منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   المقهى (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   هـــــــي الـدنيـــــــــــا !! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=645)

ناريمان الشريف 04-14-2016 12:59 PM

الحياة كفاح و الحب رزق
قد نبحث عنه و لا نجنى ثماره أبدا مهما كافحنا
و قد يضيع العمر و تأتى ثماره بعد أن نكون قد فقدنا القدرة على التذوق
أو ربما يجنى ثمار المحبة من لا يبحث عنها يوما ما
تلك هى الحياة..
فهنيئا لمن كافح و نال الثمر قبل أن يمضى ربيع العمر

ناريمان الشريف 04-14-2016 01:32 PM

قال الغزالي : إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا .، ويكثر عليك الشدائد والبلوى ! اعلم أنك عزيز عنده .. !؟ وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه وأنه .. يراك ..
أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))

ناريمان الشريف 04-16-2016 08:19 PM

تأملات في كلمة لأمير المؤمنين رضي الله عنه :
قال:
احذروا الدنيا إذا أمات الناس الصلاة
وأضاعوا الأمانات
واتبعوا الشهوات
واستحلوا الكذب
وأكلوا الربا
واخذوا الرشى
وشيدوا البناء
واتبعوا الهوى
وباعوا الدين بالدنيا
واستخفوا بالدماء
وركنوا إلى الرياء
وتقاطعت الأرحام
وكان الحلم ضعفا والظلم فخراً
والأمراء فجرة والوزراء كذبة والأمناء خونة والأعوان ظلمة والقراء فسقة
وظهر الجور وكثر الطلاق وموت الفجأة
وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنابر
ونقضت العهود وخربت القلوب
واستحلوا المعازف وشربت الخمور
واشتغل النساء وشاركن أزواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا
وعلت الفروج السروج وتشبهن بالرجال
فحينئذ
عدّوا أنفسكم في الموتى ولاتغرنكم الحياة الدنيا
فان الناس اثنان بر تقي وأخر شقي
والدار داران لا ثالث لهما
والكتاب واحد لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها إلا
وان حب الدنيا رأس كل خطيئة وباب كل بلية ومجمع كل فتنة وادعية كل ريبة
الويل لمن جمع الدنيا واورثها من لايحمده وقدم على من لايعذره
الدنيا دار المنافقين وليست بدار المتقين
فليكن حظك من الدنيا قوام صلبك وامساك نفسك وتزود لمعادك

ناريمان الشريف 01-11-2018 10:59 PM

هي الدنيا
حلالها حساب
وحرامها عقاب
فخذ منها ما يكفي معاشك ..

العنود العلي 07-06-2019 01:23 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هي الدنيا

ضياعٌ هذه الدنيا ضياعُ
وزُخْرُفُها بغير هُدًى خِداعُ
يمرُّ العام إثْرَ العام فيها
كما تتراكضُ البهْمُ السِّراعُ
ونلهثُ نحنُ في ركْبِ الليالي
وللشَّملِ افتراقٌ واجتِماعُ
وللأيام كَرٌّ ثمَّ فَرٌّ
وللآمال ضِيقٌ واتِّساعُ
تلاشتْ ثمَّ جاشتْ بالأَماني
كذاكَ البحر رَهْوٌ واندفاعُ
♦ ♦ ♦
هيَ الدنيا.. فأوَّلها بكاءٌ
وآخرُها دُموعٌ والْتِياعُ
يروحُ المرءُ بينهما ويغدو
ولا يصفُو لها أبداً مَتاعُ
وإنْ ضحِكَتْ فليس لها أمانٌ
ولُقياها وإن طالتْ وَداعُ
عطاياها حسابٌ أو عَذابٌ
وكم ظمئَ الكرامُ بها وجاعوا
♦ ♦ ♦
هيَ الدنيا امتحانٌ وابتلاءٌ
فلا يَغْرُركَ في الدنيا طَماعُ
لَكَمْ هامَتْ بفتنتها البرايا
وشبَّ لأجل مَغنَمِها الصِّراعُ
ولكنْ حَبْلُها مهما تمادى
سيُطوى مثلما يُطوَى الشِّراعُ
♦ ♦ ♦
حَذارِ فليس في الدين ابتِداعٌ
كما فيها.. بل الدِّينُ اتِّباعُ
إلى الرحمن مرجِعُ كلِّ حَيٍّ
وفوزُكَ عندَ ربِّكَ مُستَطاعُ.


مما راق لي

مها عبدالله 07-06-2019 03:51 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هي الدنيا
أقبلت من بعيد، متزينة متعطرة، وقد بلغت في الجمال منتهاه، وفي الحسن غايته، ومع هذا فهي تتبرج وتتلون، تتعرض للغادي والرائح، تتفنن في الإغواء والتزيين، عيناها تقذف بشرر كالسحر، بل هو أعظم، وتقاسيم وجهها تنبأ عن عبارات الفتنة وشعارها: "هيت لك" فكم من
هائم في حبها، ومغرور بعَرَضها، وغارق في لجج الهيام والصبابة لها، إنها تملك دخول كل بيت دون إذن، أو قرع باب، إنها تسكن العقول، وتعانق سويداء القلوب، تسعى ويجري الناس خلفها، تشاركهم المأكل والمشرب، تخاطبهم إن تحدثوا، وتشغل تفكيرهم إن صمتوا، هي حديث القوم، وسمير مجالسهم، تنام معهم، وتستيقظ بيقظتهم.
تحيتي لكاتبة الموضوع

تركي خلف 07-06-2019 07:05 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
قالوا ..
هي الدنيا أقل من القليل. وعاشقها أذل من الذليل
تصم بسحرها قوما وتعمي. فهم متحيرون بلا دليل

مها عبدالله 07-28-2019 11:10 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هي الدنيا
سنصحو من نومنا يومآ
ونكتشف أنها كانت مجرد أحلام وكوابيس
عندما نجد الخلود أمامنا

هيثم المري 08-17-2019 04:08 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هذي الدنيا ؟
تبي تمشي كذا !
انتفارق تحت
عنوان النصيب !
يشهد الله ما حصل
منك اذى !
ويشهد الله :
مايجي بعدك
حبيب )'

ناريمان الشريف 09-11-2019 12:14 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 130604)
شكرا ً أختي ناريمان

موضوع ممتع ومفيد ولا يخلو من الحكمة والموعضة الحسنة كعادتكِ دوما ً في مشاركاتك ِ الوفيرة المستمرة - وفقكِ اللهُ سبحانه , ولي عودة إليهِ بإذن اللهِ تعالى .
بقيت ملاحظة صغيرة أتصورها صحيحة حسب مطالعاتي البسيطة وهي :
أنَّ نبيَّ اللهِ نوحا ً - عليه السلام - مكث في قومهِ 950 عاماً كما قالَ العزيز العليم , أمّا عمره فيقال أنَّهُ عاشَ 2500 سنة
واللهُ أعلم
أكرر شكري ولكِ صادق تحيتي
حميد
عاشق العراق
27 - 10 - 2012

ألف شكر أخي الطيب حميد
الله أعلى وأعلم
بوركت.. وبانتظارك تنير هذا الموضوع وغيره
تحية ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-11-2019 12:18 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الإخوة والأخوات
سلام الله يغشاكم
وألف ألف شكر وامتنان لكم من صميم القلب
لكل من كان له بصمة هنا
محبتي ثم تقديري
من ناريمان تحية

ناريمان الشريف 09-22-2019 05:28 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت.

ناريمان الشريف 09-22-2019 06:00 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.

ناريمان الشريف 09-22-2019 06:02 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
إذا عرض لك أمران:
أحدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا،
فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى

ناريمان الشريف 09-22-2019 06:06 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
من جميل شعر الامام الشافعي رحمه الله:
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا

واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا

قل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا

سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا~♡

ليان الشمري 09-22-2019 09:25 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هي الدنياااا
شأن الناس فيها غريب؛
يلهون والقدر جاد،
وينسون وكل ذرة
في أجسامهم محسوبة عليهم.
منقول

ناريمان الشريف 10-01-2019 07:26 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الحياة سألت الموت :
لمآذا البشر يحبونني ويكرهونك ؟
أجاب الموت : ﻷنك كذبة جميلة وأنا حقيقة مؤلمة

ناريمان الشريف 10-01-2019 07:27 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 


لم يخل مكان أو زمان اجتمع فيه البشر من استغلال بعضهم لبعض واعتداء بعضهم على بعض، واللافت للانتباه أن المستغِلين والمعتدين يستندون إلى أيديولوجيا ما مؤكدين أنهم على حق..
باسم الأديان ارتكبت جرائم، باسم حقوق الانسان ارتكبت جرائم، باسم الشيوعية والرأسمالية ارتكبت جرائم، باسم الأخلاق ارتكبت جرائم الخ.. المشكلة ليست في الأيديولوجيات لكنها في الانسان، وقد صدق هوبز إذ أقر أن الانسان ذئب للإنسان.. وأجمل ما في هذه الحياة أن الإنسان قادر على الأسوأ وعلى الأفضل.. هذا كله يؤكد لي أن هذه الحياة لا يمكن أن تكون الا دنيا، وأن الفضيلة المطلقة لا توجد على هذه الأرض

ناريمان الشريف 10-01-2019 07:29 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
رأيت الحياة كمائدة القمار،
فمن الناس من يخسر ماله ويخرج ينفض كفه، ومنهم من يخرج مثقلا بأموال غيره التي ربحها، ومنهم من يقوم على الطريق يمسح الأحذية، ومن يمد إليه حذاءه ليمسحه له، ومن ينام على السرير، ومن يسهر في الشارع يحرس النائم، ومن يأخذ التسعة من غير عمل، ومن يكد ويدأب فلا يبلغ الواحد، وعالم يخضع لجاهل، وجاهل يترأس العلماء، ورأيت المال والعلم والخلق والشهادات قسما وهبات، فرب غني لا علم عنده، وعالم لا مال لديه، وصاحب شهادات ليس بصاحب علم، وذي علم ليس بذي شهادات، ورب مالك أخلاق لا يملك معها شيئا، ومالك لكل شيء ولكن لا أخلاق له، ورأيت في مدرسي المدارس من هو أعلم من رئيس الجامعة، وبين موظفي الوزارة من هو أفضل من الوزير .. ولكنه الحظ، أو هي حكمة الله لا يعلم سرها إلا هو، ابتلانا بخفائها لينظر: أنرضى أم نسخط.

ناريمان الشريف 10-20-2019 07:59 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الحياة تخذلنا كعادتها
‏و لُطف الله يساندنا

ناريمان الشريف 10-21-2019 06:26 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
رأيت الحياة كمائدة القمار، فمن الناس من يخسر ماله ويخرج ينفض كفه، ومنهم من يخرج مثقلا بأموال غيره التي ربحها، ومنهم من يقوم على الطريق يمسح الأحذية، ومن يمد إليه حذاءه ليمسحه له، ومن ينام على السرير، ومن يسهر في الشارع يحرس النائم، ومن يأخذ التسعة من غير عمل، ومن يكد ويدأب فلا يبلغ الواحد، وعالم يخضع لجاهل، وجاهل يترأس العلماء، ورأيت المال والعلم والخلق والشهادات قسما وهبات، فرب غني لا علم عنده، وعالم لا مال لديه، وصاحب شهادات ليس بصاحب علم، وذي علم ليس بذي شهادات، ورب مالك أخلاق لا يملك معها شيئا، ومالك لكل شيء ولكن لا أخلاق له، ورأيت في مدرسي المدارس من هو أعلم من رئيس الجامعة، وبين موظفي الوزارة من هو أفضل من الوزير .. ولكنه الحظ، أو هي حكمة الله لا يعلم سرها إلا هو، ابتلانا بخفائها لينظر: أنرضى أم نسخط.
عباس مجاهد

ناريمان الشريف 10-21-2019 06:27 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الدنيا :
هي كل شيء يشغلك عن الله وعن الآخرة .. فاحذروها

ناريمان الشريف 10-27-2019 09:23 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الحياة ليست مشكلة لتُحل، ولكن واقع ليُعاش. -
سورين كيركغور

قانون الحياة الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه :
كل شيء دائما سيكون أسوأ مما كنت تعتقده.
دوروثي باركر

ما هو الطبيعي ؟ الطبيعي هو الشيء العادي ، المتوسط الذي يوجد منه ملايين النسخ ، إن الحياة ليست للعاديين بل تنتمي إلى الفرد النادر والاستثنائي الذي يجرؤ على أن يكون مختلفًا.
فيرجينيا اندروز

ناريمان الشريف 10-27-2019 09:24 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
إن الدنيا شيء واحد في الواقع؛ ولكن هذا الشيء الواحد هو في كل خيالٍ دنياً وحدها.

ناريمان الشريف 10-27-2019 09:26 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
تذكر ، الحياة مجرد لعبة ولا أحد يخرج منها حيًا.

ديفيد لي روث

مها عبدالله 10-29-2019 11:27 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
ثلاث في هذه الدنيا
يقول حكيم:
لا يجتمع الشقاء مع ثلاث :
البر :
"وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا"
الدعاء :
"ولم أكن بدعائك رب شقيا"
"وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا"
و كثرة تلاوة القرآن :
"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:35 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
شكراً يا المها على مشاركتك الطيبة
لك المحبة

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:37 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
قالت الدنيا لي :.....

ابن آدم مسكين ... لو خاف النار كما يخاف الفقر ... دخل الجنة
كانت أمنيتي أن تتمثل الدنيا أمامي ...
حتى أصارحها ... فأقتلها ...
فأكون قد تخلصت منها وأخرجتها من قلبي.

وبينما كنت أجلس وحدي تمثلت الدنيا أمامي

قالت الدنيا: ماذا تريد ؟ ها أنا ذا أمامك.

قلت وأنا متأسف: إنه ليحزنني أنني أحبك وأهواك، ولا أستطيع أن أتركك.

الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي، ومن
ادعى أنه لا يحبني فهو كاذب
فأنا من خلق الله تعالى، وأنا محبوبة إلى النفوس.

قلت: وكيف تقولين إن هذا شعور طبيعي؟

الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي،
ولكن
الخطأ الذي يقع فيه أكثر الناس
أنهم يقدمون أمري على أمر الآخرة.

قلت:وهل أنا منهم؟!

الدنيا: نعم، ولكن فيك صفات طيبة.

قلت:وكيف أعرف حقيقتك؟!

الدنيا: من قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
"الدنيا حلوة خضرة"
فقد وصفني النبي صلى
الله عليه وسلم بأني خضرة
ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له
لقوله عليه السلام "
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر."

قلت: ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشون في نعيم ورفاهية!!

الدنيا: ليس المراد بالسجن هو السجن الحديدي الذي تفهمه
وإنما هو التقييد بما أمر الله ... وما السجن إلا قيد
ولهذا قال العقلاء :
يا ابن آدم أنت في حبس منذ كنت، أنت محبوس في الصلب
ثم في البطن، ثم في القماط، ثم في المكتب ،
ثم تصير محبوساً في الكد على العيال،
فاطلب لنفسك الراحة بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً.

قلت: الله إنه لمعنى أدبي جميل...لقد فهمت الآن، ولكن ما سبب تسميتك بالدنيا؟؟

الدنيا: لو علم الناس معني اسمي لما فتنتهم زينتي.
إن اسمي له معنيان: من الدنو: أي قريبة الزوال والانتهاء.
ومن الدناءة: أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة.

قلت: وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن؟!

الدنيا: إن هذا السؤال خطير تجعلني أبوح بسر من أسراري.
لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال ، وأحياناً بالنساء ، وأحياناً بالمناصب
وكذلك من زينتي، والزينة من صفاتها أنها مؤقتة
وهل رأيت يوماً زينة عرس دائمة؟ أو زينة عروس دائمة؟!

قلت: يا دنيا أجيبي عن سؤالي ولا تبتعدي، فكيف أتعامل معك ولا أفتن؟

الدنيا: مهلاً، يا صاحبي فلا تتعجل عليّ.
-ثم قالت: أهم صفة ينبغي أن تتوفر في الذي يتعامل معي هي:
(اليقظة والفطانة)
فأنا حاضرة الملذات وحاضرة الشهوات
فمن جعلني معبراً للآخرة فهو الناجي
ومن جعلني مستقراً فهو الخاسر
فأنا دار بلاغ ولست بدار متاع
وقد قيل : إياكم وما شغل في الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال ولا يفتح رجل على
نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب.

قلت: إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو.

الدنيا: ليس هذا الذي أردت،ولكن ينبغي أن تتعامل معي بحذر
وكلما فتح لك باب من الدنيا افتح أنت باباً للآخرة حتى لا تنسى نصيبك
منها وتعيش متزناً كما أمرك الله تعالى.

قلت:ولكن أخاف.

الدنيا: لا تخف وافهم كيف تتعامل مع زينتي
ولا تكن كما قيل : (لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار

قلت: وما معنى قطرب نهار؟

الدنيا: أي: هي الدويبة التي تجلس هنا ساعة وهنا ساعة
فلا تستريح نهارها سعياً.
وهكذا بعض الناس يتحرك في أمر دنياه ليل نهارولا يفكر في أمر الآخرة

(فأبن آدم مسكين لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة).

قلت:وبماذا توصيني؟

الدنيا: أوصيك بتذكر قول الله تعالى دائما.
"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات
الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً".

وإن كنت تحذرني مرة ، فاحذرني بعد اليوم ألف مرة.

قلت: لا أظن أنك ستفتنيني بعدما تصارحنا؟

ضحكت الدنياوقالت : قالوا للغراب مالك تسرق الصابون؟
قال: الأذى طبعي.

وأنا أقول لك إن الفتنة طبعي، فأحذر أن تكون من عشاق الدنيا.
واحذر أن تكون جيفة ليل قطرب نهار.

ثم اختفت الدنيا فجأة.

فأخذت انادي... : يا دنيا .. يا دنيا... فلم يجبنى أحد.

ثم طأطأت رأسى وقالت: الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا

اللهم لآ تجعـــــــــل الدنيـــــــــــــا أكبـــــر همنـــــــــا
وأجعـــل القـــــرآن أنيســـا لنـا في وحدتنــــــــــــــا

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:43 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
الدنيا فانية.. فلماذا هذا التعب؟!!
للكاتب / أحمد زمان


هل تستحق منا الحياة كل هذه المعاناة، وكل هذا الشقاء ما دام الإنسان مصيره إلى الموت؟

سؤال طرحه الكثير من الفلاسفة والمفكرين منذ آلاف السنين ومازال البحث عن إجابة له جاريا حتى عصرنا الحاضر.

لماذا نعمل؟ ولماذا ننتج؟ ولماذا نبدع؟ ولماذا نحرث ونحصد؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟، ما دام مصير كل ذلك إلى الفناء وإلى الهلاك؟

الإنسان يموت وكذلك الحيوان والنبات الذي يأكله.. الحضارات تقوم ثم تضعف وتتلاشى وتموت.. وشعوب كثيرة عاشت قرونا طويلة وسحيقة، ثم اختفت من الأرض.. فلماذا نتعب أنفسنا ونشقيها؟ ولماذا لا نمتع أنفسنا بهذه الأيام القصيرة لنا على هذه الأرض؟

الناس تتقاتل وتتصارع على كل شيء، على كسرة الخبز وعلى المنصب والوظيفة، وعلى قطعة الأرض وعلى حفنة من المال، وكل يكيد للآخر ويحفر له.. من أجل ماذا، ما دام كل هذا المكسب مصيره للزوال.. وما دامت الأمور ستصل بنا في النهاية إلى أن نترك كل ذلك وراءنا لنورثه إلى أبنائنا الذين لم يتعبوا فيه ولم ولن يعرفوا قيمته؟!

إنها حكمة الله في خلقه وفي الإنسان الذي أكرمه رب العالمين (ولقد كرمنا بني آدم).. إنه الفرق بين الإنسان والحيوان.. إنه صراع البقاء وصراع الحياة.. لا بد للدورة أن تكتمل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. أناس تولد وأناس تموت.. نحن نزرع ليأكل أبناؤنا من بعدنا، ونحن نبني لنعمر الأرض.. هذه هي رسالة الإنسان في إعمار الأرض.. فالحيوانات عاشت ملايين السنين دون أن تطور نفسها أو تطور الأرض التي عاشت عليها، ولذلك انقرض الكثير من أنواعها التي لم تستطع أن تكيف نفسها مع ظروف الطقس والمناخ، لكن الإنسان أمر بإعمار الأرض والسعي في مناكبها، فإذا ضاقت في مكان انفرجت في أماكن أخرى.. هذه هي دورة الحياة، وهذه هي زبدتها وحلاوتها الممزوجة بالمرارة والتعب والعناء.

ومن هنا تأتي كلمة «ثم» في القرآن الكريم لتعطي دلالات التتابع والاستمرار والخلود (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور)، وقوله سبحانه وتعالى: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم).. فنحن وسائل خلقها الله العلي القدير لتحقيق غاية نبيلة، لكن الأمر كله بيد الله يصرف الكون كيف يشاء (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي أمرنا بإعمارها وتطويرها حتى تستمر الحياة عليها ليوم حدده سبحانه، علمه عنده هو لا إله إلا هو، بعدها تزلزل الأرض وتفنى وتنسف الجبال نسفا وتفور المياه والبحار والمحيطات، لينتقل الإنسان إلى حياة أخرى دائمة لا نعلم عنها إلا النزر اليسير.

ونعود إلى السؤال الأول، هل تستحق منا هذه الحياة كل هذا التعب والشقاء ما دام الموت سيحصد كل شيء وسينهي كل أمر؟!

ولعل الإجابة نجدها في ثنايا القرآن الكريم، فالمؤمن هو الذي يأتي تصوره عن الحياة الدنيا موافقا لما في القرآن الكريم، فهو الذي يرى أن الدنيا مطية الآخرة، وهو من يرى أن الدنيا دار عمل وتكليف ويرى الآخرة دار تشريف (وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون).

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:51 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
احذروا الدنيا الفانية
خطبة ل الشيخ د. : حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
الحمد لله الذي جعل هذه الحياة دارَ تكليفٍ وفناء، والآخرة دارَ جزاءٍ وبقاءٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعدَ عبادَه المتقين بالجزاء الأوفى، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه العبدُ المُصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ أهل البرِّ والتقوى.

أما بعد:
فيا أيها المُسلمون: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فهي سبيلُ السعادة والفوز والنجاح دُنيا وأخرى.
عباد الله: إننا في زمنٍ عضُود، تغلَّبَت فيه المصالحُ الذاتيَّةُ عند كثيرٍ على القِيَم الدينية، وقُدِّمَت المنافعُ الشخصيَّة على المعايير الأخلاقية.
تحكَّم في النفوس حبُّ الدنيا، والاستغراقَ في السَّير وراءَ زخارِفها، أصبح الولاءُ عند كثيرٍ من الناس لهذه الدنيا الفانية، عليها يُوالون ويُعادون، ومن أجلها يُقدِّمون ويُؤخِّرون، بسببها يتصارَعون، ومن أجلِها ولتحصيلِها يتنازَعون.
معاشر المسلمين: إن أعظم المخاطر على دين العبد: السَّيرُ وراء حبِّ هذه الدنيا الفانية بدون ضوابط شرعية ولا قيود دينية.
من أشد الفتن على المسلم: التكالُب على متاع هذه الحياة الزائِلة، وجعْلُها الغايةَ والهدفَ بحدِّ ذاتِه دون رقابةٍ إيمانيَّةٍ، ومُراعاةٍ لأحكامٍ إسلامية.
نعم، معاشر المسلمين: من الفتن الخطيرة على المسلم: أن يجعلَ الدنيا أكبر همِّه، ومبلغَ علمه، ومحورَ سعيه، وغايةَ وجوده، يقول -جل وعلا- مُتوعِّدًا من هذا شأنُه: (وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) [إبراهيم: 2، 3]، ويقول -سبحانه- في هذا الشأن: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التغابن: 15].
قد تعوَّد نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- من هذه الحال المُزرِية، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "اللهم لا تجعل مُصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا".
معاشر المسلمين: من غلبَ حبُّ دُنياه على حبِّ دينه، وقدَّم شهواته على طاعة مولاه؛ فقد وقعَ في حبائلِ الشيطان الجِسام، ومصائدِه العِظام، يقول ربُّنا -جل وعلا- ناهيًا المُسلمَ عن هذه السبيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 5].
روى البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تعِسَ عبدُ الدينار، تعِسَ عبدُ الدرهم، تعِسَ عبدُ الخميصة، تعِسَ عبدُ الخَميلة، إن أُعطِيَ منها رضِي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ".
عباد الله: ما أحوجَنا في هذا العصر وقد طغَت فيه الحياةُ الماديَّةُ المُتوحِّشة، وعُبِد فيه الدرهمُ والدينارُ، وتحكَّمَت المناصبُ والولايات على نفوس بعضٍ، فأغوَتهم عن سَنن الشريعة وطريق العدالة؛ ما أحوجَنا جميعًا إلى مراجعةٍ للنفوس، ومُعالجةٍ لأمراضها الخطيرة، وأدوائِها القبيحة، مُتذكِّرين مواعِظ الوحيَيْن، مُمتثِلين لقِيَمهما، سالِكين رِضا الرحمن الرحيم، مُهتدِين بسُنَّة النبي الكريم -عليه أفضل الصلاة والتسليم-.
إخوة الإسلام: اسمَعوا لهذه الآية سماعَ تذكُّرٍ وتدبُّرٍ، سماعَ استِجابةٍ وانقِيادٍ، يقول -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس: 7، 8].
تعقَّلُوا -رحمكم الله- حديثًا جليلاً من سيدِنا ونبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذكَّر الدنيا، نتذكَّرُ الفقرَ ونتخوَّفُه، فقال: "آلفقرَ تخافُون؟! والذي نفسي بيده؛ لتُصبَّنَّ عليكم الدنيا صبًّا، حتى لا يزيغَ قلبَ أحدكم إزاغةً إلا هي"؛ أي: إلا هذه الحياة، "وايْمُ الله! لقد تركتُكم على مثل البيضاء، ليلُها ونهارُها سواء".
حديثٌ عظيمٌ، علَمٌ من أعلام النبوَّة، يُعالِجُ وضعَنا الخطيرَ في هذا الزمان، حديثٌ يُبيِّنُ أن أسبابَ المَيْل عن الحقِّ، وأن أشدَّ عوامل الانحِراف عن الطريق المُستقيم، وأن أعظم أبواب الفتن: تحكُّم الدنيا في القلوب، والإغراق في نَيْل شهواتها الفانِية، ولذَّاتها المُضمحِلَّة.
إن تعلُّق القلوب بالدنيا وملذَّاتِها إن لم يكن محكومًا بالحقائِق الإيمانية، والأخلاق الإسلامية؛ فإنه يجرُّ العبدَ إلى كل صفةٍ ذميمةٍ وفعلةٍ قبيحةٍ، وإلا فهل بخِلَ من بخِلَ عن الزكاة المفروضة إلا بسبب حبِّ الدرهم والدينار؟! هل حصلَ ظلمُ العباد إلا بسبب تغليبِ هذه الدنيا الفانِية وحبِّ شهواتها المُضمحِلَّة؟! هل ارتكَسَ بعضٌ في جريمةِ الكذِبِ والغشِّ والخِداع والحسَد إلا بسبب سيطرة هذا الحُطام الفانِي؟!
فحبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئةٍ، حبُّ الدنيا لِذاتِها بدون تقيُّدٍ بأحكام الإسلام رأسُ كل خطيئةٍ، روى البخاري عن أبي سعيدٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أكثرَ ما أخافُ عليكم: ما يُخرِجُ الله لكم من بركات الأرض". قيل: وما بركاتُ الأرض؟! قال: "زهرةُ الدنيا".
فيا معشر المسلمين: ألا نتعقَّلُ، ألا نتذكَّر في حقيقة هذه الدنيا، وأنها دارٌ محفوفةٌ بالمصائِب، مليئةٌ بالرَّزايا، مُحاطةٌ بالمخاوِف والمخاطِر؟! هل من العقل السليم والمنهَج القوِيم أن نغترَّ بزخارِفِها وبهارِجِها الخدَّاعة عن نَيْل وطلب الدار الباقية؟!
ألستَ -أيها المخلوق- إلى فناءٍ مُحقَّق؟! ألم تستبصِر أن دُنياك مثلُ فيءٍ أظلَّك ثم أذِن للزوال؟!
يقول ربُّنا -جل وعلا-: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
فوالله ما أقبلَ عليها امرؤٌ مُعرِضًا عن أوامر الله -جل وعلا-، واقعًا في نواهِيه، وما أقبلَت عليها أمةُ الإسلام مُبتعِدةً عن منهج الدين إلا كانت الندامةُ عظيمة، والعاقبةُ والحسرةُ كبيرة.
ذُكِر أن أحد الملوك جُمِعَت له الدنيا في زمانِه، فنالَ من حلالِها وحرامِها، وما تشتهِيه الأنفُس، فعندما وافاه الأجلُ تذكَّرَ حالَه في الدنيا وما آلَ إليه مصيرُه، فقال: يا ليتني لم أملِك هذا المُلك وكنتُ عسيفًا -أي: أجيرًا-، أو راعيًا في غنَمٍ.
فيا أيها المسلم، يا أيتها الأمة المسلمة: لا تُساوِمي على دينك بشيءٍ من زخارِفِ هذه الدنيا ولو كان عظيمًا، تكن السعادةُ والعزَّة والاستقرار والأمن.
يا مَن أعمَته الدنيا وآثرَ حُطامَها، فسفَك الدماَء المعصومة، وهتَك الأعراضَ المصُونة، وسلَبَ الأموالَ المُحترَمة، كلُّ ذلك من أجل هذه الدنيا: لقد أجرمتَ جُرمًا عظيمًا، وعصيتَ جبَّارًا كبيرًا، فراقِب ربَّك، وعُد إلى رُشدك، وتذكَّر مصيرَك.
يا مَن غرَّته هذه الدنيا، فسعَى لجمعِها من الحلال والحرام! اتَّق اللهَ قبل فواتِ الأوان، قبل مُفارقَة المال والأهل والأوطان.
يا مَن يتعاملُ بالرِّبا وينشُره في التعامُلات بين المُسلمين: خفِ اللهَ -جل وعلا-، واحذَر سخطَه، فأخذُه أليمٌ شديدٌ.
يا مَن أطلقَ العَنانَ من أبناء المُسلمين لقنوات الفضائِح ونشرِها بين إخوانِه المُؤمنين: تُب إلى ربِّك، تذكَّر قولَ الله -جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور: 19].
يا أحبابَ القنوات الماجِنة: ألم يأنِ أن ترجِعوا إلى ربِّكم وأنتم ترَون الفتنَ تُحيطُ بالمُسلمين من كل جانبٍ؟! ألا تخشَون من عقوبةٍ عاجِلةٍ في مالٍ أو في نفسٍ، أو من عاقبةٍ سيئةٍ في الآخرة؟! فحينئذٍ لاتَ حين ساعة مندَم.
ربُّنا -جل وعلا- يقول عن الذين طغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، قال ربُّنا -جل وعلا-: (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 13، 14].
يا مَن زيَّنَت له نفسُه الأمَّارةُ بالسوء المُتاجَرةَ بالوظيفة، فأصبحَ من المُرتَشين المُفسِدين: تذكَّر لعنةَ الله على هذه الأعمال الإجرامية، والأعمال القبيحة. اعلَم أن ما تأخذُه نارٌ وشنارٌ وعارٌ، فبادِر بالتوبة، وعاجِل بالأوبَة.
يا مَن يغشُّ في تنفيذ المشاريع العامَّة التي تختصُّ جميعَ المُسلمين: إن جمعتَ بسبب هذا الغشِّ أموالاً طائِلةً ودُنيا ضخمة، فاعلَم أن ما لك منها إلا ما أكلتَ وشربتَ ولبِستَ، واعلَم حينئذٍ أن اللهَ لك بالمِرصاد، فحريٌّ أن تُبتلَى بعقوبةٍ عاجِلة، ما يُنتظَر من الوعيد الشديد في الآخرة لمن هذا عملُه.
وإلا فغشُّ المُسلمين جميعًا أمرٌ عظيمٌ، جُرمٌ جسيمٌ، كما دلَّت عليه النصوصُ الشرعيةُ، والبعضُ يتهاوَنُ بهذا؛ لأنه قد يكون ليس عليه رقابةٌ من المخلوق، وينسَى رقابةَ الخالق.
يا مَن يتربَّحُ بوظيفته في الأموال العامَّة التي هي للمُسلمين سابقًا ولاحِقًا: تذكَّر الآخرة، اعلَم أنك مُفارِقٌ هذه الدنيا الفانِية، ومُقبِلٌ على دارٍ باقِية، تذكَّر موقفَك أمام الملِك الجبَّار، تذكَّر السؤالَ في القبر، تذكَّر أن كل مُسلمٍ من الأجيال الحاضِرة والمُستقبَلة سيكون خصمًا لك فيما تلاعبتَ فيه من الأموال العامَّة.
ألم يقُل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ لحمٍ نبَت من سُحتٍ فالنارُ أولَى به، إن أقوامًا يتخوَّضُون في مالِ الله بغير حقٍّ، فلهم النارُ يوم القيامة".
يا مَن غرَّه منصِبُه فأصبحَ يظلِمُ من أجل البقاءِ في هذا المنصِب والمُحافَظة عليه، فتجِدُه يُؤذِي من يُعادِيه من الخلق، وينفعُ بهذا المنصِب من يهوَى لقرابةٍ أو صداقةٍ: اعلَم أن المنصِبَ لا يبقَى. إن الوظائف -كما قال القائلُ-:
إن الوظائفَ لا تدومُ لواحِدٍ *** إن كنتَ تُنكِرُ ذا فأينَ الأولُ؟!
إن الأيامَ دُوَل، فإياك -يا صاحبَ المنصِب- من تصرُّفات الخِيانة، وتضييع الأمانة؛ فالمنصِبُ من الولايات العامَّة إنما هو لتحقيق مصالِح المُسلمين، ودرء المفاسِد عنهم، فإياك أن تُحابِي أحدًا عن أحد، أو أن تجعلَ المنصِبَ غنيمةً لمصالِحك ومصالِح أقارِبك.
كُن أمينًا في تصرُّفاتك، عدلاً في أفعالك وقراراتك، فلئن غفلَت عينُ المُراقبة النِّظاميَّة عنك، فاعلَم أن ربَّك يعلمُ خائِنةَ الأعيُن وما تُخفِي الصدور؛ فشرُّ الناس من ضرَّ دينَه بنفع دُنيا غيره، ولا يهلَكُ على الله إلا هالِكٌ.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "كل الناسِ يغدُو؛ فبائِعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقُها". رواه مسلم.
أي: كل إنسانٍ يسعَى بنفسِه في هذه الحياة؛ فمنهم من يبيعُها لله -جل وعلا- بطاعتِه والتقيُّد بأوامره، فيُعتِقَها حينئذٍ من العذاب، ومنهم من يبيعُها للشيطان وللدُّنيا والهوَى، باتباع ذلك وتغليبِه على أمور دينِه، فيُوبِقَها حينئذٍ؛ أي: يُهلِكُها.
أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.






ناريمان الشريف 10-30-2019 07:53 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
حقيقة الحياة الدنيا
بقلم هارون يحيى


تأمل صورة هذه الرجل يقدر عمره بسبعين عاما. ترى ماذا يدور في خلده حول الأيام التي مضت من عمره؟

هذا وغيره من الناس من الذين عاشوا قرابة سبعين أو ثمانين عاما يصابون بالدهشة والاستغراب ويتساءلون في أنفسهم: كيف مرت كل هذه الأعوام الطويلة بهذه السرعة دون أن يشعروا بها؟ بل سيقولون لك :"لم أفهم شيئا يذكر من هذه الحياة التي مرت في لمح البصر"!.

وعندما كانت هذه الرجل في العشرين من عمره وفي ريعان شبابه لم يكن يتصور أبدا أن يد الشيخوخة سوف تطاله في يوم من الأيام ولم يدر ذلك في خياله.

ولو طلبنا من هذه الرجل أن يلخص لنا كتابة حياته التي عاشها فسوف يقول لك: "أجل!… لقد مرت كل هذه الأعوام في لمح البصر و إذا أردت مني أن أدونها لك فلا أستطيع سوى كتابة خمسة أو ستة أسطر, أو إذا أردت فيمكن أن أتكلم عنها لمدة ست ساعات. . . هذا كل ما في الأمر"!.

إن الشخص الذي عاش في خضم كل هذه الأعوام ستتبادر إلى ذهنه بعض الأسئلة المهمة:

- ما غاية هذه الحياة التي مرت كلمح البصر؟

- لأي غاية عشت هذه الأعوام السبعين؟

- حسنا!. . . ماذا سيحدث بعد الآن؟

لاشك بأننا سنسمع رأيين مختلفين لو طرحنا هذا السؤال على مجموعتين من الناس. المجموعة الأولى هي المجموعة غير المؤمنة بالله والمجموعة الثانية هم الأشخاص الذين يؤمنون إيمانا صادقاً لا يعتريه الشك بوجود الله. إن إجابة أي شخص من المجموعة الأولى -على الأغلب - ستكون كالأتي:

" لقد مرت معظم سنين حياتي لغايات تافهة وفارغة, فلم أفهم بوضوح لأي غاية عشت هذه السنين السبعين. بداية كنت أعيش من أجل أمي وأبي ومن ثم من أجل زوجتي ومن ثم لأجل أولادي. . . أما الآن فإن الموت بدأ يقترب مني وسأرحل قريبا عن هذه الدنيا. . . وماذا بعد ذلك؟. . . ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا أدري. . . ولكن بالتأكيد سينتهي كل شيء. "

يتبع

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:54 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
إن أسباب هذا الفراغ الذي يقع فيه أمثال هؤلاء هي عدم إدراكهم غاية خلق جميع الموجودات والأحياء, وهذه الغاية هي وراء خلق جميع هذه الكائنات. إن الإنسان العاقل الذي إذا ألقى نظرة من حوله سيدرك أن هذا النظام المدهش والفريد من نوعه الذي يحيط به قد أوجده وصوره خالق ينفرد بعلم لانهائي وبقدرة غير محدودة. إن عدم ظهور هذه الموجودات والكائنات بشكل اعتباطي أو عشوائي أو نتيجة مصادفات، بل ضمن مخطط زمني منظم غاية النظام يجسد الغاية التي خلقت من أجلها. وإن هذه الغاية قد دلنا عليها رب العالمين من خلال كتابه العزيز وهو القرآن الكريم المرسل هدى للناس أجمعين.

إن الشخص المؤمن بالله عز وجل والذي يضع نصب عينيه هذه الحقائق سيجيب على هذه الأسئلة السابقة بصورة صحيحة وسيقول:

" لقد خلقني الله رب العالمين وأرسلني إلى هذه الدنيا, وكلفني أن أقضي هذه المدة في العبودية له وبأحسن وجه, وقد أختبرني لهذا الغرض وأمتحنني. وكنت أعلم مسبقا بأن هذه الحياة قصيرة وزائلة وستمر في لمح البصر, لذا بذلت جهدي لكي أكون عبداً مطيعاً لا ينخدع بمباهج هذه الحياة الفانية وبملذاتها.

ثم تسألني: ماذا بعد ذلك؟… لقد حاولت طوال حياتي أن أكون عبدا صالحا أقوم بجميع ما أمرني الله به على أكمل وجه، لأن طموحي وأملي كان هو الفوز بالسعادة الأبدية بالدخول إلى الجنة، والفوز بها. وأنا انتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أمثل فيه أمام رب العالمين".

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:55 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
ولاستعراض الفرق بشكل أفضل بين هاتين المجموعتين التي ورد ذكرهما أعلاه يستحسن أن نركز على هاتين النقطتين:

إن إيمان أكثرهم بوجود الله لا يمثل الإيمان الحقيقي, فكثير منهم يؤمنون بوجوده ولكنهم لا يدركون الأهمية الكبرى لهذه الحقيقة العظمى, فالفكرة الباطلة والسائدة بين أغلبية الناس هي أن الله خلقهم وتركهم يتصرفون كما يحلو لهم، وترك حبلهم على غاربهم. وقد نبه القرآن المنزل لإرشاد الإنسانية إلى أنه عندما يطرح سؤال من خلق السماوات والأرض على الناس لأجابوا: الله. ولكنهم مع هذا لا يستفيدون من هذا ولا يعتبرون.

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (لقمان 25)

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فأنّى يُؤْفَكُون وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (زخرف 87)
لهذا فإننا نرى في حياتنا اليومية أن انقياد هؤلاء البشر إلى هذا التفكير الخاطئ قد أدى إلى انعدام تواصلهم الروحي مع الله تعالى، وهم يحسبون أنهم قد تحلوا بصفات حميدة في الحياة الدنيا ستكون كفيلة بأن تأخذ بأيديهم إلى الجنة بعد أن يقضوا فترة قصيرة من الزمان في عذاب جهنم. وبجانب هذا فإن هناك قسماً كبيراً يعتقدون بأن الله خلق لهم هذه النعم وأنه يجب أن يتنعموا بها إلى أقصى حد ممكن دون أي اعتبارات أخرى. وبمثل هذا المنطق الناقص والتفكير الساذج يستمرون في ممارسة حياتهم اليومية بشكل عادي دون الالتفاف إلى حكمة وغاية هذه النعم الربانية. ولكن الحقيقة عكس هذا بالتأكيد، لأن هؤلاء الذين نسوا الله يعيشون في الحقيقة في غفلة كبيرة وعميقة وهذا ما أشار إليه الله في كتابه العزيز:

يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ (الروم 7)

يتبع

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:56 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
فمثل هؤلاء البشر الذين يعيشون في غفلة تامة لا يدركون حقيقة هذه الحياة، ولا ماهيتها حق الإدراك, ولا يخطر على بالهم بأن هذه الحياة قصيرة جداً لدرجة إنها تمر كلمح البصر. ويمكن أن ندرك هذه الحقيقة إن أجلنا طرفنا فيما حوالينا. ومن المفارقات الغريبة أننا كثيرا ما نسمع من الذين يتندرون بإطلاق بعض الأمثال الشعبية المعروفة والتي تشير إلى تفاهة هذه الحياة وزوالها منها:

(دنيا فانية ). . . أو ( آه من هذه الدنيا الزائلة ). . . . أو (ماحدش واخد منها حاجة) !!. . . . إلخ

ولكن عندما نمعن النظر في هذه العبارات نرى أنها ليست في الحقيقة سوى عبارات وشعارات جوفاء لا تعكس وجهة نظرهم الحقيقية. لأن مثل هذه العبارات ما هي إلا عبارات شعبية مأثورة يتداولها الناس فيما بينهم دون فهم صحيح لمدلولاتها ولا لمعانيها الحقيقية. والغريب أنه بعد طرح عبارات مثل: "دنيا فإنية" أو "كم مرة يعيش الإنسان؟". . . . نرى تكملة لهذه العبارات إجابات تنم عن منطق ضحل مثل: "لذا علينا أن نعيش هذه الحياة بشكل مكثف ولا نهدر هذه الفرصة".

ولكن كون هذه الحياة قصيرة وفانية والموت هو نهايتها الحتمية، والإنسان يأتي إليها لمرة واحدة فقط. كان من المفروض أن يعد هذا الأمر من أهم الحقائق بالنسبة إلى الإنسان. قد لا ينتبه معظم الناس إلى هذه الحقيقة إلا بعد أن يصلوا إلى عمر متقدم. ولكن ما أن ينتبهوا إليها عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا النظر في طراز حياتهم فينظمونها من جديد وحسب مرضاة الله وما يريده منهم. إن الحياة قصيرة ولكن الروح يظل بمشيئة الله -خالدا إلى الأبد. وماذا تعني حياة قصيرة أمدها بين ستين إلى سبعين عاما بجانب الحياة الأبدية التي ليست لها حدود؟!!.

أليست من الحماقة أن يضحي الإنسان بكل شيء من أجل متعة قصيرة وفانية؟.

ولكننا نرى أن المنكرين يسعون طوال حياتهم من أجل غايات فارغة وتافهة ويستنفدونها في سبيل هذه الأهداف الفارغة ناسين الله تعالى. وعلى الرغم من كل هذا فإنهم لا ينجحون– في الغالب- في تحقيق هذه الغايات الفارغة رغم كل هذا الجري واللهاث لأن نفوسهم لا تشبع بل هي جائعة على الدوام. لأنهم وببساطة يطلبون المزيد ثم المزيد ولا يكتفون ولا تشبع نفوسهم أبداًَ. فإذا وصلوا إلى غاية ما تراهم يحاولون الوصول إلى غاية أكبر منها. ولأنهم إن حصلوا على وضع أو مرتبة ما يحاولون الوصول إلى مرتبة أعلى، ثم مرتبة أعلى. . . وهكذا يقضون حياتهم في الجري لإشباع رغباتهم التي لاتعرف الشبع حتى يدركهم الموت. إنّ رغباتهم في الحصول على الشهرة والمال والمتعة تظل ناقصة بالمعايير الدنيوية, لأنه ستظهر أمامهم بالتأكيد أشياء أحسن مما موجود لديهم.

فعلى سبيل المثال نرى أحدهم يحلم دوما باقتناء إحدى السيارات ذات الطراز الرياضي الحديث, فنراه بعد محاولات كثيرة وصعبة يحصل على هذه السيارة الغالية ويحقق حلمه هذا الذي طالما سعى لتحقيقه. ولكن ماذا نرى؟ لقد ظهرت وستظهر أنواع أخرى من هذه السيارات التي تحتوي على ميزات أحسن وأفضل وأحدث. أو لنفكر في شخص قد قضى زمنا طويلا في جمع النقود اللازمة لشراء بيت طالما حلم أن يقتنيه ويعيش فيه. ولكننا نراه بعد تحقيقه لحلمه واقتنائه ذلك البيت بعد كل هذا التعب والعناء- يصادف بيتا آخر أجمل بكثير من بيته, فنراه وقد تملكه الإحباط والحزن، وبدأ بيته يفقد في نظره جاذبيته السابقة. بالإضافة إلى الألم الذي ينتاب الذين يرون ما يعتري ممتلكاتهم من اندثار بسبب القدم وما تجريه السنوات عليها من آثار سلبية.
يتبع

ناريمان الشريف 10-30-2019 07:57 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
إن التقدم العلمي المدهش يقدم للإنسان دوما أجهزة أحدث وأجمل وأحسن، فتفقد ما لدى هؤلاء من هذه الممتلكات رونقها وجاذبيتها وتبدو قديمة في أعينهم. ويستمرون طوال حياتهم في الدوران في هذه الدائرة المفرغة فلا تسكن نفوسهم أبدا ويظلون في لهاث دائم للحصول على الأجمل وعلى الأحسن. . وبعد الحصول عليه يعتق هذا الشيء عنده ويفقد قيمته فيبدأ البحث عن الجديد مرة أخرى، وعن الأجمل. . . هذه هي الدائرة المفرغة التي عاش فيها الإنسان طوال التاريخ. لذا فإن الإنسان العاقل يجب أن يقف وأن يراجع نفسه في هذا الأمر ويعلم أن هذا الجري الأعمى لن يؤدي إلى نتيجة وان يقول لنفسه:

" لا بد وأن هناك خطأ كبيراً في هذا الطراز من التفكير".

لكن نرى مع الأسف أن أغلبية الناس لا يملكون مثل هذا المنطق ويظلون يجرون وراء أحلام وخيالات لا يمكن أن تتحقق, بينما لا يستطيع أحد منا أن يضمن حياته حتى لبضع دقائق قادمة فالتعرض إلى حادثة سيارة، والتحول إلى شخص معاق، أو التعرض حتى للموت من الأمور السهلة والاعتيادية. والشخص الذي يتذكر الموت للحظة واحدة يدرك تمام الإدراك أنه عندما يثوى في قبره فلن يجديه نفعاً لا المال ولا الأولاد ولا المنصب أو الجاه ولا أي شخص من الأشخاص الذين كانوا موجودين حواليه. وسواء أكان غنياً أم فقيراً, جميلاً أم قبيحاً، فكل إنسان سيلف ببضعة أمتار من الكفن ويدفن في القبر.

ناريمان الشريف 10-30-2019 08:01 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
حياتك الدنيا ثلاث ساعات
ساعة الضعف الأولى / الطفولة
ساعة القوة / الشباب
ساعة الضعف الثانية / الشيخوخة
قال الله تبارك وتعالى في سورة الروم :
بسم الله الرحمن الرحيم
((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)
صدق الله العظيم

فارس العمر 11-05-2019 12:44 AM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هذه هي الدنيا ..
أريدك لتراها ـ كما هي ـ مجردة من زخرفها الخداع ، عارية عن زينتها المُغررة .. أريدك لتطالعها ـ على حقيقتها وأصل خلقتها ـ بغير "رتوش" ولا "تذويق" ...
وهل هي إلا كما قال الله جل وعلا:
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ يونس: 24] . .
فهي إلى زوال ، وإن طال المقام ، وما مقامها بطويل .. إن هي إلا أنفاس معدودة في أماكن محدودة ، يحصرها عمر مقدر ، وما يعمر من معمر ـ فيها ـ إلا كعابر سبيل ...

منقول محتصر

العنود العلي 11-05-2019 06:49 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
هيَ الدُّنيا تُقاسيها فتَقسو
وإن هوَّنتها بالحُبِّ هانَت!
وإن جارت عليك لا تحنو
كأنها صخرة ما لانت

ناريمان الشريف 11-05-2019 09:53 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس العمر (المشاركة 244448)
هذه هي الدنيا ..
أريدك لتراها ـ كما هي ـ مجردة من زخرفها الخداع ، عارية عن زينتها المُغررة .. أريدك لتطالعها ـ على حقيقتها وأصل خلقتها ـ بغير "رتوش" ولا "تذويق" ...
وهل هي إلا كما قال الله جل وعلا:
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ يونس: 24] . .
فهي إلى زوال ، وإن طال المقام ، وما مقامها بطويل .. إن هي إلا أنفاس معدودة في أماكن محدودة ، يحصرها عمر مقدر ، وما يعمر من معمر ـ فيها ـ إلا كعابر سبيل ...

منقول محتصر

منقول بالمختصر ... رائع
سلمت أخي
يسعد مساك

ناريمان الشريف 11-05-2019 09:54 PM

رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 244470)
هيَ الدُّنيا تُقاسيها فتَقسو
وإن هوَّنتها بالحُبِّ هانَت!
وإن جارت عليك لا تحنو
كأنها صخرة ما لانت

وصف جميل
بوركت وبورك حضورك
تحية


الساعة الآن 02:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team