منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   قصاصات ملونة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12238)

عماد تريسي 06-25-2014 08:12 AM





http://www.alorobanews.com/alorobane...4d769cfe55.jpg

هذيان المطر يتواصل، الغيوم عباءات يشق سوادها التماع البرق. والريح مهتاجة تجتث مناجلها رؤوس الأعشاب. وتطاير ريش العصافير اللابدة تحت مظلات النوافذ.
هى خلف الزجاج المزخرف بخرائط القطرات. تلصق وجهها على سطحه البارد، عيناها مركزتان على اللبلابة الناتئة من قلب الأرض. متسلقة خيطها إلى حافة السطح، تأملتها، تفرست بأوراقها الخضراء النامية، وتلك الصغيرة المندسة بين الفروع كأطفال يندسون فى حضن الأم، يحتمون من البرد ومن أحلامهم المرعبة، الريح تحاصرها، تحاذى الزجاج تصفقه، كمن تود اقتحام الغرفة بحثا عن الدفء والأمان. أثارت اللبلابة المتأرجحة شفقتها، همست بسرها: "لا حماية لك داخل غرفتى.. لو كنت مكانى لعرفت كيف يكون للغرف المغلقة صقيعها الحارق".

ليلى العثمان - موت اللبلابة


مودتي


عماد تريسي 06-25-2014 08:14 AM





http://www.alorobanews.com/alorobane...0de9cbc896.jpg

فالسعيد يشقى بسعادته لأنه يحتاج منها إلى أكثر مما ينال، والشقى يسعد بشقائه لأنه يجد هذه اللذة البغيضة التى يشتقها من الغيظ لنعمة التاعم، وترف المترَف، والتى يمكن أن تسمى حسدا. ولكلا هذين الامرين اسم بغيض فى الاخلاق، فشقاء السعيد بسعادته بطر، وسعادة الشقى بشقائه حسد.

طه حسين - جنة الشوك


مودتي


عماد تريسي 06-25-2014 08:15 AM





http://www.alorobanews.com/alorobane...916b65eb9c.jpg

دائرة لا تظهر أمام عينيك ولا تلمس.. تحس بأصابعها الغازية تمتد وراء ظهرك وتسحب بساط الزمن.. وتقف أنت هناك لا ملتفتا إلى الوراء ولا ناظرا إلى أمام، فأنت هارب من الضجر وكاره أن تموت. الماضى، الحمل الثقيل الذى لا تعرف أين تطرحه!

هانى الراهب - شرخ فى تاريخ طويل


مودتي


عماد تريسي 06-25-2014 08:17 AM





http://www.alorobanews.com/alorobane...42883a4d5d.jpg

تهيأ للحب مهما أثقلتك المشاعر لأن للحب هبّات وسكنات، وأنت لا تعرف ساعة مروره.. كن عظيما ليختارك الحب العظيم، وإلا فنصيبك حب يسفّ التراب ويتمرغ فى الأوحال، فتظل على ما أنت أو تهبط به، بدلا من أن تسمو إلى أبراج لم ترها عين ولم تخطر عجائبها على قلب بشر، لأن هياكل مطالبنا إنما تقام على خرائط وهمية وضعتها منّا الأشواق.

مي زيادة - ظلمات وأشعة


مودتي


عماد تريسي 07-06-2014 03:25 AM




غير أن الإنسان لم يعد أكثر سعادة ولم يصبح العالم الجديد أفضل ولا حتى اكثر عدلا، فعندما كان الظلم يختفى مرة كان يعشش فى مكانه ظلم من نوع آخر.. لقد أصبح الإنسان أكثر حرية إلا أن حريته لم تحرره.. لقد امتلك الإنسان أكثر مما كان يمتلك من قبل ولكنه كان يمتلك نفسه قبل كل شىء، كان يقف ضد نفسه شخصيا ولم يعرف كيف يتوائم معها.

فريدريش دورنيمات - صورة كوكب


مودتي


عماد تريسي 07-06-2014 03:27 AM




ومع كل شمس ليوم جديد كان يزداد عدد المنشدين.. ينشدون نفس النشيد.. نشيد الحق وأغنية اليقين.. زجوا بهم فى السجون، فتصاعدت أصواتهم من وراء الأسوار، تنشد النشيد.. ألقوا بهم فى البحور، فتعالت أصواتهم من الأعماق، تنشد النشيد.. أحرقوهم فى النار، فاحتدمت أصواتهم كألسنة اللهب، تنشد النشيد.. وفى كل مرة كان يُسمع فيها صوت النشيد، كانت تصيب الصاعقة قلب الأساطين فيخرسون ولا يعودون ينطقون.. وانتقل النشيد من لسان إلى لسان حتى صارت كل البلاد صوتا واحدا عذبا وقويا.

محمد سلماوى - نشيد الحق


مودتي


عماد تريسي 07-06-2014 03:29 AM




إذا انقضى النهار وتوقفت العصافير عن لغوها وانهدت الريح المتعبة، فأسدل فوقى قناع الظلام مثلما سربلت الأرض بسجوف النجوم، وأطبقت فى رأفة وحنان، أفواف زهرة اللوتس الوانية فى غسق الليل.
أبعد الخزى والفقر عن المسافر الذى فقد مزوده قبل أن يتم رحلته، عن المسافر الذى تهلهلت ثيابه وتعفرت، عن المسافر الذى تخاذلت قواه، وحدد حياته كالزهرة حين يشتملها ليلك اللطيف الرقيق.

رابندرانات طاغور - جيتنجالى


مودتي


عماد تريسي 07-06-2014 03:31 AM




لم تنم المدينة فى تلك الليلة.. كل فرد فيها بات يفحص ذكرياته ويستعيد حادثة أو عدة حوادث، وقد يقوم إلى النافذة فيلقى نظرة على البحر. وارتفع القمر الوليد على الأفق الغربى بعد غياب الشمس وابتسم للمدينة ساعتين أو أكثر ثم هبط.. وظل الناس ساهرين.
كل منهم كان يريد أن يخرج إلى الشارع بعد مشرق الشمس مباشرة ليرى ماذا عسى أن يكون شكل هذا النهار.. هل سيكون يوما كبقية الأيام ترتفع شمسه على الأفق فى سكون طبيعى بلا جلبة ولا ضوضاء أم أن له طريقة أخرى؟ مما لا شك فيه أن الكواكب ستؤدى عملها بطريقتها التى لا تتغير.. لكن الناس هم الذين تغيروا.

محمد عبد الحليم عبد الله - سنوات عشناها


مودتي


عماد تريسي 07-06-2014 03:33 AM




آه من البطء! أول أعدائنا; ذاك الذى كان يغلّف جلودنا المقرّحة فلا يلتئم الجرح الفاغر إلا بعد وقت طويل; ذلك البطء الذى كان يجعل قلوبنا خافقة على الإيقاع العذب للموت القليل، كأن علينا أن ننطفئ كشمعة مضاءة بعيدا منا وتذوب بعذوبة الرَغَد.. غالبا ما كنت أتخيل تلك الشمعة المصنوعة لا من شمع، بل من مادة مجهولة توهم بالشعلة الخالدة، ستارة رمزية على بقائنا.. وكنت أتخيل أيضا ساعة رمل عملاقة، كل حبة رمل فيها هى برغلة فى جلدنا، قطرة من دمنا، جرعة صغيرة من الأوكسيجين نفقدها كلما انحدر الوقت نحو الغور الذى نقيم فيه.

الطاهر بن جلون - تلك العتمة الباهرة


مودتي


حنين الخالدي 07-17-2014 06:28 AM

موضوع أكثر من رائع وقصاصات جميلة
تحياتي استاذ عماد


الساعة الآن 01:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team