منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:33 AM

صهباء صافية العيون



لِمَيْثَاءَ دَارٌ عَفَا رَسْمُهَا،
فَمَا إنْ تَبَيّنُ أسْطَارَهَا
وَرِيعَ الفُؤادُ لِعِرْفَانِهَا،
وَهَاجَتْ عَلى النّفْسِ أذْكَارَهَا
دِيَارٌ لِمَيْثَاءَ حَلّتْ بِهَا،
فَقَدْ بَاعَدَتْ مِنْكُمُ دارَهَا
رَأتْ أنّهَا رَخْصَةٌ في الثّيَاب،
وَلمْ تَعْدُ في السّنّ أبْكَارَهَا
فَأعجَبَهَا مَا رَأتْ عِنْدَهَا،
وَأجْشَمَهَا ذَاكَ إبْطَارَهَا
تنابشْتُهَا لَمْ تَكُنْ خُلّةً،
وَلَمْ يَعْلَمِ النّاسُ أسْرَارَهَا
فَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً يُخالِطُ عَثّارَهَا
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ، مَا يَسْتَطِيـ
ـعُ مَنْ كَانَ يَشْعَبُ تَجْبَارَهَا
فَعِشْنَا زَمَاناً وَمَا بَيْنَنَا
رَسُولٌ يُحَدِّثُ أخْبَارَهَا
وَأصْبَحْتُ لا أسْتَطِيعُ الكَلام،
سِوَى أنْ أرَاجِعَ سِمْسَارَهَا
وَصَهْبَاءَ صِرْفٍ كَلَوْنِ الفُصُو
صِ بَاكَرْتُ في الصّبحِ سَوّارَهَا
فَطَوْراً تَمِيلُ بِنَا مُرَّةً،
وَطَوْراً نُعَالِجُ إمْرَارَهَا
تَكَادُ تُنَشّي، وَلَمّا تُذَقْ،
وَتُغْشِي المَفَاصِلَ إفْتَارَهَا
تَدِبّ لَهَا فَتْرَةٌ في العِظَام،
وَتُغْشِي الذّؤابَةَ فَوّارَهَا
تَمَزّزْتُهَا في بَني قَابِيَا،
وَكُنْتُ عَلى العِلْمِ مُخْتَارَهَا
إذا سُمْتُ بَائِعَهَا حَقَّهُ
عَنُفْتُ، وَأغْضَبْتُ تُجّارَهَا
مَعي مَنْ كَفَاني غَلاءَ السِّبَا،
وَسَمْعَ القُلُوبِ وَإبْصَارَهَا
أبُو مالِكٍ خَيْرُ أشْيَاعِنَا،
إذا عَدّتِ النّفْسُ أقْتَارَهَا
وَمُسْمِعَتَانِ، وَصَنّاجَةٌ،
تُقَلِّبُ بِالكَفّ أوتَارَهَا
وَبَرْبَطُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فَقَدْ كَادَ يَغْلِبُ إسْكَارَهَا
وَذُو تُومَتَيْنِ وَقَاقُزّةٌ
يَعُلّ وَيُسْرِعُ تَكْرَارَهَا
تُوَفّي لِيَوْمٍ وَفي لَيْلَةٍ،
ثَمَانِينَ نَحْسُبُ إسْتَارَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:34 AM

طلق اليدين مبارك



رَحَلَتْ سُمَيّةُ، غُدوَةً، أجمالَها،
غَضْبَى عَلَيكَ، فَما تَقولُ بَدا لَهَا
هذا النّهارُ بَدَا لـهَا مِنْ هَمّها،
مَا بَالُهَا بِاللّيْلِ زَالَ زَوَالُهَا
سَفَهاً، وَمَا تَدْرِي سُمَيّةُ، وَيحها،
أنْ رُبّ غَانِيَةٍ صَرَمْتُ وِصَالَهَا
وَمَصَابِ غَادِيَةٍ كَأنّ تِجَارَهَا
نَشَرَتْ عَلَيْهِ بُرُودَهَا وَرِحَالَهَا
قَدْ بِتُّ رَائِدَهَا، وَشَاةِ مُحَاذِرٍ
حَذَراً يُقِلّ بِعَيْنِهِ أغْفَالَهَا
فَظَلِلْتُ أرْعَاهَا، وَظَلّ يَحُوطُها،
حتى دَنَوتُ إذا الظّلامُ دَنَا لَهَا
فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ،
فَأصَبْتُ حَبّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
حَفِظَ النّهَارَ وَبَاتَ عَنْهَا غَافِلاً،
فَخَلَتْ لصَاحبِ لَذّةٍ وَخَلا لَهَا
وَسَبِيئَةٍ مِمّا تُعَتّقُ بَابِلٌ،
كَدَمِ الذّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا
وَغَرِيبَةٍ تَأتي المُلُوكَ حَكِيمَةٍ،
قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذا قَالَهَا
وَجَزُورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحَتْفِهَا،
وَنِيَاطِ مُقْفِرَةٍ أخَافُ ضَلالَهَا
يَهمَاءَ مُوحِشَةٍ، رَفَعْتُ لعَرْضِها
طَرْفي لأِقْدِرَ بَيْنَهَا أمْيَالَهَا
بِجُلالَةٍ سُرُحٍ كَأنّ بِغَرْزِهَا
هِرّاً إذا انْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَهَا
عَسْفاً وَإرْقَالَ الـهَجِيرِ تَرَى لـهَا
خَدَماً تُسَاقِطُ بالطّرِيقِ نِعَالَهَا
كَانَتْ بَقِيّةَ أرْبَعٍ فَاعْتَمْتُهَا
لَمّا رَضِيتُ مَعَ النّجَابَةِ آلَهَا
فَتَرَكْتُهَا، بَعْدَ المِرَاحِ، رَذِيّةً،
وَأمِنْتُ بَعْدَ رُكُوبِهَا إعْجَالَهَا
فَتَنَاوَلَتْ قَيْساً بِحُرّ بِلادِهِ،
فَأتَتْهُ بَعْدَ تَنُوفَةٍ، فَأنَالـهَا
فَإذَا تُجَوّزُهَا حِبَالَ قَبِيلَةٍ،
أخَذَتْ من الأخرَى إلَيكَ حِبالَهَا
قِبَلَ امرِىءٍ طَلْقِ اليَدَينِ مُبارَكٍ،
ألْفَى أبَاهُ بِنَجْوَةٍ فَسَمَا لَهَا
فَكَأنّهَا لَمْ تَلْقَ سِتّةَ أشْهُرٍ
ضُرّاً إذا وَضَعَتْ إلَيكَ جِلالَهَا
وَلَقَد نزَلْتُ بخَيرِ مَن وَطىءَ الحصَى
قَيْسٍ فَأثْبَتَ نَعْلَهَا وَقِبَالَهَا
مَا النّيلُ أصْبَحَ زَاخِراً مِنْ مَدّهِ،
جَادَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبَا فَجَرَى لَهَا
زَبِداً بِبَابِلَ، فَهْوَ يَسْقي أهْلَهَا،
رَغَداً تُفَجّرُهُ النّبِيطُ خِلالَهَا
يَوْماً بِأجْوَدَ نَائِلاً مِنْهُ، إذَا
نَفْسُ البَخِيلِ تَجَهّمَتْ سُؤّالَهَا
الوَاهِبُ المِائَةَ الـهِجَانَ وَعَبْدَهَا،
عُوذاً تُزَجّي خَلْفَهَا أطْفَالَهَا
وَالقَارِحَ العَدُّا، وَكُلَّ طِمِرّةِ،
مَا إنْ تَنَالُ يَدُ الطّوِيلِ قَذَالَهَا
وَكَأنّمَا تَبِعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا
عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيّ عيَالَهَا
طَلَباً حَثِيثاً بِالوَلِيدِ تَبُزُّهِ،
حتى تَوَسّطَ رُمْحُهُ أكْفَالَهَا
عَوّدْتَ كِنْدَةَ عَادَةً، فاصْبِرْ لَهَا،
اغْفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوّ سِجَالَهَا
وَكُنْ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ظَهْرُهِ،
احمِلْ، وَكنتَ مُعاوِداً تَحمالَهَا
وَإذا تَحُلّ مِنَ الخُطُوبِ عَظِيمَةٌ،
أهْلي فِداؤكَ، فاكْفِهِمْ أثْقَالَهَا
فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشّهُورَ عَلامةً
قَدَراً، فَبَيّنَ نِصْفَهَا وَهِلالَهَا
مَا كنْتَ في الحَرْبِ العَوَانِ مُغَمَّراً،
إذْ شَبّ حَرُّ وَقُودِهَا أجْزَالَهَا
وَسَعَى لكِنْدَةَ غَيرَ سَعيِ مُواكِلٍ
قَيْسٌ فَضَرّ عَدُوَّها وَبَنَى لَهَا
وَأهَانَ صَالِحَ مَالِهِ لِفَقِيرِهَا،
وأَسَا وَأصْلَحَ بَيْنَهَا، وَسَعَى لَهَا
مَا إنْ تَغِيبُ لـهَا كمَا غَابَ امْرُؤٌ
هَانَتْ عَشِيرَتُهُ عَلَيْهِ، فَغَالَهَا
وَتَرَى لَهُ ضُرّاً عَلى أعْدَائِهِ؛
وَتَرَى لِنِعْمَتِهِ عَلى مَنْ نَالَهَا
أثَراً مِنَ الخَيْرِ المُزَيِّنِ أهْلَهُ،
كَالغَيْثِ صَابَ بِبَلْدَةٍ، فأسَالَهَا
ثَقِفٌ، إذَا نَالَتْ يَدَاهُ غَنِيمَةً،
شَدَّ الرّكَابَ لمِثْلِهَا لِيَنَالَهَا
بِالخَيْلِ شُعْثاً مَا تَزَالُ جِيَادُهَا
رُجُعاً تُغادِرُ بِالطّرِيقِ سِخَالَهَا
أُمّا لِصَاحِبِ نِعْمَةٍ طَرّحْتَهَا،
وَوِصَالِ رِحْمٍ قَد نَضَحتَ بِلالَهَا
طَالَ القِيَادُ بِهَا فَلَمْ تَرَ تَابِعاً
للخَيْلِ ذا رَسَنٍ، وَلا أعْطَالَهَا
وَسَمِعْتُ أكْثَرَ ما يُقالُ لـها اقدَمي،
وَالنّصُّ وَالإيجافُ كانَ صِقَالَهَا
حَتّى إذا لَمَع الدّلِيلُ بِثَوْبِهِ،
سُقِيَتْ، وَصَبَّ رُوَاتُهَا أشْوَالَهَا
فكَفَى العَضَارِيطُ الرّكابَ فبُدّدَتْ
مِنْهُ لأِمْرِ مُؤمَّلٍ، فَأجَالَهَا
فَتَرَى سَوَابِقَهَا يُثِرْنَ عَجَاجَةً،
مِثْلَ السّحابِ، إذا قَفَوْتَ رِعالَهَا
مُتَبَارِيَاتٍ في الأعِنّةِ قُطَّباً،
حَتّى تُفِيءَ عَشِيّةً أنْفَالَهَا
فأصَبْنَ ذا كَرَمٍ، وَمَنْ أخطأنَهُ
جَزَّأ المَقِيظَةَ خَشْيَةً أمْثَالَهَا
وَلَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيتَ فأصْبَحتْ
نُهْبَى، وَآزِلَةٍ قَضَبْتَ عِقَالَهَا
وَلَقَدْ جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فَاقَةٍ،
وَأصَابَ غَزْوُكَ إمّةً فَأزَالَهَا
وَإذَا تَجِيءُ كَتِيبةٌ مَلْمُومَةٌ
خَرْسَاءُ تُغشِي مَن يَذُودُ نِهالَهَا
تَأوِي طَوَائِفُهَا إلى مُخْضَرّةٍ،
مَكْرُوهَةٍ يَخْشَى الكُماةُ نِزَالَهَا
كُنْتَ المُقَدَّمَ غَيرَ لابِسِ جُنّةٍ،
بالسّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلِماً أبْطَالَهَا
وَعَلِمْتَ أنّ النّفسَ تَلقى حَتْفَها،
ما كانَ خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:34 AM

طول الحياة عناء



لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ
عَلى المَرْءِ، إلاّ عَنَاءٌ مُعَنّ
يَظَلّ رَجِيماً لرَيْبِ المَنُون،
وَللسّقْمِ في أهْلِهِ وَالحَزَنْ
وَهَالِكِ أهْلٍ يُجِنّونَهُ،
كَآخَرَ في قَفْرَةٍ لمْ يُجَن
وَمَا إنْ أرَى الدّهرَ في صَرْفِهِ،
يُغادِرُ مِنْ شَارِخٍ أوْ يَفَنْ
فَهَلْ يَمْنَعَنّي ارْتِيَادِي البِلا
دَ مِنْ حَذَرِ المَوْتِ أنْ يأتِيَنْ
ألَيْسَ أخُو المَوْتِ مُسْتَوْثِقاً
عَليّ، وَإنْ قُلْتُ قَدْ أنْسَأنْ
عَليّ رَقيبٌ لَهُ حَافِظٌ،
فَقُلْ في امْرِىءٍ غَلِقٍ مُرْتَهَنْ
أزَالَ أُذَيْنَةَ عَنْ مُلْكِهِ،
وَأخْرَجَ مِنْ حِصْنِهِ ذا يَزَنْ
وَخَانَ النّعِيمُ أبَا مَالِكٍ،
وَأيُّ امرِىءٍ لمْ يَخُنْهُ الزّمَنْ
أزَالَ المُلُوكَ، فَأفْنَاهُمُ،
وَأخْرَجَ مِنْ بَيْتِهِ ذا حَزَنْ
وَعَهْدُ الشّبَابِ وَلَذّاتُهُ،
فَإنْ يَكُ ذَلِكَ قَدْ نُتّدَنْ
وَطاوَعْتُ ذا الحِلْمِ فاقْتَادَني،
وَقَدْ كُنْتُ أمْنَعُ مِنْهُ الرّسَنْ
وَعَاصَيتُ قَلْبيَ بَعْدَ الصّبَى،
وَأمسَى، وَما إنْ لَهُ من شَجَنْ
فَقَدْ أشْرَبُ الرّاحَ قَدْ تَعْلَمِيـ
نَ، يَوْمَ المُقَامِ وَيَوْمَ الظّعَنْ
وَأشْرَبُ بِالرّيفِ حَتى يُقَا
لَ: قد طالَ بالرّيفِ ما قد دَجَنْ
وَأقْرَرْتُ عَيْني مِنَ الغَانِيَا
تِ، إما نكاحاً وإمَّا أزنّ
من كلِّ بيضاءَ مَكسورةٍ
لـهابَشَرٌ نَاصِعٌ كَاللّبَنْ
عَرِيضَةُ بُوصٍ إذا أدْبَرَتْ،
هَضِيمُ الحَشَا شَختَةُ المُحتَضَن
إذَا هُنّ نَازَلْنَ أقْرَانَهُنّ،
وَكَانَ المِصَاعُ بمَا في الجُوَن
تُعَاطي الضّجيعَ، إذا أقْبَلَتْ،
بُعَيْدَ الرّقَادِ، وَعِنْدَ الوَسَنْ
صَلِيفِيّةً طَيّباً طَعْمُهَا،
لـهَا زَبَدٌ بَينَ كُوبٍ وَدَنّ
يَصُبّ لـهَا السّاقِيَانِ المِزَا
جَ، مُنْتَصَفَ اللّيلِ من ماءِ شنّ
وَبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السّدِير،
مَشَارِبُهَا دَاثِرَاتٌ أُجُنْ
قَطَعْتُ، إذا خَبّ رَيْعَانُهَا
بِدَوْسَرَةٍ جَسْرَةٍ كَالَفدَنْ
بِحِقّتِهَا حُبِسَتْ في اللَّجِيـ
نِ، حتى السّديسُ لـها قد أسَنّ
وَطَالَ السّنَامُ عَلى جَبْلَةٍ،
كخَلقاءَ مِن هَضَباتِ الضَّجَنْ
فَأفْنَيْتُهَا، وتَعَلَلْتُهَا
عَلى صَحْصَحٍ كَرِدَاءِ الرّدَنْ
تُرَاقِبُ مِنْ أيْمَنِ الجَانِبَيْـ
ـنِ بالكَفّ مِن مُحصَدٍ قد مَرَنْ
تَيَمّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ
من الأرْضِ من مَهمَةٍ ذي شزَن
وَمِنْ شَانىءٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ،
إذا مَا انْتَسَبْتُ لَهُ أنْكَرَنْ
وَمِنْ آجِنٍ أوْلَجَتْهُ الجَنُو
بُ دِمْنَةَ أعْطانِهِ، فَاندَفَنْ
وَجَارٍ أُجَاوِرُهُ إذْ شَتَوْ
تُ، غَيرِ أمين، وَلا مؤتَمَنْ
وَلَكِنّ رَبّي كَفَى غُرْبَتي،
بحَمْدِ الإلَهِ، فَقَدْ بَلّغَنْ
أخَا ثِقةٍ عَالِياً كَعْبُهُ،
جَزِيلَ العَطَاءِ، كَرِيمَ المِنَنْ
كَرِيماً شَمَائِلُهُ مِنْ بَني
مُعَاوِيَةَ الأكْرَمِينَ السُّنَنْ
فَإنْ يَتْبَعُوا أمْرَهُ يَرْشُدُوا،
وَإن يَسْألُوا مَالَهُ لا يَضِنْ
وَإنْ يُسْتَضَافُوا إلى حُكْمِهِ،
يُضَافُ إلى هَادِنٍ قَدْ رَزَن
وَمَا إنْ عَلى قَلْبِهِ غَمْرَةٌ،
وَمَا إنْ بِعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ
وَمَا إنْ عَلى جَارِهِ تَلْفَةٌ
يُسَاقِطُهَا كَسِقَاطِ الغَبَنْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا
ةَ، كَالنّخْلِ زَيّنَهَا بِالرَّجَنْ
وَكُلَّ كُمَيْتٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، يَرْنُو القِنَاءَ، إذا ما صَفَنْ
تَرَاهُ إذَا مَا عَدَا صحبُهُ
بِجَانِبِهِ مِثْلَ شَاةِ الأرَنْ
أضَافوا إلَيهِ، فَألْوَى بهِمْ
تَقُولُ جُنُوناً، وَلَمّا يُجَنّ
وَلَمْ يَلْحَقُوهُ عَلى شَوْطِهِ،
وَرَاجَعَ مِنْ ذِلّةٍ فاطْمَأنّ
سَمَا بِتَلِيلٍ كَجِذْعِ الخِصَا
بِ، حُرِّ القَذالِ، طوِيلِ الغُسَنْ
فَلأياً بِلأيٍ، حَمَلْنَا الغُلا
مَ، كَرْهاً، فأرْسَلَهُ، فامتَهَن
كَأنّ الغُلامَ نَحَا للصُّوَا
رِ، أزْرَقَ ذا مِخلَبٍ قد دَجَنْ
يُسَافِعُ وَرْقَاءَ غُوريّةً،
لِيُدْرِكَهَا في حَمَامٍ ثُكَنْ
فَثَابَرَ بِالرّمْحِ حَتّى نَحَا
هُ في كَفَلٍ كَسَرَاةِ المِجَنّ
ترَى اللّحمَ من ذابلٍ قَدْ ذَوَى،
وَرَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ
يَطُوفُ العُفَاةُ بِأبْوَابِهِ،
كَطَوْفِ النّصَارَى ببَيتِ الوَثَنْ
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو
بَ، بَينَ الحَرِيرِ وَبَينَ الكَتَنْ
وَيُقْبِلُ ذُو البَثّ، وَالرّاغِبُو
نَ في لَيْلَةٍ، هيَ إحدى اللَّزَنْ
لِبَيْتِكَ، إذْ بَعْضُهُمْ بَيْتُهُ
مِنَ الشّرّ مَا فيهِ مِنْ مُسْتَكَنّ
وَلمْ تَسْعَ للحَرْبِ سَعيَ امْرِىءٍ،
إذا بِطْنَةٌ رَاجَعَتْهُ سَكَنْ
تَرَى هَمَّهُ نَظَراً خَضرَهُ،
وَهَمُّكَ في الغَزْوِ لا في السِّمَنْ
وفي كُلّ عَامٍ لَهُ غَزْوَةٌ،
تَحُتّ الدّوَابِرَ حَتَّ السَّفَنْ
حَجُونٌ تُظِلّ الفَتى جَاذِباً
عَلى وَاسِطِ الكُورِ عِندَ الذّقَنْ
تَرَى الشّيخَ منها لِحُبّ الإيَا
بِ يَرْجُفُ كالشّارِفِ المُستَحِنْ
فَلَمّا رَأى القَوْمُ مِنْ سَاعَةٍ
مِنَ الرّأيِ ما أبصَرُوهُ اكْتَمَنْ
وَمَا بِالّذِي أبْصَرَتْهُ العُيُو
نُ مِنْ قَطْعِ يأسٍ وَلا من يَقَنْ
تُبَارِي الزِّجَاجَ مَغَاوِيرُهَا،
شَمَاطِيطَ في رَهَجٍ كالدَّخَنْ
تَدُرّ عَلى أسْوُقِ المُمْتَرِيـ
نَ رَكضاً إذا ما السّرَابُ ارْجَحنْ
فَيَا عَجَبَ الرّهْنِ للقَائِلا
تِ مِنْ آخِرِ اللّيلِ ماذا احتَجنْ
وَمَا قَدْ أخَذْنَ وَمَا قَدْ تَرَكْـ
نَ في الحَيّ مِنْ نِعْمَةٍ وَدِمَنْ
وَأقْبَلْنَ يُعْرِضْنَ نَحْوَ امرِىءٍ
إذا كَسبَ المَالَ لمْ يَخْتَزِنْ
وَلَكِنْ عَلى الحَمْدِ إنْفَاقُهُ،
وَقَدْ يَشْتَرِيهِ بِأغْلى الثّمَنْ
وَلا يَدَعُ الحَمْدَ أوْ يَشْتَرِيـ
ـهِ بِوَشْكِ الفُتُورِ وَلا بالتَّوَنْ
عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِىءٍ مَاجِدٍ
تَمَهّلَ في الحَرْبِ حتى اثّخَنْ
سَلاجِمَ كالنّحْلِ أنْحَى لـهَا
قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
وَذَا هِبَّةٍ غَامِضاً كَلْمُهُ،
وَأجْرَدَ مُطّرِداً كَالشَّطَنْ
وَبَيْضَاءَ كَالنَّهْيِ مَوْضُونةً،
لـهَا قَوْنَسٌ فَوْقَ جَيْبِ البَدَنْ
وَقَدْ يَطْعُنُ الفَرْجَ يَوْمَ اللّقا
ءِ بالرّمحِ يَحبِسُ أُولى السُّنَنْ
فَهَذا الثّنَاءُ، وَإنّي امْرُؤٌ
إلَيْكَ بِعَمْدٍ قَطَعْتُ القَرَنْ
وَكُنْتُ امْرَأً، زَمَناً بِالعِرَاق،
عَفِيفَ المُنَاخِ، طَوِيلَ التّغَنّ
وَنُبّئْتُ قَيْساً، وَلَمْ أبْلُهُ
كمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمنْ
رَفيعَ الوِسَادِ، طَوِيلَ النّجَا
دِ ضَخمَ الدّسيعَةِ رَحبَ العَطَنْ
يَشُقّ الأمُورَ وَيَجْتَابُهَا،
كَشَقّ القَرَارِيّ ثَوْبَ الرَّدَن
فَجِئْتُكَ مُرْتَادَ مَا خَبّرُوا،
وَلَوْلا الذي خبّرُوا لمْ تَرَنْ
فَلا تَحْرِمَنّي نَداكَ الجَزِيل،
فإني امرُؤٌ قَبلَكُمْ لمْ أُهَنْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:35 AM

علقم لا تسفه



شَاقَتْكَ مِنْ قَتْلَةَ أطْلالُهَا،
بِالشّطّ فَالوِتْرِ إلى حَاجِرِ
فَرُكْنِ مِهْرَاسٍ إلى مَارِدٍ،
فَقَاعِ مَنْفُوحَةَ ذي الحَائِرِ
دَارٌ لَهَا غَيّرَ آيَاتِها
كُلُّ مُلِثٍّ صَوْبُهُ زَاخِرِ
وَقَدْ أرَاهَا وَسْطَ أتْرَابِهَا،
في الحَيّ ذِي البَهْجَةِ وَالسّامِرِ
كَدُمْيَةٍ صُوّرَ مِحْرَابُهَا
بِمُذْهَبٍ في مَرْمَرٍ مَائِرِ
أوْ بَيْضَةٍ في الدِّعصِ مَكْنُونَةٍ،
أوْ دُرّةٍ شِيفَتْ لَدى تَاجِرِ
يَشْفي غَلِيلَ النّفْسِ لاهٍ بِهَا،
حَوْرَاءُ تَسْبي نَظَرَ النّاظِرِ
لَيْسَتْ بِسَوْداءَ وَلا عِنْفِصٍ،
دَاعِرَةٍ تَدْنُو إلى الدّاعِرِ
عَبَهْرَةُ الخَلْقِ، بُلاخِيّةٌ،
تَشُوبُهُ بِالخُلُقِ الطّاهِرِ
عَهْدي بِهَا في الحَيّ قد سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَةِ الضّامِرِ
قَدْ نَهَدَ الثّدْيُ عَلى صَدْرِهَا
في مُشْرِقٍ ذِي صَبَحٍ نَائِرِ
لَوْ أسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِهَا،
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
حتى يَقُول النّاسُ مِمّا رأوْا:
يَا عَجَبَا لِلْمَيّتِ النّاشِرِ
دَعْهَا، فَقَدْ أعْذَرْتَ في حُبّها،
وَاذْكُرْ خَنَا عَلْقَمَةَ الفَاجِرِ
عَلْقَمَ، لا لَسْتَ إلى عَامِرٍ،
النّاقِضِ الأوْتَارَ وَالوَاتِرِ
وَاللاّبِسِ الخَيْلَ بخَيْلٍ، إذا
ثَارَ غُبَارُ الكَبّةِ الثّائِرِ
سُدْتَ بَني الأحْوَصِ لمْ تَعدُهم،
وَعَامِرٌ سَادَ بَني عَامِرِ
سَادَ وَألْفَى قَوْمَهُ سَادَةً،
وَكَابِراً سَادُوكَ عَنْ كَابِرِ
مَا يُجْعَلُ الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جُنّبَ صَوْبَ اللّجِبِ الزّاخِرِ
مثل الفُرَاتيّ، إذَا مَا طَمَا
يَقْذِفُ بِالبُوصِيّ وَالمَاهِرِ
إنّ الّذِي فِيهِ تَدَارَيْتُمَا
بُيّنَ لِلسّامِعِ وَالآثِرِ
حَكّمْتُمُوني، فَقَضَى بَيْنَكم
أبْلَجُ مِثْلُ القَمَرِ البَاهِرِ
لا يَأخُذُ الرّشْوَةَ في حُكْمِهِ،
وَلا يُبَالي غَبَنَ الخاسِرِ
لا يَرْهَبُ المُنْكِرَ مِنْكُمْ، وَلا
يَرْجُوكُمُ إلاّ نَقَى الآصِرِ
يَا عَجَبَ الدّهْرِ مَتى سُوّيَا؟
كَمْ ضَاحكٍ من ذا، وَمن سَاخِرِ
فَاقْنَ حَيَاءً أنْتَ ضَيّعْتَهُ،
مَا لكَ بَعْدَ الشّيبِ مِنْ عَاذِرِ
وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حصىً،
وَإنّمَا العِزّةُ لِلْكَاثِرِ
وَلَسْتَ بِالأثْرَيْنِ مِنْ مَالِكٍ،
وَلا أبي بَكْرٍ ذَوِي النّاصِرِ
هُمْ هَامَةُ الحَيّ، إذَا حُصّلُوا
مِنْ جَعْفَرٍ في السّؤدَدِ القَاهِرِ
أقُولُ لَمّا جَاءَني فَجْرُهُ
سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاجِرِ
عَلْقَمَ لا تَسْفَهْ وَلا تَجْعَلَنْ
عِرْضَكَ لِلْوَارِدِ وَالصّادِرِ
أُؤوِّلُ الحُكْمَ عَلى وَجْهِهِ،
لَيْسَ قَضَائي بِالـهَوَى الجَائِرِ
قَدْ قُلْتُ قَولاً، فقَضَى بَينَكمْ،
وَاعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنّافِرِ
كَمْ قَدْ مَضَى شِعْرِيَ في مِثلِهِ
فَسَارَ لي مِنْ مَنْطِقٍ سَائِرِ
إنْ تَرْجِعِ الحُكْمَ إلى أهْلِهِ،
فَلَسْتَ بِالمُسْتي وَلا النّائِرِ
وَلَسْتَ في السّلْمِ بِذِي نَائِلٍ،
وَلَسْتَ في الـهَيْجَاءِ بِالجَاسِرِ
إنّيَ آلَيْتُ عَلى حَلْفَةٍ،
وَلَمْ أُقِلْهُ عَثْرَةَ العَاثِرِ
لَيَأتِيَنْهُ مَنْطِقٌ سَائِرٌ،
مُسْتَوثِقٌ للمُسْمِعِ الآثِرِ
عَضَّ بِمَا أبْقَى المَواسِي لَهُ
مِنْ أُمّةِ في الزّمَنِ الغَابِرِ
وَكُنّ قَدْ أبْقَيْنَ مِنْهَا أذى،
عِنْدَ المَلاقي وَافيَ الشّافِرِ
لا تَحْسَبَنّي عَنْكُمُ غَافِلاً
فَلَسْتُ بِالوَاني وَلا الفَاتِرِ
وَاسْمَعْ، فَإنّي طَبِنٌ عَالِمٌ،
أقْطَعُ مِنْ شِقْشِقَةِ الـهَادِرِ
يُقْسِمُ بِاللـهِ لَئِنْ جَاءَهُ
عَنّي أذى مِنْ سَامِعٍ خَابِرِ
لَيَجْعَلَنّي سُبّةً بَعْدَهَا
جُدّعْتَ، يا عَلقَمُ، من نَاذِرِ
أجَذَعاً تُوعِدُني سَادِراً،
لَسْتَ عَلى الأعْدَاءِ بِالقَادِرِ
انْظُرْ إلى كَفٍّ وَأسْرَارِهَا،
هَلْ أنْتَ إنْ أوْعَدْتَني صَابِرِي
إني رَأيتُ الحْرْبَ إنْ شَمّرَتْ،
دارَتْ بِكَ الحَرْبُ مَعَ الدّائِرِ
حَوْلي ذَوُو الآكَالِ مِنْ وَائِلٍ
كَاللّيلِ مِنْ بَادٍ وَمِنْ حَاضِرِ
المُطْعِمُو اللّحْمِ، إذا مَا شَتَوْا،
وَالجَاعِلُو القُوتِ عَلى اليَاسِرِ
مِنْ كُلّ كَوْمَاءَ سَحُوفٍ، إذا
جَفّتْ مِنَ اللّحمِ مُدى الجازِرِ
وَالشّافِعُونَ الجُوعَ عَنْ جارِهِمْ
حَتى يُرَى كَالغُصُنِ النّاضِرِ
كَمْ فِيهِمُ مِنْ شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ
وَسَابِحٍ ذِي مَيْعَةٍ ضَابِرِ
وَكُلِّ جَوْبٍ مُتْرَصٍ صُنْعُهُ،
وَصَارِمٍ ذِي رَونَقٍ بَاتِرِ
وَكُلِّ مِرْنَانٍ لَهُ أزْمَلٌ،
وَلَيّنٍ أكْعُبُهُ حَادِرِ
وَقَدْ أُسَلّي الـهَمّ حِينَ اعْتَرَى،
بِجَسْرَ و دَوْسَرَةٍ عَاقِرِ
زَيّافَةٍ بِالرّحْلِ خَطّارَةٍ،
تُلْوِي بِشَرْخَي مَيْسَةٍ قَاتِرِ
شَتّانَ مَا يَوْمي عَلى كُورِهَا،
وَيَوْمُ حَيّانَ أخي جَابِرِ
في مِجْدلٍ شُيّدَ بُنْيَانُهُ،
يَزِلّ عَنْهُ ظُفُرُ الطّائِرِ
يَجْمَعُ خَضْرَاءَ لـها سَوْرَةٌ
تَعْصِفُ بِالدّرِعِ وَالحَاسِرِ
بَاسِلَةُ الوَقْعِ، سَرَابِيلُهَا
بِيضٌ إلى جَانِبِهِ الظّاهِرِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:36 AM

فاض ماء الشؤون



مِنْ دِيَارٍ بِالـهَضْبِ هَضْبِ القَلِيبِ
فاضَ ماءُ الشّؤونِ فَيْضَ الغُروُبِ
أخْلَفَتْني بِهِ قُتَيْلَةُ مِيعَا
دي، وَكانَتْ للوَعدِ غَيرَ كَذُوبِ
ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاءِ بَطْنِ خُسَافٍ،
أُمُّ طِفْلٍ بِالجَوّ غَيْرِ رَبِيبِ
كُنْتُ أوْصَيْتُهَا بِأنْ لا تُطِيعي
فيّ قَوْلَ الوُشَاةِ وَالتّخْبِيبِ
وَفَلاةٍ كَأنّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ،
قَدْ تَجَاوَرْتُهَا بِحَرْفٍ نَعُوبِ
عِرْمِسٍ، بَازِلٍ، تَخَيّلُ بِالرِّدْ
فِ، عَسُوفٍ مثلِ الـهِجانِ السَّيُوبِ
تَضبط الموكبَ الّرفيع بِأيْدٍ
وسَنَامٍ مُصَعَّدٍ مكْثُوبِ
قَاصِدٌ وَجْهُهَا تَزُورُ بَني الَحا
رِثِ أهْلَ الغِنَاءِ عِنْدَ الشُّرُوبِ
الرّفِيئِينَ بِالجِوَارِ، فَمَا يُغْـ
ـتَالُ جَارٌ لَهُمْ بِظَهْرِ المَغِيبِ
وَهُمْ يُطْعِمُونَ إذْ قَحَطَ القَطْـ
ـرُ، وَهَبّتْ بِشَمْألٍ وَضَرِيبِ
وَخَوَتْ جِرْبَةُ النّجُومِ، فَمَا تَشْر
بُ أُرْوِيّةٌ بِمَرْيِ الجَنُوبِ
مَنْ يَلُمْني عَلى بَنى ابْنَةٍ حَسّا
نَ، ألُمْهُ، وَأعْصِهِ في الخُطُوبِ
إنّ قَيْساً قَيْسَ الفِعَال، أبَا الأشْـ
ـعَثِ، أمْسَتْ أعْدَاؤهُ لِشَعُوبِ
كُلَّ عَامٍ يَمُدّني بِجَمُومٍ،
عِنْدَ وَضْعِ الِعنَانِ، أوْ بِنَجِيبِ
قَافِلٍ، جُرْشُعٍ، تَرَاهُ كَتَيْسِ الـ
ـرَّبْلِ، لا مُقْرِفٍ وَلا مَخْشُوبِ
صَدَأُ القَيْدِ في يَديْهِ، فَلا يُغْـ
ـفَلُ عَنْهُ في مَرْبَطٍ مَكْرُوبِ
مُسْتَخِفٍّ، إذا تَوَجّهَ في الخَيْـ
ـلِ لِشَدّ التّفْنِينِ وَالتّقْرِيبِ
تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وَتِلْكَ رِكَابي،
هُنّ صُفْرٌ أوْلادُهَا كَالزّبِيبِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:37 AM

فداء لقوم



فِداءٌ لِقَوْمٍ قَاتَلُوا بِخَفِيّةٍ
فَوَارِسَ عَوْصٍ إخْوَتى وَبَنَاتي
يَكُرّ عَلَيهمْ بالسّحيلِ ابنُ جَحدرٍ
وَمَا مَطَرٌ فِيها بِذِي عَذَرَاتِ
سَيَذْهَبُ أقْوَامٌ كِرَامٌ لوَجْهِهِمْ،
وَتُتْرَكُ قَتْلى وُرَّمُ الكَمَرَاتِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:38 AM

فررتم وما صبرتم



ألَمْ تَرَوْا إرَماً وَعَاداً،
أوْدَى بِهَا اللَّيْلُ وَالنّهَارُ
بَادُوا، فَلَمّا أنْ تَآدَوْا،
قَفّى عَلى إثْرِهِمْ قُدَارُ
وَقَبْلَهُمْ غَالَتِ المَنَايَا
طَسْماً وَلَمْ يُنْجِهَا الحِذَارُ
وَحَلّ بِالحَيّ مِنْ جَدِيسٍ،
يَوْمٌ مِنَ الشّرّ مُسْتَطَارُ
وَأهْلُ غُمْدَانَ جَمّعُوا
للدّهْرِ مَا يُجْمَعُ الخِيارُ
فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي
جَائِحَةٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
وقد غَنُوا في ظِلالِ مُلْكٍ،
مُؤيَّدٍ عَقْلُهُمْ، جُفَارُ
وأهْلُ جَوٍّ أتَتْ عَلَيْهِمْ،
فأفْسَدَتْ عَيشَهُمْ، فَبَارُوا
وَمَرّ حَدٌّ عَلى وَبَارٍ،
فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وَبَارُ
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي، وَأينَ لَيْتٌ،
وَهَلْ يَفِيئَنّ مُسْتَعَارُ
وَهَلْ يَعُودَنّ بَعْدَ عُسْرٍ،
عَلى أخي فَاقَةٍ يَسَارُ
وَهَلْ يُشَدّنّ مِنْ لَقُوحٍ،
بِالشَّخْبِ مِنْ ثَرّةٍ صِرَارُ
أقْسَمْتُمُ لا نُعَطّيَنْكُمْ
إلاّ عِرَاراً، فَذَا عِرَارُ
كَحَلْفَةٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ،
يَسْمَعُهَا لاهُهُ الكُبَارُ
نَحْيَا جَميعاً، وَلَمْ يُفِدْكُمْ
طَعْنٌ لَنَا في الكُلَى فَوَارُ
قُمْنَا إلَيْكُمْ وَلمْ يَبْرُدْنَا
نَضْحٌ عَلى حَمْيِنَا قَرَارُ
فَقَدْ صَبَرْنَا، وَلَمْ نُوَلِّ،
وَلَيْسَ مِنْ شَأنِنَا الفِرَارُ
وَقَدْ فَرَرْتُمْ، وَمَا صَبَرْتُمْ،
وَذاكَ شَيْنٌ لَكُمْ وَعَارُ
فَلَيْتَنَا لَمْ نَحُلَّ نَجْداً،
وَلَيْتَهُمْ قَبْلَ تِلْكَ غَارُوا
إنّ لُقَيْماً، وَإنّ قَيْلاً،
وَإنّ لُقْمَانَ، حَيْثُ سَارُوا
لَمْ يَدَعُوا بَعْدَهُمْ عَرِيباً
فَغَنِيَتْ بَعْدَهُمْ نِزَارُ
فَأدْرَكُوا بَعْدَمَا أضَاعُوا،
وَقَاتَلَ القَوْمُ، فَاستَنَارُ
وا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:39 AM

فيا أخوينا



أتَصْرِمُ رَيّا أمْ تُدِيمُ وِصَالَهَا،
بَلِ الصّرْمَ إذْ زَمّتْ بلَيلٍ جِمالَهَا
كَأنّ حُدُوجَ المَالِكِيّةِ غُدْوَةً،
نَوَاعِمُ يَجرِي المَاءُ رفْهاً خِلالَهَا
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ جَأبَةُ القَرْنِ فاقِدٌ
على جَانِبَيْ تَثْلِيثَ تَبْغي غَزَالَهَا
بِأحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ،
فَأنْكَرْنَ، لمّا وَاجَهَتهُنّ، حالَهَا
فَيَا أخَوَيْنَا مِنْ أبِينَا وأُمّنَا،
ألمْ تَعْلَمَا أنْ كُلّ من فَوْقَهَا لَهَا
فَتَسْتَيْقِنَا أنّا أخُوكُمْ، وَأنّنَا
إذا نُتِجَتْ شَهْبَاءُ يَخْشَوْن فالَهَا
نُقِيمُ لَهَا سُوقَ الضّرَابِ وَنَعتَصِي
بِأسْيَافِنَا حَتّى نُوَجِّهَ خَالَهَا
وَكَائِنْ دَفَعنَا عَنكُمُ من عَظيمةٍ،
وَكُرْبَةِ مَوْتٍ قَدْ بَتَتنا عِقالَهَا
وَأرْمَلَةٍ تَسْعَى بِشُعْثٍ، كَأنّهَا
وَإيّاهُمُ رَبْدَاءُ حَثّتْ رِئَالَهَا
هَنَأنَا وَلمْ نَمْنُنْ عَلَيها، فأصْبحتْ
رَخِيّةَ بَالٍ قَدْ أزَحْنَا هُزَالَهَا
وَفي كُلّ عَامٍ بَيْضَةٌ تَفْقَهُونَهَا،
فَتَعْنى، وَتَبْقَى بَيْضَةٌ لا أخَا لَهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:40 AM

قوم غير أثباط



تَرَاهُمُ غَيْرَ أثْبَاطٍ بَمذْرَعَةٍ،
تَوَابعٌ لِلَحِيمٍ حَيْثُمَا ذَهَبُوا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:41 AM

كأنها درة زهراء



نَامَ الخَليُّ، وَبِتُّ اللّيْلَ مُرْتَفِقَا
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسْهُو لـهَمّي وَدائي، فَهْيَ تُسْهِرُني،
بَانَتْ بقَلْبي، وَأمْسَى عندَها غَلِقا
يا لَيْتَها وَجَدَتْ بي ما وَجَدتُ بهَا،
وَكانَ حبٌّ وَوَجْدٌ دامَ، فَاتّفَقَا
لا شَيْءَ يَنْفَعُني مِنْ دونِ رُؤيَتها،
هَلْ يَشتَفي وَامقٌ ما لمْ يُصِبْ رَهَقَا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وَبَارِدٍ رَتِلٍ، عَذْبٍ مَذَاقَتُهُ،
كَأنّمَا عُلَّ بالكَافُورِ، وَاغتَبَقَا
وَجِيدِ أدْمَاءَ لمْ تُذْعَرْ فَرَائِصُها،
تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
وَكَفَلٍ كَالنّقَا، مَالَتْ جَوَانِبُهُ،
لَيْسَتْ من الزُّلّ أوْرَاكاً وَما انتطَفَا
كَأنّهَا دُرّةٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قَدْ رَامَها حِجَجاً، مُذْ طَرّ شارِبُهُ،
حتى تَسَعسَعَ يَرْجُوها وَقد خَفَقَا
لا النّفسُ تُوئِسُهُ مِنها فَيَتْرُكُهَا،
وَقد رَأى الرَّغْبَ رَأيَ العَينِ فاحترَقَا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاةِ الجِنّ يَحْرُسُها،
ذو نِيقَةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
لَيْسَتْ لـهُ غَفْلَةٌ عَنها يُطِيفُ بها،
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حِرْصاً عَليها لَوَ انّ النّفس طاوَعَها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حَوْمٍ لُجّةِ آذيٍّ لَهُ حَدَبٌ،
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
وَمَا تَمَنّى، فَأضْحَى ناعِماً أنِقَا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
وَمَا تَعَلّقْتَ إلاّ الحَيْنَ وَالحَرَقَا


الساعة الآن 12:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team