منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 02-04-2016 08:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السعة المذهلة للوجود
ورد في الحديث: { ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة ، وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة }..
إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات ، يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى ، والسلطان الذي لا يدرك كنهه ..
إن من موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ، ولما يتمتع به من جمال وجلال .. والأمر عند عشاق الهوى كذلك ، إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار ..
فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب ..
والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-04-2016 09:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
حقيقة الاسترجاع
إن حقيقة آية الاسترجاع: { إنا لله وإنا إليه راجعون }لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة ..
إن السر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده ..
إن هذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي .. كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ،
أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء: { لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }..
إن كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-04-2016 09:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روح الدعاء
أن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها .
أن الدعاء حالة من حالات القلب ، ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي ( الحاجة ) ، لا يتحقق معنىً للدعاء .. وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية ، رغم الوعد الأكيد بالاستجابة ، وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار .

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 12:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الملَكَة أشرف من العمل
إن رتبة ملكة التقوى أشرف من رتبة العمل الصالح لجهات: منها
أن صاحب الملكة متصف بتلك الملكة وإن ( انقطع ) عن العمل ، فالكريم كريم وإن لم يكن متلبساً بالإكرام الفعلي ..
ومنها أن العمل الصالح قد تشوبه ( شوائب ) العمل من الرياء وغيره ، والحال أن الملكة حالة راسخة في الباطن ، فلا مجال لإبدائها بنفسها في الظاهر لجلب رضا المخلوقين ، وإن بدت آثارها في الخارج ..
ومنها أن العمل الصالح قد ( يفارق ) العبد ولا يعود إليه لوجود ما يزاحم تحققه ، ولكن الملكة صفة لازمة للنفس ..
ومنها أن الملكة قائمة بالروح ( الباقية ) بعد الموت أيضا ، والعمل الصالح قائم بالبدن ، ولهذا ينقطع بانقطاع الحياة ..
ومنها أن العمل من ( آثار ) الملكة التي منها يترشح العمل المنسجم مع تلك الملكة ، ورتبة ما هو كالسبب ، أشرف من رتبة ما هو كالمسبَّب .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 12:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحسنة في الدنيا والآخرة
إن من يهوى الدنيا ، يطلبها بكل متعها ، من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال ..وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه ..وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة ، إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه ..
ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه ، لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص ..
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة }أنه قال : ( رضوان الله والجنة في الآخرة ، والسعة في الرزق ، وحسن الخلق في الدنيا ) .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 01:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

سكر الشهوة والغضب
كما أن ( المسكرات ) سالبة للعقل ، فكذلك ( الشهوة ) و ( الغضب ) تسلبان الإرادة من صاحبهما حتى يوصلاه إلى ما يقرب من السكر بل الجنون!!..
إن المردود السلوكي متشابه في كل من المسكر والشهوة والغضب ‍‍‍، على المؤمن - الذي لا بد وأن يمارس شهوته في فترات من حياته - أن لا يسترسل أثناء ممارسته لتلك الشهوة بما يفقده حالة الاعتدال . هنا أحاط الشارع الحكيم ( معاشرة ) النساء بأحكام وجوبيه وإستحبابية - حتى في الليلة الأولى منها - لئلا يعيش العبد حالة من الذهول المطلق عن مولاه عند فوران شهوته ..
وقد وصف أمير المؤمنين (عليه السلام ) بوصف بليغ تلك الحالة بقوله: { حياء يرتفع ، وعورات تجتمع ، أشبه شيء بالجنون !! ، الإصرار عليه هرم ، والإفاقة منه ندم }

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 12:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السياحة اللاهادفة
إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق ..
فإن جميع حركات العبد وسكناته ، ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية ) التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده . وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه ، سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح ، الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد ، ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره ..
إن هذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس: كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه ، أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط ، لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد ، فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود ، لأنه مصداق لما عند الله تعالى ..
وقد ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام ) بعد تقسيم الساعات لمناجاة الله تعالى ولأمر المعاش ولمعاشرة الإخوان : { وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات }

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 12:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الاستلقاء بعد التثاقل
يستحسن في بعض الحالات التي يعيش فيها العبد حالة ( التثاقل ) الروحي أن يستلقي في جوّ هادئ ، ليعيش شيئا من ( التركيز ) الذهني فيما يحسن التفكير فيه ..
إن هذا الإستلقاء بمثابة إعادةٍ لحالة ( التوازن ) النفسي الذي يخـتل في زحمة الحياة ، سواء في دائرة مشاكله الخاصة أو العامة ..
من هنا نلاحظ التركيز الكثير من الشارع على أدعية ما قبل النوم ، ليستذكر العبد ما نسيه في معترك التعامل مع ما سوى الحق المتعال .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 01:48 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روح الصلاة
إن على العبد أن يسعى للوصول إلى مرحلة يعيش فيها ( روح ) الصلاة طوال ليله ونهاره ..
إن روح الصلاة هي التوجه للحق ، وما الصلاة إلا قمّـة ذلك ( التوجه ) العام ، وهي موعد اللقاء الذي أذن به الحق المتعال لجميع العباد ..
من هنا كان الذاهل عن ربه - في ليله ونهاره - عاجزا عن الإتيان بالصلاة التي أرادها منه ، إذ أنه وصفها بقوله: { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }..
إن هذه هي من صور الإعجاز ، لأن الصلاة على خفّـتها على البدن ، يستشعر ثقلها غير ( الخاشعين ) ، بما يفوق ثقل بعض الأعمال البدنية الأخرى .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-07-2016 05:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
عدم الذهول عند الخطاب
يحسن بالداعي أن يعيش ولو أدنى درجات ( التوجّـه ) والجديّـة في الخطاب ، عند حديثه مع الرب بقوله: { اللهمّ }..فإن خطاب العظيم مع الذهول عنه - عند ندائه - لمن صور سوء الأدب الذي قد يوجب عدم التفات ذلك العظيم إلى ما يقوله المتكلم بعد ذلك ..فلا يحسن بالداعي أن يهمل صدر الخطاب وهو ( نداء ) الرب الكريم ، ويتوجه بقلبه في ذيله وهو ( طلب ) الحوائج ..إذ يتجلى بذلك حالة النفعية والطمع ، مع الإخلال ( بالأدب ) عند مخاطبة العظيم .
************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
7 - 2 - 2016


الساعة الآن 02:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team