون قد خرج من أسر عظيم وقع فيه أهل الدنيا ..
وأما الذي ( ترقّى ) عن عالم اللذائذ الحسية ، فإن له شغل شاغل عن جمع المال بل عن الالتفات إليه ، إذ أن من لا تغريه اللذة ، لا تغريه مادتها أي ( المال ) ..
وهذه هي المرحلة التي لا يجد فيها العبد كثير معاناة في دفع شهوة المال عن نفسه ، إذ اللذائذ أسيرة له ، لا هو أسير لهـا .
23
1
2011

حميد درويش عطية 01-29-2011 06:15 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

[ اللقاء في الأسحار ]

إن القيام في الأسحار بمثابة لقاء المولى مع خواص عبيده ، ولهذا لا ( تتسنى ) هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين ( اللطف ) والرضا ، وهي الساعة التي يكاد يطبق فيها نوم الغفلة حتى البهائم ..
ومن المعلوم أن نفس قيام الليل - مع قطع النظر عن حالة الإقبال - مكسب عظيم ، لما فيه من الخروج على سلطان النوم القاهر ، فكيف إذا اقترن ذلك بحالة الالتجاء والتضرّع ؟!..
ومن هنا جعل المولى جل ذكره ( ابتعاث ) النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) المقام المحمود مرتبطا بتهجده في الأسحار ، رغم حيازته للملكات العظيمة الأخرى ..
ويمكن القول - باطمئنان - أن قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصلحاء ، الذين يشتد شوقهم إلى الليل ترقّباً للذائذ الأسحار ..
{ الوصول إلى الله ، سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل } .
29
1
2011

حميد درويش عطية 01-30-2011 05:52 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ التشويش الباطني ]
إن من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى ، أن يستبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب ، فإن التشويش الباطني بمثابة تحريك العصا في الماء العكر ، الذي يُخرجه عن صفة المرآتية للصور الجميلة والحالة تلك !..
وإن استبعاد موجبات القلق يكون :
بدفعها وعدم التعرض لها ( كعدم ) الاستدانة مع العجز عن السداد ..
ويكون برفعها وإزالة الموجب لهـا ( كأداء ) الدين مع القدرة على أدائها ..
ويكون بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز التام عن الدفع والرفع ( كالعاجز ) عن السداد بعد الاستدانة ..
وتفويض الأمر في كل المراحل - خصوصا الأخيرة - إلى مسبِّب الأسباب من غير سبب .
30
1
2011

حميد درويش عطية 01-31-2011 05:44 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ سرقة الجوهرة ]
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده ..
وكلما ازدادت ( قيمتها ) كلما ازداد حرص الشياطين في ( سلب ) تلك الجوهرة من يد صاحبها ..
ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة ، لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم ، من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد ..
ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف ، لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة .
31
1
2011

حميد درويش عطية 02-01-2011 06:06 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ الالتفات للمسبِّب لا للسبَّب ]
إن من الضروري - في السعي وراء الأسباب عند الاسترزاق أو الاستشفاء أو غير ذلك - الالتفات المستمر ( لمسبِّبية ) الحق للأسباب ، إذ أن الساعي في تلك الحالة - وخاصة عند الاضطراب أو الغفلة - قد يكون بعيدا عن مثل هذه الالتفاتة المقدسة ..
ومن الواضح أن مثل هذا الالتفات مستلزم ( لعناية ) الحق في تحقيق المسبَّب الذي يريده الساعي جريا وراء الأسباب ..
إضافة إلى خروجه من صفة الغفلة التي تكاد تطبق الجميع في مثل هذه الحالات ، وبذلك يجمع بين ( قضاء ) الحاجة و( الارتباط ) بمسبب الأسباب في آن واحد.
1
2
2011

حميد درويش عطية 02-02-2011 06:18 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif

[ الإحساس بالمعيّـة الإلهية ]
لو تعمق في نفس الإنسان الإحساس بالمعـيّة الإلهية - المطردة في كل الحالات - لما انتابه شعور بالوحدة والوحشة أبدا ، بل ينعكس الأمر إلى أن يعيش الوحشة مع ما سوى الحق ، خوفا من صدهم إياه
عن الأنس بالحق ..
وهذا هو الدافع الخفي لاعتزال بعضهم عن الخلق ، وإن كان الأجدر بهم ( تاسيًا ) بمواليهم ، الاستقامة في عدم إلتفات الباطن إلى ما سوى الحق ، مع اشتغال الظاهر بهم ..
وبما أن الإنسان يعيش الوحدة في بعض ساعات الدنيا ، وفي كل ساعات ما بعد الدنيا ، فالأجدر به أن يحقق في نفسه هذا الشعور ( بالمعية ) الإلهية ، لئلا يعيش الشعور بالوحدة القاتلة ، وخاصة فيما بعد الحياة الدنيا - الذي تعظم فيه الوحشة - إلى يوم لقاء الله تعالى .
2
2
2011

حميد درويش عطية 02-03-2011 06:16 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ فائدة العلوم الطبيعية ]
إن التعمق في العلوم الطبيعية يعين على معرفة عظمة الصانع ، وبالتالي يوجب مزيد الارتباط به ، سواء في ذلك العلم الباحث في المخلوق الصغير وهو ( الطب ) أو الباحث في المخلوق الكبير وهو ( الفلك ) ، وقد قال الحق جل ذكره :
{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم }
ومن الممكن للمتعمق في هذه العلوم ، أن يجـمع في نفسه بين آثار ( الانبهار ) بعظمة عالم التكوين و بين آثار ( التعـبد ) بعالم التشريع معا ، إذ أن صاحب الشريعة هو بنفسه صاحب الطبيعة ، والذي أمره بالصلاة هو الذي خلق الكون الفسيح بما فيه .
وبذلك ينظر مثل هذا المتعمق إلى الشرائع بتقديس واعتقاد ، وتعبد ممزوج بالتعقل والقبول .
ومما يلفت النظر في هذا المجال ، أن القرآن الكريم أمر بالعبادة بقوله :
{ اعبدوا ربكم الذي خلقكم }
عقيب قوله :
{ الذي جعل لكم الأرض فراشاً }
مما قد يستفاد منه أن الالتفات إلى النعم في عالم التكوين ، مما يهيّـئ نفس الملتفت للخضوع أمام المنعم الخالق .
3
2
2011

حميد درويش عطية 02-04-2011 06:28 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ مدبريّـة الحق ]
إذا اعتقد العبد بحقيقة ( مدبرية ) الحق لعالم التكوين ، وأن ( سببيّة ) الأسباب - فسخا وإبراماً - بيده ، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد لا بالنسبة إلى القدير المتعال ، كان هذا الاعتقاد موجبا ( لسكون ) العبد - في احلك الظروف - إلى لطفه القديم ، كما هو حال الخليل ( عليه السلام ) في النار ..
ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد ، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده.
4
2
2011

حميد درويش عطية 02-05-2011 06:22 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ اللقاء في جوف الليل ]
إن جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وبين ربهم ..
ولهذا ينتظرون تلك الساعة من الليل - وهم في جوف النهار - بتلهّف شديد ..
بل إنهم يتحملون بعض أعباء النهار ومكدراتها ، لانتظارهم ساعة ( الصفاء ) التي يخرجون فيها عن كدر الدنيا وزحامها ..
وهي الساعة التي تعينهم أيضا على تحمّل أعباء النهار في اليوم القادم ..
وبذلك تتحول صلاة الليل ( المندوبة ) عندهم ، إلى موقف ( لا يجوز ) تفويت الفرصة عنده ، إذ كيف يمكن التفريط بمنـزلة المقام المحمود ؟!..
ومن الملفت في هذا المجال أن النبيّ ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أوصي أمير المؤمنين بصلاة الليل ثلاثاً ، ثم عقّب ذلك بالقول :
اللهم أعنه !.
*****************************
5
2
2011


حميد درويش عطية 02-06-2011 06:57 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ سبل تسلط الشيطان ]
إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها:
- عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم .
- استغلال الضعف البشري إذ { خلق الإنسان ضعيفا } .
- الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك .
- الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة .
والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها :
فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول ..
وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني ..
وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث ..
وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع .
*********************************
6
2
2011

حميد درويش عطية 02-11-2011 05:06 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ العمل للقرب لا للأجر ]
لا يحسن بمن يروم الدرجات العالية من الكمال ، أن يتوقف أداؤه للعمل على مراجعة ثواب ذلك العمل ..
بل إن جلب رضا المولى في التروك والأفعال ، لمن أعظم الدواعي التي تبعث العبد على الإقدام والإحجام ..
وهذا الداعي هو الذي يؤثر على كمّ العمل ، وكيفه ، ودرجة إخلاصه ..
فحيازة الأجر والثواب أمر يختص بالآخرة ، وتحقيق القرب من المولى له أثره في الدنيا والآخرة ..
وشتان بين العبد الحر والعبد الأجير ، وبين من يطلب المولى ( للمولى ) لا ( للأولى ) ولا ( للأخرى ) .
11
2
2011

حميد درويش عطية 02-12-2011 09:04 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ وجه القلب ]
كما إن في الكيان ( العضوي ) للإنسان وجها يمثل جهة اهتمامه بالأشياء والأشخاص ، إذ الإقبال على الأمور الخارجية والإعراض عنها يكون بالوجه ، فالأمر كذلك في الكيان ( النفسي ) للإنسان ، فإن له وجها بذلك الوجه يتجه حبا أو إعراضا نحو ما يتوجه إليه أو عنه ..
فمن الممكن بعد المجاهدات المستمرة والمراقبات المتوالية ، الوصول إلى درجة تكون جهة القلب ( ثابتة ) نحو المبدأ ، وإن ( اشتغل ) البدن في أنشطة متباينة ، وتوزع وجهه الظاهري نحو أمور مختلفة.
12
2
2011

حميد درويش عطية 02-22-2011 06:24 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
[ لذة الأنس بالحق ]
إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود ، لكان ذلك بمثابة زرع الهوى ( المقدس ) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة ..
ولكان علمه بان تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها ( مدعاة ) له للثبات على طريق الهدى عن رغبة وشوق ، لئلا يسلب لذة الوصال التي تهون دونها جميع لذائد عالم الوجود .
22
2
2011

حميد درويش عطية 02-23-2011 06:06 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
أوثق عرى الإيمان

إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه ..
ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع (الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة
- التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة ..
وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق ..
ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع (أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب ..
ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب .
*********************************
23
2
2011

حميد درويش عطية 02-24-2011 06:06 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
التألُّم من الإدبار
إن التألم الشديد من ( مرارة) البعد عن الحق ، وعدم استشعار لذة المواجهة في الصلاة وغيرها ، ومواصلة تقديم الشكوى من هذه الحالة للحقالودود ، والتحرز من موجبات إعراض الحق المتعال ، مما قد يوجب ( ارتفاع) هذه المرارة أو تخفيفها ..
وكلما طالت هذه الفترة من الادبار والتألم ، كلما كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى ..
فالمؤمن اللبيب لا ييأس لما هو فيه من الإدبار ، وإن كانت هذه الحالة - في حد نفسها - مرضا يخشى مع استمرارها موت القلب ..
ولطالما اتفق أن أثمر هذا الادبار المتواصل إقبالا ( شديداً ) راسخا في القلب ، بعد سعي العبد في رفع موجباته التي هو أدرى بها من غيره .
24
2
2011

حميد درويش عطية 02-25-2011 06:06 AM


شهوة الشهرة
إن من الشهوات التي تستهوي الخواص من العباد هو حب الشهرة ، فيبذلون لأجلها الكثير ، فضلاً عن إيقاع أنفسهم في موجبات الردى ، وارتكاب ما لا يمكن التكفير عنه ..
والحال أن واقع الشهرة هو ميل الإنسان لانطباع صورته الحسنة في قلوب الآخرين ..
فالأجدر به أن يسأل نفسه :
أنه ما قيمة ( رضا ) القلوب قياسا إلى رضا رب القلوب ، فضلا عن ذلك ( الاعتبار ) النفسي فيها ؟!
وهل ( يمتلك ) هذه الصور الذهنية لتكون جزء من كيانه يلتذ بوجدانها ؟!
وهل ( يضمن ) بقاء هذه الصور المحسَّنة في قلوب العامة الذين تتجاذبهم الأهواء ، فلا ضمان لقرارهم ولا ثبات لمواقفهم ؟!..
والحل الجامع هو الالتفات إلى حقيقة فناء ما هو دون الحق ، وبقاء وجه الرب الذي ببقائه يبقى ما هو منتسب إليه ،
مصداقا لقوله تعالى :
{ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .
*************************************************
25
2
2011

ناريمان الشريف 02-25-2011 07:26 PM

فالأجدر به أن يسأل نفسه :
أنه ما قيمة ( رضا ) القلوب قياسا إلى رضا رب القلوب ، فضلا عن ذلك ( الاعتبار ) النفسي فيها ؟!
وهل ( يمتلك ) هذه الصور الذهنية لتكون جزء من كيانه يلتذ بوجدانها ؟!
وهل ( يضمن ) بقاء هذه الصور المحسَّنة في قلوب العامة الذين تتجاذبهم الأهواء ، فلا ضمان لقرارهم ولا ثبات لمواقفهم ؟!..


نعم رضا الله تبارك وتعالى أهم بكثير من رضا الناس
ولكن يا عزيزي تحولت الشهرة إلى مرض
ومضة رائعة ... بارك الله فيك



وتحية ... ناريمان

حميد درويش عطية 02-25-2011 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 63129)
فالأجدر به أن يسأل نفسه :
أنه ما قيمة ( رضا ) القلوب قياسا إلى رضا رب القلوب ، فضلا عن ذلك ( الاعتبار ) النفسي فيها ؟!
وهل ( يمتلك ) هذه الصور الذهنية لتكون جزء من كيانه يلتذ بوجدانها ؟!
وهل ( يضمن ) بقاء هذه الصور المحسَّنة في قلوب العامة الذين تتجاذبهم الأهواء ، فلا ضمان لقرارهم ولا ثبات لمواقفهم ؟!..


نعم رضا الله تبارك وتعالى أهم بكثير من رضا الناس
ولكن يا عزيزي تحولت الشهرة إلى مرض
ومضة رائعة ... بارك الله فيك




وتحية ... ناريمان

أختي الغالية
ناريمان
أسعدَ اللهُ تعالى مساءك ِ
شكراً للمرور و الإضافة الصادقة حقا ً
إن طلب الشهرة مهما كانت الوسيلة هي مرض كما ذكرتِ
وهي شعور بالنقص
و عدم الثقة بالنفس
سلامي و تقديري
25
2
2011

حميد درويش عطية 02-25-2011 08:26 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
موطن المعاني هو القلب
إن الكثير من المعاني التي تستوطن ( القلب ) نحبسها في سجن عالم ( الألفاظ )
وكأنّ تلك المعاني تتحقق بإمرار مضامينها على اللسان لقلقة لا تدبر فيها ..
فمن هذه المعاني :
الاستعاذة ، والشكر ، والاستغفار ، والدعاء ، والرهبة ، وغير ذلك مما بنبغي صدورها من القلب ، تحقيقا لماهيتها الواقعية لا الإدعائية ..
فالخوف المستلزم للاستعاذة ، والندم المستلزم للاستغفار ، والخجل المستلزم للشكر ، والافتقار المستلزم للدعاء ، كلها معانٍ ( منقدحة ) في القلب ..
والألفاظ إنما تشير إلى هذه المعاني المتحققة في رتبة سابقة أو مقارنة .
فالحق :
إن الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
26
2
2011


حميد درويش عطية 02-27-2011 05:54 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
سعة مجال الإستجابة
إن من دواعي ( الانصراف ) عن الدعاء ، هو ( اليأس ) من الاستجابة في كثير من المواطن ..
ولو أعتقد العبد اعتقادا يقينيا بامتداد ساحة حياته ، لتشمل حياة ما بعد الموت إلى الخلود في القيامة ، لرأى أن مجال الاستجابة يستوعب هذه الفترة كلها ، بل إنه أحوج ما يكون للاستجابة في تلك المراحل العصيبة من مـواقف القيامة ..
ولهذا يتمنى العبد أنه لم تستجب له دعوة واحدة في الدنيا ، ومن هنا ورد في الدعاء :
{ ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ، لعلمك بعاقبة الأُمور }
إن وعي هذه الأمور يجعل الداعي ( مصراً ) في دعائه ، غير مكترث بالاستجابة العاجلة ، يضاف إلى كل ذلك تلذذه بنفس الحديث مع رب العالمين ، إذ أذن له في مناجاته ومسألته .
27
2
2011

حميد درويش عطية 03-03-2011 05:51 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
اللوامة والأمارة
إن من المعلوم إيداع المولى في نفوس عباده ما يردعهم عن الفاحشة ، وهو ما يعبر عنه بنداء الفطرة أو حكم العقل أو النفس اللوامة ..
إلا أن ( تراكم ) الذنوب وعدم الاكتراث بتلك النداءات - بل العمل بخلافها - مما ( يطفئ ) ذلك الوميض الإلهي ، فلا يجد الإنسان بعدها رادعا في باطنه ، بل تنقلب النفس اللوامة إلى نفس أمارة بالسوء ، تدعو إلى ارتكاب بوائق الأمور إذ :
{ زيَّن لهم الشيطان أعْمالهم }
ولهذا يستعيذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قائلا :
{ أعوذ بالله من سبات العقل }
( فسبات ) العقل يلازم ( استيقاظ ) الأهواء والشهوات ، إلى درجة يموت معه العقل بعد السبات .
3
3
2011

حميد درويش عطية 03-05-2011 05:41 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الجن والشياطين
اعتاد البعض على الخوف من قضايا الجن ، وإيذائهم لبني آدم مع ما ينسجونه في هذا المجال من أنواع الخيال والأساطير ..
والأجدر بهم أن ينتابهم الخوف من حقيقة أشد ملامسة لواقع البشر وأخطر على مسيرته وهي قضية إبليس ..
فانه قد أقسم على إغواء البشر بشتى صنوفه ، لا يستثنى منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين ..
وهذا الخوف من الخوف ( المحمود ) بخلاف الخوف الأول ، لما يستلزمه من الحذر لئلا يقع في حباله ..
والمشكلة في هذا العدو أنه لا يترك الإنسان حتى لو تركه ، وكف عن عداوته ، بل يزداد ( التصاقا ) بالعبد كلما ( أهمله ) أو داهنه .
********************************
5
3
2011

حميد درويش عطية 03-06-2011 05:46 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
النمو المتصل والمنفصل
للإنسان نوعان من النمو :
الأول :
وهو النمو في نطاق ذاته - وما به قوام إنسانيته - كالنمو في الجانب العلمي والعملي ، وهو النمو ( المتصل ) ..
والثاني :
وهو النمو خارج دائرة ذاته كالنماء في ماله وما شاكله من متاع الدنيا ، وهو النمو ( المنفصل ) ..
هذه الزيادات الخارجة عن دائرة ذاته لا تعطيه قيمة ( ذاتـيّة ) توجب له الترفع على الذوات الأخرى ، فالذات الواجدة والفاقدة - لما هو خعن دائرة الذات - تكونان على حد سواء ..
فلا تفاضل بين ذات الواجد والفاقد للمال والجاه وغيرهما ، إلا بالنمو الذاتي الذي أشرنا إليه أولاً ، وأما التفاضل الاعتباري فلا وزن له ..
وتتجلى هذه الحقيقة المرّة عند الموت ، حيث يتعرى الإنسان من كل هذه الزيادات المنفصلة الخادعة ، فيقول الحق محذرا :
{ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } .
**********************************
6
3
2011

هند طاهر 03-06-2011 09:06 PM

سئل الشعبي - رحمه الله - عن مسألة فقال : لا علم لي بها ، فقيل : ألا تستحي ؟ فقال و لمَ أستحي مما لم تستحي منه الملائكة حين قالت : سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
!
********
سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلاً عن شئ فقال الرجل : الله أعلم ، فقال عمر- رضي الله عنه -: قد شقينا إن كنا لا نعلم ان الله أعلم .. إذا سئل أحدكم عن شئ لا يعلم...ه فليقل : لا أدري

حميد درويش عطية 03-07-2011 05:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند طاهر (المشاركة 64290)
سئل الشعبي - رحمه الله - عن مسألة فقال :
لا علم لي بها
فقيل :
ألا تستحي ؟
فقال :
و لمَ أستحي مما لمْ تستح ِ منه الملائكة حين قالت :
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا !
********
سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلاً عن شئ ٍ فقال الرجل :
اللهُ أعلم
فقال عمر- رضي الله عنه - :
قد شقينا إن كنا لا نعلم ان اللهَ أعلم ..
إذا سئل أحدكم عن شئ لا يعلم...ه فليقل :
لا أدري



شكرا ً
أختي الغالية
هند
سرني مرورك
و أسعدتني إضافتك
جزاك ِ اللهُ الكريم
خيرا ً
|
حميد
7
3
2011

حميد درويش عطية 03-07-2011 06:01 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
النسبية فيما يعني

يلزم الالتفات إلى ( النسبية ) في قضية ما يعني وما لايعني ..
فإن الأمر قد يكون الدخول فيه نافعاً بالنسبة إلى فرد دون آخر ، وعليه فلا يكتفي العبد - في مقام العبودية - بالنفع العام أو النفع الخاص للآخرين ، بل لابد من ملاحظة النفع الخاص بالنسبة إليه ، وهو ما يعنيه بالخصوص ..
فالذي يخوض في الخلافات بين العباد - من دون وجود تأثير في خوضه لا علماً ولا عملاً - لهو من الخائضين في الباطل
وتترتب عليه الآثار من
( قساوة ) القلب
و( زلل ) القول والفعل
مما يكون العاقل في غنىً عنه ..
وقِسْ عليه باقي موارد النسبية فيما لا يعني العبد .
**********************************
7
3
2011

حميد درويش عطية 03-08-2011 05:35 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الجو الجماعي للطاعة
عندما يقع العبد في الأجواء العبادية المحفزة - لوجود الجو الجماعي - كالحج وشهر رمضان ، يجد في نفسه قدرة ( مضاعفة ) على العبادة ، لم يعهدها من نفسه ، بل لم يتوقعها منها .
وهذا بدوره يدل على وجود طاقات ( كامنة ) في نفسه ، لم يستخرجها بل لم يود إخراجها ، مما يشكل حجة على العبد يوم القيامة توجب له الحسرة الدائمة ..
وعليه فلابد من ( استغلال ) ساعات هطول الغيث الإلهي ، ليستفيد منها في ساعات الجدب ، فيكون كمن زرع بذرة ونمّاها في مشتله ، ثم إذا اشتد عودها زرعها في مزرعته ، ليجني ثمارها ولو بعد حين ..
فتلك الأجواء العبادية المحفزة ، بمثابة المشتل الذي يزرع فيه الإنسان بذور الخير ، ليستنبتها عند العودة إلى بيئته التي تتلاشى فيها تلك الأجواء المقدسة .
-------------------------------------------------------------
8
3
2011

حميد درويش عطية 03-09-2011 04:27 AM




http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
إدامة حالة الرقة

قد تنتاب الإنسان ساعة إقبال وهو في حالة معينة من قيام أو قعود أو خلوة ..
فيستحسن ( البقاء ) في تلك الهيئة الخاصة لئلا ( يرتفع ) حضوره و إقباله ..
وذلك كمن أدركته الرقة وهو في حال القنوت ، فعليه الإطالة في تلك الحالة ، لئلا تزول في الركوع مثلا ..
أو كمن أقبل على ربه في المسجد ، فعليه ألاّ يستعجل الخروج ، حذراً من زوال تلك الحالة ، أو كمن كان له أنس في ( خلوة ) ، فعليه ألا يسارع في الانتقال إلى خلوات الآخرين .
******************************
9
3
2011

حميد درويش عطية 03-12-2011 04:37 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الذكر في الغافلين

يتأكد على العبد ( الإكثار ) من ذكر الله تعالى في البقاع التي لا ( يتعارف ) فيها ذكره كبلاد الكفر ، أو مواطن المعصية ، أو مواطن الغفلة كالأسواق ، أو مجالس البطالين
{ أكثروا ذكر الله إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس }
فإن في الذكر- عند الغافلين - من عطاء الحق ومباركته ، ما ليس في الذكر عند الذاكرين ، وقد وُصف في الأخبار بأنه كالمقاتل بين الهاربين ..
ومِثْل هذا العبد ممن يُباهى به الملائكة ، لأنه كان في ( مظان ) الغفلة وخرج عنها بإرادته ، منتصراً على دواعي الغفلة ..
{ ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار ، ثم تفرقوا على غير ذكر الله ، إلا كان ذلك حسرة عليهم يوم القيامة }
12
3
2011

حميد درويش عطية 03-13-2011 04:38 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الفزع إلى الصلاة

إن من الصور الجميلة للعبودية أن يفزع العبد إلى الصلاة المستحبة ، كلما ( دهمه ) أمر ، أو ( انتابته ) نائبة ، أو كلما أحس ( بميل ) للمثول بين يديه تبارك وتعال حبا لا طمعا ..
بل قد يصل الأمر - عند من توغل في رتب العبودية - إلى درجة ( الالتذاذ ) الواقعي بخصوص الصلاة ، بحيث تذهله عن حوائجه التي ربما صلى من أجلها ، بل عن البيئة المحيطة به ، لما فيها من المعراجية التي تنقل العبد من مرحلة التثاقل إلى الأرض - بما فيها من اضطراب وتشويش - إلى الآفاق الواسعة ، التي لا يكدرها شئ من أكدار أهل الأرض .
**************************************
13
3
2011

حميد درويش عطية 03-14-2011 04:29 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
منبهية البلاء

إن من الواضح أن بعض البلاءات ، فيها خاصية ( الـتّنبيه ) على الواقع المنحرف الذي يعيشه المؤمن ، كحالة عامة أو كذنب محدد ..
فالمطلوب - قبل التبرم من البلاء والدعاء لرفعه - هو ( التفكير ) في الذنوب المحتملة التي أوجبت ذلك البلاء ، ومن ثم ( الاستغفار ) منها ، ولا يكون همّـه التخلص من ذلك البلاء طلبا للراحة فحسب ..
وإن من المعلوم أن أثر الذنب قد يتجاوز الفرد ، من قساوة القلب إلى موت الفجأة وغيره ، ليشمل الطبيعة كمنع قطر السماء وجدب الأرض وإفساد الهواء ..
وقد نصّت الروايات على سلسلة من الذنوب الموجبة لعقوبات مرتبطة بتلك الذنوب ، يحسن بالعبد مراجعتها ، ليحترز من موجبات العقوبة قبل التورط فيها .
**********************************
14
3
2011

حميد درويش عطية 03-15-2011 05:48 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
قوام الإنسانية

إن قوام إنسانية الإنسان إنما هو بجهازي الفكر والقلب ، إذ بالأول ( يستحضر ) الصور ، ويرتب القضايا الموجبة للتصديق أو الإنكار ، وبالثاني ( يتوجّه ) ميلا أو نفورا تجاه الملائم والمنافر ..
فلا بد من السائر إلى الحق أن يتحكم في هذين الجهازين ، وذلك بالذكر الكثير - إن لم يكن الغالب - فيستوعب أركان ( فكره ) ، وبالحب الشديد فيستوعب أركان ( قلبه ) ..
ومن دون السيطرة على هذين الجهازين ، لا يكاد يستقيم له سير في هذه الحياة .
********************************
15
3
2011


حميد درويش عطية 03-16-2011 08:58 PM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
لوازم الهبات الروحية

طالما يتمنى العبد بعض الهبات الروحية المتميزة :
كالانقطاع إلى الحق ، أو الحب المتيّـم ، أو بعض الكرامات المبذولة للسالكين
ولايجد استجابة مع الإصرار الشديد على ما يريد ..
والسبب في ذلك عدم قدرة العبد على الالتزام ( بلوازم ) هذه الحالات ، إذ أن الإعراض عن الحق بعد الإقبال الشديد ، يعرّض العبد لعقوبات قاسية ، كما هدد الحق به الحواريين ، عندما طلبوا كرامة المائدة السماوية فقال :
{ فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }
فتـزوى عن العبد هذه الدرجات رأفة به ، لعدم ( قابلية ) العبد لتلقي تلك الدرجات العالية ، لا بخلا من جهة (فيّاضية)الرب .
*********************************
16
3
2011

حميد درويش عطية 03-17-2011 05:37 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
الوحشة الشديدة

لو استشعر الإنسان حقيقة الوحدة التي يعيشها ، لانتابه شعور بالوحشة شديد ..
فقد كان ( وحيداً ) قبل نفث الروح في الأبدان ، وسيكون ( وحيداً ) في برزخه إلى يوم يبعثون ، ويأتي ربه ( وحيداً ) كما خلقه أول مرة ، وهو ( وحيد ) في الدنيا في ساعات نومه وكثير من ساعات يقظته ..
فتبقى الساعات التي يعاشر فيها الخلق ، وهي ساعة لقاء الأبدان بالأبدان بحواسها المادية ، فلم تمتزج الأرواح بالأرواح لترتفع الوحدة حقيقة ..
وعليه فإن الوحدة لا ترتفع إلا عند الارتياح إلى مرّوح الأرواح ، إذ :
{ بك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا }.
************************************
17
3
2011

حميد درويش عطية 03-18-2011 06:14 AM

http://up.g4z4.com/uploads/19062143ac.gif
خلاّقية الحق

إن من الممكن تقريب كيفية تصريف الحق لعالم الوجود الواقع بين ( الكاف والنون ) ، وذلك بالنظر إلى قدرة الأذهان في ابتداع الصور العظيمة - كملء الوجود ذهباً - بمجرد الإرادة والتخيّل .
.فإن هذه الإرادة الخلاّقة تتساوى عندها الصور العظيمة والحقيرة ..
ومن هذا التشبيه أيضا علم أن الجزاء ( الاستحقاقي ) و ( التفضّلي ) من جهة القدرة عند الحق المتعال على حد سواء ..وبذلك يرتفع الاندهاش من الثواب العظيم على العمل القليل ، وذلك لانتفاء الكلفة والمؤونة - في كل صور الجزاء - عند الحق المتعال .
*************************************
18
3
2011


الساعة الآن 04:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team