منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أرشفة ذاتية..... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=450)

ريم بدر الدين 03-06-2011 02:01 PM

أتدري؟ داهمني شعور غريب إذ مررت بذاك الباب الموصد ..كل العتمة المختزنة وراءه تنداح ظلالا مرعبة تتشكل في هيئة أشباح شامتة حينا .. تحمل نذر الموت الصامت دوما .. أوليس لفقدان العيد في ذواتنا نكهة الموت بلا ثمن ؟


ريم بدر الدين 03-23-2011 11:52 PM

هي الشام تلك التي فصلت للتاريخ عباءته .. صنعت له فنجان قهوته و أيقظته من سبات ما قبل التكوين .. هي الشام بين كل ياسمينة و حجر حكاية عشق لا تنتهي ...مآذنها .. كنائسها .. حاراتها العابقة بالياسمين .. أسواقها و قاسيونها تعشش في خلايانا .. تتجذر في ملامحنا .. حماها الله و زادها عزا و شرفا .. حقها علينا جميعا أن ندون عن كل مافيها أسفارا نقدمها لأجيال لن نراها نحن لكن الشام ستراهم و ستعلمهم كيف يحبونها كما نحن فعلنا

ريم بدر الدين 03-29-2011 03:53 PM

دمشق إليها العودة دوما .. لا أدري لم أعود دوما للكتابة عنها و إن سئلت لم أحبها لن أستطيع أن أسوق سببا واحدا محددا .. فليس ثمة عاشق يستطيع أن يخبرك لم هو يحب
علمتني هذه المدينة الكثير منذ بداية تكويني في رحم أمي طفلة مشاكسة .. ربما لم تع كم من القدر أحبت دمشق حتى أورثتني هذا القدر من العشق لها ..
أعود بالذاكرة إلى مشاهد تتجدد دوما برغم قدمها .. و كأنها كانت البارحة فقط .. رائحة الأشياء و الأصوات و الحركات مخبأة في تلافيف مخي كـ" بقج" جدتي البيضاء توزع بها أشياءها الثمينة .. أحقا لا نلمس الذاكرة ؟ أحقا ليست سوى مشاهد طارئة على البال؟ لأننا أغرقنا أنفسنا في عالم المادة نسينا أن ما يؤثث في الروح لا يزول ..
أعود لدمشق لأقول أنها ليست مدينة على الخارطة ببيوتها و شوارعها و مساجدها و كنائسها و أسواقها و قاسيونها و أمويّها و الزيتونة و أبوابها السبعة و لا حتى دمشق بفلها و ياسمينها و مشربياتها .. و لا حتى بردى المتغلغل في ثناياها ريا و ترياق شفاء.. ليست دمشق طريق هداية الرسول بولس.. و ليست أبدا مجموع الزائرين و الزائرات من شتى بقاع الأرض بكل أديانهم و طوائفهم .. ليست معرضها الدولي الشهير .. ليست ربوتها و لا غوطتها الشرقية و الغربية .. ليست ساحة الأمويين الشامخة بسيفها الدمشقي .. ليست مزار السيدة زينب و لا مقبرة باب الصغير .. ليست سوق النحاسين و القزازين و القباقبية و سوق الصاغة و الحميدية ... ليست قلعتها .. دمشق فوق هذا كله .. إنها حالة في الروح لا تنطفئ و لا تمحي
و تسألني بعد لم أحبها ؟ صدقني لم أعرف بعد

طربت آها فكنت المجد في طربي
شآم ما المجد أنت المجد لم يغبِ

ريم بدر الدين 04-10-2011 02:32 AM

غالبا ما تغريني تلك الأوراق المودعة في عتمة الخزانة كي أتناولها نتفة من وقت و أعرضها ثانية لضوء القلب
غالبا ما تكون ساذجة و مليئة بالعثرات و الهفوات الصغيرة
كان البحث عن عبارة في حاشية صفحة أو عن زهرة ربيعية تم جفافها تحت عناية الحروف و برعاية رائحة الصفحات القديمة كمن يفتح هدية عيد ميلاده متشوقا ليرى ما تحتويه العلبة الأنيقة ..
الغريب في هذه الأوراق قدرتها على إحضار الماضي إلى طاولتك بربيعه و خريفه أمطاره و ثلوجه .. ضحكه و بكائه و أيضا مواضع الطعنات و الوخزات و لعلك تمد يدك لتتلمس زهرة شبكت في عروة معطفك ذات مرة أو تمسح دمعة نسيت تركيبها الذي حفر مسارا على صفحة الوجدان

ريم بدر الدين 04-10-2011 02:33 AM

ثمة في عقول المحبين شيفرات غير قابلة للتفكيك إلا بإدراج بصمة القلب على لوحة مفاتيحها

ثمة في خلايا المحبين كريات وردية و زرقاء تقوم مقام البيضاء الحارسة و الحمراء الرسول نحو القلب و منه

ثمة في ذاكرة المحبين مساحات للنور و العتمة يتولون تسليط الضوء عليها مدا و انحسارا وفقا لحركة الغيرة ، الشوق ، الحزن و ربما الانتظار

ثمة في أصابع المحبين حروف لم تولد بعد .. سيكتبونها و لو بعد حين

كلها تؤدي إلى حجيرات القلب المؤثثة بفخامة الشعور


ريم بدر الدين 04-21-2011 07:45 PM

علمتنا كتب الجيولوجيا أن الأوار يحتدم في لب الأرض .. كنا لا نمد قدما في حفرة خشية أن تشويها تلك النيران المحرقة .. خبّرتنا أيضا أن الملتهب الماكث في جوف الأرض لا عمل له سوى البحث عن البقعة الأضعف ينبثق منها.. ماردا خرج من قمقمه و لا " شبيك لبيك " في قاموس مفرداته .. بل نركض بين يديه كفئران مذعورة ضلت طريق جحورها
يخرج من جحره ليدفعنا إليه ثم يسد علينا جميع الشقوق
لم تخبرنا / تلك الكتب/أن اللب من كل شيء مشتعل من ثورة الشوق و حتى ثورة الشعوب
و لم تخبرنا أن الثورة آتية لا ريب فيها
لم تخبرنا أيضا أنها كثيرا ما تضل طريقها إلينا بسبب تراكم الأخطاء
و لم يقل لنا إنسان أن ما أنفقت عمرك تغرس ورده في حدائق روحك و تسقيها من ذوب أعصابك قد ينقلب يوما عليك معلنا أنه لم ير منك خيرا قط ..

ريم بدر الدين 05-04-2011 10:09 AM

لا بد هناك ثمة ضوء و إن لم يكن فكيف سنفسر توفر الرؤية ؟
حتى البصيرة تحتاج إلى لمعة ضوء تتلمس به طريقها في الحلكة

موقنة أن الأمل هو الكائن الذي نجالسه صبحا و مساءا على مائدة الإفطار و في ضحكة الأطفال و في دعاء الأمهات ...
و ربما صال الباطل و جال بمقتضى قانون القوة لكن صولة الحق سرمدية مهما طال تخفيها

ريم بدر الدين 05-15-2011 02:38 AM

في ليلة السهر مع جثمان الذاكرة لابد أن تعمل الكلمة باتجاهات عدة .. كمبضع حينا و كسكين متغلغلة في عمق الروح دون هوادة ..و كقارب يرتحل بك نحو تلك الضفة الأخرى و يعود بك قبل أن تبلغ الشاطىء مسافة تلك الزجاجة المحشوة بقلبك حروفا على ورقة قديمة مبقعة بروحك .. كمثل هذه الليلة المتعبة يمكنك أن تتلمس بعض العزاء لدى الآخرين .. تغبط نفسك إذ تجد لديهم قصاصة تشبه ما دونته ذاكرتك، أو لم تدونه ، لكنها بكل اقتدار وهبتك الحزن أو الفرح ..الأمل أو اليأس سهوا أو عمدا
في ليلة السهر مع جثمان الذاكرة يضيء القمر .. بما يكفي لشحذ السكاكين المثلومة أو لترطيب القلوب الجافة

ريم بدر الدين 05-28-2011 10:18 PM

كل شيء في المكان يعيش ربيعه .. تلك الأشجار التي اكتست ثوب عيدها الأخضر .. رائحة الزنبق البلدي .. فلاحون يعشبون الأرض و يسعدونها بأراجيح العناية و التقليب
لم تغب الشمس ذاك النهار وراء حجاب الغيوم ..لم تأت الغيوم ذاك النهار !.. كأنما الحياة قررت أن لا توقف عجلتها مهما كان السبب
وقفت عند رأسه المسجى على ذاك السرير الأبيض
كان رحيله مفاجئا .. لم يتسنى له الوقت ليقول وداعا
كان الغضب من رحيل لم نتفق على مفرداته بهذه اللغة أقوى من كل الحزن المتوقع أن يثور في ساحة روحي
ماذا أبقيت لنا منك يا ابن عمي؟
شفتاه مطبقتان في مرارة ما وفرتها صفرة الموت ..لم يك منه الجواب حتى الآن !!
مؤلمة تلك الساعة التي لا ندري من نرفض فيها القدر/ الموت أم ذاك الرحيل المرعب .
لا يكون سهلا أبدا تقبل حقيقة ارتحال الأحباب قبلنا نحو الضفة الأخرى
ليس أمرا يسيرا أن نمر بالقرب من صورهم دون أن تشدنا الذاكرة من أطراف أثوابنا
ليس بالمستطاع تقبل حقيقة أنهم لن يهاتفونا في الصباح المقبل بتحية
لروح عدنان ،العابر نحو تلك الضفة الأخرى 13/4/2011

ريم بدر الدين 06-25-2011 06:44 PM

ما تعبت قدماي من هذا المسير في أزقتك و حاراتك
أحاول استكناه ذاتي على حجارة سورك العتيق
أو في بتلة ياسمين متدلية من بيت الجيران
أو في نوتة موسيقية من آذان الأموي الجماعي
و مازلت لا أعرفني حتى الآن



ريم بدر الدين 07-23-2011 07:24 PM

نوافذ على الماضي

يهمي علي صوتها من شرفات الزمن دافئا حنونا ناعما
يأتي صوتها ليشرح لي ما فعلته بها و بنا الأيام
منذ زمن أحاول الوصول لرقم هاتفها بعد ان ضاع فيما ضاع من ذكريات .....لم أفلح
وجهت لها نداء عبر برنامج تلفزيوني و لكن يبدو أنها لا تتابعه و لا يتابعه أحد ممن يعرفها ........
لم أوفر وسيلة لكي أصل إليها و أخيرا اتصلت بمكتب الاستعلامات الهاتفية
أعطيت العامل اسم والدها مع أنني أعرف أنه ليس موجودا في البلاد فهو يعمل طبيبا في بلد آخر
لدهشتي أعطاني العامل رقمه
أدرت قرص الهاتف(مجازا ،إذ أنه لا قرص الآن و لكن أقحمت الكلمة من أجل الجمال النصي)
رد علي صوت عمتها هادئا ناعما سألتها عن صديقتي فأعطتني رقم منزلها و قالت لي:
عرفتك ،أنت صاحبة المصحف الأحمر الذي أهديته لها في عيد ميلادها،أنا أتلو به كل يوم!
فرحت لوجودي في ذلك البيت من خلال المصحف الأحمر
أخبرتني أن صديقتي تسكن في نفس الحي الذي أسكن به!
أدرت قرص الهاتف مرة أخرى فردت علي بنفسها ، لم تعرفني فطلبت منها أن تعبر إلى الماضي
هي لحظة طالت أم قصرت لا أدري ...عرفتني ،عانقني صوتها،
صديقتي كم فرحت لعودتك ،فرحت لقربك ، أهلا بك.



2005/ ذاكرتي مع رولا /

ريم بدر الدين 07-23-2011 07:28 PM

نافذة أخرى على الماضي تفتح
البارحةاستطعت أن أرسل لك بريدا الكترونيا
أتشوق لفتح بريدي منذ لحظة إرسالي للرسالة
سوف أكون بفرح غامر عندما تعانق عيناي كلماتك
لو تدرين كم ارتجفت و أن أكتب الرسالة
ارتجفت لفرط السرور و الشوق و عدم التصديق
تذكرت كلمات طلال حيدر:
بغيبتك نزل الشتي قومي اطلعي عالبال
فوق في سجادة صلاة و اللي عم بصلوا قلال
عا كتر ما طلع العشب بيناتنا بيرعى الغزال
و لكن ما آلمني هو أنك لست هنا لأراك و أحدثك وجها لوجه
نافذتي شرعت على مصراعيها
تلقيت أول رد جميل مضمخ بعطر الماضي و عبقه الزاكي
تلقيت رسالة جميلة منها تقول لي أن شوقها كبير
حدثتني عن زوجها و اطفالها و عملها و المدينة التي تعيش فيها
حدثتني عن حاجتها للصديقات في تلك الغربة و هذا الزمن المتسارع النبض
تمنت علي ألا أطيل الغيبة فهي بغاية الشوق
كم تبدو الأشياء بعيدة و لكن بخطوة كبيرة أو صغيرة تصبح جد قريبة
لأول مرة أشكر بريدي الالكتروني الذي فتح نوافذي كلها على العالم و الماضي و الحاضر و المستقبل


أيضا 2005 / ذاكرتي مع رنا /

ريم بدر الدين 07-31-2011 12:03 AM

وحين أردت إبراز جوازي على الحدود رأيت في الصفحة الأولى اسمه و صورته و جميع بياناته و في الصفحة الأخيرة ختم غير واضح المعالم ...

ريم بدر الدين 07-31-2011 04:07 AM

كانت ليلة سطع فيها نور القمر في دمشق .. ليلة لم نتشارك مثلها قط لكنها كانت نموذجا مثاليا لشحذ سكاكين الذاكرة المثلومة ثم تجريبها بفشل بارع على أنسجة الروح .. ليلة لم أستطع أن أقول لك فيها كل عام و أنت بخير ليس لبعد المسافة أو لتعذر الاتصالات و لكن لسبب أبسط من هذا كله هو أنني نسيت المناسبة التي يعنيها هذا التاريخ..كثير من الأشياء التي لم نتشاركها قط تداعت إلى بالي بصفاقة إذ أنني لم أوجه لها بطاقات دعوة رسمية و الأغرب أنها باتت تلح على بالي لوما و تأنيبا في البداية لأنني لم أشاطرك مزاولتها و لو يوما واحد ثم سخرية مني لأن انتفاء قدرتي على الفصل بين كوابيس اليقظة و أحلام النوم بات مهنتي الأساسية
كثيرا ما جعلني الغياب أكتب كلمات و أمحوها .. أجرب أن أبكي فأضحك في محاولة يائسة لتنفيس ضغط الحزن .. و كثيرا ما أقتح فمي لأقول كلمة يعنيها قلبي لأجد أنه ليس ثمة من يصغي إليها بعد اليوم
منذ زمن طويل أزاول الحزن مهنة يومية و يعاندني الحرف لأنه يعلم أن فيه شفائي الذي لا أرجوه ,,و هاهو اليوم أتى ماشيا على رأسه المدبب .. ربما أرحب به هذه المرة

ريم بدر الدين 08-03-2011 01:29 AM

من فتنة فجر استبان سواد خيطه بغياب بدره و حتى قبر استنار بأهزوجة حب ما عرفها سوى " معدان " ..استلقت تباريحه كألوان رسام باغته الحب على حين غرة .. عاصفة لم يكن مستعدا لدرءها ..شرع يوزع عجائنه اللونية الخاصة به مرة في القلب .. مرة في الجسد ..دوما في الروح ..بأنامل تتقن تحسس نتوءات الألم و لم تمارس التقاط شيفرات الفرح كثيرا .. ألم أقل لك يوما أن الحزن دوما هو من يكتبنا ؟ ألم أخبرك أن العشق بعضه من حزن و بعضه من موت ؟

ريم بدر الدين 08-06-2011 12:08 AM

لنا وطن
و فيه يزهر الزنبق
على شرفاته الخضراء
يضوع الفل و الليلك
لنا وطن
بروح سوف نفديه
بأجساد نقدمها قرابينا لعينيه
لنا وطن حاراته تعشق
لنا وطن شطآنه أسوار شامخة
لنا وطن نعيش الحب في جنباته الثكلى
و نهديه ..
وعودا أن نحرره و نحميه


ريم بدر الدين 08-06-2011 09:09 PM

زمن طويل مر و أنا أنتظر وردة جورية في منقار عصفوري
عصفوري من فصيلة أبو الحناء بألوانه الزاهية
و مر زمن آخر و أبو الحناء قضى ذات نسيان مفطورا من الشوق
و ما زلت أنا في انتظار وردتي الحمراء
لعلها ستكون في يد رسول لن أمتنع عن استقباله إذا حان دوري
عندها سيأتي الموت و ستكون له عيناه وجوريته

ريم بدر الدين 08-20-2011 04:51 PM

هي تجربة بلوغ الجدول لا يمكن إلا أن تمر عبر النفق...
من قبل كان دانكو رفع قلبه المحترق ليبلغ النور و دفع حياته ثمنا ... ندفع نحت ثمنا أقل.. و الآتون من بعد قد لا يدفعون شيئا و يمنحون الضفاف كلها ببركة مسير العابرين من قبل!!

ريم بدر الدين 08-25-2011 11:57 PM

الوجوه الشمعية لا تسمح للمشاعر أن تراودها
حذار الاقتراب من اللهب !!




اللون في الأصل محمود لكنه في الوجوه آية القبح

دع علبة ألوانك جانبا عندما تخاطبني


طعنني بمدية في خاصرتي ...ثم وهبني ضمادة جروح !!
و بعض الجراح لا تبرأ ...لكنها ضرورية جدا




كذب كل ما قيل ...كذب ما يقال الآن ..و كذب أيضا ما سيقال
كلنا مواطنون دائمون في مملكة الكذب
هل قلت أنني كذبت الآن؟


ماجد جابر 08-26-2011 02:48 AM

تحيّاتي
أشكر لكِ أستاذتنا القديرة ريم بدر الدين هذه النوافذ العذبة والأرشفة الذاتية ذات الأسلوب الرفيع، والمعنى العميق..
بوركتِ ، وبورك اليراع.

ريم بدر الدين 08-31-2011 02:07 PM

خاتمة الغياب بوح مؤجل
أدون حاشية صغيرة في خاصرة روزنامة القلب
أبجدية مختلفة تولى غيابك تطريزها على ستائر الروح ال"ماعادت وردية "
"أوتنساني؟"
أول سفر في كتابها أوردني دروب الغيرة المتهاطلة على سماء القلب ممزوجة بالغضب سرعان ما تتلاشى عندما تلامس أديم القلب ..
تدريب للذاكرة على طي السجلات ثم إعادة تأهيل للروح كي لا تمارس أصابعها مهنة الصدأ قبل أن تفتحها مرة أخرى غير مؤكدة الحصول... خوف و قلق و حنق و ... فتحت الباب هربت مني كل الحروف التي أتقنتها من كل اللغات... قلبت جوف حقيبة القلب...
لم أجد بها سوى : اشتقتك
"طالع عـ بالي ضم زهرة و قلب
و قدمن للعيد عيدية "

ريم بدر الدين 09-05-2011 09:39 PM

نسمة تتسلل إلى أبهاء الروح
تمسك بيدك و تقودك عبر السلالم و الدهاليز الخفية
مع كل خطوة تنتظم نجمة جديدة الألق في سماء أدمنت السواد وقتا طويلا
نجمة كبيرة صعدت في أعالي الروح
ستور الغياب انبثقت عنها بعد أن غمست أذرعها الخمسة في ذهب الحضور
كم هو جميل أن تعلق الفوانيس الملونة في زوايا كنت تظنها أظلمت للأبد!!
دمشق...غدا!


ريم بدر الدين 09-14-2011 03:01 PM

"و رجع أيلول و أنتا بعيد.."
أيلول اعتاد منذ الأزل أن يدخر لنا حقائب البكاء و يتركنا نتكهن بالموعد الأمثل لفتحها .. ثم على حين غرة يفتحها في ليل أو نهار لا فرق .. المهم فيه أنه ميقات لم يك في حسباننا .. و ما تحويه حقائبه ليس مصدرا لسعادة و فرح و إنما هو دورية تطهير سنوية ننتظرها على قارعة العمر بشغف كي نتحمل بقية " هدايا " الحياة و معطياتها الحزينة و السارة على حد سواء .. أعرف يا صديقتي أنك ستنظرين لي بدهشة وتقولين " السارة أيضا ؟" .. عندما يكون المتيسر من الألم و الحزن على بوابات القلب و أطراف الأصابع و خلايا الذاكرة مما لا يحصى فإنه ثمة ما يلزمنا عبورمطهر يجعلنا نتحمل " ألم " أن تطرق أبوابنا سعادة ما لم نتوقعها و في وقت معين لم تعد تعنينا أو بالأحرى لم نعد نريدها..
أما في " أيلول" هذا الباكي ، الذي نعاقر معه قسرا ليالٍ لم تمر على ذاكرتنا قبلا و نهارات نسيت ضوءها في مكان ما من الأرض ،ندع بضاعة قلوبنا المزجاة جانبا و نلتفت نحو الوطن المطعون ..و نبتهل فيه إلى الله أن يجيّر كل مطر أيلول و قدرته على ترطيب الجراح لصالح شفاء الوطن من " الرمد الربيعي "


ريم بدر الدين 09-20-2011 08:18 PM

ثمة آخرون قصدتهم فيروز ب " سوا ربينا "
لو أصخت السمع لوجدتهم .. لارا التائه و الحارث العمليق يتجولان في بعد غير منظور بحياة سرمدية أو لعنة أبدية ..لا فرق أبدا
و ثمة أيضا ذاك الملاح التائه
و في قلب العتمة شرارات قلب دانكو المحترق
بين الحرية و اللاحرية .. بين الموت و اللاموت .. بين الحب و اللاحب .. بين الحياة و اللا؟؟؟
ربما أنضم لهم

ريم بدر الدين 11-17-2011 02:26 PM

لطالما قرأت عن العاطفة التي تفتح أمام صاحبها بوابات الألم و تغلق دونه بوابات السعادة و تضعه دوما في منطقة وسطى من الحيرة و اليأس .. بين درب العودة اللامرئي بعد أن بددت الرياح نقاط العلام التي بها يهتدي المرء و بين الإيغال قدما في درب لا يدري كنهه و لا يعرف ما يخفي ضبابه الكثيف
هنا تكون الحبوب المهدئة خير صديق لأنها تبقيه متسمرا في مكانه و تقضي على باقي ما تبقى من إرادة أو على الأقل تمضي بها نحو النوم!!

ريم بدر الدين 12-02-2011 01:09 PM

في زمن الطرقات غير الآمنة ،العمر المار دون هوادة، الهاتف الذي طلبته لا يجيب... نتناول خيباتنا مع ندى الصباح، و الحزن شاي معطر ...صباحك وطن آمن

ريم بدر الدين 12-02-2011 01:17 PM

يحط الحمام
بباحة روحي الأسيرة
يلقّط بذر المحبة
يغني السلام الجريح
وصبح جميل قريبا سيأتي
و يغفو في عينيه الوطن

ريم بدر الدين 01-06-2012 08:05 PM

أحاولك لقاءا فلا أستطيعك .. أيثمرنا قلب هاتف ذات مساء أو صباح حديثاهامسا يا غيابا امتدني على بوابات دمشق الحزينة ألما لا يبرأ ؟

ريم بدر الدين 02-06-2012 05:10 PM


قبل أن يدخل الوطن غرفة الإنعاش و التي يؤمن كلا منا أن ليس جميع منها فيها ذوي أياد رحيمة و قلوب رقيقة.. قبل أن لا نقطع مسافة الوردتين اللتين ما تجرأنا يوما على إحصاء بتلاتهما مع إيماننا العميق أن ثمة سنوات ضوئية تحتاج الرحلة لنسافر ما بين البتلة و المقلة
في ذاك الوقت الهارب من قدر الأحزان في عمري و عمرك كنا نصطنع كل صباح ورقة عزاء تدعى في عرف المكلومين" نعوة "
نكتب في رأس صفحتها : للقلب حياة غير...
حياة يأسرها قيد مؤلم لو في ذهب كان غمس
نكتب في وسط الورقة : يكفيني في هذا الصبح أن تشرب شمس الوطن قهوتنا اليومية
كم نحن مساكين فقراء الحيلة إذ يفجؤنا صبح يتضرج فيه جسد الوطن... تثخنه الأوجاع .. لا نملك أن نكلأ له جرحا .. قد يبرأ .. قد يتجدد
و نحن مازلنا يطوينا البعد و توحدنا امنية أن تجمعنا سويا يوما.. ربوة .. وادي .. فيء شجرة نلتحف فيه تراب الوطن

ريم بدر الدين 02-12-2012 01:33 PM

ثمة هدايا تدخرها لنا الحياة ..أحيانا كثيرة تخفيها في أكياس ملونة زاهية نعثر عليها بيسر انجذاب فراشة لضوء الشمعة .. و أحيانا تحبكها كأحجية صعبة الحل و تضع في طريقنا لكثير من الاحتمالات :ربما في جورب فوق المدخنة ،أو مزهرية مكسورة الأذن، أو عليَة قديمة يتطلب صعود درجاتها فتوة و شجاعة .. غير أن واحدا منها لا يحتوي على المخبوء .. و نفاجىء بعد حين أنه/ كيس الهدايا / معلق تماما على الخط الفاصل ما بين الجدار و الباب .. الغريب في الأمر أن السعادة تفرغ مافي جعبتها امامك مرة واحدة .. لا تعرف بأي تفرح .. أي صندوق تفتح أولا .. يضيق صدرك بتردداتها الأكبر من حجم القلب .. فـ تربط شريط الكيس بإحكام و تعيدها لذات المسمار المغروز على الخط الفاصل مابين القيد و الحرية!!

ريم بدر الدين 03-15-2012 09:38 PM

مكتوب على شبابيك الموعودين بالشوق و المسكونين بالمحبة : لا مساس !

ريم بدر الدين 03-29-2012 09:37 PM

"صباح و مسا "

صباح :
فإذا طلع الصباح
أيقنت أني لم أنم
كي يتسنى لي رؤية إطلالة نهار لا يشبهه شيء أبدا
أريده أن يبتسم لأدونه تاريخ ميلاد
صباح الورد


مسا:
و أيقنت أنه اليوم الاكثر شذى لم ينصرم قبل أن يحفر في مدارات الذاكرة مدارات و مسارات و جداول عطر تروي بيارات الروح
مساء الورد

صباح :
لو قلت الآن صباح الورد في أذن ستائرغيم دمشق الـ يغمرنا سويا لانداحت بوبات دفء قبالة قلب مقرور
هل قلت أنا صباحك ورد؟

ريم بدر الدين 04-06-2012 04:27 PM

غاب نهار آخر
وليس ثمة قبس في الوجاق الرؤوم
هذا نهار آخر
و الأمل طفل نمى بيننا في غفلة من العمر
في غفلة منا يُعلَن موته السريري
و سيأتي آخر النهار
تلك النصف الساعة المتبقية
ليس في موانئها المتعبة كرسي تتهاوى عليه حقيبة الحزن
يحملها نيابة عني / و أصالة عن نفسه/ صديقي الموت
نحو لامدى..إلى لامكان


ريم بدر الدين 04-09-2012 04:35 PM

يروي قلقي هذا المساء خوابي الروح المقفرة.. يروج الاضطراب مابين جنبي لثورة بمجرد أن تتلو بيانها التأسيسي سأعتنقها بإيمان ناسك منفرد في ليل بارد في عتمة محبسته..
الغريب الذي استعمر الروح و أقسم أنه فاتح مخلَص و أراه مستعمرا فتح بوابة القلب على مصراعيها..عين نفسه حارسا ليليا أمينا يغذي بمجمرته كل آن قنديلا أبديا ليس شرقيا و لا غربيا، ليس ملونا و لا بالأبيض و الأسود، ليس شفافا منيرا و لا كامدا مصمتا ..يكاد نوره يسطع إن مسه شوق..

ريم بدر الدين 04-18-2012 10:46 PM

فإذا أيقنت أن الدنيا بما رحبت ليست سوى صدر وحيد يتسع لأشجانك..
إنسان وحيد يختزل في ذاته كل المعاني التي تزود روحك بما يلزمها من حزن لتحلق ..
فاعلم بأنك قلبك مستلب حتى آخر خلية في دهاليزه

ريم بدر الدين 05-03-2012 11:46 PM

للعابر الجديد نحو تلك الضفة الأخرى .. سلام لروحك المسافرة ..2/5/2012

ريم بدر الدين 05-19-2012 05:50 PM

كنت ألتذ بإخفائك في طيات قلبي .. أحتفظ بعطر يديك على مساماتي ذخرا لزمن غياب .. وإذ تحضر حروف اسمك بين يدي الروح عنوة أو اختيارا أقيم لك كرنفالات و قداديس أضيء بخشوع شمعة تفرغ من ذوبها قطرا على دعاماتي الجوانية تهبها منعة و صمودا في وجه الريح الخبيثة المنسلة من تخومها الأمامية التي غادرها حراسها يتناولون جرعة من حب أو قسطا من ذاكرة !!
تلك المجنونة التي ما فتئت تساكنني منذ ولدتني أمي تخبأ لك الكلمات .. يرتجف قلبها إذ خطرت في بالها فكرة ما، كلمة ما ، و ترتعش أطرافها هلعا ألا يتسنى لها عمر لتعود إلى صندوقها أو دفترها تودعه كنزا توقن أنها لن تحصل عليه مرارا.
تلك التي ما تفتأ تختلس من حروفي أجملها و أرشقها و تدسها في جيبها الداخلي لترصها على مائدة حضورك في خجل طفلة صغيرة ترى ما أحضرته لجدتها صبيحة عيد الأم لا يوازي محبتها .
تلك التي تغافلني أحيانا كثيرة تباغت أصابعي بفرمان غير قابل للنقض يوجه علنا في التو بأن تنحت حروف اسمك على جذع وسادة أو وجه فنجان القهوة أو في حتى في الزوايا الداخلية لأرفف الخزانة .
أعرف أن تلك الرفوف تحتوي في داخلها الغامض الكثيرة و العتمة و أنا أكره العتمة .. لكنني كنت أقتعد أرضية الخزانة عل بعض المطر يهمي علي من تلك الزوايا .
كنت في ماضي أحاول أن أمنح نتفة من عقل لهذه المجنونة .. و كانت تأبى!
لكنها الآن فجأة سكنت كما جزيرة نائية صبيحة ما بعد عاصفة آتية من محيط غادر لا يعرف الرحمة ..
تأتيني و بيدها حقيبة أعرف أنها تحتوي الكثير من الأوراق منقوش عليها تاريخها المجنون و أستعطفها علها تريني منها ورقة أو ورقتين.. و بالوداعة ذاتها التي طالما أتت بها تمنحني الحقيبة ..يعبث فيها الخواء!

ريم بدر الدين 06-05-2012 08:40 PM

سأتعلم أبجدية الصمت لابد أنها اللغة الوحيدة المتاحة في الأيام المقبلة، للسكون صوت مدو و طنين مزعج لكنه سرعان ما يتحول إلى نسيج داخلي للروح .مجرد أن تقطعه أصوات اللاسكون يصيبك الهلع ..و للظلام درجات .. هل ثمة درجات للأسود ؟ هل تأتلف العين مع العتمة فيصير الضوء وحشا مفترسا يفضح ما نتعمد أن نخفيه؟
لاشيء يحدث الآن سوى الخواء .. أينها تلك الدهشة .. ارتعاشة القلب.. الاشتياق الذي يبقي القلب ساهرا أمام مواقد الليل في انتظار ما لا نعرف كينونته.. لاشيء يعبث في تربة قلوبنا اليابسة سوى اللاشيء ..حتى شرفات الروح الـ كانت يوما مزهرة جرى استنفاذها فضمت إلى غرف الروح الكابية و أغلقت بزجاج مصمت لا يشف و لا يصف و لا يثير انتباهتنا لما يجري خارجا إن كان ثمة ما يجري حقا ..
تعبت السماء هذا المساء في تكوين عجينتها اللونية و اقتربت تقسم بضوضاء نسيمها أن الغزل الـ كانت تجمعه نقضته أنكاثا في باحات الفضاء .. عل الثقب الرابض على تخوم المجرة تدركه علينا الشفقة من هذا اللاشيء الذي يحدث الآن و يحتضننا داخله للأبد.

ريم بدر الدين 07-15-2012 03:35 PM

يا بائع الرمل.. انتظرتك طويلا.. فالمس الاهداب و أطبق الجفنين..

فقط خبرني: هل مررت بدمشق و أهلها؟

ريم بدر الدين 09-15-2012 12:57 PM

من الحنين ثمة صنف يتلذذ بالقتل
يوقف روحي خلف زجاج
ترقب صافرة الختام
تفتح بوابة الخروج
ما آمله أنها ليست ذاك الباب الخلفي


الساعة الآن 08:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team