منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 08-28-2016 09:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الجن والشياطين [/marq]اعتاد البعض على الخوف من قضايا الجن ، وإيذائهم لبني آدم مع ما ينسجونه في هذا المجال من أنواع الخيال والأساطير ..والأجدر بهم أن ينتابهم الخوف من حقيقة أشد ملامسة لواقع البشر وأخطر على مسيرته وهي قضية إبليس ..
فانه قد أقسم على إغواء البشر بشتى صنوفه ، لا يستثنى منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين ..وهذا الخوف من الخوف ( المحمود ) بخلاف الخوف الأول ، لما يستلزمه من الحذر لئلا يقع في حباله ..والمشكلة في هذا العدو أنه لا يترك الإنسان حتى لو تركه ، وكف عن عداوته ، بل يزداد ( التصاقا ) بالعبد كلما ( أهمله ) أو داهنه .

************************************************** ****************************************
حميــد
عاشق العراق
28 - 8 - 2016

حميد درويش عطية 08-29-2016 07:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الرفق بالمبتدئين [/marq]إن نفوس المبتدئين في عالم تكامل ( الأرواح ) ، بمثابة نفوس الناشئة في عالم تكامل ( الأبدان ) الذين لا يجدي معهم أساليب القهر والتعسف ..بل لابد من ( الرّفق ) بهم أولا ، وإتّباع ( المرحلية ) في تربيتهم ثانيا ، والدخول إليهم من المداخل ( المحببة ) إليهم ثالثاً ..وهكذا الأمر في النفوس ، فإنها جموحة غير سلسة القياد ، فلا نكلفها فوق طاقتها ، إذ في الحديث الشريف: { إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق }..ولا نكلفها المراحل العليا ، إلا بعد استيفاء المراحل قبلها ، وينبغي ( التحايل ) عليها فنعطيها اليسير من الحلال لتمكّننا في الكثير من الطاعة ، ونرفع عنها كلفة النوافل عند الإدبار لئلا تدبر عند الفرائض ، ونرغّبها في العظيم من اللذائذ الآجلة ، لتزهد في المهالك من اللذائذ العاجلة ..وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال :
{ خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنه لا بد لك من قضائها }

************************************************** ***************************************
حميــد
عاشق العراق
29 - 8 - 2016

حميد درويش عطية 08-30-2016 05:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]النموان المتصل والمنفصل [/marq]للإنسان نوعان من النمو ، الأول: وهو النمو في نطاق ذاته - وما به قوام إنسانيته - كالنمو في الجانب العلمي والعملي ، وهو النمو ( المتصل ) ..والثاني: وهو النمو خارج دائرة ذاته كالنماء في ماله وما شاكله من متاع الدنيا ، وهو النمو ( المنفصل ) ..هذه الزيادات الخارجة عن دائرة ذاته لا تعطيه قيمة ( ذاتـيّة ) توجب له الترفع على الذوات الأخرى ، فالذات الواجدة والفاقدة - لما هو خارج عن دائرة الذات - تكونان على حد سواء ..فلا تفاضل بين ذات الواجد والفاقد للمال والجاه وغيرهما ، إلا بالنمو الذاتي الذي أشرنا إليه أولاً ، وأما التفاضل الاعتباري فلا وزن له ..وتتجلى هذه الحقيقة المرّة عند الموت ، حيث يتعرى الإنسان من كل هذه الزيادات المنفصلة الخادعة ، فيقول الحق محذرا:
{ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } .

************************************************** *******************************************
حميــد
عاشق العراق
30 - 8 - 2016

حميد درويش عطية 08-31-2016 05:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] الجو الجماعي للطاعة [/marq]عندما يقع العبد في الأجواء العبادية المحفزة - لوجود الجو الجماعي - كالحج وشهر رمضان ، يجد في نفسه قدرة ( مضاعفة ) على العبادة ، لم يعهدها من نفسه ، بل لم يتوقعها منها ..وهذا بدوره يدل على وجود طاقات ( كامنة ) في نفسه ، لم يستخرجها بل لم يود إخراجها ، مما يشكل حجة على العبد يوم القيامة توجب له الحسرة الدائمة ..وعليه فلابد من ( استغلال ) ساعات هطول الغيث الإلهي ، ليستفيد منها في ساعات الجدب ، فيكون كمن زرع بذرة ونمّاها في مشتله ، ثم إذا اشتد عودها زرعها في مزرعته ، ليجني ثمارها ولو بعد حين ..فتلك الأجواء العبادية المحفزة ، بمثابة المشتل الذي يزرع فيه الإنسان بذور الخير ، ليستنبتها عند العودة إلى بيئته التي تتلاشى فيها تلك الأجواء المقدسة .
************************************************** ****************************************
حميــد
عاشق العراق
31 - 8 - 2016

حميد درويش عطية 09-01-2016 08:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] إدامة حالة الرقة [/marq]قد تنتاب الإنسان ساعة إقبال وهو في حالة معينة من قيام أو قعود أو خلوة ..فيستحسن ( البقاء ) في تلك الهيئة الخاصة لئلا ( يرتفع ) حضوره و إقباله ..وذلك كمن أدركته الرقة وهو في حال القنوت ، فعليه الإطالة في تلك الحالة ، لئلا تزول في الركوع مثلا ..أو كمن أقبل على ربه في المسجد ، فعليه ألاّ يستعجل الخروج ، حذراً من زوال تلك الحالة ، أو كمن كان له أنس في ( خلوة ) ، فعليه ألا يسارع في الانتقال إلى جلوات الآخرين .
************************************************** ******************
حميــد
عاشق العراق
1 - 9 - 2016

حميد درويش عطية 09-02-2016 10:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التزاحم في الواجب والمستحب [/marq]إن قانون التزاحم سار في المستحبات والواجبات معاً ..فكم من مستحب يمارسه العبد ينبغي تركه ، نظراً لمزاحمته لمستحب أهم ..ولو التفت العبد إلى هذه القاعدة لأعاد النظر في تقييم الواجبات والمستحبات المتزاحمة ..ومثال ذلك: ( الذّكر ) باللسان تاركاً ( الاستماع ) لموعظة قد تغير مجرى حياته ، أو الالتزام ( بالصمت ) تاركا إدخال ( سرور ) على قلب جليس مؤمن أو تفريج كربة عنه ، أو الانشغال بالأبعدين تاركاً القيام بحقوق الأقربين ..كل ذلك من صور الخلل بهذا القانون ، ولو استفهم العبد ربه في هذا المجال ، لدلّه على ما هو الأرضى ، إذ من استفهم الله تعالى يفهمه .
************************************************** *******************
حميــد
عاشق العراق
2 - 9 - 2016

حميد درويش عطية 09-03-2016 05:03 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]شكورية الحق [/marq]يتجلى في الحج شكورية الحق المتعال ، بما لا يتناسب مع فعل العبد ..إذ هو الذي وعد الزيادة مع الشكر ، ولاشك أن زيادته من الفضل الذي لا حساب له ..فإن عمل إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام ) وهاجر مهما بدا عظيما ، إلا أنه فعل ( تصرّم ) في وقته ، بل إن بعضه كان في مرحلة العزم ولم يتحقق خارجا كذبح إسماعيل ، ومع ذلك خُلِّدت آثار أعمالهم كما نلاحظها في السعي والهرولة تخليداً ( لبحث ) هاجر عن الماء ، والمقام تخليداً ( لبنائهم ) للكعبة ، ورمي الجمرات تخليداً ( لمجاهدتهم ) للشيطان ، وبئر زمزم تخليداً ( لتحملّهم ) العطش في مرضاته ، ومسجد الخيف تخليداً ( لامتثال ) إبراهيم (عليه السلام ) أمر الحق في إسماعيل(عليه السلام ) ، والحِجْر تخليداً ( لمضاجعهم ) المباركة بجوار بيته الحرام .
************************************************** *********************************
حميــد
عاشق العراق
3 - 9 - 2016

حميد درويش عطية 09-04-2016 09:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]السفر الهادف [/marq]إن في السفر مجالاً خصباً للتدبر وتقويم مسيرة العبد وتقييمها ، وذلك لما فيه من ( الانقطاع ) عن البيئة المألوفة ، و( الخروج ) عن أسر القيود المتعارفة ، أضف إلى ( الراحة ) النفسية التي يوفّرها السفر ، وبالتالي سكون النفس إلى ما ينبغي العيش فيه من المعاني التي لا يمكن استحضارها في زحمة الحياة ..وهذه الراحة بدورها عامل مساعد لانطلاقة النفس بشكل أيسر وأسهل في استكشاف أغوارها ، ونقاط ضعفها ، بدلا من التفرج على مظاهر العمران في البلاد فحسب ..فإن الأمر بالسير في الأرض ، قد تعقّـبه الأمر بالنظر في العواقب ، إذ قال سبحانه: { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين }..ومن المعلوم أن المرء يكتشف قدر نفسه والآخرين ، في السفر والجوار والمعاملة .
************************************************** **********************************
حميــد
عاشق العراق
4 - 9 - 2016

حميد درويش عطية 09-05-2016 04:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حب التوابين [/marq]إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق ..ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! ، وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه ..ومن هنا نجد حالات ( الطفرة ) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها ..والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة .
************************************************** ***************************************
حميــد
عاشق العراق
5 - 9 - 2016

حميد درويش عطية 09-06-2016 05:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الفزع إلى الصلاة [/marq]إن من الصور الجميلة للعبودية أن يفزع العبد إلى الصلاة المستحبة ، كلما ( دهمه ) أمر ، أو ( انتابته ) نائبة ، أو كلما أحس ( بميل ) للمثول بين يديه تبارك وتعالى حبا لا طمعا ..بل قد يصل الأمر - عند من توغل في رتب العبودية - إلى درجة ( الالتذاذ ) الواقعي بخصوص الصلاة ، بحيث تذهله عن حوائجه التي ربما صلى من أجلها ، بل عن البيئة المحيطة به ، لما فيها من المعراجية التي تنقل العبد من مرحلة التثاقل إلى الأرض - بما فيها من اضطراب وتشويش - إلى الآفاق الواسعة ، التي لا يكدرها شئ من أكدار أهل الأرض .
************************************************** ****************************
حميــد
عاشق العراق
6 - 9 - 2016


الساعة الآن 11:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team